بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، أما بعد :
فقد اقتنيت هذه الأيام كتاباً بعنوان : ( آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الإمام الطبري ) لكاتبه : محمد خير محمد سالم العيسى ، ومطبوع في دار البيارق في الأردن .
وقد تضايقت عند قراءة الكتاب كثيراً لكون مؤلفه لايعرف التعامل مع النصوص التي يطلع عليها ، سواء كانت من الوحيين ، أم كانت من كلام أهل العلم ، وممن جنى عليهم في هذا الكتاب ابن جرير الطبري نفسه ، والعجب أن هذا الكتاب يعتبر رسالة علمية كما يظهر .
وقد تكلم صاحب الكتاب في أئمة أعلام ماكان له أن يقع فيهم :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ جمرٍ=ويوشك أن يكونَ لهُ ضِرامُ
فإن النارَ بالعودينِ تُذكى=وإن الحرب أولها الكلامُ
فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ=يكون وقودها جُثثٌ وهامُ
فقلت من التعجبِ ليت شعري=أأيقاظٌ أُمَيَّةُ أم نيامُ
[/poem]
قال في ص ( ج ) من المقدمة : ( إلا أن الجمود يصل عندهم مداه أحياناً فيثبتون لله صفاتٍ تعالى الله عنها ، كما فعل ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة 1/33 من مختصر صواعقه/ مكتبة الرياض بإثبات الجنب إلى الله بل والقول بأن لله جنبين في تفسير قوله تعالى ( ياحسرتا على مافرطت في جنب الله ) .
وقد كذب على ابن القيم ، قال ابن القيم – في موطن المحاججة - : (السادس : أن يقال من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد هو صفة الله ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم وأعظم الناس إثباتا للصفات هم أهل السنة والحديث الذين يثبتون لله الصفات الخبرية ولا يقولون إن لله جنبا واحدا ولا ساقا واحدة قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي : وادعى المعارض زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) الزمر56 ، إنهم يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس ذلك على ما يتوهمونه .
قال الدارمي : فيقال لهذا المعارض ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقا في دعواك فأشربها إلى أحد من بني آدم قاله وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك إنما تفسيرها عندهم تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم ......
السابع : أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد ) .
وكان ابن القيم يرد على الجهمي مقالته التي نقلها ابن القيم قبل كلامه الذي نقلناه عنه سابقاً ، حيث قال ابن القيم في بداية الفصل : (قال الجهمي : ورد في القرآن ذكر الوجه و الأعين و العين الواحدة ، فلو أخذنا بالظاهر لزمنا إثبات شخص له وجه ، وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة وله جنب واحد وعليه أيدي كثيرة وله ساق واحد ، ولا نرى في الدنيا شخصاً أقبح صورة من هذه الصورة المتخيلة ) .
ثم شرع ابن القيم في الرد على هذا الحهمي مقالته من عدد من الأوجه ، فابن القيم يرد على الجهمي كلامه ، وهذا الرجل يظن أن هذا إثبات من ابن القيم للجنب ، فواحدة من اثنتين – وكلاهما مر - : فإما أن يكون على علم بما فعل وأنه يكذب في بحثه كما هي عادة بعض من أَكْثَرَ النقلَ عنهم في بحثه المذكور ، وإما أن يكون لايعرف ماذا يقرأ ، ولاحول ولاقوة إلا بالله .
كما تعرض لشيخ الإسلام باللمز والكذب عليه ، حيث يقول : ( ولذلك أستغرب كيف يقول الشيخ ذلك القول مع أن التفويض ثابت عند السلف كالشمس في رابعة النهار وليس هذا الأهم الخطير هنا ولكن الأهم أن يصف الشيخ ابن تيمية من قال بالتفويض بالإلحاد ويرميهم بقوله أنهم من أهل البدع .
ونسأل الله السلامة من هذا وما أغربه من قول لاأستطيع تفسيره أو الإجابة عنه ) .
وأقول : من قلمك ندينك ، فكيف يجتمع أن يصفهم الشيخ بالإلحاد ، ثم يقول إنهم من أهل البدع ، أبى الله إلا أن يظهر الحق .
ويقول هذا الباحث في نهاية بحثه وفي الخاتمة تحديداً : ( 3- تأثير هذه المحنة - يقصد محنة ابن جرير مع الحنابلة - التي أوقد نارها الجهلة والمجسمة من الحنابلة على تفسيره مما أدى إلى أن يجاملهم ذلك الإمام بعض المجاملة ، فأدخل في تفسيره بعض كليمات ، كما ذكر بعض العلماء مثل المحدث محمد زاهد الكوثري في كتابه السيف الصقيل ومقالاته ).
وهكذا يسير هذا الكاتب مسيرته الطائشة في فهم النصوص وتقويل أهل العلم مالم يقولوه ، فكونوا إخواني على حذر من هذا الكتاب فهو قريب منا ولقد اشتريته من مكتبة التدمرية بالرياض ، ولم يتهيأ لي الاطلاع عليه إلا من قريب ، ولعله في مكتبة أحدكم ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، أما بعد :
فقد اقتنيت هذه الأيام كتاباً بعنوان : ( آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الإمام الطبري ) لكاتبه : محمد خير محمد سالم العيسى ، ومطبوع في دار البيارق في الأردن .
وقد تضايقت عند قراءة الكتاب كثيراً لكون مؤلفه لايعرف التعامل مع النصوص التي يطلع عليها ، سواء كانت من الوحيين ، أم كانت من كلام أهل العلم ، وممن جنى عليهم في هذا الكتاب ابن جرير الطبري نفسه ، والعجب أن هذا الكتاب يعتبر رسالة علمية كما يظهر .
وقد تكلم صاحب الكتاب في أئمة أعلام ماكان له أن يقع فيهم :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ جمرٍ=ويوشك أن يكونَ لهُ ضِرامُ
فإن النارَ بالعودينِ تُذكى=وإن الحرب أولها الكلامُ
فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ=يكون وقودها جُثثٌ وهامُ
فقلت من التعجبِ ليت شعري=أأيقاظٌ أُمَيَّةُ أم نيامُ
[/poem]
قال في ص ( ج ) من المقدمة : ( إلا أن الجمود يصل عندهم مداه أحياناً فيثبتون لله صفاتٍ تعالى الله عنها ، كما فعل ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة 1/33 من مختصر صواعقه/ مكتبة الرياض بإثبات الجنب إلى الله بل والقول بأن لله جنبين في تفسير قوله تعالى ( ياحسرتا على مافرطت في جنب الله ) .
وقد كذب على ابن القيم ، قال ابن القيم – في موطن المحاججة - : (السادس : أن يقال من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد هو صفة الله ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم وأعظم الناس إثباتا للصفات هم أهل السنة والحديث الذين يثبتون لله الصفات الخبرية ولا يقولون إن لله جنبا واحدا ولا ساقا واحدة قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي : وادعى المعارض زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) الزمر56 ، إنهم يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس ذلك على ما يتوهمونه .
قال الدارمي : فيقال لهذا المعارض ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقا في دعواك فأشربها إلى أحد من بني آدم قاله وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك إنما تفسيرها عندهم تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم ......
السابع : أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد ) .
وكان ابن القيم يرد على الجهمي مقالته التي نقلها ابن القيم قبل كلامه الذي نقلناه عنه سابقاً ، حيث قال ابن القيم في بداية الفصل : (قال الجهمي : ورد في القرآن ذكر الوجه و الأعين و العين الواحدة ، فلو أخذنا بالظاهر لزمنا إثبات شخص له وجه ، وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة وله جنب واحد وعليه أيدي كثيرة وله ساق واحد ، ولا نرى في الدنيا شخصاً أقبح صورة من هذه الصورة المتخيلة ) .
ثم شرع ابن القيم في الرد على هذا الحهمي مقالته من عدد من الأوجه ، فابن القيم يرد على الجهمي كلامه ، وهذا الرجل يظن أن هذا إثبات من ابن القيم للجنب ، فواحدة من اثنتين – وكلاهما مر - : فإما أن يكون على علم بما فعل وأنه يكذب في بحثه كما هي عادة بعض من أَكْثَرَ النقلَ عنهم في بحثه المذكور ، وإما أن يكون لايعرف ماذا يقرأ ، ولاحول ولاقوة إلا بالله .
كما تعرض لشيخ الإسلام باللمز والكذب عليه ، حيث يقول : ( ولذلك أستغرب كيف يقول الشيخ ذلك القول مع أن التفويض ثابت عند السلف كالشمس في رابعة النهار وليس هذا الأهم الخطير هنا ولكن الأهم أن يصف الشيخ ابن تيمية من قال بالتفويض بالإلحاد ويرميهم بقوله أنهم من أهل البدع .
ونسأل الله السلامة من هذا وما أغربه من قول لاأستطيع تفسيره أو الإجابة عنه ) .
وأقول : من قلمك ندينك ، فكيف يجتمع أن يصفهم الشيخ بالإلحاد ، ثم يقول إنهم من أهل البدع ، أبى الله إلا أن يظهر الحق .
ويقول هذا الباحث في نهاية بحثه وفي الخاتمة تحديداً : ( 3- تأثير هذه المحنة - يقصد محنة ابن جرير مع الحنابلة - التي أوقد نارها الجهلة والمجسمة من الحنابلة على تفسيره مما أدى إلى أن يجاملهم ذلك الإمام بعض المجاملة ، فأدخل في تفسيره بعض كليمات ، كما ذكر بعض العلماء مثل المحدث محمد زاهد الكوثري في كتابه السيف الصقيل ومقالاته ).
وهكذا يسير هذا الكاتب مسيرته الطائشة في فهم النصوص وتقويل أهل العلم مالم يقولوه ، فكونوا إخواني على حذر من هذا الكتاب فهو قريب منا ولقد اشتريته من مكتبة التدمرية بالرياض ، ولم يتهيأ لي الاطلاع عليه إلا من قريب ، ولعله في مكتبة أحدكم ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .