الاستشراق الإسرائيلي....الاشكالية والسمات والأهداف

إنضم
04/02/2013
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
الاستشراق الإسرائيلي..... الإشكالية و السمات والأهداف

بدأ الاهتمام اليهودي بالتعرف على الدين الإسلامي ودراسته منذ ظهوره؛ وذلك بهدف تقويضه سواءً من الداخل عن طريق اعتناق عدد من اليهود المنافقين للإسلام، والعمل على تشويه وتحريف الصورة الحقيقية لقيمه وعقائده، أو من الخارج عن طريق التشكيك في المصادر الرئيسة للإسلام وفي مقدمتها "القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة"؛ حيث أن النجاح في ذلك يعني في نهاية الأمر القضاء على الإسلام. وقد تواصلت هذه المجهودات اليهودية في العصر الحديث ومنذ البدايات الأولى لزرع الكيان الصهيوني "إسرائيل" في المنطقة العربية؛ حيث تم تخصيص الكثير من الأقسام والمقررات العلمية المتخصصة داخل الجامعات والمعاهد الأكاديمية الإسرائيلية لدراسة الإسلام وشؤون البلدان العربية والإسلامية؛ إذ شرعت إسرائيل منذ البداية في بناء مشروع استشراقي ضخم عن الإسلام والمسلمين، وذلك بهدف التعرف بالقرب عن الإسلام من جانب، وبهدف الترويج لصورة خاطئة ومشوهة عنه من جانب آخر، الأمر الذي يخدم في نهاية الأهداف الاستعمارية العنصرية لإسرائيل.
بناء على ما سبق فإنه يمكن تقسيم المجهودات الإستشراقية اليهودية للتعرف على الإسلام ومحاربته وتشويه صورته الحقيقة إلى ثلاث مراحل، أولها: مرحلة "الاستشراق اليهودي"، والتي تبدأ بالتوجه نحو دراسة الإسلام والمجتمعات الإسلامية كجزء من الحركة الاستشراقية في الغرب، والتي ظهرت مع بدايات القرن الـ18م؛ فقد احتل اليهود مكانة مرموقة داخل حركة الاستشراق الغربي – الأوروبي، وثانيها: مرحلة "الاستشراق الصهيوني"، والتي ارتبطت بطبيعة الحال بالحركة الصهيونية التي ظهرت بالأساس في شرق أوروبا عام 1881؛ الأمر الذي ميزه عن الاستشراق الغربي من حيث أن أصبح لها أهدافه وموضوعاته الخاصة التي تهدف بطبيعة الحال لخدمة الحركة الصهيونية وتأصيل الوجود اليهودي في فلسطين، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مرحلة "الاستشراق الإسرائيلي"، وتبدأ مع قيام دولة إسرائيل عام 1948م كامتداد لكل من الاستشراق" اليهودي" و"الصهيوني"، وبالتالي فقد حملت نفس سمات وأهداف المرحلتين السابقتين، في نفس الوقت الذي انفردت به بسمات وأهداف خاصة بها، صبت جميعها في خدمة الأهداف السياسية والفكرية لإسرائيل.

أولا: إشكالية تعريف "الإستشراق الإسرائيلي" ودراسته:

تعترض الباحث عدة إشكاليات عند محاولته تعريف مصطلح "الاستشراق الإسرائيلي" ودراسته؛ نظرا لوجود الكثير من الخلافات العلمية حول هذا المصطلح لم يتم حسمها بعد بين الباحثين في هذا المجال، إضافة إلى تشابك وارتباط المصطلح بشقيه "الاستشراق" و"الإسرائيلي" بعدة مصطلحات ومفاهيم أخرى تعتريها هي الأخرى عدة إشكاليات علمية. إلا أنه يمكن حصر الإشكاليات المتعلقة بتعريف ودراسة "الإستشراق الإسرائيلي" فيما يلي:-
1- الاختلاف حول تعريف مصطلح "الاستشراق":

اتفق الباحثون في مجال الاستشراق على ألا يتفقوا حول تعريف شامل ومحدد ونهائي لمصطلح "الاستشراق"؛ فمن ناحية لم يتم تحديد طبيعة الاستشراق في حد ذاته سواء أكان "علم" أم "ظاهرة" أم "حركة"، ومن ناحية أخرى فإن كل باحث أو دارس عرفه حسب مفهومه له أو حسب زاوية المعالجة التي يتناوله منها، فمن تناوله من الناحية التاريخية وضع له تعريفا يتلاءم مع علم التاريخ أما من درسه من الناحية السياسية فقد وضع له تعريف سياسي.... وهكذا؛ وربما يعود ذلك إلى شمول "الاستشراق" لعدد كبير من العلوم الإنسانية (التاريخ، الجغرافيا، السياسة، الاقتصاد، الاجتماع، الأنثروبولوجي.......)؛ لذلك نجد أن تعريفاته تعددت واختلفت وتداخلت فعلى سبيل المثال نجد أن هناك من عرفه على أنه:"أسلوب غربي للهيمنة على الشرق وإعادة صياغته وتشكيله فكريًا وسياسيًا وممارسة السلطة عليه" ، وآخر عرفه على أنه:" أسلوب فكري غربي يقوم على أن هناك اختلافا جذريا في الوجود والمعرفة بين الشرق والغرب، وأن الثاني يتميز بالتفوق العنصري والثقافي على الأول" في حين عرفه المستشرق الألماني "رودي بارت"Rudi part على أنه "علم يختص بفقه اللغة خاصة، وأنه علم الشرق أو علم عالم الشرق" .
أما إذا قمنا بتحليل هذا المصطلح بشكل علمي وموضوعي في محاولة للوصول لتعريف مناسب له، فإننا نجد أن أصله اللغوي يعود إلى مصدر الفعل (استشرق) أي: اتجه إلى الشرق ولبس زى أهله، أو "علم الأجانب بحياة الشرق وفنونه ولغاته وآدابه وحضارته وتاريخه" فيقال (شَرِق) المكان، أي أشرقت عليه الشمس، ويقال شرق البلح: لون بحمرة، وشرق وجهه: احمر خجلا، وشرق الدم بجسده: ظهر ولم يسلس، ويقال شرق بريقه، وشرق الموضع بأهله: امتلأ فضاق، كما يقال أشرقت الشمس أي طلعت وأضاءت على الأرض، أما أشرقت الأرض أي أنارت بإشراق الشمس، أما (شَرّق) أي أخذ في ناحية المشرق، ويقال (شرقت الأرض): أي منع عنها الماء حتى اشتد جفافها و(أشرقت) القوس أي انشقت. و(تشرق) أي جلس يستدفي في الشمس وقت الشروق، و(الشّارق) و(الشّرق) أي الشمس، و(المَشْرق) جهة شروق الشمس والبلاد الإسلامية شرقي الجزيرة العربية . ومن الواضح أن أصل الفعل المأخوذ منه المصطلح هو "ش. ر. ق" مضافًا إليه حروف (ا.س.ت) التي تفيد الطلب في اللغة العربية سواء المجازي أو الحقيقي. أما أصول المصطلح التاريخية من حيث ظهوره وشيوعه في الغرب فيمكن ردها إلى نهاية القرن 18م؛ حيث ظهرت في أوروبا لأول مرة كلمة "مستشرق"orientalist في انجلترا عام 1779 وكلمة orientaliste في فرنسا عام 1799 ثم أدرجت كلمة orientalisme في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838. وبناء على ما سبق فمن الممكن تقديم تعريف لـ"الاستشراق" على أنه "حركة علمية غربية (أوروبية) هدفها دراسة كافة شؤون الشرق (سياسية - اقتصادية- تاريخية – جغرافية – أنثروبولوجية......) لخدمة الأهداف الاستعمارية للسيطرة على بلدان العالم الشرقي (الإسلامي)"؛ حيث أن المصطلح – في ظني- يعني بالأساس توجه غربي نحو دراسة الشرق، كما أنه ظهر مع بدايات الحركة الاستعمارية الغربية لبلدان الشرق (آسيا وأفريقيا) في القرن 18م، حيث نشأ في مجمله في ظل الاستعمار وبرعايته ولخدمته.
2- ارتباط "الاستشراق الإسرائيلي" بالاستشراق اليهودي والصهيوني والغربي:
لا يمكن الحديث بأي حال من الأحوال عن الاستشراق الإسرائيلي بدون الحديث عن الاستشراق "اليهودي" و"الصهيوني" وكذلك "الغربي"؛ فالاستشراق الإسرائيلي يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل تطور "المدرسة اليهودية في الاستشراق" والتي تبدأ بالاستشراق اليهودي العام، ثم الاستشراق الصهيوني، وأخيرا الاستشراق الإسرائيلي، الأمر الذي يضيف عبئًا على الباحث في مجال الاستشراق الإسرائيلي يتمثل في ضرورة تمييزه لموضوعات وسمات الاستشراق الإسرائيلي عن المرحلتين السابقتين له، خاصة وانه ارتبط أيضا بالاستشراق الغربي من حيث أنه وقع في نفس أزماته ومشاكله، وعلى رأسها تشابهه وربما تماثله معه في الشبهات التي ردها إلى الإسلام؛ ففي التاريخ الحديث بدأ الاستشراق اليهودي بالتوجه نحو دراسة الإسلام والمجتمعات الإسلامية كجزء من الحركة الاستشراقية في الغرب، والتي ظهرت مع بدايات القرن الـ18م؛ فقد احتل اليهود مكانة مرموقة داخل حركة الاستشراق الغربي - الأوروبي .
أما الاستشراق الصهيوني فقد ارتبط بطبيعة الحال بالحركة الصهيونية التي ظهرت بالأساس في شرق أوروبا عام 1881؛ الأمر الذي ميزه عن الاستشراق الغربي من حيث أنه أصبح له أهدافه وموضوعاته الخاصة التي تهدف بطبيعة الحال لخدمة الحركة الصهيونية وتأصيل الوجود اليهودي في فلسطين، ثم يأتي بعد ذلك "الاستشراق الإسرائيلي" مع بداية قيام الدولة عام 1948م كامتداد للاستشراق" اليهودي" و"الصهيوني"؛ وبالتالي نجد أن هناك تداخلا وتشابكا في موضوعات الاستشراق الإسرائيلي مع موضوعات كل من الاستشراق "اليهودي" و"الصهيوني" و"الغربي" أيضا، ولعل أبرز مثال على ذلك موضوع "الترجمات العبرية للقرآن" فالمطبوعة منها صدر أولها في ليبزج عام 1857 وقام بها الحبر "حاييم هرمان ريكندروف" وبالتالي فهي تنسب إلى مرحلة "الاستشراق اليهودي"، أما الثانية فقد صدرت في فلسطين عام 1937 وقام بها "يوسف ريفلين" وبهذا تنسب لمرحلة "الاستشراق الصهيوني" أما الثالثة فقد صدرت في إسرائيل عام 1971 وقام بها "أهارون بن شيمش" ، وبالنسبة للرابعة فقد صدرت في إسرائيل أيضا في شهر مارس 2005 للبروفيسور "أوري روبين" أستاذ الدراسات الإسلامية والقرآن بقسم اللغة العربية والإسلام بكلية الآداب جامعة تل أبيب، وتنسب هاتين الترجمتين إلى مرحلة "الاستشراق الإسرائيلي".
ومن الملاحظ أن هذه الترجمات جميعا وعلى الرغم من نسبتها إلى مراحل مختلفة من مراحل الاستشراق اليهودي العام، إلا أن جميعها اتفقت في كثير من الشبهات حول القرآن مثل شبهة رد القرآن لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية، علاوة على أخطاء الترجمة اللغوية المتكررة والمتطابقة في الأربع ترجمات.
3- لغة الاستشراق الإسرائيلي:
يعرف البعض الاستشراق الإسرائيلي على أن المقصود به: "الإنتاج العلمي في مجال الدراسات الإسلامية والمكتوب باللغة العبرية الحديثة والذي أنتجه علماء إسرائيليون متخصصون في الدراسات العربية والإسلامية" . إلا أن هذا التعريف تشوبه إشكالية خاصة بـ"اللغة" التي يكتب بها الإنتاج الاستشراقي الإسرائيلي وهي "العبرية"؛ حيث أن هناك الكثير من المستشرقين الإسرائيليين كتبوا إنتاجهم العلمي بأكثر من لغة غير العبرية (الإنجيلزية- الفرنسية- الألمانية - الإيطالية)، ومن أمثلة ذلك نجد أن المستشرق الإسرائيلي المعاصر البروفيسور "أوري روبين" أستاذ الدراسات الإسلامية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب، وصاحب أحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم، له عدة مؤلفات بالإنجليزية والألمانية منها كتابه الأخير بالإنجليزية Between Bible and Quran: The Children of Israel and the Islamic Historical Self-Image ، الذي صدر عام 1999 عن جامعة أكسفورد في لندن ، كما أن المستشرق الإسرائيلي "يهوشفاط هركابي" الذي يعد من أهم وأخطر المستشرقين الإسرائيليين المرتبطين بالمؤسسات السياسة والتعليمة والاستخباراتية الإسرائيلية له كتابات عديدة بالإنجليزية إضافة إلى كتاباته بالعبرية حيث صدر له في نيويورك عام 1977 كتاب بالإنجليزية تحت عنوان: "الاستراتيجات العربية والاستجابات الإسرائيلية"، أما البروفيسور "يوسف سادان" أستاذ الأدب العربي الكلاسيكي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب فله العديد من المؤلفات بالفرنسية أبرزها:" Le mobilier au Proche-Orient médiéval , Leiden, Holland (E. J. Brill), .
وهذه "الازدواجية اللغوية" في كتابات المستشرقين الإسرائيليين ليست بالأمر الجديد بل إنها بمثابة "ظاهرة" في التاريخ اليهودي تميز بها اليهود منذ أقدم العصور فإلى جانب اللغة العبرية تحدثوا وكتبوا بلغات الشعوب الأخرى التي كانوا يعيشون بين ظهرانيها؛ ففي العصر الروماني تحدثوا وكتبوا باللاتينية، وفي العصور الوسطى وفي ظل الإسلام والثقافة العربية تحدثوا اللغة العربية وكتبوا بها أروع إنتاجهم الأدبي والثقافي، وحينما تفرقوا كأقليات في شتى أنحاء أوروبا عقب السبي الروماني عام 70 م تحدثت كل طائفة يهودية بلغة البلد الذي تعيش فيه. إضافة إلى ذلك فقد طوّر اليهود لغات "خليطية" خاصة بهم مثل اللغة (العربية – اليهودية) التي كتبوا بها بعض مؤلفاتهم في العصور الوسطى وهي عبارة عن لغة عربية مكتوبة بحروف عبرية حتى لا يستطيع قراءتها وفهمها سوى اليهودي فقط، كما طوروا واستخدموا أيضا لغة (الييديش) الشهيرة؛ التي هي عبارة عن خليط من اللغة العبرية مع مجموعة من اللغات السلافية الأوروبية، وقد كُتب بها جزء ضخم من الأدب الخاص بالجماعات اليهودية في أوروبا إبان القرنين الـ18، 19م.
بناء على ما سبق فإن الرأي عندي بعدم ضرورة أن يتوافر في الكتابات الإستشراقية الإسرائيلية عامل أن تكون مكتوبة باللغة "العبرية الحديثة"، فطالما كتبها مستشرق إسرائيلي الجنسية وفي فترة ما بعد قيام الدولة عام 1948 م وتعبر عن وجهة نظر استشراقية إسرائيلية خالصة فإنها تعد بمثابة إنتاج علمي استشراقي إسرائيلي بغض النظر عن اللغة المكتوبة بها سواء العبرية أو غيرها.
4- العامل الجغرافي:
صار العرف بإطلاق صفة "مستشرق" على ذلك الباحث أو المتخصص الغربي أو المنتمي للغرب المهتم بدراسة شؤون الشرق والإسلام؛ الأمر الذي يجعل من إطلاق هذه الصفة على الباحث الإسرائيلي المهتم بدراسة شؤون الشرق والإسلام أمرًا غير مقبولا عند الكثير من المتخصصين في مجال الاستشراق؛ فمن الناحية الجغرافية "إسرائيل" ككيان سياسي ينتمي للشرق وليس للغرب. إلا أنه على الرغم من ذلك يمكن القول بانه من غير الممكن الاعتداد بهذا العامل الجغرافي وحده فيما يتعلق بالدراسات الإسرائيلية الخاصة بالشرق والإسلام والمنطقة العربية؛ فإسرائيل بخلفياتها السياسية والثقافية والفكرية والعلمية تنتمي للغرب أكثر مما تنتمي للشرق؛ فهي كيان دخيل ومزروع بالقوة في المنطقة متأثرة بالغرب وأوروبا خاصة أكثر من تأثرها بالشرق وبالمنطقة العربية، وليس أدل على ذلك أكثر مما قاله "موشيه ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق في إحدى المناسبات من "أن إسرائيل كيان ينتمي للشرق جغرافيا وللغرب سياسيا وثقافيا"، ولعل هذا يتضح جليا في النظام السياسي الذي تقوم عليه إسرائيل وفي نمط الحياة الاجتماعية والثقافية السائد بها. كما أن هذا انعكس بشكل أكثر وضوحا على الأدب العبري الحديث بشتى مراحله واتجاهاته؛ حيث نجده تأثر بالمدارس والتوجهات الأدبية الغربية أكثر من تأثره بنظيراتها الشرقية .
ولا شك أن هذا ينطبق أيضا على المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية التي تأتي متأثرة بمدراس الاسشتراق الغربي وتابعه لها؛ فعلى سبيل المثال نجد أن المستشرق الإسرائيلي "أوري روبين" صاحب أحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم، يُصنف تبعًا للمدرسة الألمانية في الاستشراق . في حين يتبع المستشرق الإسرائيلي "يهوشفاط هركابي" المدرسة الأمريكية في الاستشراق . إضافة إلى أن كل المستشرقين الإسرائيليين على صلة وثيقة بالمؤسسات العلمية الغربية الأوروبية المهتمة بالدراسات الاستشراقية، وبالتالي فالرأي عندي أن مصطلح "مستشرق" ينطبق شكلا وموضوعا على الباحث الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق والعرب والإسلام.

ثانيا: موضوعات الاستشراق الإسرائيلي وسماته:

لما كان الاستشراق الإسرائيلي امتدادًا للاستشراق "اليهودي" و"الصهيوني" وواقع تحت تأثير الاستشراق "الغربي" فقد تشابه معهم جميعا في كثير من موضوعاته ومضامينه وسماته، وبخاصة في الشبهات المنسوبة إلى الإسلام ومصادره وتاريخه. فقد اتسع اهتمام الاستشراق الإسرائيلي ليغطي شؤون العالم الإسلامي بأكمله( سياسية- اقتصادية- تاريخية – دينية.... إلخ)، إلا إنه اتسم ببعض السمات الخاصة التي ميزته عن غيره من اتجاهات أو مدارس الاستشراق الأخرى. أما فيما يتعلق بموضوعات الاستشراق الإسرائيلي فيمكن حصرها في التالي:-
1- دراسة وترجمة المصادر الأساسية للإسلام وأمهات الكتب الإسلامية:
اهتم المستشرقون الإسرائيليون بدراسة وترجمة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة باعتبارهما المصدرين الأساسيين للإسلام ويلعبان دورا أساسيا ومركزيا في الوجدان والفكر الديني لكل مسلم؛ لذلك نجد أن هناك ترجمتين عبريتين لمعاني القرآن الكريم صدرتا إبان مرحلة الاستشراق الإسرائيلي أولهما صدرت عام 1971 وقام بها "أهارون بن شيمش، وثانيهما أصدرتها جامعة تل أبيب في شهر مارس عام 2005 كباكورة سلسلة أعمال مترجمة لروائع الأدب العربي إلى العبرية التي تعتزم الجامعة إصدارها، وقام بها البروفيسور "أوري روبين" أستاذ الدراسات الإسلامية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب، وقد تميزتا بالتشويه وعدم الأمانة العلمية في النقل والترجمة، إضافة إلى ذلك نجد أن عددا من الجامعات ودور النشر الإسرائيلية المهتمة بالدراسات الاستشراقية قد قامت بترجمة عدد كبير من أمهات الكتب الإسلامية ذات الأهمية الكبرى في التراث الفكري والحضاري والتاريخي الإسلامي، ومن أمثلتها ترجمة كتاب "مقدمة في علوم التاريخ" (المقدمة) لابن خلدون والتي قامت بها مؤسسة "بياليك" للنشر في القدس عام 1997.
أما فيما يتعلق بالدراسات الإسلامية فقد كانت المستشرقة الإسرائيلية "حافا لاتسروس" الأستاذة السابقة بمعهد الدراسات الأفروآسيوية بالجامعة العبرية من أبرز المشتغلين في حقل الدراسات الإسلامية؛ فقد شرعت منذ سنوات الثمانيات من القرن الماضي في إعداد بحوث معمقة حول الخليفة "عمر بن الخطاب" لمعرفة دوره في الإسلام وتأثيره من الناحية الدينية لا السياسية، كما أن لها العديد من البحوث حول العبادات والشرائع في الإسلام من أمثلتها بحث "الحج عبر العصور" .
2- دراسة اللغة العربية وآدابها:
أولى الاستشراق الإسرائيلي أهمية بالغة بدراسة اللغة العربية وآدابها بل ولهجاتها أيضًا، وقد طبق المستشرقون الإسرائيليون المناهج اللغوية الحديثة في دراسة اللغة العربية ولهجاتها ، وكان من أبرز المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية في هذا المجال إرساء معهد الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية مشروع دراسي كبير لعمل سجل ضخم للشعر العربي القديم، وفي عام 1947 تم نشر قاموس عبري/ عربي كبير أُعد تحت إشراف "إيلون" و"ب. شنعار" الأستاذين في اللغة العربية بنفس المعهد بالجامعة العبرية. كما برز من المستشرقين الإسرائيليين في مجال دراسة الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث البروفيسور "مائير يعقوب كيستر" الذي حصل على جائزة إسرائيل عام 1981؛ حيث إن له الكثير من الأبحاث المهمة حول فترة الانتقال في الأدب العربي من العصر الجاهلي إلى الإسلامي .
في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى الاهتمام الإسرائيلي الكبير والمتزايد بالترجمة ليس من العربية إلى العبرية فقط وذلك في إطار الاهتمام العام بالدراسات الاستشراقية، بل أولت اهتمامًا بالغًا أيضًا بالترجمة من العبرية إلى جميع لغات العالم وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر مكن من الانتشار الثقافي الإسرائيلي على مستوى العالم. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك إنشاء معهد ترجمة الأدب العبري الحديث عام 1962 بهدف ترجمة روائع الأعمال الأدبية العبرية إلى جميع اللغات العالمية، حيث يضع المعهد برنامجا خاصا له لاختيار أفضل الأعمال الأدبية العبرية لكبار الأدباء والقيام بترجمتها إلى 64 لغة عالمية، بشكل يساعد على انتشارها بشكل كبير بجميع أنحاء العالم، كما يقوم بإعداد مقدمات للتراجم التي يقوم بإصدارها، إضافة إلى إصداره مجلة "الأدب العبري الحديث" وهي دورية أدبية نصف سنوية باللغة الإنجليزية تعني بشؤون الأدب العبري الحديث، وتهدف إلى مساعدة القارئ الأجنبي على التعرف على آخر المستجدات على الساحة الأدبية العبرية.
كما يقوم المعهد بإعداد بيبلوغرافيا كاملة حول الترجمات التي يقوم بإصدارها سنويا والتي تحتوي على أكثر من 43000 عملا مترجمًا إلى 64 لغة أجنبية عالمية، وغالبا ما تصدر هذه البيبلوغرافيا بالتزامن مع توزيع جوائز نوبل العالمية في الآداب. ويقوم المعهد أيضا بعرض إصداراته في معارض الكتاب العالمية مثل معارض "فرانكفورت" و"بولوجنا"، و"ليبر" في أسبانيا، و"القدس" و"براج" و"بكين" و"نيودلهي". إضافة إلى تخصيصه جائزة سنوية في ترجمة الأدب العبري إلى لغتين مختلفتين .
3- دراسة تاريخ المنطقة العربية (فلسطين) بشكل خاص:
لم تكن دراسة تاريخ المنطقة العربية محور اهتمام المستشرقين الغربيين فقط، بل الإسرائيليين أيضا، وبطبيعة الحال كانت (فلسطين) بتاريخها, وآثارها، وأنثروبولوجياتها، هي مركز اهتمام الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية. وكان الهدف الكامن وراء ذلك هو محاولة إعادة كتابة وتفسير تاريخ المنطقة العربية وفلسطين ومدينة القدس خاصة بشكل يؤصل للتواجد اليهودي المستمر بها منذ أقدم العصور؛ فعلى سبيل المثال نجد أن معهد "يد بن تسفي" للدراسات اليهودية التابع للجامعة العبرية يركز في معظم أبحاثه ودراساته على التاريخ اليهودي في فلسطين والقدس بشكل خاص، ومن أبرز إصدارته في هذا المجال كتاب (أبحاث ومصادر تاريخ طوائف إسرائيل في الشرق) لـ"مائير بنياهو" عام 1984، وكتاب "تطلعات الاستيطان اليهودي في شرقي الأردن 1781-1947" لـ"تسفي إيلان" والصادر عام 1985 .
كما نشرت الجامعة العبرية مجلدين ضخمين بعنوان:"العرب القدماء" يتحدث عن تاريخ العرب خلال الخمسة قرون من الألف الأولى قبل الميلاد، ويدرس العلاقات الخارجية التي قامت بين عرب المنطقة والإمبراطوريات القديمة في الشرق .
إضافة إلى ذلك نجد أن العلماء والباحثين والمفكرين الإسرائيليين المنتمين لما يسمى بـ"حركة المؤرخين الجدد" في إسرائيل قد أولوا اهتمامًا كبيرًا بدارسة تاريخ المنطقة العربية وفلسطين، لكن ليس بهدف التشويه والتزييف بل بهدف إظهار الحقائق وإنصاف الحق، ومن أمثلة أعمالهم كتاب השראלײם הראשונים الإسرائيليين الأوائل للمفكر "توم سجيف" والذي صدر عام 1984، وكان بمثابة أو دراسة تنشر في إسرائيل تحمل وجهة نظر تاريخية إسرائيلية مغايرة في أحداث 1948 فقد أظهرت مدى الظلم الذي وقع على الشعب العربي الفلسطيني ؛ حيث إن معظم كتابات أعضاء حركة المؤرخين الجدد جاءت لتثبت زيف دعاوى الصهيونية بالحق اليهودي في فلسطين ومحاولتها تزييف التاريخ الحقيقي للمنطقة العربية عامة وفلسطين خاصة، لذلك نجد أن عددا من أعضائها قد سعوا إلى الكشف عن وثائق تاريخية تثبت الحق العربي في فلسطين، الأمر الذي عرضهم إلى انتقادات شديدة من قبل الأوساط السياسية والأكاديمية في إسرائيل .
4- دراسة المجتمعات الإسلامية وحركات "الإسلام السياسي" الناشطة بها:
وجه المستشرقون الإسرائيليون جل اهتمامهم لدراسة المجتمع العربي عامة والفلسطيني خاصة، وطبقوا في ذلك العديد من المناهج التي استقوها من علوم إنسانية مختلفة، مثل "علم الاجتماع، علم الانثروبولوجيا ...."، وذلك في محاولة جادة منهم للتعرف على نظم المجتمع العربي والإسلامي ووحداته الاجتماعية وأنساقه المختلفة، كما اهتموا بشكل خاص بدراسة الأقليات الاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني والعلاقات بين هذه الأقليات واليهود في فلسطين .
ومن أبرز المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية في هذا المجال إعداد الجامعة العبرية مجلدين يضمان مجموعة من الأعمال الاستشراقية بعنوان "دراسات حول اليهودية والإسلام" تحت إشراف البروفيسور (بن عمي) يتناولان تاريخ المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام وفي اليمن والمغرب خاصة .
بالإضافة إلى ذلك فقد أولى الاستشراق الإسرائيلي اهتمامًا خاصًا بحركات (الإسلام السياسي) الناشطة بالمجتمعات العربية – الإسلامية، وعلى رأسها حركة (الإخوان المسلمين) التي نشأت في مصر وانتشرت في معظم البلدان العربية والإسلامية؛ وذلك لما لها من تأثير فكري وديني قوي داخل المجتمعات العربية والإسلامية؛ لذلك نجد أن قسم الدراسات الإسلامية واللغة العربية بكلية الآداب جامعة تل أبيب يخصص منهج دراسي كامل لدراسة هذه الحركة منذ نشأتها وحتى وقتنا الحالي، حيث أن هناك مادة تحمل عنوان: "دراسة في كتابات حركة الإخوان المسلمين في مصر" يقوم بتدريسها البروفيسور "يسرائيل شنتسرل" وتتناول دراسة عدد من مؤلفات "حسن البنا" مؤسس الحركة، و"سيد قطب" الذي يعد من أكبر أبرز مفكري الحركة، وفحص الأفكار الواردة بها .
5- دراسة الطوائف والفرق الإسلامية (الشيعة خاصة):
كما كان الاستشراق هو الجناح العلمي للاستعمار الغربي يوظفه لخدمته ولتحقيق أغراضه وأهدافه التي يأتي على رأسها تفريق وتقسيم الشرق العربي الإسلامي؛ فإن الاستشراق الإسرائيلي ركز هو الآخر بشكل كبير على دراسة الطوائف الإسلامية و(الشيعة) خاصة، والتي حاول التعظيم من شأنها كفرقة دينية ومن حجم تأثيرها داخل المجتمعات الإسلامية وذلك بهدف خلخلة الوحدة الدينية للمسلمين وتأجيج روح التمرد لدى الشيعة وتشجيعهم أكثر على الخروج عن الصف الإسلامي الواحد. ومن أمثلة الأعمال الاستشراقية الإسرائيلية الخاصة بدراسة الشيعة كتاب المستشرق "مارتن كرمر" الذي يحمل عنوان: (الشيعة، زمرة علي: احتجاج وثورة في الإسلام الشيعي) الذي صدر في تل أبيب عام 1985، ويركز فيه مؤلفه على أن السبب الحقيقي وراء ظهور الشيعة هو عدم تعيين النبي – صلى الله عليه وسلم - وريثًا له في الحكم، الأمر الذي أثار الفوضى بين جماعة المسلمين .
كما تم التركيز على دراسة التصوف الإسلامي وفرقه المختلفة، ولكن بشكل يظهر الضعف في العقيدة الإسلامية ويشوهها ويصورها على أنها عقيدة تدعو أصحابها للانعزال والرهبنة، الأمر الذي دفع الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب لنشر بيان في شهر فبراير عام 1986 يدين الأعمال الاستشراقية الإسرائيلية حول التصوف الإسلامي ويصفها بالمشوهة والمغرضة.
6- دراسة قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي:
تعد قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي بمثابة حجر الزاوية في الموضوعات محل اهتمام الأعمال الاستشراقية الإسرائيلية؛ وذلك باعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية التي دار حولها هذا الصراع منذ ظهور الحركة الصهيونية. فقد اهتم الاستشراق الإسرائيلي بالصراع مع الفلسطينيين وبكيفية إدارته؛ حيث تناول بالدراسة القوى السياسية داخل المجتمع الفلسطيني وعلى رأسها "منظمة التحرير الفلسطينية" كذلك الحركات القومية والإسلامية الفلسطينية مثل حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" وغيرها ، ويأتي على رأس المستشرقين الإسرائيليين الذين اهتموا بإعداد دراسات في مجالات الصراع العربي- الإسرائيلي المستشرق "يهوشفاط هركابي"، الذي له العديد من المؤلفات في هذا المجال منها: كتاب "مواقف العرب من النزاع العربي – الإسرائيلي" صدر في تل أبيب عام 1968، ويتألف من عشرة فصول، وكتاب "تيارات في السياسة والاجتماع العربي بعد حرب حزيران 1967" صدر في تل أبيب عام 1971، وكتاب "الاستراتيجيات العربية والاستجابات الإسرائيلية" صدر في نيويورك عام 1977، ويتألف من عشرة فصول .
ومن خلال الاستعراض السابق لموضوعات الاستشراق الإسرائيلي يمكن استخلاص السمات التي تميز بها عن المرحلتين السابقتين له من مراحل تطور المدرسة اليهودية في الاستشراق، والتي ميزته أيضا عن مدارس الاستشراق الغربية بشكل عام. ويمكن إجمالها فيما يلي:-
1- الامتداد والتكرار:
لاشك أن الاستشراق الإسرائيلي من حيث النشأة والتاريخ ما هو إلا امتداد للاستشراق اليهودي والصهيوني، إضافة إلى إنه متأثر بشكل كبير بالاستشراق الغربي حيث وقع في نفس أزماته ومشاكله، خاصة المتعلقة منها بالشبهات الاستشراقية حول الإسلام ومصادره؛ لذلك فإن موضوعاته وأطروحاته بل وكثير من أهدافه اتسمت بتكرار موضوعات وأطروحات كل من الاستشراق اليهودي والصهيوني والغربي، ومن أمثلة ذلك شبهة رد الإسلام لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية، كذلك القول بإنسانية القرآن وأنه نص له تاريخ وتطبيق منهج نقد الكتاب المقدس عليه الذي استخدم في الغرب لنقد نصوص العهد القديم والأناجيل؛ فعلى سبيل المثال نجد أن الترجمتين العبريتين لمعاني القرآن الكريم اللتين أعدتا في مرحلة الاستشراق الإسرائيلي كررتا إلى حد كبير نفس الأخطاء الواردة في الترجمات العبرية السابقة لهما. لذلك فإنه من غير المبالغة القول بأن دور الاستشراق الإسرائيلي كان بمثابة الـ"الاستمرارية" للدور الاستشراقي اليهودي بشكل خاص والدور الاستشراقي الغربي بشكل عام.
2- الازدواجية اللغوية:
اتسمت الأعمال الاستشراقية الإسرائيلية بالازدواجية اللغوية بمعنى أنها كُتبت بأكثر من لغة ولم تقتصر على العبرية (اللغة الرسمية الأولى في إسرائيل)؛ فهناك العديد من الأعمال الاستشراقية الإسرائيلية كتبت بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية إضافة إلى العبرية.
3- الارتباط بالمؤسسات السياسية والأمنية والتعليمية الرسمية في إسرائيل:
بات من المعروف أن معظم المستشرقين الإسرائيليين على صلة وثيقة بالأجهزة الأمنية والسياسية والتعليمية في إسرائيل، فعلى سبيل المثال نجد أن المستشرق الإسرائيلي البارز" يهوشفاط هركابي" يوصف بأنه مفكر استراتيجي له حضوره على المستويين الإسرائيلي والخارجي، وتستعين به المؤسسات والشخصيات القيادية في إسرائيل في اتخاذ القرارات المصيرية؛ فقد قدم استشارات متعددة لبعض الوزارات الإسرائيلية (الخارجية – التعليم- الدفاع) ولجنة الخارجية والأمن بالكنيست، كما دعته رئيسة الوزراء "جولدا مائير" قبل وبعد حرب أكتوبر 1973 لاستشارته وتقييم الأوضاع .
علاوة على ذلك فإننا نجد أن معظم الجهات والمؤسسات الإسرائيلية المهتمة بالدراسات الاستشراقية إما داخل مؤسسات تعليمية أو أمنية أو سياسية إسرائيلية أو على ارتباط بها .
4- غلبة الطابع السياسي:
إذا كان الاستشراق اليهودي قد تميز بأنه استشراق (ديني)، في حين تنوعت اهتمامات الاستشراق الصهيوني بين الدينية والسياسة والتاريخية، فإن الاستشراق الإسرائيلي تميز بغلبة الطابع السياسي عليه؛ حيث إن معظم اهتماماته وموضوعاته التي تناولها بالدراسة كانت سياسية وحتى الدينية منها أو اللغوية أو الأدبية أو التاريخية تم استخدامها وتطويعها لخدمة أغراض سياسية، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ما أورده البروفيسور "أوري روبين" صاحب أحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم صدرت في إسرائيل عام 2005 في تعليقات وهوامش ترجمته من بعض الإسقاطات السياسية على آيات القرآن الكريم ولاسيما المتعلقة منها بالقتال والجهاد وعلاقة المسلمين بأهل الكتاب .
ثالثا: أهداف الاستشراق الإسرائيلي وسبل مواجهته:
تنوعت أهداف الاستشراق الإسرائيلي ما بين الدينية والسياسية والتاريخية، لكن نظرا لارتباطه بـ"إسرائيل" ككيان سياسي فقد كانت غالبية أهدافه سياسية بحتة تصب جميعها في صالح تدعيم التواجد الإسرائيلي في المنطقة. ويمكن إجمال هذه الأهداف فيما يلي:
1- تشويه المصادر الأساسية للإسلام والتشكيك فيها:
يعد هذا الهدف من الأهداف المشتركة بين الاستشراق اليهودي والصهيوني والإسرائيلي والغربي؛ فكل هذه المدارس أو المراحل الاستشراقية حاولت قدر إمكانها تشويه المصادر الأساسية للإسلام (القرآن الكريم، الحديث الشريف) للتشكيك في مدى مصداقيتها وصحتها؛ فالنجاح في ذلك معناه في النهاية النجاح في القضاء على الدين الإسلامي. وبالنسبة للاستشراق الإسرائيلي فقد لجأ إلى محاولة تشويه القرآن الكريم والتشكيك في مصادره، وكانت أبرز وسائله في ذلك إعداد ترجمات عبرية "غير أمينة" و"مشوه" لمعاني القرآن الكريم، وتزويدها بحواشي وهوامش ترد المادة القرآنية لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية.
2- إعادة كتابة تاريخ المنطقة العربية لتأصيل التواجد اليهودي في فلسطين:
بذل الاستشراق الإسرائيلي الكثير من المجهودات العلمية لإعادة كتابة تاريخ المنطقة العربية بشكل عام وفلسطين ومدينة القدس بشكل خاص؛ وذلك لتأصيل التواجد اليهودي في فلسطين، والتأكيد على أنها بمثابة المركز الديني والسياسي لليهود على مر التاريخ. ومن أجل تحقيق هذا الهدف قامت الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية بإعادة تفسير أحداث التاريخ القديم والوسيط والحديث بشكل يزيف أحداثه ويشوه حقائقه ويغير من شخوصه .
3- تشويه صورة الشخصية والمجتمعات العربية:
ركزت الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية على دراسة الشخصية والمجتمعات العربية وذلك من أجل وضع الخطط العلمية اللازمة للقضاء على إيجابياتها وإبراز سلبياتها وتقديم المجتمعات العربية للعالم على أنها مجتمعات تتكون من مجموعة من الهمج والمتطرفين والبدو الرحل الذين ليست لهم جذور في المنطقة، وبالتالي الوصول للهدف الرئيس للحركة الصهيونية و من ثم إسرائيل والمتمثل في استخدام ديباجات علمية وأكاديمية للترويج للشعار الصهيوني – الإسرائيلي القائل بأن العرب ليس لهم أي حق في أي شيء وأن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
4- تقديم خدمات علمية للطرف الإسرائيلي في إدارته لقضايا الصراع العربي- الإسرائيلي:
تعد قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي بمثابة المحور الأساسي في الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية؛ حيث أن الاستشراق – كما ذكرنا – هو الجناح العلمي لحركات الاستعمار، وإسرائيل ما هي إلا شكل استعماري جديد من أشكال الاستعمار الأوروبي القديمة؛ لذلك فإن الاستشراق يمثل بالنسبة لإسرائيل صمام أمان استراتيجي وسياسي لا غنى لها عنه نظرا لقيامه بتقديم المجهودات العلمية والأكاديمية لصناع القرار الإسرائيليين حول القضايا المختلفة المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، علاوة على تقديمه كم هائل من المعلومات حول جميع الشؤون العربية والإسلامية، الأمر الذي يمثل إفادة كبيرة بالنسبة لإسرائيل للتعرف عن قرب على البلدان العربية والإسلامية. لذلك فلا عجب أن ينظر للمجهودات الاستشراقية داخل إسرائيل على أنها مجهودات ذات بعد قومي أمني استراتيجي، فعلى سبيل المثال نجد أن الكثير من المؤلفات لواحدة من أبرز المستشرقين الإسرائيليين وهي "حفا لاتسروس" قامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بترجمة عدد من كتبها من الإنجليزية إلى العبرية وإعادة إصدارها، ومنها كتاب "الإسلام: خطوط عريضة"عام 1980 وكتاب "أحاديث أخرى عن الإسلام" عام 1985.
***************
من خلال ما سبق تتضح الخطورة الكبيرة التي تشكلها المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية على البلدان العربية والإسلامية بل على الإسلام ومصادره الأساسية، الأمر الذي يجعل من الضروري للغاية اعتماد استراتيجية إسلامية متكاملة لمواجهتها وذلك من خلال الشروع في خطة طموحة وطويلة الأمد تتكون من شقين، أولهما: استحداث أقسام ومعاهد دراسات جديدة داخل كليات الآداب وللغات والدراسات الإنسانية والدينية متخصصة في الشؤون الإسرائيلية واللغة العبرية ونقد المجهودات الاستشراقية اليهودية بشكل عام والإسرائيلية بشكل خاص، وما يتعلق بها من دراسات وعلوم مختلفة سواء اجتماعية أو تاريخية ودينية، وذلك بالتوازي مع تخصيص أقسام منفصلة داخل الوزارات السيادية ذات الطابع الأمني والاستراتجي مثل وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والتربية والتعليم والثقافة تكون مهمتها متابعة المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية ونقدها والرد عليه. وثانيهما: توفير الإمكانات اللازمة لإعداد مشاريع ثقافية وأكاديمية ضخمة لحصر ووصف الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية المليئة بالشبهات والأخطاء حول الإسلام وشؤون البلدان العربية والإسلامية، فلا ضير من إعداد موسوعة إسلامية تحت عنوان: "حصر ونقد الشبهات الاستشراقية الإسرائيلية حول الإسلام والبلدان الإسلامية".
**********************
الهوامش :
1- إدوارد سعيد، الاستشراق ، المعرفة، السلطة، الانشاء ، تعريب : كمال أبو ديب ، مؤسسة الأبحاث العربية ، بيروت 1988 ص 37.
2 - أحمد عزب، رؤية إسلامية للاستشراق ، المنتدى الإسلامي، لندن 1991 ص7.
3 - أحمد محمود هويدي (د): مدخل إلى الاستشراق ومدارسه، بدون ناشر، القاهرة 2004 ص5.
4 - المعجم الحديث مادة (ش. ر. ق).
5- المعجم الوسيط باب الشين، مادة ( ش. ر. ق).
6- محمد خليفة حسن (دكتور): المدرسة اليهودية في الاستشراق، مجلة رسالة المشرق، الأعداد 1-4، المجلد 12، القاهرة 2003، ص 45.
קולברג איתן: קוראן، האנציקלופדיה העברית כללית יהודית וארץ ישראלית، חברה להוצאת אנציקלופדיות، ירושלים 1974، כרך 4.
8- محمد خلفية حسن(د)، المرجع السابق، ص 64-65.
- Error 404 | הפקול×ک×” ל×‍דעי הרוח
sadan-adab.com/publications.htm
11- للاستزادة عن الأدب العبري الحديث ومدارسه ومراحله واتجاهاته يمكنك العودة على سيبل المثال إلى "زين العابدين محمود أبو خضرة ( دكتور) تاريخ الأدب العبري الحديث ، بدون ناشر ، القاهرة 2000
Walid Saleh. IN SEARCH OF A COMPREHENSIBLE QURAN: A SURVEY OF SOME RECENT SCHOLARLY WORKS. Bulletin of the Royal Institute for Inter-Faith Studies 5, no. 2 (Autumn/Winter 2003) : 143-162.-
13-احتج من صنف "روبين" تبعا للمدرسة الألمانية في الاستشراق بانتهاجه أسلوبًا علميا دقيقا في دراسته للعناصر القرآنية مركزًا على الرصينة منها مثل مفاهيم ومصطلحات "الصمد، المزمل، المدثر"، إضافة إلى فهمه للقرآن الكريم عامة في ضوء معرفته بالتراث الديني الإسلامي المبكر واعتماده في ذلك على منهج "التحليل النصي" الذي عُرف عن المستشرق الألماني "وانسبروج" انتهاجه. ومع ذلك يمكن القول أن استخدام"روبين" لمنهج دقيق علميا لا يعني بالضرورة انتمائه لمدرسة استشراقية بعينها اتسمت بذلك، حيث أن هذه السمة تعود بالأساس لعوامل شخصية تختلف من باحث لباحث حسب شخصيته وإمكانياته العلمية وخلفياته الثقافية فالتزام الاستشراق الألماني بالدقة العلمية في الدراسات الشرقية يعود بالأساس إلى طبيعة الشخصية الألمانية(أنظر: أحمد محمود هويدي (د): مدخل إلى الاستشراق ومدارسه، بدون ناشر، القاهرة 2004، ص 110)، أما المستشرق "هركابي" فمن نسبه للمدرسة الأمريكية للاستشراق تعلل بارتباطه الوثيق بالمؤسسات العلمية والأمنية والسياسية والأمريكية وبالتالي تأثره بمنهج الاستشراق الأمريكي في دراسة الشؤون العربية، إلا أن هذا التأثر لا يعني هو الآخر بالضرورة نسبته إلى مدرسة معينة فأي باحث في أي مجال من الممكن أن يتأثر بأي اتجاه علمي أو مدرسة فكرية سواء عن عمد أو بدون عمد، كما أن ارتباطه هو بالأساس بمؤسسات بحثية وأمنية وسياسية إسرائيلية أكثر من الأمريكية إضافة إلى أن جميع مجهوداته سخرت بالأساس لخدمة إسرائيل سياسيًا وعلميا دون غيرها فقد شغل عدة مناصب علمية واستشارية في مؤسسات سيادية إسرائيلية طوال فترة حياته، إضافة إلى أن إشكالية تعددية لغة المستشرقين الإسرائيليين التي ميزت معظم إنتاجهم الاستشراقي الذي كتب بأكثر من لغة غير العبرية،وخروج الاستشراق الإسرائيلي من وسط أحضان الاستشراق الغربي (الأوروبي) جعل من تأثر المستشرقين الإسرائيليين بمدارس الاستشراق الغربي ضرورة علمية وسمة أساسية في أعمالهم العلمية، وعلى الرغم من ذلك فإن الاستشراق الإسرائيلي تميز بموضوعاته وسماته وأهدافه الخاصة التي هدفت جميعها لخدمة إسرائيل ككيان سياسي. وبناء على ذلك فإن تأثر غالبية المستشرقين الإسرائيليين بمدارس الاستشراق الغربية المختلفة كان واضحا وبارزا أكثر من تأثرهم بالشرق لكن هذا لا يعني - في ظني- نفي وجود سمات وموضوعات وأهداف خاصة للمستشرقين الإسرائيليين ميزتهم عن غيرهم من المستشرقين، الأمر الذي يدفع للقول بوجود "مدرسة استشراقية إسرائيلية" مستقلة بذاتها من حيث السمات والموضوعات والأهداف لكنها تأثرت بالمدارس الغربية ووقعت في كثير من أخطائها وأزماتها.
14-إبراهيم عبد الكريم: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، دار الجليل للنشر والتوزيع، عمان 1992، ص 186،187.
15-محمد خلفية حسن(د)، المرجع السابق، ص 76-77.
16- إبراهيم عبد الكريم، مرجع سابق ص 179-181.
17- للاستزادة حول أنشطة هذا المعهد يمكنك الدخول على موقعه بشبكة الانترنت ×”×‍כו×ں ל×ھרגו×‌
18 إبراهيم عبد الكريم، مرجع سابق ص 108،109، وللاستزادة حول أنشطة هذا المعهد يمكنك الدخول على موقعه بشبكة الانترنت יד ב×ں צבי, ×گרץ ישר×گל, ×‍כו×ں ב×ں צבי לחקר קהילו×ھ ישר×گל ב×‍זרח, ×‍כו×ں לחקר ×گרץ ישר×گל ויישובה, גופי ×—×™×ו×ڑ, בי×ھ ×،פר ללי×‍ודי ירושלי×‌, לי×‍ודי ירושלי×‌,
19- إبراهيم عبد الكريم ، نفس المرجع، ص 184.
20- هي حركة فكرية إسرائيلية ظهرت في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973 وما أعقبها من صعود حزب الليكود (يمين) لأول مرة للحكم في إسرائيل عام 1977، حيث ظهرت في مجال العلوم الاجتماعية في إسرائيل مجموعة من الباحثين والمفكرين أعلنت تحديها للمشروع الصهيوني في إسرائيل، بل وشككوا في وجود إسرائيل ذاتها؛ مؤكدين أن الصهيونية ما هي إلا صورة من صور العنصرية( أنظر: محمد محمود أبو غدير (د): إسرائيل ما بعد الصهيونية: مجلة رسالة المشرق ، المجلد الرابع، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة 1998، محمد سعيد عبد الظاهر(د): مدرسة المؤرخين الجدد في إسرائيل، رسالة المشرق المجلد العاشر، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة 2001).
21-محمد سعيد عبد الظاهر(د): مدرسة المؤرخين الجدد في إسرائيل، مجلة رسالة المشرق، المجلد العاشر، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة 2001، ص 185.
22- نفس المرجع، ص 191-198.
23- محمد خليفة حسن(د) ، المرجع السابق، ص 75.
24- إبراهيم عبد الكريم ، نفس المرجع، ص 184-185.
26 - ÷هٌّé نçهâ ىىéîهمé نٍّلéْ هنàٌىàي - ْùٍ"ل, نô÷هىèن ىîمٍé نّهç, àهًéلٌّéèْ ْى àلéل
26- محمد جلاء إدريس(د)، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة 2003، ص 144.
27- إبراهيم عبد الكريم، المرجع السابق، ص 190-196.
28- إبراهيم عبد الكريم، المرجع السابق، ص 537-540.
29 - إبراهيم عبد الكرم، مرجع سابق ، 537-540.
30 - أعد الباحث الفلسطيني "إبراهيم عبد الكريم" دراسة وافية حول المؤسسات المهتمة بأبحاث الاستشراق والصراع لدى إسرائيل، يمكن العودة إليها للاستزادة في هذا الموضوع.
- אורי רובין :תרגום מערבית והוסיף הערות;נספחים ומפתח،אונברסיטת תל אביב ההוצאה לאור، מרץ 2005.
32- محمد خليفة حسن(د) ، المرجع السابق، ص 69-71.
****************
المصادر المراجع

أولا: باللغة العربية:
1- المعجم الوسيط.
2- المعجم الحديث.
3- إبراهيم عبد الكريم: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، دار الجليل للنشر والتوزيع، عمان 1992.
4- أحمد عزب، رؤية إسلامية للاستشراق، المنتدى الإسلامي، لندن 1991.
5- أحمد محمود هويدي (د): مدخل إلى الاستشراق ومدارسه، بدون ناشر، القاهرة 2004.
6- إدوارد سعيد، الاستشراق، المعرفة، السلطة، الإنشاء ، تعريب : كمال أبو ديب ، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1988.
7- زين العابدين محمود أبو خضرة (دكتور) تاريخ الأدب العبري الحديث، بدون ناشر، القاهرة 2000
8- محمد جلاء إدريس(د)، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة 2003.
9- محمد خليفة حسن (د): المدرسة اليهودية في الاستشراق، مجلة رسالة المشرق، الأعداد 1-4، المجلد 12، القاهرة 2003.
10- محمد سعيد عبد الظاهر(د): مدرسة المؤرخين الجدد في إسرائيل، رسالة المشرق، المجلد العاشر، مركز الدراسات الشرقية ، القاهرة 2001.
11- محمد محمود أبو غدير (د): إسرائيل ما بعد الصهيونية: مجلة رسالة المشرق، المجلد الرابع، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة 1998.
ثانيًا: باللغات الأجنبية:
1- Saleh, Walid. IN SEARCH OF A COMPREHENSIBLE QURAN: A SURVEY OF SOME RECENT SCHOLARLY WORKS. Bulletin of the Royal Institute for Inter-Faith Studies 5, no. 2 (Autumn/Winter 2003) : 143-162.
ثالثًا: باللغة العبرية:
1-אורי רובין :תרגום מערבית והוסיף הערות;נספחים ומפתח،אונברסיטת תל אביב ההוצאה לאור، מרץ 2005.
2- קולברג איתן: קוראן، האנציקלופדיה העברית כללית יהודית וארץ ישראלית، חברה להוצאת אנציקלופדיות، ירושלים 1974، כרך 4.
رابعًا: مواقع الانترنت:
1-www.tau.ac.il/humanities/vip/Rubin-Uri.htm
2- sadan-adab.com/publications.htm
3-www.tau.ac.il/humanities/yedion/courses/arabic.html
4- יד ב×ں צבי, ×گרץ ישר×گל, ×‍כו×ں ב×ں צבי לחקר קהילו×ھ ישר×گל ב×‍זרח, ×‍כו×ں לחקר ×گרץ ישר×گל ויישובה, גופי ×—×™×ו×ڑ, בי×ھ ×،פר ללי×‍ודי ירושלי×‌, לי×‍ודי ירושלי×‌,
5- ×”×‍כו×ں ל×ھרגו×‌
 
هل هناك من متتبع للأنشطة الاستشراقية بالجامعة العبرية؟؟؟

هل هناك من متتبع للأنشطة الاستشراقية بالجامعة العبرية؟؟؟

يوجد في الجامعة العبرية بالقدس ـ فك الله أسرها ـ لفيف من (الأساتذة)المشتغلين في مجال الاستشراق بنوعيه: الاستشراق الكلاسيكي المهتم بالتراث والاستشراق الصحافي المشتغل بالحركات الاسلامية، ويهمني هنا الأول.
فقد درج هؤلاء على تنظيم مؤتمرات دولية على شكل Forum تحت عنوان (الجاهلية والاسلام) على شارك فيها مستشرقون من فلسطين المحتلة وأوربا وأمريكا...ومن هؤلاء الأوربيين:الفرنسي الدومينكاني كلود جيليو والألمانية أنجليكا نويفرت واطلاعي محدود بما بما تم التعريف به من أعمال هذين الأخيرين في بعض الدوريات الأوربية المتخصصة ...مثل عرض عن (قبلة الصلاة) قدمته نويفرت في صيغة تفسير موضوعي لآيات القرآن سعت فيه لمجاملة مضيفيها بتكلف الاستدلال على دعوى أن القرآن أخذ تشريع القبلة عن يهود الجزيرة العربية...
ولا أدري هل تنشر أعمال هذه المؤتمرات في فلسطين حررها الله أم لا؟ فهل من مطلع...؟
 
الاخ العزيز الغالي الاستاذ عبد الرزاق هرماس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشكر لكم جزيل الشكر اهتمامكم بموضوع بحثي
والحقيقة انا لا اعرف من اين وكيف تكون الاجابة على استفسارتكم فهي تحتاج للكثير والكثير من الرد والكلام مما يضيق المقام عنه
ولا شك يا اخي انا متابع جيد بحكم تخصصي على مدار سنوات طويلة للانشطة الاستشراقية الإسرائيلية سواء داخل المؤسسات الاستشراقية الإسرائيلية ومنها الجامعات او خارجها.
وبشكل ادق بخصوص استسفارتكم، فبالنسبة للمنتديات والمؤتمرات الاستشراقية الإسرائيلية المهتمة بالشؤون الاسلامية " الكلاسيكية" فهي كثيرة ومتنوعة، ووفق معلوماتي المؤكدة والموثوق منها كل الثقة، فان آخر هذه الانشظة ما تقوم به البروفيسورة الالمانية زابينه شميكته المتخصصة في شؤون الاسلام بالعصور الوسطى من مشروع بحثي بالشراكة مع جامعة تل ابيب الاسرائيلية، حول يهود العصور الوسطى، وهذا المشروع يتكون من عدة انشطة منها المؤتمرات والايام الدراسية والملتقيات العلمية، ومن المقرر ان ينتهي في ديسمبر القادم وقد بدأ في اوائل سبتمبر الجاري.
ويحتل البروفيسور الاسرائيلي اوري روبين uri rubin مكان الصدارة من بين المستشرقين الإسرائيليين المعاصرين المختصين بالشؤون الاسلامية الكلاسيكية، وكان آخر اصدارته كتاب عن سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام في الفكرين الاسلامي والغربي، وله ابحاث معتبرة حول المفاهيم القرآنية وحول القبلة في الاسلام. وله عدة ابحاث عن الاسم والقرآن قد امدك بها ان اردت.
اود اشلاارة الى ان هذه الاعمال تطبع بالتاكيد في اسرائيل، لكن الحصول عليها ليس بالسهولة بما كان، كما ان هذه الاعمال يشارك بها في مؤتمرات علمية دولية كبرى في اوروبا، واليكم رابط الجامعة العبرية قد يفيدكم في مزيد من المتابعة
×”×گוניבר×،×™×ک×” העברי×ھ בירושלי×‌ | The Hebrew University of Jerusalem |
اخي العزيز ارجو قد اكون حققت لو افادة بسيطة لكم، والحقيقة لا يمكن كتابة كل ما امتلك من متابعات ومعلومات فهي كثيرة جدا، اسأل الله العلي القدير ان يوفقنا الى تدشين مشروع بيبلوجرافي حول الانشطة الاستشراقية الإسرائيلية كي تعم الافادة. وساكون جد سعيد لو تواصلت معي عبر الايميل الموجود في سيرتي الذاتية المنشورة على هذا الموقع المبجل الواعد الموقر.
تحية لك ولكل اهل المغرب احبابي، واصحاب احلى الذكريات في حياتي
 
تعقد الندوة الدولية المسماة بـ(من الجاهلية إلى الإسلام) ، بمعنى فترة الانتقال ، كل ثالث سنة في الجامعة العبرية بالقدس . عقدت الندوة ١٢ في العام الماضي . وجدير بالذكر أن المحاضرات التي لا تستغرق أكثر من ٣٠ دقيقة تتناول موضوعات أكثر نطاقا ولا تتركز على فترة الانتقال فحسب غير أنها لا تخرج من الاستشراق الكلاسيكي . عدد المشاركين من الداخل والخارج يتراوح ما بين ٢٥ إلى ٣٠ شخصا . المحاضرات كلها موضوع النقاش والحوار النقدي في الجلسات اليومية . وتنشر المشاركات في المجلة التابعة للجامعة:
Jerusalem Studies in Arabic and Islam
باللغات الانجليزية (وهي الأغلب) ،الألمانية والفرنسية . يمكن الحصول على هذه المجلة من طريق الاشتراك أو من طريق شراء الأجزاء المرغوب فيها . ( وهنا أرى بعض الصعوبات عند إرسالها من الطريق البريدي إلى الدول العربية...).
الرابط المذكور أعلاه لا ينفع كثيرا في هذا الموضوع .

أما ما ذكرتم ، يا أستاذ هرماس ، بظنكم بـ(مجاملة مضيفي نويويرت) فلا أساس له من قريب أو بعيد . كل محاضر مسؤول عما يلقي على الناس من أفكاره ونتائج أبحاثه وهو قد يكون مقبولا مشكورا أو مرفوضا في النقاش العلمي مشكورا أيضا .
 
هل أصبحت الجامعة العبرية قلعة متقدمة للدراسات الشرقية؟؟؟

هل أصبحت الجامعة العبرية قلعة متقدمة للدراسات الشرقية؟؟؟

حين أثير موضوع (قسم الدراسات الشرقية والافريقية) بالجامعة العبرية كان من أغراض اثارته الاشارة الى أنه الآن القلعة المتقدمة للدراسات الاستشراقية،وهذا ما يوحي به تتبع الأنشطة الحديثة للمؤسسات الاستشراقية العريقة في منطقة الشرق الأوسط.
ففرنسا التي استطاعت أن تؤسس عددا من هذه المؤسسات تراجعت خلال الأعوام القليلة الماضية...،فأغلقت وزارتها في الخارجية (المعهد الفرنسي للدراسات العربية) بدمشق الذي أسسته 1922م و(المعهد الفرنسي للآثار بالشرق الأوسط) المؤسس 1946 ونقلت (مركز الدراسات والأبحاث الشرق أوسطية) الذي أسسته عام 1977 في بيروت الى دمشق،ليصبح اسمه الحالي(المعهد الفرنسي للشرق الأوسط) ابتداء من 2003م لكن النشاط تحول من (الاستشراق الكلاسيكي)الى الاستشراق(الصحافي)...رغم أن خزانة المعهد الأصلي تعتبر من أغنى خزائن دمشق بالذخائر من كتب التراث العربي،ولم يبق للمستشرقين الكلاسكيين الفرنسيين سوى (معهد الرهبان الدومنيكان للدراسات الشرقية ) بالقاهرة ولا زال نشيطا.
أما الاستشراق الألماني فأعتقد أن مؤسسته العتيدة (المعهد الألماني للآثار) بالقاهرة الذي طبع الكثير من عيون كتب التراث قد أدركه الهرم...،أما (معهد الشرق )الألماني في بيروت فربما تضاءلت أنشطته منذ انتقال مديرته السابقة أنجليكا نويفريت الى برلين...
وهذا الواقع منح لقسم الدراسات الشرقية بالجامعة العبرية بالقدس حررها الله مكان المقدمة - في منطقة الشرق الأوسط طبعا - حتى أن مؤتمراته أصبحت تستقطب أعلام المستشرقين الأوربيين والأمريكيين على السواء...
 
جهد طيب
لم تتم تغطية الموضوع من كل جوانبه...
على سبيل المثال هناك مستشرقين إسرائيليين استوطنوا الولايات المتحدة، ولاؤهم لإسرائيل أكثر من ولائهم لأي جنسية تجنسوها
مارتن كرامر المستشرق الذي صبغ الدراسات الدولية بالنظرة الصهيونية
لن نجد أثرا لأمثاله في الدراسة
حبذا لو تتتبع هذا لأن الحاجة ماسة لدراسة ذلك
إضافة متميزة لم ينتبه إليها من قبل
وفقك الله
 
عودة
أعلى