الإدخال بين الهمزتين

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
قال ابن الجزري في النشر 1/352: واختلف في نحو (أأنتم، وأئنا، وأأنْزل) في مذهب من أدخل بين الهمزتين ألفا من حيث إن الألف فيها مقحمة جيء بها للفصل بين الهمزتين لثقل اجتماعهما، فذهب بعضهم إلى الاعتداد بها؛ لقوة سببية الهمز، ووقوعه بعد حَرْفِ الْمَدِّ مِنْ كَلِمَةٍ، فَصَارَ مِنْ بَابِ الْمُتَّصِلِ، وَإِنْ كَانَتْ عَارِضَةً كَمَا اعْتَدَّ بِهَا مَنْ أَبْدَلَ وَمَدَّ لِسَبَبِيَّةِ السُّكُونِ وَهَذَا مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ شُرَيْحٍ، نَصَّ عَلَيْهِ فِي "الْكَافِي" فَقَالَ فِي بَابِ الْمَدِّ: فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ هِشَامًا إِذَا اسْتَفْهَمَ وَأَدْخَلَ بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ أَلِفًا يَمُدُّ الْأَلِفَ الَّتِي قَبْلَ الْهَمْزَةِ، قِيلَ: إِنَّمَا يَمُدُّ مِنْ أَجْلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ، فَهُوَ كَـ(خَائِفِينَ) وَنَحْوِهِ (وَقَالَ) فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ: إِنَّ قَالُونَ وَأَبَا عَمْرٍو وَهِشَامًا يُدْخِلُونَ بَيْنَهُمَا أَلِفًا فَيَمُدُّونَ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ "التَّيْسِيرِ" فِي مَسْأَلَةِ ( هَاأَنْتُمْ ) حَيْثُ قَالَ: وَمَنْ جَعَلَهَا - يَعْنِي الْهَاءَ - مُبْدَلَةً وَكَانَ مِمَّنْ يَفْصِلُ بِالْأَلِفِ زَادَ فِي التَّمْكِينِ سَوَاءٌ حَقَّقَ الْهَمْزَةَ أَوْ لَيَّنَهَا، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ فِي "جَامِعِ الْبَيَانِ" كَمَا سَيَأْتِي مُبَيَّنًا عِنْدَ ذِكْرِهَا فِي بَابِ الْهَمْزَةِ الْمُفْرَدَةِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَقَالَ الْأُسْتَاذُ الْمُحَقِّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّدَادِ الْمَالِقِيُّ فِي شَرْحِ "التَّيْسِيرِ" مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، عِنْدَ قَوْلِهِ: وَقَالُونُ وَهِشَامٌ وَأَبُو عَمْرٍو يُدْخِلُونَهَا - أَيِ الْأَلِفَ - قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَلْزَمُ الْمَدُّ بَيْنَ الْمُحَقَّقَةِ وَاللَّيِّنَةِ، إِلَّا أَنَّ مَدَّ هِشَامٍ أَطْوَلُ، وَمَدَّ السُّوسِيِّ أَقْصَرُ، وَمَدَّ قَالُونَ وَالدُّورِيِّ أَوْسَطُ، وَكُلُّهُ مِنْ قَبِيلِ الْمَدِّ الْمُتَّصِلِ. (قُلْتُ): إِنَّمَا جَعَلَ مَدَّ السُّوسِيِّ أَقْصَرَ; لِأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى ظَاهِرِ كَلَامِ "التَّيْسِيرِ" مِنْ جَعْلِ مَرَاتِبِ الْمُتَّصِلِ خَمْسَةً، وَالدُّنْيَا مِنْهَا لِمَنْ قَصَرَ الْمُنْفَصِلَ كَمَا قَدَّمْنَا، وَبِزِيَادَةِ الْمَدِّ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِ " الْكَافِي " فِي ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
وقال الداني في جامع البيان: 2/506: وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وإدخال ألف ساكنة بينهما، فيمدّ بعد المحققة مدّة في تقدير ألفين. اه‍
فالإمام المحقق ابن الجزري ذكر أنه قرأ بزيادة المد من طريق الكافي، فهل من التحرير لمن أراد أن يقرأ من طريق الكافي أن يزيد على المد الطبيعي، أو أن يقتصر على المد الطبيعي كما رجح ابن الجزري رحمه الله.
 
يُنظر هل هذا الوجه على شرط ابن الجزريّ في النشر أم هو انفراد من صاحب الكافي. فإن كان ثابتاً عن غير صاحب الكافي وتلقّاه أهل الأداء بالقبول من غير نكير منهم أُخذ به وخضع للتحرير ، وهذا يحتاج إلى بحث واستقراء للمسألة. وأمّا إن كان انفراداً من صاحب الكافي فلا يكون حينئذ على شرط ابن الجزريّ وبالتالي فلا يخضع للتحرير.
وقد اشترط ابن الجزريّ في نشره الشهرة مع اتصال السند وعدالة الرواة.

والله أعلم بالصواب.
 
قال مكي في التبصرة ص279: غير أن قالون يدخل بين الهمزتين ألفا فيمد.
وقال ابن آجروم في فرائد المعاني: "ومَدُّكَ قبلَ الفتحِ والكَسرِ حُجَّةٌ"
يرتفع قوله: "ومدُّكَ" بالابتداء.
و"حُجَّةٌ" خبرُهُ، ويحتمل وجهَين:
أحدهما: أن يكونَ على حذف مضافٍ؛ أي: ذو حُجَّةٍ، أي: له وجهٌ من العربية، وهو: كراهَةُ التقاءِ همزتين، أو التقاءِ همزةٍ وما هو كالهمزة، وهو إشارةٌ إلى ما قلناه في الاحتجاج، وإنما قدَّرنَا ذلك؛ لأنَّ المدَّ بين الهمزتين ليس بحجَّةٍ، إنما هو مفتَقِرٌ إلى حُجَّةٍ، فيقال: لِمَ مدَّ القارِئُ هذا الحرفَ؟
ويحتملُ أن يكونَ لا حذفَ فيه، ويكونُ المدُّ حُجَّةً تُزيلُ ثِقَلَ التقاءِ الهمزتين، كما أنَّ الحجَّةَ تدفَعُ دَعوى الخَصْم، كذلك المدُّ يدفَعُ الثِّقَلَ.
وظاهرُ قوله: "ومدُّكَ" الإشباعُ، وإلاَّ فكان يقولُ: وفَصلُكَ، أمَّا على مذهب مَن حقَّقَ الثَّانية( ) فلا بدَّ من الإشباع؛ لتأخُّرِ السَّببِ، وأمَّا على مذهب مَن سهلُ الثَّانيةَ( ) فالتَّسهيلُ عارضٌ، ولا يُعتَدُّ به في الأكثر.
فإن قلتَ: يُعتدُّ فيه بالعارض فيُقصَرُ، فيكون مثلَ ما يأتي في قوله بعدُ:
وإنْ حرفُ مدٍّ قبلَ هَمزٍ مُغَيَّرٍ يجُزْ قصرُهُ ... ... ... ... ..​
.
قلتُ: ليس هذا مثلُ ذلك، وذلك أنَّ مَنْ فَصَلَ في ءأنذرتهم وأئذا مع التَّسهيل، لم يعتدَّ بالعارض الذي هو التَّسهيلُ، فالهمزةُ عنده في نيَّة الوجود، فلا بدَّ من المدِّ، والدليلُ على ترك الاعتداد بالعارض: إدخالُ ألِفٍ، وإلاَّ لِمَ أُدخِلَ الألفُ مع أن التقاءَ الهمزتين قد زالَ بالتَّسهيل! اه‍.
ومعظم المغاربة على الزيادة في المد والله أعلم.
 
فالإمام المحقق ابن الجزري ذكر أنه قرأ بزيادة المد من طريق
وعلى القول بزيادة المد بعض شرَّاح الدرر اللوامع كابن المجراد والمنتوري وابن القاضي في الفجر الساطع ونقل ابن القاضي أقوال جميع من قالوا بالإشباع.
وذكر ابن القاضي في الجامع المفيد وجه الإشباع وذكر في كيفية ضبطه لقالون بأن يجمع بين الإدخال والمط.
 
عودة
أعلى