عبد الله بن حميد الفلاسي
New member
- إنضم
- 17/12/2003
- المشاركات
- 25
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
"الأصولية" بين نظرة الإسلام والغرب
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة المقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن من المصطلحات التي تتردد على ألسنة الكثير من الناس، مصطلح "الأصولية الإسلامية"، ولا شك أنه كمفهوم قد حقق ذيوعاً واسعاً، وقد جاء هذا المصطلح من أعداء الدين للتنفير من الإسلام، وكل متمسك بدين الله عز وجل.
وللأسف أن هذا المصطلح "الأصولية الإسلامية" صار له من الشيوع بذكره الأمر العجيب، حتى من بني جلدتنا، ولذا كان من الواجب بيان حقيقته، والفرق بين مفهوم المسلمين لهذا المصطلح ومفهومه لدى الغرب.
1. أصل هذا المصطلح:
ولد هذا المصطلح في الأصل في أمريكا، ويقصد به: ديانة نصرانية كهنوتية، ترفض كل مظهر من مظاهر الحياة، وتراه خروجاً على الدين، فمصطلح "الأصولية" في بيئته الأصلية: فرقة من البروتستنت، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في "الكتاب المقدس" ويدعي أفرادها التلقي المباشر عن الله، ويعادون العقل، والتفكير العلمي، ويميلون إلى استخدام القوة، والعنف لفرض هذه المعتقدات الفاسدة.
ومصطلح "الأصولية" من المصطلحات التي ولدت في بيئة الغرب وحُملت بمعانٍ، ومفاهيم متأثره بتجارب الغرب، وقيمه، ونظرته للدين، ومن مثل هذه المصطلحات: "الخلاص" و "العهد السعيد" و "اليمين واليسار" و "الرجعية" و "التقديمة" و "الحداثة" و "الرادكالية" و "النضالية" و "التحررية" و "الإحياء" و "والإصلاح" و "الإنبعاث" وغيرها.
وقد سحب أعداء الإسلام مصطلح "الأصولية" على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام: قولاً وعملاً واعتقاداً، واتهموه بـ "الأصولي" وما يتمسك به هي "الأصولية".
وللأسف قد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء، وأخذوا ينقلون هذا المصطلح من الإعلاميين الغربيين الذين يهدفون لإثارة العالم على من يسمونه بـ "الأصوليين" ويقصدون بذلك الذم، والقدح في المسلمين المتمسكين بالإسلام على أصوله الصحيحه.
2. التاريخ يعيد نفسه:
لقد كان أهل الأهواء يطلقون مجموعة ألقاب نكراء على أهل السنة والجماعة للتنقص منهم، والوقيعة فيهم، والتنفير منهم، والسخرية بهم، مثل: حشوية، ومشبهه، ومجسمة.
وها هو يعيد التاريخ نفسه، فاليوم الحداثيون في هذا العصر أوجدوا ألقاباً أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام منها "الماضوية" نسبة إلى الماضي، و "التاريخانية" نسبة إلى التاريخ القديم في الزمان الغابر، و "الأممية" نسبة إلى الرجوع إلى أمة واحدة.
3. الأصولية في مفهوم الإسلام:
إن من مصطلحات العلوم الشرعية مصطلح "أصول الدين"، ويقال: الأصل، ويقصد به علم التوحيد، ومنها أصول التفسير، وأصول الحديث، وأصول الفقه، وقد اشتهرت بالنسبة للمبرز فيه بلفظ "الأصولي".
فالذي يتمسك بالأصول، وبما قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا مدحاً، وليس ذماً، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء، فالتطرف إما بالغلو، وإما بالجفاء أو التقصير، وهذا هو المذموم.
والواجب على المسلمين أن يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتمسكوا بالوسط الذي جعلهم الله فيه، فالله جعلنا أمة وسطا، قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) [البقرة: 143].
تنبيه : قد ترد هذه الكلمة الأصولية أو الأصولي في وسائل الإعلام خاصة وتطلق على بعض من يحمل بعض الأفكار المنحرفة من تكفير أو تفجير أو غيره فلا بد من الانتباه إلى هذه النقطة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
2. معجم المناهي اللفظية، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.
3. "الأصولية الإسلامية": دعوة إلى التدقيف في مفهوم ملتبس، بقلم هاني فحص، موقع إسلام أون لاين.
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة المقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن من المصطلحات التي تتردد على ألسنة الكثير من الناس، مصطلح "الأصولية الإسلامية"، ولا شك أنه كمفهوم قد حقق ذيوعاً واسعاً، وقد جاء هذا المصطلح من أعداء الدين للتنفير من الإسلام، وكل متمسك بدين الله عز وجل.
وللأسف أن هذا المصطلح "الأصولية الإسلامية" صار له من الشيوع بذكره الأمر العجيب، حتى من بني جلدتنا، ولذا كان من الواجب بيان حقيقته، والفرق بين مفهوم المسلمين لهذا المصطلح ومفهومه لدى الغرب.
1. أصل هذا المصطلح:
ولد هذا المصطلح في الأصل في أمريكا، ويقصد به: ديانة نصرانية كهنوتية، ترفض كل مظهر من مظاهر الحياة، وتراه خروجاً على الدين، فمصطلح "الأصولية" في بيئته الأصلية: فرقة من البروتستنت، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في "الكتاب المقدس" ويدعي أفرادها التلقي المباشر عن الله، ويعادون العقل، والتفكير العلمي، ويميلون إلى استخدام القوة، والعنف لفرض هذه المعتقدات الفاسدة.
ومصطلح "الأصولية" من المصطلحات التي ولدت في بيئة الغرب وحُملت بمعانٍ، ومفاهيم متأثره بتجارب الغرب، وقيمه، ونظرته للدين، ومن مثل هذه المصطلحات: "الخلاص" و "العهد السعيد" و "اليمين واليسار" و "الرجعية" و "التقديمة" و "الحداثة" و "الرادكالية" و "النضالية" و "التحررية" و "الإحياء" و "والإصلاح" و "الإنبعاث" وغيرها.
وقد سحب أعداء الإسلام مصطلح "الأصولية" على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام: قولاً وعملاً واعتقاداً، واتهموه بـ "الأصولي" وما يتمسك به هي "الأصولية".
وللأسف قد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء، وأخذوا ينقلون هذا المصطلح من الإعلاميين الغربيين الذين يهدفون لإثارة العالم على من يسمونه بـ "الأصوليين" ويقصدون بذلك الذم، والقدح في المسلمين المتمسكين بالإسلام على أصوله الصحيحه.
2. التاريخ يعيد نفسه:
لقد كان أهل الأهواء يطلقون مجموعة ألقاب نكراء على أهل السنة والجماعة للتنقص منهم، والوقيعة فيهم، والتنفير منهم، والسخرية بهم، مثل: حشوية، ومشبهه، ومجسمة.
وها هو يعيد التاريخ نفسه، فاليوم الحداثيون في هذا العصر أوجدوا ألقاباً أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام منها "الماضوية" نسبة إلى الماضي، و "التاريخانية" نسبة إلى التاريخ القديم في الزمان الغابر، و "الأممية" نسبة إلى الرجوع إلى أمة واحدة.
3. الأصولية في مفهوم الإسلام:
إن من مصطلحات العلوم الشرعية مصطلح "أصول الدين"، ويقال: الأصل، ويقصد به علم التوحيد، ومنها أصول التفسير، وأصول الحديث، وأصول الفقه، وقد اشتهرت بالنسبة للمبرز فيه بلفظ "الأصولي".
فالذي يتمسك بالأصول، وبما قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا مدحاً، وليس ذماً، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء، فالتطرف إما بالغلو، وإما بالجفاء أو التقصير، وهذا هو المذموم.
والواجب على المسلمين أن يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتمسكوا بالوسط الذي جعلهم الله فيه، فالله جعلنا أمة وسطا، قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) [البقرة: 143].
تنبيه : قد ترد هذه الكلمة الأصولية أو الأصولي في وسائل الإعلام خاصة وتطلق على بعض من يحمل بعض الأفكار المنحرفة من تكفير أو تفجير أو غيره فلا بد من الانتباه إلى هذه النقطة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
2. معجم المناهي اللفظية، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.
3. "الأصولية الإسلامية": دعوة إلى التدقيف في مفهوم ملتبس، بقلم هاني فحص، موقع إسلام أون لاين.