من المعلوم أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، لكن أحيانا يعتد بالأصل كما في قوله تعالى: في الارض، فلا نمد حينئذ حرف الفاء لالتقاء الساكنين. وأحيانا أخرى يعتد بالعارض كما في قوله تعالى: عادا الاولى. قال ابن آجروم: فالأصلُ فيه: الاْءُولَى، ثم نَقَلَ الحركَةَ واعتدَّ بها، فلم تكن عنده في حُكمِ الموجُودة، والدليلُ على ذلك إدغامُ التَّنوينِ في اللام المتحرِّكَةِ بحركةِ الهمزة، ولو كانت غيرَ معتدٍّ بها لكانت اللامُ في نيَّةِ السُّكُونِ، ولو كانت في نيَّةِ السُّكُون لحُرِّكَ التنوينُ للسَّاكنين، كقوله تعالى: من الاولى. اه.
وأحيانا أخرى يعتد بالأصل وبالعارض كما في قوله تعالى: الاولى حالة الابتداء.
وهذا التعليل إنما يأتي بعد الرواية والله أعلم.
السلام عليكم
الأصل في كل مسائل القراءات الرواية والتعليلات عبارة عن أمور ثانوية ؛ لأن علم القراءات ليست قواعد ثابتة في أكثر المسائل ، فما يصلح توجيهه في موضع لا يصلح في موضع آخر قال المالقي رحمه الله في الدر النثير ((
وينبغي للطالب أن يعلم أنه متى حصل توجيه مسألة في هذا العلم بوجه مناسب كفى، فإن اتفق مع ذلك اطراد التوجيه في سائر النظائر واستمرار التعليل فحسن، وإن لم يطرد ذلك وحصل الاختلاف بين النظائر فلا اعتراض؛ لأن القوانين في علم العربية إنما هي أكثرية لا كلِّيّة لأن موضوع هذا العلم الألفاظ، وهو أمر وضعي، وإنما يلزم الاطراد ويقدح الانكسار في العلوم العقلية ))ا.هـ
فكون "الأولي " في النجم ، بخلاف "الأولي " في الضحي مثلا ، فهذه الأشياء تحكمها الرواية ، والتعليلات بعد ذلك فضلة .
فإن أخطأ أحد ، أو حدث خلاف في توجيه ، لا ضرر وهو من باب الترف العلمي في هذا العلم . والله أعلم .
وإذا توفّاني الله فلعلّها تكون صدقة جارية لي على كلّ من استفاد منها سواء من قريب أو بعيد.
شيخنا الحبيب : أدركك قبل أن تكون في الفردوس الأعلى ..أطال الله في عمرك ، وأحسن عملك ، ونفعنا بعلمكم .
قلتم :
ال وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال : فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.والعلم عند الله تعالى.
شيخنا الشيخ محمد هذا التفسير كنتُ أقوله قديما وأشرحه للطلبة ، إلا أن هناك أمرا أريد التثبت منه .
أن الشاطبي عندما ذكر
(فقصر ) إنما جزم به ؛ لأن القصر لورش ولغيره من القراء ، فقدم ما عليه القراء السبعة بصيغة الجزم ؛ لأن الجميع مجمعون عليه ، ثم حكى ما انفرد به ورش عن القراء ، الطول بصيغة التضعيف ، والتوسط بالتقليل ـ أي قلة رواة ورش ـ .
ولا يلزم من ذلك أن الشاطبي يقدم القصر ؛ لأنه ذكر ما قاله ابن غلبون آخرا ولم يذكر تأييدا ولا إنكارا .
ويؤكد ذلك أيضا ما قاله السخاوي في شرحه تعليقا على ما ذكره الشاطبي عن ابن غلبون (...وإنما اعتمد ابن غلبون على رواية البغداديين ،
فأما المصريون فإنهم رووا التمكين عن ورش )ا.هـ
والشاطبي يُنسَب للمصريين بسبب طول المكث ؛ فيكون له التمكين الذي هو دون القصر .
ولو قلنا : إنه من جمهور المغاربة وليس من المصريين .قلتُ : لقد ذكرتم أنتم أن التمكين مقدم عند جمهور المغاربة
الذي أريده من اصطلاح التمكين : التوسط والطول.
ومعلوم أنّ الأئمّة الكبار المعتبرين عند المغاربة هو الحافظ والشيخ والإمام أي الداني ومكي وابن شريح.
فالداني روى التوسط ، ومكي وابن شريح رويا الطول.
فيكون الطول عند المغاربة أشهر من التوسط. لا سيما وإن أضفنا الهذلي والحصري صاحب القصيدة وغيرهما.
بل إنّ الِإشباع هو الأشهر عند المشارقة فهو مذهب صاحب الكافي والعنوان والمجتبى والتجريد وأبي معشر وغيرهم
وعلى ما تقدم فإن قولكم :
ال وهذا الترتيب في الشهرة يتنافى تماماً مع مذهب الشاطبيّ حيث قدّم القصر ثمّ التوسط ثمّ الطول فقال : فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاً وووسطه قوم. فقطع بالقصر وضعّف الطول بصيغة المجهول ثمّ ذكر التوسط للبعض.والعلم عند الله تعالى.
.ليس صحيحا .والله أعلم
أسرع بالرد قبل تحول الموضوع للفرجة .
والسلام عليكم