ياسين الأهدل
New member
غير خاف عليكم طريقة السلف وهدية في إقراء كتاب الله عز وجل وإجلال حامله وإكرامه وتقديمه على ما سواه في الشرع والعرف.
وقد حفلت سير أولئك الرجال التي حفظتها لنا كتب التراجم بإرث زاخر في هذا الباب, ولا شك أن الناظر في ذلك سيقف على عجب عجاب في تمثلهم للقرآن علما وعملا..قولا وفعلا , كيف لا!! وقد هذب القرآن طبائعهم وسجاياهم فاطمأنت به نفوسهم وطمعت فيما عند الله فعلموه ونشروه ابتغاء مرضاة الله.
إلا أن المتلمس لأحوالنا اليوم يجد أن بوصلة الإقراء قد انحرفت قليلا عن ذلك المنهج وتلك الآداب فظهر الطمع فيما بأيدي الناس بانصراف شريحة ممن تصدروا للإقراء إلى التأكل بكتاب الله والمبالغة في طلب الأموال مقابل إقرائهم لكتاب الله.
والقول في هذا الموضوع منصب على طلب المال على الإجازة من طالبها؛ بل وتسعيرها فقد يرتفع المبلغ وينخفض حسب عدد القراءات المقروءة على المجيز, ولا شك أن هذه الطريقة مخالفة للمنهج المرضي, إضافة لما فيها من إذلال للمجيز والمجاز, وقبل ذلك التقليل من هيبة القرآن والاستهانة به بجعله سلعة تباع وتشترى.
وكتب السلف غاصة في التحذير من هذا المسلك, نادبة إلى الترفع عن حطام الدنيا, ومرشدة إلى الآداب المرضية في إقراء كتاب الله سواء للمعلم أو المتعلم.
وقد وصف الإمام الشاطبي رحمه الله القراء السبعة وبين أن من مناقبهم الترفع عن التأكل بالقرآن
فقال:
تخيرهم نقادهم كل بارع *** وليس على قرآنه متأكلا.
وقال الإمام النووي رحمه الله مبينا ما يجب على مقرئ كتاب الله :
"ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها
فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها" التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 56).
وقد ذكر الذهبي جملة من تمثل أولئك الرجال لهذه الآداب يمكن الرجوع في ذلك على سبيل المثال إلى معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: (ص: 28), (ص: 68), (ص: 230), (ص: 265), (ص: 286)..
ولكن السؤال الأهم / ما الطريقة المثلى لصون كتاب الله من الاستخفاف, وصون المقرئ والقارئ من الوقوع في تلك المزالق التي يخشى عليهم فيها من الوقوع في العبث بكتاب الله بجعله سلعة تباع وتشترى؟.
وقد حفلت سير أولئك الرجال التي حفظتها لنا كتب التراجم بإرث زاخر في هذا الباب, ولا شك أن الناظر في ذلك سيقف على عجب عجاب في تمثلهم للقرآن علما وعملا..قولا وفعلا , كيف لا!! وقد هذب القرآن طبائعهم وسجاياهم فاطمأنت به نفوسهم وطمعت فيما عند الله فعلموه ونشروه ابتغاء مرضاة الله.
إلا أن المتلمس لأحوالنا اليوم يجد أن بوصلة الإقراء قد انحرفت قليلا عن ذلك المنهج وتلك الآداب فظهر الطمع فيما بأيدي الناس بانصراف شريحة ممن تصدروا للإقراء إلى التأكل بكتاب الله والمبالغة في طلب الأموال مقابل إقرائهم لكتاب الله.
والقول في هذا الموضوع منصب على طلب المال على الإجازة من طالبها؛ بل وتسعيرها فقد يرتفع المبلغ وينخفض حسب عدد القراءات المقروءة على المجيز, ولا شك أن هذه الطريقة مخالفة للمنهج المرضي, إضافة لما فيها من إذلال للمجيز والمجاز, وقبل ذلك التقليل من هيبة القرآن والاستهانة به بجعله سلعة تباع وتشترى.
وكتب السلف غاصة في التحذير من هذا المسلك, نادبة إلى الترفع عن حطام الدنيا, ومرشدة إلى الآداب المرضية في إقراء كتاب الله سواء للمعلم أو المتعلم.
وقد وصف الإمام الشاطبي رحمه الله القراء السبعة وبين أن من مناقبهم الترفع عن التأكل بالقرآن
فقال:
تخيرهم نقادهم كل بارع *** وليس على قرآنه متأكلا.
وقال الإمام النووي رحمه الله مبينا ما يجب على مقرئ كتاب الله :
"ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها
فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها" التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 56).
وقد ذكر الذهبي جملة من تمثل أولئك الرجال لهذه الآداب يمكن الرجوع في ذلك على سبيل المثال إلى معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: (ص: 28), (ص: 68), (ص: 230), (ص: 265), (ص: 286)..
ولكن السؤال الأهم / ما الطريقة المثلى لصون كتاب الله من الاستخفاف, وصون المقرئ والقارئ من الوقوع في تلك المزالق التي يخشى عليهم فيها من الوقوع في العبث بكتاب الله بجعله سلعة تباع وتشترى؟.