غالب بن محمد المزروع
New member
- إنضم
- 13/04/2007
- المشاركات
- 205
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.way2jannah.com
الإعلان عن مسابقة في السيرة النبوية وجوائزها: ربع مليون ( 250000 ) ريال
وهاكم الأنباء بالتفصيل :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن من ينظر في أوضاع المسلمين في صدر الإسلام، وما عانوه في العهد المكي من اضطهاد تخرُّ له الجبال الرواسي؛ يجد في ذلك العهد كثيراً من الدروس والعبر التي لا يجدها في العهد المدنيِّ، كما أنه يجد في العهد المدنيِّ دروساً أخرى لا يجدها في العهد المكيّ، وهذا من سمُوِّ هذه الشريعة وكمالها؛ فإنها تتلاءم مع جميع الظروف والأحوال.
نجد العهد المكيّ -على سبيل المثال- يمتاز بلين الجانب مع المخالفين، والصبر على أذاهم، والبعد عن استخدام القوَّة؛ كما في الحديث الذي رواه الشيخان عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يا رَسُولَ اللَّهِ، هل أتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كان أَشَدَّ من يَوْمِ أُحُدٍ؟
فقال: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَومَ الْعَقَبَةِ؛ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عَبْدِ يَالِيلَ بنِ عَبْدِ كُلالٍ؛ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ -وَأَنا مَهْمُومٌ- عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قد أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ.
قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ))!
فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ: ((بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً)) أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا يتلاءم مع ما يحكيه -صلى الله عليه وسلم- عن ذاك النبي الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ)). أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود.
وأما العهد المدنيّ: فيمتاز بكل ما من شأنه البناء والتأسيس لترسيخ أسس الدولة الإسلامية؛ لتكون عزيزة مهيبة الجانب، فلا يطمع طامع في النيل من حماها.
ولاشك أن الأمة الإسلامية ستمر -في بعض الأزمان أو بعض الأماكن- بحالة تشابه أحد العهدين؛ فلا تتردد في تنزيل أحكام كل زمن على ما يناسب الحالة التي تعيشها، ليس على مستوى الأمة جمعاء فحسب، بل حتى على مستوى الإصلاح الداخلي؛ كظهور البدع والمخالفين، ونحو ذلك.
وهذا الصراع الذي تعيشه الأمة المسلمة اليوم مع المخالفين؛ بحاجة إلى من يُرَشِّده، فقد تشعَّبت السبل، وضعُف العلم، وادْلَهَمَّ الخَطْب، والْمَخْرَج في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، وقوله سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]، وقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [ النحل:125].
وهذا الحبل والسبيل تَمَثَّله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في سيرته العملية، في العهدين المكيّ والمدنيّ، فهو واضح لا غموض فيه.
غير أن هناك بعض الاجتهادات التي يتبنَّاها بعض الغيورين الذين يأخذهم حماس غير منضبط، فلا ينظرون إلا إلى بعض جوانب في السيرة تتناسب مع حماسهم وغيرتهم، ولا ينظرون إلى الجوانب الأخرى؛ بحجَّة وقوع النسخ لها، أو غير ذلك من الحجج التي هي بحاجة إلى من يحصرها، وينظر فيها، وفق القواعد التي وضعها أهل العلم، ثم يخرج معها برؤية واضحة رشيدة تحدد المعالم، وترسم الطريق.
إن الغيرة وحدها لا تكفي، والحماس وحده لا يبني؛ بل لابد أن يكونا مبنيَّيْن على أساس صلب؛ إنه الأساس الذي بناه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد طال الليل، والأمة تنتظر الصباح! وسئمنا هذه الفتن والقلاقل التي أذهبت الريح، وأعقبت الفشل، ونريد طريقاً نحسُّ معه ببرد اليقين، لا يخضع لاجتهادات المراهقين وقياداتهم، ولكن يستلهم وجوده من سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بشموليتها.
إن الناظر في سير الدعوة الإسلامية في العهد النبوي الشريف، بشقيه: المكي والمدني، وعهد الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- يرى فرقاً بين تلك المشاهد الصابرة، وبين سيرها في قرون لاحقة، يظهر ذلك الفرق في بروز اختلاف في وجهات نظر الدعاة، في كثير من أمور الدعوة، وانسحب هذا الاختلاف على ظهور مناهج متباينة في دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام، ودعوة عصاة المسلمين لسلوك السبيل القويم، ودعوة أهل الأهواء والبدع للرجوع إلى الجادة القويمة.
وقد تمثلت في العهد المكي أقصى درجات الصبر وتحمل الأذى من المدعوين، فيما نجده من روح الرأفة والرحمة النبوية العريضة، وهو ما ينير الطريق أمام الدعاة للتعامل مع أصناف المستهدفين الثلاثة: غير المسلمين، وعصاة المسلمين، وأهل الأهواء والبدع، وإن كان الصنف الثالث الأخير لم يظهر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- على النحو الاصطلاحي المعروف الآن، وإنما اصطلح عليه -متأخراً- بعد الفتنة واتساع دائرتها، فكانت دعوتهم لردهم إلى الجادة مبنية على الحوار العلمي المحكم، كما فعل حبر الأمة ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أدار حواراً أفضى إلى رجوع كثير من الخوارج عن رأيهم الفاسد، وأوشك أن يجتث جذور البدعة من القلوب، لولا أن من سنن الله -تعالى- أن يظل الناس مختلفين.
ومن هذا المنطلق فقد رأيت أن أطرح مسابقة تساعد في كشف اللثام عما غيبه تباين الفهوم عن بصر الدعاة؛ ليدعوا إلى الله على بصيرة من ربهم، فيدخل الناس في سوح الهُدى أفواجاً.
وقد جعلت المسابقة في فرعين رئسين:
الأول: فرع البحوث.
الثاني: فرع الأسرة المسلمة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم
خالد بن عبدالرحمن الجريسي
الفرع الأول - مسابقة البحوث، وهي قسمان:
القسم الأول - البحث العلمي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث علمي، عن طريقة تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المخالفين لدعوته في العهد المكي، ويتضمن البحث تأصيلاً لأحكام العهد المكي، وحجّيتها، وحكم الاستدلال بها على جهة العموم، وتطبيق ذلك على تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع من خالف دعوته من كفار قريش، مع مراعاة الإشارة إلى ما تضمنه هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- من فقه المصلحة الشرعية وتحصيلها، ودرء المفسدة وتقليلها.
القسم الثاني - البحث التربوي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث تربوي، عن أهم ما تضمنه العهد المكي من العبر والدروس التربوية والمنهجية، في قضايا التعامل مع المخالفين للدعوة، والصبر على الأذى، وتحمل المشاق في سبيل نشر الدين، مع مراعاة التمثيل والاستدلال بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته في ذلك العهد.
جوائز الفرع الأول (مسابقة البحوث):
لكل قسم من أقسام فرع البحوث أربع جوائز، وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز كل قسم (85000) خمسة وثمانين ألف ريال، بحيث يكون مجموع جوائز هذا الفرع (170000) مئة وسبعين ألف ريال، موزعة كالآتي:
• (30000) ثلاثون ألف ريال للفائز الأول في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الأول في قسم البحث التربوي.
• (25000) خمسة وعشرون ألف ريال للفائز الثاني في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثاني في قسم البحث التربوي.
• (20000) عشرون ألف ريال للفائز الثالث في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثالث في قسم البحث التربوي.
• (10000) عشرة آلاف ريال للفائز الرابع في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الرابع في قسم البحث التربوي
أما الشروط وكيفية التواصل، والفرع الثاني للمسابقة، فستجدون جميع ذلك على الرابط التالي :
http://www.alukah.net/Page.aspx?name=New_contest
مع تمنياتي للجميع بالفوز.
لمتابعة كافة التفاصيل بمسابقة موقع الآلوكة إليكم جميعاً الرابط :
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6213
وهاكم الأنباء بالتفصيل :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن من ينظر في أوضاع المسلمين في صدر الإسلام، وما عانوه في العهد المكي من اضطهاد تخرُّ له الجبال الرواسي؛ يجد في ذلك العهد كثيراً من الدروس والعبر التي لا يجدها في العهد المدنيِّ، كما أنه يجد في العهد المدنيِّ دروساً أخرى لا يجدها في العهد المكيّ، وهذا من سمُوِّ هذه الشريعة وكمالها؛ فإنها تتلاءم مع جميع الظروف والأحوال.
نجد العهد المكيّ -على سبيل المثال- يمتاز بلين الجانب مع المخالفين، والصبر على أذاهم، والبعد عن استخدام القوَّة؛ كما في الحديث الذي رواه الشيخان عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يا رَسُولَ اللَّهِ، هل أتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كان أَشَدَّ من يَوْمِ أُحُدٍ؟
فقال: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَومَ الْعَقَبَةِ؛ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عَبْدِ يَالِيلَ بنِ عَبْدِ كُلالٍ؛ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ -وَأَنا مَهْمُومٌ- عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قد أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ.
قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ))!
فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ: ((بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً)) أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا يتلاءم مع ما يحكيه -صلى الله عليه وسلم- عن ذاك النبي الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ)). أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود.
وأما العهد المدنيّ: فيمتاز بكل ما من شأنه البناء والتأسيس لترسيخ أسس الدولة الإسلامية؛ لتكون عزيزة مهيبة الجانب، فلا يطمع طامع في النيل من حماها.
ولاشك أن الأمة الإسلامية ستمر -في بعض الأزمان أو بعض الأماكن- بحالة تشابه أحد العهدين؛ فلا تتردد في تنزيل أحكام كل زمن على ما يناسب الحالة التي تعيشها، ليس على مستوى الأمة جمعاء فحسب، بل حتى على مستوى الإصلاح الداخلي؛ كظهور البدع والمخالفين، ونحو ذلك.
وهذا الصراع الذي تعيشه الأمة المسلمة اليوم مع المخالفين؛ بحاجة إلى من يُرَشِّده، فقد تشعَّبت السبل، وضعُف العلم، وادْلَهَمَّ الخَطْب، والْمَخْرَج في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، وقوله سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]، وقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [ النحل:125].
وهذا الحبل والسبيل تَمَثَّله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في سيرته العملية، في العهدين المكيّ والمدنيّ، فهو واضح لا غموض فيه.
غير أن هناك بعض الاجتهادات التي يتبنَّاها بعض الغيورين الذين يأخذهم حماس غير منضبط، فلا ينظرون إلا إلى بعض جوانب في السيرة تتناسب مع حماسهم وغيرتهم، ولا ينظرون إلى الجوانب الأخرى؛ بحجَّة وقوع النسخ لها، أو غير ذلك من الحجج التي هي بحاجة إلى من يحصرها، وينظر فيها، وفق القواعد التي وضعها أهل العلم، ثم يخرج معها برؤية واضحة رشيدة تحدد المعالم، وترسم الطريق.
إن الغيرة وحدها لا تكفي، والحماس وحده لا يبني؛ بل لابد أن يكونا مبنيَّيْن على أساس صلب؛ إنه الأساس الذي بناه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد طال الليل، والأمة تنتظر الصباح! وسئمنا هذه الفتن والقلاقل التي أذهبت الريح، وأعقبت الفشل، ونريد طريقاً نحسُّ معه ببرد اليقين، لا يخضع لاجتهادات المراهقين وقياداتهم، ولكن يستلهم وجوده من سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بشموليتها.
إن الناظر في سير الدعوة الإسلامية في العهد النبوي الشريف، بشقيه: المكي والمدني، وعهد الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- يرى فرقاً بين تلك المشاهد الصابرة، وبين سيرها في قرون لاحقة، يظهر ذلك الفرق في بروز اختلاف في وجهات نظر الدعاة، في كثير من أمور الدعوة، وانسحب هذا الاختلاف على ظهور مناهج متباينة في دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام، ودعوة عصاة المسلمين لسلوك السبيل القويم، ودعوة أهل الأهواء والبدع للرجوع إلى الجادة القويمة.
وقد تمثلت في العهد المكي أقصى درجات الصبر وتحمل الأذى من المدعوين، فيما نجده من روح الرأفة والرحمة النبوية العريضة، وهو ما ينير الطريق أمام الدعاة للتعامل مع أصناف المستهدفين الثلاثة: غير المسلمين، وعصاة المسلمين، وأهل الأهواء والبدع، وإن كان الصنف الثالث الأخير لم يظهر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- على النحو الاصطلاحي المعروف الآن، وإنما اصطلح عليه -متأخراً- بعد الفتنة واتساع دائرتها، فكانت دعوتهم لردهم إلى الجادة مبنية على الحوار العلمي المحكم، كما فعل حبر الأمة ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أدار حواراً أفضى إلى رجوع كثير من الخوارج عن رأيهم الفاسد، وأوشك أن يجتث جذور البدعة من القلوب، لولا أن من سنن الله -تعالى- أن يظل الناس مختلفين.
ومن هذا المنطلق فقد رأيت أن أطرح مسابقة تساعد في كشف اللثام عما غيبه تباين الفهوم عن بصر الدعاة؛ ليدعوا إلى الله على بصيرة من ربهم، فيدخل الناس في سوح الهُدى أفواجاً.
وقد جعلت المسابقة في فرعين رئسين:
الأول: فرع البحوث.
الثاني: فرع الأسرة المسلمة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم
خالد بن عبدالرحمن الجريسي
الفرع الأول - مسابقة البحوث، وهي قسمان:
القسم الأول - البحث العلمي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث علمي، عن طريقة تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المخالفين لدعوته في العهد المكي، ويتضمن البحث تأصيلاً لأحكام العهد المكي، وحجّيتها، وحكم الاستدلال بها على جهة العموم، وتطبيق ذلك على تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع من خالف دعوته من كفار قريش، مع مراعاة الإشارة إلى ما تضمنه هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- من فقه المصلحة الشرعية وتحصيلها، ودرء المفسدة وتقليلها.
القسم الثاني - البحث التربوي:
المطلوب في هذا الفرع تقديم بحث تربوي، عن أهم ما تضمنه العهد المكي من العبر والدروس التربوية والمنهجية، في قضايا التعامل مع المخالفين للدعوة، والصبر على الأذى، وتحمل المشاق في سبيل نشر الدين، مع مراعاة التمثيل والاستدلال بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته في ذلك العهد.
جوائز الفرع الأول (مسابقة البحوث):
لكل قسم من أقسام فرع البحوث أربع جوائز، وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز كل قسم (85000) خمسة وثمانين ألف ريال، بحيث يكون مجموع جوائز هذا الفرع (170000) مئة وسبعين ألف ريال، موزعة كالآتي:
• (30000) ثلاثون ألف ريال للفائز الأول في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الأول في قسم البحث التربوي.
• (25000) خمسة وعشرون ألف ريال للفائز الثاني في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثاني في قسم البحث التربوي.
• (20000) عشرون ألف ريال للفائز الثالث في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الثالث في قسم البحث التربوي.
• (10000) عشرة آلاف ريال للفائز الرابع في قسم البحث العلمي، ومثلها للفائز الرابع في قسم البحث التربوي
أما الشروط وكيفية التواصل، والفرع الثاني للمسابقة، فستجدون جميع ذلك على الرابط التالي :
http://www.alukah.net/Page.aspx?name=New_contest
مع تمنياتي للجميع بالفوز.
لمتابعة كافة التفاصيل بمسابقة موقع الآلوكة إليكم جميعاً الرابط :
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6213