الإجهاز على الإعجاز: بدلناهم جلودا غيرها

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

تقول دعوى الإعجاز العلمي في آية:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً"
أن احتواء الجلد/البشرة على أطراف عصبية لم يكن معروفا في القرن السابع الميلادي، وبالتالي كان يستحيل معرفة أن استمرار العذاب بالحرق يحتاج لتجديد الجلد بعد أن احترقت مستقبلات الألم القديمة.

الرد:
- استنتاج أن البشرة تشعر بالألم ليس صعبا، وبالتالي استنتاج أنه بعد احتراق البشرة لن يشعر الإنسان بالألم ليس صعبا. بل نتيجة منطقية طبيعية من المبالغة وصفها بأنها معجزة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها!
- النقطة الأهم: كان العلاج بالكي معروفا! وكانت حوادث الاحتراق تحدث.
إذن عرف البشر - بالتجربة - ما يحدث لحروق الدرجة الثالثة: تدمير قدرة الجلد على الإحساس.
فعدم فهمهم لتفاصيل كيفية حدوث المسألة (أطراف عصبية، مستقبلات، إلخ) لا يمنعهم من معرفة المعلومة بشكل عام.
- أخيرا، الله هنا يوجه الكلام للكفار وقتها، فالقرآن ليس موجها لنا فقط في العصر الحديث.. وبالتالي يفترض أنهم سيفهمون التحذير الوارد في الآية. أي أنهم يفهمون تماما أن الآية تتوعدهم بعذاب أبدي. فكيف يزعم الإعجازيون أن الله يخاطب العرب بطلاسم غير مفهومة لهم، وأن إخافتهم بـ "تبديل الجلود" كانت بلا معنى عندهم قبل أن يكتشفها العلم الحديث؟!

وبهذا يسقط زعم إعجازي جديد والحمد لله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الإعجاز في المقام الأول هو بياني، ولا شك في أن القرآن الكريم ليس كتابا في العلوم الطبيعية ،ولكنه حمل دلائل صدقه على مر العصور، وسيظل كذلك إلى قيام الساعة، فجاءت قضايا العلم المتعلقة بالآيات المشهودة مرة بالتلميح وأخرى بالتصريح تنزيلا في كتابه بأسلوب معجز ليناسب المخاطب في كل وقت، فخالق هذا هو منزل ذاك، ولا يصح القول بالناقض أو الفصل بين قضايا المخلوق المشهودة والمتلوة.
فإن كانت التجربة خير دليل لعلة تبديل الجلود الناضجة عند من نزل عليهم القرآن، فلماذا تحرمنا من التعليل بالتجربة؟
والحق إن الإنسان البسيط يعرف إن اللحوم الناضجة لا إحساس فيها، وإن مسألة الأطراف العصبية غير مقصودة آنذاك ولكنها حقيقة علمية جاءت منفصلة عن القرآن لتصدق ما أنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم من 1400عام .
فكما خاطب القرآن الكفار في زمن التنزيل يخاطبهم الآن.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فكما خاطب القرآن الكفار في زمن التنزيل يخاطبهم الآن ، فالخطاب هو المعجز لأنه لم يتغير على مر السنين، ولكن تتغير عليه دلائل صدقه في كل زمان، فيصبح الدليل أدلة والإيمان يقين.
يقول أ.د زرزور: فأنا لا أستطيع - مثلاً - أن أنشئ جملة فيها حقيقة علمية يكتشفها الناس بعد (1000) عام، والذي نزلت عليه يفهمهما ويتعامل معها، والذين يقرؤها بعد (2000) عام يرى فيها أمراً آخر. هذا يدل على أن الإنسان ابن عصره وزمانه، لذا أنا أرجعت الإعجاز العلمي إلى التفسير البياني من هذه الزاوية؛ من زاوية التعبير عن هذه الحقائق العلمية على نحو لا يعجز عن خطاب الإنسان في عصر التنزيل ولا في العصور اللاحقة، ولا يحمّله كذلك أكثر مما يطيق.
قال تعالى{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

 
أمثلة الإعجازيين تزعم أكثر من مجرد "الإعجاز البياني".
يزعمون الأسبقية الزمنية للمعلومة. وهذا كذب كما أوضحت. المعلومة ليست مما يعجز البشر وقتها عن معرفته. والتفاصيل التي يسقطونها على الآية غير موجودة في الآية أصلا (Pain Receptors, etc)
فالقول بالإعجاز "العلمي" هنا ساقط قطعا.
اقرأ أمثلتهم كي تعرف قولهم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فكما أن القرآن ليس كتابا للعلوم الطبيعية فهو ليس كتابا للتاريخ. والأسبقية الزمنية ليست زعما ، فالنص القرآني المعجز لذاته حمل على متنه الحقائق في كل مجال، والتي أنزلت على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم دون سابق تجريب، وكفى به سبقا ليظل كتاب الله حاملا للواء الحقيقة دون تحريف أو تبديل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى قيام الساعة، وقد حث الله عز وجل على النظر والبحث في كل ما يقع عليه النظر، وقال تعالى{أنظر كيف} قال تعالى{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} والنظر يبدأ بالعين المجردة ولا شك لها حظها من إدراك عظمة الله وقدرته ، لكن مع تقدم العلم ووسائله يكون لنا حظ أوفر للنظر إلى تفاصيل كانت غيبا نسبيا لمن سبقنا ولكنها لا تصطدم مع الحقيقة في النص القرآني الذي لم يتغير ولكن تتغير حوله المعطيات ، ولهذا يحسب هذا للنص القرآني وليس لنوع الحقيقة ومجالها.
 
واضح أنك غير مطلع على كلام جماعة الإعجازيين ومزاعمهم.
الكلام الإنشائي العائم قد يفيد في الوعظ العام ومخاطبة العوام، لكن لا يفيد في الرد على الأمثلة المحددة.
انظر النقاط المحددة المذكورة في المنشور ورد عليها بالتتابع.. ساعتها ربما نخرج من دائرة الكلام العام لكلام مفيد له معنى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشعراوي رحمه الله: نحن نعلم أن الحق سبحانه وتعالى أنزل كتابا هو القرآن ، وجعله معجزة ومنهجا ، وهذه هي الميزة التي امتاز بها الإسلام . فمنهج الإسلام هو عين المعجزة ، وكل رسول من الرسل كان منهجه شيئا ومعجزته كانت شيئا آخر .
إن سيدنا موسى منهجه التوارة ومعجزته : العصا ، وسيدنا عيسى منهجه : الإنجيل ، ومعجزته : إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله ، لكن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت القرآن؛ لأن دينه سيكون الامتداد النهائي لآخر الدنيا ، ولذلك جعل الله منهجه هو عين معجزته ، لتكون المعجزة دليلا على صدق المنهج في أي وقت ، ولا يستطيع واحد من أتباع أي نبي سابق على رسول الله أن يقول : إن معجزة الرسول الذي أتبعه هي منهجه؛ لأن معجزات الرسل السابقين على رسول الله كانت عمليات كونية انتهت مثل عود كبريت احترق ، فمن رآه رآه وانتهى ، لكن المسلم يستطيع أن يقف ويعلن بملء فيه : إن محمدا رسول الله صادق ، وتلك معجزته .انتهى
وبخصوص الآية فهى صريحة في أن استبدال الجلود علة للعذاب وقلت أنت: أن فهم ذلك ليس ببعيد من خلال التجريب ولا جديد ،والمسألة في مثل هذه الآيات ليست متوقفة على فهم الصحابة ،لأنه ما لا تدركه الأفهام عندهم يجبره الإيمان وهذا في حد ذاته مطلب شرعي ، وتقف الحقيقة القرآنية مهيمنة على تجارب السابقين ومستشرفة تجارب اللاحقين ويعرف أهل العلم التجريبي من دون المسلمين حقيقة الخريطة العصبية واتصالها بجلد الإنسان، وهو ما لا ينص القرآن عليه صراحة، لكنه يصلح أن يكون علة لتبديل الجلود فيستمر الإحساس بالألم ، وهذا دليل منفصل عن القرآن لا يقدح في الآية بل يؤيدها، والنتيجة هي الانتقال من الإيمان إلي اليقين أو من نظرة عامة إلي نظرة محققة وكليهما ينتصر للنص القرآني .
 
يبدو أنك لا تقرأ لجماعة الإعجاز العلمي.
تظن أنهم يقصدون بالإعجاز العلمي مجرد أن الحقائق لا تقدح في الآيات؟!
لا. دعواهم أكبر من هذا. دعواهم أن ما تقوله الآيات لم يكن معلوما وقت نزول القرآن.
وهذا هو الزعم الكاذب الذي أوضحت أخطائه في نقاط المنشور.
اقرأ لهم أولا.. فقد سقطت على خبير مهتم منذ سنوات بكشفهم وفضح انحرافاتهم :)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه المسألة التحليل العقلي وحده لا يكفي هل تملك رواية سواء كانت شعرا ام نثرا تدل على ان العرب كانت تعرف ان الاحساس في الجلد فقط ؟
اما ان تخمن انهم يعرفون ذلك من غير دليل فهذا غير مقبول ...وارغب بنصحك ان لا تمدح نفسك فقد قيل : من مدح نفسه ذمها !!! (
فقد سقطت على خبير )
 
عودة
أعلى