الإسلام والجيولوجيا

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
تارودانت-المغرب
بقلم : الأستاذ أمين الشبيهي الموقت*

يقول الله تعالى : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:74]
تتطرق الآية الكريمة إلى مقارنة قلوب اليهود مع الحَجَر و اعتبارها بنفس القسوة أو أشد ؛ ذلك أنهم لم يعتبروا بالمعجزات التي أظهرها لهم الله عز و جل وعادوا إلى كفرهم وغيهم.
وبقدر ما تسمح لنا هذه المقارنة من استيعاب معنى الآية الكريمة و إدراك مدى قسوة قلوب الظالمين ، تُبَيِّن هذه المقارنة شقا آخر من الإعجاز العلمي الذي يتضمنه القرآن الكريم .
تعرف المنطقة الموجودة تحت القشرة الأرضية (Ecorce terrestre) بعمق يتراوح ما بين 10 و 2900 كلم ، بالمعطف الأرضي (Manteau terrestre) ، ويسمى كذلك لأنه يغلف النواة المركزية لكوكب الأرض المتكونة من معادن منصهرة (Métaux en fusion)، و يعزى ذلك ، إلى ارتفاع الضغط و درجة الحرارة كلما غصنا بداخل كوكب الأرض (25 درجة لكل كيلومتر من العمق) وهكذا تصل درجة الحرارة في النواة المركزية إلى آلاف الدرجات المئوية .
يتكون المعطف الأرضي من أحجار ساخنة ، و قد لاحظ العلماء انبعاث كميات هائلة من بخار الماء من فواهات البراكين ، كما تأكد بشكل قطعي ، من خلال فحص عينات من الحمم البركانية ، وجود الماء في المعطف الأرضي إلى حدود 300 كلم من العمق على الأقل ، ليس بداخل خزانات جوفية ، و لكن حبيس الأحجار المكونة لهذا المعطف . و تقدر كمية الماء الموجودة في أحجار المعطف الأرضي بمجموع المياه الموجودة في البحار و المحيطات التي يحتويها كوكب الأرض . كما يقدر حجم الماء الموجود بداخل الأحجار بصفة عامة ما بين 1% و 2% من مكونات الحجر .
وبفعل الحرارة الهائلة و الضغط الكبير اللذان يسودان في أعماق الأرض فإن الأحجار "تلين" لتخرج منها المياه الحبيسة بها ، و التي تتسرب كلما وجدت طريقا نحو سطح الكرة الأرضية ، و هي نفس الطريق التي تسلكها الحمم البركانية .
تقول الآية الكريمة : { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ} ، وهذا بالضبط ما يقع عند خروج بخار الماء و الحمم من البراكين حيث يصاحب ذلك دَوِي أشد وقعا من صوت الرعد ، و "ينفجر" البخار المائي نحو السماء . و في مرحلة ثانية يسقط ذلك الماء على شكل مطر فتتكون منه الأنهار .
تقول الآية الكريمة : {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ} ، يمكن للماء أن يشق الحجر بشكل سهل للغاية ، ذلك أن تحول الماء بداخل الحجر من شكله السائل إلى شكله المتجمد (بفعل انخفاض درجة الحرارة إلى صفر درجة فما تحت) يجعل الماء يتمدد ليشغل فضاء أكبر من ذلك الذي كان يحتله ، و ينتج عن ذلك التمدد ضغط قوي يؤدي إلى شق الأحجار و خروج الماء المتجمد منه .
تقول الآية الكريمة : {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} . يبدو من أول وهلة أن ليس هناك علاقة ما بين الشطر الأول من الآية الكريمة و شطرها الثاني المتعلق بهبوط الحجر بإذن الله عز و جل ، ولكن الصلة العلمية موجودة ووثيقة كما سأبين ذلك بعون الله و قوته .
اعتبر العلماء لمدة طويلة أن الماء الموجود على الكرة الأرضية قد تم إنتاجه عن طريق أكسدة (Oxydation) الهيدروجين الذي كان موجودا بكثرة إبان تكون نجم الشمس ، و بعده النظام الشمسي. لكن تحليلات حديثة أبانت أن كميات مهمة من المياه جاءت كوكب الأرض من الفضاء الخارجي .
يحتوي النظام الشمسي على أجسام صغيرة لا تتعدى بعض الكيلومترات ، يطلق عليها اسم المذنبات (Comètes) و النيازك (Météorites). تتكون هذه الأجسام أساسا من أحجار و ماء حيث يشكل هذا الأخير حوالي 80% من مكونات المذنب و يوجد إما على شكل ثلج أو حبيس الحجر .
تتعرض جميع كواكب النظام الشمسي ، و من بينها الأرض ، إلى "قصف" متواصل من طرف هذه الأجسام . وهكذا فإن علماء الفلك يقولون بأن بعض المياه الموجودة في كوكب الأرض قد حملتها تلك الأحجار القادمة من الفضاء الخارجي .
وفي اعتقادي ، فإن الآية الكريمة حين تقول : {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} فالمقصود هنا أحجار النيازك والمذنبات التي سقطت و تسقط على كوكب الأرض ، و التي تحوي قدرا مهما من الماء .
وهكذا يتبين أن الآية الكريمة قد جاءت بحقائق علمية لا غبار عليها ، و هي :
1) تحتوى الأحجار على ماء بقدر يتراوح بين 1% و 2%.
2) تحتوي الأحجار الموجودة بداخل الأرض على كميات هائلة من المياه توازي الكميات الموجودة على سطح الأرض .
3) تخرج المياه التي تحتويها الأحجار من فواهات البراكين و تشارك بعد ذلك في الدورة المائية مما ينتج عنه تواجدها في الأنهار .
4) يمكن للماء أن يشق الحجر بفعل تجمده .
5) تنزل الأحجار فوق كوكب الأرض بشكل كبير ، وتصطحب معها كميات من المياه .
وقبل الختام لابد من الإشارة إلى أن الآية الكريمة قارنت قسوة قلوب الظالمين بقسوة الحجر أو أشد ، و عكس القسوة هو اللين ، وهنا يظهر ليس فقط الإعجاز العلمي بل كذلك الإعجاز اللغوي ، ذلك أن تلك القلوب قورنت بقسوة الحجر ، ولكن الحجر حين يتعرض لضغط و حرارة مرتفعين يلين و يفقد قسوته و يتحول إلى عجين ، لذلك قال عز وجل : {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} ، حيث إن الحجارة يمكن أن تلين ، أما قلوب الظالمين فقاسية لا تلين . ومباشرة بعد ذلك قال عز وجل : {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ} ، وذلك تعبيرا منه عز و جل عما يترتب عن الحالة التي تلين فيها الأحجار ، و التي تتفجر منها الأنهار كما وضحت ذلك سابقا .
وهكذا يظهر جليا أن فصاحة التعبير القرآني غاية في الدقة . ذلك أنه عز وجل لم يكتفِ بمقارنة قسوة القلوب مع قسوة الحجر ، بل قال سبحانه : {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} ، مع العلم أن في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن هنالك بشر يمكن أن يتصور أن الحجر يمكن أن يلين و يفقد من قساوته ، ولكنه سبحانه أعطانا كتابا صالحا في كل مكان وزمان . كلما تقدمنا بالعلم أعجزنا القرآن أكثر فأكثر ، فسبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله .

و الله أعلم .

*خريج معهد العلوم النووية بكرونوبل -فرنسا
*حائز على الماسترز في إدارة المقاولات من جامعة كاين -فرنسا
المصدر : هسبريس
 
مقارنة بين قلوب كفار بني إسرائيل والحجارة

مقارنة بين قلوب كفار بني إسرائيل والحجارة

تعقيبا على هذه المقاربة التفسيرية التي تدور حول ما يمكن من دلالات توليدية للمعاني الممكنة حسب حيثيات جديدة مستقاة من آيات الآفاق والأنفس .
أشير إلى جزئية تحملها الآية 74 من سورة البقرة ، وهي إمكانية تشبيه الوحي الإلهي بالماء في القرآن الكريم . وهذا التشبيه قد أشار إليه عدد من المفسرين ، أسوق هنا نموذجا لهذا التشبيه عندابن عاشور في تفسيره للآية 21 من سورة الزمر .
يقول تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ}[الزمر:21]
يقول ابن عاشور : " فَمُثِّلَتْ حَالَةُ إِنْزَالِ الْقُرْآنِ وَاهْتِدَاءِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَالْوَعْدِ بِنَمَاءِ ذَلِكَ الِاهْتِدَاءِ، بِحَالَةِ إِنْزَالِ الْمَطَرِ وَنَبَاتِ الزَّرْعِ بِهِ وَاكْتِمَالِهِ. وَهَذَا التَّمْثِيلُ قَابِلٌ لِتَجْزِئَةِ أَجْزَائِهِ عَلَى أَجْزَاءِ الْحَالَةِ الْمُشَبَّهِ بِهَا:
فَإِنْزَالُ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ تَشْبِيهٌ لِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ لِإِحْيَاءِ الْقُلُوبِ، وَإِسْلَاكُ الْمَاءِ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ تَشْبِيهٌ لِتَبْلِيغِ الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ، وَإِخْرَاجُ الزَّرْعِ الْمُخْتَلِفِ الْأَلْوَانِ تَشْبِيهٌ لِحَالِ اخْتِلَافِ النَّاسِ مِنْ طَيِّبٍ وَغَيْرِهِ، وَنَافِعٍ وَضَارٍّ، وَهِيَاجُ الزَّرْعِ تَشْبِيهٌ لِتَكَاثُرِ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ.وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً فَهُوَ إِدْمَاجٌ لِلتَّذْكِيرِ بِحَالَةِ الْمَمَاتِ وَاسْتِوَاءِ النَّاسِ فِيهَا مِنْ نَافِعٍ وَضَارٍّ.
وَقَرِيبٌ مِنْ تَمْثِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا فِي «الصَّحِيحَيْنِ» عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعلم كَمثل الْغَيْث الْكثير أصَاب أَرضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسقوا وزرعوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ الله ونفعه مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» . " انتهى

إذا كانت هذه الإمكانية متاحة ، نحاول أن نفهم بها الآية 74 من سورة البقرة .
يقول تعالى : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:74]
فقوله تعالى عن قلوب كفار بني إسرائيل { فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } ، قلوبهم قاسية مثل الحجارة ، لكن قارنوا :
الحجارة تتفاعل مع الماء حسب ثلاثة أصناف : الحجارة التي تتفجر منها الأنهار / الحجارة التي تتشقق بالماء / الحجارة التي تلين بواسطة الماء وتهبط .
بينما قلوب كفار بني إسرائيل تبقى قاسية رغم وجود الوحي . لا تتأثر به لا قليلا ولا كثيرا .
إذن ، قلوب كفار بني إسرائيل أشد قسوة من الحجارة .

والله أعلم وأحكم
 
استشكال في فهم قول ابن عاشور السابق ووجه التشبيه الذي ذكره، في اية الزمر ، الا تفسرهذه الايةلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ
qos2.png
[الزمر:21] بقوله تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الكهف

ملاحظة :
لانقارع العلماء ، في فنهم ، ولكن عند التجزئه ،
كيف يتنزل ، قوله تعالى ( فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) ، مثلا للمؤمن ..مجرد استشكال..فمارايكم ؟؟؟ ...
 
هذا التمثيل هو اجتهاد من المفسر ، وهو تمثيل يتلاءم مع روح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، حيث جاء صريحا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
شبه المفسر هياج الزرع بتكاثر المؤمنين بين المشركين .
ودلالة الاصفرار هي صفة إيجابية ؛ لأنها تدل على قمة النضج في هذا التكاثر .
يقول الله تعالى : {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللهِ أَفْوَجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) }[النصر:1-3] .
وقد أول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، سورة النصر بِدُنُوِّ أجل الرسول صلى الله عليه وسلم .
ثم يختم ابن عاشور التشبيه بحالة الحطام التي هي مآل الجميع : " ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً فَهُوَ إِدْمَاجٌ لِلتَّذْكِيرِ بِحَالَةِ الْمَمَاتِ وَاسْتِوَاءِ النَّاسِ فِيهَا مِنْ نَافِعٍ وَضَارٍّ . "

والله أعلم وأحكم
 
ودلالة الاصفرار هي صفة إيجابية ؛ لأنها تدل على قمة النضج في هذا التكاثر .
لا اله الا الله ، في النفس شي ...
الاصفرار في النبات غير جيد ( يتعلق بالكلورفيل ) له اسباب تتفاوت من استعدات النبات لقلة الغذاء (الجوع ) هنا او الاصابه بالامراض هنا .

فابن عاشور رحمه الله في اجتهاده وضربه (مثل المؤمن باية الزمر ) ، ارى انه تجاوز عن كلمة ( مصفرا ) ، وايضا عند تشبيهه لكلمة (حطاما )بالمؤمنين .. تجد الوصف غير مُطمَئِنّ ، ولايقع تماما..!! رحم الله جميع ائمتنا .


قال احد السلف ( لااذكر اين قرات هذا الكلام ) ، لم يصح حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، الا وجدت اية تدل عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعلم كَمثل الْغَيْث الْكثير أصَاب أَرضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسقوا وزرعوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ الله ونفعه مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» . " هذا الحديث لعله قريب من قوله تعالى ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد.


والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله تعالى خيرا أخي عبد الكريم وبارك فيك...وجزى سبحانه أخي عمر وبارك فيه
أخي الفاضل عمر....المقصود بالاصفرار هو ذلك الذي يحصل في نهاية النضج
وهو علامة للزارع ان زرعه قد وصل الى غاية النضج...وعليه ان يحصد الزرع
والله تعالى أعلم.
 
يقول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[الزمر:21]
الاصفرار المذكور في الآية هو اصفرار مرحلي حتمي في نمو النبات ، فهو اصفرار النضج ، وليس اصفرار مرض النبات .
وهو ما يطلق عليه النضج الأصفر . وهي مرحلة بعد النضج اللبني وقبل النضج التام للنبات .
ففي الآية نجد المراحل الطبيعية لنمو النبات : مرحلة خروج الزرع / مرحلة الهياج / مرحلة الاصفرار / مرحلة الحطام .
وهي مراحل طبيعية متتابعة في عالم النبات .

والله أعلم وأحكم
 
شكرا، عبد الكريم / البهيجي ، على المعلومه ، غابت عني ، ( الاصفرار دليل النضج ) ، وختاما كما قلت (اخي عبد الكريم ) ..يبقى قول ابن عاشور رحمه الله اجتهادا ، فعامة المفسرين على ان اية الزمر على ظاهرها ، وانها ليست مثلا مضروبا ( الزرع والمؤمن ) على الاقل ليس هنا .. ، فبدأت الاية ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) ونهايتها بقوله سبحانه وتعالى ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) ، فهى خطاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ولامته بالتفكر والتامل في عظيم قدره الله وحكمته ونعمه ، واحيائه الارض بعد موتها وسرعة زوال الدنيا وقدرته على احياء الموتى .



والله اعلم
 
عودة
أعلى