الأنبياء ودروس العظمة في القرآن الكريم ( الحلقة الثانية)

إنضم
06/03/2015
المشاركات
51
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
كليم الله مرةً أخرى وعظمة الرجولة.
نعود بحول الله وقوته – فنقول:
خرج موسى عليه السلام عليه السلام من مصر خائفا يترقب ، وهنا يبدأ مشوار النبوة ومشاق الدعوة إلى الله التي هى أشرف مهام البشرية.. مشوارٌ مرهقٌ .. وطريقٌ وعر.. العقبات فيه كثير.. وأولها اعتياد الناس العبودية للطواغيت كأمثال فرعون.. واعتيادهم الركون إلى ما وجدوا عليه آبائهم وأسلافهم.. اعتيادهم السهل من الشهوات و السخيف من الأفكار.. صدق من قال: ما حارب الدين مثل العادة.. لقد خرج موسى – عليه السلام – ليستكمل طريقه إلى الله تعالى.. طريقاً يصقل فيه رجولته ويستعد لتبعات التلقي عن الله، والوقوف شامخا بين السماء والأرض .. يبلغ رسالة الله تعالى وتعاليمه لعباده، ويقيم دين الله في أرض الله سبحانه..
{ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} ( القصص 22)..
قال القرطبى : لما خرج موسى عليه السلام فارا بنفسه منفردا خائفا، لا شيء معه من زاد ولا راحلة ولا حذاء نحو مدين، للنسب الذي بينه وبينهم؛ لأن مدين من ولد إبراهيم، وموسى من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؛ ورأى حاله وعدم معرفته بالطريق، وخلوه من زاد وغيره، أسند أمره إلى الله تعالى بقوله { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} وهذه حالة المضطر. قال : ورُوي أنه كان يتقوَّت ورق الشجر، وما وصل حتى سقط خف قدميه.. قال أبو مالك : وكان فرعون وجه في طلبه وقال لهم : اطلبوه في ثنيات الطريق، فإن موسى لا يعرف الطريق فجاءه ملك راكبا فرسا ومعه عصا ، فقال لموسى اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق؛ قال مقاتل والسدي : إن الله بعث إليه جبريل؛ فالله أعلم. وبين مدين ومصر ثمانية أيام؛ وهي قرية شعيب –عليه السلام- سميت بسم مدين بن إبراهيم عليه السلام).
قلتُ: وهكذا يوجه الله أنبياءه وأصفياءه للتضرع إليه ومناجاته وقت الشدة والرخاء.. وكذلك يهدي الله تعالى أنبياءه ويثبت قلوبهم ويمهد لهم طريق النبوة بالرسل الكرام من الملائكة يدلونهم ويحيطونهم ويمنعونهم من كل سوء... يقول تعالى :{ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد..}( سورة غافر)..
خرج موسى وعين الله سبحانه التي لم تزل تحوطه؛ ومازالت تكتنفه وتهديه.. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} ( القصص 23)
قال ابن كثير- رحمه الله – : أي لما وصل إلى مدين وورد ماءها، وكان لها بئر يرده رعاء الشاء { وجد عليه أمة من الناس يسقون} أي جماعة يسقون { ووجد من دونهم امرأتين تذودان} أي تكفكفان( تمنعان) غنمهما أن ترِد ( تشرب) مع غنم أولئك الرعاء لئلا يؤذيا، فلما رآهما موسى عليه السلام رقَّ لهما ورحمهما، { قال ما خطبكما} ؟ أي ما خبركما لا تردان مع هؤلاء ، { قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء} أي لا يحصل لنا سقي إلا بعد فراغ هؤلاء (يصدر الرعاء أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام أو يصرفوا مواشيهم عن الماء ، والرعاء جمع راعي)، { وأبونا شيخ كبير}( لا يقدر أن يسقي) أي فهذا الحال الملجئ لنا إلى ما ترى، قال اللّه تعالى: { فسقى لهما} . وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، قال: فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه فأتى الحجر فرفعه، ثم لم يستق إلا ذَنوباً ( دلواً مليئا بالماء) واحداً حتى رويت الغنم.. "أخرجه ابن أبي شيبة وإسناده صحيح"..
قال القرطبى في تفسيره: قالت فرقة من الناس : كانت الآبار مكشوفة، وكان زحم الناس يمنعهما، فلما أراد موسى أن يسقى لهما زحم الناس وغلبهم على الماء حتى سقى، فعن هذا الغلب الذي كان منه وصفته إحداهما بالقوة .. وقالت فرقة : إنهما كانتا تتبعان فضالتهم في الصهاريج، فإن وجدتا في الحوض بقية كان ذلك سقيهما، وإن لم يكن فيه بقيه عطشت غنمهما، فرق لهما موسى، فعمد إلى بئر كانت مغطاة والناس يسقون من غيرها، وكان حجرها لا يرفعه إلا سبعة، قال ابن زيد ابن جريج : عشرة.
قال ابن كثير : وقوله تعالى: { ثم تولى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} قال ابن عباس: سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر، وكان حافياً، فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه، وجلس في الظل وهو صفوة اللّه من خلقه، وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع، وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه، وإنه لمحتاج إلى شق تمرة، وقوله: { إلى الظل} جلس تحت شجرة، وقال عطاء: لما قال موسى { رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} أسمع المرأة.
ولا ننسى عظمة أخلاق نبى الله موسى في هذا الموضع، وهو موضع القدوة والمثل العالى..يقول الزمخشري- رحمه الله – في تفسيره: والمعنى أنه وصل إلى ذلك الماء وقد ازدحمت عليه أمّة من أناس مختلفة متكاثفة العدد ، ورأى الضعيفتين من ورائهم مع غنيمتهما مترقبتين لفراغهم ، فما أخطأت همته في دين الله تلك الفرصة ، مع ما كان به من النصب وسقوط خف القدم والجوع ، ولكنه رحمهما فأغاثهما ، وكفاهما أمر السقي في مثل تلك الزحمة بقوّة قلبه وقوّة ساعده ، وما آتاه الله من الفضل في متانة الفطرة ورصانة الجبلة وفيه مع إرادة اقتصاص أمره وما أوتي من البطش والقوّة وما لم يغفل عنه ، على ما كان به من انتهاز فرصة الاحتساب ، ترغيباً في الخير ، وانتهاز فرصه ، وبعثاً على الاقتداء في ذلك بالصالحين والأخذ بسيرهم ومذاهبهم.
وهنا نتوقف قليلا مع عظمة الاعجاز القرآني.. لأنه ومع تلك الوجازة في الألفاظ؛ والعبقرية الجمالية في التعبير ؛ والجزالة في الأسلوب .. يناقش القرآن ؛ وبكل عظمة وموضوعية قضيةً من أخطر قضايا مجتمعاتنا في العصر الحديث؛ ألا وهى قضية خروج المرأة للعمل .. والتي تتشتت الآراء فيها متطرفةً ما بين متشددٍ لا يرى خروج المرأة من بيتها أساسا، وما بين متساهلٍ متحللٍ يرى خروج المرأة بلا مبرراتٍ ولا ضوابطٍ..
وكلاهما متطرفٌ وعلى خطأٍ في تلك المسألة التي يجيب عليها القرآن في أثناء قصصه الحق وبكل جمالٍ وبراعةٍ.. ليعطي القرآن أسلوبه ميزةً إعجازيةً تتمثل في طرحه لأعمق قضايا الفكر والاجتماع الإنساني والحكم الموضوعي فيها بصورةٍ قصصيةٍ أدبيةٍ بلاغية مشوقة فتخترق حواجز النفس الصحيحة والوجدان الواعي بلا أية عوائق لتستقر في الفكر والشعور..
وهكذا يجب أن نقرأ القصص القرآني الذي لم يكن أبدا للتسلية فقط، فقصص القرآن تثبيت للمؤمنين على طريق الحق، وحفزٌ لهم لفعل الخيرات ، وهداية لهم لأحسن الاعتقاد والفكر والعمل، وموعظة لهم بنهاية الظالمين وهداية المهتدين، وأخيرا هو تسليةٌ رائعة للمؤمنين وزيادة في الإيمان بعظمة كلام الله سبحانه.. وهذا المعنى من قول ربنا تبارك وتعالى في آخر سورة يوسف عليه السلام: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}...
نعود فنقول: إن قضية خروج المرأة للعمل قد حسمتها تلك الآيات في سورة القصص، وبكل موضوعية وبلا تطرف بما يحقق المصلحة والخير والعفة والصلاح لكل المجتمعات الانسانية...لقد حصرت تلك الآيات العظيمة المسألة في سؤالين:
أولهما: لماذا تخرج المرأة للعمل في وجود الرجال ، وخاصةً أن البطالة ملأت الدنيا أجمعها ؛ فالأوْلى خروج الرجال للعمل لا المرأة إذا كانت الحياة تضع – في مسيرتها الصحيحة – الأعباء وقيام الأسر على الرجال ؟
ثانيهما: إذا أقررنا أن لخروج المرأة - تزاحم الرجال في ميادين العمل والحياة- آفاتٌ ومساوئ وأعراضٌ جانية خطيرة على الفرد ( المرأة نفسها والرجال المحيطين بها) ، والأسرة ( التي ينتقص من حقها النساء العاملات)، والمجتمع ( الذي يشقى بأضرار وطوام الاختلاط ، وزيادة بطالة الرجال مما يعرضه لمفاسدهم وانتقاص وجود الأسر السوية في المجتمع)...
إذا أقررنا بهذا كله ومع ذلك قلنا بخروج المراة للضرورة كما نوضح، فما هى ضوابط خروج المرأة للعمل التي تكفل أقل قدر ممكن من الضرر على مجتمعاتنا؟
ويجيب علينا القرآن في طيات قصصه الحكيم الرائع.. فيقول مجيبا على السؤال الأول:
إن خروج المرأة للعمل مع وجود الرجال القادرون لهو أمر مستهجن تمجُّه الفِطرة السليمة والعقول المستنيرة، ولذلك عبر عنه الذكر الحكيم بالسؤال الصارخ – على لسان نبى الله موسى- لما رأى بنتين تقفان بجوار الرجال تريدان أن تسقيا ، ولا تريدان مزاحمة الرجال فأشفق عليهما من هذا الموقف المتعب للنساء اللائي لا تساعدهن خِلقتهن الرقيقة على تحمل مشاق الرجال ومزاحمتهم في ميادين العمل.. فقال لهما { ما خطبكما} ( والخطب الأمر الجلل الخطير.. يقول ابن عطية – نقلا عن تفسير القرطبي في تفسير هذه الآية : وكان استعمال السؤال بالخطب إنما هو في مُصاب ( أى من به مصيبة)، أو مضطهد، أو من يشفق عليه، أو يأتي بمنكر من الأمر. وهو نفس معنى التعبير الإنجليزي what is the matter with you? للذين يفهمون الإنجليزية )... وهنا نعلم أنه ليس بالهين في المجتمعات الصحيحة خروج المرأة لمزاحمة الرجال بلا مبرر قوى وسبب مقنع.. وهنا تجيب المرأتان في نفس الآية بسبب خروجهما للعمل أنه الضرورة ..تقولان، وقد فهمتا غرض موسى من سؤاله المستنكر لخروجهما: { وأبونا شيخ كبير} لا يستطيع لضعفه أن يباشر أمر غنمه، وليس له من ولد غيرنا، فهذا الحال هى الملجئ لنا إلى ما ترى.. ولولا ذلك ما خرجنا...
فالقضية إذا أن خروج المراة للعمل يبيحه الإسلام ولكن للضرورة.. فحين لا تجد المرأة البديل من عائلٍ يعولها أو يعول أبناءها أو إخوانها وأخواتها أو والديها فلها الحق في العمل ، ولها على المجتمع توفير العمل المحترم والآمن والغير شاق والذي يوفر لها ما تحتاج من قوت ، وأن يوفر لها ما يحفظ كرامتها وشرفها وعفتها، ويدافع عنها ضد مرضى القلوب والسفهاء الذين لا يرعون الله تعالى... هذه الضرورة التي تلجأ المرأة للعمل، وهذه ما يجب أن تكون نظرة وفعل المجتمع تجاه النساء العاملات الذين لهم كل احترام وتقدير..
وأما جواب السؤال الثاني: وهو عن ضوابط عمل المرأة بين الرجال؛ فتجيب عنه المرأتان الصالحتان في قصة موسى: { قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء}.. أى لا نسقى حتى ينصرف الرجال الذين يسقون من أهل الرعى حتى لا نزاحم الرجال ؛ فإننا ضعيفتان لا نستطيع أن نزاحمهم ، فلذلك كنا نمنع غنمنا من السقى حتى ينصرفوا.. فحين خروجهما للعمل كانت المرأتان تقفان بعيداً عن الناس { تذودان} قال الزمخشري: والذود : هو الطرد والدفع والمنع، وإنما كانتا تذودان؛ لأنّ على الماء من هو أقوى منهما فلا يتمكنان من السقي . وقيل : كانتا تكرهان المزاحمة على الماء . وقيل : لئلا تختلط أغنامهما بأغنامهم ، وقيل : تذودان عن وجوههما نظر الناظر لتسترا نفسيهما. ا.ه.
وهكذا تعرف المرأة الصالحة جيدا ما خُلقت فيه ومن أجله فلا تتعدى حدود فطرتها الناعمة الرقيقة إلى فطرة الرجال الخشنة التى أعدها الله فيهم للمزاحمة والقوة في الحياة.. وهذه أول ضوابط خروج المرأة للعمل.. ثم هى تخرج محتشمة محترمة تحفظ حياءها ولا تبدي ما حرم الله من زينتها حتى لا تفتن ولا تُفتَتن {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب: 32، 33].. ثم الطلب الدؤوب للمرأة العاملة الصالحة أن تنأى بنفسها عن مزاحمة الرجال والاختلاط الغير مبرر بهم لأن فيه ما فيه من مفاسد على الفرد والأسرة والأمة.. ثم ما ذكرناه من فعل المجتمع الصالح تجاه المرأة العاملة الذي يتمثل فيما ذكرنا بجانب مساعدتها الدائمة في حمل أعبائها وسلوك طريق اعفافها وتطوير الأخلاقيات العالية للتعامل معها بما يضمن شرفها وكرامتها ، وهذا بالضبط ما فعله موسى عليه السلام وبكل روعة في جمال الأخلاق : { فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}.. وبهذه الضوابط في فهم وتطبيق القضية يكون القرآن قد وضع الأسس السليمة للتعامل مع قضية عمل المرأة.. ووضع خطا جديدا من خطوط المجتمع الفاضل كما يراه الإسلام العظيم ..فالحمد لله رب العالمين...
راجعت في تفسير آيات هذا المقطع :
1. تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر (19/ 548)
2. تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 226)
3. تفسير الجلالين (ص: 509)
4. تفسير القرطبي (13/ 267)
5. الكشاف تفسير الزمخشري (5/ 131، بترقيم المكتبة الشاملة آليا)
 
جميل جدا، اتمنى علىى الناس جميعا- ذكرا وانثى- ان يفهموا ويتدبروا هذه المعاني والدلالات من كلام الله تعالى، ولو فهمنا ذلك لما تخبطنا واصبحنا بما نحن فيه، اشكرك على هذا التوضيح والفهم العميق للايات.
 
موضوع قيم , وإلماحات ثمينة.
أحيانا إذا تحتم على المرأة و الرجل العمل معا -ولو عن بعد- مع الوقت تسقط الكلفة شيئاً فشيئاً ولو لم يكن الدافع نية سيئة , بل استدامة التعامل واستمرائه تلغي شيئاً من التحفظ, وتوجيهي -في ضوء تلك الآية الكريمة- لنفسي ولإخواني وأخواتي في الله تعالى, أن نتنبه لهذا الأمر خشية تجاوز الحدّ والوقوع في المحضور, وأنبه على أن المحضور المراد ليس بالضرورة (الوقوع في الكبيرةأعاذنا الله وإياكم) بل ربما يفتن أحدهما بأسلوب الآخر,أو يعجب بكلامه,أوعذوبة منطقه.أو..أو..إلخ من سبل الفتنة عياذا بالله تعالى ولاتخفى تبعات ذلك على الرابطة الزوجية ,والأسرية والمجتمعية.

وحقيقة هذا الموضوع ذكرني بمقالة (الاختلاط الافتراضي)التي بدا لي أن أكتبها ولكنها لم تر النور بعد!! بحكم إنشغالي بالدراسة ولكن سأطرح فكرتها وأنا أثق بأن من رواد هذا الملتقى المبارك من هو أكفأ مني علما ودراية للكتابة في هذا الموضوع بأسلوب علمي رصين .
وباختصار ففكرة الموضوع أو المقالة تتمحور حول:
"التبسط في الحديث بين الجنسين عبر برامج التواصل" واخترت لفظة التبسط تنبيها على أن التجاوز مجود من قبل ومن فئات معينة, ولكن بعد انتشار هاتيك البرامج أصبح حتى المتحفظ يتساهل في الكلام للتسلية لا للضرورة و الفائدة والله المستعان,فمقصودي أن الخطاب يتوجه لهذه الفئة على وجه التحديد.
وشكر الله لكم.
 
عودة
أعلى