الأسلوب القرآني في مراعاة حال وزمان ومكان المدعوين

إنضم
02/11/2015
المشاركات
43
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
الإقامة
مصر
الأسلوب القرآني في مراعاة حال وزمان ومكان المدعوين
مَن تأمَّل الخطاب القرآني في أسلوبه وبلاغته، وفي تصريفه وتنويعه، استبان له وجهٌ بديع من أوجه الإعجاز القرآني، وخصِّيصةٌ من خصائصه الأكيدة، وبيان ذلك في شمولية الخطاب القرآني لجميع أصناف المخاطبين، على اختلاف أجناسهم، وأمكنتهم، ومللهم.
وهذا فارقٌ بديع في نوعيَّة الخطاب القرآني البليغ من غيره من سائر الخطابات، حيث إنَّنا إذا نظرنا إلى الخطاب البشري مهما بلغ من بلاغته وروعته، وبيانه وفصاحته، فإنَّه لا يُعنى بجميع الجوانب الإنسانية في ندائِه، من حيث مخاطبتُه للعقل والعاطفة معًا، أو مخاطبته للعامَّة والخاصَّة كذلك، بل إنَّه ربَّما يُعنى بِجانب على حساب جانب آخر، ولا يُقيم الميزان الحقَّ بيْنهما، ومن ثمَّ فهو خطاب بشري يعتريه النقص والخطأ، ولا يصِل إلى ذروة الكمال أبدًا مهْما أوتي صاحبه من الفصاحة والبيان.
والخطاب القرآني حينما نتدبَّر ونستقْرئ آيات القرآن، نرى أنَّه في نداءاته وتوجيهاته يتَّسم بالشمول؛ حيث إنَّه لم يجعل نداءه إلى فئةٍ دون فئة، أو جنسٍ دون جنس، أو أهل دينٍ
دون غيرهم.
بل شمل ذلك الخطاب أصناف العالمين من المخاطبين على تنوُّع أجناسهم وألسنتهم وأديانهم التي يدينون بها.
فقد خاطب الله سبحانه النَّاس بصيغة العموم في بعض آيات القرآن، وخاطب الأنبياء والمرسلين - عليهم السلام - في بعض آخر، وخاطب أصناف النَّاس من المؤمنين والكفَّار والمشركين، وأشار إلى المنافقين في آيات أخرى، وهذا الأمر يعلم بالتتبُّع والاستقراء لآيات القرآن الكريم.
ونحن إذا تأملنا بدقَّة الجانب الخطابي، والَّذي خوطب به الناس عامة، والمؤمنين خاصة، وجدنا أنَّ القرآن يدعو إلى المطالب العالية، والفضائل السَّامية، والتَّشريعات الهادية الموجّهة إلى كل خير والدَّعوة إلى هذه المطالب والفضائل والأخلاق والتَّشريعات في الأسلوب الخطابي القرآني، لا تقف أمام نوعٍ واحد أو صورةٍ واحدة من صور الدَّعوة، بل إنَّنا نرى أنَّ من خصائص هذا القرآن البلاغية، وكماله التشريعي، أنَّه نوَّع بين أساليب الخطاب فيه للنَّفس البشرية، ومن ثم نوع أيضًا المجالات المخاطب بها.
فكان بذلك أعظم الهداية والإرشاد للقلوب الغافلة، والعقول الحائرة, والنفوس الضالَّة.
وقد خاطب الله - سبحانه - في كتابه العزيز أهل الكتاب ودعاهم إلى اتّباع الهدى والحق، وإلى الحكم بما أنزل الله، وإلى الإيمان برسالة النَّبي ﷺ ومتابعته، وكذا خطابه لسائر الكفَّار والمشركين إلى معرفة الله وحْده وعبادته سبحانه.([1])
وقد راعى القرآن الكريم حال وزمان ومكان المخاطبين، وسوف أتحدث عن تنوع مراعاة الخطاب مع المدعوين في ثلاثة نقاط:
1 – مراعاة حال المدعوين:
إنَّ مما لا شك فيه، أن الله فطر الناس على صفات متفاوتة، وسجايا متنوعة، وإدراكات متباينة.
فمنهم صاحب الحس المرهف، والطبع الرقيق، الذي يتأثر بالعاطفة، ويستجيب للموعظة..
ومنهم العقلاني ذو التفكير، الذي يناسبه الطرح العقلي، والاستدلالات الرياضية، ومنهم الذي يؤخذ بالترغيب.. ومنهم الذي يتأثر بالترهيب.. ومنهم المسالم المنصت.. ومنهم المجادل العنيد.. ومنهم المتعالم.. ومنهم المتجاهل.. ومنهم القوي.. ومنهم الضعيف.
وقد يكون لبعضهم ظروف مؤقتة، تمنعه من الإدراك، وتحول دونه ودون الاستجابة، كمصيبة مفاجئة، أو خسارة فادحة، أو حالة نفسية معينة.
ومما لا شك فيه أن مُقتضى الحكمة، ونفع الخطاب. أن تُراعى هذه الطباع، وأن يُهْتَمَّ بخطاب كل صنف بما يناسبه، في إطار الشرع الحنيف.
والناظر في أسلوب القرآن الكريم: يجد تنوعاً عجيباً في الأسلوب، وتفاوتاً بديعاً في الطرح، ومعالجة ناجحة لكل أصناف البشرية.
مراعاة طبيعة النفس البشرية:
القرآن الكريم كلام الله تعالى المنزل على رسولنا محمد ﷺ بلسان عربي مبين بواسطة جبريل عليه السلام، وهو كتاب نور وهدى وشفاء لما في الصدور وذكرى للمتقين فيه ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وإعذار وإنذار وأمر ونهي وتسلية وقصص وموعظة وبلاغة في الخطاب بما يناسب أحوال البشر وطبيعة الإنسان .
والله تعالى جل ذكره حينما يخاطب الناس إنما يخاطب فيهم طبيعتهم الآدمية
والإنسانية، ويذكر من حكمه الشرعي فيهم ما يستقيم مع أمره القدري الذي لا يتبدل ولا يتغير وفق ما تقتضيه الحكمة الإلهية من تناسب الأحكام الشرعية مع الفطرة الإنسانية .
والإنسان في القرآن الكريم مخلوق ضعيف يحتاج إلى تزكية نفسه وتخليصها من النقائص التي تحجب عنه إبصار الحقائق في الأنفس والآفاق وتجعله جاهلا بحقيقة المسؤولية التي تعهد ربه القيام بها أحسن قيام مما يتعلق بالتعبد والاستخلاف .
ومما ورد في القرآن الكريم من خصائص الطبيعة البشرية :
قوله تعالى : ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾([2]). وقوله : ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾([3]).
وقوله:﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾([4]). وقوله : ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾([5]). وقوله : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾([6]). وقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾([7]) .
ولما كان الإنسان على هذه الصفات والخصائص الدالة على ضعفه وقلة صبره وافتقاره إلى خالقه في جميع الأحوال .ناسب أن نقول بأن الباري جلت حكمته لما فتح باب التوبة للعباد ، ورفع عنهم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، ووضع عنهم ما لا طاقة لهم به من أحكام التكليف كان كل هذا وما شاكله من باب مراعاة أحوال البشر وما تقتضيه طبيعة الفطرة الإنسانية .
ويؤكد مسألة مراعاة أحوال المخاطبين في القرآن الكريم أمور منها :
1 - لغة التنزيل:
فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين على ما هو معهود من لسان العرب وجار في خطابها ، فيذكر العام ويراد به الخاص ، والمعنى من التلميح أو التلويح أو الإشارة أو التنبيه أو التصريح بما يفيد الشمول والاستغراق ، أو الإرسال والإطلاق .
ويورد الكلام المطابق لمقتضى الحال على نحو من الإيجاز الذي يدعو إليه موطن الخطاب في إبانة وإيضاح . والإطناب الذي يبرز الفائدة في زيادة اللفظ على المعنى وفق ما يقتضيه القول وتدعو إليه حال المخاطب .
ويتحصل فهم المقصود من مراعاة أحوال المكلفين في القرآن الكريم من جهة اللغة وخصائص الأسلوب بضرب بعض الأمثلة ومنها :
قوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ﴾([8]).
في الآية إطناب بذكر الخاص بعد العام اهتماما به وتنبيها للمخاطبين عليه . وفي هذا مراعاة لأحوالهم ومطابقة للخطاب مع ما في واقعهم من السلوك الاجتماعي والأخلاقي الذي قصد الشرع بخطابه أن يقوم على أساس العدل ومنع الظلم .وإن من أهم ما يتطلبه العدل بين الناس إيتاء ذي القربى ، لأنهم من أولى الناس بالإحسان بعد الوالدين .
قوله تعالى : ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾([9]).
في الآية تأكيد للخبر بذكر التكرار لفائدة تقرير المعنى في أذهان السامعين، وفيه مراعاة لأحوالهم .
وكما في قوله تعالى: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾([10]). ولم يقل على كما ظن بعضهم لأن على للاستعلاء والمصلوب لا يجعل على رءوس النخل وإنما يصلب في وسطها فكانت في أحسن من على .([11])
2 - نزول القرآن منجما على سبعة أحرف :
من خصائص القرآن الكريم الدالة على مراعاة أحوال المكلفين وتناسب الخطاب مع حاجة المخاطبين :
نزوله منجما : فلقد كان من خاصية القرآن الكريم التي تميز بها عن سائر الرسالات السماوية السابقة نزوله مفرقا على الرسول ﷺ حسب الحوادث والسؤالات أو ابتداء على فترة مرحلة الدعوة وبناء الدولة وختام مهمة النبوة بإتمام البلاغ والبيان للناس .
ونزوله في الليلة المباركة من ليلة القدر كان إلى السماء الدنيا، وبعدها كان نزوله على الرسول ﷺ نجوما وهذا ما لم يستسغه الكفار والمشركون، قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾([12])، أي كما أنزلت التوراة والإنجيل .
غافلين الحكمة من طبيعة رسالة القرآن والتي من جملتها مراعاة أحوال المخاطبين وتعهد المكلفين بما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، وتثبيت قلب رسول الله ﷺ ما دل عيه قيام وهم يسألون والقرآن الكريم يجيب ، وتقع بينهم حوادث وتصرفات والوحي الإلهي يقوم ويسدد حسب مقتضى السؤال ومراعاة الحال .

3 - مراعاة التدرج في تقرير الأحكام :
ويدل على هذا حديث عائشة رضي الله عنها: «إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لاَ تَزْنُوا، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ»([13]).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها شاهد على قيام أحكام القرآن على التدرج ومراعاة أحوال المكلفين
4 - مراعاة المألوف المعهود المقبول من الأخلاق الجارية بين الناس :
وفي هذا يقول الشاطبي رحمه الله تعالى: « وأما ما يرجع إلى الاتصاف بمكارم الأخلاق وما ينضاف إليها، فهو أول ما خوطبوا به، وأكثر ما تجد ذلك في السور المكية، من حيث كان آنس لهم، وأجري على ما يتمدح به عندهم، كقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} [النحل: 90] إلى آخرها. وقوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} [الأنعام: 151] إلى انقضاء تلك الخصال. وقوله: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} ] 2 [الأعراف: 32] إلى غير ذلك من الآيات التي في هذا المعنى»([14]).
5 - تأسيس مقصد الإذعان للشرع والخضوع له بمراعاة حاجة النفس إلى الترغيب والترهيب، بحسب مقتضى الحال:
فيذكر أهل الجنة ترجية ويذكر أهل النار تخويفا ً وترد الترجية أيضاً ويتسع مجالها وذلك في مواطن القنوط ومظنته كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾([15]).
فإن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمدا ﷺ فقالوا إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا ألنا لما عملنا كفارة فنزلت فهذا موطن خوف يخاف منه القنوط؛ فجيء فيه بالترجية غالبة، ومثل ذلك الآية الأخرى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود: 114]. ([16])
ولما كان جانب الإخلال من العباد أغلب كان جانب التخويف أغلب وذلك في مظانه الخاصة لا على الإطلاق فإنه إذا لم يكن هنالك مظنة هذا ولا هذا أتى الأمر معتدلا.([17])
6 - مراعاة أسماع البشر وما تسترعيه النفوس من حسن الإيقاع الصوتي:
فنجد الكتاب الحكيم في كلماته وألفاظه ً لا يسرف على النفس ولا يستفرغ مجهودها، بل هو مقتصد في كل أنواع التأثير عليها، فلا تضيق به ولا تنفر منه ولا يتخونها الملال، ولا تزال تبتغي أكثر من حاجتها في التروح والإصغاء إليه والتصرف معه ، والانقياد له ، وهو يسوغها من لذتها ويرفه عليها بأساليبه وطرقه في النظم و البيان. ([18])
ولقد كان من وقع القرآن الكريم على السمع دليل صدق الذين قالوا في حقه : «إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر».
وما كان لهم أن يشهدوا بهذا لولا أنه كان بشيء راعهم من مواقع حركاته، ومن ترتيب بينها وبين سكناته، أو لفواصل في أواخر آياته.([19])
7 - تقرير الأحكام العقدية بالثابت المعلوم من دلائل الإيمان :
كالسماء والأرض والجبال … ولما كان الباقي عندهم من شرائع الأنبياء شيء من شريعة إبراهيم عليه السلام أبيهم خوطبوا من تلك الجهة ودعوا إليها وأن ما جاء به محمد ﷺ هي تلك بعينها كقوله تعالى: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾([20]). وقوله: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾([21]). غير أنهم غيروا جملة منها وزادوا واختلفوا فجاء تقويمها من جهة محمد ﷺ وأخبروا بما أنعم الله عليهم مما هو لديهم وبين أيديهم وأخبروا عن نعيم الجنة وأصنافه بما هو معهود في تنعماتهم في الدنيا لكن مبرأ من الغوائل والآفات التي تلازم التنعيم الدنيوي كقوله: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ إلى آخر الآيات([22]). وبين من مأكولات الجنة ومشروباتها ما هو معلوم عندهم كالماء واللبن والخمر والعسل والنخيل والأعناب وسائر ما هو عندهم مألوف دون الجوز واللوز والتفاح والكمثرى وغير ذلك من فواكه الأرياف وبلاد العجم بل أجمل ذلك في لفظ الفاكهة .([23])
وغاية ما يقال عن مسألة مراعاة أحوال المخاطبين في القرآن الكريم ما ذكره الشيخ محمد الزرقاني: «ولأنه سبحانه هو الذي انتهت إليه الإحاطة بجميع أحوال الخلق وحده ، ولأنه عز سلطانه هو القادر وحده على تضمين كلامه كل المناسبات التي اقتضتها تلك الأحوال الكثيرة التي لم يحط ولن يحيط بها سواه ومن ذا الذي يستطيع أن يحيط بكل أحوال الخلق وفيها الخفي الذي لا يعلمه إلا من يعلم السر وأخفى ؟ ثم من ذا الذي يستطيع أن يحيط بكل أحوال الخلق وهم أجيال متعددة منهم من لم يخلقوا وقت نزول القرآن ومنهم من لم يعرفوا لنا إلى الآن ، بعد بضعة عشر قرنا من نزول هذا القرآن ؟ وأنت خبير بأن القرآن هو كتاب الساعة الذي يخاطب الأجيال كافة ،حتى يرث الله الأرض ومن عليها»([24]).
2 – مراعاة الزمان والمكان:
والمقصود هنا مراعاة حال المخاطب في أي زمان و مكان من حيث عدم علمه بالخبر وخلو ذهنه منه، أو إعلامه أن المتكلّم لديه علم بما يخفيه عنه ذلك المخاطب أو مخاطبته بالطريقة التي تليق به إن كان مُنكرًا للخبر أو مُتردّداً في صدقه .
فإذا كان المخاطب لا يعلم عن الأمر المُلقى إليه شيئًا أُلقي إليه الكلام مجرّداً من أي مؤكّد لفظي؛ لأن حال جهله بالخبر تقتضي ذلك، مثال قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾([25]) . فهذه الدعوة الحميمة من المولى عز وجل لم تكن في خُلد السامعين وليس لديهم علم بها، لذا جاء الخطاب في أبسط تركيب وأسهله وهو ما يسمى بـ«فائدة الخبر»، وكل ما جاء كذلك فهو من هذا الباب مادام المخاطب ليس لديه علم مسبق عن هذا الخبر .
والحالة الثانية التي يمكن أن يكون عليها المخاطب وينبغي أن يكون الكلام مطابقاً لها؛ هي علمه بذلك الأمر ورغبة المتكلم في إخباره أنه يعلم بالموضوع كأن يقول شخص لآخر : رأيتك تُنصت إلى قراءة القرآن ، أو : علمت بسفرك أمس .([26])
ومنها قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾([27]).
فالمخاطبة أكثر الناس علماً بأبيها وأمها، فقد كانا من بيت يُعلم شرفه ومكانته في القوم، وهذا ما يسمى بلازم الفائدة لذا جاء خالياً من أدوات التوكيد .
ومنه قوله تعالى عن المنافقين : ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾([28]).
فالمخاطب بالقرآن والمنزل عليه الوحي هو رسول الله r كما هو معلوم - والمستمعون بعد لهذه الآيات فهم المؤمنون ومنهم المنافقون، فيعرّفهم السياق الكريم بهذه الأمور التي قد يظنون خفاءها عن غيرهم، ولأن الأمر معلوم ومسلَّم به لديهم ولدى الرسول الكريم r فقد اقتضت الحال أن يأتي الكلام خالياً من أي مؤكّد من المؤكّدات .
أما عند الإخبار عن فسقهم فيؤكد الخبر بأكثر من مؤكّد، وذلك لإنكار المنافقين وعدم اعترافهم بفسقهم .
أما قوله تعالى : ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴾([29]).
فالمخاطب هنا يعلم بهذه الحقيقة ولكنه يحتاج إلى شدة التنبيه والتأكيد على ضرورة عدم الحزن من القوم وحالة إعراضهم عنه وكأن حاله عليه الصلاة والسلام قد وصلت إلى حد من يعتقد أنه يملك مع الإنذار القدرة على هدايتهم وهيهات أن يكون له ذلك.
وقد تقتضي حال المخاطب أن يؤكَّد له الكلام بأحد المؤكّدات ، كأن يكون ظاناً في الأمر أو شاكاً أو متردّداً أو منكراً تماماً لذلك الخبر .([30])
وفي قوله تعالى : ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾([31]).
الآية تخاطب قوماً يرون في الرسول الكريم r القدرة على أن يملك لنفسه الضر والنفع ويعلم الغيب؛ فناسب حالة الشك هذه أن يقترن الأسلوب بالنفي والاستثناء - وهي طريقة من طرق التأكيد - وما ذاك إلا لإزالة الشك من نفوس المخاطبين.([32])
أما عند مخاطبة المنكر للأمر؛ فلا بدَّ من سبر أغوار نفسه ومعرفة مدى قوة ذلك الإنكار حتى يأتي الخطاب مقروناً بمؤكدات كافية تناسب ذلك وحتى يكون الكلام مطابقاً للحال. وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن الكريم؛ مثلاً ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾([33]).
فالآية الكريمة ينقل لنا حالتهم وعلمهم بعدم تصديق السامع لهم؛ فدعاهم ذلك إلى تأكيد حديثهم بـ(إنَّما) ويأتي الرَّدُ مناسباً لإنكارهم تلـك الحقيقـة والمـداراة منـهم، لذا جـاء الكـلام مؤكّداً بأكثر من مؤكّد وذلك حسب قوَّة إنكارهم.
ومن مقتضى الحال أيضًا أن يؤكّد القرآن الكريم أمرًا حقيقيّاً لا جدال في وقوعه، وذلك لأن المخاطب أصابته الغفلة عن إدراك تلك الحقيقة أو مجرَّد التفكير في المصير .
فقال تعالى : ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾([34]).
فالموت والبعث - لدى المؤمن - أمران لا يحتاجان إلى تأكيد ، أما الكافر فقد اقتضت حاله أن يؤكَّد له ذلك بأكثر من مؤكّد .
تلك هي الأحوال التي يراعي فيها المتكلّم حال المخاطب الظاهرة…([35])
ومن مطابقة الحال مع مخالفة الظاهر قد خوطب غير المُنكر للخبر أو للحُكْم مخاطبة المُنكر كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ...﴾ الآية([36]).
فالمخاطب هو رسول الله r وهو غير مُنكر لذلك، ويعلم تماماً أن الهداية من الله وحده عزَّ وجل وبإرادته سبحانه وتعالى ولكن لفرط حرصه ﷺ ولاهتمامه بتبليغ الدعوة كان مشقّاً على نفسه في محاولة هداية من أحبَّ من قومه وكل من حوله من أهله، فكان من مقتضى هذه الحال أن يخاطب مخاطبة المنكر للخبر لأن تصرفه ﷺ وحرصه الشديد اقتضيا ذلك الأسلوب في الخطاب([37])، وهو التأكيد بـ(إنَّ) في قوله: { إنك لا تهدي من أحببت}.
كذا قد يخاطب المُنكِر مخاطبة غير المُنكِر؛ فلا يؤكد له الكلام بأي مؤكد لوجود الأدلة الواضحة على صدق ما يقال لـه كما جاء في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾([38]).
فرغم أن القران الكريم نزل على محمد ﷺ وخاطب به المشركين المنكرين له، إلاَّ أن الآية - وأمثالها كثير- خلت من أدوات التوكيد ، لأن السامعين يشهدون شهادة لا يدانيها شك في فصاحته وبلاغته التي أعجزتهم.([39])
والأمثلة على مراعاة حال وزمان ومكان المخاطب في القرآن الكريم كثيرة، وكل ما خاطبهم به القرآن من أساليب يرى البليغ ضرورة استخدامها لمراعاة حال السياق، أو المتكلم نفسه أو المخاطب وما يحيط بذلك المخاطب من ظروف بيئية وثقافية واجتماعية يصعب حصرها هنا، الأمر الذي يتطلب حذق المتكلم ومهارته مع استعداده الفطري واللغوي فضلاً عن ثقافته البلاغية ولباقته المطلوبة لبلورة حديثه وتشكيله وصياغته وفق الغرض الذي يريد، والمقام الذي يلقي فيه حديثه، ليأتي ذلك الحديث مطابقاً للحال مناسباً للمقام مصيباً للهدف واقعاً من نفس السامع أحسن موقع .
لذا كان القرآن الكريم خير حديث وأوقع كلام في نفوس سامعيه، فيه لذات العقول والأرواح ومعه تكون الطمأنينة وراحة الوجدان، لا يصل إلى مرتبته البيانية بشر من الفصحاء ولا أديب من الأدباء - وإن عاون بعضهم بعضاً - .
كما أخبر الله تعالى : ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾([40]).


([1]) الخطاب القرآني وتنوعه، لعاطف عبد المعز الفيومي، مقال بتاريخ: 24 / 3 /2010 م، شبكة الألوكة الشرعية.

([2]) سورة النساء: الآية ( 28 ).

([3]) سورة إبراهيم: الآية ( 34 ).

([4]) سورة الأحزاب: الآية ( 72 ).

([5]) سورة المعارج: الآية ( 19 ).

([6]) سورة البلد: الآية ( 4 ).

([7]) سورة العاديات: الآية ( 6 ).

([8]) سورة النحل: الآية ( 90 ).

([9]) سورة العصر: الآية ( 5 - 6 ).

([10]) سورة طه: الآية ( 71 ).

([11])البرهان في علوم القرآن ( 4/176 )، تأليف /أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ) الناشر: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه، الطبعة: الأولى، 1376 هـ - 1957 م.

([12]) سورة الفرقان: الآية ( 32 ).

([13]) صحيح البخاري ( 6/185 ) كتاب: فضائل القرآن، باب: تأليف القرآن، برقم ( 4993 ).

([14]) الموافقات ( 2/122- 123 )، تأليف/إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (المتوفى: 790هـ)، تحقيق/ مشهور بن حسن ، الناشر: دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.

([15]) سورة الزمر: الآية ( 53 ).

([16]) الموافقات ( 4/171 ).

([17]) المصدر السابق .

([18]) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ص154، تأليف/مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي (المتوفى: 1356هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثامنة - 1425 هـ - 2005 م.

([19]) دلائل الإعجاز في علم المعاني ص388، تأليف/أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ)، تحقيق/محمود شاكر، الناشر: مطبعة المدني بالقاهرة - دار المدني بجدة، الطبعة: الثالثة 1413هـ - 1992م.

([20]) سورة الحج: الآية ( 87 ).

([21]) سورة آل عمران: الآية ( 67 ).

([22]) سورة الواقعة: الآية ( 27 : 37 ).

([23]) الموافقات ( 2/126 ).

([24]) مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2/307 )، تأليف/محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)، الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثالثة .

([25]) سورة يونس: الآية ( 25 ).

([26]) مقتضى الحال مفهومه وزواياه في ضوء القرآن الكريم ص11، بحث للدكتوره/ سميره عدلي محمد رزق، أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة الملك عبد العزيز .

([27]) سورة مريم: الآية ( 28 ).

([28]) سورة التوبة: الآية ( 67 ).

([29]) سورة فاطر: الآية ( 22 – 23 ).

([30]) مقتضى الحال مفهومه وزواياه في ضوء القرآن الكريم .

([31]) سورة الأعراف: الآية ( 188 ).

([32]) من بلاغة القرآن ص158، للدكتور/أحمد أحمد عبد الله البيلي البدوي (المتوفى: 1384هـ)، الناشر: نهضه مصر – القاهرة ، 2005م.

([33]) سورة البقرة: الآية ( 11 - 12 ).

([34]) سورة المؤمنون: الآية ( 15 - 16 ).

([35]) من بلاغة القرآن ص147.

([36]) سورة القصص: الآية ( 56 ).

([37]) تفسير القرطبي ( 6/50 ) بتصرف .

([38]) سورة البقرة: الآية ( 2 ).

([39]) انظر: قول الوليد بن المغيرة عن القرآن في القرآن المعجزة الكبرى، للدكتور/محمد أبو زهرة، ص56، دار الفكر العربي.

([40]) سورة الإسراء: الآية ( 88 ).
 
جزاك الله خيرا
والآن لدي سؤال مهم يشغل بالي ألا وهو لفظة طبع ختم هل تدخل من باب مراعاة الطبيعة النفسية للمدعو لأن ختم في القرآن هناك من فسرها بأنها بمعنى طبع
لذلك أريد مصادر ومراجع تتكلم عن هذه اللفظة ختم وطبع إن كان بالإمكان
دمتم في رعاية الله وحفظه
 
لذلك أريد مصادر ومراجع تتكلم عن هذه اللفظة ختم وطبع إن كان بالإمكان
دمتم في رعاية الله وحفظه
انظر أخي بارك الله فيك كتاب شفاء العليل للإمام ابن القيم رحمه الله ( الباب الخامس عشر: في الطبع والختم والقفل والغل والسد والغشاوة والحائل بين الكافر وبين الإيمان وأن ذلك مجعول للرب تعالى ).
- كتاب الإيمان لابن تيمية ص20 وما بعدها .
- تفسير ابن جرير الطبري ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير الراغب الأصبهاني ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير البغوي ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير القرطبي ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير ابن كثير ( سورة البقرة : آية 7 ).
- التحرير والتنوير للكاهر بن عاشور ( سورة البقرة : آية 7 )، ( سورة النساء : آية 155 ).
- المنهاج في شعب الإيمان للحلمي (باب في معالجة كل ذنب بالتوبة منه ).
- تهذيب اللغة لابن فارس ( باب العين والطاء ).
- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ( باب الطاء مع الباء ).
- تاج العروس للزبيدي ( فصل الخاء المعجمة مع الميم ).
- لسان العرب لابن منظور ( فصل الطاء المهملة، والخاء المعجمة ).
 
جزاك الله خيرا
والآن لدي سؤال مهم يشغل بالي ألا وهو لفظة طبع ختم هل تدخل من باب مراعاة الطبيعة النفسية للمدعو لأن ختم في القرآن هناك من فسرها بأنها بمعنى طبع
لذلك أريد مصادر ومراجع تتكلم عن هذه اللفظة ختم وطبع إن كان بالإمكان
دمتم في رعاية الله وحفظه

ستجد ضالتك في كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم
لجبل العلم الدكتور محمد حسن جبل
رحمه الله تعالى
انظر تعريفاً بالكتاب
هنا

http://vb.tafsir.net/tafsir27918/
 
جزاك الله خيرا ونفع الله بك الأمة وأن يتقبل الله منك عمك ويجعله في مبزان حسنتاتك
لأنك أتحفتنا وأتمنى أن نتواصل أكثر فب المرات السابقة لأنني من محبي خذه المواضيع التي تطرحها فهذا من عاجل بشرى المؤمن
وأتمنى ألا نكون قد قصرنا في شكرك
وإن كان هناك من نصائح ، أفيدونا مشكورين
 
انظر أخي بارك الله فيك كتاب شفاء العليل للإمام ابن القيم رحمه الله ( الباب الخامس عشر: في الطبع والختم والقفل والغل والسد والغشاوة والحائل بين الكافر وبين الإيمان وأن ذلك مجعول للرب تعالى ).
- كتاب الإيمان لابن تيمية ص20 وما بعدها .
- تفسير ابن جرير الطبري ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير الراغب الأصبهاني ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير البغوي ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير القرطبي ( سورة البقرة : آية 7 ).
- تفسير ابن كثير ( سورة البقرة : آية 7 ).
- التحرير والتنوير للكاهر بن عاشور ( سورة البقرة : آية 7 )، ( سورة النساء : آية 155 ).
- المنهاج في شعب الإيمان للحلمي (باب في معالجة كل ذنب بالتوبة منه ).
- تهذيب اللغة لابن فارس ( باب العين والطاء ).
- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ( باب الطاء مع الباء ).
- تاج العروس للزبيدي ( فصل الخاء المعجمة مع الميم ).
- لسان العرب لابن منظور ( فصل الطاء المهملة، والخاء المعجمة ).
جزاك الله خيرا على إفادتي كثيرا في هذا الباب
وأن يجعل عملك خالصا لوجهه الكريم
ونأمل أن نكون قد وفقنا في إعطائك القدر الكافي من الشكر
تقبلوا منا فائق عبارات التقدير والإحترام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...الأستاذ محمد جزاكم الله تعالى خيرا على هذا
البحث القيم...لكني أخي الكريم جبلت على خير الكلام ما قل ودل..وانت أطلت
ولم تعط عنوان البحث حظه من الدلالة الموجزة وأهم شيء هو التمثيل فأنت ذكرت
الأحوال فعليك انت تذكر ثلاثة أمثلة قرآنية راع القرآن فيها حال المخاطب وكذلك
بالنسبة للزمان والمكان.....وجزيت خيرا.
 
الأخ الكريم / البهيجي . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك وفي أهلك وولد ومالك، على هذا النصحية القيمة .
فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
إن شاء الله أنظر في نصيحتك وأعمل بها ، لكن فضلاً ليس أمراً إقرأه جيدا .
وأشكرك على سعة صدرك .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله تعالى خيرا وبارك فيكم.
 
عودة
أعلى