الإنسان... والبهيمة، صورة من القرآن.

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
الإنسان ...... والبهيمة

خلق الله الخلق وأوكل إلى كل نوع من خلقه مهمة يقوم بها.

جميع المخلوقات (إلا الإنسان) جُبِلَت على أداء دورها التي كُلِّفت به، وذلك بما غرس فيها من فطرة أو غريزة.

أما الإنسان فقد ابتلي بالإرادة والاختيار، وتلك هي الأمانة التي أشفقت الجبال والأرض والسموات من حملها، وحملها الإنسان الجهول الظلوم، اسمع لربك:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).

فالإنسان وإن ولد على الفطرة النقية التي تنزع إلى الله خالقها الذي فطرها إلا أنه ابتلي بالنفس وشهواتها وبالإرادة.
وقد وهب الله الإنسان ضابطين لتقويض النفس وضبط شهواتها ورغباتها ألا وهما العقل والقلب.

وتصارع النفس هذين الضابطين، وتجتهد اجتهادا للتخلص من قيودهما، وتعمل على أن تتملص منهما، وكثيرا ما تتمرد عليهما.
ويتنازع الإرادة في الإنسان اتجهان متضادان.
الأول: اتجاه النفس وطبيعتها التي تهوى المخالفة وتميل إلى العبث واللهو والشر.
والثاني: اتجاه العقل والقلب، واللذان عادة ما ينزعان إلى الفطرة السوية ويميلان إليها.

فإن غلبت النفس العقل والقلب، وطغت عليهما، كانت البهيمة خيرا من ذلك الإنسان الذي يحمل تلك النفس.

وإن علا العقل والقلب على النفس وضبطاها، سمت تلك النفس وارتقت، وكان صاحب تلك النفس هو ذلك الإنسان الجدير بخلافة الله في أرضه، والذي أكرمه بأن أسجد له ملائكته.

وأكثر الناس يحيون ما بين البهيمية والإنسانية، فإذا طغت النفس كانوا للبهيمية أدنى، وإذا علا القلب والعقل كانوا على الفطرة الإنسانية.

قال العزيز الجليل:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
[سورة اﻷعراف 179]

بقلم د. محمد الجبالي
 
يقول تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "

كل نفس مخيرة بين الفجور والتقوى

وجزاكم الله خيراً
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم؛ اما بعد:

فإلى أخي الدكتور/ محمد الجبالي - عفى الله عنه:

أقول: لا ينبغي كتابة مثل هذا العنوان ( الإنسان... والبهيمة، صورة من القرآن )!!!

ولانه موهم؛ وما أوهم شرا؛ ينبغي اجتنابه؛ ولا يخفى قوله تعالى ( لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ): نهاهم الله عن لفظة؛ لأنها توهم تنقصا في النبي - صلى الله عليه وسلم.


قال الفخر الرازي:
المسألة الثانية: أنه لا يبعد في الكلمتين المترادفتين أن يمنع الله من أحدهما ويأذن في الأخرى، ولذلك فإن عند الشافعي رضي الله عنه لا تصلح الصلاة بترجمة الفاتحة سواء كانت بالعبرية أو بالفارسية، فلا يبعد أن يمنع الله من قوله: راعنا ويأذن في قوله: انظرنا وإن كانتا مترادفتين ولكن جمهور المفسرين على أنه تعالى إنما منع من قوله: راعنا لاشتمالها على نوع مفسدة ثم ذكروا فيه وجوها، أحدها: كان المسلمون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا عليهم شيئا من العلم: راعنا يا رسول الله، واليهود كانت لهم كلمة عبرانية يتسابون بها تشبه هذه الكلمة وهي «راعينا» ومعناها: اسمع لا سمعت، فلما سمعوا المؤمنين يقولون: راعنا افترضوه وخاطبوا به النبي وهم يعنون تلك المسبة، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بلفظة أخرى وهي قوله:انظرنا.

قال الزجاج في معانيه: هذه الكلمة اغتنموا أن يظهروا سبه بلفظ يسمع ولا يلحقهم به في ظاهره
شيء، فأظهر الله النبى - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين على ذلك ونهى عن هذه الكلمة.

قال الراغب في تفسيره: كان يقال للنبي- عليه السلام-[راعنا] أي استمع إلينا واحفظنا، فقالت اليهود: راعنا تعريضاً به من الرعونة، فلما عوتبوا قالوا: إنما نقول مثل ما يقول المسلمون، فنهوا عن ذلك، وقيل لهم: قولوا بدل ذلك انظرنا، وذلك معناه معنى راعنا.

قال السمرقندي في بحر العلوم: وهو بلغة العرب: أرعني سمعك. وأصله في اللغة: راعيت الرجل إذا تأملته وتعرفت أحواله. وكان هذا اللفظ بلغة اليهود سبا بالرعونة.

قالت كاملة المواري في تفسير الغريب: كان اليهود يقولون: يا محمد راعنا، يريدون اسم فاعل من الرعونة، يعني أن الرسول راعن، ومعنى الرعونة: الحمق والهوج، ولما دار اللفظ بين المعنيين منع المؤمنون عنه سدا للذريعة.

ولولا حسن الظن بالكاتب - حفظه الله بالإسلام -، والموقع؛ لقلت: إنها عبارة مغرض.
والسلام.
 
عودة
أعلى