الاختلاف في الوقف لاختلاف معنى الكلمة

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
قال الله عز وجل: وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ.
قال الداني في المكتفى: ومثله (أي: التمام) (وظنوا) إذا قدر بمعنى الكذب، فإن قدر بمعنى العلم فالتمام: (من محيص).
 
قال الله عز وجل: وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ.
قال الداني في المكتفى: ومثله (أي: التمام) (وظنوا) إذا قدر بمعنى الكذب، فإن قدر بمعنى العلم فالتمام: (من محيص).
السلام عليكم
أرى أن الظن هنا لا يحتمل أن يكون بمعنى الكذب قال صاحب الأضواء (قوله - تعالى - : وظنوا ما لهم من محيص .

الظن هنا بمعنى اليقين ; لأن الكفار يوم القيامة إذا عاينوا العذاب ، وشاهدوا الحقائق - علموا في ذلك الوقت أنهم ليس لهم من محيص ، أي ليس لهم مفر ولا ملجأ .

والظاهر أن المحيص مصدر ميمي ، من حاص يحيص بمعنى حاد وعدل وهرب .

وما ذكرنا من أن الظن في هذه الآية الكريمة بمعنى اليقين والعلم - هو التحقيق - إن شاء الله - ; لأن يوم القيامة تنكشف فيه الحقائق ، فيحصل للكفار العلم بها لا يخالجهم في ذلك شك ، كما قال - تعالى - عنهم أنهم يقولون يوم القيامة : ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون [ 32 \ 12 ] . وقال - تعالى - : أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا [ 19 \ 38 ] . وقال - تعالى - : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد [ 50 \ 22 ] . وقال - تعالى - : ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا [ 6 ] . وقد [ ص: 35 ] قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة " النمل " في الكلام على قوله - تعالى - : بل ادارك علمهم في الآخرة [ 27 \ 66 ] .

ومعلوم أن الظن يطلق في لغة العرب التي نزل بها القرآن على معنيين : أحدهما : الشك ، كقوله وإن الظن لا يغني من الحق شيئا [ 53 \ 28 ] . وقوله - تعالى - عن الكفار : إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين [ 45 \ 32 ] .

والثاني : هو إطلاق الظن مرادا به العلم واليقين ، ومنه قوله - تعالى - هنا : وظنوا ما لهم من محيص [ 41 \ 48 ] أي أيقنوا أنهم ليس لهم يوم القيامة محيص ، أي لا مفر ولا مهرب لهم من عذاب ربهم ، ومنه بهذا المعنى قوله - تعالى - : ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها [ 18 \ 53 ] أي أيقنوا ذلك وعلموه ، وقوله - تعالى - : الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون [ 2 \ 46 ] . وقوله - تعالى - : قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله [ 2 \ 249 ] . وقوله - تعالى - : فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه [ 69 \ 19 - 20 ] . فالظن في الآيات المذكورة كلها بمعنى اليقين . )
والله أعلم
والسلام عليكم
 
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح.
أردت فقط أن أنبه على أن الوقف قد يختلف لاختلاف المعنى بغض النظر على الراجح من أقوال المفسرين، وقد قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله "وظنوا" يحتمل ان يكون متصلا بما قبله، ويكون الوقف عليه، ويكون قوله "ما لهم من محيص" استئناف نفي ان يكون لهم منجى أو موضع روغان، يقول حاص الرجل: إذا راغ يطلب النجاة من شيء، ومنه الحديث: فحاصوا حيصة حمر الوحش الى الأبواب، ويكون الظن على هذا التأويل على بابه، أي ظنوا ان هذه المقالة "ما منا من شهيد" منجاة لهم او أمر يموهون به، ويحتمل ان يكون الوقف في قوله "من قبل" ويكون "وظنوا" متصلا بقوله "ما لهم من محيص" أي ظنوا ذلك ويكون الظن على هذا التأويل بمعنى اليقين، وبه فسر السدي.
وقال القرطبي: وَضَلَّ عَنْهُمْ" أي بطل عنهم" ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ" في الدنيا" وَظَنُّوا" أي أيقنوا وعلموا" ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ" أي فرار عن النار. و" ما" هنا حرف وليس باسم، فلذلك لم يعمل فيه الظن وجعل الفعل ملغى، تقديره: وظنوا أنهم مالهم محيص ولا مهرب. يقال: حاص يحيص. حيصا ومحيصا إذا هرب. وقيل: إن الظن هنا الذي هو أغلب الرأي، لا يشكون في أنهم أصحاب النار ولكن يطمعون أن يخرجوا منها. وليس يبعد أن يكون لهم ظن ورجاء إلى أن يؤيسوا.
 
ما تفضل به أخي سمير هو مثال واضح لإحدى حالات احتمال الآية لأكثر من معنى، وهو ما يتعلق بالوقف والابتداء وما يظهر بحسبه من معانٍ جديدة محتملة لا تظهر بغير ذلك.
وهذا النوع كغيره الحالات تتفاوت فيه المحتملات قوة وضعفا بحسب المرجحات الخارجية، لكن الغرض من المشاركة هو إبراز هذا النوع من المحتملات، والاستدلال عليها بقول لأحد الأئمة.
والإمام أبو عمرو من المحررين الذين عنُوا بإبراز هذه الفائدة.
ولعل الشيخ محمود لشنقيطي وغيره المشايخ الذين عنوا بمسائل الوقف والابتداء وعلاقتها بالتفسير =يفيدوننا بمزيد تفصيل جزاهم الله خيرا.​
 
بسم1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز للطرح والتوسع فيه فقد رأيت في المصاحف التي رُقِمَتْ على رواية قالون عن نافع في ليبيا أنه لا يوجد فيها الا علامات الوقف شكلها هكذا(صـ ) (حيث لايوجد وقف جائز أو لازم .....الخ)(وكذلك في مصاحف المملكة المغربية على رولية ورش) واستوقفتني عدة آيات أذكر منها في سورة [الذاريات:18،17]
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الوقف على { قليلا} والمعنى أنهم كانو من القلة القليلة الذين لاينامون طول الليل يتعبدون ،اما في حال عدم الوقف على { قليلا} كما في رواية حفص عن عاصم فالمعنى أنهم كانوا يتعبدون ليلا ولكن ينامون فترة قليلة .
وآية أخرى{ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (25) من سورة المائدة
الوقف في رواية قالون على {نفسي} وعلى{ أخي} والمعنى أن موسى لا يملك إلا نفسه ,كذلك أخوه هارون لا يملك إلا نفسه أما في رواية حفص فلا وقف .والمعنى أن موسى لايملك إلا نفسه ونفس أخيه هارون
هذا على سبيل المثال لا الحصر فالأمثلة كثيرة وفرق المعاني فيها رائعة (قرآن لا تنقضي عجائبه)
 
عودة
أعلى