سمير عمر
New member
قال ابن الجزري في النشر 1/352: واختلف في نحو (أأنتم، وأئنا، وأأنْزل) في مذهب من أدخل بين الهمزتين ألفا من حيث إن الألف فيها مقحمة جيء بها للفصل بين الهمزتين لثقل اجتماعهما، فذهب بعضهم إلى الاعتداد بها؛ لقوة سببية الهمز، ووقوعه بعد حَرْفِ الْمَدِّ مِنْ كَلِمَةٍ، فَصَارَ مِنْ بَابِ الْمُتَّصِلِ، وَإِنْ كَانَتْ عَارِضَةً كَمَا اعْتَدَّ بِهَا مَنْ أَبْدَلَ وَمَدَّ لِسَبَبِيَّةِ السُّكُونِ وَهَذَا مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ شُرَيْحٍ، نَصَّ عَلَيْهِ فِي "الْكَافِي" فَقَالَ فِي بَابِ الْمَدِّ: فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ هِشَامًا إِذَا اسْتَفْهَمَ وَأَدْخَلَ بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ أَلِفًا يَمُدُّ الْأَلِفَ الَّتِي قَبْلَ الْهَمْزَةِ، قِيلَ: إِنَّمَا يَمُدُّ مِنْ أَجْلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ، فَهُوَ كَـ(خَائِفِينَ) وَنَحْوِهِ (وَقَالَ) فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ: إِنَّ قَالُونَ وَأَبَا عَمْرٍو وَهِشَامًا يُدْخِلُونَ بَيْنَهُمَا أَلِفًا فَيَمُدُّونَ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ "التَّيْسِيرِ" فِي مَسْأَلَةِ ( هَاأَنْتُمْ ) حَيْثُ قَالَ: وَمَنْ جَعَلَهَا - يَعْنِي الْهَاءَ - مُبْدَلَةً وَكَانَ مِمَّنْ يَفْصِلُ بِالْأَلِفِ زَادَ فِي التَّمْكِينِ سَوَاءٌ حَقَّقَ الْهَمْزَةَ أَوْ لَيَّنَهَا، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ فِي "جَامِعِ الْبَيَانِ" كَمَا سَيَأْتِي مُبَيَّنًا عِنْدَ ذِكْرِهَا فِي بَابِ الْهَمْزَةِ الْمُفْرَدَةِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَقَالَ الْأُسْتَاذُ الْمُحَقِّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّدَادِ الْمَالِقِيُّ فِي شَرْحِ "التَّيْسِيرِ" مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، عِنْدَ قَوْلِهِ: وَقَالُونُ وَهِشَامٌ وَأَبُو عَمْرٍو يُدْخِلُونَهَا - أَيِ الْأَلِفَ - قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَلْزَمُ الْمَدُّ بَيْنَ الْمُحَقَّقَةِ وَاللَّيِّنَةِ، إِلَّا أَنَّ مَدَّ هِشَامٍ أَطْوَلُ، وَمَدَّ السُّوسِيِّ أَقْصَرُ، وَمَدَّ قَالُونَ وَالدُّورِيِّ أَوْسَطُ، وَكُلُّهُ مِنْ قَبِيلِ الْمَدِّ الْمُتَّصِلِ. (قُلْتُ): إِنَّمَا جَعَلَ مَدَّ السُّوسِيِّ أَقْصَرَ; لِأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى ظَاهِرِ كَلَامِ "التَّيْسِيرِ" مِنْ جَعْلِ مَرَاتِبِ الْمُتَّصِلِ خَمْسَةً، وَالدُّنْيَا مِنْهَا لِمَنْ قَصَرَ الْمُنْفَصِلَ كَمَا قَدَّمْنَا، وَبِزِيَادَةِ الْمَدِّ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِ " الْكَافِي " فِي ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
وقال الداني في جامع البيان: 2/506: وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وإدخال ألف ساكنة بينهما، فيمدّ بعد المحققة مدّة في تقدير ألفين. اه
فالإمام المحقق ابن الجزري ذكر أنه قرأ بزيادة المد من طريق الكافي، فهل من التحرير لمن أراد أن يقرأ من طريق الكافي أن يزيد على المد الطبيعي، أو أن يقتصر على المد الطبيعي كما رجح ابن الجزري رحمه الله.
وقال الداني في جامع البيان: 2/506: وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وإدخال ألف ساكنة بينهما، فيمدّ بعد المحققة مدّة في تقدير ألفين. اه
فالإمام المحقق ابن الجزري ذكر أنه قرأ بزيادة المد من طريق الكافي، فهل من التحرير لمن أراد أن يقرأ من طريق الكافي أن يزيد على المد الطبيعي، أو أن يقتصر على المد الطبيعي كما رجح ابن الجزري رحمه الله.