د محمد الجبالي
Well-known member
الإنسان ...... والبهيمة
خلق الله الخلق وأوكل إلى كل نوع من خلقه مهمة يقوم بها.
جميع المخلوقات (إلا الإنسان) جُبِلَت على أداء دورها التي كُلِّفت به، وذلك بما غرس فيها من فطرة أو غريزة.
أما الإنسان فقد ابتلي بالإرادة والاختيار، وتلك هي الأمانة التي أشفقت الجبال والأرض والسموات من حملها، وحملها الإنسان الجهول الظلوم، اسمع لربك:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
فالإنسان وإن ولد على الفطرة النقية التي تنزع إلى الله خالقها الذي فطرها إلا أنه ابتلي بالنفس وشهواتها وبالإرادة.
وقد وهب الله الإنسان ضابطين لتقويض النفس وضبط شهواتها ورغباتها ألا وهما العقل والقلب.
وتصارع النفس هذين الضابطين، وتجتهد اجتهادا للتخلص من قيودهما، وتعمل على أن تتملص منهما، وكثيرا ما تتمرد عليهما.
ويتنازع الإرادة في الإنسان اتجهان متضادان.
الأول: اتجاه النفس وطبيعتها التي تهوى المخالفة وتميل إلى العبث واللهو والشر.
والثاني: اتجاه العقل والقلب، واللذان عادة ما ينزعان إلى الفطرة السوية ويميلان إليها.
فإن غلبت النفس العقل والقلب، وطغت عليهما، كانت البهيمة خيرا من ذلك الإنسان الذي يحمل تلك النفس.
وإن علا العقل والقلب على النفس وضبطاها، سمت تلك النفس وارتقت، وكان صاحب تلك النفس هو ذلك الإنسان الجدير بخلافة الله في أرضه، والذي أكرمه بأن أسجد له ملائكته.
وأكثر الناس يحيون ما بين البهيمية والإنسانية، فإذا طغت النفس كانوا للبهيمية أدنى، وإذا علا القلب والعقل كانوا على الفطرة الإنسانية.
قال العزيز الجليل:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
[سورة اﻷعراف 179]
بقلم د. محمد الجبالي
خلق الله الخلق وأوكل إلى كل نوع من خلقه مهمة يقوم بها.
جميع المخلوقات (إلا الإنسان) جُبِلَت على أداء دورها التي كُلِّفت به، وذلك بما غرس فيها من فطرة أو غريزة.
أما الإنسان فقد ابتلي بالإرادة والاختيار، وتلك هي الأمانة التي أشفقت الجبال والأرض والسموات من حملها، وحملها الإنسان الجهول الظلوم، اسمع لربك:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
فالإنسان وإن ولد على الفطرة النقية التي تنزع إلى الله خالقها الذي فطرها إلا أنه ابتلي بالنفس وشهواتها وبالإرادة.
وقد وهب الله الإنسان ضابطين لتقويض النفس وضبط شهواتها ورغباتها ألا وهما العقل والقلب.
وتصارع النفس هذين الضابطين، وتجتهد اجتهادا للتخلص من قيودهما، وتعمل على أن تتملص منهما، وكثيرا ما تتمرد عليهما.
ويتنازع الإرادة في الإنسان اتجهان متضادان.
الأول: اتجاه النفس وطبيعتها التي تهوى المخالفة وتميل إلى العبث واللهو والشر.
والثاني: اتجاه العقل والقلب، واللذان عادة ما ينزعان إلى الفطرة السوية ويميلان إليها.
فإن غلبت النفس العقل والقلب، وطغت عليهما، كانت البهيمة خيرا من ذلك الإنسان الذي يحمل تلك النفس.
وإن علا العقل والقلب على النفس وضبطاها، سمت تلك النفس وارتقت، وكان صاحب تلك النفس هو ذلك الإنسان الجدير بخلافة الله في أرضه، والذي أكرمه بأن أسجد له ملائكته.
وأكثر الناس يحيون ما بين البهيمية والإنسانية، فإذا طغت النفس كانوا للبهيمية أدنى، وإذا علا القلب والعقل كانوا على الفطرة الإنسانية.
قال العزيز الجليل:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
[سورة اﻷعراف 179]
بقلم د. محمد الجبالي