رصين الرصين
New member
زَقُّوم:
وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ( الصافات: 62، الدخان: 43، الواقعة: 52)
القراءات الواردة فيها: ليس فيها سوى قراءة واحدة، لا غير، هي: زَقُّوم
التفسير:
هي شجرة ملعونة، قال تعالى { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } الإسراء:60، وهي تنبت في جهنم، قال تعالى {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ }الصافات64. وقد جاء في سبب نزولها أنه "لما نَزَلت آيةُ الزَّقّوم، لم تعرفْه قُرَيشٌ؛ فقَدِمَ رجلٌ من إفريقيّةَ، وسُئِلَ عن الزَّقّومِ فقال الإِفريقيُّ: الزَّقّومُ - بلغة إفريقيَّةَ - الزُّبْدُ والتَّمْر، فقال أبوجَهْل: هاتي يا جاريةُ تَمْراً وزُبْداً؛ نَزْدَقِمُه. فجَعَلوا يَتَزَقَّمُون منه ويأكُلُونَه، وقالوا: أَبِهذا يُخَوِّفُنا مُحَمَّدٌ؟"[1]. وقد تناقلت كتب التفسير – عن الخليل – هذه الرواية. وما يهمنا هنا هو هذا اللفظ (ازدقم) ومن أين استدل عليه أبوجهل. والجواب: أنه في اللهجة اليمنية "زقم" بمعنى "أمسك – قبض عليه بيده"[2]. وقد يكون أبوجهل يعرف هذا من اللهجة اليمنية؛ في رحلته الشتوية - كغيره من تجار قريش - إلى اليمن .ويمكن فهم العلاقة بين (الزقم اليمني القرآني و المسك العربي) في إطار ظاهرتين لغويتين، هما:
1- الإبدال الصوتي بين القاف والكاف، وأوضح مثال له اليوم هو اللهجة الفلسطينية، التي لا تعرف القاف، وتنطقها أبدا كافا.
2- القلب المكاني بين فإن "ز ق م" اليمنية القرآنية تطورت إلى "م س ك" العربية. وعلى هذا فإن أباجهل استعمل اللفظ اليمني، الذي يدل على الإمساك باليد فهو فهم – بمعرفة باللهجة اليمنية – أن القرآن يحدثه عن شيء "يزقمه" يمسكه بيده، فيلتقمه بفمه. أما تضعيف القاف، فهو يدل -كأي فعل مضعف العين - على أحد ثلاثة أشياء أو جميعها: 1- الشدة والقوة في الفعل 2- السرعة في الأداء 3- الزيادة في العدد.. ولنا أن نتصور صورة العذاب الرهيبة؛ فالكافر يتزقم شيئا ما – الله أعلم به – بيده إلى فمه بقوة وشدة، وسرعة، مرارا وتكرار ودون إمهال، فهو يعذب نفسه بيده، فهي مأمورة كما قال تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65. ولو كان هذا الشيء - الذي يتزقمه - الماء الزلال لشرق به، ومات، فكيف بغيره؟!
[1] العين للخليل (ز ق م) 5/ 94
[2] المعجم اليمني في اللغة والتراث، مطهر الإرياني: 396 (ز ق م)
وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ( الصافات: 62، الدخان: 43، الواقعة: 52)
القراءات الواردة فيها: ليس فيها سوى قراءة واحدة، لا غير، هي: زَقُّوم
التفسير:
هي شجرة ملعونة، قال تعالى { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } الإسراء:60، وهي تنبت في جهنم، قال تعالى {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ }الصافات64. وقد جاء في سبب نزولها أنه "لما نَزَلت آيةُ الزَّقّوم، لم تعرفْه قُرَيشٌ؛ فقَدِمَ رجلٌ من إفريقيّةَ، وسُئِلَ عن الزَّقّومِ فقال الإِفريقيُّ: الزَّقّومُ - بلغة إفريقيَّةَ - الزُّبْدُ والتَّمْر، فقال أبوجَهْل: هاتي يا جاريةُ تَمْراً وزُبْداً؛ نَزْدَقِمُه. فجَعَلوا يَتَزَقَّمُون منه ويأكُلُونَه، وقالوا: أَبِهذا يُخَوِّفُنا مُحَمَّدٌ؟"[1]. وقد تناقلت كتب التفسير – عن الخليل – هذه الرواية. وما يهمنا هنا هو هذا اللفظ (ازدقم) ومن أين استدل عليه أبوجهل. والجواب: أنه في اللهجة اليمنية "زقم" بمعنى "أمسك – قبض عليه بيده"[2]. وقد يكون أبوجهل يعرف هذا من اللهجة اليمنية؛ في رحلته الشتوية - كغيره من تجار قريش - إلى اليمن .ويمكن فهم العلاقة بين (الزقم اليمني القرآني و المسك العربي) في إطار ظاهرتين لغويتين، هما:
1- الإبدال الصوتي بين القاف والكاف، وأوضح مثال له اليوم هو اللهجة الفلسطينية، التي لا تعرف القاف، وتنطقها أبدا كافا.
2- القلب المكاني بين فإن "ز ق م" اليمنية القرآنية تطورت إلى "م س ك" العربية. وعلى هذا فإن أباجهل استعمل اللفظ اليمني، الذي يدل على الإمساك باليد فهو فهم – بمعرفة باللهجة اليمنية – أن القرآن يحدثه عن شيء "يزقمه" يمسكه بيده، فيلتقمه بفمه. أما تضعيف القاف، فهو يدل -كأي فعل مضعف العين - على أحد ثلاثة أشياء أو جميعها: 1- الشدة والقوة في الفعل 2- السرعة في الأداء 3- الزيادة في العدد.. ولنا أن نتصور صورة العذاب الرهيبة؛ فالكافر يتزقم شيئا ما – الله أعلم به – بيده إلى فمه بقوة وشدة، وسرعة، مرارا وتكرار ودون إمهال، فهو يعذب نفسه بيده، فهي مأمورة كما قال تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65. ولو كان هذا الشيء - الذي يتزقمه - الماء الزلال لشرق به، ومات، فكيف بغيره؟!
[1] العين للخليل (ز ق م) 5/ 94
[2] المعجم اليمني في اللغة والتراث، مطهر الإرياني: 396 (ز ق م)