الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم (رئيا)

إنضم
20/07/2010
المشاركات
286
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
50
الإقامة
مصر
(ر أ ي: رئي) رئيا:
في قوله تعالى {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً }مريم: 74
القراءات [1]: 1- رِيّا: نافع 2- ريْيا: حمزة 3- رِيًا: ابن عباس - طلحة 4- ريا: حمزة، وهي كسابقتها، والفرق الوقف عليها 5- ريئا: الأعمش - عاصم - شعبة - حميد 6- رياء: حكاها اليزيدي 7- زيا: ابن عباس – سعيد بن جبير- الأعمش.
فأما قراءة (ريئا) فأقدم من أوردها هو النحاس المتوفى 338 قال " قال أبوإسحاق: ويجوز " هم أحسن أثاثا وريئا " بياء قبل الهمزة " ([2]) والمقصود بأبي إسحاق، هو الزجاج المتوفى 311. ولها – في نقدي – تفسيران:
1- أنها نتجت عن القلب المكاني.
2- أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.
و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و(فتثبتوا). أما سائر القراءات، فنتج عن تخفيف الهمز – الذي هو سمة لهجة الحجاز([3]) - وإذا حذف- في العربية – حرف، فغالبا ما يعوض بتضعيف الحرف الذي يليه، وهذا ليس خاصا بالعربية، بل هو معروف في غيرها من اللغات السامية([4]).
التفسير:
أورد العلماء لـ(الرِّئْي) عدة معان، منها:
1- الصور([5]): جمع صورة، وواضح أن هذا المعنى استنبط من الاشتقاق من (الرؤية) وهو بعيد كما سيأتي.
2- المنظر الحسن([6]): كسابقه مشتق وبعيد.
3- الكسوة الظاهرة([7])، وما ظهر عليه، ورأيته عليه([8])، واسم لما يظهر منه([9])، وما يراه الناس([10]).
ما ظهر من الزينة([11])، وما يعد للجمال([12]). وقد لفت المبرد النظر إلى تحريف وقع في بيت لابن نمير الثقفي:

أشاقتك الظعائن يوم بانوا *** بذي الزي الجميل من الأثاث​

ويرى – بحق – أن الذين رووه بذي الرئي إنما استهوتهم الآية، فمن هنا غلطوا([13]).
وقد انتقل تفسير المبرد هذا إلى المعاجم؛ فقد جاء في الصحاح أن الرئي " هو ما رأته العين، من حالٍ حسنةٍ، وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ " ([14]).

4- المال([15]): وهو تفسير غريب، لم يتبين لي أصله؛ ولا أدري كيف ربط بين الرؤية والمال، إلا أن يكون دليل الغنى؛ على اعتبار المعنى اليمني الآتي.
5- اللباس([16]): وهو فهم القرطبي لتفسير ابن عباس بأنه (منظر).
6- الارتواء والرواء([17])، وهذا على قراءة تخفيف الهمز (ريا) وأما بقراءة الزاي بدل الراء، فإن المعنى يرتبط بالهيئة([18]).
7- الشراب([19]): وهذه إحدى مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس، قال " الري: من الشراب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
كأنّ على الحُمول غداةَ ولَّوا *** من الرئيِ الكريم من الأثاثِ
ولا بد أن تكون بتخفيف الهمز، وهذا ما نبه إليه محقق المسائل - الدكتور الدالي - فقد لفت النظر إلى خطأ وقع في الإتقان، بقوله " وهو ههنا خطأ؛ فالرِّي - من الشراب – لا يكون مهموزا " ([20]).
أما المعنى الذي تعرفه اللهجة اليمنية اليوم، فهو (الرا) وهو أحد أنواع الحشو، الذي تحشى به الفرش، والوسائد. فإن للحشوات عدة أنواع، فمنها: القطن، والصوف، والتبن، والورق، وأغلاها ثمنا (الرا) وهو نبات طبيعي، مستخدم منذ قديم الزمان، وقد استخدمه اليمنيون القدامى - في التحنيط – في حشو المومياوات. وهو أنسب شيء يذكر مع الأثاث، كما تقضي بذلك قواعد البلاغة، فيما يسمى في علم البديع (مراعاة النظير) فما علاقة الرؤية - وسائر المعاني – بالأثاث؟ أما الرا، فإن علاقته أوضح من يدلل عليها، وحق للعلماء ألا يعرفوه؛ فإنه غير معروف إلا لأهل اليمن، وبناء على ما سبق، فهو لفظ يمني بحت.

____________________________________________________
([1]) معجم القراءات القرآنية 4/ 56-
([2]) في كتاب إعراب القرآن 3/ 26
([3]) مشكلة الهمزة العربية، د. رمضان عبدالتواب: 39
([4]) المدخل إلى علم اللغات السامية المقارن: 67
([5]) تفسير الصنعاني 2/ 11
([6]) معاني القرآن للفرا 2/ 171، الهداية إلى بلوغ النهاية 7/ 4579
([7]) مجاز القرآن 1/ 366
([8]) مجاز القرآن 2/ 10
([9]) المفردات للأصفهاني: 210
([10]) النكت والعيون للماوردي 3/ 385
([11]) الكامل للمبرد 3/ 786
([12]) النكت والعيون للمارودي 3/ 385
([13]) الكامل للمبرد 3/ 786
([14]) الصحاح للجوهري
([15]) تفسير الطبري 15/ 611
([16])تفسير القرطبي 13/ 502
([17]) تفسير ابن أبي زمنين 3/ 104، المفردات للأصفهاني: 210
([18]) نفسير الثعلبي 6/ 228
([19]) الإتقان للسيوطي 3/ 854
([20]) مسائل نافع بن الأزرق، تحقيق د.محمد الدالي: 90 الهامش.
 
أشكرك أخ رصين على مشاركاتك.
وياحبذا لو راجعت من يعلم رسم المصحف قبل أن تحكم على القراءة ، وهناك فرق بين ضبط المصحف ورسمه ، فقولكم ـ حفظكم الله ـ :
(أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.)
فهي موافقة لرسم المصحف ، فرسم الصحابة هكذا ( ريـا ) ، والهمزة دخلت من علم الضبط ، وليست من عمل الصحابة ، لذا فهي تحتمل أن تكون قبل الياء أو بعدها ، والقراءة عندهم ليست من المصحف ، وإنما من الحفظ ، ثم يتبعه الضبط .
وقولكم : (و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و(فتثبتوا)) .
مثل سابقه ، فالنقط لم ينتشر إلا متأخرًا ، ومن ذكرت عنه القراءة لم يختلط عليه النقط ، بل هي رواية عنده .
وأما رواية فتثبتوا ، وفتبينوا ، فلم يكن فيها نقط في عهد الصحابة ، والأصل فيهما الحفظ ، والنقط جاء متأخرًا .
 
بارك الله فيكم شيخنا وخواتم مباركة
لم تبدوا لي رأيكم في الاستنباط، أما بالنسبة لما تفضلتم به
فهي موافقة لرسم المصحف ، فرسم الصحابة هكذا ( ريـا ) ، والهمزة دخلت من علم الضبط ، وليست من عمل الصحابة ، لذا فهي تحتمل أن تكون قبل الياء أو بعدها ، والقراءة عندهم ليست من المصحف ، وإنما من الحفظ ، ثم يتبعه الضبط
حديثي هنا عن قراءة (ريئا) بالياء قبل الهمزة، وقد لاحظ الدكتور الرويثي أنها شاذة لانقطاع السند هنا
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=20868
مثل سابقه ، فالنقط لم ينتشر إلا متأخرًا ، ومن ذكرت عنه القراءة لم يختلط عليه النقط ، بل هي رواية عنده .
وأما رواية فتثبتوا ، وفتبينوا ، فلم يكن فيها نقط في عهد الصحابة ، والأصل فيهما الحفظ ، والنقط جاء متأخرًا
النقط - كما تعلمون - اخترعه المسلمون في عهد الحجاج المتوفى 95 هـ، والقرءات جاءت بعده بزمن
أما التصحيف فواقع موجود قبل عصر الطباعة حتى في كتب الشوكاني فضلا عن السيوطي.
وما دمتم أثرتم هذا المثال فلي سؤال إذا أذنتم:
هل جاء جبريل عليه السلام باللفظين (تبينوا - تثبتوا) أم قرأ الصحابة الوجهين فأقرهما الرسولصل1، ما دام المعنى واحدا؟
وجزاكم الله خيرا
 
أخي رصين
كلام الدكتور أحمد الرويثي صواب بلا ريب ، وهو متخصص في القراءات ، لكن ملاحظتي ليست متعلقة بكونها شاذة أو غير شاذة ، كان كلامي عن احتمال هذه القراءة في الرسم فقط .
ويبدو لي من كلامكم ـ حفظكم الله ـ أنكم لم تقرءوا جيدًا في تاريخ القراءات والرسم والضبط ، فسؤالكم الأخير يدل على ذلك ؛ كقولكم (والقرءات جاءت بعده بزمن). أي : بعد الحجاج .
وهذا فيه خلل .
ثم سؤالكم : (هل جاء جبريل عليه السلام باللفظين (تبينوا - تثبتوا) أم قرأ الصحابة الوجهين فأقرهما الرسولصل1، ما دام المعنى واحدا؟) ، يدل على وجود مشكلة عندكم في القراءات ، وهي مشكلة حكاها المستشرقون ، وأُعيذكم بالله منها ، لكن المجال مجال تعلم وتعليم هنا ، والمسألة في هذا تطول ، لكن أقول لك : نعم : قرأها جبريل بالوجهين بلا ريب ، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالوجهين بلا ريب ، والقراء لم يأتوا بها من عند أنفسهم ، أو من احتمالات رسم المصحف للقراءات ، بل كانت الرواية من المحفوظ هي عمدتهم .
 
.
ويبدو لي من كلامكم ـ حفظكم الله ـ أنكم لم تقرءوا جيدًا في تاريخ القراءات والرسم والضبط ، فسؤالكم الأخير يدل على ذلك ؛ كقولكم (والقرءات جاءت بعده بزمن). أي : بعد الحجاج .
وهذا فيه خلل ..
بارك الله فيكم وحفظكم، ونفع بكم
محدثكم متخصص في اللغة العربية، ويدرسها في الجامعة منذ أكثر من عشرسنوات
وعلى وشك مناقشة الدكتوراة
والذي أعرفه أن أقدم القراء – وهو عاصم – توفي 127هـ، أي بعد الحجاج وبعد النقط
فلو تبينون موضع الخلل

.
لكن أقول لك : نعم : قرأها جبريل بالوجهين بلا ريب ، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالوجهين بلا ريب ، والقراء لم يأتوا بها من عند أنفسهم ، أو من احتمالات رسم المصحف للقراءات ، بل كانت الرواية من المحفوظ هي عمدتهم ..
لا نريد أن نشغلكم ونأخذ من وقتكم خاصة في الشهر الكريم لكن
هل لنا بالدليل على أن جبريل نزل بالثنتين؟
 
أخي الكريم
بجوابكم هذا أثبتم أنكم بحاجة إلى أن تراجعوا تاريخ القراءات والرسم والضبط ، فاستعينوا بالله ، واقرءوا كتابًا في تاريخ القراءات ، أو أدرسوه على أحد علماء القراءة ، وأسأل الله أن يعينكم .
 
بارك الله في الأخ رصين ، وقد افتقدناه منذ مدة طويلة ، وأرجو أن يكون قد انتهى من بحثه للدكتوراه وعاد لليمن إن شاء الله .
وتعليقاً على هذا الموضوع فإنه يقع كثير من الباحثين غير المتخصصين في القرآن وعلومه في أخطاء فادحة في تناولهم للقرآن وفهمه بسبب ضعفهم في علوم القرآن المتصلة به كالقراءات ورسم المصحف وضبطه ، ويمكنهم مراجعة كتب ميسرة في ذلك ترفع عنهم كثيراً من الجهل بتاريخ كتابة المصحف وجمعه وعناية الأمة به . ومن الكتب المقترحة لأخي رصين هنا :
- القراءات القرآنية تاريخها، ثبوتها، حجيتها، وأحكامها لعبدالحليم قابة . حمله من [ هنا ]
- مقدمات في علم القراءات للدكتور أحمد شكري وزملاءه . حمله من [ هنا ]
 
عودة
أعلى