زهير هاشم ريالات
New member
فيما يلي ملخص محاضرة كنت قد أعددتها بعنوان: "الإعجاز القرآني في مسيرته التاريخية" أرجو أن ينتفع بها الإخوة أعضاء الملتقى:
تمهيد:
الكتابة في الإعجاز حصيلة جهود متوالية، أسهم فيها علماء التفسير واللغة والبيان والنحو والأصول، وكانت لهم لفتات طيبة ولمحات مفيدة ووضعوا لبنات في إرساء قواعد هذا العلم وتشييد بنيانه وتوطيد أركانه.
متى ظهرت كلمة إعجاز؟
· لم يُذكر هذا المصطلح في القرآن ولا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام الصحابة والتابعين، وكانت تستعمل كلمة (آية) مكان (المعجزة) و(الإعجاز)، وقد نشأ هذا المصطلح في نهاية القرن الثالث في بيئة المتكلمين الذين كانوا يدافعون عن القرآن الكريم ويردون أباطيل الملاحدة والزنادقة وأهل الزيغ والأهواء.
· أول من استعمل مصطلح الإعجاز محمد بن يزيد الواسطي المعتزلي، وكان هذا بعد منتصف القرن الثالث الهجري؛ فهو أول من ألف في الإعجاز، وقد فُقِد هذا الكتاب في جملة ما فقد من كتب التراث وتوفي الواسطي سنة 306 هـ.
ومن الأدلة على أن أول استعمال لمصطلح الإعجاز كان بعد منتصف القرن الثالث الهجري كتاب علي بن ربن الطبري "الدين والدولة في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم" الذي ألفه قبل منتصف القرن الثالث الهجري، ولم يستخدم كلمتي (إعجاز) و(معجزة)، وإنما استخدم مكانهما كلمة (آية).
وعلي بن ربن الطبري كان نصرانياً، شرح الله صدره للإسلام زمن الخليفة المتوكل فأعلن إسلامه على يد الخليفة وكان له عم نصراني متعصب اسمه يحيى بن النعمان الطبري فأنكر على ابن أخيه إسلامه، فقام بتأليف كتابه للرد على عمه وتلامذته. وهو من أوائل الكتب المؤلفة في مقارنة الأديان والانتصار للإسلام والقرآن وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
الإعجاز في القرن الثالث الهجري:
كتب إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي وقال بالصرفة؛ أي أن الله صرف الكفار عن معارضة القرآن، ويرى أيضاً أن الإعجاز كان من حيث الإخبار عن الأمور الماضية والآتية. وكتب في الإعجاز تلميذه الجاحظ.
الإعجاز في القرن الرابع الهجري:
بدأ يأخذ الحديث عن الإعجاز طابع التقعيد والتنظيم فكتب الرماني والخطابي رسالتيهما في إعجاز القرآن، وكتب الإمام أبو الحسن الأشعري و الإمام محمد بن جرير الطبري.
الإعجاز في القرن الخامس الهجري:
استمرت الدراسات الأصيلة حول الإعجاز: فكتب عبد الجبار الهمذاني، وعبد القاهر الجرجاني، وأبو بكر الباقلاني.
الإعجاز في القرن السادس الهجري:
كتب فيه أبو حامد الغزالي والقاضي عياض وغيرهما.
الإعجاز في القرن السابع الهجري:
كتب فيه السكاكي وفخر الدين الرازي وغيرهما.
الإعجاز في القرن الثامن الهجري:
كتب فيه ابن الزملكاني وابن تيمية وابن القيم والشاطبي وغيرهم.
الإعجاز في القرن التاسع الهجري:
كتب فيه اللغوي الفقيه الفيروزآبادي وابن خلدون وغيرهما.
الإعجاز في القرن الرابع عشر الهجري:
شهد نهضة علمية واسعة وظهر أدباء وعلماء وباحثون تحدثوا في الإعجاز حديثاً جيداً وأضافوا إضافات جديدة مفيدة وهما قسمان:
القسم الأول: القائلون بالإعجاز البياني: محمد صادق الرافعي، ومحمد عبد الله دراز، وسيد قطب، والدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، ومحمد متولي الشعراوي.
القسم الثاني: القائلون بالإعجاز العلمي: الشيخ طنطاوي جوهري، والدكتور محمد جمال الفندي، والدكتور عبد الرزاق نوفل.
تفصيل آراء أوائل القائلين بالإعجاز:
· الرماني:
- أشهر كتبه "النكت في إعجاز القرآن"، وسبب تأليفه لهذا الكتاب سؤال من أحد طلبته عن ذكر نكت في إعجاز القرآن من غير تطويل ( والنكت: هي المسائل اللطيفة والأفكار النادرة القيمة حول إعجاز القرآن ).
- الإعجاز عنده يظهر في سبعة أوجه:
1. ترك المعارضة مع توفر الدواعي ( بلاغتهم طبعاً وسليقة ) وشدة الحاجة ( القرآن سفه أحلامهم وقوض عباداتهم وكثير من عاداتهم ومع ذلك لم يعارضوه )
2. التحدي للكافة ( تحداهم في كل موضع فجبنوا عن منازلته )
3. الصرفة ( صرف همم الكفار عن معارضة القرآن)
4. البلاغة وهي عنده طبقات:
· كلام معجز وهو كلام القرآن وهو الكلام الوحيد المعجز
· الكلام في الطبقة الوسطى وهو كلام الفصحاء والبلغاء من الناس
· الكلام في أدنى طبقة وهو كلام عامة الناس
وقد عرف البلاغة: " ليست البلاغة إفهام المعنى أو تحقيق اللفظ على المعنى وإنما هي إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ ".
5. الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية " غلبت الروم "، "لتدخلن المسجد الحرام" وغيره واعتبره وجه من وجوه الإعجاز لأن ما أخبر عنه وقع وتحقق.
6. نقض العادة: مجيء القرآن على وضع لم يألفه العرب من قبل وقد عرفوا الشعر والسجع وغيره ولكن هذا الأسلوب لم يألفوه.
7. قياس القرآن بكل معجزة: إن كل معجزة خارقة للعادة معجزة للناس مثل العصا وإحياء الموتى كذلك شأن القرآن الكريم.
(معجزات الأنبياء قريبة من حيث الظاهر مما اشتهر به أقوامهم وليست من جنس ما اشتهروا به، لأنها لو كانت كذلك لما كانت خارقة).
· الخطابي:
- الإعجاز عنده هو الإعجاز البياني.
- أوجه الإعجاز التي كانت مشتهرة في زمانه:
1. الصرفة: وقد رده لأن القوم أرخي لهم العنان ووسع عليهم في المعارضة.
2. الإخبار بالغيب: لكن أخبار الغيب ليست في كل القرآن
3. بلاغته: لم تحدد معالم هذه البلاغة وأرجعها أصحابها الى الذوق.
- رد الخطابي كل ما سبق وكان له رأي: أن الكلام لا بد له من عناصر ثلاثة:
· لفظ حامل (فلا بد للفظ البليغ أن يحمل المعنى المراد به).
· معنى به قائم ( معنى قائم باللفظ ).
· رباط له ناظم ( ترتيب الكلمات بحيث تكون كل لفظة في محلها اللائق بها )
ليقول بعد ذلك: " فتفهم الآن واعلم أن القرآن إنما صار معجزاً: لأنه جاء بأفصح الألفاظ، في أحسن نظوم التأليف، متضمناً أصح المعاني ذلك أن المخاطبون ليسوا سواءاً "
· الباقلاني:
- أشهر مؤلفاته " إعجاز القرآن".
- يذكر الباقلاني بأن وجوه الاعجاز كما قال به أصحابه يعني الأشاعرة – تظهر من جهات ثلاث:
1. أخبار الغيب ( غيب المستقبل) التي أخبر القرآن عنها قبل حدوثها.
2. الأخبار عن الأمم السابقة مع أمية الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. نظم القرآن البديع.
ليفصل بعدها في هذه الوجوه ويكون أكثر تفصيلاً في الوجه الثالث وهو كون القرآن بديع النظم عجيب التأليف، متناه في البلاغة وقد ذكر عدة معاني يشرح بها هذا الوجه نأخذ منها تحدثه عن معاني القرآن على سبيل المثال لا الحصر:
"واختيار اللفظ لمعنى متداول معروف بين الناس أمر سهل ميسر لكن الأمر الذي فيه صعوبة ودقة وعسر على كثير من الناس هو اختيار الألفاظ لمعان جديدة غير مألوفة ولا معروفة، وكذلك كان القرآن الكريم فمعانيه جديدة اختيرت لها ألفاظ بارعة ".
· القاضي عبد الجبار الهمذاني:
- كتابه " المغني في أبواب التوحيد والعدل" اشتمل أحد مجلداته على مئات الصفحات جلها في الحديث عن الإعجاز وفق المنظور الاعتزالي.
- يقول: " القرآن معجز لأنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة فعل مثله في القدر الذي اختص به".
- يتحدث عن الفصاحة وهي عنده لا تظهر في كلمات مفردة وإنما بضم هذه الكلمات بعضها إلى بعض، ويذكر جهات ثلاثة تظهر بها فصاحة الكلام:
أ- اختيار الكلمة نفسها.
ب- حركة الكلمة من حيث الإعراب
ت- موقع الكلمة تقديماً أو تأخيراًً تعريفاً أو تنكيراً.
- ليس الإعجاز في نظم الكلام ( أي القالب الشكلي الذي جاء عليه القرآن ).
- الصرفة لا يمكن أن تكون من أوجه الإعجاز.
- أنباء الغيب لا يمكن أن تكون من أوجه الإعجاز لأن ليس كل سور القرآن فيه من أنباء الغيب.
- أن القرآن معجز للعرب والعجم، بما أن العجم لم يعرفوا مزايا الفصاحة ولكن عرفوا عجز العرب الذين هم أهل الفصاحة كان هذا كاف عنده في قيام الحجة عليهم.
· عبد القاهر الجرجاني:
- كان أديباً أشعرياً.
- استبعد ستة احتمالات حول الإعجاز فقال:
1. ليس الإعجاز في الحروف لأنه من المستحيل أن يكون لحروف الكلمات صفتان صفة داخل القرآن وصفة خارج القرآن.
2. ليس الإعجاز في معاني الكلمات.
3. ليس في تركيب الحركات والسكنات على كلمات القرآن لأنه لم يكن مطلوباً منهم أن يأتوا بكلمات على وزن كلمات القرآن.
4. ليس الإعجاز في القواطع والفواصل لأنهم كانوا ينظمون الشعر.
5. ليس في خفة حروف القرآن لأن هناك كلمات ثقيلة الأحرف " اثاقلتم" و " أنلزمكموها" و"كبكبوا". . إلخ.
6. ليست في الاستعارات لأن ليس كل آيات القرآن فيها استعارات.
ليصل بعدها إلى أن الإعجاز" عنده" في النظم فقط أي حسن ترتيب الكلمات في جملة بحيث تكون كل كلمة في محلها المناسب لها وهو يقوم على معاني النحو والبلاغة، فلا بد للنظم من:
· ترتيب المعاني في النفس
· ترتيب الألفاظ في النطق
· دراسات معاصرة للإعجاز القرآني:
أشهر من تحدث عن البيان القرآني:
1. الأديب محمد صادق الرافعي: كان أديباً ذاباً عن القرآن ولغته، والقرآن عنده معجز من جهات ثلاث:
· من حيث تاريخه بين الكتب السماوية فهو كتاب محفوظ لم يحرف
· من حيث آثاره فلم يعرف في الدنيا كتاب كان أثره ولا يزال مثله
· من حيث حقائقه في مجالات متعددة.
· الإعجاز البياني وهو غرضه الذي تحدث عنه وهو عنده في النظم.
· النظم عند الرافعي في ثلاثة أشياء:
الحروف وأصواتها.
الكلمات وحروفها.
الجمل وكلماتها، وكلها متكاملة في إظهار إعجاز القرآن البياني
2. الدكتور محمد عبد الله دراز، صاحب "النبأ العظيم" ويرى الإعجاز في ثلاثة:
· الإعجاز اللغوي.
· الإعجاز العلمي.
· الإعجاز التشريعي الاجتماعي.
3. الأستاذ الأديب سيد قطب:
· وهو يقول بالإعجاز المطلق
· يوظف الإعجاز كدليل على مصدر القرآن الرباني
· صاحب نظرية التصوير الفني في القرآن.
· مميزات الأسلوب القرآني عنده:
· تأثيره على النفوس.
· استثماره لألفاظ قليلة في التعبير عن قضايا كبيرة.
· احتمال النص لمعان كثيرة كلها صحيحة.
· استحضار المشاهد وتجسيم الأحداث تجسيماً ينفذ لأعماق النفس.
4. كل من: د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، الشيخ محمد متولي الشعرواي، أحمد بدوي، د. محمد عبد الخالق عضيمة، د. عبد الفتاح لا شين، د. فاضل السامرائي، د. عبد العظيم المطعني، د. عودة الله القيسي، د. محمد نورالدين المنجد، كلهم قالوا بالإعجاز البياني
5. الأستاذ عبد المجيد الزنداني – الذي أشهر الإعجاز العلمي في العصر الحاضر- ثم الدكتور زغلول راغب النجار والدكتور عبدالله المصلح – الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة- وغيرهم كثير.
تمهيد:
الكتابة في الإعجاز حصيلة جهود متوالية، أسهم فيها علماء التفسير واللغة والبيان والنحو والأصول، وكانت لهم لفتات طيبة ولمحات مفيدة ووضعوا لبنات في إرساء قواعد هذا العلم وتشييد بنيانه وتوطيد أركانه.
متى ظهرت كلمة إعجاز؟
· لم يُذكر هذا المصطلح في القرآن ولا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام الصحابة والتابعين، وكانت تستعمل كلمة (آية) مكان (المعجزة) و(الإعجاز)، وقد نشأ هذا المصطلح في نهاية القرن الثالث في بيئة المتكلمين الذين كانوا يدافعون عن القرآن الكريم ويردون أباطيل الملاحدة والزنادقة وأهل الزيغ والأهواء.
· أول من استعمل مصطلح الإعجاز محمد بن يزيد الواسطي المعتزلي، وكان هذا بعد منتصف القرن الثالث الهجري؛ فهو أول من ألف في الإعجاز، وقد فُقِد هذا الكتاب في جملة ما فقد من كتب التراث وتوفي الواسطي سنة 306 هـ.
ومن الأدلة على أن أول استعمال لمصطلح الإعجاز كان بعد منتصف القرن الثالث الهجري كتاب علي بن ربن الطبري "الدين والدولة في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم" الذي ألفه قبل منتصف القرن الثالث الهجري، ولم يستخدم كلمتي (إعجاز) و(معجزة)، وإنما استخدم مكانهما كلمة (آية).
وعلي بن ربن الطبري كان نصرانياً، شرح الله صدره للإسلام زمن الخليفة المتوكل فأعلن إسلامه على يد الخليفة وكان له عم نصراني متعصب اسمه يحيى بن النعمان الطبري فأنكر على ابن أخيه إسلامه، فقام بتأليف كتابه للرد على عمه وتلامذته. وهو من أوائل الكتب المؤلفة في مقارنة الأديان والانتصار للإسلام والقرآن وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
الإعجاز في القرن الثالث الهجري:
كتب إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي وقال بالصرفة؛ أي أن الله صرف الكفار عن معارضة القرآن، ويرى أيضاً أن الإعجاز كان من حيث الإخبار عن الأمور الماضية والآتية. وكتب في الإعجاز تلميذه الجاحظ.
الإعجاز في القرن الرابع الهجري:
بدأ يأخذ الحديث عن الإعجاز طابع التقعيد والتنظيم فكتب الرماني والخطابي رسالتيهما في إعجاز القرآن، وكتب الإمام أبو الحسن الأشعري و الإمام محمد بن جرير الطبري.
الإعجاز في القرن الخامس الهجري:
استمرت الدراسات الأصيلة حول الإعجاز: فكتب عبد الجبار الهمذاني، وعبد القاهر الجرجاني، وأبو بكر الباقلاني.
الإعجاز في القرن السادس الهجري:
كتب فيه أبو حامد الغزالي والقاضي عياض وغيرهما.
الإعجاز في القرن السابع الهجري:
كتب فيه السكاكي وفخر الدين الرازي وغيرهما.
الإعجاز في القرن الثامن الهجري:
كتب فيه ابن الزملكاني وابن تيمية وابن القيم والشاطبي وغيرهم.
الإعجاز في القرن التاسع الهجري:
كتب فيه اللغوي الفقيه الفيروزآبادي وابن خلدون وغيرهما.
الإعجاز في القرن الرابع عشر الهجري:
شهد نهضة علمية واسعة وظهر أدباء وعلماء وباحثون تحدثوا في الإعجاز حديثاً جيداً وأضافوا إضافات جديدة مفيدة وهما قسمان:
القسم الأول: القائلون بالإعجاز البياني: محمد صادق الرافعي، ومحمد عبد الله دراز، وسيد قطب، والدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، ومحمد متولي الشعراوي.
القسم الثاني: القائلون بالإعجاز العلمي: الشيخ طنطاوي جوهري، والدكتور محمد جمال الفندي، والدكتور عبد الرزاق نوفل.
تفصيل آراء أوائل القائلين بالإعجاز:
· الرماني:
- أشهر كتبه "النكت في إعجاز القرآن"، وسبب تأليفه لهذا الكتاب سؤال من أحد طلبته عن ذكر نكت في إعجاز القرآن من غير تطويل ( والنكت: هي المسائل اللطيفة والأفكار النادرة القيمة حول إعجاز القرآن ).
- الإعجاز عنده يظهر في سبعة أوجه:
1. ترك المعارضة مع توفر الدواعي ( بلاغتهم طبعاً وسليقة ) وشدة الحاجة ( القرآن سفه أحلامهم وقوض عباداتهم وكثير من عاداتهم ومع ذلك لم يعارضوه )
2. التحدي للكافة ( تحداهم في كل موضع فجبنوا عن منازلته )
3. الصرفة ( صرف همم الكفار عن معارضة القرآن)
4. البلاغة وهي عنده طبقات:
· كلام معجز وهو كلام القرآن وهو الكلام الوحيد المعجز
· الكلام في الطبقة الوسطى وهو كلام الفصحاء والبلغاء من الناس
· الكلام في أدنى طبقة وهو كلام عامة الناس
وقد عرف البلاغة: " ليست البلاغة إفهام المعنى أو تحقيق اللفظ على المعنى وإنما هي إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ ".
5. الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية " غلبت الروم "، "لتدخلن المسجد الحرام" وغيره واعتبره وجه من وجوه الإعجاز لأن ما أخبر عنه وقع وتحقق.
6. نقض العادة: مجيء القرآن على وضع لم يألفه العرب من قبل وقد عرفوا الشعر والسجع وغيره ولكن هذا الأسلوب لم يألفوه.
7. قياس القرآن بكل معجزة: إن كل معجزة خارقة للعادة معجزة للناس مثل العصا وإحياء الموتى كذلك شأن القرآن الكريم.
(معجزات الأنبياء قريبة من حيث الظاهر مما اشتهر به أقوامهم وليست من جنس ما اشتهروا به، لأنها لو كانت كذلك لما كانت خارقة).
· الخطابي:
- الإعجاز عنده هو الإعجاز البياني.
- أوجه الإعجاز التي كانت مشتهرة في زمانه:
1. الصرفة: وقد رده لأن القوم أرخي لهم العنان ووسع عليهم في المعارضة.
2. الإخبار بالغيب: لكن أخبار الغيب ليست في كل القرآن
3. بلاغته: لم تحدد معالم هذه البلاغة وأرجعها أصحابها الى الذوق.
- رد الخطابي كل ما سبق وكان له رأي: أن الكلام لا بد له من عناصر ثلاثة:
· لفظ حامل (فلا بد للفظ البليغ أن يحمل المعنى المراد به).
· معنى به قائم ( معنى قائم باللفظ ).
· رباط له ناظم ( ترتيب الكلمات بحيث تكون كل لفظة في محلها اللائق بها )
ليقول بعد ذلك: " فتفهم الآن واعلم أن القرآن إنما صار معجزاً: لأنه جاء بأفصح الألفاظ، في أحسن نظوم التأليف، متضمناً أصح المعاني ذلك أن المخاطبون ليسوا سواءاً "
· الباقلاني:
- أشهر مؤلفاته " إعجاز القرآن".
- يذكر الباقلاني بأن وجوه الاعجاز كما قال به أصحابه يعني الأشاعرة – تظهر من جهات ثلاث:
1. أخبار الغيب ( غيب المستقبل) التي أخبر القرآن عنها قبل حدوثها.
2. الأخبار عن الأمم السابقة مع أمية الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. نظم القرآن البديع.
ليفصل بعدها في هذه الوجوه ويكون أكثر تفصيلاً في الوجه الثالث وهو كون القرآن بديع النظم عجيب التأليف، متناه في البلاغة وقد ذكر عدة معاني يشرح بها هذا الوجه نأخذ منها تحدثه عن معاني القرآن على سبيل المثال لا الحصر:
"واختيار اللفظ لمعنى متداول معروف بين الناس أمر سهل ميسر لكن الأمر الذي فيه صعوبة ودقة وعسر على كثير من الناس هو اختيار الألفاظ لمعان جديدة غير مألوفة ولا معروفة، وكذلك كان القرآن الكريم فمعانيه جديدة اختيرت لها ألفاظ بارعة ".
· القاضي عبد الجبار الهمذاني:
- كتابه " المغني في أبواب التوحيد والعدل" اشتمل أحد مجلداته على مئات الصفحات جلها في الحديث عن الإعجاز وفق المنظور الاعتزالي.
- يقول: " القرآن معجز لأنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة فعل مثله في القدر الذي اختص به".
- يتحدث عن الفصاحة وهي عنده لا تظهر في كلمات مفردة وإنما بضم هذه الكلمات بعضها إلى بعض، ويذكر جهات ثلاثة تظهر بها فصاحة الكلام:
أ- اختيار الكلمة نفسها.
ب- حركة الكلمة من حيث الإعراب
ت- موقع الكلمة تقديماً أو تأخيراًً تعريفاً أو تنكيراً.
- ليس الإعجاز في نظم الكلام ( أي القالب الشكلي الذي جاء عليه القرآن ).
- الصرفة لا يمكن أن تكون من أوجه الإعجاز.
- أنباء الغيب لا يمكن أن تكون من أوجه الإعجاز لأن ليس كل سور القرآن فيه من أنباء الغيب.
- أن القرآن معجز للعرب والعجم، بما أن العجم لم يعرفوا مزايا الفصاحة ولكن عرفوا عجز العرب الذين هم أهل الفصاحة كان هذا كاف عنده في قيام الحجة عليهم.
· عبد القاهر الجرجاني:
- كان أديباً أشعرياً.
- استبعد ستة احتمالات حول الإعجاز فقال:
1. ليس الإعجاز في الحروف لأنه من المستحيل أن يكون لحروف الكلمات صفتان صفة داخل القرآن وصفة خارج القرآن.
2. ليس الإعجاز في معاني الكلمات.
3. ليس في تركيب الحركات والسكنات على كلمات القرآن لأنه لم يكن مطلوباً منهم أن يأتوا بكلمات على وزن كلمات القرآن.
4. ليس الإعجاز في القواطع والفواصل لأنهم كانوا ينظمون الشعر.
5. ليس في خفة حروف القرآن لأن هناك كلمات ثقيلة الأحرف " اثاقلتم" و " أنلزمكموها" و"كبكبوا". . إلخ.
6. ليست في الاستعارات لأن ليس كل آيات القرآن فيها استعارات.
ليصل بعدها إلى أن الإعجاز" عنده" في النظم فقط أي حسن ترتيب الكلمات في جملة بحيث تكون كل كلمة في محلها المناسب لها وهو يقوم على معاني النحو والبلاغة، فلا بد للنظم من:
· ترتيب المعاني في النفس
· ترتيب الألفاظ في النطق
· دراسات معاصرة للإعجاز القرآني:
أشهر من تحدث عن البيان القرآني:
1. الأديب محمد صادق الرافعي: كان أديباً ذاباً عن القرآن ولغته، والقرآن عنده معجز من جهات ثلاث:
· من حيث تاريخه بين الكتب السماوية فهو كتاب محفوظ لم يحرف
· من حيث آثاره فلم يعرف في الدنيا كتاب كان أثره ولا يزال مثله
· من حيث حقائقه في مجالات متعددة.
· الإعجاز البياني وهو غرضه الذي تحدث عنه وهو عنده في النظم.
· النظم عند الرافعي في ثلاثة أشياء:
الحروف وأصواتها.
الكلمات وحروفها.
الجمل وكلماتها، وكلها متكاملة في إظهار إعجاز القرآن البياني
2. الدكتور محمد عبد الله دراز، صاحب "النبأ العظيم" ويرى الإعجاز في ثلاثة:
· الإعجاز اللغوي.
· الإعجاز العلمي.
· الإعجاز التشريعي الاجتماعي.
3. الأستاذ الأديب سيد قطب:
· وهو يقول بالإعجاز المطلق
· يوظف الإعجاز كدليل على مصدر القرآن الرباني
· صاحب نظرية التصوير الفني في القرآن.
· مميزات الأسلوب القرآني عنده:
· تأثيره على النفوس.
· استثماره لألفاظ قليلة في التعبير عن قضايا كبيرة.
· احتمال النص لمعان كثيرة كلها صحيحة.
· استحضار المشاهد وتجسيم الأحداث تجسيماً ينفذ لأعماق النفس.
4. كل من: د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، الشيخ محمد متولي الشعرواي، أحمد بدوي، د. محمد عبد الخالق عضيمة، د. عبد الفتاح لا شين، د. فاضل السامرائي، د. عبد العظيم المطعني، د. عودة الله القيسي، د. محمد نورالدين المنجد، كلهم قالوا بالإعجاز البياني
5. الأستاذ عبد المجيد الزنداني – الذي أشهر الإعجاز العلمي في العصر الحاضر- ثم الدكتور زغلول راغب النجار والدكتور عبدالله المصلح – الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة- وغيرهم كثير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم