محمد محمود إبراهيم عطية
Member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأرجو من الأخوة الأفاضل أن يشاركوني برأيهم في هذه الجزئية ، فأنا بصدد تحرير لـ ( شرح المقدمة ) كنت وضعته منذ أكثر من سنتين ، وأريد أن أسترشد برأيكم ، نفع الله بكم :
قال ابن تيمية رحمه الله – في ( مقدمة في أصول التفسير ) عند الحديث عن اختلاف السلف في التفسير : وَغَالِبُ مَا يَصِحُّ عَنْهُمْ مِنْ الْخِلَافِ يَرْجِعُ إلَى اخْتِلَافِ تَنَوُّعٍ لَا اخْتِلَافِ تَضَادٍّ ؛ وَذَلِكَ صِنْفَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ الْمُرَادِ بِعِبَارَةٍ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى فِي الْمُسَمَّى غَيْرِ الْمَعْنَى الْآخَرِ مَعَ اتِّحَادِ الْمُسَمَّى - بِمَنْزِلَةِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ - كَمَا قِيلَ فِي اسْمِ السَّيْفِ : الصَّارِمُ ، وَالْمُهَنَّدُ .ا.هـ .
الشرح :
معنى ذلك أنهما اتفقا على أصل الشيء واختلفا في التعبير عنه ؛ فمن قال : السيف هو الصارم ؛ كمن قال : السيف هو المهند ، فالمسمى واحد ، والتعبير مختلف بحسب المعنى ، فالسيف هو الصارم، أي : القاطع ؛ وهو المهند ، أي : المصنوع من حديد الهند ، وكان من أحسن أنواع السيوف . ومثل هذا الأسد والليث والغضنفر وأسامة والضرغام والضيغم والقسورة ، فكل هذه من أسماء الأسد .
ومراد المصنف - رحمه الله - من ( الأسماء المتكافئة ) هي الأسماء غير المتشابهة من كل وجه ، وليست في نفس الوقت متباينة من كل وجه ؛ فالأسماء المترادفة هي الدالة على معنى واحد ؛ والمتباينة الدالة على معاني مختلفة ؛ فالاسم إن كان متعددًا فإما أن يكون المسمى متحدًا أو متعددًا ؛ فإن كان متحدًا فتلك هي الأسماء المترادفة كالبُهْتُر والبُحْتُر للقصير ؛ وإن كان المسمى متعددًا فتلك هي الأسماء المتباينة كالإنسان والفرس ؛ وجعل شيخ الإسلام ابن تيمية بينهما الأسماء التي تدل على مسمى واحد من جهة ، ويتباين معناها من جهة أخرى .
وقد استشكل الشيخ العثيمين كلام ابن تيمية - رحمهما الله ؛ قال : قول المؤلف ( بمنزلة الأسماء المتكافئة ) هنا إشكال ، إلا أن يكون المؤلف يقصد معنى آخر ؛ لأن المترادفة هي الدالة على معنى واحد ، والمتباينة هي الدالة على معنيين . فهذه الأسماء باعتبار دلالتها على المسمى ( مترادفة ) ، وباعتبار دلالتها على معنى يختص بكل لفظ منها ( متباينة ) ( [1] ) .ا.هـ .
والألفاظ من المعاني على أربعة منازل : المشتركة ، والمتواطئة والمترادفة ، والمتزايلة ( المتباينة ) :
أما المشتركة فهي اللفظ الواحد الذي يطلق على موجودات مختلفة بالحد والحقيقة إطلاقًا متساويًا ، كالعين تطلق على العين الباصرة ، وينبوع الماء ، والجاسوس ، وهذه مختلفة الحدود والحقائق .
وأما المتواطئة فهي التي تدل على أعيان متعددة بمعنى واحد مشترك بينها ، كدلالة اسم الإنسان على زيد وعمرو ، ودلالة اسم الحيوان على الإنسان والفرس والطير ، لأنها متشاركة في معنى الحيوانية ؛ والاسم بإزاء ذلك المعنى المشترك : المتواطئ ، بخلاف العين الباصرة وينبوع الماء .
فالمتواطئ هو : الكلي الذي يكون حصول معناه وصدقه على أفراده الذهنية والخارجية على السوية ، كالإنسان ؛ فإن الإنسان له أفراد في الخارج،وصدقهعليهابالسوية([2]) . وهومن الاشتراك المعنويِّ .
وأما المترادفة : فهي الأسماء المختلفة الدالة على معنى يندرج تحت حدٍّ واحد ، كالخمر والراح والعُقَار ؛ فإن المسمى بهذه يجمعه حد واحد ، وهو المائع المسكر والأسامي مترادفة عليه .
وأما المتزايلة : فهي الأسماء المتباينة التي ليس بينها شيء من هذه النِسب ، كالفرس والذهب والثياب ؛ فإنها ألفاظ مختلفة تدل على معان مختلفة بالحد والحقيقة .
[1] - انظر شرح العثيمين على المقدمة ص 24 - دار ابن الجوزي - القاهرة .
[2] - انظر التعريفات ص 257 .
فأرجو من الأخوة الأفاضل أن يشاركوني برأيهم في هذه الجزئية ، فأنا بصدد تحرير لـ ( شرح المقدمة ) كنت وضعته منذ أكثر من سنتين ، وأريد أن أسترشد برأيكم ، نفع الله بكم :
قال ابن تيمية رحمه الله – في ( مقدمة في أصول التفسير ) عند الحديث عن اختلاف السلف في التفسير : وَغَالِبُ مَا يَصِحُّ عَنْهُمْ مِنْ الْخِلَافِ يَرْجِعُ إلَى اخْتِلَافِ تَنَوُّعٍ لَا اخْتِلَافِ تَضَادٍّ ؛ وَذَلِكَ صِنْفَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ الْمُرَادِ بِعِبَارَةٍ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى فِي الْمُسَمَّى غَيْرِ الْمَعْنَى الْآخَرِ مَعَ اتِّحَادِ الْمُسَمَّى - بِمَنْزِلَةِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ - كَمَا قِيلَ فِي اسْمِ السَّيْفِ : الصَّارِمُ ، وَالْمُهَنَّدُ .ا.هـ .
الشرح :
معنى ذلك أنهما اتفقا على أصل الشيء واختلفا في التعبير عنه ؛ فمن قال : السيف هو الصارم ؛ كمن قال : السيف هو المهند ، فالمسمى واحد ، والتعبير مختلف بحسب المعنى ، فالسيف هو الصارم، أي : القاطع ؛ وهو المهند ، أي : المصنوع من حديد الهند ، وكان من أحسن أنواع السيوف . ومثل هذا الأسد والليث والغضنفر وأسامة والضرغام والضيغم والقسورة ، فكل هذه من أسماء الأسد .
ومراد المصنف - رحمه الله - من ( الأسماء المتكافئة ) هي الأسماء غير المتشابهة من كل وجه ، وليست في نفس الوقت متباينة من كل وجه ؛ فالأسماء المترادفة هي الدالة على معنى واحد ؛ والمتباينة الدالة على معاني مختلفة ؛ فالاسم إن كان متعددًا فإما أن يكون المسمى متحدًا أو متعددًا ؛ فإن كان متحدًا فتلك هي الأسماء المترادفة كالبُهْتُر والبُحْتُر للقصير ؛ وإن كان المسمى متعددًا فتلك هي الأسماء المتباينة كالإنسان والفرس ؛ وجعل شيخ الإسلام ابن تيمية بينهما الأسماء التي تدل على مسمى واحد من جهة ، ويتباين معناها من جهة أخرى .
وقد استشكل الشيخ العثيمين كلام ابن تيمية - رحمهما الله ؛ قال : قول المؤلف ( بمنزلة الأسماء المتكافئة ) هنا إشكال ، إلا أن يكون المؤلف يقصد معنى آخر ؛ لأن المترادفة هي الدالة على معنى واحد ، والمتباينة هي الدالة على معنيين . فهذه الأسماء باعتبار دلالتها على المسمى ( مترادفة ) ، وباعتبار دلالتها على معنى يختص بكل لفظ منها ( متباينة ) ( [1] ) .ا.هـ .
والألفاظ من المعاني على أربعة منازل : المشتركة ، والمتواطئة والمترادفة ، والمتزايلة ( المتباينة ) :
أما المشتركة فهي اللفظ الواحد الذي يطلق على موجودات مختلفة بالحد والحقيقة إطلاقًا متساويًا ، كالعين تطلق على العين الباصرة ، وينبوع الماء ، والجاسوس ، وهذه مختلفة الحدود والحقائق .
وأما المتواطئة فهي التي تدل على أعيان متعددة بمعنى واحد مشترك بينها ، كدلالة اسم الإنسان على زيد وعمرو ، ودلالة اسم الحيوان على الإنسان والفرس والطير ، لأنها متشاركة في معنى الحيوانية ؛ والاسم بإزاء ذلك المعنى المشترك : المتواطئ ، بخلاف العين الباصرة وينبوع الماء .
فالمتواطئ هو : الكلي الذي يكون حصول معناه وصدقه على أفراده الذهنية والخارجية على السوية ، كالإنسان ؛ فإن الإنسان له أفراد في الخارج،وصدقهعليهابالسوية([2]) . وهومن الاشتراك المعنويِّ .
وأما المترادفة : فهي الأسماء المختلفة الدالة على معنى يندرج تحت حدٍّ واحد ، كالخمر والراح والعُقَار ؛ فإن المسمى بهذه يجمعه حد واحد ، وهو المائع المسكر والأسامي مترادفة عليه .
وأما المتزايلة : فهي الأسماء المتباينة التي ليس بينها شيء من هذه النِسب ، كالفرس والذهب والثياب ؛ فإنها ألفاظ مختلفة تدل على معان مختلفة بالحد والحقيقة .
[1] - انظر شرح العثيمين على المقدمة ص 24 - دار ابن الجوزي - القاهرة .
[2] - انظر التعريفات ص 257 .