محمد كالو
New member
- إنضم
- 30/03/2004
- المشاركات
- 297
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
- الإقامة
- تركيا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تمت يوم الأحد 28/11/2010م مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان: ( الاتجاه اللغوي المنحرف في التفسير في العصر الحاضر). مقدمة من الطالب السوري/ الأخ الفاضل عبد الله إبراهيم المغلاج. في قاعة كلية الدراسات العليا- جامعة أم درمان الإسلامية.
لجنة المناقشة والحكم:
1- البرفسور الطاهر أحمد عبد القادر مشرفاً ورئيساً
2- د. محمد حسن عبد الرحمن مناقشاً داخلياً
3- د. قاسم بشرى حميدان مناقشاً خرجياً
وقد أجيز الباحث بدرجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة.
ألف مبارك لأخي الفاضل عبد الله نيله للدكتوراه وجعلها حافزاً له لمزيد من العطاء وخدمة للقرآن الكريم.
خاتمة الرسالة، وفيها أهم النتائج والتوصيات:
وختاماً لهذا الجهد يمكننا أن نسجل النتائج التالية:
* الانحراف له تاريخ قديم، تبدى مع نشأة الفرق والمذاهب المخالفة، ولا ينقطع ما دامت هناك رغبة في الخروج على منهج الله والانتصار للهوى.
* من أهم أسباب الانحراف: اتباع الهوى، والانتصار للمذهب الفاسد.
* عظَم حرمة التفسير وتأويل النص القرآني، فلا يُقدم على ذلك إلا من استكمل العدة المطلوبة، ونحن نعجب من جرأة بعض المعاصرين على تأويل القرآن دون ضوابط، يدفعهم الهوى ومحاولة تثبيت الأفكار المنحرفة المسبقة.
* الدعوة إلى القراءة المعاصرة للقرآن (فهم القرآن حداثياً) أي تبني نظريات وأدوات ومناهج غربية في فهم النص، وتجاوز الأدوات والمناهج التراثية العربية، كان في النصف الثاني من القرن العشرين، بعد سقوط الشيوعية في بلدها الأم (الاتحاد السوڤييتي)، وهذا أحد أسباب ظهورها.
* أصحاب القراءات المعاصرة لا يخرجون عن فلَك الاستشراق ودائرة المستشرقين، من حيث المبادئ والأهداف والنتائج، وإن اختلفت الوسائل والأدوات؛ وعلى هذا فلا يُعدّون من المجتهدين الذين يؤجرون أجرين على الصواب وأجراً على الخطأ.
* الأمور التي يعترضون عليها هي الأمور التي يعترض عليها الغرب على الإسلام، مثل تحريم الخمر، والرق، والحجاب، وإقامة الحدود كحد الشرب وحد الردة، كما يحاولون التشكيك في أصول الإسلام ومصادره مثل التشكيك بثبوت القرآن وقراءاته وجمْعه، والتشكيك بالسنة بحجة أنها تعرضت للوضع.
* أصحاب القراءات المعاصرة لم يكتبوا تفسيراً كاملاً، وإنما اكتفوا بتأويل بعض الآيات، التي يرون الحديث عنها يشوش أفكار المسلمين تجاهها. وكتابة تفسير منهم أمر غير وارد في خطتهم؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك ولا يُحسنونه، وعندها يُفتضح أمرهم حتى عند عامة الناس.
* يرى كثير من الباحثين أن هذه القراءات غايتها تشويش أفكار المسلمين، وإشغال أهل العلم بالردود عليهم، وإعاقتهم عن عملية الإصلاح. وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن ينبغي أن نعلم أنه ليس كل ما جاء به أصحاب القراءات المعاصرة يوضع في سلة واحدة، ويُحكم عليه حكْماً واحداً، فنحن لا نعدم أن نجد في ركامهم جوهرة تضيء، ونجماً يلمع في ليل بهيم، ولعلنا وجدنا من الخير في شرهم الكثير، ما نبهونا إليه من محاولة الاستفادة من المناهج الغربية وأدوات فهم النصوص، وعلى رأس ذلك الدراسات اللسانية، وإن كانوا هم لم يستطيعوا توظيفها توظيفاً صحيحاً؛ فالمسلم يأخذ من الآخرين أفضل ما عندهم ويضيفه إلى رصيده، ولعل الدراسات القرآنية المقبلة تأخذ من هذه العلوم ما يصلح منها للدراسات القرآنية، ويوافق النص القرآني، وتضيفه إلى الدراسات البلاغية واللغوية السابقة، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا للإسهام بشيء من هذا الجهد، خدمة للقرآن الكريم وعلومه.
* ذكرت كثيراً من النتائج المتعلقة بدراسات محمد أبو القاسم حاج حمد في ختام الباب الثالث، فلا أعيدها هنا خشية الإطالة والتكرار.
* كان من آثار هذا الاتجاه:
أ. الدعوة إلى تمجيد العقل، وتقديمه على نصوص الوحي؛ لذلك يتوجهون لاتهام الأدلة الشرعية التي لا توافقهم، ولا يتوجهون لاتهام عقولهم يوماً واحداً.
ب. الدعوة إلى تمييع الإسلام وأحكامه باسم (التطوير والعصرنة والحداثة).
ج. تعطيل دلالات النصوص القرآنية، وخاصة نصوص الحدود والأحكام.
د. محاولة نزع القداسة عن نصوص الوحي، وزعزعة الثقة بها في صفوف المسلمين.
هـ. المساواة بين القرآن وبين النصوص الأخرى، مع تجاهلهم المصدر الرباني للقرآن.
و. تشويش عقول المسلمين بالشبهات، وتشكيكهم بأسس دينهم.
ومن أهم توصيات هذه الأطروحة:
* العمل على متابعة ورصد هذا الاتجاه، ودراسته وبيان أخطائه وأخطاره، على مختلف المستويات، وأفضلُ الردود ما كان في بيان خطأ المنهج المتبع لديهم، فإذا بان خلل المنهج، تهاوى ما بُني عليه.
* أن يوكل هذا العمل إلى لجان متنوعة الاختصاصات؛ لأن شبهاتهم متنوعة، فمنها العقيدية والفقهية والأصولية واللغوية والتفسيرية والتاريخية والفلسفية وهكذا...
* أن يكون في مقررات قسم التفسير-في كليات أصول الدين- مقرر التفسير اللغوي ومن مفرداته: علم الدلالة العربي والغربي، واللسانيات، ولسانيات الخطاب؛ ليتعرف الطالب على نبذة موجزة عن هذه العلوم ومناهجها، فلا يردها كلها، كما لا يقبلها كلها، وإنما يتخير منها أحسنها وأقربها إلى النص القرآني.
* العمل على إقامة دراسة جادة تقعّد لعلم اللسانيات القرآنية، مستفيدة من النظريات والمناهج المعاصرة، مثل لسانيات الخطاب والدراسات اللسانية عموماً، معتمدة بشكل رئيس على تراثنا اللغوي والتفسيري والأصولي.
وأذكّر هنا بنص قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) 1426هـ/2005م رقم (146)، بخصوص القراءات المعاصرة، وقد جعل أحد محاور مؤتمره في تلك الدورة: (القراءة الجديدة للقرآن والنصوص الدينية)، ونصّ القرار:
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) من 30 صفر إلى 5 ربيع الأول 1426هـ/الموافق 9–14نيسان (أبريل) 2005م، بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، قرر ما يأتي:
أولاً: إن ما يسمى بالقراءة الجديدة للنصوص الدينية، إذا أدت لتحريف معاني النصوص ولو بالاستناد إلى أقوال شاذة، بحيث تخرج النصوص عن الـمُجمع عليه، وتتناقض مع الحقائق الشرعية، يُعد بدعة منكرة وخطراً جسيماً على المجتمعات الإسلامية وثقافتها وقيمها، مع ملاحظة أن بعض حَمَلَة هذا الاتجاه وقعوا فيه بسبب الجهل بالمعايير الضابطة للتفسير، أو الهوَس بالتجديد غير المنضبط بالضوابط الشرعية.
وتتجلى بوادر استفحال الخطر في تبني بعض الجامعات منهج هذه القراءات، ونشر مقولاتها بمختلف وسائل التبليغ، والتشجيع على تناول موضوعاتها في رسائل جامعية، ودعوة رموزها إلى المحاضرة والإسهام في الندوات المشبوهة، والإقبال على ترجمة ما كتب من آرائها بلغات أجنبية، ونشر بعض المؤسسات لكتبهم المسمومة.
ثانياً: أصبح التصدي لتيار هذه القراءات من فروض الكفاية، ومن وسائل التصدي لهذا التيار وحسم خطره ما يلي:
ـ دعوة الحكومات الإسلامية إلى مواجهة هذا الخطر الداهم، وتجلية الفرق بين حرية الرأي المسؤولة الهادفة المحترمة للثوابت، وبين الحرية المنفلتة الهدامة، لكي تقوم هذه الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة مؤسسات النشر والمراكز الثقافية، والمؤسسات الإعلامية، والعمل على تعميق التوعية الإسلامية العامة، ومعرفة معايير الاجتهاد الشرعي، والتفسير الصحيح، وشرح الحديث النبوي، في نفوس النشء والشباب الجامعي.
ـ اتخاذ وسائل مناسبة (مثل عقد ندوات مناقشة)للإرشاد إلى التعمق في دراسة علوم الشريعة ومصطلحاتها، وتشجيع الاجتهاد المنضبط بالضوابط الشرعية وأصول اللغة العربية ومعهوداتها.
ـ توسيع مجال الحوار المنهجي الإيجابي مع حملة هذا الاتجاه.
ـ تشجيع المختصين في الدراسات الإسلامية لتكثيف الردود العملية الجادة ومناقشة مقولاتهم في مختلف المجالات، وبخاصة مناهج التعليم.
ـ توجيه بعض طلبة الدراسات العليا في العقيدة والحديث والشريعة، إلى اختيار موضوعات رسائلهم الجامعية في نشر الحقائق والردّ الجادّ على آرائهم ومزاعمهم.
ـ تكوين خلية عمل تابعة لمجمع الفقه الإسلامي بجدة، مع إنشاء مكتبة شاملة للمؤلفات في هذا الموضوع، ترصد ما نشر فيه والردود عليه، تمهيداً لكتابة البحوث الجادة، وللتنسيق بين الدارسين فيه، ضمن مختلف مؤسسات البحث في العالم الإسلامي وخارجه([1]).
تمت يوم الأحد 28/11/2010م مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان: ( الاتجاه اللغوي المنحرف في التفسير في العصر الحاضر). مقدمة من الطالب السوري/ الأخ الفاضل عبد الله إبراهيم المغلاج. في قاعة كلية الدراسات العليا- جامعة أم درمان الإسلامية.
لجنة المناقشة والحكم:
1- البرفسور الطاهر أحمد عبد القادر مشرفاً ورئيساً
2- د. محمد حسن عبد الرحمن مناقشاً داخلياً
3- د. قاسم بشرى حميدان مناقشاً خرجياً
وقد أجيز الباحث بدرجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة.
ألف مبارك لأخي الفاضل عبد الله نيله للدكتوراه وجعلها حافزاً له لمزيد من العطاء وخدمة للقرآن الكريم.
خاتمة الرسالة، وفيها أهم النتائج والتوصيات:
خاتمة البحث
وختاماً لهذا الجهد يمكننا أن نسجل النتائج التالية:
* الانحراف له تاريخ قديم، تبدى مع نشأة الفرق والمذاهب المخالفة، ولا ينقطع ما دامت هناك رغبة في الخروج على منهج الله والانتصار للهوى.
* من أهم أسباب الانحراف: اتباع الهوى، والانتصار للمذهب الفاسد.
* عظَم حرمة التفسير وتأويل النص القرآني، فلا يُقدم على ذلك إلا من استكمل العدة المطلوبة، ونحن نعجب من جرأة بعض المعاصرين على تأويل القرآن دون ضوابط، يدفعهم الهوى ومحاولة تثبيت الأفكار المنحرفة المسبقة.
* الدعوة إلى القراءة المعاصرة للقرآن (فهم القرآن حداثياً) أي تبني نظريات وأدوات ومناهج غربية في فهم النص، وتجاوز الأدوات والمناهج التراثية العربية، كان في النصف الثاني من القرن العشرين، بعد سقوط الشيوعية في بلدها الأم (الاتحاد السوڤييتي)، وهذا أحد أسباب ظهورها.
* أصحاب القراءات المعاصرة لا يخرجون عن فلَك الاستشراق ودائرة المستشرقين، من حيث المبادئ والأهداف والنتائج، وإن اختلفت الوسائل والأدوات؛ وعلى هذا فلا يُعدّون من المجتهدين الذين يؤجرون أجرين على الصواب وأجراً على الخطأ.
* الأمور التي يعترضون عليها هي الأمور التي يعترض عليها الغرب على الإسلام، مثل تحريم الخمر، والرق، والحجاب، وإقامة الحدود كحد الشرب وحد الردة، كما يحاولون التشكيك في أصول الإسلام ومصادره مثل التشكيك بثبوت القرآن وقراءاته وجمْعه، والتشكيك بالسنة بحجة أنها تعرضت للوضع.
* أصحاب القراءات المعاصرة لم يكتبوا تفسيراً كاملاً، وإنما اكتفوا بتأويل بعض الآيات، التي يرون الحديث عنها يشوش أفكار المسلمين تجاهها. وكتابة تفسير منهم أمر غير وارد في خطتهم؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك ولا يُحسنونه، وعندها يُفتضح أمرهم حتى عند عامة الناس.
* يرى كثير من الباحثين أن هذه القراءات غايتها تشويش أفكار المسلمين، وإشغال أهل العلم بالردود عليهم، وإعاقتهم عن عملية الإصلاح. وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن ينبغي أن نعلم أنه ليس كل ما جاء به أصحاب القراءات المعاصرة يوضع في سلة واحدة، ويُحكم عليه حكْماً واحداً، فنحن لا نعدم أن نجد في ركامهم جوهرة تضيء، ونجماً يلمع في ليل بهيم، ولعلنا وجدنا من الخير في شرهم الكثير، ما نبهونا إليه من محاولة الاستفادة من المناهج الغربية وأدوات فهم النصوص، وعلى رأس ذلك الدراسات اللسانية، وإن كانوا هم لم يستطيعوا توظيفها توظيفاً صحيحاً؛ فالمسلم يأخذ من الآخرين أفضل ما عندهم ويضيفه إلى رصيده، ولعل الدراسات القرآنية المقبلة تأخذ من هذه العلوم ما يصلح منها للدراسات القرآنية، ويوافق النص القرآني، وتضيفه إلى الدراسات البلاغية واللغوية السابقة، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا للإسهام بشيء من هذا الجهد، خدمة للقرآن الكريم وعلومه.
* ذكرت كثيراً من النتائج المتعلقة بدراسات محمد أبو القاسم حاج حمد في ختام الباب الثالث، فلا أعيدها هنا خشية الإطالة والتكرار.
* كان من آثار هذا الاتجاه:
أ. الدعوة إلى تمجيد العقل، وتقديمه على نصوص الوحي؛ لذلك يتوجهون لاتهام الأدلة الشرعية التي لا توافقهم، ولا يتوجهون لاتهام عقولهم يوماً واحداً.
ب. الدعوة إلى تمييع الإسلام وأحكامه باسم (التطوير والعصرنة والحداثة).
ج. تعطيل دلالات النصوص القرآنية، وخاصة نصوص الحدود والأحكام.
د. محاولة نزع القداسة عن نصوص الوحي، وزعزعة الثقة بها في صفوف المسلمين.
هـ. المساواة بين القرآن وبين النصوص الأخرى، مع تجاهلهم المصدر الرباني للقرآن.
و. تشويش عقول المسلمين بالشبهات، وتشكيكهم بأسس دينهم.
ومن أهم توصيات هذه الأطروحة:
* العمل على متابعة ورصد هذا الاتجاه، ودراسته وبيان أخطائه وأخطاره، على مختلف المستويات، وأفضلُ الردود ما كان في بيان خطأ المنهج المتبع لديهم، فإذا بان خلل المنهج، تهاوى ما بُني عليه.
* أن يوكل هذا العمل إلى لجان متنوعة الاختصاصات؛ لأن شبهاتهم متنوعة، فمنها العقيدية والفقهية والأصولية واللغوية والتفسيرية والتاريخية والفلسفية وهكذا...
* أن يكون في مقررات قسم التفسير-في كليات أصول الدين- مقرر التفسير اللغوي ومن مفرداته: علم الدلالة العربي والغربي، واللسانيات، ولسانيات الخطاب؛ ليتعرف الطالب على نبذة موجزة عن هذه العلوم ومناهجها، فلا يردها كلها، كما لا يقبلها كلها، وإنما يتخير منها أحسنها وأقربها إلى النص القرآني.
* العمل على إقامة دراسة جادة تقعّد لعلم اللسانيات القرآنية، مستفيدة من النظريات والمناهج المعاصرة، مثل لسانيات الخطاب والدراسات اللسانية عموماً، معتمدة بشكل رئيس على تراثنا اللغوي والتفسيري والأصولي.
وأذكّر هنا بنص قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) 1426هـ/2005م رقم (146)، بخصوص القراءات المعاصرة، وقد جعل أحد محاور مؤتمره في تلك الدورة: (القراءة الجديدة للقرآن والنصوص الدينية)، ونصّ القرار:
قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) من 30 صفر إلى 5 ربيع الأول 1426هـ/الموافق 9–14نيسان (أبريل) 2005م، بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، قرر ما يأتي:
أولاً: إن ما يسمى بالقراءة الجديدة للنصوص الدينية، إذا أدت لتحريف معاني النصوص ولو بالاستناد إلى أقوال شاذة، بحيث تخرج النصوص عن الـمُجمع عليه، وتتناقض مع الحقائق الشرعية، يُعد بدعة منكرة وخطراً جسيماً على المجتمعات الإسلامية وثقافتها وقيمها، مع ملاحظة أن بعض حَمَلَة هذا الاتجاه وقعوا فيه بسبب الجهل بالمعايير الضابطة للتفسير، أو الهوَس بالتجديد غير المنضبط بالضوابط الشرعية.
وتتجلى بوادر استفحال الخطر في تبني بعض الجامعات منهج هذه القراءات، ونشر مقولاتها بمختلف وسائل التبليغ، والتشجيع على تناول موضوعاتها في رسائل جامعية، ودعوة رموزها إلى المحاضرة والإسهام في الندوات المشبوهة، والإقبال على ترجمة ما كتب من آرائها بلغات أجنبية، ونشر بعض المؤسسات لكتبهم المسمومة.
ثانياً: أصبح التصدي لتيار هذه القراءات من فروض الكفاية، ومن وسائل التصدي لهذا التيار وحسم خطره ما يلي:
ـ دعوة الحكومات الإسلامية إلى مواجهة هذا الخطر الداهم، وتجلية الفرق بين حرية الرأي المسؤولة الهادفة المحترمة للثوابت، وبين الحرية المنفلتة الهدامة، لكي تقوم هذه الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة مؤسسات النشر والمراكز الثقافية، والمؤسسات الإعلامية، والعمل على تعميق التوعية الإسلامية العامة، ومعرفة معايير الاجتهاد الشرعي، والتفسير الصحيح، وشرح الحديث النبوي، في نفوس النشء والشباب الجامعي.
ـ اتخاذ وسائل مناسبة (مثل عقد ندوات مناقشة)للإرشاد إلى التعمق في دراسة علوم الشريعة ومصطلحاتها، وتشجيع الاجتهاد المنضبط بالضوابط الشرعية وأصول اللغة العربية ومعهوداتها.
ـ توسيع مجال الحوار المنهجي الإيجابي مع حملة هذا الاتجاه.
ـ تشجيع المختصين في الدراسات الإسلامية لتكثيف الردود العملية الجادة ومناقشة مقولاتهم في مختلف المجالات، وبخاصة مناهج التعليم.
ـ توجيه بعض طلبة الدراسات العليا في العقيدة والحديث والشريعة، إلى اختيار موضوعات رسائلهم الجامعية في نشر الحقائق والردّ الجادّ على آرائهم ومزاعمهم.
ـ تكوين خلية عمل تابعة لمجمع الفقه الإسلامي بجدة، مع إنشاء مكتبة شاملة للمؤلفات في هذا الموضوع، ترصد ما نشر فيه والردود عليه، تمهيداً لكتابة البحوث الجادة، وللتنسيق بين الدارسين فيه، ضمن مختلف مؤسسات البحث في العالم الإسلامي وخارجه([1]).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
* * *
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ موقع مجمع الفقه الإسلامي الدولي [URL="http://www.fiqhacademy.org.sa"]http://www.fiqhacademy.org.sa[/URL]