±
إن الحمد لله نحمده و نسـتعـينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أ لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام ، ولا شك أن صلاح العباد في معاشهم ومعادهم متوقف على طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله r ، وتمام الطاعة متوقف على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .وقد أولى القرآن الكريم هذا الأمر أهمية بالغة([1]) فجاء الحديث عنه في ثمانية مواضع في الحث عليه والتأكيد على وجوبه وذكر فضائله والعقوبات المترتبة على تركه . وجاءت السنة مؤكدة لما جاء في كتاب الله ومفصلة له .
لذا فإن من الواجب علينا العناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبه يسود الأمن في البلاد وينتشر الخير والصلاحوتضمحل المنكرات وبتركه يعم الفساد والهلاك .
أهمية الموضوع وأسباب اختياره :
v عظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وماله من الآثار التي تعود على من قام به من الأفراد والمجتمعات .
v تفشي المنكرات في المجتمعات الإسلامية ، فكان من المهم البحث في موضوع " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " .
v أنه بالرغم من اهتمام الشرع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحثه عليه ، إلا أننا نجد كثير من الناس انصرفوا عنه .
v الرغبة في التوسع في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإفادة طالب العلم بذلك .
أهداف البحث :
v بيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
v التعريف ببعض أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
v إيضاح الأضرار والمفاسد التي تترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
خطة البحث :
يتكون البحث من مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة .
المقدمة : وتشتمل على أهمية الموضوع وأسباب اختياره ، وخطة البحث ، ومنهجي في البحث .
المبحث الأول : مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكمة من مشروعيته ،وفيه مطلبان :
المطلب الأول : تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لغة وشرعاً .
المطلب الثاني : الحكمة من مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
المبحث الثاني : حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الثالث : فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
المبحث الرابع :: الصفات التي ينبغي أن تتوافر في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .
المبحث الخامس : العقوبات والآثار المترتبة على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الخاتمة :وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة .
ثبت المصادر والمراجع .
فهرس الموضوعات .
ولقد سرت في كتابته حسب المنهج التالي :
_ جمعت الآيات التي تدور حول الموضوع وذكرت أقوال المفسرين فيها والوقوف على هداياتها ودلالاتها .
_ عزوت الآيات بعد كتابتها حسب خط المصحف إلى مواضعها من السور ذاكرة اسم السورة ورقم الآية .
_ خرجت الأحاديث مكتفية بأحد الصحيحين إن كان الحديث فيهما ،فإن لم يكن خرجته باختصار من غيرهما .
_ لم أترجم للأعلام الوارد ذكرهم في البحث ، خشية الإطالة .
_ عزوت الأقوال إلى أصحابها ووثقتها من كتبهم ، فإن لم أستطع وثقتها من المصادر الأخرى .
_ ذيلت البحث بفهرسين أحدهما للمصادر والمراجع ، والآخر للموضوعات .
والله أسال التوفيق والسداد ولا أدعي فيما كتبت الكمال ولكن حسبي أني بذلت فيه قصارى جهدي ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آ له وصحبه أجمعين .
المبحث الأول :
مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكمة من مشروعيته
المطلب الأول :تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدر أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى
ذلك قوله تعالى: إليه يرجع الأمر كله [هود/ 123] ، وقال: قل: إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لايبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء [آل عمران/ 154] .([2])
ذلك قوله تعالى: إليه يرجع الأمر كله [هود/ 123] ، وقال: قل: إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لايبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء [آل عمران/ 154] .([2])
المعروف لغة : قال ابن منظور : " المَعْرُوف: كالعُرْف. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً، أَي مُصَاحَبًا مَعْرُوفًا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: المَعْرُوف هُنَا مَا يُستحسن مِنَ الأَفعال ، والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. والعُرْفُ: ضِدُّ النُّكْر. يُقَالُ: أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً. والمَعْرُوف والعَارِفَةُ: خِلَافُ النُّكر. والعُرْفُ والمَعْرُوف: الجُود، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَا تبْذُلُه وتُسْديه "
والمعْرُوف: النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مَعَ الأَهل وَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ، والمُنكَر: ضِدُّ ذَلِكَ جَمِيعِهِ " . ([3])
واصطلاحاً : هو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه. ([4])
النهي: الزجر عن الشيء. قال تعالى: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى [العلق/ 9- 10] وهو من حيث المعنى لا فرق بين أن يكون بالقول أو بغيره، وما كان بالقول فلا فرق بين أن يكون بلفظة افعل نحو: اجتنب كذا، أو بلفظة لا تفعل. ([5])
المنكر لغة :
النُّكْرُ والنَّكْراءُ: الدَّهاءُ والفِطنة. وَرَجُلٌ نَكِرٌ ونَكُرٌ و نُكُرٌ ومُنْكَرٌ مِنْ قَوْمٍ مَناكِير: دَاهٍ فَطِنٌ ، والإِنْكارُ: الجُحُودُ، والنَّكِرَةُ إِنكارك الشَّيْءَ، وَهُوَ نَقِيضُ الْمَعْرِفَةِ. والنَّكِرَةُ: خِلَافُ الْمَعْرِفَةِ. ونَكِرَ الأَمرَ نَكِيراً وأَنْكَرَه إِنْكاراً ونُكْراً: جَهِلَهُ؛ والمُنْكَرُ مِنَ الأَمر: خِلَافُ الْمَعْرُوفِ . ([6])
والمنكر اصطلاحاً : كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة . ([7])
والأمر بالمعروف: الإرشاد إلى المراشد المنجية، والنهي عن المنكر: الزجر عما لا يلائم في الشريعة، وقيل: الأمر بالمعروف: أمرٌ بما يوافق الكتاب والسنة، والنهي عن المنكر: نهيٌ عما تميل إليه النفس والشهوة، وقيل الأمر بالمعروف إشارة إلى ما يرضي الله تعالى من أفعال العبد وأقواله، والنهي عن المنكر: تقبيح ما تنفر عنه الشريعة والعفة، وهو ما لا يجوز في دين الله تعالى. ([8])
المطلب الثاني : الحكمة من مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .قصدت الشريعة الإسلامية من إيجاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عدة أهداف عظيمة من شأن تحقيقهاتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ومن هذه الأهداف:
v إقامة الملة والشريعة ، وحفظ العقيدة والدين لتكون كلمة الله هي العليا .
v إثبات معاني الخير والصلاح في الأمة الإسلامية ، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساعد في نشر المعروف بين المسلمين ، وتقوية جانب الفضيلة ، وإشاعة الأخلاق الحسنة في العلاقات الاجتماعية لتقوم على قواعد وأسس الشريعة ، حيث الصدق والوفاء ، والتراحم والتناصح ، وأداء الأمانة ، والرفق والإحسان ، و تهيئة الجو المناسب الصالح الذي تنمو فيه الآداب والفضائل وتختفي فيه المنكرات والرذائل، ويتربى في ظله الضمير العفيف، والوجدان اليقظ الذي لا يسمح للشر أن يبدأ فضلا عن أن يبقى أو يمتد.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبر الوثاق المتين الذي تتماسك به عرى الدين ، وتحفظ به حرمات المسلمين ، وتظهر أعلام الشريعة ، وتفشو أحكام الإسلام ، وبارتفاع سهمه يعلو أهل الحق والإيمان ، ويندحر أهل الباطل والفجور ، ويورث القوة والعزة في المؤمنين ، ويذل أهل المعاصي والأهواء وترغم أنواف المنافقين .
v إزالة عوامل الفساد والشر من حياتها والقضاء عليها أولا بأول حتى تسلم الأمة وتسعد فبظهور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحاصر الرذيلة ، وتنقمع المعصية ، ويقع الرعب والخوف في قلوب أرباب الفساد والمعاصي ، وذلك أن أهل الفساد يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا ، كما قال عثمان رضي الله عنه : " ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقضي على الرذيلة أولاً بأول ،لوجود من يردع أهل المنكرات عن التطاول والتمادي في فجورهم ، وبذلك تسلم الأمة من شرورهم وفسادهم ، وتسعد في حياتها الخالية من الذنوب والمعاصي . ([9])
v إزالة عوامل الفساد والشر من حياتها والقضاء عليها أولا بأول حتى تسلم الأمة وتسعد فبظهور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحاصر الرذيلة ، وتنقمع المعصية ، ويقع الرعب والخوف في قلوب أرباب الفساد والمعاصي ، وذلك أن أهل الفساد يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا ، كما قال عثمان رضي الله عنه : " ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقضي على الرذيلة أولاً بأول ،لوجود من يردع أهل المنكرات عن التطاول والتمادي في فجورهم ، وبذلك تسلم الأمة من شرورهم وفسادهم ، وتسعد في حياتها الخالية من الذنوب والمعاصي . ([9])
v تكوين الرأي المسلم الواعي الذي يحرس آداب الأمة وفضائلها وأخلاقها وحقوقها ويجعل لها شخصية وسلطانا هو أقوى من القوة وأنفذ من الأنظمة والقوانين.
vبعث الإحساس بمعنى الإخوة والتكامل والتعاون على البر والتقوى واهتمام المسلمين بعضهم ببعض. وذلك مما يوطد الأمن ويبعث الطمأنينة على الحقوق والحرمات وأنها في حراسة الأمة وبأعينها مما يؤكد الثقة والمحبة والاعتزاز بالجماعة في قلوب المؤمنين.
v ابتلاء الخلق بعضهم ببعض ، لأن هذا العمل بجميع مراتبه وأنواعه جهاد ، وما قتال الكفار بالسيف والسنان إلا نوع من أنواعه .
v القيام بحق من حقوق الله على عباده بشكر نعمه تجاه ما أسداه لهم من صحة البدن وسلامة الأعضاء ، فعن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تهليله صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» ([10]) ([11])
v استقامة الموازين ، واتزان المفاهيم ، فينجلي أمر المنكر أمام الناس ويعلمون أنه منكر ، ويعلمون أن هذا الأمر المعين من المعروف ، وبالتالي يقبلون على المعروف ويعرضون عن المنكر ، بخلاف ما إذا عطل جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد يتوهم كثير من الناس في كثير من المنكرات أنها من المعروف ، كما يتوهم كثير منهم كذلك في كثير من أمور المعروف وخصاله أنها من المنكر ، فيشنعون على فاعلها كما هو الحال في المجتمعات التي تركت هذه الشعيرة أو قصرت في القيام بها .
v شد ظهر المؤمن وتقويته ورفع عزيمته ، وإرغام أنف المنافق ، فإن المؤمن يقوى ويعتز حينما ينتشر الخير والصلاح ويوحد الله لا يشرك به ، وتضمحل المنكرات على إثر ذلك ، بينما يخنس المنافق ويشرق ، ويكون ذلك سبباً في غمه وضيق صدره وحسرته . .([12])
روي عن سفيان الثوري أنه قال : «إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق» . ([13])
المبحث الثاني : حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ذهب العلماء قديماً وحديثاً إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واعتبروه من الواجبات الشرعية العظيمة التي لا يجوز التهاون في القيام بها ، فهذا الإمام الغزالي يصفه بأنه : " القطب الأعظم في الدين " ([14]) . فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو جوهر الرسالات السماوية والغاية من وراء بعث الرسلوهو أصل عظيم من أصوله الشريعة ، وركن مشيد من أركانها، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها.
ولم يعرف مخالف للقول بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا من بعض الرافضة .([15])
وقد استدل العلماء على ذلك بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وفيما يلي سأورد بعضاً منها :
من القرآن الكريم :
_ قوله تعالى:[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P277]ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ [/FONT][FONT=QCF_P277]ﮈ[/FONT][FONT=QCF_P277] ﮉ ﮊ ﮋ[/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭼ[/FONT][ النحل: ٩٠ ] فالآية تشمل الأمر بكل معروف واجباً كان أو مندوباً ، والنهي عن كل منكر محرماً كان أو مكروهاً ، وهي بصيغة الأمر الصريح الدال على الوجوب . ([16])
قال ابن عطية في هذه الآية: "و ينبغي للناس أن يغير المنكر منهم كل أحد تقي وغير تقي" ([17])
_ قوله تعالى :[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P121]ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P121] ﭵ[/FONT][FONT=QCF_P121] ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ [/FONT]*[FONT=QCF_P121]ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ[/FONT][FONT=QCF_P121] ﮂ[/FONT][FONT=QCF_P121] ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][المائدة: ٧٨ – ٧٩] .
وجه الدلالة :أنه تعالى علل استحقاقهم اللعنة بتركهم النهي عن المنكر ، وهذا زجر شديد لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا يدل على وجوبه ، إذ لو لم يكن واجباً لما استحق كل هذا التشديد في الزجر على تركه . ([18])
_ قوله تعالى :[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P176]ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][ الأعراف: ١٩٩ ] .
" {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد ، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية .
والأمر هنا للوجوب وإذا كان الأمر بالمعروف واجباً كان النهي عن ضده واجباً . ([19])
_ قوله تعالى :ﭽ [FONT=QCF_P106]ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ [/FONT][FONT=QCF_P106]ﯱ[/FONT][FONT=QCF_P106] ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ [/FONT][FONT=QCF_P106]ﯷ[/FONT][FONT=QCF_P106] ﯸ ﯹ [/FONT][FONT=QCF_P106]ﯺ[/FONT][FONT=QCF_P106] ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ[/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭼ[/FONT][ المائدة: ٢ ] قال السعدي في تفسيره لهذه الآية : أي: ليعن بعضكم بعضا على البر. وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله و ير ضاه ، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين.
والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. وكلُّ خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه، وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها، وبكل فعل كذلك.
{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ} وهو التجر ؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها، ويحرج. {وَالْعُدْوَانِ} وهو التعدي على الخَلْق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه. ([20])
وفي قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) هو أمر جزم ، وأٌتبع الأمر بالتهديد بالعذاب الشديد الذي لا يكون إلا لفعل محرم أو ترك واجب " ([21])
_ قوله تعالى :ﭽ[FONT=QCF_P516] ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ [/FONT][FONT=QCF_P516]ﮠ[/FONT][FONT=QCF_P516] ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ [/FONT][FONT=QCF_P516]ﮮ[/FONT][FONT=QCF_P516] ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ [/FONT][FONT=QCF_P516]ﯖ[/FONT][FONT=QCF_P516] ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ[/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭼ[/FONT][ الحجرات: ٩ ]
قال الإمام الجصاص بعد ذكره لهذه الآية وغيرها: " فهذه الآية و نظائرها مقتضيه لإيجاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " فالإصلاح أمر بالمعروف وقتال الفئة الباغية نهي عن المنكر. ([22])
_ قوله تعالى :[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P560]ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] [ التحريم: ٦ ]
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : " أي : مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة " ([23])فعلى هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب لأن الفعل ( قو ا ) أمر يدل على الوجوب ويتحقق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب . ([24])
وقوله تعالى : ﭽ [FONT=QCF_P118]ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ [/FONT][FONT=QCF_P118]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_P118] ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][ المائدة: ٦٣ ]
ذم الله تعالى ووبخ بني إسرائيل لقولهم الإثم وأكلهم السحت ، وذم علماءهم لعدم قيامهم بنهيهم ، وفي الآية دلالة على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه ، فالتوبيخ شامل ، وفي الآية دلالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ لو لم يكونا واجبين لما ترتب الإثم على تركهما ، ولما وبخهم الله تعالى على سكوتهم ، لأن التوبيخ يستتبع العمل السيء ، الذي هو ترك النهي عن المنكر هنا .([25])
ومن السنة :
_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ([26]) فقوله صلى الله عليه وسلم " فليغيره " أمر إيجاب بإجماع الأمة .
_ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف
و لتنـهـون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " ([27])
ففي هذا الحديث يظهر عظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشدة العقاب الذي يترتب على تركه مما يدل على وجوبه فإن العقاب لا يكون إلا على فعل محرم أو ترك واجب .
_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إياكم والجلوس بالطرقات» قالوا: يا رسول الله، ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه» قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر» ([28]) . يوضح الإمام ابن حجر علة النهي عن الجلوس في الطرقات الواردة في الحديث ، ومنها أن الجالس في الطريق سيتعرض لرؤية المنكرات وتعطيل المعروف ، لذلك وجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا اضطر للجلوس فإذا لم يأمر كان ذلك معصية منه. ([29])
هذه أبرز الأدلة التي استدل بها العلماء على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ويتضح لنا مما سبق من الحديث عن حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب لا يجوز تركه وهذا باتفاق العلماء المعتد بعلمهم .
وفي الحديث عن حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجدر بي في هذا المقام أن أشير إلى المفهوم الصحيح للآية الواردة في سورة المائدة ﭽ [FONT=QCF_P125]ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ [/FONT][FONT=QCF_P125]ﭰ[/FONT][FONT=QCF_P125] ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ [/FONT][FONT=QCF_P125]ﭷ[/FONT][FONT=QCF_P125] ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][ المائدة: ١٠٥] فإنها لا تدل على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وإنما أراد الله سبحانه أن يعلم عباده بأنه لا يطلب منهم هداية العباد، ونتائج أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وإنما واجبهم جهاد المنكر وأما تحقيق النتائج فهو أمر يختص به رب العالمين، فلا يجوز إذن أن يعتذر أحد عن تقاعسه عن هذا الواجب بصدود الناس وعدم استجابتهم ، إذ ليس عليه هداهم ولكن عليه نهيهم عن المنكر وأمرهم بالمعروف .([30])
_ يقول ابن تيمية - رحمه الله -: " والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قام بغيره من الواجب لم يضره ضلال الضلال " ([31])
وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية : " وليس المراد ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فإن من تركهما مع القدرة عليهما فليس بمهتد، وإنما هو بعض الضلال الذين فصلت الآية بينهم وبينه " ([32])
وقال أبو السعود : " ولا يُتوهَّمَنَّ أن فيه رخصةً في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع استطاعتهما كيف لا ومن جملة الاهتداء أن يُنكَر على المنكَر حسْبما تفي به الطاقة " وبالجملة فإن هذه الآية الكريمة لا تنفي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تؤكد فرضيته أبلغ التأكيد . ([33])
والعلماء وإن كانوا اتفقوا على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أنهم اختلفوا في تحديد صفة هذا الواجب وقد استدل كل فريق بأدلة على ما ذهب إليه .
فقال بعضهم : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين أي واجب محتم ، وعلى كل مسلم أن يؤديه بنفسه على قدر استطاعته ولو كان هناك من هو أقدر منه على تأديته أو من هو على استعداد لتأديته أو من هو متفرغ لتأديته، وهم يشبهونه بفريضة الحج، فهي فرض عين .
وقال البعض الآخر : وهم جمهرة الفقهاء ، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات كالجهاد، فهو واجب حتم على كل مسلم، ولكن هذا الواجب يسقط عن الفرد إذا أداه غيره ، لأنه لو بدأ عامة الناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في دقائق الأمور وفيما لا علم لهم به ، يوشك أن يأمروا بمنكر وينهون عن منكر ويغلظوا في مكان يقتضي اللين ويلينوا في مقام يقتضي الشدة وينكروا على من لا يزيده الإنكار إلا التمادي والإصرار . ([34]) وممن قال بهذا الرأي ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول: " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجب على كل أحد بعينه بل هو على الكفاية كما دل عليه القرآن، ولما كان الجهاد من تمام ذلك ، كان الجهاد أيضا من فروض الكفاية " . ([35])
ومن الأدلة التي استدل بها كل من الفريقين لإثبات قوله :
قوله تعالى :ﭽ [FONT=QCF_P063]ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ [/FONT][FONT=QCF_P063]ﮡ[/FONT][FONT=QCF_P063] ﮢ ﮣ ﮤ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]،[ آل عمران: ١٠٤ ] .
فقال أصحاب القول الأول : أن من في قوله ( منكم ) للتبيين وليست للتبعيض ، أي كونوا كلكم أمة تدعون إلى الخير وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وكون (من ) للتبيين يدل عليه أن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال ابن كثير : " والمقصود من هذه الآية، أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه " ([36])
وقال أصحاب القول الثاني : أن (من ) في منكم للتبعيض وليست للتبيين . قال الطبري في تفسير هذه الآية : " أي ولتكن منكم أيها المؤمنون جماعة يدعون إلى الخير ، يعني إلى الإسلام وشرائعه التي شرعها الله لعباده .
"ويأمرون بالمعروف": أي يأمرون الناس باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الذي جاء به من عند الله ." وينهون عن المنكر": يعني وينهون عن الكفر بالله والتكذيب بمحمد وبما جاء به من عند الله ، بجهادهم بالأيدي والأرواح ، حتى ينقادوا لكم بالطاعة ويدل قوله على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات . ([37])
وقال الغزالي : ففي الآية بيان الإيجاب فإن قوله تعالى [ولتكن ] أمر وظاهر الأمر الإيجاب وفيها بيان أن الفلاح منوط به إذ حصر وقال وأولئك هم المفلحون .
وفيها بيان أنه فرض كفاية لا فرض عين وأنه إذا قام به أمة سقط الفرض عن الآخرين إذ لم يقل كونوا كلكم آمرين بالمعروف بل قال ولتكن منكم أمة فإذا مهما قام به واحد أو جماعة سقط الحرج عن الآخرين واختص الفلاح بالقائمين به المباشرين وإن تقاعد عنه الخلق أجمعون عم الحرج كافة القادرين عليه لا محالة. ([38])
والصحيح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون متعيناً على الأشخاص وذلك إذا كان المراد رفعه أو المعروف المراد إيجاده وفعله لا يتمكن من القيام به
_ أي الأمر والنهي _ إلا ذلك الشخص بعينه ، فإنه يتعين عليه . ويدخل في ذلك من عينته الدولة الإسلامية للقيام بذلك فإنه يكون فرض عين في حقه .كذلك يقال إذا لم يعلم به غيره ، وهكذا يكثر وقوعه في البيوت فإن الناس غالباً لا يطلعون على ما يدور فيها . وأيضاً عند كثرة المنكرات وقلة الدعاة فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون فرض عين . ([39])
وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستحباً وذلك في حالتين :
الحالة الأولى : أن يكون المأمور به مستحباً ولم يتواطأ أهل بلد على تركه ، أو يكون الفعل المرتكب مكروهاً فيكون النهي عنه مستحباً .
الحالة الثانية : وهي كون المأمور به واجباً أو الفعل المرتكب أمراً محرماً .. لكنه يخشى إذا أنكر أن يلحقه الضرر أو الهلاك فيسقط عنه الوجوب ويبقى مستحباً في حقه إن كان يرجو النفع من جراء أمره ونهيه .
وهناك أحوال يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محرماً منها :
_ أن يؤدي إنكار المنكر إلى فوات معروف أكبر منه كمن ينهى إنساناً عن التدخين ويفوت صلاة الجماعة ، أو يؤدي ذلك إلى خروج الوقت وهو لم يصل .
_ أن يؤدي إنكار المنكر إلى حصول منكر أكبر منه .
_ أن يكون فعل الأمر بالمعروف يؤدي إلى فوات معروف أكبر منه كمن يحث أخاً له على الصدقة على بعض الفقراء من غير الأقارب وهو يعلم أن هذا التصدق على حساب نفقته الواجبة على أهله وعياله ! وكمن يعظ أخاه ويحثه على قيام الليل مع علمه أن ذلك يفوت على المنصوح صلاة الفجر .
_ أن يكون الأمر بالمعروف مؤدياً إلى حصول منكر أكبر منه . كمن يأمر غيره بالتبكير في الحضور إلى المسجد ويؤدي ذلك إلى امتناعه عن الصلاة بالكلية . ([40])
و ينبه إلى أن إنكار المنكر يجب بالقلب مطلقا على كل من علم به أما الإنكار باللسان واليد فذلك خاضع للقدرة والمصلحة كما هو مدلول حديث أبي سعيد السابق .
([1]) قواعد مهمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ص : 3) بتصرف يسير .
([2]) المفردات في غريب القرآن مادة ( أ م ر ) ، (ص: 88) .
([3]) لسان العرب ، مادة ( ع ر ف ) ، (9/240 ،239) .
([4]) المرجع السابق ، مادة ( ع ر ف ) ، ( 9 / 240 ) ، وانظر المفردات في غريب القرآن (ص: 561) ، والتعريفات (1/122) .
([5])المفردات في غريب القرآن مادة ( نهى ) ، (ص: 826) .
([6]) لسان العرب (5/ 232) .
([7]) المفردات في غريب القرآن (1/ 823) مادة _ نكر _ .
([8])التعريفات (ص: 36) .
([9]) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله ( ص: 67 ،66 ) ، وانظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ص :51،50) .
([10])أخرجه مسلم في صحيحه ( كتاب صلاة المسافرين وقصرها / باب فضل صلاة الصبح ) ، (1/ 498 /ح 720) .
([11])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله ( ص: 67 ،66 ) ، وانظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ص :51،50)
([12])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أصوله وضوابطه وآدابه ) ، ( ص: 86،85) .
([13])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال (ص: 36) .
([14]) إحياء علوم الدين (2/306) .
([15]) الضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ص: 49) .
([16])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الفضائل ، الآثار ، العواقب ( ص : 7) ، وينظر تفسير السعدي (ص :447) .
([17]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3/416) .
([18]) الضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص: 51 ) ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم ( 3/377) .
([19])تفسير السعدي (ص :313) .
([20]) المرجع السابق (ص: 219) .
([21]) إحياء علوم الدين (2/307) .
([22])أحكام القرآن للجصاص ط العلمية (2/ 38) ، والضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص :51 )
([23])تفسير ابن كثير (5/ 240) .
([24]) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفضائل ، الآثار ، العواقب ( ص :7 ) .
([25]) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص: 32 ) .
([26]) أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان / باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان ( 1/69/ح 49 ) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
([27]) أخرجه الترمذي في سننه ، كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4/ 468/ح 2169 ) من حديث حذيفة بن اليمان .
([28]) أخرجه أبي داوود في سننه كتاب الأدب / باب في الجلوس في الطرقات (4/ 256 / ح 4815) من حديث أبي سعيد الخدري ، وقال عنه الألباني : صحيح .
([29]) انظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري ( 5/113 ) ، والضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص: 55) .
([30])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله (ص: 54) .
([31])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية ( ص :10 ) .
([32])الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (1/ 685) .
([33])تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (3/ 88) .
([34]) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله ( ص :57 ) ، وينظر تفسير أبي السعود (2/67)
([35]) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية (ص: 9 ) .
([36]) تفسير ابن كثير (2/ 78) .
([37]) تفسير الطبري (7 /91،90 ) .
([38])إحياء علوم الدين (2/307) .
([39])انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصوله وضوابطه وآدابه ( ص:136 ) ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله ( ص:63) .
([40])الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصوله وضوابطه وآدابه (ص:126 _ 134،133) .