رصين الرصين
New member
(ر أ ي: رئي) رئيا:
في قوله تعالى {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً }مريم: 74
القراءات [1]: 1- رِيّا: نافع 2- ريْيا: حمزة 3- رِيًا: ابن عباس - طلحة 4- ريا: حمزة، وهي كسابقتها، والفرق الوقف عليها 5- ريئا: الأعمش - عاصم - شعبة - حميد 6- رياء: حكاها اليزيدي 7- زيا: ابن عباس – سعيد بن جبير- الأعمش.
فأما قراءة (ريئا) فأقدم من أوردها هو النحاس المتوفى 338 قال " قال أبوإسحاق: ويجوز " هم أحسن أثاثا وريئا " بياء قبل الهمزة " ([2]) والمقصود بأبي إسحاق، هو الزجاج المتوفى 311. ولها – في نقدي – تفسيران:
1- أنها نتجت عن القلب المكاني.
2- أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.
و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و(فتثبتوا). أما سائر القراءات، فنتج عن تخفيف الهمز – الذي هو سمة لهجة الحجاز([3]) - وإذا حذف- في العربية – حرف، فغالبا ما يعوض بتضعيف الحرف الذي يليه، وهذا ليس خاصا بالعربية، بل هو معروف في غيرها من اللغات السامية([4]).
التفسير:
أورد العلماء لـ(الرِّئْي) عدة معان، منها:
1- الصور([5]): جمع صورة، وواضح أن هذا المعنى استنبط من الاشتقاق من (الرؤية) وهو بعيد كما سيأتي.
2- المنظر الحسن([6]): كسابقه مشتق وبعيد.
3- الكسوة الظاهرة([7])، وما ظهر عليه، ورأيته عليه([8])، واسم لما يظهر منه([9])، وما يراه الناس([10]).
ما ظهر من الزينة([11])، وما يعد للجمال([12]). وقد لفت المبرد النظر إلى تحريف وقع في بيت لابن نمير الثقفي:
ويرى – بحق – أن الذين رووه بذي الرئي إنما استهوتهم الآية، فمن هنا غلطوا([13]).
وقد انتقل تفسير المبرد هذا إلى المعاجم؛ فقد جاء في الصحاح أن الرئي " هو ما رأته العين، من حالٍ حسنةٍ، وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ " ([14]).
4- المال([15]): وهو تفسير غريب، لم يتبين لي أصله؛ ولا أدري كيف ربط بين الرؤية والمال، إلا أن يكون دليل الغنى؛ على اعتبار المعنى اليمني الآتي.
5- اللباس([16]): وهو فهم القرطبي لتفسير ابن عباس بأنه (منظر).
6- الارتواء والرواء([17])، وهذا على قراءة تخفيف الهمز (ريا) وأما بقراءة الزاي بدل الراء، فإن المعنى يرتبط بالهيئة([18]).
7- الشراب([19]): وهذه إحدى مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس، قال " الري: من الشراب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
كأنّ على الحُمول غداةَ ولَّوا *** من الرئيِ الكريم من الأثاثِ
ولا بد أن تكون بتخفيف الهمز، وهذا ما نبه إليه محقق المسائل - الدكتور الدالي - فقد لفت النظر إلى خطأ وقع في الإتقان، بقوله " وهو ههنا خطأ؛ فالرِّي - من الشراب – لا يكون مهموزا " ([20]).
أما المعنى الذي تعرفه اللهجة اليمنية اليوم، فهو (الرا) وهو أحد أنواع الحشو، الذي تحشى به الفرش، والوسائد. فإن للحشوات عدة أنواع، فمنها: القطن، والصوف، والتبن، والورق، وأغلاها ثمنا (الرا) وهو نبات طبيعي، مستخدم منذ قديم الزمان، وقد استخدمه اليمنيون القدامى - في التحنيط – في حشو المومياوات. وهو أنسب شيء يذكر مع الأثاث، كما تقضي بذلك قواعد البلاغة، فيما يسمى في علم البديع (مراعاة النظير) فما علاقة الرؤية - وسائر المعاني – بالأثاث؟ أما الرا، فإن علاقته أوضح من يدلل عليها، وحق للعلماء ألا يعرفوه؛ فإنه غير معروف إلا لأهل اليمن، وبناء على ما سبق، فهو لفظ يمني بحت.
____________________________________________________
([1]) معجم القراءات القرآنية 4/ 56-
([2]) في كتاب إعراب القرآن 3/ 26
([3]) مشكلة الهمزة العربية، د. رمضان عبدالتواب: 39
([4]) المدخل إلى علم اللغات السامية المقارن: 67
([5]) تفسير الصنعاني 2/ 11
([6]) معاني القرآن للفرا 2/ 171، الهداية إلى بلوغ النهاية 7/ 4579
([7]) مجاز القرآن 1/ 366
([8]) مجاز القرآن 2/ 10
([9]) المفردات للأصفهاني: 210
([10]) النكت والعيون للماوردي 3/ 385
([11]) الكامل للمبرد 3/ 786
([12]) النكت والعيون للمارودي 3/ 385
([13]) الكامل للمبرد 3/ 786
([14]) الصحاح للجوهري
([15]) تفسير الطبري 15/ 611
([16])تفسير القرطبي 13/ 502
([17]) تفسير ابن أبي زمنين 3/ 104، المفردات للأصفهاني: 210
([18]) نفسير الثعلبي 6/ 228
([19]) الإتقان للسيوطي 3/ 854
([20]) مسائل نافع بن الأزرق، تحقيق د.محمد الدالي: 90 الهامش.
في قوله تعالى {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً }مريم: 74
القراءات [1]: 1- رِيّا: نافع 2- ريْيا: حمزة 3- رِيًا: ابن عباس - طلحة 4- ريا: حمزة، وهي كسابقتها، والفرق الوقف عليها 5- ريئا: الأعمش - عاصم - شعبة - حميد 6- رياء: حكاها اليزيدي 7- زيا: ابن عباس – سعيد بن جبير- الأعمش.
فأما قراءة (ريئا) فأقدم من أوردها هو النحاس المتوفى 338 قال " قال أبوإسحاق: ويجوز " هم أحسن أثاثا وريئا " بياء قبل الهمزة " ([2]) والمقصود بأبي إسحاق، هو الزجاج المتوفى 311. ولها – في نقدي – تفسيران:
1- أنها نتجت عن القلب المكاني.
2- أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.
و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و(فتثبتوا). أما سائر القراءات، فنتج عن تخفيف الهمز – الذي هو سمة لهجة الحجاز([3]) - وإذا حذف- في العربية – حرف، فغالبا ما يعوض بتضعيف الحرف الذي يليه، وهذا ليس خاصا بالعربية، بل هو معروف في غيرها من اللغات السامية([4]).
التفسير:
أورد العلماء لـ(الرِّئْي) عدة معان، منها:
1- الصور([5]): جمع صورة، وواضح أن هذا المعنى استنبط من الاشتقاق من (الرؤية) وهو بعيد كما سيأتي.
2- المنظر الحسن([6]): كسابقه مشتق وبعيد.
3- الكسوة الظاهرة([7])، وما ظهر عليه، ورأيته عليه([8])، واسم لما يظهر منه([9])، وما يراه الناس([10]).
ما ظهر من الزينة([11])، وما يعد للجمال([12]). وقد لفت المبرد النظر إلى تحريف وقع في بيت لابن نمير الثقفي:
أشاقتك الظعائن يوم بانوا *** بذي الزي الجميل من الأثاث
ويرى – بحق – أن الذين رووه بذي الرئي إنما استهوتهم الآية، فمن هنا غلطوا([13]).
وقد انتقل تفسير المبرد هذا إلى المعاجم؛ فقد جاء في الصحاح أن الرئي " هو ما رأته العين، من حالٍ حسنةٍ، وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ " ([14]).
4- المال([15]): وهو تفسير غريب، لم يتبين لي أصله؛ ولا أدري كيف ربط بين الرؤية والمال، إلا أن يكون دليل الغنى؛ على اعتبار المعنى اليمني الآتي.
5- اللباس([16]): وهو فهم القرطبي لتفسير ابن عباس بأنه (منظر).
6- الارتواء والرواء([17])، وهذا على قراءة تخفيف الهمز (ريا) وأما بقراءة الزاي بدل الراء، فإن المعنى يرتبط بالهيئة([18]).
7- الشراب([19]): وهذه إحدى مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس، قال " الري: من الشراب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
كأنّ على الحُمول غداةَ ولَّوا *** من الرئيِ الكريم من الأثاثِ
ولا بد أن تكون بتخفيف الهمز، وهذا ما نبه إليه محقق المسائل - الدكتور الدالي - فقد لفت النظر إلى خطأ وقع في الإتقان، بقوله " وهو ههنا خطأ؛ فالرِّي - من الشراب – لا يكون مهموزا " ([20]).
أما المعنى الذي تعرفه اللهجة اليمنية اليوم، فهو (الرا) وهو أحد أنواع الحشو، الذي تحشى به الفرش، والوسائد. فإن للحشوات عدة أنواع، فمنها: القطن، والصوف، والتبن، والورق، وأغلاها ثمنا (الرا) وهو نبات طبيعي، مستخدم منذ قديم الزمان، وقد استخدمه اليمنيون القدامى - في التحنيط – في حشو المومياوات. وهو أنسب شيء يذكر مع الأثاث، كما تقضي بذلك قواعد البلاغة، فيما يسمى في علم البديع (مراعاة النظير) فما علاقة الرؤية - وسائر المعاني – بالأثاث؟ أما الرا، فإن علاقته أوضح من يدلل عليها، وحق للعلماء ألا يعرفوه؛ فإنه غير معروف إلا لأهل اليمن، وبناء على ما سبق، فهو لفظ يمني بحت.
____________________________________________________
([1]) معجم القراءات القرآنية 4/ 56-
([2]) في كتاب إعراب القرآن 3/ 26
([3]) مشكلة الهمزة العربية، د. رمضان عبدالتواب: 39
([4]) المدخل إلى علم اللغات السامية المقارن: 67
([5]) تفسير الصنعاني 2/ 11
([6]) معاني القرآن للفرا 2/ 171، الهداية إلى بلوغ النهاية 7/ 4579
([7]) مجاز القرآن 1/ 366
([8]) مجاز القرآن 2/ 10
([9]) المفردات للأصفهاني: 210
([10]) النكت والعيون للماوردي 3/ 385
([11]) الكامل للمبرد 3/ 786
([12]) النكت والعيون للمارودي 3/ 385
([13]) الكامل للمبرد 3/ 786
([14]) الصحاح للجوهري
([15]) تفسير الطبري 15/ 611
([16])تفسير القرطبي 13/ 502
([17]) تفسير ابن أبي زمنين 3/ 104، المفردات للأصفهاني: 210
([18]) نفسير الثعلبي 6/ 228
([19]) الإتقان للسيوطي 3/ 854
([20]) مسائل نافع بن الأزرق، تحقيق د.محمد الدالي: 90 الهامش.