الباء في قوله تعالى: كذبت ثمود بطغواها

إنضم
09/09/2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الهند
لقد أورد العلامة السمين الحلبي ثلاثة أقوال في هذه الباء وقال:
(قوله : { بِطَغْوَاهَآ } : في هذه الباء ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنها للاستعانةِ مجازاً ، كقولِه : « كتبتُ بالقلمِ » وبه بدأ الزمخشري ويعني فَعَلَتِ التكذيبَ بطُغْيانها ، كقولك : « ظلمَني بجُرْأتِه على الله تعالى » الثاني : أنها للتعدية ، أي : كَذَبَتْ بما أُوْعِدَتْ به مِنْ عذابها ذي الطُّغيان ، كقولِه تعالى { فَأُهْلِكُواْ بالطاغية } [ الحاقة : 5 ] . والثالث : أنها للسببية ، أي : بسبب طُغْيانِها.)

وقد ذكر فضيلة الشيخ محمد أمانة الله الإصلاحي وجها آخر في تلك الباء وهو أن الباء للمصاحبة أو الملابسة. ونظيره قوله تعالى في سورة الإسراء: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. قال الزمخشري: وقوله، بحمده، حال منهم، أي حامدين. وقال ابن عاشور والباء في (بحمده) للملابسة فهي في معنى الحال، أي حامدين.
وبذلك يكون معنى الآية: كذبت ثمود وهم ملتبسون في الطغيان.
ولله الحمد.
 
لقد قدّمت هذا الوجه بين يدي القراء لأنني مع وجاهته وقوته لم أجده عند أحد من المعربين، فلعل أحدا يرشدني إن وقف على هذا الوجه عند أحدهم. ولكم جزيل الشكر.
 
عودة
أعلى