خالد القرشي
New member
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإدراك الواعي وأهميته :
حرص الإسلام على تحرير العقول وتجردها من المؤثرات السابقة القائمة على الظنون والأهواء والتقليد الأعمى الذي ورثوه عن الآباء والأجداد دون وعي أو تمييز .
قال الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) سورة البقرة (170).
وقال سبحانه : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله ) سورة القصص (50).
وعن حذيفة – رضي الله عنه – قال : قال – رسول الله صلى الله عليه وسلم - : (( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا )) رواه الترمذي (8/170).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )) رواه الترمذي (8/155-156) .
فهذه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تتضمن التركيز والاعتناء على أهمية الإدراك لدى المكلف في تحديد موقفه واتجاهه في الاعتقاد أو في الأخلاق واتخاذ القرار السليم في ذلك حسب المنهاج الصحيح، فلا ينساق وراء الأفكار البراقة التي لا تستند إلى دليل، أو يعمل دون وعي أو إدراك صحيح يميز به بين الخير والشر، والصحيح والسقيم، و اتباع الغير في ما يأتي وما يذر عن عمى وجهالة وتبعية .
فالإسلام يربي في أتباعه الإدراك الواعي المبني على الدليل الذي يحفظهم من التبعية المقيتة للغير بلا فهم وتمييز، ويرفعهم من أن يكونوا إمعات لا حول لهم ولا قوة قد سلبت إرادتهم وضعفت شخصياتهم، وذابت عقولهم في تقليد الآخرين فيما يفعلون ويتركون.
لأن الإدراك الواعي المبني على الدليل الصحيح هو أساس الاعتقاد السليم والأخلاق الحميدة، القائم على التدبر والتذكر والفهم المستقيم .والمربي العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد حرص على تحرير عقول أصحابه وتجردها من الهوى، ونقاها من التعصب للرأي، وزكاها من تقليد الآخرين، وذلك عن طريق القدوة .
فهاهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يضرب لنا أروع الأمثلة وأزكاها في تجرده – صلى الله عليه وسلم – من الأهواء وعدم التعصب للرأي. فكان – صلى الله عليه وسلم – يقبل الآراء الوجيهة والأفكار الصائبة من أصحابه – رضوان الله عليهم – فيتنازل عن رأيه الشريف إذا تبينت له الفائدة في غيره، وكانت المصلحة في الرأي الآخر راجحة، كما حدث في وقعة بدر الكبرى حيث اجتهد – صلى الله عليه وسلم – في اختيار المكان المناسب لنزول جيشه فأشار عليه الحباب بن منذر بأن المكان الذي اختاره للجيش لا يصلح وإنما هناك مكان أفضل منه، فتنازل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن رأيه الشريف وأخذ برأي الحباب لما فيه من المصلحة والمنفعة للإسلام والمسلمين.فعن الحباب بن منذر – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله إن هذا المكان الذي أنت به ليس بمنزل، انطلق بنا على أدنى ماء إلى القوم، فإني عالم بها وبقلبها، بها قليب قد عرفت عذوبة مائه لا ينزح، ثم نبني عليه حوضاً فنشرب ونقاتل ونغور ما سواه من القلب، فنزل جبريل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ( الرأي ما أشار به الحباب ) رواه ابن سعد في طبقاته (21/15).
ومنها قبوله – صلى الله عليه وسلم – لمن اقترح عليه اتخاذ خاتم يختم به كتبه إلى الملوك والأمراء الذين يريد دعوتهم إلى الإسلام .عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أراد أن يكتب إلى رهط أو أناس من الأعاجم، فقيل له : إنهم لا يقبلون كتاباً إلا عليه خاتم. فاتخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضة ونقشه محمد رسول الله ) رواه البخاري حديث رقم (5875).
وفي هذا تربية للصحابة – رضوان الله عليهم – بفعل النبي – صلى الله عليه سلم – وقوله على تحرر عقولهم من الأهواء والتقليد للآباء والأجداد وتجردها من التعصب والميل الشخصي المخالف للنصوص الشرعية فتحررت عقولهم من أسر الهوى والتقليد، إلى عقول قد استنارت بنور الإيمان، واستضاءت بنور الدليل والبرهان .
كتبه :
الدكتور / خالد بن عبد الله بن مسلّم القرشي .
.[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإدراك الواعي وأهميته :
حرص الإسلام على تحرير العقول وتجردها من المؤثرات السابقة القائمة على الظنون والأهواء والتقليد الأعمى الذي ورثوه عن الآباء والأجداد دون وعي أو تمييز .
قال الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) سورة البقرة (170).
وقال سبحانه : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله ) سورة القصص (50).
وعن حذيفة – رضي الله عنه – قال : قال – رسول الله صلى الله عليه وسلم - : (( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا )) رواه الترمذي (8/170).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )) رواه الترمذي (8/155-156) .
فهذه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تتضمن التركيز والاعتناء على أهمية الإدراك لدى المكلف في تحديد موقفه واتجاهه في الاعتقاد أو في الأخلاق واتخاذ القرار السليم في ذلك حسب المنهاج الصحيح، فلا ينساق وراء الأفكار البراقة التي لا تستند إلى دليل، أو يعمل دون وعي أو إدراك صحيح يميز به بين الخير والشر، والصحيح والسقيم، و اتباع الغير في ما يأتي وما يذر عن عمى وجهالة وتبعية .
فالإسلام يربي في أتباعه الإدراك الواعي المبني على الدليل الذي يحفظهم من التبعية المقيتة للغير بلا فهم وتمييز، ويرفعهم من أن يكونوا إمعات لا حول لهم ولا قوة قد سلبت إرادتهم وضعفت شخصياتهم، وذابت عقولهم في تقليد الآخرين فيما يفعلون ويتركون.
لأن الإدراك الواعي المبني على الدليل الصحيح هو أساس الاعتقاد السليم والأخلاق الحميدة، القائم على التدبر والتذكر والفهم المستقيم .والمربي العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد حرص على تحرير عقول أصحابه وتجردها من الهوى، ونقاها من التعصب للرأي، وزكاها من تقليد الآخرين، وذلك عن طريق القدوة .
فهاهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يضرب لنا أروع الأمثلة وأزكاها في تجرده – صلى الله عليه وسلم – من الأهواء وعدم التعصب للرأي. فكان – صلى الله عليه وسلم – يقبل الآراء الوجيهة والأفكار الصائبة من أصحابه – رضوان الله عليهم – فيتنازل عن رأيه الشريف إذا تبينت له الفائدة في غيره، وكانت المصلحة في الرأي الآخر راجحة، كما حدث في وقعة بدر الكبرى حيث اجتهد – صلى الله عليه وسلم – في اختيار المكان المناسب لنزول جيشه فأشار عليه الحباب بن منذر بأن المكان الذي اختاره للجيش لا يصلح وإنما هناك مكان أفضل منه، فتنازل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن رأيه الشريف وأخذ برأي الحباب لما فيه من المصلحة والمنفعة للإسلام والمسلمين.فعن الحباب بن منذر – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله إن هذا المكان الذي أنت به ليس بمنزل، انطلق بنا على أدنى ماء إلى القوم، فإني عالم بها وبقلبها، بها قليب قد عرفت عذوبة مائه لا ينزح، ثم نبني عليه حوضاً فنشرب ونقاتل ونغور ما سواه من القلب، فنزل جبريل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ( الرأي ما أشار به الحباب ) رواه ابن سعد في طبقاته (21/15).
ومنها قبوله – صلى الله عليه وسلم – لمن اقترح عليه اتخاذ خاتم يختم به كتبه إلى الملوك والأمراء الذين يريد دعوتهم إلى الإسلام .عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أراد أن يكتب إلى رهط أو أناس من الأعاجم، فقيل له : إنهم لا يقبلون كتاباً إلا عليه خاتم. فاتخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضة ونقشه محمد رسول الله ) رواه البخاري حديث رقم (5875).
وفي هذا تربية للصحابة – رضوان الله عليهم – بفعل النبي – صلى الله عليه سلم – وقوله على تحرر عقولهم من الأهواء والتقليد للآباء والأجداد وتجردها من التعصب والميل الشخصي المخالف للنصوص الشرعية فتحررت عقولهم من أسر الهوى والتقليد، إلى عقول قد استنارت بنور الإيمان، واستضاءت بنور الدليل والبرهان .
كتبه :
الدكتور / خالد بن عبد الله بن مسلّم القرشي .
.[/align]