الإيمان بالملائكة: لماذا ؟

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
هل الملائكة مفردات في بنية ذهنية ترتبط بمرحلة محددة من تطور الوعي الإنساني، كما ادعى احد الحداثيين؟
أم تسلية للمسلمين لتأليف القصص من نسج خيال يقوم على جمع معلومات من القرآن والروايات والاسرائيليات، فنكتب هذا اسمه ميكائيل عرضه كذا وطوله كذا، ومن اسماءه الاخرى، وانه يفعل هذه وتلك؟
بمعنى آخر: هل ذكر الملائكة من عدم ذكرهم سيان، لا فرق؟
لماذا تستحق الملائكة هذه المكانة العظيمة من الإيمان: الركن الثاني من أركان الإيمان؟
إن الثقافة الشعبية أو التدين الشعبي أو الإسلام الثقافي الفلكلوري يهتم بالجنون والعفاريت والشياطين، على مستويات عدة من تأليف القصص الشفهية عبر التعابير الشعبية إلى الألوف المؤلفة من "الأطباء" المتخصصين في إخراج الجن من الإنسان، وهذا بينما الجن العفاريت لم تنفرد بركنية ما في أركان الإيمان، فلماذا؟
كيف يمكن تلقيح الثقافة الشعبية بمضادات الجنون لتخرج من ظلمات محاربة الجنون إلى نور استحضار الملائكة؟

ما أهمية الإيمان بالملائكة للفكر والعمل والأخلاق؟

راجع أهمية الإيمان بالملائكة وعلاماته النفسية والاجتماعية والخلقية لمحمود فتوح سعدات.
 
السلام عليكم
قد تسهل الاجابة عن السؤال :
[FONT=&quot]ما أهمية الإيمان بالملائكة للفكر والعمل والأخلاق؟

لكن [/FONT]
[FONT=&quot]السؤال[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT]
[FONT=&quot]لماذا تستحق الملائكة هذه المكانة العظيمة من الإيمان: الركن الثاني من أركان الإيمان؟[/FONT]
[FONT=&quot]لم يُجب عنه !
هذا ما وجدته فى كتاب الدكتور سعدات .
وجُل ماقيل - الوحي - الاستغفار لمن فى الأرض - ... الخ - كان دورهم بعد خلق الانسان ، ولم يتم التطرق لدورهم قبل خلق الانسان ،[/FONT]
 
لكن
السؤال : لم يُجب عنه !

الواجبات كلها أساسية وكذلك المعلوم من الدين بالضرورة رغم نسبيته لكنه شيء أساسي، إلا أنها ليست من الكليات عند المقارنة بالأركان. الايمان بالجن لم يرد في أركان الإيمان، لكن افرد الايمان بالملائكة لارتباطه بالجانب العملي، الى درجة انه اذا فقدت الشعور بهذا الايمان بالملائكة فسوف تسقط في الغفلة وبالتالي سهولة الانزلاق والانزياح لأنك تنسى مثلا {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد , ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} الآية. ثم هذا الايمان يتضمن الكفر بابليس وقد يكون قويا لكن المهم ان لا يكون اقوى منك وهذا ما يحملك على التنافس لأنك تستحضر الملائكة فاذا بك تتذكر مثلا انها سجدت لك وبهذا الشعور تتحصل عندك الطاقة التي تعمل بها الكفر بابليس، وبالشيطان او الشر عموما، فتستعيد الثقة بالنفس في كل لحظة.
 
بسم1
السلام عليكم:
لايوجد تأثير توجيهي مباشر للملائكة في حياة الانسان سواءاً سلبي او ايجابي(أي انَّ الملائكة لايعلمون الناس الخير كما لايعلمونهم الشر) ويستثنى من هذا الكلام حالتين
احدهما :الوحي المنزل على الرسل
والثانية: ماذكر في سورة البقرة(وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ).ونلاحظ في هذه الاية مايلي:
1.يعلمان الناس الشر وليس الخير؛فالخير مرتبط فطريا بالله ومن يعلم الخير يكون قريبا من الله وهذه الفتنة قد اخذت بكثير من الناس باتخاذهم الانبياء او الصالحين او الاولياء شركاء.
2.انهم قد قالوا للناس انهم فتنة اي بينوا جانب الشر وهذا يختلف عن دعوة الشيطان الذي يزين للانسان الشر.
فما ذكر عن الملائكة انهم كرام كاتبين ويفعلون مايؤمرون بينما الشيطان له تأثير سلبي مباشرعلى حياة الانسان وذلك عن طريق الوسوسة.
ومن هنا نلاحظ استحضار الشيطان والتعوذ منه في كثير من العبادات؛بينما لايوجد اي استحضار للملائكة في العبادات .ويمكن تفسير هذا الاختلاف في استحضار (الشر)وهو الشيطان وعدم استحضار الخير وهو الملائكة ان ذكر الملائكة في العبادات سيؤدي بالتدريج الى اعتبار الملائكة هم الواسطة الى الخير بين العبد والله سبحانه وتعالى وهذا سيؤدي الى الاشراك بالله.
بينما ذكر الشيطان بالسوء على انه رجيم والاستعاذة منه سيؤدي الى كراهة الشيطان واستحضار عداوته للانسان في كثير من الادعية و العبادات.
انَّ ما ذكر بان الشيطان قد اخذ حيزاً كبيراً في الفكر البشري هو من ارتباطه بالشر فاصبح كل شر يرتبط بالشيطان وهذا الشيء يختلف عن الملائكة حيث انَّ كل خير يرتبط بالله واذا ارتبط بالملائكة اصبح شرك كما هو الحال في بعض الاديان.
يقول سبحانه وتعالى في سورة ال عمران:
(وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80))
نلاحظ بعض الايات التي تناولت ذكر الملائكة بالتاثير على الانسان جاءت ضمن سياق خاص:
(بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)ال عمران).
نلاحظ هنا ان تأثير الملائكة كان بشكل غير مباشر بينما تأثير الشيطان يكون مباشراً على الانسان.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)فصلت
-قال بن كثير في تفسير هذه الاية:
وَقَوْلُهُ: {تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} قَالَ مُجَاهِدٌ، وَالسُّدِّيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَابْنُهُ: يَعْنِي عِنْدَ الْمَوْتِ قَائِلِينَ: {أَلا تَخَافُوا} قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَيْ مِمَّا تُقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ، {وَلا تَحْزَنُوا} [أَيْ] (2) عَلَى مَا خَلَّفْتُمُوهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ، وَمَالٍ أَوْ دَيْنٍ، فَإِنَّا نَخْلُفُكُمْ فِيهِ...)
ونقول انَّ في هذه الاية تطمين وليس تعليم من الملائكة.
اما بصدد لماذا كانت الملائكة احد اركان الايمان ولم يكن الشيطان احد اركان الايمان:
الايمان يستوجب التصديق بالقول والعمل فالايمان بالله يستوجب الايمان بوجوده تعالى وماانزله على رسله وكذلك بالنسبة للكتب فيستوجب الايمان بوجودها وما تضمنته هذه الكتب وهكذا ،واما ذكر الشيطان مع اركان الايمان فيستوجب الايمان به ومايقوله وما يفعله وهو عمل باطل فكيف الايمان به.
كما انَّ وجود الشيطان مع باقي اركان الايمان سيحرك في الانسان المسلم الشعور الفطري بالخوف من الشر(الشيطان)وبالتالي سيقود بعض ضعاف الايمان للخوف من الشيطان ويمكن ان يؤدي هذا الى عبادة الشيطان .
اما دور الملائكة قبل خلق الانسان فيتوضح بشكل جلي في قولهم:
(...قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك..)البقرة30
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....السلام عليكم...سبق لي ان كتبت الكثير من المواضيع والمشاركات أدعو أخواني وأخواتي في هذا الملتقى ان ينتبهوا الى ان هذا الملتقى ليس ملتقى للتعارف والمناسبات!!! انه ملتقى لاهل العلم بالقرآن الكريم فعلى من يكتب فيه يراعي هذه الخاصية ولا يأتي بكلام يناقض القرآن ويخالفه....ومن ذلك ما ذكره الدكتور الفاضل هشام بقوله التالي:
(لايوجد تأثير توجيهي مباشر للملائكة في حياة الانسان سواءاً سلبي او ايجابي(أي انَّ الملائكة لايعلمون الناس الخير كما لايعلمونهم الشر) ويستثنى من هذا الكلام حالتين)
الأستاذ الفاضل هذا الكلام يناقض القرآن والاحاديث الصحيحة وأدعوكم الى مراجعته وتصحيحه.....والله تعالى اعلم.
 
السلام عليكم :
اخي البهيجي ....
انَّ ماذكرته في مقالتي لم يكن عن اجتهاد شخصي بل ما قد فهمته من اطلاعي على كتب العقائد.فان كنتُ على خطأ ارجو تصويب مقالتي بذكرالدلائل التي تشير الى توجيه الملائكة المباشر لبني البشر( بافعلوا هذا ولاتفعلو هذا) عدا ماقد ذكرته من الاستثناء.بينما معلوم من القران والسنة بانَّ الشيطان له تأثير مباشر على البشر يقول سبحانه وتعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)الانعام).
يقول الامام القرطبي في تفسيره:
(يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) عبارة عما يوسوس به شياطين الجن إلى شياطين الإنس. وسمي وحيا لأنه إنما يكون خفية، وجعل تمويههم زخرفا لتزيينهم إياه، ومنه سمي الذهب زخرفا. وكل شي حسن مموه فهو زخرف. والمزخرف المزين. وزخارف الماء طرائقه.).
واما اذا قلنا بالتوجيه المباشر للملائكة لبني البشر فسنقع في تناقض فانَّ الملائكة يفعلون مايؤمرون من الله،اي ان التوجيه منهم سيكون وحيا من الله وهذا خاص بالانبياء والرسل وممن اجتبى من عباده،واذا قلنا توجيههم بالخير للبشر اجتهاداً خاصاً منهم فاذن هم يفعلون مايريدون وهذا القول باطل .
يقول تعالى:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)التحريم)
بارك الله فيك.
 
بارك الله فيكم، لكن نقطة الإختلاف بينكما ليست موضوعنا.
الموضوع سؤال أهمية (فائدة، أثر، مقتضى, ..) الإيمان بالملائكة تعبديا (شعائر وطقوس) ونفسيا (ذاتيا وجمعيا) وفكريا واجتماعيا وأخلاقيا وتربويا,.. الخ. فنعتمد على الجواب في محاولة الإجابة على السؤال التالي : لماذا تستحق الملائكة هذه المكانة العظيمة من الإيمان: الركن الثاني من أركان الإيمان؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاكما الله تعالى خيرا الأستاذ هشام والأستاذ شايب وبارك بكما ونفع...ولكي نعلم بالمفاهيم القرآنية حول أمر الملائكة أرجو من حضراتكم النظر بما يلي:
1- ان أمر الملائكة عظيم عند الله تعالى ولهذا فإنه سبحانه أمرنا ان نؤمن بوجودهم وبمكانتهم العالية عنده ومن الحكمة في ذلك هو ان نعلم ان لله تعالى خلقا عظيما يفوقنا عددا ويمتلك من الخصائص ما لا يملكها البشر وان هذا الخلق يعبد الله تعالى ولا يعصيه في أمر فحري بنا ان نعبده سبحانه ولا نعصيه، وانهم يدعون لنا ان يغفر لنا الله تعالى ويرحمنا فعلينا ان نحبهم ونحترم مكانتهم التي جعلهم الله تعالى بها.
2- ان الله تعالى قدر ان يكون الملائكة معنا في كل أمر ففي الحديث ان ملك عن يميننا يكتب الحسنات وملك عن شمالنا يكتب السيئات ، وان ملائكة يتعقبون زيارتنا في صلاة الفجر والعصر، وان من الملائكة من حارب مع الأنبياء وخاصة نبينا اللهم صل عليه وآله،
وان لكل منا قرين من الملائكة يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر.
3- وان لبعض الملائكة مهام تحتم علينا ان ندعو الله تعالى ان يهديهم الى البر بنا والدعاء لنا فإن منهم من ينزل بالعذاب فقد جاء بالاثر ان الله تعالى أمر جبريل ان يهلك قرية فقال جبريل: يارب فيها عبدك فلان يذكرك ويعبدك كثيرا فقال له سبحانه: به فابدأ كان لا يتمعر وجهه من رؤية المنكر....ففي هذه القصة شفع جبريل لكن لم تنفع شفاعته...
ونكمل لا حقا بإذن الله تعالى.
 
والله أعلم لأن الملائكة مقربون من الله سبحانه وتعالى يعبدونه ويؤمنون به على وجه يريده الله سبحانه وتعالى ، فالله سبحانه وتعالى قال
{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}

وهم أيضاً منوطون بأعمال عظيمة جليلة متعلقة ببقية أركان الإيمان (الرسل والكتب واليوم الآخر) ، ورحمة الله وعذاب الله . فكل هذه المعاني العظيمة والمرتبطة بالإنسان ارتباطاً وثيقاً لا تتجلى في نفس المؤمن إلا من خلال الإيمان بهم .






ملاحظة: مع الأخ البهيجي في الرد على الدكتورهشام اللهم إلا إن كان الدكتور يريد معنى مختلفاً لظاهر كلامه.
 
بارك الله فيكم، لكن نقطة الإختلاف بينكما ليست موضوعنا.
الموضوع سؤال أهمية (فائدة، أثر، مقتضى, ..) الإيمان بالملائكة تعبديا (شعائر وطقوس) ونفسيا (ذاتيا وجمعيا) وفكريا واجتماعيا وأخلاقيا وتربويا,.. الخ. فنعتمد على الجواب في محاولة الإجابة على السؤال التالي : لماذا تستحق الملائكة هذه المكانة العظيمة من الإيمان: الركن الثاني من أركان الإيمان؟



السلام عليكم،
شكرا على الموضوع الكريم،
الإيمان هنا تعنى التصديق بما جاء عنهم فى القرآن،
نؤمن بالملائكة،

فها نحن المسلمين نؤمن بكل الرسل من نوح الى محمد عليهم السلام،ولا نفرق بين أحد منهم، رغم أننا لا نعلم ولا نمارس الشعائر التعبدية لنوح ولموسى وليعقوب ولعيسى،

ونؤمن بالكتب السماوية رغم أنه جاء ذكر عنها أنه حرّفت كلمها عن مواضعها،
 
السلام عليكم :
استدراكاً لما ذكرته سابقاً عن انَّ الملائكة ليس لها تأثيرتوجيهي مباشر على الانسان فقد اعدت النظر في هذا القول ولم احصل الاّ بعض الادلة التي تذكر بوجود تأثير للملائكة على عباد الله الصالحين(لمة الملك) سأوردها لكم :
1.(وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( «إِنَّ لِلشَّيْطَانَ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ، وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً: فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانَ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ؛ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، فَيَحْمَدُ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى؛ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) . ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268] » ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حسن غَرِيبٌ.
قال صاحب كتاب شرح مشكاة المصابيح:
ثم قال :فَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ تُسَمَّى وَسَوْسَةً، وَلَمَّةُ الْمَلَكِ إِلْهَامًا .
ثم قال:وَعَرَفَ (ذَلِكَ) أَيْ: لَمَّةَ الْمَلَكِ عَلَى تَأْوِيلِ الْإِلْمَامِ، أَوِ الْمَذْكُورِ (فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ) : أَيْ: مِنَّةٌ جَسِيمَةٌ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَاصِلَةٌ إِلَيْهِ، وَنَازِلَةٌ عَلَيْهِ إِذْ أَمَرَ الْمَلَكَ بِأَنْ يُلْهِمَهُ (فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ).
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
المؤلف: علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ)
____________
2.إنّ لِلشَّيْطانِ لَمَّةً بِابْن آدَمَ ولِلْمَلَكِ لَمَّةً فأمّا لَمَّةُ الشَّيْطانِ فإِيْعادٌ بالشَّرِّ وتَكْذِيبٌ بالحَقِّ وأما لمة الملك فإيعاد بالخَيْرِ وتَصْدِيقٌ بالحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذلِكَ فَلْيَعْلَمْ أنهُ منَ الله تَعَالَى فَلْيَحْمَدِ الله ومَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ.
[حكم الألباني]
(ضعيف) انظر حديث رقم: 1963 في ضعيف الجامع.
______
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الكِلاَبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ لَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، عَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ وَدَاعٍ يَدْعُو فَوْقَهُ {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وَالأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ حُدُودُ اللهِ فَلاَ يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ اللهِ حَتَّى يُكْشَفَ السِّتْرُ وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ رَبِّهِ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
قَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ هُوَ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ هُوَ لَمَّةُ الْمَلَكِ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَاللَّمَّةُ الْأُخْرَى هِيَ لَمَّةُ الشَّيْطَانِ(تحفة الاحوذي)
____________
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِذَا أَوَى الرَّجُلُ إِلَى فِرَاشِهِ؛ أَتَاهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: اخْتِمْ بِخَيْرٍ، وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: اخْتِمْ بِشَرٍّ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ، ثُمَّ نَامَ؛ بَاتَتِ الْمَلَائِكَةُ تكلأه، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ قَالَ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ وَقَالَ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ، فَإِنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ نَفْسِي، وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أن تزولا .... } إلى آخر الآية [فاطر: 41]، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ على الأرض إلا بإذنه .... } [الحج: 65]، فَإِنْ وَقَعَ مِنْ سَرِيرِهِ فَمَاتَ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ)).
= (5533) [2: 1]
[تعليق الشيخ الألباني]
ضعيف ـ ((ضعيف الأدب المفرد)) (191).
____________
والله اعلم
 
هل الملائكة مفردات في بنية ذهنية ترتبط بمرحلة محددة من تطور الوعي الإنساني، كما ادعى احد الحداثيين؟
سنعرف منين جات "الفكرة" وأن الحداثيين العرب مجرد مقلدة!
ما أهمية الإيمان بالملائكة للفكر والعمل والأخلاق؟

لنقرأ النص التالي ثم نسأل: ماذا يمكن استفادته من الآيات القرآنية حول سيدنا إدريس عليه السلام في محاولتنا الفكرية الثقافية للإجابة على السؤال المطروح أعلاه؟ وكيف قرأ أهل التفسير والتأويل (بالمأثور، والرأي، والإشارة, ..) الآية الكريمة {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ..} من سورة البقرة؟

من كتاب "حضارة الشرق القديم بين علم الاثار وحفريات الابداع" (منشورات كلية الآداب بالرباط, 2004)

المجتمع الملائكي: بنى النظام وعلل انهياره
(...)
ولئن كانت غواية الملائكة، ونشرها الفساد في الأرض سببا غير مباشر في انهيار النظام السماوي، كما سنرى، فإن ارتقاء أخينوخ إلى أقطار السماوات هو ما سيقلب علاقات هذا النظام رأساً على عقب، إذ شكل الاختراق المذكور مسا بأحد أهم مسلمات هذا المجتمع، وهي انغلاقيته، ورفضه للأجانب. فالملائكة تنظر إلى الإنسان باعتباره مسؤولا عن الفساد في الأرض. والمجتمع الذي بناه الإنسان يخالف في كل شيء نظيره الملائكي: سمة الأول النقصان، وسمة الثاني الكمال، تعم الأول الفوضى، ويسود الثاني النظام. والملائكة أدانت على الدوام [ص. 130] الوجود البشري، بل لقد عارضت من قبل خلقه بالأساس. غير أن اختيار الله لأخينوخ، لصلاحه ولتقواه في زمن غوت فيه الملائكة نفسها سيقود إلى معطيات جديدة يحكمها انقلاب في الأدوار (...)

نصوص الهيخالوت أو رؤى العرش: العرفان اليهودي والواقع الأرضي
لا خلاف بين الدارسين اليوم حول اعتبار سفر أخينوخ من أقدم النصوص اليهودية، التي تصف المجتمع الملائكي، وتسهب في وصف العرش الإلهي [ص. 131] (...)

هل يعكس سفر أخينوخ واقعا ما؟ أثير هذا السؤال، في إطار سؤال أعم، عن وجه العلاقة بين مؤلفات الرؤى والمعارج بالعصر الذي صيغت فيه، وعن صلة الرائين من أصحاب المعارج بالمجتمعات التي عاشوا في أكنافها؟ ربط دارسو هذه النصوص بينها وبين شروط الزمان والفضاء. فقد كان أصحاب الرؤى والمعارج، يسقطون ما يرغبون في رؤيته محققا في واقعهم على مجتمع الملائكة، وبالتالي، ووفق وجهة النظر هاته، فإن نظام مملكة السماء الساري على كائنات العوالم العليا ليس إلا نتاجا لتصور المجتمع في المخيال الديني، كنظام مأمول تحققه على الأرض لسريانه على المملكة السماوية. وقد دفع الباحث شارل موبسيك (Charles Mopsik) في تحليله للرؤى والمعارج في التصور الديني التوحيدي إلى أبعد [ص. 132] من ذلك، معتبرا أن بعض سمات مجتمع الملائكة الموصوف في أسفار الرؤى وفي مقدمتها سفر أخينوخ، تعكس وضعية للمجتمع الشرقي الذي تجاذبته خلال القرون القليلة قبل وبعد الميلاد امبراطوريات قوية زعزعت البنى العميقة. وما أسفار الرؤى والمعارج التي تنتمي لهذه الفترة سوى صدى لهذه التحولات.غير أن هذا الرأي قوبل ببعض التحفظ في دراسات أخرى تناولت الظاهرة نفسها (...) ونحن نعرض بالدرس لنصوص الرؤى والمعارج، يلزم أن لا يغرب عن الذهن، في هذا السياق، ما نتج عن إعادة قراءة هذه النصوص وتأويل مضامينها، إذ بالإضافة إلى انبثاق آداب السحر وبعض الجوانب المتعلقة بالسيميا والتنجيم عنها، فإن التأويل الأخلاقي - الصوفي لهذه النصوص أدى إلى ربط درجات الارتقاء وغاياته بسلم قيم وأخلاق تتأهل النفس بالسير في مدارجه لبلوغ مقامات تيسر لها رؤية الأسرار السماوية [ص. 133] (...)

أخينوخ في منظومة العرفان الإسلامية
لقد أشار الكتاب المسلمون إلى شخصية أخينوخ كما سبق القول، وطابقوا بينها وبين إدريس (عليه السلام) الوارد ذكره في القرآن الكريم. وتسعفنا قصص الأنبياء وكذا كتب التفسير والأخبار ومؤلفات التصوف الإسلامية في الإخبار عن التحول الذي أخضعت له هذه الشخصية لتتوافق المعطيات حول سيرتها مع الثوابت الإسلامية الكبرى. وأخينوخ شاهد دال على الحضور العرفاني المبكر في الفكر الإسلامي. ولم يتردد القفطي واليعقوبي وابن أبي أصيبعة في مماهاة شخصية إدريس الوارد ذكرها في القرآن الكريم بهرمس إله الحكمة عند اليونان، وبشخصية اخينوخ. [ص. 134] (...)
نختم بنص دال، في هذا السياق، يدفعنا إلى طرح سؤال أشمل حول مرجعيات وصف المجتمع الملائكي في العرفان الإسلامي، وحول العناصر الهرمسية التي استقى منها المتصوفة الإشراقيون، على وجه الخصوص، مواد تصوراتهم [ص. 135] الغنوصية. جاء في الفتوحات المكية لمحي الدين بن عربي: ((ولما جعل الله زمام هذه الأمور بأيدي هؤلاء الجماعة من الملائكة وأقعد من أقعد منهم في برجه ومسكنه الذي فيه تخت ملكه وأنزل من أنزل من الحجاب والنقباء إلى منازلهم في سماواتهم وجعل في كل سماء ملائكة مسخرة تحت أيدي هؤلاء الولاة وجعل تسخيرهم على طبقات فمنهم أهل العروج بالليل والنهار من الحق إلينا ومنا إلى الحق في كل صباح ومساء وما يقولون إلا خيرا في حقنا ومنهم المستغفرون لمن في الأرض ومنهم المستغفرون للمؤمنين لغلبة الغيرة الإلهية عليهم كما غلبت الرحمة على المستغفرين لِمَنْ في الْأَرْضِ ومنهم الموكلون بإيصال الشرائع ومنهم أيضا الموكلون باللمات ومنهم الموكلون بالإلهام وهم الموصلون العلوم إلى القلوب ومنهم الموكلون بالأرحام ومنهم الموكلون بتصوير ما يكون الله في الأرحام ومنهم الموكلون بنفخ الأرواح ومنهم الموكلون بالأرزاق ومنهم الموكلون بالأمطار ولذلك قالوا وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وما من حادث يحدث الله في العالم إلا وقد وكل الله بإجرائه ملائكة ولكن بأمر هؤلاء الولاة من الملائكة كما منهم أيضا الصافات والزاجرات والتاليات والمقسمات والمرسلات والناشرات والنازعات والناشطات والسابقات والسابحات والملقيات والمدبرات ومع هذا فما يزالون تحت سلطان هؤلاء الولاة إلا الأرواح المهيمة فهم خصائص الله ومن دونهم فإنهم ينفذون أوامر الله في خلقه ثم إن العامة ما تشاهد إلا منازلهم والخاصة يشهدونهم في منازلهم كما أيضا تشاهد العامة أجرام الكواكب ولا تشاهد أعيان الحجاب ولا النقباء)).
 
عودة
أعلى