مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
قَالَ الترمذي : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينة عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: (( لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ أَحْتَجْ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا سَأَلْت)) .
إن في هذا الأثر العزيز الوارد عن مجاهد مسائل علمية تحتاج إلى تفكيك :
الأولى : أنَّ قراءة ابن مسعود بقي شيء منها مرويًا بعد اتفاق الصحابة على ما في مصحف عثمان رضي الله عن الجميع .
الثانية : أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة ، وليس تفسيرًا ؛ لذا قال : ( ... قرأت قراءة ابن مسعود ) .
الثالثة : أن قراءة ابن مسعود وما في حكمها يستفاد منها في بيان معاني القراءات المعتبرة المتفق عليها ، وهكذا فعل إمام التابعين كما سيأتي في الأمثلة عنه .
، ولما كنت قد وقفت على هذ النص عن مجاهد ؛ اجتهدت في تتبع تفسير مجاهد لعلي أظفر بمصداق قوله هذا ، فوقفت على بعض أمثلة تدل استفادته في تفسيره للقرآن من قراءة ابن مسعود ، وإليك هذه الأمثلة :
المثال الأول : قال الطبري : حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن رجل، عن الحكم قال: قال مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ".
المثال الثاني : قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
المثال الثالث : قال الطبري : حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله:( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود( إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا ).
تذييل رقم (1)
لقد استفاد قتادة من قراءة ابن مسعود أيضًا ، وهو من المكثرين في نقل قراءته ، ومن أمثلة استفاداته :
1 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ولبثوا في كهفهم ) قال : (( في حرف ابن مسعود وقالوا ولبثوا يعني أنه قاله الناس ثلاث مائة سنة وازداوا تسعا ألا ترى أنه يقول : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) )) .
2 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ونرثه ما يقول ) قال : ما عنده ، وهو قوله : ( لأوتين مالا وولدا ) وفي حرف ابن مسعود : ( ونرثه ما عنده ) )) .
3 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( بحور عين ) قال : بيض عين ، وفي حرف ابن مسعود : ( بعيس عين ) )) .
تذييل رقم ( 2 ) :
ومن تتبع وجوه الاستفادة من قراءة ابن مسعود ، وجد أمثلة في ذلك : من ترجيح قراءة ، أو توجيهها ، أو توجيه معنى تفسيري ، أو ترجيحه أو غير ذلك من وجوه الاستفادات ، ومن أمثلة ذلك من خلال تفسير الطبري :
1 ـ قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: (( في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
وإذا قرئ ذلك كذلك، كان"البين" من صفة"الهدى"، ويكون نصب"البين" على القطع من"الهدى"، كأنه قيل: يدعونه إلى الهدى البين، ثم نصب"البين" لما حذفت"الألف واللام" ، وصار نكرة من صفة المعرفة.
وهذه القراءة التي ذكرناها عن ابن مسعود تؤيد قول من قال:"الهدى" في هذا الموضع، هو الهدى على الحقيقة )) .
2 ـ قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ) على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر.
وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين البصريين:(مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب ، قراءة من قرأه على وجه الخبر لا على الاستفهام، لأن موسى صلوات الله وسلامه عليه ، لم يكن شاكا فيما جاءت به السحرة أنه سحر لا حقيقة له ، فيحتاج إلى استخبار السحرة عنه ، أي شيء هو؟
وأخرى أنه صلوات الله عليه قد كان على علم من السحرة، إنما جاء بهم فرعون ليغالبوه على ما كان جاءهم به من الحق الذي كان الله آتاه، فلم يكن يذهب عليه أنهم لم يكونوا يصدِّقونه في الخبر عمّا جاءوه به من الباطل، فيستخبرهم أو يستجيز استخبارهم عنه، ولكنه صلوات الله عليه أعلمهم أنه عالم ببطول ما جاؤوا به من ذلك بالحق الذي أتاه ، ومبطلٌ كيدهم بحَدِّه . وهذه أولى بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخرى...
وقد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب:(مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ).
وفي قراءة ابن مسعود:(مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ) ، وذلك مما يؤيد قراءة من قرأ بنحو الذي اخترنا من القراءة فيه )) .
3 ـ قال الطبري : (( وعني بقوله:(أعصر خمرًا) ، أي: إني أرى في نومي أني أعصر عنبًا . وكذلك ذلك في قراءة ابن مسعود فيما ذكر عنه .
حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن
إبراهيم بن بشير الأنصاري ، عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود:"إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا.
وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان ، وأنهم يسمون العنب خمرًا . ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ ، يقول: حدثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:(إني أراني أعصر خمرًا) ، يقول: أعصر عنبًا ، وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرًا.
حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ; وثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي = عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا ، أرضُ كذا وكذا يدعُون العنب"خمرًا".
حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا.
حدثت عن المسيب بن شريك ، عن أبي حمزة ، عن عكرمة ، قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حَبَلة من عنب، (2) فنبتت ، فخرج فيه عناقيد فعصرتهنّ ، ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتسقيه خمرًا )) .
إن في هذا الأثر العزيز الوارد عن مجاهد مسائل علمية تحتاج إلى تفكيك :
الأولى : أنَّ قراءة ابن مسعود بقي شيء منها مرويًا بعد اتفاق الصحابة على ما في مصحف عثمان رضي الله عن الجميع .
الثانية : أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة ، وليس تفسيرًا ؛ لذا قال : ( ... قرأت قراءة ابن مسعود ) .
الثالثة : أن قراءة ابن مسعود وما في حكمها يستفاد منها في بيان معاني القراءات المعتبرة المتفق عليها ، وهكذا فعل إمام التابعين كما سيأتي في الأمثلة عنه .
، ولما كنت قد وقفت على هذ النص عن مجاهد ؛ اجتهدت في تتبع تفسير مجاهد لعلي أظفر بمصداق قوله هذا ، فوقفت على بعض أمثلة تدل استفادته في تفسيره للقرآن من قراءة ابن مسعود ، وإليك هذه الأمثلة :
المثال الأول : قال الطبري : حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن رجل، عن الحكم قال: قال مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ".
المثال الثاني : قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
المثال الثالث : قال الطبري : حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله:( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود( إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا ).
تذييل رقم (1)
لقد استفاد قتادة من قراءة ابن مسعود أيضًا ، وهو من المكثرين في نقل قراءته ، ومن أمثلة استفاداته :
1 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ولبثوا في كهفهم ) قال : (( في حرف ابن مسعود وقالوا ولبثوا يعني أنه قاله الناس ثلاث مائة سنة وازداوا تسعا ألا ترى أنه يقول : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) )) .
2 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ونرثه ما يقول ) قال : ما عنده ، وهو قوله : ( لأوتين مالا وولدا ) وفي حرف ابن مسعود : ( ونرثه ما عنده ) )) .
3 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( بحور عين ) قال : بيض عين ، وفي حرف ابن مسعود : ( بعيس عين ) )) .
تذييل رقم ( 2 ) :
ومن تتبع وجوه الاستفادة من قراءة ابن مسعود ، وجد أمثلة في ذلك : من ترجيح قراءة ، أو توجيهها ، أو توجيه معنى تفسيري ، أو ترجيحه أو غير ذلك من وجوه الاستفادات ، ومن أمثلة ذلك من خلال تفسير الطبري :
1 ـ قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: (( في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
وإذا قرئ ذلك كذلك، كان"البين" من صفة"الهدى"، ويكون نصب"البين" على القطع من"الهدى"، كأنه قيل: يدعونه إلى الهدى البين، ثم نصب"البين" لما حذفت"الألف واللام" ، وصار نكرة من صفة المعرفة.
وهذه القراءة التي ذكرناها عن ابن مسعود تؤيد قول من قال:"الهدى" في هذا الموضع، هو الهدى على الحقيقة )) .
2 ـ قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ) على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر.
وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين البصريين:(مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب ، قراءة من قرأه على وجه الخبر لا على الاستفهام، لأن موسى صلوات الله وسلامه عليه ، لم يكن شاكا فيما جاءت به السحرة أنه سحر لا حقيقة له ، فيحتاج إلى استخبار السحرة عنه ، أي شيء هو؟
وأخرى أنه صلوات الله عليه قد كان على علم من السحرة، إنما جاء بهم فرعون ليغالبوه على ما كان جاءهم به من الحق الذي كان الله آتاه، فلم يكن يذهب عليه أنهم لم يكونوا يصدِّقونه في الخبر عمّا جاءوه به من الباطل، فيستخبرهم أو يستجيز استخبارهم عنه، ولكنه صلوات الله عليه أعلمهم أنه عالم ببطول ما جاؤوا به من ذلك بالحق الذي أتاه ، ومبطلٌ كيدهم بحَدِّه . وهذه أولى بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخرى...
وقد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب:(مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ).
وفي قراءة ابن مسعود:(مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ) ، وذلك مما يؤيد قراءة من قرأ بنحو الذي اخترنا من القراءة فيه )) .
3 ـ قال الطبري : (( وعني بقوله:(أعصر خمرًا) ، أي: إني أرى في نومي أني أعصر عنبًا . وكذلك ذلك في قراءة ابن مسعود فيما ذكر عنه .
حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن
إبراهيم بن بشير الأنصاري ، عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود:"إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا.
وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان ، وأنهم يسمون العنب خمرًا . ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ ، يقول: حدثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:(إني أراني أعصر خمرًا) ، يقول: أعصر عنبًا ، وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرًا.
حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ; وثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي = عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا ، أرضُ كذا وكذا يدعُون العنب"خمرًا".
حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا.
حدثت عن المسيب بن شريك ، عن أبي حمزة ، عن عكرمة ، قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حَبَلة من عنب، (2) فنبتت ، فخرج فيه عناقيد فعصرتهنّ ، ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتسقيه خمرًا )) .