عبدالكريم عزيز
New member
الاستدلال في التفسير ، محاضرة للدكتور نايف بن سعيد بن جمعان الزهراني .
بحكم تخصص الشيخ في هذا المجال ، حيث كتب فيه بحوثا ودراسات ، جاءت المحاضرة مركزة وغنية بالأفكار المتعلقة بالموضوع ، مما جعلني أسجل بعض الفقرات متتبعا ومستأنسا كباقي الحضور الكريم . كما أُذَكِّر أن هذه المشاركة لا تغني عن سماع المحاضرة ، لذا أحث المتتبعين على ذلك ، والله المستعان.
أورد السيد المحاضر أن أول أمر يتطرق إليه هو التنقل بين أمرين جليلين خطرين ، وهما :
الأول : أجل العلوم علوم التفسير
الثاني : أهم المباحث في مناهج العلوم هو (منهج النظر والاستدلال) ، الذي به تتميز العلوم . فلكل علم منهجه في التلقي والفهم والنظر والاستدلال ، وبه يستقل العلم بنفسه ويتميز عن غيره من العلوم ؛ فعلم اللغة له منهجه في النقل والتلقي والفهم والنظر ، وكذلك علم التاريخ ، وكذلك علم الحديث والفقه ، وهكذا .. وبالعلم بمنهج النظر والاستدلال يتفاضل العلماء في كل علم . فليس الفقيه - كما تعلمون – بالذي ينقل أقوال غيره من الفقهاء ، هذا مقلد وليس فقيها . إنما الفقيه من يمتلك قوة علمية تُؤهله وتمكنه من استخراج الحكم بنفسه ، وهنا يكون فقيها وليس مقلدا . وكذلك الأمر في التفسير . فليس المفسر على الحقيقة من يحفظ معاني الآيات ، وينقلها عن غيره دون بصر بمآخذها ، وما تثبت به ، وما يصح منها وما يُقبل ولماذا قُبِل ، وما يبطل منها وما يُرد ولماذا يُرد ، وما يُقدم من الأدلة وما يُؤخر ، والمعتبر منها وغير المعتبر . الحافظ الناقل فقط مشارك في التفسير وليس مفسرا . إنما المفسر من يمتلك آلة تُؤهله ، وقوة علمية تمكنه من معرفة المعنى بنفسه . وينسحب هذا المعنى أيضا على من وُصف بالمفسر لأنه ألف في التفسير ، وهذا موجود في كثير من الكتب التي ترجمت وكتبت في طبقات المفسرين ، يُكتب فيها من ألف في التفسير . كثير ممن يوصف بالمفسر لتأليفه تفسيرا ، لم يكتسب اسم المفسر إلا بعد أن ألف في التفسير ، وليس له فيه إلا النقل أو الاختصار ، ولو لم يؤلف كتابه ذلك لما كُتب في المفسرين . وليس الأمر كذلك في أهل التفسير الذين هم أهله . فإن أحدهم يكتسب اسم المفسر ، وتكتمل فيه آلته قبل أن يشرع في كتابة تفسيره . وإذا أردنا مثالا على هذا ، فأصح مثال وأجلاه وأظهره ابن جرير الطبري رحمه الله . فإنه اكتملت فيه آلة المفسر ، وانطبق عليه وصف المفسر قبل أن يشرع في تفسيره . فلما شرع فيه بعد ذلك تمت له فيه الإمامة . أما غيره فينقل من غيره في كتابه في التفسير ، أو يختصر من غيره ثم يظهر هذا الكتاب فيُقال فلان من المفسرين لأنه كتب في التفسير .
يتبع ..
بحكم تخصص الشيخ في هذا المجال ، حيث كتب فيه بحوثا ودراسات ، جاءت المحاضرة مركزة وغنية بالأفكار المتعلقة بالموضوع ، مما جعلني أسجل بعض الفقرات متتبعا ومستأنسا كباقي الحضور الكريم . كما أُذَكِّر أن هذه المشاركة لا تغني عن سماع المحاضرة ، لذا أحث المتتبعين على ذلك ، والله المستعان.
أورد السيد المحاضر أن أول أمر يتطرق إليه هو التنقل بين أمرين جليلين خطرين ، وهما :
الأول : أجل العلوم علوم التفسير
الثاني : أهم المباحث في مناهج العلوم هو (منهج النظر والاستدلال) ، الذي به تتميز العلوم . فلكل علم منهجه في التلقي والفهم والنظر والاستدلال ، وبه يستقل العلم بنفسه ويتميز عن غيره من العلوم ؛ فعلم اللغة له منهجه في النقل والتلقي والفهم والنظر ، وكذلك علم التاريخ ، وكذلك علم الحديث والفقه ، وهكذا .. وبالعلم بمنهج النظر والاستدلال يتفاضل العلماء في كل علم . فليس الفقيه - كما تعلمون – بالذي ينقل أقوال غيره من الفقهاء ، هذا مقلد وليس فقيها . إنما الفقيه من يمتلك قوة علمية تُؤهله وتمكنه من استخراج الحكم بنفسه ، وهنا يكون فقيها وليس مقلدا . وكذلك الأمر في التفسير . فليس المفسر على الحقيقة من يحفظ معاني الآيات ، وينقلها عن غيره دون بصر بمآخذها ، وما تثبت به ، وما يصح منها وما يُقبل ولماذا قُبِل ، وما يبطل منها وما يُرد ولماذا يُرد ، وما يُقدم من الأدلة وما يُؤخر ، والمعتبر منها وغير المعتبر . الحافظ الناقل فقط مشارك في التفسير وليس مفسرا . إنما المفسر من يمتلك آلة تُؤهله ، وقوة علمية تمكنه من معرفة المعنى بنفسه . وينسحب هذا المعنى أيضا على من وُصف بالمفسر لأنه ألف في التفسير ، وهذا موجود في كثير من الكتب التي ترجمت وكتبت في طبقات المفسرين ، يُكتب فيها من ألف في التفسير . كثير ممن يوصف بالمفسر لتأليفه تفسيرا ، لم يكتسب اسم المفسر إلا بعد أن ألف في التفسير ، وليس له فيه إلا النقل أو الاختصار ، ولو لم يؤلف كتابه ذلك لما كُتب في المفسرين . وليس الأمر كذلك في أهل التفسير الذين هم أهله . فإن أحدهم يكتسب اسم المفسر ، وتكتمل فيه آلته قبل أن يشرع في كتابة تفسيره . وإذا أردنا مثالا على هذا ، فأصح مثال وأجلاه وأظهره ابن جرير الطبري رحمه الله . فإنه اكتملت فيه آلة المفسر ، وانطبق عليه وصف المفسر قبل أن يشرع في تفسيره . فلما شرع فيه بعد ذلك تمت له فيه الإمامة . أما غيره فينقل من غيره في كتابه في التفسير ، أو يختصر من غيره ثم يظهر هذا الكتاب فيُقال فلان من المفسرين لأنه كتب في التفسير .
يتبع ..