الانتصار للقرآن الكريم بين عمل المتخصصين و جهود عوام المسلمين.

هشام البوزيدي

فريق إشراف ملتقى الانتصار للقرآن
إنضم
05/01/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وخاتم رسله,
السلام عليكم أيها الفضلاء,
إن الملاحظ أن طائفتين كبيرتين تتصديان للرد على الشبهات المتكاثرة التي يبثها المخالفون على الشبكة:
إحداهما طائفة العلماء وطلبة العلم المتخصصين في علوم القرآن, من أمثال القائمين على هذا الملتقى المبارك.
والأخرى طائفة من عوام المسلمين تحركها الغيرة الدينية على كتاب الله, وتغلب عليها الحماسة والاندفاع, ويقل لديها التأصيل العلمي, ويمكن الوقوف على نماذج من ذلك في كثير من منتديات الشبكة وصفحات الفيسبوك والمدونات الخاصة وغيرها.
سؤالي لكم أيها الأساتذة هو التالي:
- إذا كان ملتقانا متخصصا في الانتصار للقرآن الكريم, فكيف يمكن العمل على توجيه وترشيد المجهود الكبير الذي يقوم به إخواننا ممن ينقصهم التأصيل العلمي, ويسعون للدفاع عن القرآن الكريم؟
 
جزاكم الله خيرا اخي العزيز هشام
انا ارى ان اهم شيء في موضوعنا هذا هو الرجوع بالجميع ، كل فترة، حتى المتخصصين منهم، إلى كتب العقيدة، وكتب الزهد، وكتب التربية، وكتب المناظرات مع اليهود والنصارى واصحاب الفرق القديمة ، العودة دائما في كل فترة إلى هذا كله، فإن اليقين والإيمان ينقص ويزيد، وكتب العلمانيين والمستشرقين والمسيحيين واليهود وغيرهم تقصي القلب وتصنع الشبه حتى ولو كان للانسان باع في العلم، فلابد من الرجوع لشرب الماء الخالص والإرتواء منه، والنظر فيه، وتأمل براءته وارتشاف قطراته حتى الارتواء..ثم بعد مزيد فهم، ومشاهدة خبرة عالم رباني ناظر في تاريخنا، يمكن للمتخصص ان يعود للمناظرة، وهو في الإياب والعودة لابد له من صحبة، من نفس معدنه، ولها نفس اهتماماته غالبا، حتى تتمتن الأدلة وتتوسع الدلائل وتتعمق البراهين.
ومن لايقدر على ذلك فلالزوم لنصرته، لأن من ليس معه العدة ، وقبل العدة العقل الصحيح والقلب السليم فقد يضيع...
ولابد لعوام الدعاة والمنتصرين ان يتعلموا قبل الخوض في موضوعهم أن يتأدبوا ايضا مع الناس، فقد عاشرت كثيرا من شباب البالتوك، وفيهم كثيرون ممن يقلون أدبهم على المخالف-من النصارى- حتى لولم يقل شيئا جارحا، ومثل هؤلاء اذا مكثوا في عملهم هذا سنوات، داخلهم الغرور والكبر والهوى،وفيهم اصحاب مناظرات رائعة-في المناظرات نفسها لايشتمون- لكنهم شتامون ليل نهار بأقذع الشتائم، وصاروا لايسمعون لاحد من العلماء، بل قد يلمزونهم واحيانا يصرحون، كما حدث في موضوع الثورات، وتعليقاتهم الشنيعة، بل وتجد هذا الآن حتى من بعض من ينتسب للدعوة...
وهذا الخلل تجده في الجماعات الشبابية الاسلامية التي لم يكن لها رأس من اهل العلم ، فتجدهم مع الوقت يصدرون فتاوى في الدماء والأعراض والإخوان-اي الإخوة- والاوطان وحتى النسوان-وهناك فتوى لاحد كبراء هؤلاء عن قتل الذرية والنسوان من اشنع ماقرأت، وهنا البداية مهمة والتواضع مهم، والإلمام الجيد بأصول الفقه والتريث في الأحكام والرجوع للعلماء وعدم الاستعجال في الاحكام..
فهذا نفص موجود في كثير من طوائف الأمة اليوم وفيهم من ينتصر للقرآن لكنه ينتصر بعرض الحجة وهو في نفس الوقت يتهم العلماء ويعجب برأيه حتى انه لايرجع مرة أخرى لهم اي للعلماء ويتخذه قرناؤه رئيسا في العلم ويغلقون دائرتهم عليه وعليهم ومن هنا تحدث المصائب في الأمة
فنقص العلم والغرور والاكتفاء بصحبة منغلقة على مادتها الضعيفة من العلم وايضا الاكتفاء بما وصلوا اليه من مادة علمهم والدندنة حولها، وعدم التوسع في دراسة المقاصد في الاسلام، وكتب الرحمة (مثل رفع الملام لشيخ الاسلام) او مدارج السالكين لابن القيم، او علم السلوك من مجموع فتاوى ابن تيمية، ةالزهد لابن المبارك ومثله للامام احمد وكتب ابن الجوزي...
وعدم الاطلاع الكافي والمستمر على فتاوى العلماء في القضايا المعاصرة خصوصا التكفير والقتال واعراض العلماء وطريقة مخاطبة المخالفين
كل ذلك يؤدي الى نصرة غير منصورة ودعوة غير عالمة، وخطاب ليس فيه رحمة مع ان فيه براهين محفوظة!
ولذلك لابد ان تهتم الجامعات بالتأسيس وحتى الخريجين منها او المتخرجون منها لابد ان تعمل على ربطهم بها بإعادة الدراسة عن طريق كرس دراسة كل فترة ليطلع على الجديد او يندمج في فاعلية علمية نشطة، وإلأ شعر انه وحيد، كما ان شعور بالإستقلال قد يتسلل الى قلبه، فيفتي بغير علم، بل وينتصر بغير ادوات مناسبة
هذه خاطرة قد لاتكون مكتوبة بصورة منهجية لكنني عقبت على موضوعكم اولا لاني فرحت بأول موضوع لك في دعوة للنقاش
وثانيا لاني لم اتهيأ للكتابة بمنهجية كما نرى ذلك من اهل العلم في ملتقانا الكريم
فبارك الله فيكم وننتظر المزيد من اخي هشام، فالموضوع هام او مهم
وانا عموما تكلمت هنا عن التعليم الذاتي والمؤسسة والصحبة، امور ثلاثة لها اهمية في موضوع النقاش الكريم الذي افتتحته اخي هشام حفظك الله ورعاك.
 
حياكم الله أخي
إضافة إلى ما قاله المكرم طارق نأمل أن تكون صفتتا (نحن في ملتقانا) مع الدعاة العاملين في حوار غير المسلمين مشابهة لصفة عمل الأصولي ( أي المشتغل بأصول الفقه ) مع صفة عمل الفقيه
السادة العلماء وطلبة العلم وغيرهم من الختصين.. سيشكلون الفرش والأرضية والأساس ويراقبون جهدكم وينقدونه ويصححون مساره
 
شكرا للأستاذ هشام على طرح هذا السؤال المهم ..
وبداية أحب أن أتكلم عن وجه الإشكال؛ ليتفرع منه الجواب، ويكون - بمجموع ما يكتبه الإخوة - جوابا شافياً .

المشكلة في شخص ينتصر للقرآن وهو لم يكمل تحصيله ولم يشتد صلبه في العلم فيجني على العلم من حيث لا يعلم.
فمن انتصر للقرآن بغير علم فأصاب فقد اخطأ .


هي مشكلة ظاهرة في مختلف العلوم الشرعية، فيمن يتجرأ على تفسير القرآن دون علم، أو على الفتيا دون تفقه، أو على تصحيح الحديث وتضعيفه قبل أن يتروى من علوم الحديث والجرح والتعديل. وأياً كان الأمر فإن المقصود هنا فيمن يتصدى لرد شبهة عن القرآن ويزعم الانتصار له وهو بعيد عن العلم الشرعي فربما وقع في المحذور.

وفي الحقيقة أن الخلل في نظري هو منهجي، وذلك من زاويتين :
الأولى/ المتعلم ذاته : فإن الخلل نابع من أنفسنا ومن تربيتنا العلمية التي نشأ فيها أفراد المجتمع الحديث، فنجد الجرأة على الكلام في دين الله بعكس الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين كانوا يتدافعون الفتيا وفيهم البدريون، ولهذا أسبابه الكثيرة ومنها كثرة وسائل الإعلام وتعليمهم الجرأة في الطرح وتجاوز كل الخطوط والحدود.

الثانية/ المعلِّم : فنجد أن المعلم أو بعضهم لم يقم بواجبه في تنشأة الجيل على تعظيم القول في دين الله بغير علم، ومن جهة أخرى في عدم الإمساك بيد المتعالم وتوجيهه للمسار الصحيح فيما إذا انتصر للقرآن واخطأ.

وأما الجواب على سؤال أخي هشام في كيفية توجيه وترشيد من ينتصر للقرآن ممن افتقد آلة العلم، فهناك جواب عام وجواب تفصيلي، أما العام فهو: توجيههم للعلم الشرعي وأدوات الانتصار للقرآن، والأخذ على يد المتسرع أو المتعالم ووضع قدمه على الطريق الصحيح ليسلك منهج أهل العلم وينتصر للقرآن بعلم.

وأما الجواب التفصيلي : فيكمن في رسم الخطط العملية في معالم طريق الانتصار للقرآن، ومن ذلك :
1- بناء المنهج العلمي الذي ينبغي أن يسلكه من يروم الانتصار للقرآن الكريم، ولقد قمنا في هذا الملتقى ببذرة ذلك في موضوع :
2- تصميم مناهج متنوعة تساعد في تقوية طالب العلم في الانتصار للقرآن يجمع فيها بين ما جاء من علوم السلف وجلة العلماء مع ما استجد من أدوات في هذا العصر، وفي ذلك عدد من المقترحات لعلها تخرج قريباً في الملتقى بإذن الله .
3- متابعة سير المنتديات والغرف الصوتية والشبكات الاجتماعية في مجال الانتصار للقرآن ورصد أهم الظواهر السلبية ومعالجتها علميا وعملياً .
4- إبراز القدوات الحسنة علميا ومنهجيا في الانتصار للقرآن وصناعة القدوات .
هذا ما حضرني، وأكرر شكري للأستاذ هشام على طرح هذا الموضوع الهام وأدعوه ليدلي بدلوه فهو صحاب تجربة وخبرة في هذا الميدان .
 
شكرا للإخوة الأساتذة الفضلاء على ردودهم المتكاملة التي أشارت للجوانب التربوية والعلمية والمنهجية للموضوع.
وشكرا للدكتور حاتم القرشي إذ نبهني إلى الموضوع الحواري المشابه, وقد اطلعت على جواب الدكتور محمد زين العابدين رستم, الذي أكد في خاتمته على ضرورة اطلاع طالب العلم الشرعي على علوم العصر ومناهجه التحليلية ولغاته ووسائله التواصلية كالفيسبوك والتويتر وغيرها, فوجدته مفيدا مركزا.
وإني أرى أن هذه الوسائل التواصلية المعاصرة, التي تتسم بالسرعة واليسر والانتشار الواسع, قد فاقمت المشكلة, وجرّأت كثيرا من أصحاب الملل والأهواء على بث ركام من الشبهات حول القرآن الكريم, ودفعت كثيرا من الشباب المسلم إلى الرد بما يتيسر لهم مما يجدونه غالبا على الشبكة.
ومثال ذلك أني تلقيت دعوة قبل شهور لمؤازرة بعض أولئك الفضلاء على الفيسبوك, فاكتشفت أنه مجال يستهوي كل طاعن في الإسلام لأسباب كثيرة, أهمها وجود فئة كبيرة من الشباب المسلم ممن يفتقرون لمبادئ العلم الشرعي, فما أن تثار شبهة حتى يتصدى للرد عليها العشرات من غير بحث ولا تثبت, فيطول الموضوع, وتعلق الشبهة بقلوب كثيرة, وينال العدو مبتغاه.
والمشكلة أن بعض أولئك الشباب منهمكون تمام الانهماك في جهودهم تلك, ومنهم من لا يكاد يجد وقتا للنوم, فيا لها من طاقات لو وجدت من يوجهها الوجهة الصحيحة. ولعلنا نجد وسيلة تعليمية تربوية تناسب هؤلاء الشباب, كأن ننظم دورات تدريبية مكثفة, ندعو لها المحاورين المعروفين على الفيسبوك وأصحاب المجموعات الحوارية الإسلامية, فإن موضوعي هذا يشير أيضا إلى ضرورة التقريب بين شباب الأمة وعلمائها.
 
شكرا لكم أخي هشام البوزيدي..
إن في تسليط الضوء إلى علم الانتصار للقرآن الكريم بصفته عِلماً من علوم القرآن الكريم؛ يجعل له نصيباً وحظاً من اهتمام طلبة العلم الشرعي في مرحلة الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا وحتى حلقات البحث والدورات.
القضية الرئيسة أن غالب المشتغلين في الانتصار للقرآن الكريم من غير المتخصصين.
* يوم أمس قد راسلتني أخت فاضلة تريد الرد على مثيري الشبهات حول فهم بعض الآيات، ولا تمتلك أي أداة (حتى أي تفسير للقرآن الكريم) رغم همتها العالية.. فسألتها عن تخصصها فقالت: هندسة معمارية!
إن خلو ساحة منتديات الحوار الديني من المنتصرين للقرآن الكريم أصحاب الاختصاص يجعل مَن هم دونهم يدخلونها (حمِيّةً) وما أسرع حمِيّة العربي إذا استفِز!
لكن الأغلب يفسد أكثر مما يصلح..
ولك أن تتخيل قوة شباب المخالفين من منصرين وملحدين وعلمانيين.. وسرعة ردهم، في مقابل قلة وقت أهل الخبرة من المختصين، وضعف همة المتفرغين.
ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:
" اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة ".
 
عودة
أعلى