د محمد الجبالي
Well-known member
البخل ........... والإيمان
هل يجتمع البخل والإيمان في قلب مسلم؟
قال الله عز وجل:
(وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ)
فكأن الشح صفة أصيلة في النفس الإنسانية، ومن الناس من يقهرها ويتغلب عليها، ومنهم من تغلبه طبيعته، قال الله تعالى:
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ما أكثر الأحاديث التي تعوذ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من البخل!
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»
لقد قرَن النبي بين البخل وبين الفتن العظيمة: عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفي روايات أخرى جمعه وفتنة المسيح الدجال.
وجاء في الحديث الصحيح: « شر ما في رجل شُح هالع وجُبن خالع» .
والشُّحُّ هو البخل مع حرص شديد، فهو أشد من البخل وأعم.
أما اجتماع الإيمان والبخل في قلب امرئ فينفي هذا الاجتماع
ما رواه النسائي عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلَّم: ((ولا يجتمع شحٌّ وإيمان في قلب رجل مسلم أبدًا)) صححه الألباني.
والظاهر في الحديث بعد جمعه إلى حديث: (هل يكون المؤمن بخيلا؟ قال نعم) الظاهر نفي كمال الإيمان - والله أعلم - لكن الأمر خطير، فكأن الشح والبخل يطردان الإيمان من القلب، ولعل ذلك لأن حال الإيمان نقيض لحال الشح والبخل ، فالإيمان رحمة وبذل وعطاء وتضحية ، أما البخل فمنع وقسوة ، فهما نقيضان ، فأنى لهما أن يجتمعا؟!
وبيَّن ابن عبد الباقي الفرق بين البخل والشح قال: "الشح أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل وقيل هو البخل مع الحرص وقيل البخل في أفراد الأمور والشح عام وقيل الشح الحرص على ما ليس عنده والبخل بما عنده"
ولابن القيم كلام بديع في التفريق بين البخل والشح قال :
" الفرق بين الشحِّ والبخل: أنَّ الشحَّ هو شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله، وحبه، وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله، بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشحِّ، والشحُّ يدعو إلى البخل، والشحُّ كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحَّه، ومن لم يبخل فقد عصى شحَّه ووقي شرَّه."
رحم الله ابن القيم وشيخه رحمة واسعة.
والشح يحمل على العداء وسفك الدماء ويفضي إلى الهلاك
روى مسلم عن جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال: ((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ؛ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلُّوا محارمهم))
وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه"
ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يصلح للقيادة ؛
روى البخاري عن جَابِرٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قُلْنَا: جُدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ،
قَال صلى الله عليه وسلمَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ»
فإن خصلة البخل دليل على تجرد صاحب هذه الخصلة من كريم الخصال، فمن يبخل بقليل ماله لن يجود بما هو أعز من المال.
وكرم الأخلاق لا يجتمع والبخل ؛ لأن كرم الأخلاق يستلزم البذل والتضحية.
وأنى للبخيل أن يبذل ويضحي؟!
بقلم د. محمد الجبالي
هل يجتمع البخل والإيمان في قلب مسلم؟
قال الله عز وجل:
(وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ)
فكأن الشح صفة أصيلة في النفس الإنسانية، ومن الناس من يقهرها ويتغلب عليها، ومنهم من تغلبه طبيعته، قال الله تعالى:
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ما أكثر الأحاديث التي تعوذ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من البخل!
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»
لقد قرَن النبي بين البخل وبين الفتن العظيمة: عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفي روايات أخرى جمعه وفتنة المسيح الدجال.
وجاء في الحديث الصحيح: « شر ما في رجل شُح هالع وجُبن خالع» .
والشُّحُّ هو البخل مع حرص شديد، فهو أشد من البخل وأعم.
أما اجتماع الإيمان والبخل في قلب امرئ فينفي هذا الاجتماع
ما رواه النسائي عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلَّم: ((ولا يجتمع شحٌّ وإيمان في قلب رجل مسلم أبدًا)) صححه الألباني.
والظاهر في الحديث بعد جمعه إلى حديث: (هل يكون المؤمن بخيلا؟ قال نعم) الظاهر نفي كمال الإيمان - والله أعلم - لكن الأمر خطير، فكأن الشح والبخل يطردان الإيمان من القلب، ولعل ذلك لأن حال الإيمان نقيض لحال الشح والبخل ، فالإيمان رحمة وبذل وعطاء وتضحية ، أما البخل فمنع وقسوة ، فهما نقيضان ، فأنى لهما أن يجتمعا؟!
وبيَّن ابن عبد الباقي الفرق بين البخل والشح قال: "الشح أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل وقيل هو البخل مع الحرص وقيل البخل في أفراد الأمور والشح عام وقيل الشح الحرص على ما ليس عنده والبخل بما عنده"
ولابن القيم كلام بديع في التفريق بين البخل والشح قال :
" الفرق بين الشحِّ والبخل: أنَّ الشحَّ هو شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله، وحبه، وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله، بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشحِّ، والشحُّ يدعو إلى البخل، والشحُّ كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحَّه، ومن لم يبخل فقد عصى شحَّه ووقي شرَّه."
رحم الله ابن القيم وشيخه رحمة واسعة.
والشح يحمل على العداء وسفك الدماء ويفضي إلى الهلاك
روى مسلم عن جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال: ((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ؛ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلُّوا محارمهم))
وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه"
ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يصلح للقيادة ؛
روى البخاري عن جَابِرٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قُلْنَا: جُدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ،
قَال صلى الله عليه وسلمَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ»
فإن خصلة البخل دليل على تجرد صاحب هذه الخصلة من كريم الخصال، فمن يبخل بقليل ماله لن يجود بما هو أعز من المال.
وكرم الأخلاق لا يجتمع والبخل ؛ لأن كرم الأخلاق يستلزم البذل والتضحية.
وأنى للبخيل أن يبذل ويضحي؟!
بقلم د. محمد الجبالي