الإعجاز الروحي /أ. د. حسن منديل العكيلي

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
أحببت أن أسوق الى الأخوة هذا النوع من الإعجاز القرآني وهي مقالة لأحد الأساتذة العراقيين . ونطرح موضوعها للنقاش إن وجدنا لذلك ضرورة . وبارك الله بكم.
الإعجاز الروحي/
أ. د. حسن منديل العكيلي

لا يعني طبعاً هذا أن القرآن الكريم معجز بهذا الوجه حصراً، ولكنه وجه من وجوه الإعجاز المطلقة.
سأدلو بدَلْوِي بينَ الدلاء، فلي رأي في الإعجاز يدعمُهُ المنطق والعقل وكثير من أقوال العلماء السابقين والمعاصرين: إنّ للّغة مظهرين أو مرحلتين:
الأولى: مرحلة (ظاهرة) منطوقة مسموعة، تتألف من أصوات ومفردات وتراكيب على وفق قواعد مطّردة، يفهمها الإنسان دون عناء لاستعداده الخلقي لذلك. وهي وسيلة الاتصال بين بني البشر باختلاف ألسنتهم وثقافاتهم، يعبّرون بها عن أفكارهم وعن حاجاتهم، وهي مرحلة متعددة الأصوات والأنظمة اللغوية بتعدد لغات العالم.
الثانية: مرحلة (باطنة) غير متعددة تسبق المرحلة الأولى، أو هي خلفها، لا يُدركها الإنسان لأنها لا تتألف من أصوات وتراكيب، بل هي معانٍ وأفكار خافية تنتقل عبرَ الأثير، وهي وسيلةُ الاتصال في عالم الغيب بين الله ومخلوقاته على اختلافهم وكثرتهم. وقد عبّر عنها العلماء ولاسيما المتصوفة من المسلمين والفلاسفة غير المسلمين وعلماء اللاهوت بتسميات مختلفة منها: التجلي والايحاء والإشراق وغيرها .
من هذه المرحلة يستمد القرآن إعجازه ذلك أنّه مرتبطٌ بها، أو أنه روح من أمر الله حي باقٍ. فالقرآن قرآنٌ في هذه المرحلة (الباطنة) من اللغة وبعدها، أنزله الله تعالى على نبيّه الكريم وأوحاه إلى قلبه، ويسّره على لسانه العربي الشريف، بعد أن قدّر الزمان والمكان لنزوله، حيث بلغت العربية من القوة والقدرة على التعبير والإتساع والبلاغة درجة عالية بعد عصور من التطور كما هو مبسوط في كتب تاريخ اللغات الجزرية، لتتمكن من التعبير عن القرآن العظيم.
وبذلك نقله الله سبحانه إلى مرحلة اللغة المنطوقة المسموعة بشكلها العربي ليفهمه الناس وليرحمهم به ويعلمهم ما ينفعهم، قال تعالى: ((إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)).

إن هذا الوجه الإعجازي الروحي واسع يشمل معجزات مطلقة، يحتاج إلى اهتمام الدارسين اللغويين بعد الإيمان به لأنه يكمّل الدراسات اللغوية في القرآن الكريم ولاسيما أنه نشأت هكذا واتجهت دهراً طويلاً هذا الاتجاه، وتراثنا زاخر بمثل هذه الدراسات. لانقطاع أصحابها إلى الله مخلصين له الدين، لا لإغراض دنيوية كالشهرة أو الترقية أو التجارة وغير ذلك فإن الارتباط بالدنيا يغلق عليهم هذا الجانب من الدراسة. وهذا لا يعني ترك الكلام كما يحلو للبعض أو باعتماد الخيال والخرافات والأساطير، وإنما بوضع منهج علمي أكاديمي نفسر في ضوئه كثيراً من النصوص الدينية والتراثية التي ترفضها المناهج الدراسية الحديثة لتأثرها بالمناهج الغربية المادية، التي تتناقض مع كثير من الآيات البينات والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال العلماء في صفة القرآن الكريم، كقوله (ص): ((لو كان القرآن في إهاب، ثم وقع في النار لما احترق)) وقوله (ص): ((كتابُ الله سببٌ بينكم وبينه، طرَفُهُ بأيديكم))، وقوله (ص): أن الله قال له: ((أنزلتُ عليك كتاباً لا يغسلُهُ الماءُ تقرأه نائماً ويقظان))، وقال العلماء: أنّ القرآن وقَعَ بالدّال على القديم، وهو الألفاظ.
وقالوا: أن القرآن كلامُ ربّ العالمين: ((من نورِ ذاته جلّ وعزّ، وأن القراءة أصوات القُراء ونغماتُهم)).
فهو قرآنٌ ولو نزعت عنه لفظَهُ. وقد أجازَ اللهُ فيه قراءاتٍ متعددة. وفي هذا وجه آخر للإعجاز يُفسر في ضوء ما قدّمنا. كتابٌ واحدٌ يقرأ بأكثر من قراءة، لابدّ أنه فوق ادراك البشر. جاء في الأثر أنّ جبرائيل عليه السلام، أخبر النبي (ص): ((إن الله يأمُرُكَ أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فإيّما حرف قرؤا عليه فقد أصابوا)).
وهذا يدلّ أيضاً على الفرق بين قراءة القرآن الكريم الإيمانية وقراءته غير الإيمانية فالأولى مرتبطة بما خلف الكلمات والحروف بهدي من الله. والثانية لا تتعدى الأصوات والحروف. ويدلل أيضاً استمرار معجزته على مرّ العصور، فللغة عمقٌ روحي أو غيبي لا نُدْرِكهُ يمدُّ القرآن إعجازه وحفظه: ((إنا نحن نزلنا الذكرَ وإنا له لحافظون))، والله أعلم، هو حسبنا ونعم الوكيل.
 
وبذلك نقله الله سبحانه إلى مرحلة اللغة المنطوقة المسموعة بشكلها العربي ليفهمه الناس وليرحمهم به ويعلمهم ما ينفعهم، قال تعالى: ((إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)).

هل من دليل على هذا الكلام؟
وهل الاحاديث الواردة صحيحة وما درجتها؟
 
رأيي باختصار :
هذه فلسفة تفسر القرآن على أساس باطني رافضي تتلاعب بثنائية الخفاء والتجلي في عالم الفكر وعالم الأشخاص وعالم التاريخ وفي عالم التعبير .. فليس غريباً أن تتعامل مع القرآن على هذا الأساس الذي انبنت عليه هذه الفلسفة .. ولا علاقة للأحاديث الواردة بهذا التلاعب الشنيع بكتاب الله وتاريخه ومصدره وثبوته ..

إن القرآن بظاهره وباطنه معاً هو الروح التي هي من أمر الله ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) .. ولا مجال للفصل المذكور ولا دليل عليه من نقل ولا عقل إلا السمادير والأوهام والظنون ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) .
القرآن كلام الله لعباده مكتوب في اللوح المحفوظ ومنزل من السماء مدون في المصاحف ، محفوظ في الصدور متلو بالألسنة (آيات بينات في صدور الذي أوتوا العلم )، باق أبداً محفوظ كما هو ، مقطوع بثبوته ، لا ريبَ فيه ، من أول أمره إلى أخره ، وليس خارجاً من باطن شيء ولا فيه نقطة خفية (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون ) (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ).
القرآن مقروء منذ (اقرأ) وليس منقولاً من لغات ، ولا مخلوقاً ، ولا متطوراً ، ولا متحولاً ( لا مبدل لكلمات الله ) .
القرآن قرآن ، لم يكن شيئاً آخر ثم صار ذلك الشيء إلى القرآن .......
.........
 
رأيي باختصار :
هذه فلسفة تفسر القرآن على أساس باطني رافضي تتلاعب بثنائية الخفاء والتجلي في عالم الفكر وعالم الأشخاص وعالم التاريخ وفي عالم التعبير .. فليس غريباً أن تتعامل مع القرآن على هذا الأساس الذي انبنت عليه هذه الفلسفة .. ولا علاقة للأحاديث الواردة بهذا التلاعب الشنيع بكتاب الله وتاريخه ومصدره وثبوته ..
..................
القرآن مقروء منذ (اقرأ) وليس منقولاً من لغات ، ولا مخلوقاً ، ولا متطوراً ، ولا متحولاً ( لا مبدل لكلمات الله ) .
القرآن قرآن ، لم يكن شيئاً آخر ثم صار ذلك الشيء إلى القرآن .........

الاستاذ عصام
جزاك الباري كل خير
جليت بعضا مما ورد
فهل لك ان تفصل في كلام المقالة أكثر
شكر الله لك
 
رأيي باختصار :
هذه فلسفة تفسر القرآن على أساس باطني رافضي تتلاعب بثنائية الخفاء والتجلي في عالم الفكر وعالم الأشخاص وعالم التاريخ وفي عالم التعبير .. فليس غريباً أن تتعامل مع القرآن على هذا الأساس الذي انبنت عليه هذه الفلسفة .. ولا علاقة للأحاديث الواردة بهذا التلاعب الشنيع بكتاب الله وتاريخه ومصدره وثبوته ..

إن القرآن بظاهره وباطنه معاً هو الروح التي هي من أمر الله ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) .. ولا مجال للفصل المذكور ولا دليل عليه من نقل ولا عقل إلا السمادير والأوهام والظنون ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) .
القرآن كلام الله لعباده مكتوب في اللوح المحفوظ ومنزل من السماء مدون في المصاحف ، محفوظ في الصدور متلو بالألسنة (آيات بينات في صدور الذي أوتوا العلم )، باق أبداً محفوظ كما هو ، مقطوع بثبوته ، لا ريبَ فيه ، من أول أمره إلى أخره ، وليس خارجاً من باطن شيء ولا فيه نقطة خفية (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون ) (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ).
القرآن مقروء منذ (اقرأ) وليس منقولاً من لغات ، ولا مخلوقاً ، ولا متطوراً ، ولا متحولاً ( لا مبدل لكلمات الله ) .
القرآن قرآن ، لم يكن شيئاً آخر ثم صار ذلك الشيء إلى القرآن .......
.........
هل تعني بذلك أخي الفاضل عصام أنك تنكر ما يسمى الإعجاز الروحي جملة وتفصيلاً ؟؟ أم أن الأمر عندك له ضوابطه وشواهده؟؟
 
هل تعني بذلك أخي الفاضل عصام أنك تنكر ما يسمى الإعجاز الروحي جملة وتفصيلاً ؟؟ أم أن الأمر عندك له ضوابطه وشواهده؟؟
أبا أنس رعاك الله..
من شرط إنكار الشيء جملة وتفصيلاً = العلم به والاطلاع عليه جملة وتفصيلاً .
وقد قلت رأيي في المقالة التي نقلتها وأطلعتنا عليها .
ولا أعلم ماذا تقصد بسؤالك هل تعني ... إلخ؟
وهل أنت من دعاة الإعجاز الروحي جملة وتفصيلاً ؟
 
موضوع الإعجاز الروحي طرقه غير واحد من العلماء الأفاضل أذكر منهم محمد سعيد رمضان البوطي . وفكرته في ذلك ان من يقرأ القرآن وسمعه من يجهل بلغة العرب فإنه لا شك يتأثر به . هذا التأثر هو المفتاح لهذا العلم على حد قول الشيخ البوطي. أذكر أنني كنت أقرأ آيات من القرآن أمام أحد الإسبان ممن لا يعرفون شيئاً عن العربية . فبعد أن أكملت سألته عن الذي كنت اقرأ وكان سؤالي له باللغة الإنجليزية. فقال لي: إنك كنت تقرأ شيئاً مثل الإنجيل أو شيء ديني. هذه هي الفكرة الرئيسية التي تدور بالذهن بعيداً عن الفلسفة وأحكامها ونظرياتها . ولا أدري إن كانت هذه الفكرة توصل أصلاً الى ما يسمى بالإعجاز الروحي أم هو ماذا؟!!
 
هل من دليل على هذا الكلام؟
وهل الاحاديث الواردة صحيحة وما درجتها؟
نعم يا أبا صهيب الأحاديث صحيحة. ولكن السؤال إن كانت النصوص تنطبق عليها أم لا.
 
المقال المنقول خلط صاحبه بين أمرين بنى عليهما مقاله ، حيث خلط بين عظمة القرآن نفسه وبين تأثر القارئ به أو عدم تأثره ، وجعل مناط ما سماه إعجازا روحيا يقوم على أساس إحساس القارئ لا غير وهذا واضح جدا في عباراته
الثانية: مرحلة (باطنة) غير متعددة تسبق المرحلة الأولى، أو هي خلفها، لا يُدركها الإنسان لأنها لا تتألف من أصوات وتراكيب، بل هي معانٍ وأفكار خافية تنتقل عبرَ الأثير، وهي وسيلةُ الاتصال في عالم الغيب بين الله ومخلوقاته على اختلافهم وكثرتهم. وقد عبّر عنها العلماء ولاسيما المتصوفة من المسلمين والفلاسفة غير المسلمين وعلماء اللاهوت بتسميات مختلفة منها: التجلي والايحاء والإشراق وغيرها .
من هذه المرحلة يستمد القرآن إعجازه ذلك أنّه مرتبطٌ بها، أو أنه روح من أمر الله حي باقٍ. فالقرآن قرآنٌ في هذه المرحلة (الباطنة) من اللغة وبعدها، أنزله الله تعالى على نبيّه الكريم وأوحاه إلى قلبه، ويسّره على لسانه العربي الشريف، بعد أن قدّر الزمان والمكان لنزوله، حيث بلغت العربية من القوة والقدرة على التعبير والإتساع والبلاغة درجة عالية بعد عصور من التطور كما هو مبسوط في كتب تاريخ اللغات الجزرية، لتتمكن من التعبير عن القرآن العظيم.
وبذلك نقله الله سبحانه إلى مرحلة اللغة المنطوقة المسموعة بشكلها العربي ليفهمه الناس وليرحمهم به ويعلمهم ما ينفعهم، قال تعالى: ((إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)).
وهذا يدلّ أيضاً على الفرق بين قراءة القرآن الكريم الإيمانية وقراءته غير الإيمانية فالأولى مرتبطة بما خلف الكلمات والحروف بهدي من الله. والثانية لا تتعدى الأصوات والحروف.
ومقتضى كلامه أن الإعجاز مرتبط بالقراءة الإيمانية وبالتالي فليس الإعجاز في اللفظ ولا في القرآن وإنما هو في قراءته بإيمان
ومن العجائب قوله : فهو قرآنٌ ولو نزعت عنه لفظَهُ.
وهي عبارة ظاهرة الفساد ، وفسادها أبين من أن يعلق عليها .
ولا أدري إلى أين سيصل بنا لفظ الإعجاز ؟!!!
 
عودة
أعلى