الاعتداد بالأصل أو بالعارض في النقل

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
من المعلوم أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، لكن أحيانا يعتد بالأصل كما في قوله تعالى: في الارض، فلا نمد حينئذ حرف الفاء لالتقاء الساكنين. وأحيانا أخرى يعتد بالعارض كما في قوله تعالى: عادا الاولى. قال ابن آجروم: فالأصلُ فيه: الاْءُولَى، ثم نَقَلَ الحركَةَ واعتدَّ بها، فلم تكن عنده في حُكمِ الموجُودة، والدليلُ على ذلك إدغامُ التَّنوينِ في اللام المتحرِّكَةِ بحركةِ الهمزة، ولو كانت غيرَ معتدٍّ بها لكانت اللامُ في نيَّةِ السُّكُونِ، ولو كانت في نيَّةِ السُّكُون لحُرِّكَ التنوينُ للسَّاكنين، كقوله تعالى: من الاولى. اه‍.
وأحيانا أخرى يعتد بالأصل وبالعارض كما في قوله تعالى: الاولى حالة الابتداء.
وهذا التعليل إنما يأتي بعد الرواية والله أعلم.
 
هناك بحث جيد بعنوان:
ﺍﻷصل ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻓﻲ أحكام التجويد والقراءات
للدكتور حاتم جلال التميمي​
يمكن تحميله من هنا
 
وهذا التعليل إنما يأتي بعد الرواية والله أعلم.
نعم هذا صحيح لا شكّ فيه.
لكن إن ثبت الوجه الذي اعتُدّ فيه بالأصل والوجه الذي اعتُدّ فيه بالعارض فأيّهما يثقدّم ؟
الجواب : يقدّمُ الأشهر في الرواية لأنّه كما يُسقَط الوجه عند الانفراد والشذود يُقوّى عند الشهرة والتواتر. وعليه فكلّما كان الوجه أكثر شهرة من الثاني قُدّم عليه ولو كان ضعيفاً من جهة القياس.
سؤال آخر : إذا تساوى الوجهان في الشهرة فمن المقدّم ؟
الجواب : يُقدّم الأقوى قياساً ، وبالتالي يُقدّم الوجه الذي اعتُدّ فيه بالأصل لأنّه الأقوى من جهة القياس ، إذ لا شكّ أنّ الاعتداد بالأصل أولى من الاعتداد بالعارض.
ففي المدّ العارض للسكون مثلاً قُدّم التمكين في الأداء لشهرته مع أنّ القصر فيه هو الأصل ، لأنّ التمكين إنّما ثبت لأجل السكون العارض ، فقدّم الأشهر ولم يُعتدّ بالأصل في التقديم.
وللأسف فإنّ باب تقديم الأوجه لم يؤصّل بعد ، حيث تجد البعض يُقدّم الترقيق في {فرق} مع أنّ التفخيم هو الثابت في معظم المصادر، وتجد الإمام الشاطبيّ يُقدّم القصر في البدل للأزرق مع أنّ التمكين فيه هو الأشهر.
والشهرة ينبغي أن تؤصّل : فهل يُقدّم تمكين البدل لكونه الأشهر في رواية الأزرق أم يُقدّم القصر لأنّه الأشهر عن ورش.
كلّ هذه الأمور تحتاج إلى تأصيل علميّ. ولكن للأسف الناس يُقلّد بعضهم بعضاً في هذه القضيّة.



 
جزاكم الله خيرا، وكذلك يراعى ما يترتب على الاعتداد بالعارض أو بالأصل، مثال ذلك: حالة الابتداء بـ: الامرون مثلا في رواية ورش، إن اعتد بالأصل، يأتي عليه ثلاثة البدل، وإن اعتد بالعارض يأتي عليه القصر لا غير.
 
أعيد السؤال لمشايخنا :
فهل يُقدّم تمكين البدل لكونه الأشهر في رواية الأزرق أم يُقدّم القصر لأنّه الأشهر عن ورش.
الذي أراه أن يُقدّم التمكين لأنّه الأشهر عند الأزرق ، فيُعتبر بما ثبت شهرته في الطريق لا في الرواية. وأستدلّ بذلك بصنيع ابن الجزريّ حيث كان يحكم بالشذوذ والانفراد في الأوجه بالنسبة لما ثبت في الطريق لا في الرواية.
والمقصود بالطريق أي ما كان في طبقة الأزرق بالنسبة لورش ، كعبيد بن الصباخ عن حفص ، وأبي نشيط عن قالون وهكذا.
فما رأي مشايخنا في ذلك. ؟
 
الذي أراه أن يُقدّم التمكين لأنّه الأشهر عند الأزرق ، فيُعتبر بما ثبت شهرته في الطريق لا في الرواية. وأستدلّ بذلك بصنيع ابن الجزريّ حيث كان يحكم بالشذوذ والانفراد في الأوجه بالنسبة لما ثبت في الطريق لا في الرواية.
لو وضحت اختيارك أكثر يا شيخ محمد، فحسب فهمي - وأتهمه - يوجد تعارض بين ما رجحته وما استدللت به من صنيع المحقق ابن الجزري.
لكم شكري واحترامي.
 
نحن نتّفق أنّ العبرة في تقديم الوجه هو الشهرة.
وهذه الشهرة قد يُنظر إليها من ناحيتين. فإمّا أن يُنظر إليها من جهة الرواية كورش أو من جهة الطريق كالأزرق.
فقدّم الإمام الشاطبيّ قصر البدل مع أنّ معظم المصادر لورش من طريق الأزرق روت التمكين.
فإن نظرنا إلى الرواية في إطار ما ثبت عن الأزرق فإنّ المشهور في البدل هو التمكين ، فيُقدّم التمكين على القصر.
وإن نظرنا إلى الرواية في إطار ما ثبت عن ورش فإنّ القصر هو المشهور لأنّ الذي روى التمكين عنه هو الأزرق لا غير ـ فيُقدّم وجه القصر.
قالسؤال إذن : هل نعتبر بما اشتهر من طريق الأزرق أم بما اشتهر عن ورش الراوي ؟لو نظرنا إلى عكس الشهرة وهو الانفراد الذي يقتضي الشذوذ فإنّ ابن الجزري ضعّف الكثير من الأوجه لأنّها رُويت بالانفراد عن الأزرق كالقصر في العين من {كهيعص} و {عسق} فلم يأخذ به مع أنّه صحيح من طريق الأصبهاني.وهذا يدلّ أنّ ابن الجزري اعتبر بالانفراد في إطار ما ثبت عن الأزرق وليس في إطار ما ثبت عن ورش.
أقول : فإن اعتبر ابن الجزري بطريق الأزرق للحكم على وجه بالشذوذ فإنّ ذلك يدلّ أنّ الاعتبار بالشهرة يكون في إطار ما ثبت عن الأزرق لا عن ورش ، فيُقدّم تمكين البدل لاشتهاره عن الأزرق كما يُسقط وجه القصر في العين لانفراد بعض أهل الأداء به عن الأزرق.
لعلّ كلامي واضح الآن.
 
واضح جدا بارك الله فيكم، ووجهة نظركم قوية جدا، ولذلك اختار المغاربة التمكين بالتوسط، والله أعلم.
 
ينبغي كذلك أن يراعى ما قدمه صاحب المؤلف الذي يقرأ من طريقه القارئ. والله أعلم.
 
الذي أريده من اصطلاح التمكين : التوسط والطول.
ومعلوم أنّ الأئمّة الكبار المعتبرين عند المغاربة هو الحافظ والشيخ والإمام أي الداني ومكي وابن شريح.
فالداني روى التوسط ، ومكي وابن شريح رويا الطول.
فيكون الطول عند المغاربة أشهر من التوسط. لا سيما وإن أضفنا الهذلي والحصري صاحب القصيدة وغيرهما.
بل إنّ الِإشباع هو الأشهر عند المشارقة فهو مذهب صاحب الكافي والعنوان والمجتبى والتجريد وأبي معشر وغيرهم.
وعلى ما يظهر فإنّ الأشباع هو الأشهر من التوسط ، والتوسط هو الأشهر من القصر ، وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال : فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.

والعلم عند الله تعالى.
 
ما قلته صحيح لا غبار عليه، لكن عندما نقرأ ورشا من طريق الشاطبية، فإننا نقرؤه أولا من طريق الأزرق، ونقرؤه باختيارات الشاطبي، سواء كان من التيسير أو من الألفاف.
 
وعلى ما يظهر فإنّ الأشباع هو الأشهر من التوسط ، والتوسط هو الأشهر من القصر ، وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال: فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.
كيف يكون التوسط أشهر من القصر مع أنه، من طرق النشر، لم يرو التوسط إلا اثنان وفقط؛ ابن بليمة، واختار القصر، وإلا الداني فعارضه القيجاطي بأن ذلك منه تأويل وقال بأن روايته الطول ؟ والقصر يساويه أو يزيد عليه. هذا من حيث القوة
أما الشهرة فعن من ؟ عن ورش ؟ عن الطرق المتفرعة عنه ؟ عن شيوخ الداني ؟ عن المدارس المغربية ؟
 
ما قلته صحيح لا غبار عليه، لكن عندما نقرأ ورشا من طريق الشاطبية، فإننا نقرؤه أولا من طريق الأزرق، ونقرؤه باختيارات الشاطبي، سواء كان من التيسير أو من الألفاف.

يا أخي الحبيب.
أنا أدندن حول التأصيل العلمي للمسائل ، من السهل أن نقلّد الأئمّة ونغلق باب النظر والاجتهاد.
لو سألتك لماذا قدّ الإمام الشاطبيّ القصر وعلى أيّ أساس ؟ مع أنّ أكثر المغاربة رروا التمكين في البدل عن الأزرق ؟ قد يُقال لعلّه الأشهر عن ورش هذا احتمال ولكن هل هذا الاعتبار صحيح ، أو لعلّه الأقوى من جهة القياس وهذا احتمال آخر ولكن ما وزن القياس أمام الشهرة.
أنا لا أدّعي أنني مصيب ولكن ينبغي فتح باب النظر والتأصيل للمسائل بأن نقدّم وجهاً على آخر بضوابط علميّة واضحة ، وسبب ذلك أنّ الوجه قد يشتهر في قطر من الأقطار دون غيره، أو لقول عالم من العلماء وقد يكون ذاك العالم لم يقف على روايات الأقطار الأخرى ليحكم على الوجه بأنّه الأشهر.
ففي المغرب العربي نقرأ بتوسط البدل لأنّ مذهب الداني هو الأكثر انتشاراً وهذا لا يعني أنّه الأشهر على الإطلاق.

سأبيّن لكم أنّ ما ذكرتموه قد يُفضي إلى التعارض ، فكيف تقدّمون القصر من طريق الشاطبية متّبعين في ذلك الإمام الشاطبي ، مع أنّ مصادر الشاطبية وفي طليعتها كتاب التيسير لم يرد فيه القصر أصلاً.
لماذا اتّبعتم الشاطبي ولم تتّبعوا مصدره في الرواية ؟
لو أجبتم بالتقليد ، فلا فائدة من الحوار.
وإن أردتّم معالجة المسألة علمياً فينبغي ترك التقليد وفتح باب النظر.




 
كيف يكون التوسط أشهر من القصر مع أنه، من طرق النشر، لم يرو التوسط إلا اثنان وفقط؛ ابن بليمة، واختار القصر، وإلا الداني فعارضه القيجاطي بأن ذلك منه تأويل وقال بأن روايته الطول ؟ والقصر يساويه أو يزيد عليه. هذا من حيث القوة
نعم أوافقكم
فكنت أتحدّث عن مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثم التوسط ثمّ الطول.

ولكنّي لا أوافقكم على الاعتماد على مصادر النشر في تقديم الوجه إذ يجب أن نعتمد على جميع المصادر لأنّ العبرة في الشهرة ما اشتهر عند الأئمّة سواء كانوا من رجال النشر أم لا.
فالأهوازي له اعتبار في تقوية وجه التوسط ولو لم يكن من رجال النشر في رواية الأزرق.
وحينذ يكون التوسط من طريق الداني والأهوازي وابن بليمة في أحد وجهيه والشاطبية والإعلان
والقصر من طريق التذكرة والإرشاد ، والداني عن أبي الحسن ، والثاني لابن بليمة والشاطبية والإعلان فيما أذكر.
فيكون القصر على أساس ما أذكره من المصادر أشهر من التوسط.

والعلم عند الله تعالى.
 
عندما نقرأ من طريق الشاطبي فإننا لا نقرأ من طريق التيسير وحده، نزيد عليه ما زاده الشاطبي من الألفاف، وهذا ليس فيه تعارض. والله أعلم. نعم في مقام تقديم وجه على آخر، وفي مقام التعليل، وفي مقام النقاش، تختلف الآراء في كثير من المسائل، لكن في مقام القراءة، ومن طريق كتاب معين، فالقارئ مقيد باختيارات صاحب الكتاب، وإلا لا فائدة من قولنا: من طريق الشاطبية او من طريق الطيبة، أو غيرها من الكتب. وقد كنت أعطيت مثالا لابن الجزري في مسألة الزيادة في المد في الإدخال، ففي مقام الرواية ابن الجزري قرأ بالزيادة في المد من طريق الكافي؛ لأن ابن شريح نص عليه. والله أعلم.
 
أرجو الانتباه إلى أن الموضوع انحرف من الاعتداد بالعارض إلى البدل
نعم شيخنا الكريم، وأطلب من الشيخ محمد يحيى أن يفتح موضوعا جديدا لتأصيل المقدم للأزرق في مد البدل.
وأشير إلى أن الشيخ عبد الهادي حميتو قد بحث هذه المسألة بحثا قيما في الجزء الخامس من موسوعته الشهيرة، فليرجع إليه من أحب.
بارك الله فيكم أهل القرآن.
 
أنوي أن شاء الله وضع موضوع يتعرّض لمسألة تقديم الأوجه في رواية الأزرق عن ورش إن شاء الله ، أسأل الله تعالى أن يُيسّر الأمور.

أمّا بالنسبة لخروجنا عن الموضوع فهو صحيح ولا ينبغي ، ولكن يؤسفني أن تضع فائدة وهي قد تكون ثمرة سنوات من النظر فتُعامل كأنّها لاشيء.

قد نصحني بعض مشايخنا الأفاضل أن لا أضع أبحاثي على المنتديات فقد تُستغلّ. فأجبته قائلاً: كم من بحث ضاع منّي ولم أبثه على المنتديات.
فالمنتديات بالنسبة لي مكان آمن للبحوث ، وهو مخبرٌ أريد أن أشارك فيه المشايخ وطلبة العلم.
وإذا توفّاني الله فلعلّها تكون صدقة جارية لي على كلّ من استفاد منها سواء من قريب أو بعيد.
 
اللهم اجعل هذه البحوث في ميزان حسنات الشيخ يحيى شريف، وفي ميزان حسنات من يناقشه، وفي ميزان حسنات من يقرؤها ويستفيد منها. آمين. بثلاثة البدل.
 
أمّا بالنسبة لخروجنا عن الموضوع فهو صحيح ولا ينبغي ، ولكن يؤسفني أن تضع فائدة وهي قد تكون ثمرة سنوات من النظر فتُعامل كأنّها لاشيء.
غفر الله لمن عاملها كلا شيء، أما أنا فلن تزال محل تقدير واهتمام في عندي، وكل ما تكتبه كذلك، ولا يحزنك قلة المعلقين، فكم من طالب علم يأخذ الفائدة ويمضي داعيا لك بظهر الغيب، وحسبك بذلك شرفا.
قد نصحني بعض مشايخنا الأفاضل أن لا أضع أبحاثي على المنتديات فقد تُستغلّ. فأجبته قائلاً: كم من بحث ضاع منّي ولم أبثه على المنتديات.
فالمنتديات بالنسبة لي مكان آمن للبحوث ، وهو مخبرٌ أريد أن أشارك فيه المشايخ وطلبة العلم.
وإذا توفّاني الله فلعلّها تكون صدقة جارية لي على كلّ من استفاد منها سواء من قريب أو بعيد.
نعم الرأي رأيك، وأرجو أن أكون مثلك، فالعلم حق مشاع، ولو احتكره أسلافنا كاحتكار بعض معاصرينا لما وصل إلينا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
من المعلوم أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، لكن أحيانا يعتد بالأصل كما في قوله تعالى: في الارض، فلا نمد حينئذ حرف الفاء لالتقاء الساكنين. وأحيانا أخرى يعتد بالعارض كما في قوله تعالى: عادا الاولى. قال ابن آجروم: فالأصلُ فيه: الاْءُولَى، ثم نَقَلَ الحركَةَ واعتدَّ بها، فلم تكن عنده في حُكمِ الموجُودة، والدليلُ على ذلك إدغامُ التَّنوينِ في اللام المتحرِّكَةِ بحركةِ الهمزة، ولو كانت غيرَ معتدٍّ بها لكانت اللامُ في نيَّةِ السُّكُونِ، ولو كانت في نيَّةِ السُّكُون لحُرِّكَ التنوينُ للسَّاكنين، كقوله تعالى: من الاولى. اه‍.
وأحيانا أخرى يعتد بالأصل وبالعارض كما في قوله تعالى: الاولى حالة الابتداء.
وهذا التعليل إنما يأتي بعد الرواية والله أعلم.
السلام عليكم
الأصل في كل مسائل القراءات الرواية والتعليلات عبارة عن أمور ثانوية ؛ لأن علم القراءات ليست قواعد ثابتة في أكثر المسائل ، فما يصلح توجيهه في موضع لا يصلح في موضع آخر قال المالقي رحمه الله في الدر النثير ((وينبغي للطالب أن يعلم أنه متى حصل توجيه مسألة في هذا العلم بوجه مناسب كفى، فإن اتفق مع ذلك اطراد التوجيه في سائر النظائر واستمرار التعليل فحسن، وإن لم يطرد ذلك وحصل الاختلاف بين النظائر فلا اعتراض؛ لأن القوانين في علم العربية إنما هي أكثرية لا كلِّيّة لأن موضوع هذا العلم الألفاظ، وهو أمر وضعي، وإنما يلزم الاطراد ويقدح الانكسار في العلوم العقلية ))ا.هـ
فكون "الأولي " في النجم ، بخلاف "الأولي " في الضحي مثلا ، فهذه الأشياء تحكمها الرواية ، والتعليلات بعد ذلك فضلة .
فإن أخطأ أحد ، أو حدث خلاف في توجيه ، لا ضرر وهو من باب الترف العلمي في هذا العلم . والله أعلم .
وإذا توفّاني الله فلعلّها تكون صدقة جارية لي على كلّ من استفاد منها سواء من قريب أو بعيد.
شيخنا الحبيب : أدركك قبل أن تكون في الفردوس الأعلى ..أطال الله في عمرك ، وأحسن عملك ، ونفعنا بعلمكم .
قلتم :
ال وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال : فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.والعلم عند الله تعالى.
شيخنا الشيخ محمد هذا التفسير كنتُ أقوله قديما وأشرحه للطلبة ، إلا أن هناك أمرا أريد التثبت منه .
أن الشاطبي عندما ذكر (فقصر ) إنما جزم به ؛ لأن القصر لورش ولغيره من القراء ، فقدم ما عليه القراء السبعة بصيغة الجزم ؛ لأن الجميع مجمعون عليه ، ثم حكى ما انفرد به ورش عن القراء ، الطول بصيغة التضعيف ، والتوسط بالتقليل ـ أي قلة رواة ورش ـ .
ولا يلزم من ذلك أن الشاطبي يقدم القصر ؛ لأنه ذكر ما قاله ابن غلبون آخرا ولم يذكر تأييدا ولا إنكارا .
ويؤكد ذلك أيضا ما قاله السخاوي في شرحه تعليقا على ما ذكره الشاطبي عن ابن غلبون (...وإنما اعتمد ابن غلبون على رواية البغداديين ، فأما المصريون فإنهم رووا التمكين عن ورش )ا.هـ
والشاطبي يُنسَب للمصريين بسبب طول المكث ؛ فيكون له التمكين الذي هو دون القصر .
ولو قلنا : إنه من جمهور المغاربة وليس من المصريين .قلتُ : لقد ذكرتم أنتم أن التمكين مقدم عند جمهور المغاربة
الذي أريده من اصطلاح التمكين : التوسط والطول.
ومعلوم أنّ الأئمّة الكبار المعتبرين عند المغاربة هو الحافظ والشيخ والإمام أي الداني ومكي وابن شريح.
فالداني روى التوسط ، ومكي وابن شريح رويا الطول.
فيكون الطول عند المغاربة أشهر من التوسط. لا سيما وإن أضفنا الهذلي والحصري صاحب القصيدة وغيرهما.
بل إنّ الِإشباع هو الأشهر عند المشارقة فهو مذهب صاحب الكافي والعنوان والمجتبى والتجريد وأبي معشر وغيرهم
وعلى ما تقدم فإن قولكم :
ال وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال : فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.والعلم عند الله تعالى.
.ليس صحيحا .والله أعلم
أسرع بالرد قبل تحول الموضوع للفرجة .
والسلام عليكم
 
شيخنا الشيخ محمد هذا التفسير كنتُ أقوله قديما وأشرحه للطلبة ، إلا أن هناك أمرا أريد التثبت منه .
أن الشاطبي عندما ذكر (فقصر ) إنما جزم به ؛ لأن القصر لورش ولغيره من القراء ، فقدم ما عليه القراء السبعة بصيغة الجزم ؛ لأن الجميع مجمعون عليه ، ثم حكى ما انفرد به ورش عن القراء ، الطول بصيغة التضعيف ، والتوسط بالتقليل ـ أي قلة رواة ورش ـ .
ولا يلزم من ذلك أن الشاطبي يقدم القصر ؛ لأنه ذكر ما قاله ابن غلبون آخرا ولم يذكر تأييدا ولا إنكارا .
كان هذا فهمي لفترة يا شيخنا الكريم، لكن الإمام أبا شامة ألقمني بقوله، وهو يشرح قول الإمام الشاطبي (وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب....):
"وما قال به ابن غلبون هو الحق، وهو اختيار ناظم القصيدة في ما أخبرني الشيخ أبو الحسن عنه رحمهما الله تعالى"
ومعلوم أنه يقصد بأبي الحسن: الإمام السخاوي الذي عرى شرحه عن هذه الفائدة.
 
كان هذا فهمي لفترة يا شيخنا الكريم، لكن الإمام أبا شامة ألقمني بقوله، وهو يشرح قول الإمام الشاطبي (وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب....):
"وما قال به ابن غلبون هو الحق، وهو اختيار ناظم القصيدة في ما أخبرني الشيخ أبو الحسن عنه رحمهما الله تعالى"
ومعلوم أنه يقصد بأبي الحسن: الإمام السخاوي الذي عرى شرحه عن هذه الفائدة.
السلام عليكم
وقد ألقمتني الحجة بقول أبي شامة ويبقى قولي
كنتُ أقوله قديما وأشرحه للطلبة ، إلا أن هناك أمرا أريد التثبت منه .
رجوعا عن هذا التثبت .
(هربت منها يا شيخ محمد يحيى شريف )
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
الأصل في كل مسائل القراءات الرواية

هناك مسائل ليس فيها نصوص صريحة، أو الرواية منعدمة، فيلجأ إلى التعليل والقياس في كثير منها.
مثل وقف حمزة على الهمز....
 
هناك مسائل ليس فيها نصوص صريحة، أو الرواية منعدمة، فيلجأ إلى التعليل والقياس في كثير منها...مثل وقف حمزة على الهمز....
السلام عليكم
ولكي تعلم حقيقة القياس أنقل لك قول الإمام الجعبريرحمه الله (قال فيه(...َبَّيَنا عند قوله- يعني الشاطبي- واقتس لتنضلا- الجمع بين الامر بالقياس والنهي عنه،وقول الداني في آخر كتاب الراءات:"النص في ذلك معدوم،وإنما بيناه على الأصول المتقدمة،وقول مكي:"أكثر هذا الباب قياس،وبعضه اخذ سماعا"، من قبيل المأمور به لا المنهي،ومعناه عدم النص على عينه،فحمل على نظيره الممثل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل،لا أنها عملا بمجرد القياس وفتحا لباب الرأي،ولقد كانا على غاية من الدين والتمسك بالأثر،وحقق ذلك ماقاله الداني في أرجوزته، فإياك أن تحمل كلامهما على هذا، فتنتظم في واو)ويقولون هو من عند الله)ا.هـ

أما وقف حمزة فهو باب خاص ومتشعب وأعلم ما قاله ابن الجزري بأن الوقف بخمسين وجه ونحوه مما هو مأذون فيه "بمعناه .
وحتى القياس في هذا الباب فيه تصادم ، وأذكر مسألة ذكرتها لأحد مشايخنا في هذا الباب :
قال الشاطبي : وأشمم ورم فيما سوى متبدل ** بها حرف مد واعرف الباب محفلا ...
هل كلمة (اللؤلؤ) يدخل في هذا الباب مع أنه حرف مد ؟
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أما وقف حمزة فهو باب خاص ومتشعب وأعلم ما قاله ابن الجزري بأن الوقف بخمسين وجه ونحوه مما هو مأذون فيه "بمعناه .
وحتى القياس في هذا الباب فيه تصادم ، وأذكر مسألة ذكرتها لأحد مشايخنا في هذا الباب :
قال الشاطبي : وأشمم ورم فيما سوى متبدل ** بها حرف مد واعرف الباب محفلا ...
هل كلمة (اللؤلؤ) يدخل في هذا الباب مع أنه حرف مد ؟
والسلام عليكم
السلام عليكم
معذرة لم أكمل لحلول صلاة العصر .
أولا :سأترك لكم الجواب على سؤالي .
ثانيا : كيف ينفي ابن الجزري الأوجه في وقف حمزة ؟ عندي بعض الأمثلة منها :
وأما (موئلا) ففيه وجهان النقل والإدغام كما ذكرنا ويحكى فيه وجه ثالث وهو إبدال الهمزة ياء مكسورة على وجه اتباع الرسم وفيه نظر لمخالفته القياس وضعفه في الرواية، وقياسه على (هزوا) لا يصح لما نذكره، وقد عده الداني من النادر والشاذ وحكى فيه وجه رابع وهو بين بين نص عليه أبو طاهر ابن أبي هشام وهو داخل في قاعدة تسهيل هذا الباب عند من رواه وهو أيضاً أقرب إلى اتباع الرسم من الذي قبله ورده الداني، وذكر فيه وجه خامس وهو إبدال الهمزة ياء ساكنة وكسر الواو قبلها على نقل الحركة وإبقاء الأثر حكاه ابن الباذش وهو أيضاً ضعيف قياساً ولا يصح رواية. وذكر وجه سادس وهو إبدال الهمزة واواً من غير إدغام حكاه الهذلي وهو أضعف هذه الوجوه وأردؤها. )ا.هـ
وقال أيضا :
[FONT=&quot]...و[/FONT]إن هذا الوجه من أصح الوجوه المأخوذ بها لحمزة في الوقف.....(قلت) فهذا الذي أشار إليه الشاطبي بالإخمال لا يصح رواية ولا قياساً والله أعلم. )ا.هـ
والذي أقوله : وإن خص هذا الباب بكثرة الأوجه فيها لا تبعده عن الرواية كما يعتقد البعض ، وقد يكون الاختلاف من باب بلوغ الرواية قوم دون آخر ، أما القياس المطلق في هذا الباب لا أعتقده لما تقدم .والله أعلم
والسلام عليكم
 
الموضوع انحرف كثيرا
شيخنا الحبيب محمد الحسن بوصو
عندما أريد أن أخرج شيئا من كتاب غالبا لا أنظر إلى فهرس الكتاب لأصِل إلى لمراد ؛ ولكنى أحب أن أقلب الصفحات فأستخرج منها بعض الدرر ، وغالبا أجد فيها فوائد كثيرة .
فلعل الانحراف عن الموضوع من ذلك ، وخاصة بعد أن أدلى الجميع برأيه في قضية العارض .
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى