عبدالرزاق بن اسماعيل هرماس
Member
الاستشراق الفرنسي توجهات و مسارات تتقاطع وتتباين فيما بينها...
كلامي اليوم عن جديد التيار الكاثوليكي في هذا الاستشراق عقب اصداره مجموعة أعمال تحت عنوان (الرواية الشفوية والتدوين في [ الكتاب المقدس ]والقرآن)
oralite et ecriture dans la Bible et le Coran
ضمن منشورات pupفي مرسيليا بفرنسا عام 2014م في 165 صفحة جمعت سبع دراسات.
موضوع هذه الدراسات البحث عن أدلة يمكن أن يؤسس عليها هؤلاء تأصيلهم لانتحال نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم نصوص التوراة والأناجيل.
لقد عرف عن الاستشراق الكاثوليكي الفرنسي منذ مطلع القرن العشرين مع كليمان هوار تـ1928 وتلاميذه من بعده التمسك بمقالة أن القرآن في صورته التي انتهى الينا بها يرجع الى القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري)...،وتاهت أجيال من هؤلاء في الاحتجاج للمقالة حتى أفل هذا القرن حين أثبت العلم الاستشراقي نفسه خطأ هؤلاء التائهين،بعد العثور على مصاحف ورقع -ترجع بعد اخضاعها للفحص -الى القرن السابع الميلادي الأول الهجري...
مع توالي ظهور نتائج هذا البحث اختار هذا الاستشراق أن يخرج من التيه،و الانتقال الى (صحراء تيه) أخرى...تتناسب مع القول بوجود القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم في القرن السابع الميلادي...
في سياق التنظير لهذا الانتقال اتجه القوم لاعادة الكتابة في موضوع (نقل القرآن) بالرواية الشفوية والتدوين في المصاحف مع ربط الموضوع بـ(نقل التوراة والأناجيل) كما يدل على ذلك عنوان الأعمال السابقة...تمهيدا لاقرار فرية افادة نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم من أسفار اليهود والنصارى التي كانت متداولة في ذلك الزمان...
وهنا قد يستغرب القارىء حين يجد المستشرق القسيس كلود جيليو مثلا يكتب ضمن المنشور أعلاه مقتبسا عن (الشيخ المفيد الشيعي )تـ413هـ من رسالته (مسألة في معرفة النبي الكتاب)...
لقد كان هم هذا الرافضي في الرسالة هو الاستدلال على معرفته صلى الله عليه وسلم للكتابة للوصول الى القول بالوصية لعلي رضي الله عنه التي يدعي الرافضة أنه عليه السلام كتبها قبل موته.
أما الاستشراق الكاثوليكي فيسعى عن طريق الاستدلال بمعرفته عليه السلام للكتابة -اقتباسا من الروافض- للقول بأنه صلى الله عليه وسلم كان مؤهلا لانتحال القرآن من صحف نصارى الشام ورقاع يهود يثرب...
لكن الذي يتجنب هؤلاء اثارته في سياق مقارناتهم بين القرآن وتراثهم الديني هو الجواب عن هذه الأسئلة التي تؤرقهم:
* متى ابتدأ تدوين التوراة والأناجيل؟ وكم هي الفترة بين بعثة موسى وعيسى وذلك التدوين؟
* هل دون التوراة والأناجيل مرة واحدة أم خلال قرون؟
* هل التوراة التي بين أيدي أهلها اليوم نقلت من العبرية فقط أم من الأكادية أيضا والبابلية و...
* هل أناجيل النصارى ترجع الى نص مكتوب بالعبرية فقط أو باللاتينية أيضا والرومانية القديمة و...
هذه أسئلة أطرحها بعد أن رأيت غلاف المنشور أعلاه مزخرفا من جهة اليمين بكتابة المصحف العربي ومن جهة اليسار بكتابة عبرية...لرسم صورة خاطئة عن تاريخ هذا التراث الديني الذي يسعى الاستشراق الكاثوليكي الى اعادة (صناعة) تاريخه.
كلامي اليوم عن جديد التيار الكاثوليكي في هذا الاستشراق عقب اصداره مجموعة أعمال تحت عنوان (الرواية الشفوية والتدوين في [ الكتاب المقدس ]والقرآن)
oralite et ecriture dans la Bible et le Coran
ضمن منشورات pupفي مرسيليا بفرنسا عام 2014م في 165 صفحة جمعت سبع دراسات.
موضوع هذه الدراسات البحث عن أدلة يمكن أن يؤسس عليها هؤلاء تأصيلهم لانتحال نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم نصوص التوراة والأناجيل.
لقد عرف عن الاستشراق الكاثوليكي الفرنسي منذ مطلع القرن العشرين مع كليمان هوار تـ1928 وتلاميذه من بعده التمسك بمقالة أن القرآن في صورته التي انتهى الينا بها يرجع الى القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري)...،وتاهت أجيال من هؤلاء في الاحتجاج للمقالة حتى أفل هذا القرن حين أثبت العلم الاستشراقي نفسه خطأ هؤلاء التائهين،بعد العثور على مصاحف ورقع -ترجع بعد اخضاعها للفحص -الى القرن السابع الميلادي الأول الهجري...
مع توالي ظهور نتائج هذا البحث اختار هذا الاستشراق أن يخرج من التيه،و الانتقال الى (صحراء تيه) أخرى...تتناسب مع القول بوجود القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم في القرن السابع الميلادي...
في سياق التنظير لهذا الانتقال اتجه القوم لاعادة الكتابة في موضوع (نقل القرآن) بالرواية الشفوية والتدوين في المصاحف مع ربط الموضوع بـ(نقل التوراة والأناجيل) كما يدل على ذلك عنوان الأعمال السابقة...تمهيدا لاقرار فرية افادة نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم من أسفار اليهود والنصارى التي كانت متداولة في ذلك الزمان...
وهنا قد يستغرب القارىء حين يجد المستشرق القسيس كلود جيليو مثلا يكتب ضمن المنشور أعلاه مقتبسا عن (الشيخ المفيد الشيعي )تـ413هـ من رسالته (مسألة في معرفة النبي الكتاب)...
لقد كان هم هذا الرافضي في الرسالة هو الاستدلال على معرفته صلى الله عليه وسلم للكتابة للوصول الى القول بالوصية لعلي رضي الله عنه التي يدعي الرافضة أنه عليه السلام كتبها قبل موته.
أما الاستشراق الكاثوليكي فيسعى عن طريق الاستدلال بمعرفته عليه السلام للكتابة -اقتباسا من الروافض- للقول بأنه صلى الله عليه وسلم كان مؤهلا لانتحال القرآن من صحف نصارى الشام ورقاع يهود يثرب...
لكن الذي يتجنب هؤلاء اثارته في سياق مقارناتهم بين القرآن وتراثهم الديني هو الجواب عن هذه الأسئلة التي تؤرقهم:
* متى ابتدأ تدوين التوراة والأناجيل؟ وكم هي الفترة بين بعثة موسى وعيسى وذلك التدوين؟
* هل دون التوراة والأناجيل مرة واحدة أم خلال قرون؟
* هل التوراة التي بين أيدي أهلها اليوم نقلت من العبرية فقط أم من الأكادية أيضا والبابلية و...
* هل أناجيل النصارى ترجع الى نص مكتوب بالعبرية فقط أو باللاتينية أيضا والرومانية القديمة و...
هذه أسئلة أطرحها بعد أن رأيت غلاف المنشور أعلاه مزخرفا من جهة اليمين بكتابة المصحف العربي ومن جهة اليسار بكتابة عبرية...لرسم صورة خاطئة عن تاريخ هذا التراث الديني الذي يسعى الاستشراق الكاثوليكي الى اعادة (صناعة) تاريخه.