خلدون الحسيني
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد النبي الامي الامين
اشهد ان لا اله الا الله رفيع الدرجات له الحمد بيده ملكوت كل شيء سبحانه عظيم الشان ذو العرش بديع السماوات والارض لا اله الا هو خالق كل شيء انما امره ان يقول كن فيكون واشهد ان محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة تمام البلاغ وادى الامانة على خير وجه اداها حامل لها اشهدها شاكرا شهادة المتحقق المتيقن فالحمد لله رب العالمين.
قال تعالى في كتابه الحكيم
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد 75
وقال تعالى
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الحج 22
وقال تعالى
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)الاحقاف 46
صدق الله العظيم
في البدايه اوجه التحية الى العلماء الافاضل و جل الكرام القائمين على هذا الملتقى المبارك وعلى الزملاء الاحباء فالسلام عليكم ورحمة الله.
لقد اثرت ان تكون اول مشاركاتي في ملتقى الانتصار للقران الكريم رغم ان سبب تسجيلي هو عرض بعض لطائف وعجائب الكتاب الفصل من فضل الله علي بين ايديكم لكن الانتصار للقران والذب عن الفرقان خير واحسن مآلا فارى الاستعجال به واحب ان انوه انني لست ذلك المتابع لاعمال الاستشراق والتبشير و الردود عليها وارى ان كثيرا منكم هنا ذلك ...لكن التمس منكم ان يكون بينكم بعض الفسحة لامثالي يحاولون جهدهم بذلك القليل الذي ملكوه.
بما انني رجل قانون لاحظت عند استعراضي لبعض ما في الملتقى و القليل الذي سبق واطلعت عليه من الكتب والمقالات ان محاولات المستشرقين الضئيله في الرد على البيان العظيم للقران الكريم تكاد تنحصر فيما سبقهم اليه سلف المكذبين في عصر الجاهليه فهم يدورون دائرتهم مع تطور الشكل لا المضمون بين جعل القران مجرد عمل ادبي كقول من سبقهم شاعر او جعله كهانه و سجع لا يفهم او جعله ارث من سبق ...تصرف لهم الايات فيقولون درس وبين ان يلتفتون عن محكمه الى متشابهه ليجعلوه مختلفا ولو كان من عند غير الله لوجدوا به اختلافا كثيرا فسبحان من انزل القران و علم الامي الامين البيان صلى الله عليه وسلم وارى الموقع الالكتروني التالي يلخص تلك الترهات باحتراف.
القرآن ليس معجزة؛ مشاكل لغوية، علمية، وتاريخية؛ متناقضات؛ نسخ؛ ووحي شيطاني
مع العلم ان ردودنا في هذا المجال ليست نابعه من الحاجه الى الرد عليهم ولكنها نابعه من قدسية الكتاب و الدين الحنيف فترنا نلتفت لصغائرهم التي جائوا بها ندفعها تقديسا لكلام الله, فالكتاب بحد ذاته ينطق بخير الرد على خير وجه بدون الحاجة لاحد للانتصار له بل نحن من ننصر به.
كما انني قد لاحظت ان كثيرا من الردود عليهم تنصب على الادله التفصيليه التي ربما قد اصابوا بها لكنهم جعلوها دليلا لما توهموه بغير دليل ولا قرينة تعتبر....فتراهم يعتقدون ان اثبات وجود شيء يثبت حقيقة شيء اخر بالضروره و بغير دليل فهم اتخذوا حجة ما يحتاج ادلة لاثبات صحة الربط بينه وبين زعمهم الاساسي ومغزاهم وهو الزعم ان القران قول بشر و بالتحدث بصفتي قانوني ارى ان يكون انصباب الردود عليهم من حيث عدم صحة اعتبارها ادله او قرائن بدون اثبات الارتباط بينها وبين دعواهم الاساسيه بشكل قطعي لا يحتمل وجها اخر ; فالوقائع تثبتها وقائع اخرى تتصل بها بشكل محكم وبين لا بشكل احتمالي كما جميع ادلتهم وقرائنهم.
هم احسنوا الصنيع عندما انصب غالب جهدهم على دراسة القران الكريم فهو المنطلق الوحيد لثبوت صدق النبي اوعدمه لكنهم درسوه بمنهجية تجريم المتهم سالفا وسعي تكذيبه وهو مما لا يجوز فالمتهم بريء حتى ثبوت الادانه وهذا الانحياز واضح جدا بسبب تمسكهم بما يحتمل غيره واعتبارها ادله وقران فلم يدرسوه دراسة المتحققين بل دراسة المغرضين الملفقين فتراهم وقعوا بكثير من المغالطات والتخرصات التي من السهل على غير المتخصصين من امثالي ردها بكل ثقه.
على سبيل المثال هم انكبوا على اثبات وجود اتصال بين القران و لغات اخرى يريدون بذلك انه ليس وحيا بل مجرد تراكم عدة ثقافات ومزيج لها فهم استدلوا على وجود هذا الاتصال بشكل قوي ولكنهم استدلوا بالواهيات للربط بينها وبين مزاعمهم بل نحن نرى من علماء التفسير المسلمين من وجد رابطا بين الثقافات الاخرى والقران الكريم ولم تشكل اي عقبه امام ايمانهم به بل زادهم ذلك ايمانا
اذا هم اثبتوا تلك الواقعه لكنهم استدلوا وهما ان ذلك يعني بالضرورة كذب النبي متجاهلين ان القران نفسه يقرر انه من ذات السراج الذي سرج مكارم الاخلاق في المجتمعات البشريه على مر الزمن فتراهم اتخذوا هذه القرائن الواهيه دليلا بغير حق مع انها في الوجه الاخر والاحتمال الاخر ايات صرفت لهم.
حسنا... من لم يقبل ادلتهم او قصر علمه عن التمكن من التحقق عليه بسبل اخرى بحيث تبطل الروابط بين ما اثبتوه وبين زعمهم فالله تعالى يعلمنا في القران الكريم احد سبل المحاججه العقليه الصرفه وهي الانجع مع القوم بنظري بل امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك النوع من الجدال فارى اتباعه.
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) الاسراء 17
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)الانبياء 21
فهي القفز عن الخوض بشتت الحق من اقوالهم الى صلب الباطل الذي ارادوه وزعموه وهو التسليم جدلا; بان لو كان حقا كذا لكان ذلك الباطل.
فسبحان من قال ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88))) الاسراء 17
فنقول على فرض التسليم بوجود ارث ثقافي من ثقافات الامم السابقه لو صح ما سبق من المثال لكان الاولى بالعرب المشركين وغيرهم من اهل ذاك الزمن الاعتذار بذلك فحيرتهم و تخبطهم بين شاعر وكاهن مجنون وساحر او دارس تكفي لعدم وجود هذا العذر فلو كان النبي الامي من الدرسه لكان تركيز من سبق من المكذبين على هذا الامر بالضروره الا لو اجتمع الغباء على اغلبهم ولو افترضنا تواطئ العرب وقريش خاصه لاحداث ملك لما كانت تلك الحروب والغزوات الطاحنه فحيث لم ينقل عنهم ذلك باي مرحله بما يعتبر من النقل مع العلم ان شهادة كلى الطرفين مجروحة بالنسبة للبعضهم فلا يمكن بتاتا اثبات تلك الوقائع وحيث ان الحكم والقاضي يجب ان يكون غير ذي صلة او مصلحه وجب ان يكون العلم هو القاضي والحكم والعلم هنا ....اقصد به العلوم التي لا تدع مجالا للانكار ومن الجدير بالذكر ان العلوم التي ينطبق عليها هذا الوصف في عصرنا هي العلوم التجريبيه من فزياء وكيمياء وجيولوجيا الخ... فهي ما برع به اهل هذا الزمان وهي ما يجب ان يكون الحكم بينهم .
ومن الجدير بالذكر ان العلوم القانونيه الوضعيه تطورت في شان البينه والاثبات الى الاعتبار بمن يستدل خبرة بالقرائن يسمى شاهدا وهذا ما تقرره سالفا سورة يوسف 12 الايه 26 ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ))فهذا مما اتعجب منه وهو من العلامات مع العلم رفض ساداتنا الفقهاء الى اليوم اعتبار خبرة الاطباء والمختبرات الطبيه شهاده في موضوع اثبات النسب وقصرهم الشهادة على الادراك رؤية وسماع.
فمن هذا المنطلق ادعوا ان تكون الردود على المكذبين من هذا الباب من باب الاعجاز وخصوصا الاعجاز العلمي للقران والسنه متلافين الخوض بشتاتهم فهي خير وسيلة الان لبيان الحجه القائمة عليهم بان ياتوا بمثل هذا الكتاب لو كانوا صادقين.
ومن هذا المنطلق ايضا ادعوا لجعل هذا الموضوع متجددا بما يزخر كتاب الله من الايات والبينات التي اعجزتنا بما برعنا به في هذا العصر وابدأ بنقل مع قليل التصرف عن الاستاذ الدكتور زعلول النجار حفظه الله وجزاه خيرا فهو ممن برع بهذا الجانب كونه من اهل العلوم التجريبيه وقد تشرفت بدراسة مادة الاعجاز العلمي على يديه فوالله لقد برع واقنع وازداد الايمان بسببه.
فاختار من قوله تعالى الايات الكريمه التاليه:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الانبياء21
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت41
https://www.youtube.com/watch?v=HWFERd0L0aw
فكما نرى هنا الايات الكريمه تخبر قبل مئات السنين بكيفية بدء خلق الكون وتخص الذين كفروا برؤية ذلك وذلك والله من الانباء بالغيب فالاخبار بكون الكون كان رتقا ففتق وكان دخانا فسماء فيوسع وبكون الكافرين مختصين برؤية ذلك يكفي للايمان بكل ما جاء به القران من محكم ومتشابه والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوه.
فمن كان يعلم هذا قبل 1400 سنه بل من كان ليصدف مثل هذا بل من كان ليفتري مثله وليأتونا بصدف مثلها وافترائات لو كانوا صادقين.
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد النبي الامي الامين
اشهد ان لا اله الا الله رفيع الدرجات له الحمد بيده ملكوت كل شيء سبحانه عظيم الشان ذو العرش بديع السماوات والارض لا اله الا هو خالق كل شيء انما امره ان يقول كن فيكون واشهد ان محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة تمام البلاغ وادى الامانة على خير وجه اداها حامل لها اشهدها شاكرا شهادة المتحقق المتيقن فالحمد لله رب العالمين.
قال تعالى في كتابه الحكيم
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد 75
وقال تعالى
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الحج 22
وقال تعالى
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)الاحقاف 46
صدق الله العظيم
في البدايه اوجه التحية الى العلماء الافاضل و جل الكرام القائمين على هذا الملتقى المبارك وعلى الزملاء الاحباء فالسلام عليكم ورحمة الله.
لقد اثرت ان تكون اول مشاركاتي في ملتقى الانتصار للقران الكريم رغم ان سبب تسجيلي هو عرض بعض لطائف وعجائب الكتاب الفصل من فضل الله علي بين ايديكم لكن الانتصار للقران والذب عن الفرقان خير واحسن مآلا فارى الاستعجال به واحب ان انوه انني لست ذلك المتابع لاعمال الاستشراق والتبشير و الردود عليها وارى ان كثيرا منكم هنا ذلك ...لكن التمس منكم ان يكون بينكم بعض الفسحة لامثالي يحاولون جهدهم بذلك القليل الذي ملكوه.
بما انني رجل قانون لاحظت عند استعراضي لبعض ما في الملتقى و القليل الذي سبق واطلعت عليه من الكتب والمقالات ان محاولات المستشرقين الضئيله في الرد على البيان العظيم للقران الكريم تكاد تنحصر فيما سبقهم اليه سلف المكذبين في عصر الجاهليه فهم يدورون دائرتهم مع تطور الشكل لا المضمون بين جعل القران مجرد عمل ادبي كقول من سبقهم شاعر او جعله كهانه و سجع لا يفهم او جعله ارث من سبق ...تصرف لهم الايات فيقولون درس وبين ان يلتفتون عن محكمه الى متشابهه ليجعلوه مختلفا ولو كان من عند غير الله لوجدوا به اختلافا كثيرا فسبحان من انزل القران و علم الامي الامين البيان صلى الله عليه وسلم وارى الموقع الالكتروني التالي يلخص تلك الترهات باحتراف.
القرآن ليس معجزة؛ مشاكل لغوية، علمية، وتاريخية؛ متناقضات؛ نسخ؛ ووحي شيطاني
مع العلم ان ردودنا في هذا المجال ليست نابعه من الحاجه الى الرد عليهم ولكنها نابعه من قدسية الكتاب و الدين الحنيف فترنا نلتفت لصغائرهم التي جائوا بها ندفعها تقديسا لكلام الله, فالكتاب بحد ذاته ينطق بخير الرد على خير وجه بدون الحاجة لاحد للانتصار له بل نحن من ننصر به.
كما انني قد لاحظت ان كثيرا من الردود عليهم تنصب على الادله التفصيليه التي ربما قد اصابوا بها لكنهم جعلوها دليلا لما توهموه بغير دليل ولا قرينة تعتبر....فتراهم يعتقدون ان اثبات وجود شيء يثبت حقيقة شيء اخر بالضروره و بغير دليل فهم اتخذوا حجة ما يحتاج ادلة لاثبات صحة الربط بينه وبين زعمهم الاساسي ومغزاهم وهو الزعم ان القران قول بشر و بالتحدث بصفتي قانوني ارى ان يكون انصباب الردود عليهم من حيث عدم صحة اعتبارها ادله او قرائن بدون اثبات الارتباط بينها وبين دعواهم الاساسيه بشكل قطعي لا يحتمل وجها اخر ; فالوقائع تثبتها وقائع اخرى تتصل بها بشكل محكم وبين لا بشكل احتمالي كما جميع ادلتهم وقرائنهم.
هم احسنوا الصنيع عندما انصب غالب جهدهم على دراسة القران الكريم فهو المنطلق الوحيد لثبوت صدق النبي اوعدمه لكنهم درسوه بمنهجية تجريم المتهم سالفا وسعي تكذيبه وهو مما لا يجوز فالمتهم بريء حتى ثبوت الادانه وهذا الانحياز واضح جدا بسبب تمسكهم بما يحتمل غيره واعتبارها ادله وقران فلم يدرسوه دراسة المتحققين بل دراسة المغرضين الملفقين فتراهم وقعوا بكثير من المغالطات والتخرصات التي من السهل على غير المتخصصين من امثالي ردها بكل ثقه.
على سبيل المثال هم انكبوا على اثبات وجود اتصال بين القران و لغات اخرى يريدون بذلك انه ليس وحيا بل مجرد تراكم عدة ثقافات ومزيج لها فهم استدلوا على وجود هذا الاتصال بشكل قوي ولكنهم استدلوا بالواهيات للربط بينها وبين مزاعمهم بل نحن نرى من علماء التفسير المسلمين من وجد رابطا بين الثقافات الاخرى والقران الكريم ولم تشكل اي عقبه امام ايمانهم به بل زادهم ذلك ايمانا
اذا هم اثبتوا تلك الواقعه لكنهم استدلوا وهما ان ذلك يعني بالضرورة كذب النبي متجاهلين ان القران نفسه يقرر انه من ذات السراج الذي سرج مكارم الاخلاق في المجتمعات البشريه على مر الزمن فتراهم اتخذوا هذه القرائن الواهيه دليلا بغير حق مع انها في الوجه الاخر والاحتمال الاخر ايات صرفت لهم.
حسنا... من لم يقبل ادلتهم او قصر علمه عن التمكن من التحقق عليه بسبل اخرى بحيث تبطل الروابط بين ما اثبتوه وبين زعمهم فالله تعالى يعلمنا في القران الكريم احد سبل المحاججه العقليه الصرفه وهي الانجع مع القوم بنظري بل امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك النوع من الجدال فارى اتباعه.
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) الاسراء 17
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)الانبياء 21
فهي القفز عن الخوض بشتت الحق من اقوالهم الى صلب الباطل الذي ارادوه وزعموه وهو التسليم جدلا; بان لو كان حقا كذا لكان ذلك الباطل.
فسبحان من قال ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88))) الاسراء 17
فنقول على فرض التسليم بوجود ارث ثقافي من ثقافات الامم السابقه لو صح ما سبق من المثال لكان الاولى بالعرب المشركين وغيرهم من اهل ذاك الزمن الاعتذار بذلك فحيرتهم و تخبطهم بين شاعر وكاهن مجنون وساحر او دارس تكفي لعدم وجود هذا العذر فلو كان النبي الامي من الدرسه لكان تركيز من سبق من المكذبين على هذا الامر بالضروره الا لو اجتمع الغباء على اغلبهم ولو افترضنا تواطئ العرب وقريش خاصه لاحداث ملك لما كانت تلك الحروب والغزوات الطاحنه فحيث لم ينقل عنهم ذلك باي مرحله بما يعتبر من النقل مع العلم ان شهادة كلى الطرفين مجروحة بالنسبة للبعضهم فلا يمكن بتاتا اثبات تلك الوقائع وحيث ان الحكم والقاضي يجب ان يكون غير ذي صلة او مصلحه وجب ان يكون العلم هو القاضي والحكم والعلم هنا ....اقصد به العلوم التي لا تدع مجالا للانكار ومن الجدير بالذكر ان العلوم التي ينطبق عليها هذا الوصف في عصرنا هي العلوم التجريبيه من فزياء وكيمياء وجيولوجيا الخ... فهي ما برع به اهل هذا الزمان وهي ما يجب ان يكون الحكم بينهم .
ومن الجدير بالذكر ان العلوم القانونيه الوضعيه تطورت في شان البينه والاثبات الى الاعتبار بمن يستدل خبرة بالقرائن يسمى شاهدا وهذا ما تقرره سالفا سورة يوسف 12 الايه 26 ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ))فهذا مما اتعجب منه وهو من العلامات مع العلم رفض ساداتنا الفقهاء الى اليوم اعتبار خبرة الاطباء والمختبرات الطبيه شهاده في موضوع اثبات النسب وقصرهم الشهادة على الادراك رؤية وسماع.
فمن هذا المنطلق ادعوا ان تكون الردود على المكذبين من هذا الباب من باب الاعجاز وخصوصا الاعجاز العلمي للقران والسنه متلافين الخوض بشتاتهم فهي خير وسيلة الان لبيان الحجه القائمة عليهم بان ياتوا بمثل هذا الكتاب لو كانوا صادقين.
ومن هذا المنطلق ايضا ادعوا لجعل هذا الموضوع متجددا بما يزخر كتاب الله من الايات والبينات التي اعجزتنا بما برعنا به في هذا العصر وابدأ بنقل مع قليل التصرف عن الاستاذ الدكتور زعلول النجار حفظه الله وجزاه خيرا فهو ممن برع بهذا الجانب كونه من اهل العلوم التجريبيه وقد تشرفت بدراسة مادة الاعجاز العلمي على يديه فوالله لقد برع واقنع وازداد الايمان بسببه.
فاختار من قوله تعالى الايات الكريمه التاليه:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الانبياء21
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت41
https://www.youtube.com/watch?v=HWFERd0L0aw
فكما نرى هنا الايات الكريمه تخبر قبل مئات السنين بكيفية بدء خلق الكون وتخص الذين كفروا برؤية ذلك وذلك والله من الانباء بالغيب فالاخبار بكون الكون كان رتقا ففتق وكان دخانا فسماء فيوسع وبكون الكافرين مختصين برؤية ذلك يكفي للايمان بكل ما جاء به القران من محكم ومتشابه والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوه.
فمن كان يعلم هذا قبل 1400 سنه بل من كان ليصدف مثل هذا بل من كان ليفتري مثله وليأتونا بصدف مثلها وافترائات لو كانوا صادقين.