الإنجيل هو مواعظ عيسى عليه السلام

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أبو علي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
هل الإنجيل كتاب أنزله الله كما أنزل التوراة أو كما أنزل القرآن؟
أم أنه أقوال وحكم ومواعظ للمسيح عليه السلام سميت (إنجيلا) كما سميت أقوال وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (سنة)؟
أكثرنا يعتقد أنه كتاب أنزله الله كما أنزل التوراة من قبل وكما أنزل القرآن من بعد.
إن قالوا إنه كتاب أنزله الله واستدلوا بقول الله : وأنزل التوراة والإنجيل من قبل) أتينا بأدلة أخرى من القرآن تثبت أن كل ما يأتي من الله سواء بوحي مباشر أو غير مباشر كإلقاء العلم والحكمة في القلب يعتبر منزلا ، كل خير يأتي من الأعلى بأية طريقة يعتبر منزلا.
قال تعالى عن السنة التي هي الحكمة : وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما.) 113 النساء.
وقال تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة.....) 231 البقرة.
الكتاب هو القرآن أنزله الله بوحي مباشر.
الحكمة هي السنة التي هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي كلام النبي وحيث أن الله هو الذي علمه إياها فهي تعتبر منزلة من الله.
ولقد قال تعالى عن الأنعام : أنزل لكم من الأنعام تمانية أزواج...)
ليس من الضروري أن تكون الأنعام قد أنزلت من السماء تنزيلا محسوسا وإنما كل ما خلقه الأعلى في الأرض فهو في حكم المنزل.
رأينا علماء يحاجون النصارى يقولون لهم : ليس الذي بين أيديكم هو الإنجيل وإنما الإنجيل هو الكتاب الذي أوتيه عيسى ، أين إنجيل عيسى؟
كنت أعتقد كما اعتقد علماؤنا لكن بالرجوع إلى القرآن تبين لي شيء آخر وأدلة قوية تثبت أن الإنجيل لم يكن كتابا منزلا كالقرآن أو التوراة.
قال تعالى : قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل....).
هذا أمر الله لرسوله أن يخاطب أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ليقول لهم : لستم يا يهود على شيء حتى تقيموا التوراة التي معكم....)،
ويقول للنصارى : لستم يا نصارى على شيء حتى تقيموا الإنجيل الذي معكم....).
من المعروف أن أنجيل النصارى (أربع روايات) هي نفسها التي كانت معهم منذ زمن بعثة الإسلام. وهذا الإنجيل ذو الأربع روايات ما هو إلا
سيرة المسيح وأعماله ويتضمن أقوالا وحكم ومواعظ النبي عيسى.
هذه الروايات سماها القرآن ( الإنجيل).
إذا قلت لابني : لن تنجح في الفيزياء إلا إذا ذاكرت كتاب الفيزياء . أليس في ذلك إقرار مني بأن ابني معه بالفعل ذلك الكتاب؟
كذلك قول الله في الآية السابق ذكرها.
نحن نسمع قول ( أهل الكتاب) الذي يعني ( اليهود والنصارى) فيأتي إلى أذهاننا أنهم وصفوا بذلك لأن اليهود كتابهم هو التوراة ، وكتاب النصارى هو الإنجيل. والحقيقة وصفوا بأهل الكتاب لأن كتابهم واحد هو التوراة، فالتوراة هو كتاب النصارى كما هو كتاب اليهود، يزيد النصارى عن اليهود بأن أضافوا إلى الكتاب ما يسمونه بالعهد الجديد وهو يتضمن : الإنجيل (أربع روايات + أعمال الرسل+ رؤيا يوحنا...
لفظ ( الكتاب) إذا أطلق على غير القرآن انصرف إلى (التوراة) كتاب موسى. والله تعالى إذا أراد أن يتكلم عن كتاب أنزل قبل القرآن فإنه يقول : ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة...) مع أن عيسى هو الأقرب زمانيا إلى زمن القرآن، فلو كان الإنجيل كتاب الله المنزل كما أنزل القرآن لقال : ومن قبله كتاب عيسى).
قال تعالى عن الجن حين سمعوا القرآن : قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى...) 46 الأحقاف.
لو كان الإنجيل كتابا أنزل كما أنزل القرآن لقالت الجن : إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد عيسى.
قال تعالى عن عيسى بن مريم عليه السلام:
ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل)
هذه 4 أشياء علمها الله للمسيح،
(الكتاب) هنا لا يمكن أن يكون هو التوراة أو الإنجيل، وإلا لما كان للعطف معنى، فإذا كان الكتاب هو التوراة فكيف يعطف التوراة بعد ذلك على الكتاب!!
وإذا كان الكتاب هو الإنجيل فكيف يعطف الإنجيل بعد ذلك على الكتاب!!
إذن لابد أن أن هذه الأشياء الأربعة ( الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) لكل منهم معنى ، فالكتاب هنا معناه : ما يلزم لتعلم الكتاب أي علمه القراءة والكتابة والتي بها يستطيع أن يتعلم التوراة، وكيف يتعلم التوراة إذا كان لا يعلم القراءة والكتابة!!
إذن فالعطف هنا أخذ طريقة ( اللف والنشر) أي أن المعطوف الأول يخص المعطوف عليه الأول ، والمعطوف التاني يخص المعطوف عليه الثاني فيكون بذلك :
الكتاب -<---------------- > التوراة.
الحكمة <------------------> الإنجيل.
أي أن الله علم عيسى ( القراءة والكتابة) وعبر عنها ب( الكتاب)
لأن ذلك ضروري ولازم لتعلم الكتاب = التوراة.
وعلم الله عيسى الحكمة لأن الحق والصواب في الحكمة، فإذا قال المسيح عليه السلام قولا أو بشر ببشارة أو غير ذلك من الكلام فهو الحق لأنه نابع من الحكمة اتي علمه إياها الله.
أقوال المسيح سميت إنجيلا. مثلما سميت أحاديث رسول الله : سنة.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أيضا علمه الله الكتاب والحكمة،
فالقرآن هو الكتاب والسنة هي الحكمة .
خلاصة القول : الإنجيل يقابل السنة عندنا، إذا جمعت أقوال المسيح ومواعظه وسيرته في كتاب فذلك الكتاب هو الإنجيل،
 
كان هذا تدبرا لكلام الله مع الأخذ بالاعتبار كل ما تتطلبه الحكمة .
لقد قص علينا القرآن أن الله قد بعث كثيرا من الأنبياء إلى بني إسرائيل بما فيهم عيسى عليه السلام لكنه لم يقل أنه آتى بني إسرائيل كتبا أو كتابان وإنما قال : وآتينا بني إسرائيل الكتاب.
إذن فهو كتاب واحد.
أما أسفار الأنبياء التي التي كتبها غيرهم وأضيفت إلى الكتاب فهي ليست وحيا مباشرا كوحي القرآن أو التوراة التي أوتيها موسى.
والإنجيل كلام المسيح قوله الحكيم من الحكمة التي علمه إياها الله.

قد يقول أحد وماذا عن هذا الحديث :
أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، و أنزلت التوراة لست مضت من رمضان، و أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان،وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.

أقول : وماذا عن قول الله لرسوله : : قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل....).
الله تعالى يخاطب رسوله ويأمره أن يخاطب أهل الكتاب أن يقيموا ما معهم من التوراة والإنجيل، ونحن نعلم أن الإنجيل الذي كان مع النصارى وقت أن خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نفسه الموجود معهم الآن، فهو أربعة روايات متضمنة سيرة المسيح وأقواله ومواعظه.
فكيف نوفق بين هذه النتيجة وبين حديث رسول الله الذي يقول فيه إن الإنجيل أنزل في 13 مضت من رمضان!!؟
أقول : نفس الحديث ذكر فيه أن القرآن أنزل في 24 مضت من رمضان، فهل لم ينزل القرآن في شهور أخرى؟
هل كان الوحي ينزل على رسول الله في شهر رمضان فقط أم في كل شهور السنة؟
إذن فمعنى الحديث أن القرآن ابتدأ نزوله في 24 رمضان ، أي أن الرسالة ابتدأت من تاريخ 24 رمضان ، وابتدأت رسالة المسيح عليه السلام في 13 رمضان ، وأول موعظة حكيمة (إنجيل) ابتدأت من ذلك التاريخ.
إذن فلا تعارض بين هذا الاستنتاج وبين حديث رسول الله.
 
قولك مرجوح و ليس راجحا ...

قولك مرجوح و ليس راجحا ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2\71): وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام».
 
قال تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبله لفي ضلال مبين،
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم).
لم يجعل الله الحكمة حكرا على الأولين، سيظل آخرون يلحقون بالأولين إلى أن تقوم الساعة، وسيظلون يتعلمون الكتاب والحكمة.
أما الثوابت والأحكام فهي ثابتة ، إذا أتى متأخر لينفرد برأي يهدم ثابتا كأن يحل شيئا حرمه الشرع وأجمع عليه الأولون فذلك هو ما يقصد ابن تيمية رحمه الله.
 
سبحان الله!! أليس كون الإنجيل كتاب الله المنزل على رسوله عيسى من الثوابت التي أجمع عليها الأولون؟!

و على أية حال فأنا أسلم لك أخي الكريم بأن قولك هو استنتاج محتمل و لكنه ليس راجحا لأسباب عدة منها أنه يقتضي صرف الكلمة عن المعنى الظاهر المتبادر إلى الذهن - و الذي يقبله العقل بدون أي إشكال - إلى معنى آخر بعيد.
 
أخي الكريم الدكتور هشام عزمي
سواء كان الإنجيل كتابا كالقرآن أو حكمة كسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن ذلك لا يغير في إيماننا شيئا. فهو يأي حال من الأحوال مرجعه إلى الله.
لكن الذي دعاني إلى البحث عن حقيقة الإجيل هو أن المسيح عليه السلام رسول الله كان له تلاميذ (حواريين) وأتباع وقت بعثته، فلو كان الإنجيل كتابا لأمر تلاميذه بكتابته، لأن ذلك من تبليغ الرسالة.
ولو كتب الإنجيل لبقيت على الأقل نسخة منه تتناقلها الأجيال، لكن ذلك لم يحدث، وكل ما عند النصارى منذ غيبة عيسى عليه السلام ما هي إلا روايات رواها بعض حواريي عيسى تتضمن سيرته ومواعظه.
هذا هو الذي جعلني أتدبر كلام الله عن الإنجيل في القرآن، فوجدت أن الله تعالى لا يطلق إسم الكتاب إلا على القرآن أو التوراة، وإذا تكلم عن
كتاب أنزل قبل القرآن فهو يقول : ومن قبله كتاب موسى... مع أن كتاب عيسى هو الأقرب زمانيا، كذلك قول الجن : قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى...) 46 الأحقاف.

والذي زادني يقينا أن الإنجيل هو كلام المسيح هو تلك الآية التي يأمر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخاطب أهل الكتاب فيقول لهم : لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم.....). والله عليم بحال المخاطب ، فلو كان ما مع اليهود والنصارى ليست توراة وليس إنجيلا فكيف يأمرهم أن يقيموا شيا غير موجود !!
كما أن المسيح عليه السلام لم يأت بتشريع جديد ، فالتشريع موجود في التوراة التي كان يحكم بها ، ومادام التشريع موجودا في التوراة وأيده الله بالمعجزات فما حاجته إلى كتاب جديد وآياته التي آتاه الله إياها غنية عن أي كتاب، والإنجيل معناه البشارة ، ولقد كانت بشارته فعلا وقولا،
أما الفعل فهو آياته العظيمة ، وأما القول فهو حكمه ومواعظه.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

على رسلك يا أخي الدكتور هشام ! فلو كان ذلك رأي ابن تيمية الذي يتبناه ، لما خالف في بعض أقواله أساتذته ومتقدميه ! و لما أتى بما انفرد به عن السلف كلهم ... فلا تلزم الناس بغير القرآن و السنة الصحيحة ، ولا تقيد عقلا بقول أي كان !!

أما أخي أبو علي ، فلي على مقالك الكريم ملاحظات !
1- قلت إن في القرآن أدلة قوية على أن الإنجيل ليس بكتاب ! فأين أدلتك (القوية)؟
2- من قال أن الإنزال لا يعني الإنزال من السماء؟؟ وكيف خرجت عن ظاهر النص الى التكلف؟؟ والحديث عن إنزال الأنعام من المواضيع التي لم توف حقها بحثا ..
3- ليس في القرآن مترادف ! فليس الكتاب هو التوراة أو الإنجيل أو القرآن بعينه ..وليس في القرآن تكرار بلا معنى ، كما أن القرآن لا يستخدم الأسماء المتعددة لذات الشيء ما لم يكن للمسمى وظيفة هنا غير تلك هناك !
و عليه فمن التجني أن نربط الكتاب بالتوراة وننفيه عن الإنجيل ، ونصرف الحكمة للإنجيل وقد تتابع ذكرها جميعا في ذات الآية .
4- أراك تصر على القول أن الحكمة هي السنة : فكيف أوتى عيسى السنة ؟ أو كيف آوتيها لقمان ؟ ولم نصرف الحكمة عن معناها الظاهر ، وهو فيما تعنيه (أحسنية الفهم) الى غيره من المعاني الملتبسة ؟
5- وتقول أن الكتاب هو علم القراءة والكتابة ، فكيف يؤتاه محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي ما كان يقرأ- من قبل القرآن- كتابا ولا يخط بيمينه !
6- وتسلّم أنت أن الإنجيل بصورته التي نعرفها الآن هو إنجيل عيسى عليه السلام بذاته . وليس على ذلك دليل ، والقرآن يتحدث عن إنجيل عيسى الأصل ، وعن توراة موسى الأصل التي لم تحرف أو تخفى وتغيب ..
7- أحب أن أسأل عن تخريج الحديث الذي ذكرت في استدراكك ، فلم أجده فيما توافر لدي من كتب الحديث .

والحق أني معك في مسائل :
ومنها أن الإنجيل ليس كالتوراة ، و السؤال لماذا تتحدث الجن عن كتاب أنزل من بعد التوراة ، وليس الإنجيل ؟
والإنجيل لغة من النجل فهو (المستخرج) الذي و كأنه خلاصة للتوراة وبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ... وخذ من ذلك ما كان يؤكده عيسى عليه السلام من أنه مصدق لما بين يديه ومبشر برسول يأتي..

وأنا معك في قولك أن الانجيل بصورته الحالية التي بين أيدي النصارى يشابه السنة لدينا ، فلا يعدو أن يكون (بأسفاره الأربعة) تدوينا لحياة المسيح وأقواله- مع الفارق في درجات الصحو والتدقيق- .

ويظل موضوع (الكتاب ) في القرآن يحتاج الى مزيد بحث و تدبر ، فظاهر الآيات أنه ليس القرآن بعينه ، ولقد بدأت في هذا البحث منذ أيام ، وأتمنى عليك المساعدة ، وأسأل الله التوفيق والسداد ..
 
أخي خالد
لم أقل الإنزال لا يعني الإنزال من السماء. وإنما قلت إن الإنزال يعني أيضا كل ما خلقه الله على الأرض فهو أيضا في حكم المنزل مادام مصدره الخالق الأعلى.
ولقد آنزل الله على رسوله الكتاب والحكمة، فالحكمة هي السنة ، وهي بلا شك ليست منزلة كالقرآن وإنما هي علم ألقاه الله في قلب رسوله عليه الصلاة والسلام.
قال موسى عليه الصلاة والسلام : رب إني لما (أنزلت) إلي من خير فقير) فاستجاب الله دعاءه وجاءته إحدى الأختين تمشي على استحياء... إلى آخره ، فهذه الفتاة هي مما أنزل الله من الخير على عبده موسى ، فهل أنزلت من السماء؟
أما الكتاب ، فالناس تتعلم الكتاب بطريقتين :
إما بتعلم القراءة والكتابة أو بالسماع .
فالذي يعلم القراءة والكتابة يستطيع أن يقرأ أي كتاب.
والأمي يلقن التعليم شفويا فيسمعه ويحفظه.
كيف حفظ أبي الفاتحة وبعض سور القرآن وهو لا يعرف كيف يكتب اسمه ؟ بالسمع طبعا.
السمع أداة بدونها لا نتعلم شيئا ، الإنسان إذا ولد أعمى يستطيع أن يتعلم أما الأخرس فلا يتعلم شيئا لأن أداة العلم (السمع) مفقودة.
ولذلك كلما ذكر اسم الله (السميع) إلا وجاء بعدها اسمه ( العليم).
 
الإخوة الكرام أبا علي والدكتور هشام والدكتور خالدعبدالرحمن وفقكم الله جميعاً.
أولاً : أشكركم على حسن أدبكم في الحوار والنقاش ، وهذا يدل على ما وراءه من العلم والأدب الجم . فجزاكم الله خيراً.
ثانياً : أتفق مع أخي الكريم خالد عبدالرحمن فيما ذكره ، وقد أتى على معظم ما يشكل فيما طرحه الأخ الكريم أبو علي.
ثالثاً : ما أورده أخي أبو علي من الأدلة من القرآن الكريم فيه جانب كبير من الصحة فيما يبدو للناظر أول وهلة ، ولكن لست أدري كم يبقى من ذلك بعد التحقق من كلام العلماء في هذه الآيات ، فالأمر يحتاج إلى تحقق ومراجعة ، ولا أستطيع أن أهجم على هذه الآيات بفهمي بلا بينة.

رابعاً : ما ذكره أخي أبو علي من كون الأنجيل الذي بأيدي النصارى اليوم ليس من كلام الله ولا من كلام عيسى أمر صحيح لا مرية فيه ، ولسنا في حاجة إلى تكلف البرهان على ذلك ، والنصارى أنفسهم بجميع طوائفهم (ملكيهم ونسطوريهم ويعقوبيهم ومارونيهم وبولقانيهم)لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله ، ولا أن المسيح عليه السلام أتاهم بها ، بل كلهم لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها رجال معروفون في أزمان مختلفة بعد عهد المسيح عليه السلام. ولو رجعت إلى كتاب الفصل لابن حزم لوجدت فيه تفصيلاً وتحقيقاً لهذه المسائل بما لا مزيد عليه.

خامساً : أن حديث القرآن الكريم عن التوراة والإنجيل حديث عن الأصل الذي كان بيدي المسيح عليه السلام وبيد موسى عليه السلام ، وما سواهما فمحرف ، دخله التحريف في جميع أطواره ، حتى لم يبق منه إلا ما لا يكاد يذكر. ودراسات النصارى أنفسهم في مقارنة الأديان ، وشروح الكتاب المقدس تثبت هذا ، ولو رجعت إلى كتاب المستشار محمد عزت الطهطاوي بعنوان ( الميزان في مقارنة الأديان ) لوجدت كثيراً من الوثائق التي كتبها كبار علماء النصارى من القدماء والمحدثين ، والتي تثبت بما لا مزيد عليه أن هذا الإنجيل الذي بيد النصارى اليوم ليس من النصرانية في شيء ، بل وليس من الحكمة في شيء. وفيه من الافتراء على الله وعلى الأنبياء والرسل ما لا يمكن أن يقوله ويتفوه به مؤمن.

سادساً : مما يؤيد قول الأخ أبي علي في أن الأنجيل هو عبارة عن مواعظ فحسب ، ما ذكره الآب عبدالأحد داود الآشوري مطران بلدة نصيبين بالعراق في القرن الماضي ، حيث ذكر في أبحاثه المدونة بكتابه (الإنجيل والصليب) أن النسخ الموجودة باللسان اليوناني هي التي تحمل اسم (إنجيل) بصورة العنوان فقط.. أما النسخ المكتوبة باللسان السرياني وهي المعتمدة أساساً لدى طوائف النصرانية فقد وضع عليها اسم (كاروزونا) أي موعظة بالعربية ، محل كلمة إنجيل ، إذ ليس لأي سفر من أسفار العهد الجديد حق بأن يحمل اسم (إنجيل) لأن هذه العبارة لا يحق استعمالها لغير إنجيل المسيح نفسه ، والقول بغير ذلك هو اعتداء على مقام المسيح عليه السلام.
ويبقى السؤال : أين هو إنجيل عيسى عليه السلام ؟ ! والجواب : ليس له أثر البتة ، ومعنى هذا أن النصارى ليس لهم كتاب مقدس ، وقد خلعوا هذا التقديس على تلك الكتب والرسائل الخاصة بالمواعظ.

والحديث ذو شجون ، وأرجو أن يستمر النقاش في هذا الموضوع بأدلة تثبت الاستنتاج ، وروية تبقي البحث في طريقه العلمي الهادئ ، لنصل في نهايته إلى علم نستفيده ، وأدب نتخلق به في حوارنا مع بعضنا في مسائل العلم ، التي تتفاوت فيها الأنظار.

وفقكم الله جميعاً للحق .
 
من باب المشاركة هذا بحث قيم من متخصص في الرد على النصرانية الدكتور منقذ السقار ، والبحث بعنوان (( هل الإنجيل كلمة الله ))
http://saaid.net/Doat/mongiz/noor/2.htm
 
عودة
أعلى