أحمد علي الصريه
New member
في هذه الآية نرى الاحتباك (علم البديع):
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ﴾ [آل عمران: 3:13]
1 ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ في الأول والمعنى: "فِئَةٌ مُؤْمِنَةٌ"، لكن لم يذكر كلمة "مُؤْمِنَةٌ".
ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ في الثاني والمعنى: "وَأُخْرَىٰ فِئَةٌ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم"، لكن لم يذكر كلمة "فِئَةٌ".
ذكر الضد وحذف مقابله وترك ذلك للقارئ ليقدره.
2 ذكر ﴿فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ في الأول.
لم يذكر عكس القتال في سبيل الله، والمعنى: "وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ يَرَوْنَهُم"، لكن لم يذكر "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ".
الكلمات التي ننظر إليها:
1 ﴿فِئَةٌ﴾ و "فِئَةٌ"
2 "مُؤْمِنَةٌ" و ﴿كَافِرَةٌ﴾
3 ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ و"تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"
الآن قد يسأل سائل: لماذا ذكر في الأولى ﴿فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ لكنه لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ"، وفي الثاني ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لم يذكر "فِئَةٌ" ولا "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"؟
أجيب وأقول:
1 ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ للمؤمنين أكثر فائدة من ذكر "فِئَةٌ" للكفار لأن المؤمنين هم أحسن من الكفار. إذن، ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ للفريق الإيجابي أفضل.
2 ذكر ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ سبيل الحق الإيجابي أكثر فائدة من ذكر السبيل السلبي إذا كنت لديك الخيار بين ذكر واحد من السبيلين فقط. لا قيمة ل "سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"، إسقاطها في الكلام هو إسقاطها في الواقع:
﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَٰطِلُ إِنَّ الْبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: 17:81]
3 لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ" لكنه ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لأنّه
أولا: لو ذُكر "مُؤْمِنَةٌ" ولم يذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لكان هناك إشكال في المعنى، ولكان أصعب الفهم بأن الفئة الثانية كافرة، فهنا ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ أكثر أهمّية لسبب إزالة الإشكال والتوضيح.
ثانيا: لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ" لأنه ذكر الصفة العليا ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾، فاكتفى القرآن بذكر ذلك، ولا حاجة في ذكر صفة "مُؤْمِنَةٌ" لأنه يُفهم أنّ الفئة ستكون مؤمنة إذا كانت ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أصلا.
وللاحتباك فائدة كبير، غير المثال الذي ذكر، وهو اقتصار الكلام بدون ضياع المعنى المهمَ:
الكلمات في الآية بدون أسلوب الاحتباك، قد يقول قائل بأن الكلام زاد بدون فائدة:
الكلمات الزائدة:
1 "مُؤْمِنَةٌ"
2 "فِئَةٌ"
3 "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"
"قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ فِئَةٌ كَافِرَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ"
الآية الأصلية:
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ﴾ [آل عمران: 3:13]
هذا مثال من الأمثلة الكثيرة من إعجازات القرآن علينا أن نتدبّرها.
مصدر جيد:
https://www.youtube.com/watch?v=UJSNvYU7mLw&list=PLpho5aD11t7a-jmArI4eZ_hh3VXJXaFrM&index=19
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ﴾ [آل عمران: 3:13]
1 ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ في الأول والمعنى: "فِئَةٌ مُؤْمِنَةٌ"، لكن لم يذكر كلمة "مُؤْمِنَةٌ".
ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ في الثاني والمعنى: "وَأُخْرَىٰ فِئَةٌ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم"، لكن لم يذكر كلمة "فِئَةٌ".
ذكر الضد وحذف مقابله وترك ذلك للقارئ ليقدره.
2 ذكر ﴿فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ في الأول.
لم يذكر عكس القتال في سبيل الله، والمعنى: "وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ يَرَوْنَهُم"، لكن لم يذكر "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ".
الكلمات التي ننظر إليها:
1 ﴿فِئَةٌ﴾ و "فِئَةٌ"
2 "مُؤْمِنَةٌ" و ﴿كَافِرَةٌ﴾
3 ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ و"تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"
الآن قد يسأل سائل: لماذا ذكر في الأولى ﴿فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ لكنه لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ"، وفي الثاني ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لم يذكر "فِئَةٌ" ولا "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"؟
أجيب وأقول:
1 ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ للمؤمنين أكثر فائدة من ذكر "فِئَةٌ" للكفار لأن المؤمنين هم أحسن من الكفار. إذن، ذكر ﴿فِئَةٌ﴾ للفريق الإيجابي أفضل.
2 ذكر ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ سبيل الحق الإيجابي أكثر فائدة من ذكر السبيل السلبي إذا كنت لديك الخيار بين ذكر واحد من السبيلين فقط. لا قيمة ل "سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"، إسقاطها في الكلام هو إسقاطها في الواقع:
﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَٰطِلُ إِنَّ الْبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: 17:81]
3 لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ" لكنه ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لأنّه
أولا: لو ذُكر "مُؤْمِنَةٌ" ولم يذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ لكان هناك إشكال في المعنى، ولكان أصعب الفهم بأن الفئة الثانية كافرة، فهنا ذكر ﴿كَافِرَةٌ﴾ أكثر أهمّية لسبب إزالة الإشكال والتوضيح.
ثانيا: لم يذكر "مُؤْمِنَةٌ" لأنه ذكر الصفة العليا ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾، فاكتفى القرآن بذكر ذلك، ولا حاجة في ذكر صفة "مُؤْمِنَةٌ" لأنه يُفهم أنّ الفئة ستكون مؤمنة إذا كانت ﴿تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أصلا.
وللاحتباك فائدة كبير، غير المثال الذي ذكر، وهو اقتصار الكلام بدون ضياع المعنى المهمَ:
الكلمات في الآية بدون أسلوب الاحتباك، قد يقول قائل بأن الكلام زاد بدون فائدة:
الكلمات الزائدة:
1 "مُؤْمِنَةٌ"
2 "فِئَةٌ"
3 "تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"
"قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ فِئَةٌ كَافِرَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ"
الآية الأصلية:
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ﴾ [آل عمران: 3:13]
هذا مثال من الأمثلة الكثيرة من إعجازات القرآن علينا أن نتدبّرها.
مصدر جيد:
https://www.youtube.com/watch?v=UJSNvYU7mLw&list=PLpho5aD11t7a-jmArI4eZ_hh3VXJXaFrM&index=19