الإسرار الدلالية في قَولهِ تَعالى تَبْغُونَهَا عِوَجًا وإشارتها على تَنوُّع أساليبِ الكيدِ

إنضم
27/02/2017
المشاركات
18
مستوى التفاعل
3
النقاط
3
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم

[h=2]الإسرار الدلالية في قَولهِ تَعالى:{تَبْغُونَهَا عِوَجًا}وإشارتها على تَنوُّع أساليبِ الكيدِ للإسلامِ[/h][h=2]خُلاصَة:[/h]هذا البحثُ يدورُ حولَ تفسيرِ وإعرابِ قَولهِ تَعالى:{تَبْغُونَهَا عِوَجًا} الذي ورد في القرآن في خمسةِ مواضع, فيُبحثُ فيه عن معنى "البغي" و"العوج", وأقوال المفسرين في معاني الآية؛ والتي بلغَتْ أربعةَ عشرَ معنىً تقريبا، ونحوها من الإعرابات المختلفةِ, والهدف من البحث: الكشفُ عن بعضِ وجوهِ إعجازِ القرآن في الإيجازِ والبيانِ, وفضحُ كل أشكال المؤامراتِ التي تُدَبَّرُ للأمةِ الإسلاميةِ.
الاصطلاحات: التفسير, الإعراب, الإيجاز, المجاز, الاستشراق, الباطنية, الإسلامفوبيا
[h=2]مُقدِّمةٌ:[/h]الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً مستقيما، عليّاً حَكيماً، تَمَّتْ كَلِمَاتُه صِدْقًا وَعَدْلًا, قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ، هادياً مِنْ كُلِ ضلالةٍ, نوراً مِنْ كلِ ظُلمةٍ, شافياً مِنْ كلِ عِلةٍ، وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسلهُ مُبَيِّناً لكتابِهِ، مُوَضِحاً لمنهجِهِ، حاكماً بما أراه اللهُ، فكانَ قراناً يمشي على الأرضِ, أضاءتْ بهِ البشريةُ بعد ظُلْمةٍ, وسعدتْ بعدَ شقاءٍ, واستراحتْ بعدَ عناءٍ.
وبعد؛ فانَّ القرآن الكريمَ لَمْ يتركْ خيراً إلّا دلَّنا عليه, ولا شراً إلا ونهانا عَنْه, ولا فتنةً إلا حذَّرنا منها, ولا عدواً إلا كشفهُ وعرَّاه, وَفَصَّلَ ذلك كلَّه بأبلغِ العبارات وأوجزها. ومِن ذلك موضوعُ بحثنا؛ وهو قَولُه تَعالى: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} هاتان الكلمتان الجامعتان الشاملتان في وصفِ أعداءِ الإسْلامِ في الداخلِ والخارجِ من الكفارِ والمنافقينَ, قَصْداً وعملاً وطَويّةً، حالَ كونِهمْ يُعادُونَ الإسْلامَ وكتابَهُ ونبيَّهُ وأهلَهُ، ووصْفِ السبيلِ. وسنرى في هاتين الكلمتين كلَّ هذهِ المعاني العظيمةَ من خلالِ هذا البحثِ المتواضعِ الذي نَضَعُه بين يدي القارئ الكريم, وقصْدُنا منه أمران:
1. الكشفُ عن بعضِ وجوهِ إعجازِ القرآن في الإيجازِ والبيانِ.
2. فضحُ المؤامراتِ التي تُحاكُ ضدَ الأمة الإسلامية, والْتي اشتَدَّ سُعارُها هذهِ الأيّامَ.
وسَيُقسِّمُ البحث إلى خمسةِ مباحث كما يلي:
[h=2]المبحث الأول: ذكرُ الآياتِ الكريمةِ التي اشتملتْ على قولِه عزَّ وجل: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}؛[/h]وهي خمسُ آياتٍ على النحو التالي:
(1) قَولهِ تَعالى:{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[1] ففي هذه الآيةِ يَخصُّ اللهُ أهلَ الكتابِ من اليهودِ والنصارى بالخطابِ بصيغةِ الاستفهام الإنكاري والتوبيخي على جريمتِهم في بغي العوج .
(2) قَولهِ تَعالى:{ونادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ }[2] وفي هذه الآيةِ يذكرُ الربُ سُبْحانَهُ مصيرَ هؤلاءِ الظالمينَ الذين ظلموا أنفسَهم بِنَكْسها في الكفرِ, وظلموا الناسَ إذْ صدُّوهم عمَّا فيه خيرُهم وسعادتُهم, واستحقاقَهم اللعنةَ والغضبَ والعذابَ الأليمَ .
(3) قَولهِ تَعالى:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}[3] وفي هذا المقطعِ يُرينا اللهُ الخصالَ الذميمةَ التي استحق بها قومُ شعيبٍ نقمةَ الربِ وعذابِه؛ ومنها صدُّهم عن سبيل اللهِ وتلمسُ العوجِ لها .
(1) قَولهِ تَعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }[4] وفي هذه الآية, كما في آية الأعراف؛ يبين سُبْحانَهُ أن لا أحدَ اظلمُ مِن هؤلاء الذين حَرَموا البشريةَ من التنَعُمِّ بظلالِ الشريعةِ الوارفةِ عن طريق إبعادِهم عن دين الله.
(5) قَولهِ تَعالى:{وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ }[5] وهذه هي أخرُ أيةٍ ذكرتْ هذا المقطعِ؛ وهي تُهدِّدُ هؤلاءِ المجرمينَ بالعذابِ الشديدِ المُؤْلِمِ على جُرْمهم في حرمان الناسِ نورَ اللهِ .
[h=2]المبحث الثاني: في ذكر معاني الكلمتين: (البغي) و(العوج) في اللغة العربية, وعُرْف القرآن والسنة.[/h]أولا: معنى (البغي):
يقول الزجاج (ت311/923): (البغي في اللغة: قصدُ الفساد، يقال: بَغَى الجَرْحُ يبغي بغياً، إذا ترامى إلى فسادٍ، هذا إجماعُ أهل اللغة ... يقال بغى الرجلُ حاجتَه يَبْغِيهَا بِغَاءً. والعربُ تقولُ: خرج في بِغَاءٍ إبله)[6].
ويقول ابن فارس (ت395/1004):"بَغَيَ" الْبَاءُ وَالْغَيْنُ وَالْيَاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا طَلَبُ الشَّيْءِ، وَالثَّانِي جِنْسٌ مِنَ الْفَسَادِ)[7].
ويقول الأصفهاني(ت502/1108): (البَغْي: طلبُ تجاوزِ الاقتصادِ فيما يُتحرّى، تجاوزَه أم لم يتجاوزْه، فتارةً يُعتبرُ في القَدْرِ الذي هو الكَمِية، وتارةً يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال:بَغَيْتُ الشيء:إذا طلبتُ أكثرَ ما يجب، قال اللّه عزّ وجل:لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ[8]، وقال تعالى: يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ[9].
وأَبْغَيْتُك: أَعَنْتُكَ على طلبه، وبَغَى الجرحُ:تجاوزَ الحدَّ في فساده، وبَغَتِ المرأة بِغَاءً: إذا فجَرَت، وذلك لتجاوزها إلى ما ليسَ لها. قال عزّ وجلّ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً[10]، وبَغَتِ السماءُ:تجاوزتْ في المطرِ حدّ المحتاجِ إليه، وبَغَى:تكبّر، وذلكَ لتجاوزِه منزلتَهُ إلى ما ليس له، ويستعمل ذلك في أيِّ أمرٍ كانَ. قال تعالى: يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ[11]، وقال:إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ[12]، وقال:ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ[13]، وقال:إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ[14]، وقال:فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي[15]، فالبغيُ في أكثرِ المواضعِ مذمومٌ ...) [16]
ويقول الماوردي (ت450/ 1058): (والبغيُ شدةُ الطلبِ للتطاولِ, وأصلُه الطلبُ) [17]
فالحاصلُ من كلام العلماء أنّ البغيَ له معنيان وهما: أحدهما:القصدُ والطلبُ الشديد بِإلحافٍ زائدٍ .
وثانيهما:الاعتداءُ والتجاوزُ والاستطالةُ.
ولماذا جاءَ الفعلُ: ( يَبْغُون) بصيغة المضارع؟؛ فلِأنَّ الجملةَ الفعليةَ تُفيدُ التجددَ, والحدوثَ المستمرَ، والحركةَ المتكرّرةَ المتجدّدةَ بدءاً من الحاضر، فتكراراً في المستقبل؛ وهذا في غايةِ الدقةِ في وصف حالِ الأعداءِ اللذين لا ينْفكونَ في ابتغاء الإسلامِ العنْتَ, ثم يسْكنُونَ قليلاً لِيُعاوِدوا الكرَّ والهجومَ؛ وممّا يُضْعفُ إبداعَ النصّ أنْ نُقَدِّرَ: الّذينَ كانوا يصُدُّون عن سبيل الله، وكانوا يَبْغُونَهَا عِوَجًا.[18].
ثانيا: معنى العوج:
يقول ابن عادل (ت نحو880/نحو1475) موضحاً معنى العوج وجامعاً أقوال المتقدمين: (قولُه:"عِوَجاً" ... العِوج بالكسر، والعَوج بالفتح: المَيْل، ولكن العرب فرَّقوا بينهما، فخَصُّوا المكسورَ بالمعاني، والمفتوحَ بالأعيانِ تقول: في دينه وفي كلامه عِوَج - بالكسر، وفي الجدار والقناة والشجر عَوَجٌ - بالفتح.
قال أبو عبيدة(ت208/823): العِوَج: المَيْل في الدِّين والكلامِ والعملِ، وبالفتح في الحائط والجِذْع.
وقال أبو إسحاق - الزجاج - : الكسر فيما لا تَرَى له شَخْصاً، وبالفتح فيما له شَخْصٌ.
وقال صاحب المُجْمَل - ابن فارس - : بالفتح في كل منتصب كالحائط، والعِوَج يعني: بالكسر ما كان في بساطٍ أو دينٍ أو أرضٍ أو معاشٍ، فجَعلَ الفرقَ بينهما بغير ما تقدم.
وقال الراغب: العِوَجُ: العطفُ من حال الانتصاب، يقال: عُجْتُ البعيرَ بزمامه، وفلانٌ ما يعوجُ به - أي: يرجع، والعَوَج - يعني: بالفتح - يقال فيما يُدْرَك بالبصر كالخشب المتصِب، ونحوه، والعِوَجُ يقال فيما يُدْرَك بفِكْر وبصيرة، كما يكون في أرض بسيطة عوج، فيُعْرَف تفاوتُه بالبصيرة، وكالدين والمعاش، وهذا قريب من قول ابن فارس؛ لأنه كثيراً ما يأخذ منه) [19]. وهذا القولُ ليسَ مُطَّرِداً فقد جاء العِوَج بالكسرِ في المادياتِ في وصفِ الأرضِ؛ يقولُ ابنُ عطيَّةَ (ت542 /1148): (ويُعْتَرَضُ هذا القانونُ بقَولهِ تَعالى: فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً[20]، وقدْ تتداخلُ اللفظةُ معَ الأُخرى) [21]
ويقول الطبري (ت310/923): وأما: ("العِوَج" فهو الأوَد والميْل. وإنما يعني بذلك: الضلال عن الهدى)[22] ( "عِوَجاً" عن القصد والحق إلى الزيغ والضلال) [23]
إذن فمعنى (العوج) في الآية الكريمة: هو الميلُ والزيغُ والضلالُ والظلمُ والتشويهُ .
[h=2]المبحث الثالث: إلى ماذا يعودُ الضميريْنِ "الواو" و "الهاء" في قَولهِ تَعالى: (يَبْغُونَهَا عِوَجًا)[/h]أولا: بالنسبة لضمير الفاعلِ "الواو" فقدْ رأينا أنَّه في الآية الأولى يعودُ على أهل الكتابِ: وهم اليهود والنصارى، أما الآيةُ الثالثةُ والرابعةُ والخامسةُ فهي توضح أنَّهم أهلُ النارِ الذين سَمَّتهمُ الآياتُ ب"الكافرينَ والظالمينَ والضالينَ"، وأما الآيةُ الثانية فهي واردةٌ في قوم خاصين وهم أهلُ شعيبٍ الذين وصفتهم الآية بالمفسدين ... فيتبين لنا جلياً أنَّ الفاعلَ هو مُطْلقُ أعداءِ الإسْلامِ من الكتابِيِينَ والمُشركينَ والمنافقينَ اللَّذِينَ لم تستثني الآيات واحدا منهم.
أما بالنسبة للضمير "الهاء" فهو يعود على "السبيل" الواردِ في الكلام السابقِ وهو قَولهِ تَعالى: ( يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) والذي أُنِّث هنا؛ والسبيلُ كما قال الواحدي (ت468/1076): (يؤنَّث ويذَّكر، فالتأنيث كقَولهِ تَعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}[24] والتذكير كقَولهِ تَعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}[25]) [26] وكما قَالَ الشَّاعِر:
تمنى رجال أَن أَمُوت وَإِن أمت ... فَتلك سَبِيل لست فِيهَا بأوحد [27]
وسَبِيلُ اللَّهِ دينُه وهو الإسْلام، وَإِذَا أُطْلق فَهُوَ فِي الغالِب واقعٌ عَلَى الجهَاد، حَتَّى صارَ لكَثْرة الاسْتِعْمال كَأَنَّهُ مقصورٌ عَلَيْهِ[28]. وقد يُطلقُ مَجازاً على القرآن أو الرسولِ الكريمِ صلى الله عله وسلم وما جاءَ بهِ من عِنْد الله [29] .
[h=2]المبحث الرابع: المعاني والإعْرابات في قَولهِ تَعالى: (يَبْغُونَهَا عِوَجًا):[/h]بعدَ الاطِّلاع على كتبِ التفسيرِ اجتمع لديَّ خمسةَ عشرَ قولا من أقوال العلماء؛ وأنا أسردُها مع التمثيل لكل منها إنْ شاء الله؛ إذ بالمثال[30] يتضح المقال:
[h=2]المعنى الأول: إنَّ أعداءَ الدينِ يطلبون ويتَمَنون بالحافٍ وشِدَّةٍ, للإسْلام أن يكون زائغاً مشوهاً[/h]غير مقبول ولا مرغوب, ما وجدوا إلى ذلك سبيلا؛ ليصنعوا الخوف من الاسلام (الإسلامفوبيا) في نفوس الناس ويصدوهم عن الإيمان به؛ وعلى هذا القولِ جمهورُ المؤولين[31]، (ويلزم من ذلك أن مَنْ صدَّ عنها ضالٌ مضلٌ)[32]. يقول ابن كثير (ت774/1373): (وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أَيْ وَيُحِبُّونَ أَنْ تَكُونَ سَبِيلُ اللَّهِ عِوَجاً مَائِلَةً عَائِلَةً، وَهِيَ مُسْتَقِيمَةٌ فِي نَفْسِهَا لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا، وَلَا مَنْ خَذَلَهَا فَهُمْ فِي ابْتِغَائِهِمْ ذَلِكَ فِي جَهْلٍ وَضَلَالٍ بَعِيدٍ، لَا يُرْجَى لَهُمْ والحالة هذه صلاح) [33].
وهذا أخبار فيه معنى التوبيخ وقد يكون تَهَكُّماً بهم حيث طلبوا ما هو محالٌ إذْ طريقُ الحق لا يعوج[34] ؛ فهو كقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[35] .
يقول الزَمَخْشري (ت 538/1143): ...(فَإِنْ قُلْتَ كَيْفَ يَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُوَ مُحَالٌ؟ (قُلْتُ) فِيهِ مَعْنَيَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّكُمْ تَلْبِسُونَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تُوهِمُوهُمْ أَنَّ فِيهَا عِوَجًا ... وَالثَّانِي: أَنَّكُمْ تُتْعِبُونَ أَنْفُسَكُمْ فِي إِخْفَاءِ الْحَقِّ، وَابْتِغَاءِ مَا لَا يَتَأَتَّى لَكُمْ مِنْ وُجُودِ الْعِوَجِ فِيمَا هُوَ أَقْوَمُ مِنْ كُلِّ مُسْتَقِيمٍ) [36].
ويتشعب عن هذا المعنى ستةُ توجيهاتٍ إعرابيةٍ على النحو التالي:
الإعْراب الأول: أنّ "عِوَجاً" منصوبةٌ؛ لكونها مفعولاً ثانياً لـ"يَبْغُونَها" والضمير "الهاء" المفعول الأول؛ فقد قال النسفي (ت710/1310): ("عِوَجاً" مفعولٌ ثانٍ لـ"يبغون": أي ويطلبون لها الاعِوَجاجَ والتناقضَ)[37]
الإعْراب الثاني: وهو أن "عِوَجاً" منصوبةً مفعولا به لـ(يَبْغُونَها), والضميرُ "الهاء" منصوبٌ على نزع الخافض؛ قال ابن عادل في توجيه هذا القول: ( قوله "عِوَجاً" فيه وجهان:أحدهما: أنه مفعول به، وذلك أن يُراد ب «تَبْغُونَ» تطلبون. قال الزجَّاج والطبريّ: تطلبون لها اعِوَجاجاً. تقول العرب: ابْغِني كذا - بوصل الألف - أي: أطْلُبه لي، وأبْغِني كذا - بقطع الألف - أي: أعِنِّي على طلبه.
قال ابنُ الأنباري (ت328/940): البغي يُقتصرُ له على مفعولٍ واحدٍ إذا لم يكن معه اللامُ، كقولك: بغيتُ المالَ والأجرَ والثوابَ. وههنا أُرِيدَ يبغون لها عِوَجاً، فلما سَقطتْ اللامُ عملَ الفعلُ فيما بعدَها، كما قالوا: وهبتك درهماً، يريدون وهبت لك، ومثله: صِدْتُك ظبياً، أي: صِدْتُ لك. قال الشاعر[38]:
فَتَوَلَّى غُلاَمُهُمْ ثُمَّ نَادَى ... أظَلِيماً أصِيدُكُمْ أمْ حِمَارا
يريد: أصِيدُ لكم ظليماً؟) [39].
وحرفُ الجر المحذوفُ يُمكنُ أنْ يُقَدَّرَ ب(اللام) كما تقدَّم, أو يُقَدَّرَ (في) أو (الباء)؛ قال النحاس (ت338/ 950): ("عِوَجاً" مصدرٌ ... منصوبٌ على أنَّه مفعولٌ ثانٍ, وهذا مما يتعدى إلى مفعولين: أحدُهما بحرف، والتقدير: ويبغون بها عِوَجاً) [40].
قال ابن المنيِّر (ت683/1284) مُرَجِّحاً الرأي الأوّل: (وفي تقديره الجار مع ضمير المفعول حيث قال: تطلبون لها اعْوِجاجا، تنقيص من المعنى، وأتم من إعرابه معنىً؛ أن تجعل الهاء هي المفعول به)[41]؛ فالظالمون القاطعون لطريقِ الهدى هدفُهم الإسلامُ نفسُه, وغرضُهم تصويبُ السهامِ نحوه, فهم حريصون على إنهائه واستئصاله.
ورَدَّ الطيبي (ت743/1342) هذا القول وادعى أن فيه نظراً؛ إذْ لا يستقيمُ المعنى إلَّا على أن يكون عِوَجاً هو المفعول به؛ لأنَّه مطلوبُهم فلا بُدَّ مِنْ تقدير الجار[42] وسيتبينُ أنَّ كلاً مِن الطيبي وابن المنيرِ مُصِيبٌ؛ إذ المعاني المتوارِدَةُ على الآيةِ هي التي ستحددُ المفعولَ به الذي هو مقصود البغي ... وقد مثَّل الآلوسي (ت1270/1854) لهذا المعنى, مرجحا له فقال: ( ... أي يقولون لِمَنْ يريدون صدَّهُ وإضلالَه عن السبيل: هي سبيلٌ ناكبةٌ وزائغةٌ غيرُ مستقيمةٍ، وقيل: المعنى يطلبون أنْ يروا فيها ما يكون عِوَجاً قادحا فيها ... وليسوا بواجدين ذلك، وكِلا المعنيين أنسبُ مما قيل: إنَّ المعنى يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة)[43].
الإعْراب الثالث: وتوجيهه أن "عِوَجاً" منصوبة على الحالية من الضمير "الهاء" في "يَبْغُونَها"
قال النحاس: ("عِوَجاً": مصدرٌ في موضع الحال)[44]. وعِوَجاً: حالٌ وقعَ فيها المصدرُ موضعَ الاسمِ المشتقِ أي مِعْوَجة؛ وفي هذا الإعْرابِ من المبالغةِ: أنَّهم يطلبون أن تكون الطريقةُ المستقيمةُ نفسَ العوجِ على طريق المبالغةِ في مثل رجل صَوْم، ويكون ذلك أبلغ في ذمَّهِم وتوبيخهم[45].
الإعْراب الرابع: أن "عِوَجاً" تمييزٌ من النسبةِ إلى المفعول[46]؛ فانَّ الأصلَ في الآية (يبغون عوجَ السبيل) ف"عِوَجاً" رافع لإبهام المطلوب فقد يكون: عِوَجاً أو خيرا أو شرا أو رفعة أو ذلا...
الإعْراب الخامس: أنها مفعول مطلق من المعنى جاء لتأكيد البغي وبيان نوعه، بتقدير (يطلبونها طلبَ عوج)؛ كقولك: رجع القهقرى. وهذا الإعْراب ذكره بيان الحق النيسابوري (ت550/1155)[47] ومحمد بن يوسف أطَّفَيِّش (ت1332/1914)[48].
الإعْراب السادس: أن "عِوَجاً" منصوب على نزع الخافض[49] كما نص الإمام أطَّفَيِّش الجزائري؛ فيكونُ المعنى حينئذٍ بحسبِ متعلَقِ حرفِ الجر المحذوفِ؛ على النحو التالي:
أولا: أنْ يُقَدَّر حرف الجر بـ(الباء) فيكون له توجيهان:
(1) أنَّ حرفَ الجرِ المحذوفِ متعلقٌ بالضمير "الهاء" فيكون الجار والمجرور حالا منه وهذا الإعراب هو المقصود هنا.
(2) أنَّ حرفَ الجرِ المحذوفِ متعلقٌ بمصدر محذوفٍ أي: "يَبْغُونَها بغياً بعوجٍ"، فيكونُ "عِوَجاً" صفةً للمصدر؛ فيكون المعنى إنهم يطلبون الإسلام بطريق العوج؛ وهذا المعنى الرابع عشر القادم.
(3) أنَّ حرفَ الجرِ المحذوفِ متعلقٌ بالفاعل "الواو" فيكون الجار والمجرور حالا منه, أي: يريدونَ الكونَ على السبيلِ مع بقائِهم على ما هو عوج من شركٍ ومعاصٍ[50] وهذا المعنى سيأتي قريبا .
ثانيا: أن يُقَدَّرَ حرفُ الجرِ بـ(اللام) أي: يبغون السبيل للعوج؛ فيكونُ مفعولاً لأجله.
الإعْراب السابع: أن "عِوَجاً" مفعولٌ له، وهذا الإعرابُ لم أجدْ مَنْ نصَّ عليه, ولكن فَهِمتُه من مجمل نصوص العلماء، قال رشيد رضا(ت1354/1935): (تَبْغُونَهَا عِوَجًا أَيْ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْهَا قَاصِدِينَ بِصَدِّكُمْ أَنْ تَكُونَ مُعْوَجَّةً فِي نَظَرِ مَنْ يُؤْمِنُ لَكُمْ وَيَغْتَرُّ بِكَيْدِكُمْ وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ بِأَنَّهَا سَبِيلُ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةُ، لَا تَرَوْنَ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتَا)[51] وسواء اشترطنا في المفعول له أن يشترك مع عامله في الفاعل أم لا، فإن الآية تَحْتَمِلُه؛ كما نص الشهاب (ت1069/1659) في حاشية البيضاوي (ت685/1286) حيث قال: (ويَبْغُونَهَا عِوَجًا أي يطلبون لها تأويلا وإمالةً إلى الباطل... ويَبْغُونَهَا عِوَجًا يطلبون إعْوِجاجها ويؤذونها فلا يؤمنون بها، فعلى الأوّل يكون العوج بمعنى التعويج والإمالة، وعلى الثاني يكون على أصله وهو الميل والأوّل مختار النسفي، والثاني مختار القرطبي (ت671/1273) وهو الأظهر)[52]؛ فالشهاب جعل "عِوَجاً" تحتملُ أن تكون فعلا لازما وتحتمل التعدية؛ فيصيرُ المقصودُ أنَّهم يطلبون سبيل الإسْلام لأجلِ أنْ يعوجوه ويميلوه بأنفسهم عن سواء السبيل، أو أن يكون أعوجَ مائلاً سواء كان بأيديهم أو أيدي غيرهم, فالهدفُ الإضرارُ وابتغاءُ التحريف .
ويندرج تحت المعنى - الأول - الكثير من الصور مثل:
* قول اليهود:النَّسْخُ يَدُلُّ عَلَى الْبَدَاءِ وَقَوْلُهُمْ: إِنَّهُ وَرَدَ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى بَاقِيَةٌ إِلَى الْأَبَدِ [53]
* أن يلينَ معهم في تحريمِ ما أحلَّ اللَّهُ, وتبديلِ شرعِ الله ويرضى بما يرضون[54]
* التحريشُ بين المؤمنين لتختلفَ كلمتُهم ويختلَ أمرُ دينهم[55]. وتفريقُ المسلمين وإزالةُ الوحدة الإسلامية والدعوةُ إلى القوميات المتنوعة, اكبرُ هدفٍ للغربِ الصليبي .., وقدْ كان ظهورُ هذه الدعواتِ سبباً في إضعافِ الخلافةِ العثمانيةِ وتحطمِها. [56]
* وَضْعُ الأحاديثِ المكذوبةِ لِيُضِلُّوا بِهِا النَّاسَ كَالزَّنَادِقَةِ، وَهُمُ الْمُبْطِنُونَ لِلْكُفْرِ الْمُظْهِرُونَ لِلْإِسْلَامِ، أَوِ الَّذِينَ لَا يَتَدَيَّنُونَ بِدِينٍ، فَقَدْ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: إِنَّهُمْ وَضَعُوا أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ ... وَمِنْهُمُ: الْحَارِثُ الْكَذَّابُ الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ[57]
* ما يضَعُهُ خُصومُ الإسْلام في طريقِ انتشاره من العراقيلِ، وما يبثُّون ضدَه من الدعاياتِ الباطلةِ، إذْ يضْربونَ مِنْ حولِه سوراً حديدياً؛ لا يستطيعُ أنْ يَتَخَطَّاه المعجبون به والراغبون فيه[58] ؛ مثل وصف الإسلام بالهمجيةِ والإرهابِ والرجعية والتخلف وإدخالِ الناس إلى الدينِ بالقوة.
[h=2]المعنى الثاني: إنَّ أعداءَ هذا الدينِ يقصدونه حالَ كونهم عِوَجاً منحرفين[/h]فهم لَا يتجهون في طلبهِ بقلبٍ سليمٍ, إنما بقلبٍ مريضٍ حاقدٍ، فتكون معوجةً لاعْوِجاجهم[59]. قال الطبرسي (ت548/1153): (تطلبون ذلك السبيلَ لا على وجهِ الاستقامةِ؛ أي على غير الوجه الذي ينبغي أن يُطلب) [60]
فيكون إعرابُ "عِوَجاً" النصبَ على الحال، مِنْ ضمير الجماعة في يَبْغُونَها أي معوجين[61]
فهم يدرسون الإسْلام, ولكنْ حالَ كونِهمْ مُنْحرفِين فيعودُ هذا الانحرافُ على تفسيرِهم لنصوصِ الإسْلامِ وأهدافِه بالتحريفِ والعوجِ.
أو يريدون الكونَ عليها مع بقائِهم على ما هو عوجٌ من شركٍ ومعاصٍ[62]
قال ابن عطية: (وقوله: وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا يحتمل ثلاثة أوجه من التأويل: أظهرها أن يريد "يطلبونها في حالة عوج منهم". ولا يراعى إن كانوا بزعمهم على طريق نظرٍ وبسبيلِ اجتهادٍ واتِّباعِ الأحسنِ، فَقدْ وصفَ اللهُ تعالى حالَهم تلكَ بالعوج) [63]. وقال الرازيّ (ت606/1210): ( "عِوَجاً" فِي مَوْضِعِ الْحَالِ وَالْمَعْنَى: تَبْغُونَهَا ضَالِّينَ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَأَنَّهُمْ كَانُوا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَسَبِيلِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّكُمْ تَبْغُونَ سَبِيلَ اللَّهِ ضَالِّينَ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ لَا يُحْتَاجُ إِلَى إِضْمَارِ اللَّامِ فِي تَبْغُونَهَا) [64].
وهذا المعنى مع سابِقِه ينطبقُ تماماً على ما يفعلُهُ المستشرقون اليوم؛ (والاستشراقُ: دراسةُ الغربيين للشرقِ وعلومهِ وأديانِه خاصةً الإسلامُ لأهدافٍ مختلفةٍ شتى، ومِنْ أهمها تشويهُ الإسلامِ وإضْعافُ المسلمين[65] ... ومن أهم نتائجِ المستشرقين في القَرنِ العشرين:"دائرةُ المعارف الإسلامية" التي صدرت بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية, وصدرت في عدةِ طبعاتٍ وتُرْجِمت إلى عدةِ لغاتٍ, وقد اشترك في تأليفِها أكثرُ من 400 مستشرقٍ, وبلغت أكثر من 3000 مادةٍ, في أكثر من 10.000 صفحةٍ ... اشتملتْ على شُبَهٍ ومطاعِنَ متفرقةٍ حول القرآن والعقيدةِ والشريعةِ الإسلاميةِ وأعلامِ المسلمين, بلغتْ أكثرُ من (300) مطعنٍ وانتقاصٍ للعقيدة الإسلامية)[66], وهو أمرٌ ظاهرٌ باعتراف كثيرٍ مِنَ المستشرقين، يقول برنارد لويس: "لا تزال آثارُ التعصبِ الديني الغربي ظاهرةً في مؤلفاتِ العديدِ من العلماءِ المعاصرين, ومستترةً في الغالب وراءَ الحواشي المرصوصةِ في الأبحاثِ العلميةِ[67]
ومن أكبر الأسباب في دخول الغبش والعوج في المفاهيم الإسلامية؛ هو دخولُ فئاتٍ في الإسلام وهم يريدون بقاءَهم على ما هو عوجٌ من أفكارِهم القديمةِ؛ فخلطوا الحقَ بالباطل والنورَ بالظلماتِ.
كما أنَّ كثيرا ممن يَدَّعي الإسلام يريدون الكونَ عليه مع بقائِهم على ما هو عوجٌ من شركٍ ومعاصٍ، يقول المراغي (ت1371/1952): (وبغيُ الظالمين وطلبهُم اعوجاجَ السبيل يجيءُ على ضروبٍ شتى:
(1) تدسيةُ أنفسِهم بالظلمِ العظيمِ وهو الشرك؛ فيشوبون التوحيدَ بشوائبِ الوثنية في العبادة والدعاء, ويشركون مع الله غيرَه على أنَّه شفيعٌ عِنْده ووسيلةٌ إليه؛ وهو ما نهى الله عنه بقوله: «وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ» .
(2) ظلمُهم لها بالابتداعِ، إذ يَبْغُونَهَا عِوَجًا بما يزيدون في الدينِ من البدعِ المحدثات التي لم يَرِدْ بها كتابٌ ولا سنةٌ، ومستندُهم في ذلك تأويلاتٌ جدليةٌ ومحاولاتٌ للتوفيقِ بين الدينِ والفلسفةِ في الاعتقاديات، أو زياداتُ في العبادات والشعائر ... ، أو تحريمُ ما لم يُحَرِّمُه اللهُ من الطيبات من الرزق، أو تحليلُ ما حرم اللهُ كبناءِ المساجدِ على القبورِ وإيقادِ المصابيحِ والشموعِ وغيرِها عليها.
(3) ظلمُهم لها بالزندقة والنفاق، إذ يَبْغُونَهَا عِوَجًا بالتشكيكِ فيها بضروبٍ من التأويلِ يُقصدُ بها بطلانُ الثقةِ بها والصدِ عنها.
(4) ظلمُهم لها في الأحكام فيَبْغُونَهَا عِوَجًا بترك الحقِ وإقامةِ العدلِ والمساواةِ بين الناسِ بالقسط.
(5) ظلمُهم لها بالغلوّ فيها بجعلِ يُسرِها عُسراً وسعتِها ضيقاً؛ بزيادتهم على ما شرعه الله من أحكام العبادات والمحظورات والمباحات، مما نزل في كتابه وصح من سنة رسوله) [68].
[h=2]المعنى الثالث: يبغون أهلها أن يعوجوا ويَزِيغوا عن الهدى[69][/h]قال الطبري: (تلتمسون لمن سلك سبيل الله وآمن به وعمل بطاعته عِوَجاً عن القصد والحق إلى الزيغ والضلال)[70]. (وخرج الكلام على"السبيل"، والمعنى لأهله)[71]. فالمرادُ من الضميرِ هنا: قاصدي هذا السبيلِ وأتباعُه،فيكون إعرابه على الجر بالإضافة, أما "عِوَجاً": فهو إمَّا مفعولٌ به أول أو ثاني - حَسْبما مضى -، فيصيرُ المعنى: (يبغون العوج لغيرهم؛ وهو إبعادهم عنها)[72] وهذا كقوله تعالى في وَصْف الأعداء: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْد أَنْفُسِهِمْ}[73], {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}[74], {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}[75], {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[76] فهم يكرهون الخيرَ للمسلمينَ ويودُّون لهم المشقةَ والانحرافَ, ويعكُفون الليلَ والنهارَ لإغوائهم بكل وسائلِ الغزو الفكري الممكنةِ.
(فهاهنا تنطقُ الآيةُ الكريمةُ بـمحاولةِ خُصومِ الإسْلامِ أن يصدوا عنه ويُخْرِجوا من حظيرته نفسَ المؤمنين الذين سبق لهم الإيمان به، فهم لا يحولون بين الإسْلام وبين من لم يُسْلم بالمرة، بل إنهم يطمعون في إخراج المسلمين أنفسِهم من دائرة الإسْلام) [77]
[h=2]المعنى الرابع: يصفونها بالإعْوِجاج عن الحقِ والصوابِ، وهي مستقيمةٌ[78][/h]يقول الآلوسي: ( والمرادُ أنَّهم يصفونها بذلك, وهي أبعدُ شيءٍ عنه، وإطلاقُ الطلبِ على الوصف مجازٌ مِن إطلاقِ السببِ على المسبَّبِ)[79]، قال الشعراوي (ت1419/1998): (تَصِفُونها بأنَّها غيرُ مستقيمةٍ لِتَصدُّوا الناسَ عن الدخول فيها، ولِتُنَفِّروا منها، مثال ذلك السُّخْرية من تحريم الخَمْر والادِّعاء بأنَّها تُعطي النفسَ السرورَ والانسجام. إنَّ الواحدَ مِن هؤلاءِ إنَّما يُنفِّر من شريعة الله، ويدَّعي أنها شريعةٌ معوجة، فنجد من يحلِّلُ الربا؛ لأن تحريم الربا في رأيهم السقيمِ المنحرفِ يضيِّقُ على الناس فُرصَهم. إنهم يبغون شريعة الله معوجةً ليستفيدوا هم من اعِوَجاجها، وينفروا الناس منها)[80]. فَهُم لم يكْتَفوا بإغواء المسلمين بل هم بعد ذلك يريدون أن يصوروا للناس في كل وسائل الإعلام أن هذا العوج الذي في المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم.
وإعراب الضمير و"عِوَجاً" يصلح له كل الاعرابات السبعة المذكورة في المعنى الأول.
وبعض المفسرين جعل هذا القولَ تابعاً للقول الأول وفرع منه؛ قال البيضاوي: ( وَتَبْغُونَها عِوَجاً وتطلبون لسبيل الله عِوَجاً بإلقاء الشبه، أو وصفها للناس بأنها معوجة) [81].
[h=2]المعنى الخامس: أن يُراد بـ«تبغون» معنى تتعدّون؛ والمعنى: تبغون عليها، أو فيها معوجين[/h]فتكون "عِوَجاً" حال من فاعل "تَبْغُونَهَا". قال الزجاج: كأنه قال تبغونها ضالين[82] قال الماتريدي (ت333 /944): قَالَ بَعْضُهُمْ: هم بغاة على دين اللَّه بالجور[83]،وإنما قدر المفسرون مثل أبي حيان الأندلسي(ت745/1344) "عليها أو فيها" لأن الظاهر من نصوص القرآن الكريم أنَّ "بغى" بمعنى: اعتدى, تتعدى لمفعولها بحرفِ الجر(على) كما في قَولهِ تَعالى: {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}[84]، {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[85]، {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ}[86]، {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ}[87]،{خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}[88]، {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى}[89]،{إِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى}[90]، أو تتعدى بحرف الجر (في) كما في قَولهِ تَعالى: {إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ }[91]، {وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ}[92],{لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}[93] وعلى هذا التفسير يكون "الهاء" منصوبا بنزع الخافض: (على) أو(في).
ويمكن أيضاً إعراب "عِوَجاً" على أنه مفعول لأجله؛ أي يبغون عليها قاصدين عوجها وتحريفها .
وقد ورد البغي في القرآن مُطَّرِدا بمعنى الحسد؛ كما في قوله عزوجل: {يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}[94], {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}[95], والحسدُ نوعٌ من أنواعِ الاعتداء؛ فإذا طبقنا هذا المعنى هنا، وجعلنا "عِوَجاً" حالاً من الباغين؛ فسيكون التفسير:أنهم يحسدون المسلمين "أتباع السبيل" حالَ كونِهم معوجينَ, واللهُ أعْلمُ، ويكونُ من جهةِ الدلالةِ العامةِ تابعاً للمعنى الثالث.
[h=2]المعنى السادس: (أي:يبغون الدِّين الذي فيه عوج، وهو دين الشيطان[/h]كقوله تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [96] فكل سبيل غير سبيل اللَّه فهو عوج وبغي، كأنَّه يقول: يبغون سبيلا غير سبيل اللَّه)[97] يقول السيد قطب(ت1385/1966): (وفي هذا الوصف: "ويَبْغُونَهَا عِوَجًا" ... إيحاءٌ بحقيقة ما يريده الذين يصدُّون عن سبيل الله. إنَّهم يريدون الطريقَ العَوْجاء ولا يريدون الطريق المستقيم. يريدون العوج ولا يريدون الاستقامة)[98]. (إنها لفتةٌ ذاتُ مغزى كبير ... إن سبيلَ الله هو الطريقُ المستقيمُ. وما عداه عوجٌ غيرُ مستقيم. وحينَ يُصدُّ الناسُ عن سبيل الله وحين يُصدُّ المؤمنون عن منهج الله، فإن الأمورَ كلَّها تفقُد استقامتَها، والموازينَ كلها تفقد سلامتها، ولا يكون في الأرض إلا العوج الذي لا يستقيم)[99].
وعلى هذا المعنى فإنَّ "الهاء" لا يعود على "سبيل الله" السابق بل على مطلق السبيل؛ يقول أطَّفَيِّش: ( ويجوز رجوع (ها) إلى مطلق السبيل, على طريق الاستخدامِ فيكون (ها) مفعولا بلا تقدير أي يطلبون الطريق باعِوَجاج وهو الشرك والمعاصي)[100]، يقول ابن عاشور (ت1393/1973): (وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عِوَجاً، وَصْفًا لِلسَّبِيلِ عَلَى طَرِيقَةِ الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ لِلْمُبَالَغَةِ، أَيْ تَبْغُونَهَا عوجاءَ شَدِيدَةَ الْعِوَجِ فَيَكُونُ ضَمِيرُ النَّصْبِ فِي تَبْغُونَها مَفْعُولَ تَبْغُونَ، وَيَكُونُ عِوَجاً حَالًا مِنْ ضَمِيرِ النَّصْبِ أَيْ تَرُومُونَهَا مُعْوَجَّةً أَيْ تَبْغُونَ سَبِيلًا مُعْوَجَّةً وَهِيَ سَبِيلُ الشِّرْكِ)[101].
[h=2]المعنى السابع: يتأولون القرآن تأويلاً باطلاً [102][/h]وعلى هذا الرأي فإن الضمير يعود على القرآن الكريم ويكون مفعولا به أولا, والعوج يعود على التأويل الباطل ويكون مفعولا ثانيا. وهنا تضمين.
وقد يكون هذا المعنى تابعا للأول كما ذكر الطبراني (ت360/971) في تفسير آية هود حيث قال: (وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ... ويبغُون للهِ سبيل الإسلام زَيغاً وعِوَجاً، يتأوَّلون القرآن على خلافِ تأويلهِ)[103]
و ليُّ نصوصِ القرآن تحت ستارِ إصلاحِ الخطابِ الديني أو تجديده, والتأويلُ الباطني: لونٌ من ألوانِ الحربِ على الإسلامِ، ووسيلةٌ خبيثةٌ لصرفِ الناسِ عنه، وغايةٌ يُسعى مِن خلالها لِطمسِ معالمِه، وسترِ جمالِه ويُسْرِه ووضوحه؛ يقول الزرقاني (ت1367/1948): (وهذه التأويلات الفاسدةُ مِن أشدِّ وأنْكى ما يُصاب به الإسلامُ والمسلمون؛ لأنها تؤدي إلى نقض بناء الشريعة حجرا حجرا, وإلى الخروج من رِبْقة الإسلام, وحل عراه عروة عروة, ولأنها تجعل القرآن والسنة فوضى فاحشة يقال فيهما ما شاء الهوى أن يقال, كأنهما لغو من الكلام, أو كلأ مباح للبهائم والأنعام, وأخيرا ينفرط عقد المسلمين ويكون بأسهم بينهم من جراء هذا العبث بتلك الضوابط الدينية الكبرى)[104]
[h=2]المعنى الثامن: تلتمسون للدين أهل الزيغ والعوج[105][/h]وعلى هذا المعنى تكونُ "عِوَجاً" صفةً للمفعول به المحذوفِ والضميرُ "الهاء" منصوبٌ بنزع الخافض الذي هو "اللام"؛ فيكون المعنى: تبغون للإسلام أناساً معوجين ينفِّرون الناس عن الإسلام, و الْوَصْف بِالْمَصْدَرِ للْمُبَالَغَة .
وهذا الأسلوبُ في إضلال المسلمين غايةٌ في الخطورة؛ ولذلك فقدْ عمَدَ أعداؤنا على تأهيل وصناعة مثل هؤلاء "المنافقين" ليدمروا بهم الإسلام؛ فأنشئوا الفرق الباطنية كالقاديانية والبهائية...، وشجعوا أهلَ البدعِ المُنْكرةِ والخُرافاتِ المُنَفِّرَةِ, التي تُشوِّه الإسلام وتُسيءُ إليه، والتي تدعو إلى القعودِ وتركِ العمل لهذا الدين والجهادِ في سبيل الله، والانزواءِ إلى بعضِ العبادات بما يشبهُ الديانةَ النصرانيةَ. كما إنَّ المحتلين المعتدين لم يخرجوا من بلاد المسلمين حتى أعدُّوا لها من القياداتِ الفكرية والعلمية والسياسية والعسكرية مَن يكرهُ حُكمَ الإسلام وشريعته ويبغضُ أهلَه أكثر من الكفارِ أنفسهم.
[h=2]المعنى التاسع: تبغون هلاكًا للإسْلام[106][/h]وفُسِّرَ العوج هنا بالهلاك مجازاً؛ من إطلاق العلة وإرادة المَعْلول؛ لأن أعداء الإسلام إنما يريدون العوج له؛ ابتغاء إبطاله وإنْهائه.
[h=2]المعنى العاشر: يقصدون بالنبي محمد صلى الله عله وسلم هلاكاً[107][/h]قال الطبري: (كان أهلُ الكتاب إذا سألهم أحدٌ: هل تجدون محمدًا؟ قالوا: لا! فصدّوا عنه الناس، وبغوْا محمدًا عِوَجاً: هلاكًا) [108]. والإعراب هنا كالإعرابين الاول والثاني من المعنى الاول,
(و"محمد صلى الله عله وسلم" على هذا القول: هو"السبيل")[109]، والظاهر من كلام ابن جرير رحمه الله أن المقصودَ بهلاكه هو الهلاكُ المعنوي بإبطالِ نبوته وإنكارِ رسالته, وبثِّ الشبهات المقتضيةِ للارتياب ببعثته؛ التي تقتضي إبطالَ الإسلام" فالعلاقةُ بينهما حتمية. والإعراب هنا كسابقه
[h=2]المعنى الحادي عشر: يرجون بمكة غير الإسْلام ديناً[110][/h]وهذ القول قاله ابن عباس(ت68/687). وهذا المعنى تابع للسابق بكونهم يريدون الدين الأعوج – دين الكفر – لكن هنا خُصِصَ بالمكان في مكة .
[h=2]المعنى الثاني عشر: يبغون من النساء الميلَ عن دين اللَّه إلى دينهم[111][/h]وهذا المعنى نفس المعنى الثالث لكنه خُصِّصَ بالنساء ولم أفهم وجه التخصيص.
وقد حرص الكفارُ على إفسادِ المرأة، لأنَّ فسادها يفسد الأبناء والأزواج، فأخرجوها من بيتها، وهتكوا حجابها، وزينوا لها التمرد على دينها بمختلف الأساليب، وزعموا أن تحضرها وتقدمها لا يكون إلا إذا سارت مسيرةَ المرأةِ في أوروبا[112]؛ وقدْ يدفعون المرأة لهذا الفساد بإظهارِ الإسلام على أنه يحتقر المرأة، وينظر إلى الأنثى بازدراء، ويعدها إنسانا في المرتبة الثانية، والدعايات في أوروبا وأمريكا ناشطةٌ لإبراز الإسلام في هذا الإطار الظالم[113]
[h=2]المعنى الثالث عشر: أن معناه يلتَمِسون الدنيا من غيرِ وجهها لأن نعمة الله لا تُسْتَمَدُّ إلَّا بطاعته[114][/h]فهم يطلبون الدنيا من الطريق العوجاء؛ طريقِ الكفرِ والمعاصي كالجاسوسية والربا والدعارة والخمر ...؛ وجاء هذا التفسيرُ مع الآيةِ في سورةِ إبراهيم؛ حيث سبقَ ذكرُ الدنيا، فأعادَ الضميرَ عليها. وإعراب "عِوَجا" هنا يمكن أن يكون حالاً من السبيلِ؛ أي معوجة, أو من الفاعلِ؛ أي معوجين, أو مفعولاً مطلقاً؛ أي طلب عوج، أو تمييزا من النسبةِ إلى المفعول[115].
[h=2]المعنى الرابع عشر: يطلبون الوصول إلى سبيل الله بطريق العوج وبالأساليب الملتوية[116][/h]أي: "يَبْغُونَها بغياً بعوجٍ". وهذا كما يفعلُه الرافِضةُ والباطنيون والمبتدعةُ والمستشرقون والعقلانيون والحداثيون المتأثرون بالفكر الغربي؛ والذين يُلْغون النصوصَ أو يُأَوِّلونها تأويلا بعيدا؛ مستخدمين مصطلحات مثل:"تجديد الخطاب الديني"أو "تاريخية النص"أو "وحدة الأديان" ... ولا يمكنُ الوصولُ إلى الإسلام إلَّا مِنْ خلالِ آياتِ القرآن وأحاديثِ المصطفىصلى الله عله وسلم وهَدْيِ الصحابةِ الكرامِ عليهم الرضوانُ؛ بقواعدِ الفهمِ التي وضعها أئمةُ اللغةِ العربيةِ وأصولِ الفقهِ وقواعدِ علومِ القرآن ومصطلحِ الحديثِ؛ التي تضْبِطُ العقلَ مع النصِ, ولا تسمحُ بالفوضى التي لانهايةَ لها؛ وقد قال رسول اللهصلى الله عله وسلم: (إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)[117]
[h=2]المبحث الخامس: إعراب الجملة: "تَبْغُونَهَا عِوَجاً" [118][/h]1. يجوز أن تكونَ"تَبْغُونَهَا عِوَجاً" جملةً مستأنفةً؛ أَخْبَرَ الله عنهم بذلك, فابتغاءُ العوجِ على هذا الإعرابِ غيرُ الصدِّ عن سبيل الله؛ إذْ العطفُ يَقْتَضي المُغايَرةَ.
2. و يجوز أَنْ تَكونَ في محلِّ نصبٍ على الحال - في الآيات التي ليس فيها الواو في"تَبْغُونَهَا" - لأن الواو لا تُزادُ مع الفعلِ المضارعِ المثبتِ إذا وقع حالاً[119]، ثم إذا قلنا بأنها حالٌ ففي صاحبِها احتمالان، أحدُهما: أنه فاعل "تَصُدُّون"، والثاني: أنه "سبيل الله" وإنما جاز الوجهان لأنَّ الجملةَ اشتملَتْ على ضميرِ كلٍّ منهما.
3. و يجوز أنْ تكون في محلِ نصبٍ على البدلِ من "تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" - في الآيات التي ليس فيها الواو في" تَبْغُونَهَا" - فيكونُ "ابتغاء العوج" على هذا الإعرابِ هو تفسيرٌ للصدِّ وبيانٌ له.


[h=2]وهذا جدول يختصر كل الاعرابات السابقة:[/h][TABLE="align: right"]
[TR]
[TD]المعنى
[/TD]
[TD]إعراب الضمير "الهاء"
[/TD]
[TD]إعراب "عوجا"
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]إنَّ أعداءَ الدينِ يطلبون ويتمنون بالحافٍ, للإسْلام أن يكون زائغاً
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوب بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]حال من ضمير النصب
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]تمييزٌ من النسبةِ إلى المفعول
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]مفعول مطلق من المعنى
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]منصوب على نزع الخافض(الباء)فَنُقَدِّر: (1)أنَّ حرفَ الجرِ متعلقٌ بالضمير "الهاء" فيكون "عِوَجاً" حالا منه. (2)أنَّ حرفَ الجرِ متعلقٌ بمصدر محذوفٍ فيكونُ "عِوَجاً" صفةً للمصدر. (3) أنَّ حرفَ الجرِ متعلقٌ بالفاعل "الواو" فيكون "عِوَجاً" حالا. (4)أنْ يُقَدَّرَ حرفُ الجرِ بـ(اللام) أي: يبغون السبيل للعوج؛ فيكونُ مفعولاً لأجله
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]مفعول لأجله
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]إنَّهم يقصدونه حالَ كونهم عِوَجاً ،
أو يريدون الكونَ عليها مع عوجهم
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]حال، مِنْ ضمير الجماعة في يَبْغُونَها
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يبغون أهلها أن يعوجوا عن الهدى
[/TD]
[TD]مجرور بالإضافة
[/TD]
[TD]مفعولٌ به أول أو ثاني
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يصفونها بالإعْوِجاج والانحراف
[/TD]
[TD="colspan: 2"]يصلح له كل الاعرابات المذكورة في المعنى الأول
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]تتعدّون عليها، أو فيها معوجين
[/TD]
[TD]منصوبا بنزع الخافض
[/TD]
[TD]حال من فاعل "تَبْغُونَهَا"
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوبا بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول لأجله
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يحسدون أهلها حال كونهم عِوَجاً
[/TD]
[TD]مجرور بالإضافة
[/TD]
[TD]حال من فاعل "تَبْغُونَهَا"
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يبغون الدِّين الذي فيه عوج
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]حال من ضمير النصب
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يتأولون القرآن تأويلاً باطلاً
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]تبغون هلاكًا للإسْلام
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوب بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يقصدون بالنبي محمدصلى الله عله وسلم هلاكاً
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوب بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يرجون بمكة غير الإسْلام ديناً
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوب بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يبغون من النساء الميلَ عن الدين
[/TD]
[TD]مفعول به أول
[/TD]
[TD]مفعول به ثان
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]منصوب بنزع الخافض
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يلتمسون الدنيا من غير وجهها
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]حال من فاعل "تَبْغُونَهَا"
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]حال من ضمير النصب
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]تمييزٌ من النسبةِ إلى المفعول
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]مفعول مطلق من المعنى
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]يطلبون سبيل الله بطريق العوج
[/TD]
[TD]مفعول به
[/TD]
[TD]صفة للمصدر
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

[h=2]خاتمة:[/h]وفي الختام؛ فقد وضَحَ لنا من خلالِ هذا البحثِ الصغيرِ الذي أسميته:" الإسرار الدلالية في قَولهِ تَعالى:{تَبْغُونَهَا عِوَجًا} وإشارتها على تَنوُّع أساليبِ الكيدِ للإسلامِ"؛ عظمةُ كتابِ الله، وإعجازُه، واشتمالُ عباراتِهِ القصيرةِ على المعاني الكثيرةِ الواعيةِ لكل المقاصدِ, فقد اشتملتْ هاتان الكلمتان الجليلتان على أكثرَ مِن خمسةَ عشرَ معنىً؛ كشفتْ من خلالِها كلَ أساليبِ أعداء الأمة في المكر والكيد وممارسةِ أخبثِ الوسائلِ في البغيِ والإغواءِ وإبعادِ المسلمين عن قيمِهم وثوابتِهم، والإصرارِ على تحريفِ القرآن وتأويلِه الباطلِ، والقدحِ برسولنا الحبيب وسنتِه المشرفةِ, وطلبِ الهلاكِ للإسلامِ ونبيه وكتابه. كما بينتْ هذه الجملةُ العظيمةُ ما تنطوي عليه نفوسُهم من العوجِ والخُبْثِ والحسدِ تجاه أهلِ الحقِ.
وكشفتْ حقيقتَهم وإنَّهم إنَّما يريدون أنْ تسيرَ الحياةُ على حسبِ نفوسِهم المنحرفةِ وشهواتِهم الشاذةِ.
وعرَّفتْنا هذه الآيةُ الحكيمةُ؛ أنْ لا ننخدعَ بالعباراتِ الرنانةِ والمظاهرِ الكاذبةِ التي يظهرُ بها الكافرون؛ فهدفُهم الحقيقي: هو عوجُنا عن كتابِ الله وسنةِ رسولِه وهديِهما المستقيم.
فالنَّصُ أراد منَّا أنْ نكونَ حذرينَ فاتحي أَعْيُنِنا على ما يُحيكُه الظالمون في الخفاء .
وفي الآخِر فإنَّ التعرضَ للتفسيرِ مِنْ اخطرِ المسائلِ التي ينبغي على المسلم أن يتقيَ الله فيها, فإنْ أصبتُ فَمِنَ اللهِ وحدَه, وإنْ أخطأتُ فمِنْ نفسي والشيطانِ, والقصورُ هو دأبُ البشرِ المجبولون عليه؛ وحسبي أنِّي لم اخرجْ عمَّا كتبَه علماؤنا الأفاضلُ, وإنَّما كنتُ ناقلاً جامعاً مُنسِّقاً لأقوالهم وآرائهم, قاصداً خدمةَ كتابِ اللهِ ناوياً الثوابَ, مريداً فضحَ أعدائِنا الماكرين ووسائلِهم المغشوشةِ.
[h=2]المصادر:[/h]ابن أبي حاتم، التفسير ، مكتبة نزار مصطفي الباز - المملكة العربية السعودية,1419هـ
ابن الاثير,النهاية في غريب الحديث والأثر, المكتبة العلمية, بيروت، 1979م
ابن الخطيب, أوضح التفاسير , المطبعة المصرية ومكتبتها, 1964م
ابن تيمية, مقدمة في أصول التفسير , دار مكتبة الحياة، بيروت,1980م
ابن عادل, اللباب في علوم الكتاب, دار الكتب العلمية, بيروت
ابن عاشور, التحرير والتنوير, الدار التونسية للنشر , 1984,
ابن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد, الدكتور حسن عباس زكي - القاهرة: 1419هـ
ابن عرفة, التفسير, دار الكتب العلمية، بيروت، 2008م
ابن عطية, المحرر الوجيز , دار الكتب العلمية - بيروت ,1422
ابن فارس, دار الفكر,بيروت, 1979م. مقاييس اللغة
ابن كثير, تفسير القرآن العظيم, دار الكتب العلمية، بيروت
ابو السعود, إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم, دار إحياء التراث العربي, بيروت
ابو داود, السنن, المكتبة العصرية، صيدا - بيروت
ابو زهرة, زهرة التفاسير, دار الفكر العربي,
الاصفهاني,المفردات في غريب القرآن, دار القلم، الدار الشامية, دمشق, بيروت
اطفيش ,هميان الزاد
الآلوسى, روح المعاني, دار الكتب العلمية – بيروت,1415هـ
بيان الحق النيسابورىّ, باهر البرهان في معانى مشكلات القرآن, جامعة أم القرى, مكة, 1998م,
البيضاوي,أنوار التنزيل وأسرار التأويل,دار إحياء التراث, بيروت,1418ه
جامعة أم القرى، كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
جلال الدين القزويني, الإيضاح في علوم البلاغة, دار الجيل - بيروت,
خالد بن عبدالله القاسم، العقيدة الإسلامية في دائرة المعارف الإسلامية، رسالة دكتوراه غير منشورة،
الرازي، مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي،بيروت,1420هـ
الزجاج, معاني القرآن وإعرابه, عالم الكتب, بيروت,1988م
الزمخشري, الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل, دار الكتاب العربي, بيروت,1407هـ
السبكي, طبقات الشافعية الكبرى, هجر للطباعة والنشر ، 1413هـ
السخاوي, فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، مكتبة السنة, مصر,2003م
السمعاني, تفسير السمعاني, دار الوطن، الرياض, السعودية,1997
السمين الحلبي, الدر المصون في علوم الكتاب المكنون, دار القلم، دمشق
السيوطي, بغية الوعاة, المكتبة العصرية - لبنان/صيدا
السيوطي,حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة,دار إحياء الكتب العربية, مصر,1967
الشعراوي, التفسير , مطابع أخبار اليوم,1995م
شهاب الدين الخفاجي,عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى, دار صادر - بيروت
الطبراني, تفسير القرآن العظيم
الطبرسي, مجمع البيان,
الطبري ,جامع البيان, مؤسسة الرسالة,بيروت,2000م
الطيبي؛ فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، جائزة دبي الدولية، 2013م
عبد الرحمن حسن حَبَنَّكَة,البلاغة العربية, دار القلم، دمشق، 1996م
العرب والتاريخ، برنارد لويس، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1954
العز بن عبدالسلام, التفسير, دار ابن حزم – بيروت,1996م, ج3/ص320
عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، دار إحياء التراث، بيروت
عمر سليمان الأشقر، نحو ثقافة إسلامية أصيلة، دار النفائس، عمان - الأردن، 1997م
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية,القاهرة, 1964م
الماتريدي, تأويلات أهل السنة, دار الكتب العلمية, بيروت
الماوردي, النكت والعيون, دار الكتب العلمية - بيروت
محمد الغزالي، مستقبل الإسلام خارج أرضه,دار النهضة، مصر
محمد المكي الناصري, التيسير في أحاديث التفسير, دار الغرب الإسلامي، بيروت, 1985م
محمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، دار صادر, بيروت 1974م
محمد رشيد رضا, تفسير المنار, الهيئة المصرية للكتاب
محيي الدين درويش, إعراب القرآن وبيانه, دار ابن كثير, دمشق, بيروت، 1415هـ
المراغي, التفسير , مكتبة ومطبعة مصطفي البابى الحلبي وأولاده بمصر, 1946م
المسعودي في مروج الذهب، طبعة دار الرجاء
الميرزا محمد المشهدي, كنز الدقائق, مؤسسة النشر الاسلامي, ايران/ قم ,1407ه.
النحاس, إعراب القرآن, دار الكتب العلمية، بيروت، 1421هـ
النسفي, مدارك التنزيل وحقائق التأويل, دار الكلم الطيب، بيروت, 1998م
النيسابورىّ, إيجاز البيان عن معاني القرآن, دار الغرب الإسلامي, بيروت, 1415هـ
النيسابوري, غرائب القرآن ورغائب الفرقان, دار الكتب العلميه – بيروت, 1416هـ
الواحدي, التفسير البسيط, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية,1430
الواحدي, الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, دار القلم, الدار الشامية - دمشق، بيروت


[1] آل عمران,3/ 99

[2] الأعراف,7/ 44، 45

[3] الأعراف,7/ 85، 86

[4] هود,11/ 18، 19

[5] إبراهيم,14/ 2، 3

[6] إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج, معاني القرآن وإعرابه, عالم الكتب, بيروت,1988م, ج1/ص244

[7] أحمد بن فارس بن زكرياء الرازي، أبو الحسين, مقاييس اللغة, دار الفكر,بيروت, 1979م., ج1/ص271

[8] التوبة,9/48

[9] التوبة,9/47

[10] النور,24/33

[11] الشورى,42/42

[12] يونس,10/23

[13] الحج,22/60

[14] القصص,28/76

[15] الحجرات,49/9

[16] الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني,المفردات في غريب القرآن, دار القلم، الدار الشامية, دمشق, بيروت, ص, 136

[17] أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب الماوردي, النكت والعيون, دار الكتب العلمية - بيروت, ج1/ص158

[18] عبد الرحمن حسن حَبَنَّكَة,البلاغة العربية, دار القلم، دمشق، 1996م. ج2/ص359

[19] عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقيّ, اللباب في علوم الكتاب, دار الكتب العلمية, بيروت, ج5/ص421

[20] طه,20/106, 107

[21] عبدالحق بن غالب بن عطية, المحرر الوجيز, دار الكتب العلمية - بيروت, 1422, ج3/ص323

[22] محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر,جامع البيان, مؤسسة الرسالة,بيروت,2000م. ج6/ص53

[23] المصدر السابق, ج12/ص559

[24] يوسف,12/ 108

[25] الأعراف,7/ 146

[26] علي بن أحمد بن محمد الواحدي, التفسير البسيط, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية,1430, ج8/ص181

[27] منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني, تفسير السمعاني, دار الوطن، الرياض, السعودية,1997, ج6/ص59، ورد هذا البيت في مقطوعة كتب بها الوليد بن عبد الملك لما مرض وقد بلغه عن أخيه سليمان أنه تمنى موته، لما له من العهد بعده، فعاتبه الوليد بهذه الأبيات". ذكرها المسعودي في مروج الذهب، طبعة دار الرجاء ج3/ص103

[28] المبارك بن محمد بن محمد الجزري ابن الاثير,النهاية في غريب الحديث والأثر, المكتبة العلمية, بيروت، 1979م, ج2/ص338؛ العز بن عبدالسلام, التفسير, دار ابن حزم – بيروت,1996م, ج3/ص320

[29] الطبري, جامع البيان, ج6/ص 58

[30] التفسير بالمثال أحد أنواع التفسير؛ يقول ابن تيمية- موضحا أنواع اختلاف المفسرين-:(الصنف الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيلِ، وتنبيهِ المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه... مثال ذلك, ما نقل في قوله, {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر, 32]، فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات، والمنتهك للمحرمات، والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات، والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات، فالمقتصدون هم أصحاب اليمين {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة,56/ 10]. ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات، كقول القائل, السابق الذي يصلي في أول الوقت، والمقتصد الذي يصلي في أثنائه، والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار. ويقول الآخر, السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة، فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع... والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة، ولا يأكل الربا، وأمثال هذه الأقاويل. فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الآية ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره، فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق) انظر احمد بن عبد الحليم ابن تيمية, مقدمة في أصول التفسير, دار مكتبة الحياة، بيروت,1980م ,ص,14

[31] محمد بن عمر بن الحسن الشافعي,فخرالدين الرازي، مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي،بيروت, 1420هـ,ج8/ص308؛ ابن عطية,المحرر الوجيز ج3/ص322؛ محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي, تأويلات أهل السنة, دار الكتب العلمية, بيروت,ج6/ص361؛ الواحدي, الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, دار القلم, الدار الشامية - دمشق، بيروت, ص, 224؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، أبو الفداء, تفسير القرآن العظيم, دار الكتب العلمية، بيروت, ج3/ص375؛ محمد ابو زهرة, زهرة التفاسير, دار الفكر العربي,ج6/ص2846؛ محمد رشيد رضا, تفسير المنار, الهيئة المصرية للكتاب, ج8/ص380؛ ناصر الدين عبدالله بن عمر بن محمد البيضاوي, أنوار التنزيل وأسرار التأويل,دار إحياء التراث, بيروت,1418ه, ج3/ص192

[32] محمد رشيد رضا, تفسير المنار, ج4/ص13

[33] ابن كثير, التفسير, ج4/ص409

[34] الحسين بن محمد بن عبدالله، شرف الدين الطيبي؛حاشية الطيبي على الكشاف المسماة (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب)، جائزة دبي الدولية، 2013م ،ج6/ص471؛ وانظر الآلوسى, روح المعاني, دار الكتب العلمية – بيروت,1415هـ,ج4/ص415

[35] الصف,61/ 8

[36] أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل, دار الكتاب العربي, بيروت, 1407هـ, ج1/ص392

[37] عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي, مدارك التنزيل وحقائق التأويل, ج1/ص570، وانظر المظهري محمد ثناء الله الهندي، التفسير، مكتبة الرشدية, الباكستان,1412 ،ج/ص353

[38] لم أعثر على من يَنْسِب هذا البيت في كتب اللغة والتفسير ، والظِلِيم هو ذَكُرُ النعام.

[39] ابن عادل,اللباب في علوم الكتاب,ج5/ص421، وانظر محمد الطاهر بن عاشور, التحرير والتنوير, الدار التونسية للنشر , 1984, 4ج/ص26؛ النسفي, مدارك التنزيل وحقائق التأويل, دار الكلم الطيب، بيروت, 1998م,ج2/ص161

[40] أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري،أبو جعفر النحاس ,إعراب القرآن ,دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1421هـ, ج2/ص227

[41] حاشية الزمخشري, الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل, ج1/ص392

[42] الطيبي, فتوح الغيب، ج4/ص169، وانظر الآلوسى محمود بن عبدالله الحسينى، أبو الثناء, روح المعاني, ج2/ص232

[43] الآلوسى ، روح المعاني, ج7/ص175

[44] النحاس, إعراب القرآن, ج2/ص227

[45] الزمخشري, الكشاف, ج1/ص392؛ محيي الدين درويش, إعراب القرآن وبيانه, دار ابن كثير, دمشق, بيروت، 1415هـ , ج2/ص6

[46] الميرزا محمد المشهدي, كنز الدقائق, مؤسسة النشر الاسلامي, إيران/ قم ,1407ه., ج3/ص217

[47] انظر محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابورىّ أبو القاسم, إيجاز البيان عن معاني القرآن, دار الغرب الإسلامي, بيروت, 1415هـ, ج1/ص330

[48] محمد بن يوسف بن عيسى أطَّفَيِّش, هميان الزاد, ج6/ص 396

[49] المصدر السابق.

[50] المصدر السابق.

[51] محمد رشيد رضا البغدادي الحسيني, تفسير المنار,ج4/ص13

[52] شهاب الدين الخفاجي, أحمد بن محمد بن عمر، عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى, دار صادر , بيروت,4/ 170

[53] الرازي، مفاتيح الغيب، ج8/ص308

[54] ابو زهرة, زهرة التفاسير , ج7/ص3691

[55] البيضاوي, أنوار التنزيل وأسرار التأويل,ج2/ص30، وهذا المعنى يؤيده سبب نزول آية آل عمران فقد قال الطبري: عن زيد بن أسلم، قال, مرّ شأسُ بن قيس وكان شيخًا قد عَسَا في الجاهلية،عظيمَ الكفر، شديد الضِّغن على المسلمين، شديدَ الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج، في مجلس قد جمعهم يتحدّثون فيه. فغاظه ما رأى من جَماعتهم وألفتهم وصَلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال, قد اجتمع مَلأ بني قَيْلة بهذه البلاد! لا والله ما لنا معهم، إذا اجتمع ملأهم بها، من قرار! فأمر فَتى شابًّا من يهودَ وكان معه، فقال, اعمد إليهم، فاجلس معهم، وذَكّرهم يَوْم بعاث وما كان قبله، وأنشدْهم بعض ما كانوا تقاوَلوا فيه من الأشعار وكان يوم بُعَاث يومًا اقتتلت فيه الأوس والخزرج، وكان الظفرُ فيه للأوس على الخزرج ففعل. فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا، حتى تواثب رجُلان من الحيَّين على الرُّكَب, أوسُ بن قَيْظي، أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس - وجبّار بن صخر، أحد بني سَلمة من الخزرج. فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه, إن شئتم والله رَدَدْناها الآن جَذَعَةً! وغضب الفريقان، وقالوا, قد فعلنا،السلاحَ السلاحَ!موعدُكم الظاهرة فخرجوا إليها. وتحاوز الناس. فانضمت الأوس بعضها إلى بعض، والخزرج بعضها إلى بعض، على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية. فبلغَ ذلك رسولَ الله، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم، فقال,"يا معشرَ المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهُرِكم بعد إذْ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمرَ الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألَّف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيدٌ من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكَوْا، وعانقَ الرجال من الأوس والخزرج بعضُهم بعضًا، ثم انصرفوا مع رَسول الله سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيدَ عدوِّ الله شَأس بن قيس وما صنع. فأنزل الله ..:"قل يا أهل الكتاب .. تبغونها عِوَجاً" الآية. انظر الطبري, جامع البيان, ج6/ ص55

[56] عمر سليمان الأشقر، نحو ثقافة إسلامية أصيلة، دار النفائس، عمان الأردن، 1997م، ص, 5.

[57] السخاوي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد, فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، مكتبة السنة, مصر,2003م, ج1/ ص316

[58] محمد المكي الناصري, التيسير في أحاديث التفسير, دار الغرب الإسلامي، بيروت, 1985م, ج1/ص246

[59] ابو زهرة, زهرة التفاسير , ج3/ص1329

[60] الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي, مجمع البيان, ج2/ص801

[61] المصدر السابق, ج2/ص403

[62] ابن عطية, المحرر الوجيز ,ج2/ص403؛ أطَّفَيِّش, هميان الزاد,ج6/ص 396

[63] المصدر السابق، ج3/ص322

[64] الرازي, مفاتيح الغيب,ج8/ص308

[65] د. خالد بن عبد الله القاسم، العقيدة الإسلامية في دائرة المعارف الإسلامية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى، كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، ص, 25

[66] المصدر السابق، ص, 30-50.

[67] برنارد لويس، العرب والتاريخ، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان,، الطبعة الأولى 1954م، ص, 63.

[68] أحمد بن مصطفى المراغي, التفسير, مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر, 1946م, ج8/ص157

[69] النسفي, مدارك التنزيل وحقائق التأويل, ج2/ص52؛ البيضاوي, أنوار التنزيل وأسرار التأويل,ج3/ص131؛ ابن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد, القاهرة, 1419هـ, ج2/ص520؛ المراغي, التفسير ,ج4/ص13

[70] الطبري, جامع البيان, ج12/ص559

[71] المصدر السابق, ج 6/ص54

[72] ابن عرفة محمد بن محمد التونسي, التفسير, دار الكتب العلمية، بيروت، 2008م, ج2/ص355

[73] البقرة,2/ 109

[74] آل عمران,3/ 118

[75] النساء,4/ 89

[76] القلم,68/ 9

[77] محمد المكي الناصري, التيسير في أحاديث التفسير ,ج1/ص246

[78] النسفي, مدارك التنزيل, ج2/ص52؛ البيضاوي, أنوار التنزيل, ج3/ص131؛ ابن عجيبة, البحر المديد, ج2/ص520؛ ابن الخطيب, أوضح التفاسير , المطبعة المصرية ومكتبتها, 1964م, ج1/ص265

[79] الآلوسي, روح المعاني, ج6/ص232

[80] محمد متولي الشعراوي, التفسير, مطابع أخبار اليوم,1995م, ج7/ص42,41

[81] البيضاوي, أنوار التنزيل وأسرار التأويل, ج3/ص23،ابو السعود, إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم, دار إحياء التراث العربي – بيروت, ج3/ص247

[82] انظر محمد بن يوسف بن حيّان الغرناطي, البحر المحيط, ج3/ص280؛ ابن عادل, اللباب في علوم الكتاب, ج5/ص421؛ السمين الحلبي, الدر المصون في علوم الكتاب المكنون, دار القلم، دمشق, ج3/ص326

[83] الماتريدي . تأويلات أهل السنة,ج6/ص113

[84] النساء,4/ 34

[85] يونس,10/ 23

[86] الحج,22/ 60

[87] القصص,28/ 76

[88] ص,38/ 22

[89] ص,38/ 24

[90] الحجرات,49/ 9

[91] يونس,10/ 23

[92] الشورى,42/ 42

[93] الشورى,42/ 27

[94] البقرة,2/ 90

[95] البقرة,2/ 213

[96] الماتريدي, تأويلات أهل السنة, ج6/ص113

[97] المصدر السابق، ج4/ص 430

[98] سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي, في ظلال القرآن, ج3/ص1292

[99] المصدر السابق, ج1/ص437

[100] أطَّفَيِّش, هميان الزاد, ج6/ص396

[101] ابن عاشور, التحرير والتنوير, ج4/ص26

[102] الماوردي, النكت والعيون, ج2/ص464؛ النيسابورىّ, إيجاز البيان عن معاني القرآن, ج1/ص409؛ بيان الحق النيسابورىّ, باهر البرهان فى معانى مشكلات القرآن, جامعة أم القرى - مكة المكرمة, 1998م, ج2/ص655

[103] سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطبراني, تفسير القرآن العظيم, نسخة الكترونية في المكتبة الشاملة, تفسير الاية 19 من سورة هود

[104] محمد عبدالعظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن, مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه, ج2/ص75

[105] ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد الرازي، التفسير ، مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية, 1419هـ,ج3/ص717؛ الماتريدي, تأويلات أهل السنة, ج4/ص499

[106] المصدر السابق .

[107] الماوردي, النكت والعيون, ج3/ص121

[108] الطبري, جامع البيان, ج6/ص57 بتصرف قليل .

[109] المصدر السابق، ج6/ص58

[110] ابن أبي حاتم، التفسير,ج3/ص717

[111] الماتريدي, تأويلات أهل السنة, ج6/ص113

[112] عمر سليمان الأشقر، نحو ثقافة إسلامية أصيلة، ص,62.

[113] محمد الغزالي، مستقبل الإسلام خارج أرضه,دار النهضة، مصر, ص, 27

[114] الماوردي, النكت والعيون, ج3/ص121؛ القرطبي محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية,القاهرة, 1964م ,ج9/ص340

[115] انظر أطَّفَيِّش ,هميان الزاد, ج6/ص396

[116] ابن عرفة, التفسير, ج2/ص355. سبق هذا المعنى في الإعراب السادس من المعنى الأول.

[117] أبو داود سليمان بن الاشعث, السنن, المكتبة العصرية، صيدا - بيروت,كتاب السنة،6 , ج4/ص201

[118] انظر هذه الاعرابات في: ابن حيان, البحر المحيط, ج3/ص281؛ ابن عادل, اللباب في علوم الكتاب, ج5/ص421؛ السمين الحلبي, الدر المصون في علوم الكتاب المكنون, ج3/ص325؛ النيسابوري, غرائب القرآن ورغائب الفرقان, دار الكتب العلميه – بيروت, 1416هـ ,ج2/ص219

[119] انظر القزويني محمد بن عبدالرحمن بن عمر, الإيضاح في علوم البلاغة,دار الجيل,بيروت, ج3/ص164
 
عودة
أعلى