بسم1
الحمد لله رب العالمين وسلاما على سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم أما بعد .
قال تعالى{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}من سورة النساء وهى مدنية وفي الآية إحالة صريحة إلى قوله تعالى{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}من سورة الأنعام وهى مكية
في الآية الأولى الخطاب للجمع والسياق شرطي اعتمد على حاسة السمع في فعل الشرط فيسمع بالخوض المبصر وغيره والسمع مجاله أوسع في الادراك من البصر ولا يعتمد على جهة فيفيد ذلك تعدد جهات الخوض ومدنية الآية تدل على اتساع لدائرتي الدعوة والنفاق. و الآية فيها وعيد و زجر للقاعدين في مجالس الطعن في الدين لقوله تعالى{إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.
في الآية الثانية الخطاب للمفرد وهو النبي صلى الله عليه وسلم و السياق شرطي أيضا اعتمد على الرؤية في فعل الشرط وقد تكون قلبية والرؤية بصرية للخائضين في الآيات ومجال الرؤية هنا يكون محدودا بالنسبة للسمع فالدعوة كانت في مهدها وحملت الآية معنى التسامح في النسيان لقوله تعالى{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
فائدة الجمع بين الآيتين :
[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]
قال تعالى{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}من سورة النساء وهى مدنية وفي الآية إحالة صريحة إلى قوله تعالى{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}من سورة الأنعام وهى مكية
في الآية الأولى الخطاب للجمع والسياق شرطي اعتمد على حاسة السمع في فعل الشرط فيسمع بالخوض المبصر وغيره والسمع مجاله أوسع في الادراك من البصر ولا يعتمد على جهة فيفيد ذلك تعدد جهات الخوض ومدنية الآية تدل على اتساع لدائرتي الدعوة والنفاق. و الآية فيها وعيد و زجر للقاعدين في مجالس الطعن في الدين لقوله تعالى{إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.
في الآية الثانية الخطاب للمفرد وهو النبي صلى الله عليه وسلم و السياق شرطي أيضا اعتمد على الرؤية في فعل الشرط وقد تكون قلبية والرؤية بصرية للخائضين في الآيات ومجال الرؤية هنا يكون محدودا بالنسبة للسمع فالدعوة كانت في مهدها وحملت الآية معنى التسامح في النسيان لقوله تعالى{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
فائدة الجمع بين الآيتين :
- إن بعض الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم هو خطاب لأمته .
- إن التدرج في الحكم ظهر جليا نتيجة لهذا النهج ففي المكي كان التسامح في النسيان وفي المدني الزجر والوعيد بعد قوة البنيان.
- إن في الإحالة الصريحة من آية النساء إلى سابق التنزيل توجيه مباشر لتعقب المعنى في القرآن بعد فهم الآية في سياقها الخاص لاكتساب دلالة أخرى في السياق العام للقرآن فلا يغنى أحدهما عن الآخر.
- إن الإعراض عن الخائضين يكون للعلم بخوضهم ففي الجمع بين الآيتين ظهر الخوض تارة بالرؤية وأخرى بالسمع فمثلا: نحن في هذا الملتقى نجلس على طاولة عظيمة جدا ممتدة على أرجاء الأرض وقد يجلس إلينا من لا يسلم معتقده فعندما يخوض لا نسمعه ولا نراه لكن نرى ما يكتب فنعلم بخوضه ولذلك في قوله تعالى{ وَإِذَا رَأَيْتَ} متسع للقول بالعلم .
- إن الخوض المقصود في آية الأنعام هو الكفر والاستهزاء في آية النساء فالقرآن يفسر بعضه البعض.
[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]