الإمام يحيى بن يعمر .. وقصة الأربعين عاماً

إنضم
07/12/2007
المشاركات
120
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإمام يحيى بن يعمر أبو سليمان (ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو عدي)، الجدلي، القيسي، الوشقي، العدواني (أو العدوي)، الليثي ( حليفهم)، البصري، التابعي الجليل، نزيل مرو وقاضيها أيام قتيبة بن مسلم.
ويَعمَر: بفتح الياء المثناة من تحتها والميم وبينهما عين مهملة وفي الأخير راء، وقيل بضم الميم، والأول أصح وأشهر، مضارع قولهم: "عَمِر الرجل"، بفتح العين وكسر الميم، إذا عاش زمناً طويلاً، سمي بذلك تفاؤلاً بطول العمر، كما سمي يحيى بذلك أيضاً. والعدواني: بفتح العين المهملة والواو وبينهما دال مهملة ساكنة وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى عدوان. والوشقي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وبعدها قاف، هذه النسبة إلى وشقة بن عوف بن بكر بن يشكر بن عدوان المذكور.
قال عنه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" وقال: "كان من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علما باللغة مع الورع الشديد". وروى له الجماعة.
روى عن: جابر بن عبدالله، وسليمان بن صرد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، والنعمان بن بشير، وأبي ذر الغفاري، وأبي سعيد الخدري، وأبي موسى الاشعري، وأبي هريرة، وعائشة أم المؤمنين، وأبي الاسود الديلي، وعنه أخذ العربية والنحو، وكان أحد الفصحاء المعدودين، عالماً بالقراءات، وكان ممن نقطوا المصاحف، وأكملوا ما بدأه أبو الأسود.
روى عنه: الأزرق بن قيس، وإسحاق بن سويد العدوي، وثابت أبو سعيد، وحبيب بن عطاء، والركين بن الربيع، وسليمان بن بريدة، وسليمان التيمي، و عبدالله بن بريدة، و عبدالله بن قطبة أحد كتاب المصاحف، وعبدالله بن كليب السدوسي، وأبو المنيب عبيد الله بن عبدالله العتكي، وعطاء الخراساني، وعكرمة مولى ابن عباس، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار، وقتادة، ويحيى ابن أبي إسحاق الحضرمي، ويحيى بن عقيل.

هذه السيرة الحافلة العطرة، لا جديد فيها ولا غرابة ، فهي لعالم من جلة التابعين، قام بعمل جليل هو نقط المصاحف، في حدود سنة 80 للهجرة، وكان ثقة عند علماء الحديث.

لكن متى توفي هذا العلم الجليل؟ ذلك هو الأمر الغريب!

تجد الخلاف في تاريخ وفاة هذا الإمام يتجاوز أربعين عاماً:
- يبدأ من ما (قبل التسعين ) للهجرة، على حد تعبير الذهبي في تاريخ الإسلام، مثلاً،
- ويمر على سنة 89هـ، كما عند ابن الجوزي في المنتظم والسيوطي في النجوم الزاهرة،
- ثم على سنة 90 هـ ، كما عند ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء،
- ثم يقفز إلى سنة 128هـ، كما عند ابن الأثير في الكامل،
- إلى أن تنتهي المسيرة بسنة 129 هـ، كما لدى ابن خلكان في وفيات الأعيان.
وإذا كان الخلاف في هذه الحقبة الطويلة غريباً في حد ذاته، فالأغرب من ذلك أن المترجمين يمرون عليه مرور الكرام، من دون أن يثير استغرابهم أو تعليقهم، ولعل أطرفهم في ذلك الإمام ابن حجر في التقريب، الذي اختصر كل تلك المسافة في قوله: "مات قبل المائة، وقيل بعدها".
 
جاء في تهذيب التهذيب لابن حجر :11/ 267 : " وقال أبو الحسن علي بن الأثير الجزري في الكامل: مات سنة تسع وعشرين ومائة كذا قال؛ وفيه نظر، وقال غيره مات في حدود العشرين، وقال أبو الفرج بن الجوزي: مات سنة تسع وثمانين".

وفي سير أعلام النبلاء للذهبي: 4/442 :
" قال خليفة بن خياط: توفي يحيى بن يعمر قبل التسعين".

وقول ابن حجر في التقريب: " مات قبل المائة، وقيل بعدها " لا غرابة فيه، إذ القول المعتمد أنه مات قبل المائة، وهناك قول ضعيف " وقيل : بعد المائة".​
 
عودة
أعلى