أبو الخير صلاح كرنبه
New member
- إنضم
- 18/07/2007
- المشاركات
- 627
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
نشرت في منتدى فتيات الإيمان بمنتدى البحوث والدراسات القرآنية
[align=center]الإخلاص في تلاوة القرآن
الترهيب من الرياء في تعلم القرآن الكريم والعلم وتعليمه ووجوب الإخلاص في ذلك لله عز وجل[/align]
[align=justify] إن الشيطان ليفسد على ضعاف النفوس عبادتهم وطاعتهم، فيبعدهم عن الغاية بما يوسوسه في صدورهم ، وبما يزرعه في قلوبهم ، من حب الشهرة والظهور، ومراءاة الناس بما حفظوه وبما عملوه وبما جادوا به ، فيحبط أعمالهم ، فلنكن على حذر من شراكه وحبائله ومصائده ، وثَمَّ النجاح والنجاة عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة ، فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ ! حدِّثْنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل استشهد فأُتي به فَعَرَّفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرئٌ، فقد قيل . ثم أمر به ، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن. قال : كذبت ولكنك تعلَّمت العلم ؛ ليُقَال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئٌ ، فقد قيل . ثم أُمر به ، فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله . فأُتي به ، فَعَرَّفه نعمه فعرفها . قال: فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال: كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل . ثم أمر به ، فسحب على وجهه ، ثم أُلقي في النار) [مسلم : (3/1513و1514) كتاب الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والحديث برقم ( 152 )] . وناتل أهل الشام : هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي : من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه (ا.هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم 3/1513). ولقد علق الشيخ : محمد فؤاد عبد الباقي(رحمه الله) على هذا الحديث بقوله : (قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد ، وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار ، دليل على تغليظ تحريم الرياء ، وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال، كما قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (سورة البينة : الآية الكريمة / 9)وفيه أن العمومات في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصا، وكذلك الثناء على العلماء ، وعلى المنفقين في وجوه الخيرات ، كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى، مخلصا) ( ا.هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم : 3/1514) .
[align=center]الدنيا مواقف : قصة في الإخلاص لله[/align]
روى لنا شيخنا المُعَمَّر ، المقرئ ، الشيخ : أبو منير ؛ محمد السيد إسماعيل(1) ـ حفظه الله وأمد في عمره ـ : (أن السلطان : عبد الحميد العثماني ، جمع كبار القراء من أقطار العالم الإسلامي ، وذلك في قصر يلدز ، (وهو قصر الخلافة العثمانية في استنبول) وطلب السماع منهم ، وكان آخرهم قراءة المقرئ الشيخ : حسين موسى شرف الدين المصري الأزهري (وهو أحد مشايخ شيوخ الشيخ محمد راوي القصة ؛ والذي يرد ذكره في شجرة القراء وكان مجاورا في المدرسة البادرائية بدمشق) وبعد أن أتم القراءة . صفقت زوجة السلطان من وراء الستارة : أن يقرأ آخر مقرئ مرة أخرى . ولما طلب السلطان من الشيخ إعادة القراءة ؛ غضب الشيخ وأبى قائلاً : (قرأنا لله ؛ ولا نقرأ لفلان ، وفلان)
أقول : كان هذا من الشيخ رحمه الله : بمثابة بيان عملي ؛ أن القرآن إنما أنزل للتدبر والتفكر ، وأن القارئ عليه أن يبتغي بتلاوته وجه الله ، فيتقرب به إليه سبحانه وتعالى ، لا إلى أحد سواه ، ولا يطلب الأجر والمكافئة إلا منه سبحانه وتعالى . خاف الشيخ رحمه الله من العجب ، وخاف من الرياء ، وخاف من الشهرة والسمعة ، كما أنه خاف أن تكون القراءة لغير الله ؛ ومن أجل فلان أو فلانة من الناس ؛ وهو المقرئ المجيد الذي اختاره الشيخ المقرئ : حافظ باشا من بين قراء الشام ليكون أول من يتلقى عنه القراءآت العشر الكبرى في البلاد الشامية ، في عصرنا ؛ وهو المصري المجاور في دمشق الشام (في غرفة صغيرة في المدرسة البادرائية) ، طاب له المقام ؛ فأقام ، وكان شيخ القراء في الشام .فوطن المسلم ديار الإسلام . رغم العوائق والحواجز.لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود ؛ إلا بالتقوى أو عمل صالح فالمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم هكذا :
[align=center][poem=font="Simplified Arabic,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
(وكلما ذكر اسم الله في بلد=عددت أرجائه من لب أوطاني) [/poem][/align]
ونعود بعد هذا الاستطراد البسيط ، لنعيش مرة أخرى مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الطُّهُور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ مابين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) [مسلم : 1 / 203/ كتاب الطهارة ـ باب الوضوء ، والحديث برقم( 223 ) ].
وقد أورد الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم التذكار في أفضل الأذكار أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض ، ولا يجهل مع من يجهل ، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله . كما ذكر آداباً ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه بها نلخصها فيما يلي :
ـ أن يخلص في طلبه لله جل جلاله
ويأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره ؛ في الصلاة وغيرها .
وينبغي له أن يكون خائفا من ذنبه راجيا عفو ربه
وينبغي له أن يكون حامدا لله ولنعمه شاكرا .
وينبغي له أن يكون عالما بأهل زمانه . وينبغي أن يكون أهم أموره عنده الورع في دينه ، واستعمال تقوى الله عز وجل ، ومراقبته فيما أمره به ونهاه ثم أورد قول أعلم الصحابة رضي الله عنهم بكتاب الله عز وجل سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، وبنهاره إذ الناس مفطرون ، وببكائه إذ الناس يضحكون ، وبصمته إذ الناس يخوضون ، وبخشوعه إذ الناس يختالون ‘ وبحزنه إذ الناس يفرحون .
ثم ذكر القرطبي ـ رحمه الله ـ البعد عن طرق الشبهات ، وذكر قلة الضحك ، والحلم والوقار ، والرفق والأدب ، والتجافي عن الدنيا ـ إن خاف على نفسه الفتنة ـ والتواضع للفقراء ، وترك المراء والجدال ؛ لتكون هذه من أخلاق صاحب القرآن. ثم قال (رحمه الله) :
وينبغي أن يكون ممن يؤمن شره ، ويرجى خيره ويسلم ضره ، وأن لا يسمع من نم عنده ، يصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه ( انظر التذكار في أفضل الأذكار : 84 ـ 85 ) .
قال صلاح : وعليه أن يكون صمته فكر ، ونطقه ذكر ، ومزاحه حق ، وحديثه صدق وتوجيه وإرشاد ومعرفة .
وبعد فيا أيها الأخ الحبيب : إذا أردت أن تكون في منجاة من أمرك فعليك أن تأخذ بهذا العلاج الذي يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبينه لنا ؛ فيأمرنا صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن الكريم عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف لا وهو الذي أصغى لتلاوته سيد ولد آدم وحبيب رب العالمين رسولنا صلى الله عليه وسلم وفي هذا إشارة جلية إلى وجوب التلقي بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جبريل ، إلى رب العزة جل جلاله . فليكن نصب أعيننا العمل الدءوب لحفظ كتاب الله عز وجل وتحصيل الإجازة التي هي مفخرتنا وعزنا في الدنيا والآخرة . والعمل بهذه التوجيات الكريمة من رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم حتى لايفوتنا القطار، ولكي نسبق الأمم ، دنيا وأخرى فلا عزة لنا ولا كرامة ؛ إذا ما كنا في منئًً عن كتاب الله عز وجل أوبعدنا عن نهجه ، أو خالفنا أمر ربنا جل جلاله فيه أو أننا ـ والعياذ بالله ـ سخرنا من حامل القرآن ، فوصفناه بما لا يليق من أوصاف ، أو استهزأنا به ، ففي كل هذا هلاك للفرد ودمار للأمة إذا رضيت طريق الذل والهوان ؛ وياللفوز بسعادة الدنيا ورضوان الله جل جلاله في الآخرة إذا ما تأدبنا بأدب هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأول حري بهذا الأدب ، القراء والمقرءون: أشراف الأمة ، الذين يحملون في صدورهم وبين جوانحهم هذه الأمانة العظيمة . [/align]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=justify](1)الشيخ : أبو منير ؛ محمد السيد إسماعيل : وهو من مواليد غوطة دمشق الشرقية ـ عربيل (عربين) 1913 م تقريبا . وهو أحد شيوخي وقد التقناه من حوالي الشهر في مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم حيث جاءها زائرا بعد تأديته للعمرة وهو من فضل الله بكامل قواه العقلية والجسمية ولكن الذي أعاقه على العطاء في مجال القراءات ضعف سمعه قليلا بارك الله به وبأمثاله من الصفوة أهل القرآن أهل الله وخاصته .
ولقد أقرأالشيخ أبو منير القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وكان قد تلقاها على شيخ قراء الشام في زمنه العلامة المقريء الشيخ عبد القادر قويدر العربيلي المعروف في دمشق في زمنه بالشيخ عبده العربيني ثم بدأ عليه العشر الكبرى ولكن وافت شيخه المنية فأتم على المقرئ المجيد الشيخ : محمد ياسين الجويجاتي وأقرأالشيخ أبو منير ـ كما يعرف في بلده عربيل إلى الآن ـ بالعشر الكبري ومن أهم طلابه أختي المقرئة بالعشر الكبرى والصغرى : نجاح بنت محمد كرنبه (المقيمة في مدينة الرياض) وقد تلقى عنها العشر الكبرى الدكتورة السعودية المقرئة : أمل هاشم في الرياض ) وقد تلقت أختي أيضا العشر الصغرى عن الشيخ شكري لحفي . ومن طلاب الشيخ : أبو منير أيضا بالعشر الكبرى العلامة المقرئ بالعشر الكبرى والصغرى الدكتور الشيخ صفوان عدنان الداودي (الدمشقي) نزيل المدينة المنورة . والشيخ موفق بن محمود عيون (الدومي ـ من مدينة دوما في ضاحية دمشق والشيخ موفق له طلاب من الذكور والإناث تلقوا عنه العشر الكبرى ذكرت جلهم في شجرة القراء الجامعين للقراءات العشر من طريق الطيبة والتقريب والنشر الكبير (من طريق إسلامبول ) في كتابي : فضائل القرآن وحملته وتعريف بالأحرف السبعة والقراء بها في طبعته الأخيرة التي طبعت في مطابع رابطة العالم الإسلامي وصدرت مع مطلع هذا العام الهجري 1428هـ ولقد قام أخي الفاضل القارئ الدكتور : إبراهيم الجوريشي مشكورا بنشر الشجدة على صفحات هذا الملتقى القرآني الميمون . وللبحث تفصيلات تجدها أخي الكريم في كتابي المذكور .[/align]
[align=center]الإخلاص في تلاوة القرآن
الترهيب من الرياء في تعلم القرآن الكريم والعلم وتعليمه ووجوب الإخلاص في ذلك لله عز وجل[/align]
[align=justify] إن الشيطان ليفسد على ضعاف النفوس عبادتهم وطاعتهم، فيبعدهم عن الغاية بما يوسوسه في صدورهم ، وبما يزرعه في قلوبهم ، من حب الشهرة والظهور، ومراءاة الناس بما حفظوه وبما عملوه وبما جادوا به ، فيحبط أعمالهم ، فلنكن على حذر من شراكه وحبائله ومصائده ، وثَمَّ النجاح والنجاة عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة ، فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ ! حدِّثْنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل استشهد فأُتي به فَعَرَّفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرئٌ، فقد قيل . ثم أمر به ، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن. قال : كذبت ولكنك تعلَّمت العلم ؛ ليُقَال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئٌ ، فقد قيل . ثم أُمر به ، فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله . فأُتي به ، فَعَرَّفه نعمه فعرفها . قال: فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال: كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل . ثم أمر به ، فسحب على وجهه ، ثم أُلقي في النار) [مسلم : (3/1513و1514) كتاب الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والحديث برقم ( 152 )] . وناتل أهل الشام : هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي : من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه (ا.هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم 3/1513). ولقد علق الشيخ : محمد فؤاد عبد الباقي(رحمه الله) على هذا الحديث بقوله : (قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد ، وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار ، دليل على تغليظ تحريم الرياء ، وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال، كما قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (سورة البينة : الآية الكريمة / 9)وفيه أن العمومات في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصا، وكذلك الثناء على العلماء ، وعلى المنفقين في وجوه الخيرات ، كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى، مخلصا) ( ا.هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم : 3/1514) .
[align=center]الدنيا مواقف : قصة في الإخلاص لله[/align]
روى لنا شيخنا المُعَمَّر ، المقرئ ، الشيخ : أبو منير ؛ محمد السيد إسماعيل(1) ـ حفظه الله وأمد في عمره ـ : (أن السلطان : عبد الحميد العثماني ، جمع كبار القراء من أقطار العالم الإسلامي ، وذلك في قصر يلدز ، (وهو قصر الخلافة العثمانية في استنبول) وطلب السماع منهم ، وكان آخرهم قراءة المقرئ الشيخ : حسين موسى شرف الدين المصري الأزهري (وهو أحد مشايخ شيوخ الشيخ محمد راوي القصة ؛ والذي يرد ذكره في شجرة القراء وكان مجاورا في المدرسة البادرائية بدمشق) وبعد أن أتم القراءة . صفقت زوجة السلطان من وراء الستارة : أن يقرأ آخر مقرئ مرة أخرى . ولما طلب السلطان من الشيخ إعادة القراءة ؛ غضب الشيخ وأبى قائلاً : (قرأنا لله ؛ ولا نقرأ لفلان ، وفلان)
أقول : كان هذا من الشيخ رحمه الله : بمثابة بيان عملي ؛ أن القرآن إنما أنزل للتدبر والتفكر ، وأن القارئ عليه أن يبتغي بتلاوته وجه الله ، فيتقرب به إليه سبحانه وتعالى ، لا إلى أحد سواه ، ولا يطلب الأجر والمكافئة إلا منه سبحانه وتعالى . خاف الشيخ رحمه الله من العجب ، وخاف من الرياء ، وخاف من الشهرة والسمعة ، كما أنه خاف أن تكون القراءة لغير الله ؛ ومن أجل فلان أو فلانة من الناس ؛ وهو المقرئ المجيد الذي اختاره الشيخ المقرئ : حافظ باشا من بين قراء الشام ليكون أول من يتلقى عنه القراءآت العشر الكبرى في البلاد الشامية ، في عصرنا ؛ وهو المصري المجاور في دمشق الشام (في غرفة صغيرة في المدرسة البادرائية) ، طاب له المقام ؛ فأقام ، وكان شيخ القراء في الشام .فوطن المسلم ديار الإسلام . رغم العوائق والحواجز.لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود ؛ إلا بالتقوى أو عمل صالح فالمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم هكذا :
[align=center][poem=font="Simplified Arabic,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
(وكلما ذكر اسم الله في بلد=عددت أرجائه من لب أوطاني) [/poem][/align]
ونعود بعد هذا الاستطراد البسيط ، لنعيش مرة أخرى مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الطُّهُور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ مابين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) [مسلم : 1 / 203/ كتاب الطهارة ـ باب الوضوء ، والحديث برقم( 223 ) ].
وقد أورد الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم التذكار في أفضل الأذكار أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض ، ولا يجهل مع من يجهل ، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله . كما ذكر آداباً ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه بها نلخصها فيما يلي :
ـ أن يخلص في طلبه لله جل جلاله
ويأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره ؛ في الصلاة وغيرها .
وينبغي له أن يكون خائفا من ذنبه راجيا عفو ربه
وينبغي له أن يكون حامدا لله ولنعمه شاكرا .
وينبغي له أن يكون عالما بأهل زمانه . وينبغي أن يكون أهم أموره عنده الورع في دينه ، واستعمال تقوى الله عز وجل ، ومراقبته فيما أمره به ونهاه ثم أورد قول أعلم الصحابة رضي الله عنهم بكتاب الله عز وجل سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، وبنهاره إذ الناس مفطرون ، وببكائه إذ الناس يضحكون ، وبصمته إذ الناس يخوضون ، وبخشوعه إذ الناس يختالون ‘ وبحزنه إذ الناس يفرحون .
ثم ذكر القرطبي ـ رحمه الله ـ البعد عن طرق الشبهات ، وذكر قلة الضحك ، والحلم والوقار ، والرفق والأدب ، والتجافي عن الدنيا ـ إن خاف على نفسه الفتنة ـ والتواضع للفقراء ، وترك المراء والجدال ؛ لتكون هذه من أخلاق صاحب القرآن. ثم قال (رحمه الله) :
وينبغي أن يكون ممن يؤمن شره ، ويرجى خيره ويسلم ضره ، وأن لا يسمع من نم عنده ، يصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه ( انظر التذكار في أفضل الأذكار : 84 ـ 85 ) .
قال صلاح : وعليه أن يكون صمته فكر ، ونطقه ذكر ، ومزاحه حق ، وحديثه صدق وتوجيه وإرشاد ومعرفة .
وبعد فيا أيها الأخ الحبيب : إذا أردت أن تكون في منجاة من أمرك فعليك أن تأخذ بهذا العلاج الذي يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبينه لنا ؛ فيأمرنا صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن الكريم عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف لا وهو الذي أصغى لتلاوته سيد ولد آدم وحبيب رب العالمين رسولنا صلى الله عليه وسلم وفي هذا إشارة جلية إلى وجوب التلقي بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جبريل ، إلى رب العزة جل جلاله . فليكن نصب أعيننا العمل الدءوب لحفظ كتاب الله عز وجل وتحصيل الإجازة التي هي مفخرتنا وعزنا في الدنيا والآخرة . والعمل بهذه التوجيات الكريمة من رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم حتى لايفوتنا القطار، ولكي نسبق الأمم ، دنيا وأخرى فلا عزة لنا ولا كرامة ؛ إذا ما كنا في منئًً عن كتاب الله عز وجل أوبعدنا عن نهجه ، أو خالفنا أمر ربنا جل جلاله فيه أو أننا ـ والعياذ بالله ـ سخرنا من حامل القرآن ، فوصفناه بما لا يليق من أوصاف ، أو استهزأنا به ، ففي كل هذا هلاك للفرد ودمار للأمة إذا رضيت طريق الذل والهوان ؛ وياللفوز بسعادة الدنيا ورضوان الله جل جلاله في الآخرة إذا ما تأدبنا بأدب هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأول حري بهذا الأدب ، القراء والمقرءون: أشراف الأمة ، الذين يحملون في صدورهم وبين جوانحهم هذه الأمانة العظيمة . [/align]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=justify](1)الشيخ : أبو منير ؛ محمد السيد إسماعيل : وهو من مواليد غوطة دمشق الشرقية ـ عربيل (عربين) 1913 م تقريبا . وهو أحد شيوخي وقد التقناه من حوالي الشهر في مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم حيث جاءها زائرا بعد تأديته للعمرة وهو من فضل الله بكامل قواه العقلية والجسمية ولكن الذي أعاقه على العطاء في مجال القراءات ضعف سمعه قليلا بارك الله به وبأمثاله من الصفوة أهل القرآن أهل الله وخاصته .
ولقد أقرأالشيخ أبو منير القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وكان قد تلقاها على شيخ قراء الشام في زمنه العلامة المقريء الشيخ عبد القادر قويدر العربيلي المعروف في دمشق في زمنه بالشيخ عبده العربيني ثم بدأ عليه العشر الكبرى ولكن وافت شيخه المنية فأتم على المقرئ المجيد الشيخ : محمد ياسين الجويجاتي وأقرأالشيخ أبو منير ـ كما يعرف في بلده عربيل إلى الآن ـ بالعشر الكبري ومن أهم طلابه أختي المقرئة بالعشر الكبرى والصغرى : نجاح بنت محمد كرنبه (المقيمة في مدينة الرياض) وقد تلقى عنها العشر الكبرى الدكتورة السعودية المقرئة : أمل هاشم في الرياض ) وقد تلقت أختي أيضا العشر الصغرى عن الشيخ شكري لحفي . ومن طلاب الشيخ : أبو منير أيضا بالعشر الكبرى العلامة المقرئ بالعشر الكبرى والصغرى الدكتور الشيخ صفوان عدنان الداودي (الدمشقي) نزيل المدينة المنورة . والشيخ موفق بن محمود عيون (الدومي ـ من مدينة دوما في ضاحية دمشق والشيخ موفق له طلاب من الذكور والإناث تلقوا عنه العشر الكبرى ذكرت جلهم في شجرة القراء الجامعين للقراءات العشر من طريق الطيبة والتقريب والنشر الكبير (من طريق إسلامبول ) في كتابي : فضائل القرآن وحملته وتعريف بالأحرف السبعة والقراء بها في طبعته الأخيرة التي طبعت في مطابع رابطة العالم الإسلامي وصدرت مع مطلع هذا العام الهجري 1428هـ ولقد قام أخي الفاضل القارئ الدكتور : إبراهيم الجوريشي مشكورا بنشر الشجدة على صفحات هذا الملتقى القرآني الميمون . وللبحث تفصيلات تجدها أخي الكريم في كتابي المذكور .[/align]