الاعجاز العددي بين القبول والرد -خطوة عملية للحل

إنضم
05/04/2004
المشاركات
83
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الموقع الالكتروني
www.thetruereligion.org
الحمدلله وبعد
فمن المسلمات لدى اهل العلم ان القران الكريم لانقضي عجائبه ، ولايزال اهل العلم يستخرجون من كنوزه وهداياته الى اليوم وسيظل هذا الامر ، وهومن اعجاز القران
ومما ظهر بجلاء في هذا العصر مايسمى بالاعجاز العددي -وان كان لهذا الامر كتابات قديمة -الاأن الاهتمام به والتأليف في عصرنا اكثر ، وأصبح له معتنون به وباحثون فيه، وتطور الامر حتى تنادى اصحاب هذا الاهتمام لعقد مؤتمرات له ، وقد عقد-فيما اعلم - مؤتمران لهذا الشأن ،احدهما في دبي وقد نظمته جائزة دبي الدولية للقران قبل سنتين، والآخر في المغرب وقدنظمته الهيئة المغربية للاعجازالعلمي في القران والسنة وقد عقد في شهر ذي القعدة من هذا العام 1429هـالموافق لشهرنوفمبر2008م وقد حضرت هذا المؤتمر مع مجموعة من المتخصصين في الدراسات القرانيةو هم أ.د.فهدالرومي ،ود.أحمدالبريدي،ود.محمدصفاحقي ،وكان أغلب الحضور من المهتمين بهذا الوجه الاعجازي كما سموه في عنوان المؤتمر ،وهنا اود تسجيل بعض الانطباعات ، ثم الاقتراح الهام الذي وصلنا اليه كأهم توصية خرجنا بها من هذا المؤتمر الذي اطلق عليه المؤتمر الدولي الاول للاعجازالعددي في القران

أولا:هذا المؤتمر كان نتيجة لالجتماع المهتمين بهذا الشأن القراني في مؤتمر دبي ،ومحاولة جادة لابراز هذا الوجه الاعجازي_حسب تسميتهم-بشكل دولي وبعمل مؤسسي
ثانيا:غني عن القول التنظيم الجيد الذي حظي به المؤتمر والحفاوة التي أكرم بها المغاربة اخوانهم الذين جاءوا من مختلف البلدان -ولاعجب في هذا فأهل المغرب اهل كرم ولهم باع جيد ومهارة متميزة في تنظيم المؤتمرات

ثالثا: يتضح وبجلاء الفجوة والهوة الكبيرة بن المتخصصين في علوم الشريعة عموما واصحاب تخصص الدراسات القرانية خصوصا وبين المهتمين بهذا الشأن ، بدليل أنه لم يحضر احد من المتخصصن في العلوم الشرعية من اهل المغرب- وهم اهل الدار-،ولم يشارك في هذا المؤتمر من المتخصصين في الدرسات القرانية غير من ذكرت اسماءهم سابقا بالاضافة لاحد الاخوة من الجزائر
ولهذا كان الحضور في اغلبه من الاخوة الافاضل من باحثين من التخصصات العلمية التجريبية في العلوم والرياضيات والهندسة
رابعا:الاخوة الباحثين في المؤتمر لديهم همة عالية في خدمة هذا الدين وحماس كبير للدعوة الى الله عير هذا الفن الذي توجهوا اليه ،وقد ظهر ذلك من خلال بحوثهم وتتبعهم الدقيق للارقام والمناسبات بينها واستخدام العلوم التجربية من رياضيات وهندسة وغيرهما في ابراز بعض الاشارات القرانية
خامسا : بعض ماطرح في المؤتمر من ابحاث فيه لطافة من حيث دقة التناسق بين بعض المعلومات والارقام ، وبعضها يصعب فهمه إلاعلى المتخصصين في الرياضيات، وبعضها فيه تجن وتمحل ،وبعضها مبني على اسس غير علمية،ونظرا لافتقاد بعض الباحثين بعض العلوم الرئيسة في التفسير وعلوم القران والرسم والعد فتجده يبني نظريته او بحثه على خطأ بسبب ماسبق ذكره
خامسا: اعتقد ان توثيق الصلة وردم تلك الهوة بين المتخصصين في العلوم الشرعية وخاصة الدراسات القرانية امر لابد منه ،خاصة ان هذاالامر يرتبط بكتاب الله ،وبدلا من تبادل التهم بين الفريقين لابد من الجلوس على طاولة البحث العلمي المنصف للنظر في هذا الفن الجديد
ولاأبالغ ان قلت ان حضور المتخصصين في الدراسات القرانية في هذاالمؤتمر قد جسر تلك الفجوة واستمع كل طرف للاخر مباشرة وأكاد اقول اننا وصلنا الى بداية الحل في الحديث في موضوع الاعجاز العددي من خلال التوصية التي سأذكرها
وأنا أشهد اننا رأينا من اخواننا الباحثين في الاعجاز العددي كل ترحيب واستجابة في موضوع اهمية ضبط هذا الامر بالضوابط الشرعية ورأينا من سعة صدورهم ماهم أهل له ، خاصة انه قد حصلت مناقشات حادة حتى اصبحنا في غالب الجلسات كاننا نحن الشرعيين وخاصة ممن حضر اغلب الجلسات (وهم د.احمدالبريدي ,واخوكم كاتب هذه الاسطر )كاننا حزب معارضة لكل مايطرح ولكن كل ذلك بحوار علمي خلا من المهاترات والحمد لله ورأينا من سعة صدور اخواننا الباحثين وبحثهم عن الحق مايثلج الصدر

سادسا: خلص المؤتمرون الى عقد جلسة مغلقة لمناقشة مابعد المؤتمر وبعد نقاش جاد وصريح- طغى عليه موضوع الموقف من هذا الوجه الاعجازي الجديد- طرحت على الاخوة عقد ندوة لوضع النقاط على الحروف في الاعجاز العددي من حيث ضوابط البحث العلمي فيه يشترك فيها المتخصصون في الشريعة والباحثون في الاعجاز العددي وبشكل مؤسسي ، مع الافادة من الضوابط التي وضعت في مؤتمر دبي

وقد تكفلت انا بطرح هذا الموضوع الهام على أعضاء ملتفى اهل التفسير من علماء وباحثين من مختلف بلدان العالم وهاأنا اقول ان الكرة الان في مرمانا -ان صح التعبير- فاخواننا ينتظرون ان نستكب كل من له عناية بهذا لامر وأنا اهيب بالاخوة الباحثين العناية بوضع المنهج العلمي الصحيح للبحث في هذا الامر -بغض النظر اختلفنا او اتفقنا معم في تسميته اعجازا - الامر يتطلب منكم يأهل التخصص وقفة علمية جادة لوضع الضوابط لهذا الفن ، خاصة أننا رأينا من أغلب الحاضرين الافرار بأهمية هذه الضوابط حماية لجناب كلام الله من اجتهاد من لايملك ادوات الاجتهاد من المتحمسين الذي يفتقدون اساسيات التعامل مع البحث في القران وقد تم الافاق على عقد هذه الندوة قبل عقد المؤتمر الثاني الذي سيكون في ماليزيا وسيكون مؤتمر ماليزيا بعد سنتين ،وقد شكلت لجنة تحضيرية مؤقتة للتنيسق لهذه الندوة توليت أنا فيها دعوتكم يأيها الافاضل للكتابة في هذه الضوابط ،
ومرفق لكم الضوابط التي وضعوها المؤتمرون في مؤتمر دبي للاستئناس بها
سابعا: توليت الدعوة لهذا الموضوع في الملتقى ،وحتى نخرج بنتيجة علمية أطلب من اخواني مساعدتي في اقتراح وضع الاطار العملي للتنسيق لهذا الامر ؟
 
أنت لها يا ابا عبدالمحسن

وقد كنت أود أني حضرت الجلسات لأستفيد من مداخلاتكم أنت والدكتور أحمد إلا أن الأمر الطاريء كما تعرفون حتم علي العودة وكم أود من جمعية القران أن تستكتب بعض المختصين في هذا الموضوع وعرضه في ندوة علمية يدعى إليها المختصون لمناقشته والخروج برؤية تنير الطريق وتهدي بإذن الله إلى الصواب ليناقش ويقر ويعتمد في المؤتمر المختص في ماليزيا
 
التعديل الأخير:
أشكر أخي الدكتور عيسى على طرح هذا الموضوع وأتمنى أن يتحفنا بالمزيد من التفاصيل حول مؤتمر الرباط ، وحبذا تنزيل البحوث العلمية التي طرحت فيه بالتعاون مع أمانة المؤتمر إن أمكن.

ما يسـمى بالإعجاز العددي الذي يطرحه كثير من الإخوة غير المتخصصين بالعلوم الشرعية لا يَصْدُق عليه مصطلح الإعجاز في رأيي؛ لأن الشيء المعجز هو الذي لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، وهذه الأرقام التي يذكرها الإخوة المشتغلون بهذا الفن المتكلف تارة بالجمع وتارة بالطرح وتارة بالضرب وتارة بالقسمة وتارة بحساب المكتوب وتارة بحساب المنطوق وتارة بحساب الحرف المشدد حرف واحد وتارة بحسابه حرفين إلى غير ذلك من العمليات الحسابية الرياضية التي تطورت فاضحت تعمل باستخدام الحاسوب = ليست من الإعجاز في شيء فإنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.

ثم كون الإخوة يسلكون أكثر من منهج ويستخدمون أساليب مختلفة للتوصل إلى النتيجة التي يريدونها مع عدم التفاتهم إلى خلاف علماء العد والرسم، وعدم استطاعتهم الإتيان بأمثلة دقيقة تنطبق على جميع سور القرآن لا يدل على عظمة القرآن وإعجازه، بل قد يفيد العكس ؛لأن الله تعالى لو أراد أن يكون هذا الكتاب معجزا بعد حروفه وكلماته لجعله كذلك في غاية الإتقان والإحكام والضبط من أوله إلى آخره.
ثم إن العرب الذين نزل عليهم القرآن أمة أمية لا تحسب ولا تكتب ، ولذلك يبعد أن يكون العدّ من وجوه إعجازه. والله أعلم

وليت الأوقات والجهود تنفق فيما هو أجدى وأنفع من ذلك من وجوه خدمة القرآن الكريم.
 
موضوع مهم...

من أكثر المهتمين بهذا الشأن الشيخ بسام جرار في فلسطين، وهو صاحب علم شرعي خاصة في التفسير والفقه، وجهوده في الإعجاز العددي متأخرة نسبياً (على بعدها في الزمان) بالنسبة لجهوده العلمية والدعوية الأخرى، وكان لديه مركز متخصص في مدينة البيرة بفلسطين اسمه مركز (نون) للدراسات والأبحاث القرآنية أغلقه الاحتلال الاسرائيلي...

وللشيخ بعض التلاميذ المعنيين بهذا الجانب، لكنهم دونه، وفي حدود علمي أنه أرسل مندوباً عنه إلى مؤتمر دبي المذكور لأنه ممنوع من السفر من طرف اليهود، ولا أدري إن فعل ذلك أم لا...

وبعض أبحاث الشيخ منشورة على موقعه على شبكة الإنترنت... لكنه أكثر إقناعاً متحدثاً منه كاتباً، مع تمكنه من الأمرين.

وأحسب أحد الأخوة من القريبين منه مشارك في هذا الملتقى، فلعله يتصل بالشيخ ويدفعه للمساهمة في الملتقى، خاصة وأني بعيد عهد بالشيخ رغم قربي المكاني بسبب حداثة خروجي من سجون اليهود.

وبارك الله فيكم.
 
وأتمنى أن يتحفنا بالمزيد من التفاصيل حول مؤتمر الرباط ، وحبذا تنزيل البحوث العلمية التي طرحت فيه بالتعاون مع أمانة المؤتمر إن أمكن.
قامت الأخت الكريمة الشريفة فاطمة ممن حضر المؤتمر وفعالياته بكتابة تقرير مفصل في 25 صفحة ، وسوف تقوم بوضعه هنا بإذن الله .
 
اشكر أخي الدكتور عيسى الدريبي على ما سطرته يمينه حول مؤتمر الإعجاز العددي فلقد أتى على ما في الخاطر وأكثر ,وإني مؤكد على قضيتين مما ذكر فضيلته وهما :
أننا لا حظنا أن المشتغلين بهذا اللون هم غالباً من غير المتخصصين في الدراسات القرآنية رغم براعتهم وتمكنهم في تخصصهم في العلوم التجريبية, ولذا خلت كتابتهم من التأصيل الشرعي , فتجد الواحد منهم يقرر قضايا عدة , على مسائل ظنية وخلافية عند أهل الفن وهو يظن أن الامر من قبيل المقطوع به .
الأمر الثاني : لاحظنا حرصهم الشديد على المحافظة على جناب القرآن وتأكيدهم المتكرر على رفضهم لمنهج رشاد خليفة , مع نية خالصة وحب للخير , ولذا فمن اليسير جداً التعاون بين المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بهذا اللون من العلم , وهو ما ينادي به أخي العزيز الدكتور عيسى ولعل هذه الندوة هي بداية هذا التعاون والتلاحم للوصول إلى النتائج المرضية .
فسر أبا عبد المحسن فنحن معك إن شاء الله ولن يخذلك الأخوة إن شاء الله .
 
إبراهيم الحميضي
ما يسـمى بالإعجاز العددي الذي يطرحه كثير من الإخوة غير المتخصصين بالعلوم الشرعية لا يَصْدُق عليه مصطلح الإعجاز في رأيي؛ لأن الشيء المعجز هو الذي لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، وهذه الأرقام التي يذكرها الإخوة المشتغلون بهذا الفن المتكلف تارة بالجمع وتارة بالطرح وتارة بالضرب وتارة بالقسمة وتارة بحساب المكتوب وتارة بحساب المنطوق وتارة بحساب الحرف المشدد حرف واحد وتارة بحسابه حرفين إلى غير ذلك من العمليات الحسابية الرياضية التي تطورت فاضحت تعمل باستخدام الحاسوب = ليست من الإعجاز في شيء فإنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.

ليس كل ما يكتب في الاعجاز العددي هو على هذه الصورة المفترضة
 
التقرير الخاص بهذا الجمع الديني قد وضعتنه في الملتقى تحت عنوان تقرير المؤتمر الدولي الاول للاعجاز العددي في القران الكريم 08-09 نوفمبر 2008. وسيتوصل مركز تفسير للدراسات القرانية بالرياض بنسخ للسادة الافاضل الذين حضرو لاشغاله فقد بعثها منذ اسبوعين مع سيدي يتضمن جميع الابحاث التي حصلت عليها من المؤتمرين اعزهم الله بتشجيع من استاذي الدكتور الحسين زايد والدكتور ذو الكفل محمد يوسف جزاه الله خير الجزاء.

كنت اود ارسال نسخ اكثر ولكن الظروف كانت اقوى مني ولان ماشاء الله كانت الطلبات كثيرة من داخل الكلية وخارجها ومن خارج المغرب اكثر من داخله...ولولا ظروف بحثي الخاص بالتخرج واستعدادي لنشر نتائجه الجديدة من نوعها بالمغرب ان شاء الله لخصصت ميزانية اكبر ووضعته بمكتبات الرباط كلها ليتيسر التنفع به ...

نسال الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم وان يوفقنا لتحضير ابحاث جديدة وعظيمة بنفس المجال استعدادا لمؤتمر ماليزيا الذي يؤمل تنظيمه بكوالا لامبور بحول الله وقوته في غضون السنتين القادمتين .
وكما قال الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي فقد اسفرت الجلسة المغلقة للمؤتمرين بالمؤتمر الاول للاعجاز العددي في القران عن تنظيم لجنة دولية لتتبع نشاطات الدكاترة والمختصين بهذا المجال يتراسها ولي الفخر استاذي الفاضل الدكتور الحسين زايد وينسق بين اعضائها المهندس حسن عمر فتاح .
اسال الله تعالى ان يبارك لنا في شيوخنا وامنيتي ان احضر اشغال المؤتمر الثاني بماليزيا ...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 
حسب اعتقادي , فـإنّ التخصص المطلوب تحديداً بين تخصصات الدراسات القرآنية المطلوبة لضبط انفـلاتات الباحثين في ما يُسمى "الإعجاز العددي" الإحـاطة بعلوم عـد الآي والرسم والضبط و القراءات, ذلك أنَّ القـرآنَ إذا أعجز في بيانه أو أخباره أو هداياته لم يتخلف إعجـازُه ذلك في كل وجه ثبتَ به القرآنُ , وهذا أبلغُ ما يكونُ به الإعجـاز , أن تتعدد أوجهه وقراءاتُـهُ وحروفُـه وكتاباتُـهُ , ويبقى إعجـازه رغم كل هذا التنوع ثابتاً ظـاهراً لا يترددُ قائلٌ به من حكايته والإعلان به .

امّـا لو قامَ بعض الأكـارم المتخصصين في الرياضيات و الهندسة بفتح مصحفٍ واحدٍ بروايةٍ واحدة من عشرين روايةٍ متواترةٍ ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويستخـرجُ بعدِّه وحساباته وضربه الأخماس في الأعشـار ما يتوهمه إعجازاً وينشر ذلك للناس ويطلبُ التسليم المطلق به مع أنَّ أبسط مسائل علوم العد أو الرسم أو القراءات ينتقضُ بها هذا الإعجـاز , فهذا أمـرٌ لا يليق بالقرآن ,وينبغي ضبطُـهُ بتكاثف الجهود التي تفضل بها الدكتور الفاضل/ عيسى حفظه الله .
 
هذه وقفات ذكرتها في موضوع سابق (1) وأعيد طرحها هنا مع بعض التعديل الذي يقتضيه المقام:

في البدء أحب أن أنوه بشكر د. عبد الله جلغوم على إيراده (منهجه في العد) في موضوع سابق، وكنت أود أن يفرده في موضوع مستقل لنتمكن على أساسه من تحديد وجهة النقاش والحوار.
وأنا أوافقه في أنه لا ينبغي أن نتكلم إلا بكلام علمي منضبط، مع التركيز على النقاط الجوهرية المجدي بحثها والكلام فيها، والبعد عما عدا ذلك.

ولستُ الآن بصدد حديثٍ منسَّق ومحضَّر في موضوع نقد الإعجاز العددي، لكن استوقفني كلام أورده هنا فأحببت أن أعرض بعض الملاحظات عليه مما هي وليدة الخاطر.

قلتَ:

رأيتُ القرآن يبدأ بسورة عدد آياتها 7 وينتهي بسورة عدد آياتها 6 ...
أنا تساءلت : ما السر إن كان هناك سر ؟
بعد البحث والتدبر :
اكتشفت أن الله خلق الكون في 6 أيام وورد هذا اللفظ " في ستة أيام " : في 7 آيات ...

ثم أشرت بعد هذا المثال إلى ما يفيد أن هذه هي طريقتك في البحث والكشف عن أوجه ما يُسمى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وهذا في نظري ملحظ مفصلي في القضية، ويمكن الانطلاق منه، كما ان الكلام فيه ينطبق على ما سواه من الأمثلة والتطبيقات.

يظهر جليا أن البحث هنا غير مستند على أساس علمي، بل على الظن والتخمين.
أما الظن فلأن التساؤل (ما السر؟) ليس له مسبب أصلا، إذ ليس في كون أول سورة سبع آيات، وآخر سورة ست آيات =ما يثير التساؤل والاستغراب والبحث عن نكتة، ويشعر بهذا قولك: "إن كان هناك سر" فكيف يمكن أن نجعل مثل هذا أساساً لإثبات وجه إعجازي للقرآن الكريم؟!
ولا يخفى الجميع أن كل من تكلم في الإعجاز يشترط أن يكون الوجه المعجز مبنيا على ما تحقق ثبوته، وإلا كان تقوّلا مردودا.
وأما التخمين فهو مبني على الظن السابق، فلما لم يثبت وجه معجز ملفت للنظر وخارق للعادة ابتداءً =بدأ (البحث والتدبر) أملا في إيجاد ما يلبي التساؤل المفترض (ما السر؟) ولم يكن ثَم طريق -والحال هذه- إلا التخمين والانتقاء بلا دليل "اكتشفت أن الله خلق الكون في 6 أيام ... وهذا ورد 7 مرات"!
فما السبب في هذا الانتقاء؟
وما العلاقة بين الأمرين؟
وهل يصلح مثل هذا ان يكون جواباً وكشفا للسر المختبئ؟!
ثم بعد هذا وذاك -وعلى فرض التسليم بأن هناك توافقا بين الأمرين- هل يمكن أن نجعل مثل هذا التوافق مثالا صحيحا لقضية الإعجاز العددي وإثباته؟
هل نقول: إن الله أراد هذا الترتيب وهذه الأعداد وأعجز بها الخلق؟!

المسألة تحتاج إلى تروٍ ووقوف كما هو ظاهر ..
ولها ذيول أخرى لعلها تُذكر لا حقا ..

وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح



ثم أكملت الحديث بهذا الرد:


لقد قام العلماء منذ قرون متطاولة بعد سور القرآن الكريم وآياته وكلماته وحروفه... وحزبوه، وحددوا النصف والربع والثمن والعشر ... وحددوا الحرف الذي يتوسط القرآن بالدقة ... حددوا حرف كذا كم تكرر مرة، والمواطن التي أثبت فيها الحرف من كلمة معينة، والمواطن التي حذف منها ....
والكلام في مثل هذا يطول، وأمثلته لا يسعها المقام، ومحلها كتب علم الرسم.
في هذا دليل على أن هذه المسألة ليست مما خفيت عليهم أو مما لم يتوفر لهم أسبابها، فهم قد كانوا أولا أقرب للوحي، ثم إنهم كانوا أكثر حفظا، وأشد حرصا، مع توفر الذكاء والنجابة والإبداع، وكانت الدولة الإسلامية في أوج ازدهارها، وكان الحرصُ على خدمة الوحيين وعلوم الإسلام جميعا =هماً تظافرت فيه جهود العلماء بمختلف مشاربهم ومواطنهم.
وقد كانوا يذكرون جملة مما يصادفهم من موافقات، يذكرونها على أنها من المُلح واللطائف، ولم يرد عن أحد منهم أن هذا يمكن أن يُبنى عليه قضية معجزة، أو أمر خارق للعادة أراده الله تعالى وأودع سره في القرآن تحديا للخلق وإبهارا.

وما أشرت إليه أخي الكريم من مصادفات يلاحظ عليها ما يلي:
1/ أن الكلام فيها كله مبني على أمور لو تخلف منها شيء لانهار البناء ولو يبق للموافقة أو المصادفة وجه، فترتيب السور، وعد الآي، واختلاف الرسم، واختلاف القراءة ...كل هذه لو أخذنا بالخلاف المعروف في أحدها لانتقضت المصادفة وتخلف الاتفاق، ولم يبق بعدها لمن أراد البحث عن أسرار =من معتمد يبني عليه.
2/ من الخطأ الجلي أن نأتي لاختيار وقول محدد في الأمور السابقة كلها، ونأخذ به، ونلغي ما سواه، ثم نقول هذا هو الوجه ولا وجه غيره، والله تعالى أراد هذا الترتيب قطعا !
3/ لو سلمنا بأن وجها من أوجه المصادفة والاتفاق يمكن أن يتأتى على قراءة محددة، فإن هذا الوجه أو هذه الأوجه ينبغي أن تكون ظاهرة واضحة يصل إليها من أرادها بأقرب طريق.
لكن الملاحظ فيما ذُكر هنا ويذكر في مواطن أخرى أن التكلف والتلفيق يظهران بجلاء لكل أحد، والكلام في وجه هذا التكلف فيه إعادة وتطويل، ولو أردتَ ذكره لذكرتُه.


أرجو أن يكون في هذه الخطوة العملية إجابات وافية لهذه الاشكالات ...
 
الأخ الفاضل العبادي... والأخوة الكرام
المثال الذي ذكره الأخ العبادي نقلاً عن الأخ جلغوم نوافق أن فيه تكلف ويشغب على مسألة الإعجاز العددي.
القراءات هي متواترة وما يصح عددياً في قراءة ليس بالضرورة أن ينطبق على قراءة أخرى كما هو الأمر في المعانى.
الإعجاز العددي يتعلق بترتيب السور وعدد الآيات والكلمات والحروف... والاختلاف المحدود في هذه الأمور لا يؤثر في حقيقة وجود الإعجاز العددي.
تكرر كثيراً ضرورة إشراف أهل الاختصاص الشرعي لوضع الضوابط وما أعلمه من واقع المشرفين على أبحاث مركز نون للدراسات القرآنية أنهم من أهل الاختصاص الشرعي المتعمق والمحترف وهذا معلوم تماماً في فلسطين. ومن هنا لا نجد اعتراضات حقيقة على بحوث مركز نون إلا ما كان من بحوث قبل نشأة المركز عام 1998م.
لقد لاحظ كل من حضر المؤتمر الدولي للإعجاز العددي في الرباط تميّز أبحاث مركز نون. ومن هنا أدعو أهل الاختصاص والاهتمام إلى أن يعطوا من وقتهم لدراسة هذه البحوث خدمة للقرآن الكريم.
 
أمثلة متنوّعة
في الإعجاز العددي


باسم سعيد البسومي
محاضر في قسم الرياضيات كلية العلوم التربوية
رام الله - فلسطين

النمـل


سورة النمل هي السّورة 27 في ترتيب المصحف، وعدد آياتها 93 آية. تبدأ السورة بالحرفين (ط س).
وإليك الملاحظات الآتية:

تكرّر حرف (ط) في سورة النمل 27 مرّة، وهذا هو ترتيب السورة في المصحف.
تكرر حرف (س) في سورة النمل 93 مرّة، وهذا هو عدد آيات السورة.
جُمّل كلمة "نمل" هو 120 ن=50 م=40 ل=30

لاحظ :ترتيب سورة النمل (27) + عدد آياتها (93) = 120تكرار
حرف ط (27) + تكرار حرف س (93) = 120
سورة التوبة وسورة النمل:

سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي لا تُستهل بالبسملة، وفي المقابل نجد أنّ سورة النمل تتكرر فيها البسملة مرتين، ليبقى عدد البسملات الكلّي في القرآن الكريم مساوٍ لعدد سوره، أي 114 (19 × 6).

قال تعالى: "إنه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم".

وإليك بعض العلاقات العدديّة التي تجمع بين السورتين:

إذا بدأنا العد من التوبة (9) تكون سورة النمل هي السورة 19.

الفرق بين ترتيب السورتين في المصحف هو: (27 – 9) = 18،
واللافت أنّ مجموع تراتيب السور من سورة التوبة وحتى سورة النمل هو:
(9 + 10 + 11 + … + 27) = 19 × 18.

ملاحظة: الأعداد التي إذا بدأنا العد من الأول منهما يكون الأخير هو العدد 19 وبالتالي يكون الفرق بينها 18 هي أعداد لا نهائية، واللافت هنا أنّ العددين 9، 27 هما فقط العددان اللذان يكون مجموع تسلسلهما 19 × 18

لم ترد كلمة النمل في القرآن الكريم إلا في الآية 18 من سورة النمل، وعدد كلماتها 19 كلمة.

نوح عليه السلام
عدد آيات سورة نوح هو 28، وترتيبها في المصحف هو 71.
وإليك الملاحظات الآتية:

1.عدد السور التي ورد فيها اسم نوح عليه السلام هو 28 سورة.

2.تكرّر اسم نوح دون إضافة في القرآن الكريم أيضاً 28 مرّة (أي ليس في صيغ مثل قوم نوح، أو امرأة نوح).

3.وردت لفظة نوح بجميع صيغها 43 مرّة في القرآن الكريم، و43 هو الفرق بين ترتيب السورة وعدد آياتها. (71 – 28 = 43).

4. هناك 43 سورة بعد سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح.
5.اللافت أنّ هناك 43 سورة قبل سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح.

6. تكرر اسم نوح في سورة نوح 3 مرات، وهذا يعني أنّ مجموع جمّل كلمة "نوح" في السورة هو (3 × 64) = 192.

اللافت للانتباه أنّ العدد 192 هو ترتيب كلمة نوح الثالثة والأخيرة في سورة نوح، وبالتالي لفظة نوح الأخيرة في القرآن الكريم.

بذلك يتبين أنّ عدد الآيات من آية التماثل الأول في سورة آل عمران إلى آية التماثل الثاني في سورة مريم، هو نفس عدد الآيات من بداية سورة التماثل الأول إلى بداية سورة التماثل الثاني أي 1957.

1957 هو أيضاً مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى حتى الآية 34 من سورة مريم، أي حتى التكرار 19 لورود عيسى عليه السلام.

اللون الأبيض في القرآن الكريم
يمكن اعتبار اللون الأبيض الأساس لجميع الألوان، لأن الضوء الأبيض إذا تم تحليله ينتج عنه ألوان الطيف السبعة، وينتج عن هذه الألوان إذا تم مزجها بالنسب المختلفة الآلاف من الألوان المعروفة.

جمّل كلمة أبيض هو 813 (1+2+10+800).
قمنا بتتبّع الكلمات التي تشير إلى اللون الأبيض في القرآن الكريم، فكان الجدول الآتي:

اللون الابيض في القران

الكلمة السورة رقم الآية
ابيضت آل عمران 107
ابيضت يوسف 84
تبيض آل عمران 106
الأبيض البقرة 187
بيضاء الأعراف 108
بيضاء طه 22
بيضاء الشعراء 33
بيضاء النمل 12
بيضاء القصص 32
بيضاء الصافّات 46
بيض فاطر 27
بَيض الصافّات 49
المجموع 813

النتيجة: مجموع أرقام الآيات التي وردت فيها الكلمات التي تشير
إلى اللون الأبيض هو 813، و813 هو أيضاً جمّل كلمة "أبيض".

سورتيّ مريم وص
هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بحروف نورانية مثل: الم، الر، كهيعص، ص،… . في هذه السور الـ 29 نجد أنّ ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19، وسورة ص ترتيبها 38، ولا يوجد غيرهما من سور الفواتح سورة ترتيبها من مضاعفات الـ 19، وعليه إليك هذا الجدول:

الترتيب السورة وجُمّلها فاتحة السورة وجُمّلها
19 مريم، وجملها 290
(أي 40 + 200 + 10 + 40) كهيعص، وجمّلها 195
(أي 20 + 5 + 10 + 70 + 90)
38 ص، وجمّلها 90 ص، وجمّلها 90
57=19 × 3 380=19 × 20 285=19 × 15

المجموع =ترتيب سورة مريم ×ترتيب سورة ص =19 ×38

يترتّب على الجدول السابق النتائج العدديّة الآتية:

مجموع ترتيب السورتين هو 57، أيّ 19 ×3.

مجموع جُمّل السورتين هو 380، أيّ 19 ×20.

مجموع جُمّل فاتحتيّ السورتين هو 285، أيّ 19 ×15.

المجموع العام هو 722، والمفاجئ أنّ هذا هو
19×38، أي حاصل ضرب ترتيب سورة مريم 19 في ترتيب سورة ص 38.

أدم و عيسى عليهما السلام
جاء في الآية 59 من سورة آل عمران: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".

تتحدث الآية الكريمة عن التماثل في خلق آدم وخلق عيسى، عليهما السلام. وقد لفت نظر بعض الكتاب أنّ في الآية تماثلاً عددياً أيضاً. فما هو هذا التماثل؟!

إذا قمنا بإحصاء كلمات عيسى من بداية المصحف وحتى كلمة عيسى في الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة عيسى في القرآن الكريم.
وإذا قمنا بإحصاء كلمات آدم من بداية المصحف وحتى كلمة آدم في
الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة آدم
في القرآن الكريم.

هذه الملاحظة دفعتنا إلى متابعة الأمر، فكانت النتيجة أنْ تحصّلت لدينا ملاحظات عدديّة كثيفة. إلا أننا رأينا أن نقصر البحث هنا على جزء منها:
بحثنا عن تماثل ثانٍ في سور أخرى، فكانت المفاجأة أنّ هذا التماثل جاء في سورة مريم. ومعلوم أنّ مريم هي إبنة عمران، وكان التماثل الأول في سورة آل عمران.

وقد جاء التماثل الثاني على الصورة الآتية:

ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19. ولم ترد كلمة عيسى في هذه السورة إلا مرّة واحدة، وذلك في الآية 34. والملاحظة اللطيفة هنا أنّ تكرار كلمة عيسى في الآية 34 هو التكرار رقم 19 في القرآن الكريم. والمفاجأة هنا أنّ كلمة آدم ترد في الآية 58، ولم تتكرر في سورة مريم إلا مرّة واحدة، هي أيضاً
التكرار رقم 19 في القرآن الكريم.

ففي السّورة 19 إذن كان التكرار 19 لكلمة عيسى والتكرار 19 لكلمة آدم. فتأمّل!!
تكررت كلمة عيسى في القرآن الكريم 25 مرّة. واللافت أنّ تكرار كلمة آدم في القرآن هو أيضاً 25 مرّة . والملاحظ أنّنا إذا بدأنا العدّ من الآية 34 من سورة مريم، والتي ذكر فيها اسم عيسى، عليه السلام، تكون الآية 58 التي ذكر فيها اسم آدم، عليه السّلام، هي الآية 25.

رأينا أنّ التماثل الأول لكلمة عيسى وآدم عليهما السلام كان في الآية 59 من سورة آل عمران. بينما كان التماثل الثاني في سورة مريم.

إذا بدأنا العد من الآية 59 من سورة آل عمران، فستكون الآية 58 من سورة مريم هي الآية رقم 1957

اللافت أنّ عدد الآيات من بداية سورة آل عمران (سورة التماثل الأول) ،
إلى بداية سورة مريم (سورة التماثل الثاني) هو أيضاً 1957.

والمفاجأة هنا أنّ مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى، من بداية المصحف وحتى الآية 34 من سورة مريم، هو: 1957.

التسلسل
السورة الآية التسلسل السورة الآية
- البقرة 87 11 النساء 171
البقرة 136 12 المائدة 46
البقرة 253 13 المائدة 78
آل عمران 45 14 المائدة 110
آل عمران 52 15 المائدة 112
آل عمران 55 16 المائدة 114
آل عمران 59 17 المائدة 116
آل عمران 84 18 ا لأنعام 85
النساء 157 19 مريم 34
النساء 163 مجموع أرقام الآيات الكلي = 1957


سورة الحديد

سورة الحديد هي السورة رقم 57 في ترتيب المصحف، وهي السورة الأخيرة في النصف الأوّل من القرآن الكريم.
وإليك بعض الملاحظات حول الحديد:

الحديد هو العنصر الوحيد من عناصر المادة الذي يدلّ عليه اسم سورة من سور القرآن الكريم.

جُمّل كلمة الحديد هو 57، وهذا هو أيضاً ترتيب سورة الحديد.

الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي هو 57.

4.جُمّل كلمة حديد هو 26، وهذا هو العدد الذري للحديد.

5.عدد آيات سورة الحديد هو 29 آية، فإذا ضربنا ترتيب سورة الحديد بعدد آياتها يكون الناتج 1653، و1653 هو أيضاً مجموع تراتيب سور القرآن الكريم من السورة الأولى حتّى السورة 57، وهي سورة الحديد.

5.إذا قمنا بضرب ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم الـ 114 بعدد آياتها، ثم رتّبنا الناتج تنازلياً، فستكون النتيجة أنّ سورة الحديد هي السورة الوحيدة التي تحافظ على ترتيبها بين سور المصحف، أي ستبقى السورة رقم 57.



العدد في سورة الجن

أحصى الكاتب صدقي البيك في كتابه معجزة القرآن العدديّة الأعداد الصحيحة في القرآن الكريم، سواء الأعداد التي وردت بشكل مباشر أو تلك المقصودة، فكانت 285 عدداً أي 19 ×15.
وإليك تفصيل ذلك في الجدول الآتي:
العدد 1 2 3 4 5 6 7 8 9

المرات 145 15 17 12 2 7 24 5 4

العدد 10 11 12 19 20 30 40 50 60

المرات 9 1 5 1 1 2 4 1 1

العدد 70 80 99 100 200 300 309 950 1000


المرات 3 1 1 6 2 1 1 1 8



العدد 2000 3000 5000 50000 100000
المرات 1 1 1 1 1


سورة الجن وعلاقتها بعدد الأعداد 285 والعدد 19

تنتهي سورة الجن بالآيات الآتية:
(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا* ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربـهم* وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددا (

نجد في السورة الملاحظات العدديّة الآتية:

سورة الجن هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تنتهي بكلمة عددا، واللافت هنا أنّ ترتيب كلمة عددا في السورة هو 285، وهو عدد الأعداد في القرآن الكريم، وهو أيضاً 19 × 15.

سورة الجن
السورة الوحيدة
التي تنتهي
بكلمة عددا

اترتيب كلمة عددا هو 285
وهو عدد الأعداد في
القرأن الكريم

حاصل 19x15

تنتهي كل آية من آيات سورة الجن بكلمة تسمى "فاصِلة"، مثل: (عجبا، أحداً، ولدا، شططا... الخ) أي أن هناك 28 فاصلة في هذه السورة. عند حذف الفواصل المتكررة يكون عدد الفواصل المتبقيّة هو 19 فاصلة.

سورة الجن

كل أية تنتهي بكلمة
تسمى ”فاصلة“

يوجد في السورة 28
فاصلة

عدد الفواصل بدون
تكرار 19 فاصلة

ينتهي عدد من الفواصل في سورة الجن بالمقطع "دا"، مثل: عددا، ولدا، أحدا. اللافت أنّ عدد هذه الفواصل هو 19 فاصلة أيضاً.

تتكوّن فواصل سورة الجن من 19 حرفاً من الأحرف الهجائيّة.

عدد أحرف فواصل سورة الجن هو 114 حرفاً، أي 19×6. و114 هو عدد سور القرآن الكريم.

114 عدد أحرف فواصل سورة الجن
حاصل 19x6
عدد سور القران الكريم
هذا يعني أنّ الحرف الأخير في كلمة عددا هو الحرف 114 من أحرف الفواصل. فهل من قبيل الصدفة أن يجتمع في كلمة عدداً عدد الأعداد في القرآن الكريم، وعدد سوره أيضاً؟!

مجموع تكرار أحرف (ع،د،د،ا) في سورة الجن هو 361[1] أي 19×19.
فهل من قبيل الصدفة أن يجتمع في كلمة عدداً عدد الأعداد في القرآن الكريم 19×15، وعدد سور القرآن 19×6، والعدد 19×19؟!

وردت كلمة الجن في القرآن الكريم قبل سورة الجن 19 مرة، ولم ترد بعد السورة بهذه الصيغة.

يستمر الكلام على لسان الجن في سورة الجن حتى الآية 19، ثمّ يتحوّل الخطاب إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
على ضوء هذه الملاحظات العدديّة، تأمّل قوله تعالى في الآية الأخيرة من سورة الجن: (وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددا )
الحـــج

آخر ورود لكلمة الحج في القرآن الكريم جاء في الآية 27 من سورة الحج: "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق".

1.عدد كلمات هذه الآية هو 14 كلمة، فإذا ضربنا عدد كلمات الآية برقمها وهو 27 يكون الناتج: 378.

2.اللافت للانتباه أنّ مجموع أرقام الآيات من بداية السورة وحتّى آية الحج (27) هو( 1+2+3+ ….+ 27) = 378

3.الكلام حول الحج وشعائره في سورة الحج يبدأ بالآية 26 وينتهي بالآية 37. وهذا يعني أنّ مجموع أرقام هذه الآيات هو: (26 +27 +...+37) = 378.

4.تكرّرت كلمة الحج في القرآن الكريم 9 مرّات. بالتالي يكون مجموع جُمّل كلمةالحج في القرآن الكريم هو (42 × 9) = 378.

5.اللافت أنّنا إذا أضفنا 378 إلى عدد آيات سورة الحج (78) يكون الناتج 456، وهذا هو ترتيب كلمة الحج في سورة الحج.

النحـل

سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والملاحظ أنّ عدد كروموسومات ذكر النحل هو أيضاً 16 كروموسوماً.

أ. النحل ورقم السورة (16):

لم ترد كلمة النحل في القرآن الكريم إلا في الآية 68 من سورة النحل: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون".

اللافت أن عدد الحروف من بداية الآية وحتى كلمة النحل [هو 16 حرفاً.

يصبح الأمر لافتاً أكثر عندما نعلم أنّ آية النحل تتكوّن من 16 حرفاً
أبجدياً هي: (ا،ب،ج،و،ح،ي،ك،ل،م،ن،ع،ر،ش،ت،خ،ذ).
ب. ترتيب كلمة النحل في سورة النحل (884):
وردت كلمة النحل في الآية 68 من السورة: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون". عدد كلمات هذه الآية هو 13 كلمة.

5. إذا ضربنا رقم الآية بعدد كلماتها يكون الناتج: 884 68 × 13= .لاحظ الآتي:

6. إذا بدأنا عد الكلمات من بداية سورة النحل تكون كلمة النحل هي الكلمة 884، فتأمّل!!
من بداية المصحف حتّى سورة النحل هناك 13 آية فقط أرقامها 68، تنتهي بطبيعة الحال بآية النحل في سورة النحل.
اللافت أنّ مجموع أرقام هذه الآيات هو 884.
7. في القرآن الكريم، هناك 85 آية فقط أرقامها 16.
المفاجأة أنّ مجموع كلمات هذه الآيات هو أيضاً 884

ج. النحل وجمّل كلمة النحل (119):
جمّل كلمة النحل هو 119. لاحظ الآتي:

8.في سورة النحل، هناك 8 آيات رقمها العدد 16 أو مضاعفاته. (وهي الآيات 16، 32، 48، 64، 80، 96، 112، 128).
اللافت أنّ عدد كلمات هذه الآيات هو 119 كلمة.

9.من بداية المصحف حتّى اخر سورة النحل هناك 119 آية أرقامها العدد 16 أو أحد مضاعفاته.
النحل في معادلة رياضيّة

إذا جمعنا أرقام الآيات 16 في القرآن الكريم + عدد كلماتها (884)، وأضفنا إلى ذلك رقم سورة النحل 16 + عدد كلمات السورة 1844، يكون الناتج = 4104.

المفاجأة هنا أنّ هذا المجموع هو جُمّل آية النحل في سورة النحل (4104). فتأمّل!!

(85× 16) + 884 + 16 + 1844 = 4104

جمّل آية النحل (68) = 4104


فــــاطمة. عن الهيئة المغربية للاعجاز العلمي في القران والسنة
المؤتمر الدولي الاول للاعجاز العددي في القران الكريم .
الرباط. 08-09 نوفمبر 2008
 
الأخ الفاضل العبادي... والأخوة الكرام
المثال الذي ذكره الأخ العبادي نقلاً عن الأخ جلغوم نوافق أن فيه تكلف ويشغب على مسألة الإعجاز العددي.
.

الأخ العبادي اجتزأ مقطعا من مثال .. ...........
فيما يلي المثال كاملا :

أول وآخر سور القرآن ترتيبا :

السورة الأولى في ترتيب المصحف هي (الفاتحة ) وقد جاءت مؤلفة من عدد من الآيات محدد بـ 7 ،وآخر سورة هي ( سورة الناس ) وقد جاءت مؤلفة من عدد من الآيات محدد بـ 6 ، ومجموعهما 13 .
لقد تم ربط أول وآخر القرآن عدديا بعلاقة محورها العددان 7 و 6 .

هذا الترابط الواضح بين العددين 6 و 7 في أول القرآن وآخره ترتيبا ، هو ما نلاحظه أيضا في موضوع خلق الكون .
السؤال هنا : كيف تم طرح موضوع ( خلق الكون) في القرآن عدديا ؟. هل جاء وفق المشاهد في ترتيب سور القرآن أم بصورة أخرى ؟

مواقع ورود العدد 6 في القرآن الكريم :
الكتاب المقروء والكتاب المنظور :
يرتبط العدد 6 في القرآن الكريم بموضوع واحد هو خلق السماوات والأرض ، وقد ورد في اللفظ " في ستة أيام " في سبع آيات .
من السهل أن نلاحظ هنا الإشارة الواضحة إلى العدد 13 في مجموع الرقمين : 6 أيام + 7 آيات . فالعدد 6 ورد في 7 آيات لا غير ، موزعة في 7 سور . أي إن كل آية وردت في سورة ، ولم تجتمع آيتان في سورة واحدة ..
( بعبارة أخرى : من بين آيات القرآن البالغة 6236 آية ، 7 آيات لا غير ، ورد فيها ذكر العدد 6 " عدد أيام خلق الكون " ) .
الحديث هنا عن خلق الكون " في ستة أيام " وذكر العدد 6 محددا بـ 7 مرات ، عرفناه من القرآن ، لا مجال للاختلاف فيه أو المجادلة ..

السؤال الذي يطرح نفسه هنا : كيف نفسر هذا التماثل في العلاقة العددية بين أول القرآن وآخره ، والعلاقة الملاحظة في ( خلق الكون ) ؟ لقد بدأ القرآن بسورة الفاتحة ، سورة مؤلفة من 7 آيات ، حيث نلاحظ الموافقة لعدد الآيات الـ 7 ، وانتهى بسورة الناس ، سورة مؤلفة من 6 آيات ، حيث نلاحظ الموافقة للعدد 6 ، عدد أيام خلق الكون .
هل يعني هذا التماثل بين ترتيب القرآن الكريم ( الكتاب المقروء ) وخلق الكون ( الكتاب المنظور ) غير الإيحاء الواضح إلى أن : خالق الكون هو منزل القرآن ؟
ليست مصادفة أن يحاط القرآن بسورتين ، إحداهما مؤلفة من 7 آيات ، والثانية من 6 آيات ( مجموعهما 13 ) ، تحصران بينهما باقي سور القرآن .
هذه المطابقة العددية بين الكتاب المقروء ( القرآن ) والكتاب المنظور ( الكون ) ليست مصادفة . ولست أرى فيها غير دعوة قرآنية إلى التدبر في مواقع ترتيب هذه الآيات ، ومواقع السور التي وردت فيها ، ودلالة ذلك الترتيب .
هذا ما سنقوم به الآن ...............
الموضوع طويل وتفاصيله كثيرة ، سأكتفي منها بالجزء التالي ..

الملاحظة الأولى : مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع 169

إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات الـ 7 حيث ورد العدد 6 هو : 169 وهذا العدد هو حاصل ضرب 13 × 13 .
( هذه النتيجة تؤكد ما قلناه : ليست مصادفة أن يكون مجموع عددي الآيات في سورتي الفاتحة والناس مرتبطا بالعدد 13 ) .
وأي دليل أبلغ على أن هذه الآيات السبع قد رتبت في مواقع مخصوصة ، بحيث تؤدي في النهاية الإشارة إلى العدد 13 ؟ و 13 تحديدا ( مجموع العددين 6 و 7 ) وما يعنيه ذلك من تأكيد القصد في مراعاة العلاقة العددية ، التي محورها العددان 6 و 7 ، والدلالة على إعجاز القرآن في ترتيبه . كان كافيا أن تأتي إحدى هذه الآيات السبع في غير موقعها لتختفي هذه العلاقة ، إلا أن ذلك لم يحدث .

لا يوجد عدد آخر غير العدد 169 يمكن أن يؤدي هذا الإحكام في ترتيب الآيات السبع .
( 13 × 13 ) . فما سر العدد 169 ؟
العدد 169 محور رئيسي في الترتيب القرآني ، ليس موضوع هذه المقالة . ولكن يمكنني أن ألفت انتباهكم إلى العدد 114 وهو العدد الذي اصطفاه الله ليكون عددا لسور كتابه الكريم ، العدد 114 يساوي 19 × 6 .
تأملوا المعادلة جيدا 19 × 6 ، يمكنكم مشاهدة أرقام العدد 169 . ويمكنكم مشاهدة الأعداد 19 و 6 و 13 و 7 ... ويمكنكم مشاهدة العدد 619 أيضا ..
هذه الأعداد في الترتيب القرآني لم تأت مصادفة ، إن أساسها وقاعدتها هو العدد 114 .
كلمات كل آية يخضع لنظام ]

الملاحظة الثانية: مجموع كلمات الآيات السبع
إن مجموع أعداد الكلمات في الآيات السبع حيث ورد العدد 6 هو 182 كلمة .
هذا العدد هو حاصل ضرب : 2 × 7 × 13.
بعبارة أخرى : إنه من مضاعفات العددين 7 و 13 .
وقد مر بنا أن مجموع أرقام ترتيب الآيات الـ 7 هو 13 × 13 . يمكننا ملاحظة أن الفرق بين مجموع الكلمات في الآيات السبع ، ومجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو : 13 ( 182 – 169 ) .
مجموع كلمات الآيات : 182 : 2 × 7 × 13 .
مجموع أرقام الترتيب : 169 : 13 × 13 .
دلالة واضحة على أن أعداد الكلمات في آيات القرآن محسوبة كلمة كلمة ، كما هو الحال في مواقع ترتيبها . وأن العدد 13 هو محور هذه العلاقات .
[ وقد يخرج من يقول : أنا أخالفك في العد ؟ طيب : هات ما لديك . العلاقة هنا ما كانت لتظهر لولا أن المنهج المتبع لدي في العد صحيح . المنهج نفسه الذي اتبعته في عد جميع آيات القرآن .]

الملاحظة الثالثة: مجموع أرقام ترتيب السور والآيات
إن مجموع العددين 192 ( مجموع أرقام ترتيب السور السبع ) و 169 ( مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات السبع ) هو : 361 ( 192 + 169 ) .. العدد 361 هو حاصل ضرب 19× 19 .
إشارة واضحة إلى الترابط بين الأعداد 19 و13 و 6 ( ذكر العدد 6 في 7 سور قرآنية مخصوصة ، وفي آيات مخصوصة يرتبط ترتيبها بالعددين 19 و 13 . ) .
ومن الملاحظ هنا أن الفرق بين العددين 192 و 169( مجموع أرقام ترتيب السور ومجموع أرقام ترتيب الآيات ) هو : 23 ومن المعلوم أن مدة نزول القرآن كانت 23 سنة .
هذه الملاحظة تقول : إن مواقع السور محدد بتدبير إلهي حكيم ، كما هي مواقع الآيات في تلك السور .. لقد حددت تلك المواقع على نحو تؤدي في النهاية إلى العدد 19 وحدة البناء الرئيسة في العدد 114 .

الملاحظة الرابعة: مجموع أعداد الآيات في السور السبع
مفاجأة بديعة ، هي ما نشاهده ، إذا تأملنا مجموع أعداد الآيات في السور السبع حيث ورد العدد 6 ( المرتبط حصرا بموضوع خلق الكون ) ، إن مجموع أعداد آياتها هو 619 ، هذا العدد دون سواه . ولا إله إلا الله ..
ما سر هذا العدد ؟
العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية !!. إن في وسعنا ملاحظته واضحا إذا تأملنا معادلة الترتيب القرآني الأولى : 114 = 19 × 6 .
والدلالة في هذه الظاهرة على إحكام ترتيب سور القرآن وآياته وارتباطها بالعدد 114 ، وأنه ترتيب إلهي لا ينكره إلا عنيد مستكبر .
لنتأمل العددين 169 و 619 :
169 : مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات السبع .
619 : مجموع أعداد الآيات في السور السبع ..
نلاحظ فيهما بوضوح تام معادلة الترتيب القرآني الأولى : 114 = 19 × 6 .
( 19 × 6 : 169 ، 619 ) .
إن ترتيب الآيات السبع في مواقع محددة تؤدي إلى العدد 169 ، وفي سور تؤدي أعداد الآيات فيها إلى العدد 619 ، ما يشير إلى نظام بالغ الإحكام والتعقيد في ترتيب سور القرآن وآياته ، وما يؤكد استحالة أن يكون إلا بتدبير إلهي .

وهكذا يكون المثال كاملا .. وهناك ما يكفي من الأدلة لإثبات القصد في كل عدد ورد في هذا المثال ..
والسؤال للأخوين الفاضلين : هل بقي شيء من التكلف ؟
 
المؤتمر الدولي الأول
للإعجاز العددي في القرآن

الإعجاز العددي: مفهومه وضوابطه
"دراسة استقرائية تحليلية"


مفهوم الإعجاز العددي

الإعجاز العدديّ أو الرّقمي وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم، يقوم على مراعاة الرّسم العثماني لكشف العلاقات الرقمية بين حروف القرآن الكريم وكلماتِه وآياتِه وسوره وفق نظام يفوق تصوّر البشر وقدرتهم، ويُظهر أصالة النص القرآني، ومتانة بنائه ودقة ترتيبه.

مجالات البحث في الإعجاز العددي

يقوم البحث في الإعجاز العددي على معرفة النظام العددي للقرآن الكريم بالوقوف على عدد حروفه، وكلماته وآياته، واكتشاف العلاقات بين تلك الحروف والكلمات والآيات والسور، وتحديد الإشارات أو الدلالات التي قد تستنبط من تلك الأرقام أو الأعداد المكتشفة، فضلا عن الوقوف على حكمة ترتيب سور القرآن الكريم بالطريقة التوقيفية التي رتّبت بها، أو حكمة تكرار بعض الحروف والكلمات بأعداد معيّنة.

دواعي ظهوره
اكتشاف الحواسيب الإلكترونية التي ساعدت على إجراء العمليات الحسابية المعقّدة في ثوان؛ مما سهل عملية عدّ حروف القرآن الكريم وكلماته، ومحاولة اكتشاف العلاقة بينها، أو محاولة إظهار وجه إعجاز من خلال معرفة أعداد الآيات أو الكلمات أو الحروف، ومدى تكرار كلٍّ منها.
استجابة كثير من علماء الأمة وباحثيها إلى التحديات العلمية الراهنة التي تلزم التحدّث بلغة العصر وأسلوبه خاصة أمام الآخر الكافر الذي لا يؤمن إلا بلغة الأرقام والحساب؛ فكانت المحاولات لإظهار مجال آخر من مجالات إعجاز القرآن الكريم.

الرغبة في الدعوة إلى الدين الإسلامي بلغة العصر (لغة الأرقام)، وتكون هذه الدعوة موجهة إلى فئة معينة من الملحدين أو المشككين في الدين الإسلامي ولا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والأعداد التي هي عندهم الأكثر وضوحا، والأشد جزما من كل اللغات.
الرغبة في البرهنة على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتزوير؛ لأن أي زيادة في حروفه أو كلماته يؤدي إلى إفساد وجه الإعجاز فيه.


فوائده:
تقوية غرس الإيمان في نفوس المؤمنين وترسيخه في قلوبهم عن طريق إدراكهم لحقائق القرآن العلمية التي يؤمنون بها فجاء العلم ليبرهن على صحتها وتأكيد حقيقتها؛ مما يزيد في ترسيخ الإيمان في القلوب، وإزالة الشكوك منها.
- تجلية قضية إعجاز القرآن الكريم، وتسهيل مهمة تقديم البرهان وإقامة الحجة على أصالة القرآن وصحته.

-اعتماد الإعجاز العددي وسيلة فعّالة للدعوة إلى الله، وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف فضلا عن كونه دليلا ماديا ملموسا لإقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، واتـّباع رسالة محمد.

- الإسهام في التعريف بالقرآن الكريم وتفسيره، فضلا عن تجلية بعض أسراره والوقوف على بعض حقائقه ومعجزاته.

الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبيٌّ أميّ في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي يعدّ مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله.

ضوابط البحث في الإعجاز العددي
أ/ الضوابط الشّرعية:
- ضرورة الحذر وعدم التسرع عند التعامل مع كتاب الله، وألا نقول فيه برأينا دون الاستناد إلى كتب التفسير أو معهود الأمة العربية في لغتها؛ لأن التسرع وعدم الحذر، أو عدم الالتزام بمعهود العرب في لغتهم مع عدم الرجوع إلى كتب التفسير قد يؤدي إلى مخالفات شرعية.
2- الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات العلمية.
3- ضرورة الاعتماد في عدد كلمات القرآن وحروفه على أساس الرسم القرآني المسمّى (بالرسم العثماني)، والذي هو توقيفي عن الرسول، وأجمعت عليه الأمة .
إيثار أسلوب اليسر والوضوح في بيان مظاهر الإعجاز العددي خصوصا، والدراسات القرآنية عموما؛ حتى لا تلتبس الأمور على الخاصة فضلاً عن العامة، وحتى لا يضيع المطلوب بسبب التعقيد؛ ولأن اليسر من مبادئ الدين الإسلامي.

5- لا يجوز أن نقحم في كتاب الله ما لا يرضاه، أو ندخل فيه أرقاما من خارجه؛ لأن الأمر يتعلق بإثبات الإعجاز في أعداده وأرقامه لا أرقاما وأعدادا من خارجه، وحتى لا يفقد الموضوع مصداقيته بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم.
عدم الخوض في الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمهاولم يحطنا بها علما؛ كمعرفة موعد الساعة، أو تاريخ انتهاء دولة وقيام أخرى، أو زوال شعب وقيام آخر؛ لأن الخوض في مثل هذه الأمور تمحل وتكلف وتقول على الله بغير علم.
7- ضرورة مراعاة أن الأرقام في مسألة البحث في الإعجاز العددي هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، والوقوف على إعجازه، وتأكيد أصالته وصحة مصدره، وليست هي الهدف أو المقصد النهائي حتى لا تكون مدخلا إلى منزلقات عقدية كما حصل مع الرقم تسعة عشر الذي كان فتنة للسابقين وبعض اللاحقين.
8- اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنةأو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤوا .في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.

ب/ الضوابط العلميّة
يجب أن تكون الطريقة التي نعالج بها المعطيات القرآنية مبنية على أساس علمي وشرعي، فلا يجوز استخدام طرق غيرعلمية أ و طرقا مخالفة للضوابط الشرعية؛ لأن القرآن كتاب الله المحكم الذي يستلزم دراسة علمية بعيدة عن العاطفة والهوى، أو إبداء الرأي فيه دون أسس أو قواعد شرعية وعلمية.

2- أن تكون الطريقة المستخدمة في معالجة المعطيات ثابتة، وعدم التنقل من طريقة لأخرى في البحث الواحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى تدخل المصادفة بشكل كبير في نتائج البحث.
3- يجب أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة، فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته، فتجده تارة يعد الحروف كما تكتب وفق الرسم القرآني، وتارة يعد حروفا أخرى كما تلفظ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي؛ من هنا كانت ضرورة تبني طريقة موحدة، ومنهج ثابث في معالجة موضوع الإعجازوالوقوف على نتائجه.
أن تكون نتائج البحث في الإعجاز العددي من الإعجاز العددي حقيققة، وليست نتائج جاءت مصادفة، ولا تمثل إعجازا يقنع أهل هذا الدين فضلاً عن غير أهله، وليست العبرة بكثرة النتائج وإنما العبرة بصحتها ودقة إعجازها.

5-يجب أن تكون طريقة الباحث في استنباط النتائج أو تحديد العدد المطلوب موافقة للطرق الإحصائية و الرياضية دون تمحّل أو تدليس، أو رصف للأرقام والأعداد دون ضابط علمي.

نتائج البحث وتوصياته:
الموضوع لا يزال حديث النشأة، وأرضه مازالت خصبة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي وقد يستغرق ذلك سنوات طويلة قبل أن ينضج .ويؤتي أكله بشكل راسخ وسليم.

- عدم الحكم المسبق على فساد البحث في مسألة الإعجاز العددي وبطلانه؛ لأن هذا حكم على الشيء قبل تصوره، مادام الموضوع لم يؤت ثماره الناضجة بعد؛ لهذا وجب دراسة الموضوع دراسة مستفيضة وتحديد مدى الخير الكامن فيه للتمسك به، وبيان مدى الانحراف العالق به لتجنبه، أو تطهير الموضوع منه.
تأكيد عدم وجود تقديس لأرقام دون أخرى حتى وإن وردت في القرآن الكريم حتى لا تكون مدخلا من مداخل الشرك بالله أو الخروج عن العقيدة الصحيحة.

- مسألة البحث في الإعجاز العددي قد يكون فيها خير عميم على الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتفنيد الشبهات والأوهام حوله، فضلا عن آثاره الإيجابية على المستوى الإيماني لأفراد المجتمع الإسلامي.
تتحقق النتائج الإيجابية لدراسات الإعجاز العددي في القرآن الكريم بالتمسك بالضوابط الشرعية، والأسس العلمية الواردة في هذا البحث.
:
وأخيرا، نوصي بالآتي
إقامة المزيد من الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة الإعجاز العددي والتعريف به، وتحديد الاتجاهات الصائبة منه وتشجيعها ودعمها فضلا عن تحديد الاتجاهات الخاطئة فيه وكشفها ومحاربتها حتى يبقى المجال مفتوحا أمام دراسات إعجاز القرآن الكريم، وعدم غلق باب واسع في مجال الدراسات القرآنية قد يكون وراءه خير كثير للإسلام والمسلمين.
ضرورة الاجتهاد الجماعي الذي يجمع علماء الشريعة فضلا عن المختصين العلميين من الباحثين المسلمين؛ لمحاولة وضع منهج علمي سليم لدراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، والوقوف على أسراره وعجائبه.
ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والعلمية عند التعامل مع نصوص الوحي، للوقوف على الأسرار الكامنة فيها والعجائب المبثوثة في ثناياها دون الوقوع في المحظور.

محاولة الاستفادة من شبكة الإنترنيت للتنسيق بين جهود الباحثين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتجنب التكرار، ولتحقيق الاستفادة من الخبرات المتنوعة في هذا المجال.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
المؤتمر الدولي الأول
للإعجاز العددي في القرآن

الإعجاز العددي: مفهومه وضوابطه
"دراسة استقرائية تحليلية"

للدكتور ذو الكفل محمد يوسف


مفهوم الإعجاز العددي

الإعجاز العدديّ أو الرّقمي وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم، يقوم على مراعاة الرّسم العثماني لكشف العلاقات الرقمية بين حروف القرآن الكريم وكلماتِه وآياتِه وسوره وفق نظام يفوق تصوّر البشر وقدرتهم، ويُظهر أصالة النص القرآني، ومتانة بنائه ودقة ترتيبه.

مجالات البحث في الإعجاز العددي

يقوم البحث في الإعجاز العددي على معرفة النظام العددي للقرآن الكريم بالوقوف على عدد حروفه، وكلماته وآياته، واكتشاف العلاقات بين تلك الحروف والكلمات والآيات والسور، وتحديد الإشارات أو الدلالات التي قد تستنبط من تلك الأرقام أو الأعداد المكتشفة، فضلا عن الوقوف على حكمة ترتيب سور القرآن الكريم بالطريقة التوقيفية التي رتّبت بها، أو حكمة تكرار بعض الحروف والكلمات بأعداد معيّنة.

دواعي ظهوره
اكتشاف الحواسيب الإلكترونية التي ساعدت على إجراء العمليات الحسابية المعقّدة في ثوان؛ مما سهل عملية عدّ حروف القرآن الكريم وكلماته، ومحاولة اكتشاف العلاقة بينها، أو محاولة إظهار وجه إعجاز من خلال معرفة أعداد الآيات أو الكلمات أو الحروف، ومدى تكرار كلٍّ منها.
استجابة كثير من علماء الأمة وباحثيها إلى التحديات العلمية الراهنة التي تلزم التحدّث بلغة العصر وأسلوبه خاصة أمام الآخر الكافر الذي لا يؤمن إلا بلغة الأرقام والحساب؛ فكانت المحاولات لإظهار مجال آخر من مجالات إعجاز القرآن الكريم.

الرغبة في الدعوة إلى الدين الإسلامي بلغة العصر (لغة الأرقام)، وتكون هذه الدعوة موجهة إلى فئة معينة من الملحدين أو المشككين في الدين الإسلامي ولا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والأعداد التي هي عندهم الأكثر وضوحا، والأشد جزما من كل اللغات.
الرغبة في البرهنة على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتزوير؛ لأن أي زيادة في حروفه أو كلماته يؤدي إلى إفساد وجه الإعجاز فيه.


فوائده:
تقوية غرس الإيمان في نفوس المؤمنين وترسيخه في قلوبهم عن طريق إدراكهم لحقائق القرآن العلمية التي يؤمنون بها فجاء العلم ليبرهن على صحتها وتأكيد حقيقتها؛ مما يزيد في ترسيخ الإيمان في القلوب، وإزالة الشكوك منها.
- تجلية قضية إعجاز القرآن الكريم، وتسهيل مهمة تقديم البرهان وإقامة الحجة على أصالة القرآن وصحته.

-اعتماد الإعجاز العددي وسيلة فعّالة للدعوة إلى الله، وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف فضلا عن كونه دليلا ماديا ملموسا لإقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، واتـّباع رسالة محمد.

- الإسهام في التعريف بالقرآن الكريم وتفسيره، فضلا عن تجلية بعض أسراره والوقوف على بعض حقائقه ومعجزاته.

الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبيٌّ أميّ في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي يعدّ مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله.

ضوابط البحث في الإعجاز العددي
أ/ الضوابط الشّرعية:
- ضرورة الحذر وعدم التسرع عند التعامل مع كتاب الله، وألا نقول فيه برأينا دون الاستناد إلى كتب التفسير أو معهود الأمة العربية في لغتها؛ لأن التسرع وعدم الحذر، أو عدم الالتزام بمعهود العرب في لغتهم مع عدم الرجوع إلى كتب التفسير قد يؤدي إلى مخالفات شرعية.
2- الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات العلمية.
3- ضرورة الاعتماد في عدد كلمات القرآن وحروفه على أساس الرسم القرآني المسمّى (بالرسم العثماني)، والذي هو توقيفي عن الرسول، وأجمعت عليه الأمة .
إيثار أسلوب اليسر والوضوح في بيان مظاهر الإعجاز العددي خصوصا، والدراسات القرآنية عموما؛ حتى لا تلتبس الأمور على الخاصة فضلاً عن العامة، وحتى لا يضيع المطلوب بسبب التعقيد؛ ولأن اليسر من مبادئ الدين الإسلامي.

5- لا يجوز أن نقحم في كتاب الله ما لا يرضاه، أو ندخل فيه أرقاما من خارجه؛ لأن الأمر يتعلق بإثبات الإعجاز في أعداده وأرقامه لا أرقاما وأعدادا من خارجه، وحتى لا يفقد الموضوع مصداقيته بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم.
عدم الخوض في الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمهاولم يحطنا بها علما؛ كمعرفة موعد الساعة، أو تاريخ انتهاء دولة وقيام أخرى، أو زوال شعب وقيام آخر؛ لأن الخوض في مثل هذه الأمور تمحل وتكلف وتقول على الله بغير علم.
7- ضرورة مراعاة أن الأرقام في مسألة البحث في الإعجاز العددي هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، والوقوف على إعجازه، وتأكيد أصالته وصحة مصدره، وليست هي الهدف أو المقصد النهائي حتى لا تكون مدخلا إلى منزلقات عقدية كما حصل مع الرقم تسعة عشر الذي كان فتنة للسابقين وبعض اللاحقين.
8- اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنةأو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤوا .في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.

ب/ الضوابط العلميّة
يجب أن تكون الطريقة التي نعالج بها المعطيات القرآنية مبنية على أساس علمي وشرعي، فلا يجوز استخدام طرق غيرعلمية أ و طرقا مخالفة للضوابط الشرعية؛ لأن القرآن كتاب الله المحكم الذي يستلزم دراسة علمية بعيدة عن العاطفة والهوى، أو إبداء الرأي فيه دون أسس أو قواعد شرعية وعلمية.

2- أن تكون الطريقة المستخدمة في معالجة المعطيات ثابتة، وعدم التنقل من طريقة لأخرى في البحث الواحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى تدخل المصادفة بشكل كبير في نتائج البحث.
3- يجب أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة، فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته، فتجده تارة يعد الحروف كما تكتب وفق الرسم القرآني، وتارة يعد حروفا أخرى كما تلفظ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي؛ من هنا كانت ضرورة تبني طريقة موحدة، ومنهج ثابث في معالجة موضوع الإعجازوالوقوف على نتائجه.
أن تكون نتائج البحث في الإعجاز العددي من الإعجاز العددي حقيققة، وليست نتائج جاءت مصادفة، ولا تمثل إعجازا يقنع أهل هذا الدين فضلاً عن غير أهله، وليست العبرة بكثرة النتائج وإنما العبرة بصحتها ودقة إعجازها.

5-يجب أن تكون طريقة الباحث في استنباط النتائج أو تحديد العدد المطلوب موافقة للطرق الإحصائية و الرياضية دون تمحّل أو تدليس، أو رصف للأرقام والأعداد دون ضابط علمي.

نتائج البحث وتوصياته:
الموضوع لا يزال حديث النشأة، وأرضه مازالت خصبة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي وقد يستغرق ذلك سنوات طويلة قبل أن ينضج .ويؤتي أكله بشكل راسخ وسليم.

- عدم الحكم المسبق على فساد البحث في مسألة الإعجاز العددي وبطلانه؛ لأن هذا حكم على الشيء قبل تصوره، مادام الموضوع لم يؤت ثماره الناضجة بعد؛ لهذا وجب دراسة الموضوع دراسة مستفيضة وتحديد مدى الخير الكامن فيه للتمسك به، وبيان مدى الانحراف العالق به لتجنبه، أو تطهير الموضوع منه.
تأكيد عدم وجود تقديس لأرقام دون أخرى حتى وإن وردت في القرآن الكريم حتى لا تكون مدخلا من مداخل الشرك بالله أو الخروج عن العقيدة الصحيحة.

- مسألة البحث في الإعجاز العددي قد يكون فيها خير عميم على الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتفنيد الشبهات والأوهام حوله، فضلا عن آثاره الإيجابية على المستوى الإيماني لأفراد المجتمع الإسلامي.
تتحقق النتائج الإيجابية لدراسات الإعجاز العددي في القرآن الكريم بالتمسك بالضوابط الشرعية، والأسس العلمية الواردة في هذا البحث.
:
وأخيرا، نوصي بالآتي
إقامة المزيد من الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة الإعجاز العددي والتعريف به، وتحديد الاتجاهات الصائبة منه وتشجيعها ودعمها فضلا عن تحديد الاتجاهات الخاطئة فيه وكشفها ومحاربتها حتى يبقى المجال مفتوحا أمام دراسات إعجاز القرآن الكريم، وعدم غلق باب واسع في مجال الدراسات القرآنية قد يكون وراءه خير كثير للإسلام والمسلمين.
ضرورة الاجتهاد الجماعي الذي يجمع علماء الشريعة فضلا عن المختصين العلميين من الباحثين المسلمين؛ لمحاولة وضع منهج علمي سليم لدراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، والوقوف على أسراره وعجائبه.
ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والعلمية عند التعامل مع نصوص الوحي، للوقوف على الأسرار الكامنة فيها والعجائب المبثوثة في ثناياها دون الوقوع في المحظور.

محاولة الاستفادة من شبكة الإنترنيت للتنسيق بين جهود الباحثين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتجنب التكرار، ولتحقيق الاستفادة من الخبرات المتنوعة في هذا المجال.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
محضر اجتماع تأسيس اللجنة الدولية

محضر اجتماع تأسيس اللجنة الدولية

محضر اجتماع تأسيس اللجنة الدولية
للإعجاز العددي في القرآن

الرباط يومي 10 و11 ذي القعدة 1429 هـ موافق ل 7 و8 نوفمبر 2008 م
على هامش فعاليات المؤتمر الأول للإعجاز العددي والمنعقد بالمغرب (كلية العلوم، جامعة محمد الخامس أكدال الرباط) يومي السبت والأحد 10 و11 ذي القعدة 1429 هـ موافق ل 7 و8 نوفمبر 2008 م، تم الإعلان عن تأسيس اللجنة الدولية للإعجاز العددي في القرآن والمصادقة عليها من طرف الجمع العام المشارك في المؤتمر. ولقد عقدت اللجنة أول اجتماع لها يوم الأحد على الساعة السابعة مساء بمدرج بلماحي بكلية العلوم من أجل إقرار هيكلتها ووضع آليات تنظيمية لاشتغالها والإعداد للمؤتمر الدولي الثاني للإعجاز العددي.

وقد أجمع الحضور على:

1. تعيين الدكتور الحسين زايد رئيسا للجنة المشرفة على المؤتمر الثاني للإعجاز العددي
2. تعيين المهندس حسن عمر فتاح منسقا عاما للجنة المشرفة على المؤتمر الثاني للإعجاز العددي

كما حُددت مهام اللجنة المشرفة على المؤتمر الثاني للإعجاز العددي في التوصيات التالية :

1. وضع آلية للتواصل مع الإخوان الممثلين للدول الأخرى،
2. تكوين لجنة علمية لتقييم البحوث العددية،
3. عقد ندوة أو ملتقى للتأصيل الشرعي للإعجاز العددي كمدخل لانعقاد المؤتمر الدولي الثاني وتوجيه الدعوة لكبار العلماء من أجل التأسيس لقاعدة شرعية ولمنهجية علمية في هذا الصدد،
4. مناقشة الضوابط والتوصيات التي صدرت عن ندوة "دبي" للإعجاز العددي وتطويرها عند الضرورة واعتمادها كمرجع في هذا المجال
5. اقتراح دولة "ماليزيا" لاستضافة المؤتمر الدولي الثاني للإعجاز العددي.
6. فتح قنوات الاتصال والتواصل والعمل المشترك خدمة لهذا المجال مع كل المؤسسات المعنية بالموضوع.

وقد رفعت الجلسة بعد المصادقة على التوصيات أعلاه على الساعة التاسعة مساء.

والله ولي التوفيق
المنسق العام للجنة




لائحة بأسماء أعضاء الممثلين للدول المشاركة في اللجنة الدولية للإعجاز العددي في القرآن

رئيس اللجنة : الدكتور الحسين زايد – المملكة المغربية
المنسق العام : المهندس حسن عمر فتاح – المملكة المغربية

أعضاء اللجنة :
الدكتور ذو الكفل محمد يوسف – ماليزيا
الدكتور عز الدين كشنيط – الجزائر
الأستاذ عبد الله جلغوم – الأردن
الدكتور عبيد بن سليمان سالم أحمد الجعيدي – الإمارات العربية المتحدة
الدكتور عمارة سعد شندول – تونس
الدكتور باسم سعيد عبد القادر بسومي – فلسطين
الأستاذ بسام نهاد جرار – فلسطين
الدكتور خالد فائق صديق العبيدي – العراق
المهندس ماهر عمر أمين – العراق
الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي – المملكة العربية السعودية
الدكتور أحمد بن محمد البريدي – المملكة العربية السعودية
الدكتورمحمد صفاء بن شيخ إبراهيم حقي – المملكة العربية السعودية
الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي – المملكة العربية السعودية
الأستاذ محمد امساعدي – المملكة المغربية
الدكتور عبد الكبير بلاوشو – المملكة المغربية
الباحث محمد بونكة – المملكة المغربية
الدكتور سكو قرطيط – المملكة المغربية
 
مما ذكر سابقا :
- بدأ القرآن بسورة مؤلفة من 7 آيات وانتهى بسورة مؤلفة من 6 آيات .. المجموع 13 .
- عدد الآيات التي تذكر خلق الكون 7 آيات ، ومدة خلق الكون 6 أيام ( المجموع 13 )

- مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات السبع حيث ورد العدد 6 هو 169 أي 13 × 13 .. ( لاحظ أن 7 + 6 = 13 وتأكيد هذه الحقيقة بالعدد 169 ) .
- عدد كلمات الآيات السبع 182 كلمة عدد من مضاعفات العدد 13 ويزيد عن مجموع ارقام الترتيب 13 . ( مجموع العددين 361 = 19 × 19 ) ..
مجموع الآيات في السور السبع 619 . العدد 619 هو العدد الأولي رقم 114 في ترتيب الأعداد الأولية ..

وإليكم هذه الإضافات :

- عدد سور القرآن التي يزيد عدد الآيات في كل منها عن 114 آية هو 13 سورة . ليس 14 أو 12 .. والدليل في أن العدد 13 مقصود هو : لقد رتبت هذه السور في مواقع محددة في المصحف بحيث يكون مجموع مواقع ترتيبها هو 169 أي 13 × 13 .. ( لاحظ التماثل في مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع ومجموع أرقام ترتيب السور ال 13 )
- أقصر هذه السور هي سورة المؤمنون ، وعدد آياتها 118 ، وأطولها سورة البقرة وعدد آياتها 286 . إذا قمنا بالعد ابتداء من العدد 118 وحتى العدد 286 ، نجد أن البعد هو 169 أيضا . ( التاكيد للمرة الثالثة )
- سورة التوبة هي إحدى هذه السور وهي مميزة بعدم استهلالها بالبسملة ، الملاحظة هنا أن عدد مرات ورود لفظ الجلالة فيها هو 169 . ( التاكيد للمرة الرابعة )
- عدد مرات ورود لفظ الجلالة في سورة البقرة هو 282 مرة ، وهو نفس عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور الأربع التالية لسورة التوبة في ترتيب المصحف ( من بين السور ال 13 ) .. عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور السبع السابقة لسورة التوبة هو 620 . الملاحظة هنا : إن الفرق بين العددين هو 338 أي 2 × 169 .. ( التاكيد للمرة الخامسة )
............ وللحديث بقية وبقية
( ولعل من يتساءل ما سر العدد 169 ؟ لنتأمل معادلة الترتيب القرآني الأولى : 114 = 19 × 6 .. العدد 169 هو أحد الأعداد المستنتجة من المعادلة ومنها : 169 ، 961 ، 196 ، 691 ، 619 ، 916 ]
ما أود قوله : إن الاعجاز العددي في القرآن هو غير هذه المسائل التي يذكرها البعض : عدد ومضاعفاته .. أو إشارة عابرة لا تتكرر ، إنها في أحسن الأحوال : أبسط صور الإعجاز العددي .. . الاعجاز العددي أكثر تعقيدا ، كما أنه لا يجري وفق مقاييسنا البشرية وما هو مألوف لنا لا يحيد عنها .
وأخيرا إن من التكلف أن يصف أحد هذا المثال الذي أوردته بالتكلف .. علما أن له امتداداته وارتباطاته بسور القرآن كلها ..
 
حول الإعجاز العددي في القرآن



بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
و بعد،
السادة العلماء..
يشهد الله على صدق محبتي لكم، و شوقي لنصحكم، حبا في الله تعالى، و حدا يعلمه وحده جل في علاه،
و إنكم ممن نصح فأصلح و وعظ فأفلح، و نرجو أن نكون ممن أخذ النصيحة فعمل بها و لم يهملها، و أنتم أهل العلم، و نحن طالبوه، و لكم الدراية و لنا من الله ثم منكم طلبتها، و هي حقنا منكم و عليكم، لا تكتمونا مما علمكم الله شيئا، و لا نكتمكم، لأنه من كتم علما ألجمه الله بما تعلمون يوم القيامة، إن تكلمتم تكلمتم بفقه ما تلفظون، و إن تكلمنا فلعل روعة المنطق تأخذنا إلى بعيد..
و لعلكم تجدون فينا، لحماستنا، بعض الغلظة.. أو تنكرون منا سوء الأدب فيما نطلب منكم.. و إنما طلبناه بحق الله فيكم، فإن لم نراع حق الله فيكم، فراعوه فينا فلعلكم أقرب إلى الله منا، و أكثر معرفة بأوامره، و أشد التزاما بأحكامه...
و أعلم أن فينا الحماسة، و فيكم الكياسة، و يحسن من حماستنا كياستكم.. و فينا الظن، و بين أيديكم اليقين، و يقوم اليقين الذي عندكم الظن الذي عندنا.. و لعلنا تأخذنا النفس و أهواؤها، و يأخذكم القرآن، فلا تنسونا من صالح دعائكم، و رقيق صبركم، و إني أراكم أشد على المصابرة، فصابروا فينا لوجه الله تعالى أثابنا و أثابكم الله، و جمعنا بكم في عليين...

أقول و بالله التوفيق.. إن الكلام عن الإعجاز العددي في القرآن لا يخص فقط أهل العلم في الشريعة و لكنه يخص أيضا أهل المنطق و المتخصصين في علوم الرياضيات و فنون الهندسة و العلوم الرقمية كالمعلوماتية و علم اللوغاريتمات و صنوف التكنولوجيات الحديثة... لأن التحدي بالعدد لا يواجه به أهل الشريعة مباشرة و إن ووجهوا به ضمنا، و لكن يواجه به أهل الدراية بعلم العدد.. أما اعتمادنا عليكم أهل العلم بالشريعة، فكما تعلمون، ليس في النظر في دقة المعلومة العددية و لا في حسابها و حكمها و قدرها و منطقها، لأن ذلك الأمر مخول لأهل الفن، إنما اعتمادنا عليكم، و الاعتماد على الله أولا، في معرفة استنادها الشرعي و دلالاتها حتى لا يقال في كتاب الله ما ليس فيه.. و لا يحمل الحق الذي يحويه القرآن على الظن الذي يحمله الاستقراء و الملاحظات العقلية..

و إني أعلم أن التحدي بالعدد، كما بغيره من صنوف العلوم و الفنون، قد وضحه الله تعالى و لا مجال للنقاش فيه، لأن الله تعالى تحدى البشر جميعهم في قوله تعالى، في سورة البقرة :
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
و إنما قلنا ذلك لأن ما يسبق هذين الآيتين يدل عليه، و هو قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
فالكلام موجه للناس بعمومهم.. و ألطف من ذلك أن الناظر في الآيتين الأخيرتين ير أنهما أشارتا إلى جميع أصناف العلوم، من الخلق و ما يتصل به.. كعلم الأحياء و البيولوجيا، إلى التاريخ و ما يتصل به من دراسة الأمم السابقة و الاعتبار بها.. إلى الأرض و ما يتصل بها، من علم ما فيها من الكائنات و ما بها من طبقات، و ما على سطحها من أنهار و من تراب و ما فيها من زلزل و براكين و إلا فلماذا قال تعالى : فراشا ؟.. إلى السماء و ما يتصل بها من علوم الفضاء و علوم الفلك و السواقط ( كالمطر و البرق و الرعد).. إلى البناء و ما يتصل به من علم العدد و الحساب و الأطوال و الأشكال و الإحصاء و الاحتمالات.. لأن الناظر في بناء الأمم التي أشار إليها أول الآية قد تساقط و اندثر فمال هذا البناء باق على حاله و لا أحد يرممه إن لم يكن وراءه خالق؟.. و إنما قال بناء و لم يقل سقفا هنا بخلاف بعض الآيات، و الله أعلم بقصده، لأنه يتحدى أصحاب المهارات و الحسابات و الإحصاءات.. و يتحدى الملمين بعلوم الحساب بأصنافها بما فيها علم العدد الذي يبحث في جزء منه في الكميات و القياسات.. و علم الهندسة الذي يبحث في الأشكال.. و البناء إذا رجعنا لعلم الجبر العام نجده أجل ما يبحث فيه.. ثم علوم الماء و ما يتصل به من تحولات كيميائية لكون الإخراج يأتي بحدوث تلك التحولات و العمليات.. و لم يكن أحد يلم بذلك.. ثم علم الثمار و ما يتصل به من علوم النبات.. و علم الأرزاق و ما يتصل به من علم التصرف و إصلاح المال و التجارة.. و غيرها.. فانظر هذه الأسرار العظيمة.. كيف نشأت.. فإن كانت هذه هي أصول علوم الإنسان وفروعها، المتصلة بحياته، و عقله.. فإن الله تعالى تحدى هذا الإنسان بكل علومه إن هو لم يدرك عظمة الله تعالى و لم يقر بوحدانيته، و لم يؤمن برسالته، أن يأتي بسورة من مثل كتابه الذي أنزل..
فالإعجاز العددي، كما هو واضح، موجود في القرآن بلا ريب.. و مبثوث في كل القرآن.. و علينا أن نستخرج درره و لطائفه..
فإن قيل لنا أن بعض من كتب في هذا الباب أخطأ حد أنه جهل و فتن، قلنا فأين أنتم لم تصلحوه ؟..
و ليس الإصلاح، هنا، أن نصده و نصد غيره، بأن نوصد الباب فنصد عنها من أراد و لوج الحق، و لا أن نفتحها فيدخلها المتنطعون الذين يفسدون و لا يصلحون، و لكن لتكن لدينا القدرة و العلم على أن نسلم المفتاح لأهله فيفتحون و يلجون.. فإنه هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعلون..
و ليذكر أحدكم كلام ابن عباس رضي الله عنه للخوارج، حين قالوا ما قالوا عن علي عندما رضي بالتحكيم، فقالوا إنه حكم الناس في كتاب الله، وقالوا : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ.. و قالوا إذا لم يكن هو أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.. قال لهم، ما معناه، و لا تحضرني الرواية الآن : أأراكم إذا بينت لكم صواب فعله من كتاب الله و من فعل رسوله ترجعون.. قالوا نعم : قال فإن الله تعالى حكم في كتابه أقواما، أما تقرؤون : وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا،
ثم تلى عليهم قوله تعالى : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.. ثم قال لهم أما تذكرون الحديبة لما قال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال له المشرك، أما الرحمن فلا أعرفها.. فقال صلى الله عليه و سلم : اكتب بسمك اللهم.. هذا ما اتفق عليه محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و ... فقال المشرك.. لو كنت أؤمن أنك رسول الله ما قاتلتك و لكن اكتب هذا ما اتفق عليه محمد ابن عبد الله، فقال لعلي امحها، فلم يرض لنفسه أن يمحها.. فقال ضع عليها اصبعي فوضع علي كرم الله وجهه اصبع رسول الله على كلمة رسول الله فمحاها و قال اكتب يا علي : هذا ما اتفق عليه محمد ابن عبد الله.. أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و في رواية أنه قال لعلي : و لعلك تضطر لمثلها يا علي.. فهل فينا مثل ابن عباس فيرشد أمثال هؤلاء بكلمات.. لا بلكمات..
ثم إن خطأ بعض من تحمل أن يكون متحدثا في هذا العلم و تعديهم على دقائق العقيدة.. و ادعاؤهم الباطل بعلم ما لا يعلم و معرفة ما غيبه الله على خلقه.. لا يجعل كل متحدث في هذا العلم على هذا النحو و إن جاز أن يحمل هذا العيب.. فجواز ذلك لا يعني وقوعه..
و ربما أشرنا هنا إلى مسألة ثانية، بعد القول الأول الذي يخص تجني البعض و تمحلهم في بعض الأبحاث المتصلة بالإعجاز العددي في القرآن، هي مسألة اختلاف الاصطلاحات بين علماء الشريعة و أصحاب الفنون المختلفة كالرياضيات مثلا.. و هو اختلاف يكاد يكون شاسعا.. حد أنهم يتفقون في جوهر الأشياء و مضمونها و لا يعلمون أنهم يتفقون لاختلاف الفهم بينهم.. و هو أمر لمسته في المؤتمر الأول للإعجاز العددي في القرآن الذي نظمته الهيأة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة.. فمثلا حين نتحدث عن الاحتمالات و حسابها أو نتحدث على فنون الإحصاء أو حتى بعض ما نحتاجه من مفاهيم علم المنطق و علم الجبر، نجد اختلافا في تعريفها بين الشقين، و هو ما يجعل كل طرف يتوهم بعد الطرف الثاني عن الصواب.. و إليكم هذا المثال لتقريب الصورة، قال أحدهم : كان في غابتنا مرج دائري تنتصب في وسطه شجرة وحيدة.. و كان في أصل الشجرة سنجابا يختفي عني وراء هذه الشجرة.. و مرة، و عند خروجي من الغابة إلى الفسحة لاحظت وجه السنجاب، بعينيه الحيتين، يتطلع إلي من خلف الجذع. و بحذر.. و من دون أن أقترب، مشيت على طرف الحقل لكي أنظر إلى هذا الحيوان.. درت حول الشجرة أربع مرات و لكن السنجاب كان يتراجع حول الجذع باتجاه عكسي بحيث أنني كنت أرى وجهه فقط، و هكذا لم أستطع أن أدور حول السنجاب.. فعلق أحدهم : و لكنك قلت أنك درت بالشجرة أربع مرات و السنجاب في أصل الشجرة.. فأنت درت أيضا بالسنجاب.. فهل دار الرجل بالسنجاب فعلا ؟.. الفرق هنا كما هو ظاهر فرق مصطلحات.. و الاختلاف يكمن أساسا في مفهوم كل واحد منهما.. لأنك حين تقول درت حول شيء ما.. يمكن أن يفهم بالتحرك بالنسبة لهذا الشيء، بحيث يمكن رؤيته من جميع الجهات.. و هو فهم الأول.. كما يمكن فهمه بالتحرك في خط مقفل و يوجد الشيء داخله.. و هو فهم المعلق.. و بهذا فاختلاف المصطلحات في كلمة واحدة قد تؤدي إلى الاختلاف في فهم الواقع.. و هو ما أريد أن أنبه إليه.. و للعلم فإن المنطق كفن من فنون الرياضيات يأخذ جزءا كبيرا من علم الأصول أعني أصول الفقه و من العلم بأقسام الحديث و أن الجبر الذي هو أحد فروع الرياضيات أصله في علم الوراثة... و ربما وجب هنا دعوة أهل العلم في الشريعة إلى محاولة الإلمام بجوانب الفنون العلمية الأخرى، حتى لا يحكم على الآخرين بالظن لثقتي أنهم يعلمون أن الظن أكذب الحديث و أنه لا يغني من الحق شيئا.. كما أهيب بعلماء الرياضيات و المتكلمين في جانب الإعجاز العددي، دراسة ما يتعلق بأبحاثهم من الشريعة، و معه تبسيط ما يقدمونه حتى يفهمه العامي، أو أغلب العامة، و لا يكون كلامهم موجها لأهل الاختصاص في هذه الفنون.. مع الإعداد لمحاورة المختصين و إقناعهم.. و إن كان الأمر فيه من المشقة عليهم ما يعلمونه.. لأن مبادئ الرياضيات غير مبادئ بقية العلوم.. فإننا مع بقية العلوم نحاول نمذجة الكون بربط حركاته و علله بمجموعة من القوانين، فلا نخرج عن المفاهيم الحسية عموما، و الرياضيات إنما تساعدنا على فهم هذه النماذج و هذه القوانين.. و تنقسم مفاهيمها إلى حسية و مجردة و مفردة و عامة و لفظية و غير لفظية و وصفية ...الخ، ثم إن القوانين المتعلقة بهذه المفاهيم التي هي التعميمات تنقسم إلى مسلمات و تعاريف و نظريات.. و المسلمات هي الصيغ التي تقبل بدون برهان لأنه يفترض صحتها و تكون متناسقة و متآلفة و مستقلة كأن نقول في عددين( أ) و( ب) إما أن يتساويا أو يكون (أ) أكبر قطعا من (ب) أو يكون ( ب) أكبر قطعا من (أ).. و ليس بناؤه على الظن هنا، حتى لا يقال أن بناء الرياضيات هو بناء ظني و لكنه التسليم بيقين..
و لعلي هنا أنبه إلى أمر.. هو أن هذا القرآن هو كتاب هداية و علم و حكمة.. فيه خبر ما قبلنا و ما بعدنا و حكم ما بيننا..
فإذا سئلت إن كان العلم يسبق القرآن ؟ أجبت : كلا فالحقيقة العلمية اليقينية هي التي تتبع القرآن ؟
و ربما واجهني الناس، هنا.. إذن.. و ما دام القرآن قد سبق العلم.. فلماذا لا نعكف على قراءة القرآن و دراسته فنستخرج منه ما فيه من الدرر ؟
و أجيبهم و لست أنا من يجيبهم.. و لكني أجيب بما أجابنا الله به في سورة محمد :
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) ؟
لقد استحكمت الأقفال بالقلوب.. فتلهينا.. خدعتنا الدنيا.. و أخذتنا الفتن.. و شتتتنا الأفكار..
و هنا لن أقرع نفسي فقط على مضي كل هذه السنوات في علم الرياضيات متلهيا عن القرآن.. لأن أهل العلم بالقرآن أنفسهم تلهوا به عنه.. أعني عن تدبره.. نعم تلهوا بالقرآن لكنهم ما تدبروه.. و لعلهم أفضل مني حالا.. فهم يتلونه تلاوة المتعتع به.. نعم المتعتع به ليس في لفظه و لكن في معرفة ما فيه من أسرار.. لغياب الفكر الموسوعي لدينا و لدى علمائنا، على نقيض ما كان عند أسلافنا و نحن الخلف.. و هو سر قوله تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ.. و قوله تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا.. و هل الصلاة ركوع و سجود فقط.. و لكننا هكذا فهمناها.. فلربما كثيرون لم يضيعوها بفهمنا و قد ضيعوها.. نسينا قول رسولنا الكريم عن فكر ساعة و عن مداد العالم.. و عن من يهمه أمر المسلمين..
أما العالم بالقرآن عندنا، فربما هو من يحفظه عن ظهر قلب يهذه هذ الشعر و يرمي به رمي الدقل.. و ربما من حفظ معه المتون.. و قد قيل من حفظ المتون حاز الفنون.. هل أمثال هؤلاء قد علموا القرآن في نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم.. كلا فالعالمون زمن رسول الله ليسووا هؤلاء و إلا لكان أغلب من عاصر النبي منهم و لكن الرسول حدثنا عن بعض صحابته رضوان الله عليهم جميعا و سماهم، منهم من علم القرآن و منهم باب مدرسة العلم.. و منهم حبر الأمة و منهم أمين الأمة و منهم سيف الله المسلول.. أما صنوف علوم القرآن، عندنا، فلعلها رسمه و لفظه و ربما تفسيره على ما حفظوه من السلف لا نعلم غيره سوى ما يصب في هذا المصب، و في أغلبها، عودة إلى علم اللغة، التي طالما استغلها بعض المغفلين للقدح في آي القرآن و تجويدها بحسب ما يرى منطقهم كمن يقول أن خاتم لا تعني الآخر و من بعده لا تعني البعدية الزمنية، و أن الضرب بالخمار لا يعني ستر الرأس و إنما ستر الجيب، أو من يقول بالزيادة و النقص، أو من يقول بتضمن القرآن لكلام غير عربي، إذا وافق لفظ العرب لفظ غيرهم، و من يقول بجهل الصحابة رضوان الله عليم بقواعد الكتابة، و هي مسائل لنا تعاليق عليها ليس المجال لذكرها الآن.. فأين سيف الله المسلول و العالمون بالتخطيط و الحرب و أين أمين الأمة و أين و أين ؟..
و لو نظرنا إلى التحدي في القرآن لكان ملزما به، كما أشرت، كل من بلغه من الناس، أميهم و قارئهم، عربهم و عجمهم.. لا فرق بينهم إلا في اتباع الحق.. و التزامه و محبة أهله.. و لعلي قلت ما حفظوه عن السلف، فيذهب ظن بعضكم أني أنكر ما قال السلف أو أنكر بعضه، و إني لست من هذا الصنف، غير أني أرى في علمائنا أنهم قيدوا أنفسهم بما لم يقيدهم به الله تعالى.. فالله أمرنا بتدبره و التفكر فيه و التعلم منه..
ثم ماذا ؟..
جوابا على قول أخي عيسى أنهم كانوا خلال جلسات المؤتمر كأنهم حزب معارضة، أقول : الحمد لله الذي جعلنا كالجسد الواحد و لم يجعلنا أحزابا متفرقة، إنما الأمر بيننا شورى.. فالمسلم على الحق دائما لأن الله يجازيه على نيته.. و نحن لم نكن نتجادل حتى تقول أنكم كالمعارضة و لكننا نتشاور.. و معلوم أن الشورى تكون في آراء متعددة و تعني تكامل الآراء و إظهار أحسنها و أنسبها.. و الجدال يكون بين رأيين اثنين و يدل على إثبات رأي و نفي آخر..
ثم إني أهيب بالأخ أحمد أن يمدنا بالأمور الخلافية التي قد يقع فيها الباحث في مسألة الإعجاز في القرآن و يحددها.. حتى نتجنبها..
ثم إن من النقاد من يأخذ الآية : فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ .. و يقف عندها.. حتى يتوهم لمن لا يطلع على البحث كاملا، و يطلع على تعليق الناقد، أن البحث في كله مبني على التكلف و الخزعبلات و ربما حب الظهور.. و هو أمر أريد أن أنبه إليه بعض الناقدين لمسائل الإعجاز العددي.. و ليتركوا الحق على ما فيه من ضيق.. مع أني أجل بعض النقد الهادف الذي يقوم المعوج و يصلح الخاطئ..
ثم ماذا ؟ ..
ما للذين يقولون كلما تحدثنا، استنادا إلى رواية معينة من الروايات الثابتة عن النبي و المنقولة إلينا بالتواتر، عن بناء ظهر إعجازه و دقة إحكامه بصورة يدهش لها كل عقل.. لو غيرنا الرواية لانهار كل هذا البناء.. أو شيئا من هذا القبيل.. فإني أقول لهم هل الاستناد إلى رواية صحت عن النبي في حكم شرعي يسقط الحكم إذا خالفتها رواية أخرى أو يعدد الحكم تيسيرا على الأمة..
مثلا قوله تعالى : أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ألم تقرأ أيضا أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ.
و مثلا قوله تعالى : وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن ألم تقرأ أيضا وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن.
فكيف نقر هنا بتعدد الأحكام الفقهية استنادا إلى الروايات و نقول بانهيار الإعجاز باختلافها ؟ .. إنما يتعدد الإعجاز فتدبر.. و ربك فكبر.. سل تعطى.. فإن في القرآن مزيد لمستزيد، و أكثر لمستكثر..

غفر الله لي و لكم..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى