"الأسماء الحسنى في فواصل القرآن: التناسب والصياغة"

إنضم
22/12/2014
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
53
الإقامة
مصر
بشرى للمهتمين بالجديد في البلاغة القرآنية
إن شاء الله في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دار العفاني كتاب:
"الأسماء الحسنى في فواصل القرآن: التناسب والصياغة"
تأليف
الدكتور أبي هند عبد الغني أحمد النفاض
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
ومدرس اللغة العربية بالأزهر الشريف
فكرة الكتاب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد،
فمن قرأ القرآن يلاحظ أن كثيرًّا جدًّا من آيات القرآن قرابة ستمائة آية تنتهي بأسماء الله الحسنى.
إما تأكيدًا لمضمون الآيات ، كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )[الحجرات:18]، وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[الحجرات:13]، وقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }[الروم:54]، وقوله تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[التوبة:27] وقوله تعالى: {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}[الشورى: 23].
وإما حثًّا على الالتزام بما ورد في الآية من تكليفات شرعية امتثالا في جانب الأمر ، وترغيبًا في الطاعة، كقوله تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[البقرة:110].
وانتهاء في جانب النهي ، وترهيبًا من المعصية ، كقوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[هود:112] ، وقوله تعالى: (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )[آل عمران:163]
أو تعليلًا لما ورد فيها كقوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ )[الطور:28] .
قال البقاعي: (عللوا دعاءهم إياه مؤكدين لأن إنعامه عليهم مع تقصيرهم مما لا يكاد يفعله غيره، فهو مما يعجب منه غاية العجب فقالوا: {إنه هو} أي وحده {البر} الواسع الجود الذي عطاؤه حكمة ومنعه رحمة، لأنه لا ينقصه إعطاء ولا يزيده منع، فهو يبر عبده المؤمن بما يوافق نفسه فربما بره بالنعمة وربما بره بالبؤس، فهو يختار له من الأحوال ما هو خير له ليوسع له في العقبى، فعلى المؤمن أن لا يتهم ربه في شيء من قضائه {الرحيم} المكرم لمن أراد من عباده بإقامته فيما يرضاه من طاعته ثم بإفضاله عليه وإن قصر في خدمته) ([1]).
وكقوله تعالى: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }[النساء:43].
قال أبو السعود: ({إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} تعليلٌ للترخيص والتيسيرِ وتقريرٌ لهما فإن مَنْ عادتُه المستمرَّةُ أن يعفوَ عن الخاطئين ويغفرَ للمذنبين لا بد أن يكون ميسِّراً لا معسراً وقيل هو كنايةٌ عنهما فإن الترفيهَ والمسامحةَ من روادف العفوِ وتوابعِ الغُفران) ([2]).
وإما توسلا من الداعي إلى الله بأسمائه وصفاته ؛ ليستجيب الدعاء كقوله تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[البقرة:127]، وقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }[آل عمران:8]، وكوله تعالى: {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ }[الأعراف:155] .
وغير ذلك من الفوائد .
لذا فإن العلاقة بين الأسماء الحسنى في خواتيم الآيات وبين الآيات تحتاج منا إلى تفحص وتأمل وتدبر.
يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله : عليك بتتبعها [SUP]([3]) [/SUP]في جميع الآيات المختومة بها، تجدها في غاية المناسبة، وتدلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته، ومرتبط بها. وهذا باب عظيم في معرفة الله ومعرفة أحكامه، وهو من أجل المعارف. وأشرف العلوم.[SUP]([4])[/SUP]
ثم إن المناسبة بين الأسماء الحسنى في آخر الآية ، وبين الآية قد تكون واضحة جدًّا لا تحتاج إلى كثير تأمل كقوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[البقرة:199]، وقوله تعالى: {وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[المائدة:114]، وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }[الأعراف:151].
وأحيانًا تكون المناسبة دقيقة تحتاج إلى تأمل ؛ لاستخراجها كقوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }[هود:41] فما مناسبة المغفرة والرحمة للأمر بركوب السفينة؟
وكقوله تعالى: {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[البقرة:209].
وكقوله تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء:158] فما المناسبة بين رفع عيسى عليه السلام وبين عزة الله وحكمته ؟
وكقول المسيح ابن مريم عليه السلام فيما حكى الله عنه : {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[المائدة:118]
مع أن الخليل إبراهيم عليه السلام قال فيما حكى الله عنه : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[إبراهيم:36]. فما الفرق بين هذه الخاتمة وهذه الخاتمة ؟
- ثم المتأمل في الأسماء الحسنى في خواتيم الآيات يجدها غالبًا مقترنة اثنين اثنين: العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، السميع العليم، الغني الحميد، الواحد القهار، العزيز الغفار...الخ.
فما السر في هذا الاقتران ؟
قال ابن القيم: (السادس([5]) صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو الغني الحميد العفو القدير الحميد المجيد وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن)([6]).
وقال أيضًا: (فله بذلك جميع أقسام الكمال كمال من هذا الاسم بمفرده وكمال من الآخر بمفرده وكمال من اقتران أحدهما بالآخر.... وفي هذا أظهر الدلالة على أن أسماء الرب تعالى مشتقة من أوصاف ومعان قامت به وأن كل اسم يناسب ما ذكر معه واقترن به من فعله وأمره والله الموفق للصواب)([7]).
-ومن ناحية ثالثة فإن المتأمل في ترتيب الأسماء الحسنى المقترنة في خواتيم الآيات يجده ترتيبًا عجيبًا ، فبعض الأسماء المقترنة تلتزم ترتيبًا واحدًا لا يختلف أبدًا، فمن ذلك:
- العزيز الحكيم : اقترنا في فواصل الآيات (47) مرة ، في جميعها العزيز قبل الحكيم .
-السميع العليم : اقترنا في فواصل الآيات (32) مرة ، في جميعها السميع قبل العليم.
- العزيز الرحيم: اقترنا في فواصل الآيات (13) مرة ، في جميعها العزيز قبل الرحيم.
- السميع البصير : اقترنا في فواصل الآيات (10) مرات، في جمعيها السميع قبل البصير .
- العزيز الرحيم : اقترنا في فواصل الآيات (13) مرة ، في جميعها الرحمن قبل الرحيم.
- خبير بصير : اقترنا في فواصل الآيات (10) مرات ، في جميعها الخبير قبل البصير .
- الغني الحميد : اقترنا في فواصل الآيات (10) مرات ، في جميعها الغني قبل الحميد.
- التواب الرحيم : اقترنا في فواصل الآيات (9) مرات ، في جميعها التواب قبل الرحيم .
وبعضها لا تلتزم ترتيبًا واحدًا بل تتناوب في التقديم والتأخير ، فمن ذلك:
- الحكيم العليم : اقترنا في فواصل الآيات (36) مرة ، في جميعها العليم قبل الحكيم إلا (7) مواضع.
- الغفور الرحيم : اقترنا في فواصل الآيات (72) مرة ، في جميعها الغفور قبل الرحيم إلا في موضع واحد.
- غفور حليم: اقترنا في فواصل الآيات (6) مرات ، في جميعها الغفور قبل الحليم إلا في موضعين.
فما الحكمة من هذا الترتيب وما هو السر البلاغي ؟
- ومن ناحية رابعة فإن المتأمل في نظم الأسماء الحسنى المقترنة في خواتيم الآيات يجده نظمًا متنوعًا تنوعًا عجيبًا.
- فهو متنوع من الناحية الصرفية: كتنوع الصيغ الاشتقاقية لأسماء الله الحسنى ما بين اسم فاعل وصيغة مبالغة، وصفة مشبهة ، مثل: "غافر"، "غفور"، "غفار" قال تعالى: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }[غافر:3]، وقال تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[المائدة:39]، وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }[نوح:10].
ونحو: "قادر"، "قدير"، و"مقتدر" قال تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }[الطارق:8]، وقال تعالى: {لِّلَّـهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[البقرة:284]، وقال تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }[القمر:55].
فما هو الفارق المعنوي بين اسم الفاعل والصفة المشبهة وصيغ المبالغة؟
ولماذا يأتي الاسم الكريم في آية على صيغة اسم الفاعل، وأحيانا من الفعل المجرد نحو "قادر"، وأحيانًا من الفعل المزيد "مقتدر"؟
ولماذا يأتي الاسم الكريم في آية على صيغة الصفة المشبهة "عزيز"، "حكيم"، ويأتي في آية على صيغة المبالغة؟ وما الفارق بين أوزان صيغ المبالغة المتنوعة نحو "غفور"، و"غفار"؟
وما وجه المناسبة بين كل صيغة وبين السياق الذي وردت فيه؟
- وهو متنوع من الناحية النحوية:
ـ فأحيانا تجد تذييل الآية على هيئة جملة اسمية خالية عن مزيد من التأكيد مفتتحة بالواو الاستئنافية كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[البقرة:240].
وأحيانا معطوفة بالواو العاطفة كقوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الأنعام:101].
وأحيانًا مصدرة بالواو الحالية كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَىْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[العنكبوت:42].
- وهو متنوع من الناحية البلاغية :
ـ فأحيانًا تؤكد جملة الأسماء الحسنى التذييلية بإن التوكيدية كقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[الأنفال:10].
ـ وأحيانا يزاد "كان" ؛ كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }[الفتح:7]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }[النساء:56].
ـ وأحيانًا يُزاد ضمير الفصل لمزيد من التأكيد كقوله تعالى: {إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[آل عمران:62].
ـ وأحيانا يكون الاسم دون "أل" كقوله تعالى: {نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }[فصلت:32]، وأحيانا يأتي محلى بـ"أل" كقوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }[يوسف:98].
ـ وأحيانًا يظهر لفظ الجلالة مع تقدم إظهاره قريبًا كقوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[الممتحنة:7] فكان المتبادر إلى الذهن إن يقال (وهو غفور رحيم).
وأحيانًا يأتي بصيغة الضمير كقوله تعالى: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[البقرة:137].
فما هي الأسرار البلاغية وراء كل ذلك النوع في الصيغ والنظم؟
إذًا عندنا أربعة أمور تحتاج إلى التأمل والبحث في كل آية تختتم بالأسماء الحسنى:
الأول: وجه المناسبة بين الأسماء الحسنى والآية التي ختمت بها .
الثاني: وجه الاقتران بين الأسماء الحسنى المقترنة في آخر الآية.
الثالث: وجه الترتيب بين الأسماء الحسنى المقترنة في آخر الآية.
الرابع: الأسرار البلاغية لصياغة ونظم جملة التذييل بالأسماء الحسنى .
فقد حاولت البحث عن الأسرار والمعاني والفوائد لهذه الأمور الأربعة في كل آية خُتِمَت بالأسماء الحسنى قدر جهدي.
فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله والمستعان (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).



([1]) نظم الدرر (19/21).

([2]) تفسير أبي السعود (2/181).

([3]) يعني: الأسماء الحسنى.

([4]) القواعد الحسان لتفسير القرآن ص (59).

([5]) قال ابن القيم: فائدة جليلة ما يجري صفة أو خبرا على الرب ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام أحدها...السادس...[بدائع الفوائد (1/166)].

([6]) بدائع الفوائد (1/168).

([7]) مدارج السالكين (1/35-37).
 
عودة
أعلى