حسن الجوار
من الآداب التي راعاها الإسلام حسن الجوار ، وهو القيام العملي بحقوق الجار ، فإن من قام بحق جاره فقد أحسن جواره ، ومن أساء فقد آذى جاره ، وتعرض لعقوبة ربه جل جلاله .
وقَدْ كَانَتْ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُعَظِّمُ الْجِوَارَ وَتَرْعَى حِفْظَهُ ، وَتُوجِبُ فِيهِ مَا تُوجِبُ فِي الْقَرَابَةِ ، قَالَ زُهَيْرٌ :
وَجَارُ الْبَيْتِ وَالرَّجُلُ الْمُنَادِي ... أَمَامَ الْحَيِّ عَقْدُهُمَا سَوَاءُ
يُرِيدُ بِالرَّجُلِ الْمُنَادِي مَنْ كَانَ مَعَكَ فِي النَّادِي ، وَهُوَ مَجْلِسُ الْحَيِّ .ا.هـ ( 1 ) .
وقال عنترة :
إني امـرؤٌ سَمْحُ الخليقةِ مَاجـدُ .... لا أُتْبِعُ النفسَ اللجوجَ هَوَاها
وأَغُضُّ طَرفي إنْ بَدَتْ لي جَارتي .... حتى يواري جَـارتي مَأْوَاها
فلما جاء الإسلام أقر ما كان يفعله أهل المروءة والنخوة ، وزاد عليه حقًّا وفضلا وأدبًا في معاملة الجار ؛ قال الله تعالى : { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ } الآية [ النساء : 36 ] ؛ فأمر الله تعالى بالإحسان إلى الجار ؛ وَالْإِحْسَانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَكُونُ مِنْ وُجُوهٍ : مِنْهَا الْمُوَاسَاةُ لِلْفَقِيرِ مِنْهُمْ إذَا خَافَ عَلَيْهِ الضَّرَرَ الشَّدِيدَ مِنْ جِهَةِ الْجُوعِ وَالْعُرْيِ ، وَمِنْهَا حُسْنُ الْعِشْرَةِ وَكَفُّ الْأَذَى عَنْهُ ، وَالْمُحَامَاةُ دُونَهُ مِمَّنْ يُحَاوِلُ ظُلْمَهُ ، وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَجَمِيلِ الْفِعَالِ ؛ وَمِمَّا أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حَقِّ الْجِوَارِ الشُّفْعَةَ لِمَنْ بِيعَتْ دَارٌ إلَى جَنْبِهِ ( 2 ) .
قَالَ ابْن أَبِي جَمْرَة - رحمه الله : حِفْظ الْجَار مِنْ كَمَالِ الْإِيمَان ، وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ ، وَيَحْصُل اِمْتِثَال الْوَصِيَّة بِهِ بِإِيصَالِ ضُرُوب الْإِحْسَان إِلَيْهِ بِحَسَبِ الطَّاقَة كَالْهَدِيَّةِ ، وَالسَّلَام ، وَطَلَاقَة الْوَجْه عِنْدَ لِقَائِهِ ، وَتَفَقُّد حَاله ، وَمُعَاوَنَته فِيمَا يَحْتَاج إِلَيْهِ إِلَى غَيْر ذَلِكَ ؛ وَكَفّ أَسْبَاب الْأَذَى عَنْهُ عَلَى اِخْتِلَاف أَنْوَاعه حِسِّيَّة كَانَتْ أَوْ مَعْنَوِيَّة ؛ وَقَدْ نَفَى صلى الله عليه وسلم الْإِيمَان عَمَّنْ لَمْ يَأْمَن جَاره بَوَائِقه ؛ وَهِيَ مُبَالَغَة تُنْبِئ عَنْ تَعْظِيم حَقّ الْجَار وَأَنَّ إِضْرَاره مِنْ الْكَبَائِر ... قَالَ : وَيَفْتَرِق الْحَال فِي ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَارِ الصَّالِح وَغَيْر الصَّالِح ؛ وَاَلَّذِي يَشْمَل الْجَمِيع : إِرَادَة الْخَيْر لَهُ ، وَمَوْعِظَته بِالْحُسْنَى ، وَالدُّعَاء لَهُ بِالْهِدَايَةِ ، وَتَرْك الْإِضْرَار لَهُ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل ؛ وَاَلَّذِي يَخُصُّ الصَّالِح هُوَ جَمِيع مَا تَقَدَّمَ ، وَغَيْر الصَّالِح كَفّه عَنْ الَّذِي يَرْتَكِبهُ بِالْحُسْنَى ، عَلَى حَسَب مَرَاتِب الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَيَعِظ الْكَافِر بِعَرْضِ الْإِسْلَام عَلَيْهِ ، وَيُبَيِّن مَحَاسِنه وَالتَّرْغِيب فِيهِ بِرِفْقٍ ؛ وَيَعِظ الْفَاسِق بِمَا يُنَاسِبهُ بِالرِّفْقِ - أَيْضًا - وَيَسْتُر عَلَيْهِ زَلَله عَنْ غَيْره ، وَيَنْهَاهُ بِرِفْقٍ ، فَإِنْ أَفَادَ فَبِهِ ، وَإِلَّا فَيَهْجُرهُ قَاصِدًا تَأْدِيبه عَلَى ذَلِكَ ، مَعَ إِعْلَامه بِالسَّبَبِ لِيَكُفَّ .ا.هـ ( 3 ) .
صور من حسن الجوار
من حسن الجوار أن ينصح الجار جاره إن رأى منه منكرًا أو علم عنه مخالفة شرعية ، وأن يكون ذلك فيما بينه وبينه ، مع الدعاء له بأن يصلحه الله ويهديه .
ومن حسن الجوار أن يأمنك جارك في أسبابه : في نفسه ودينه وأهله وماله وولده ؛ وأن يجد منك العون إن احتاجه ؛ وقد قيل : مَنْ أَجَارَ جَارَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ وَأَجَارَهُ ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " رواه مسلم وغيره ( 4 ) ؛ وأولى الناس بالعون الجار ، لما ثبت له من زيادة الرعاية والحفظ ؛ روى الطبراني عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ " ( 5 ) ؛ والمراد - كما قال المناوي - نفي الإيمان الكامل وذلك لأنه يدل على قسوة قلبه ، وكثرة شحه ، وسقوط مروءته ، وعظيم لؤمه ، وخبث طويته ( 6 ) .
وكيف يُسِيغ المرءُ زادًا وجارُهُ ... خفيفُ المِعَى بادِي الخَصَاصَةِ والجَهْدِ
ومن هنا كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي ذر أن يكثر مرقة طعامه ويتعاهد جيرانه ، فَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رض الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم " يَا أَبَا ذَرّ ، إِذَا طَبَخْت مَرَقًا فَأَكْثِرْهَا ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانك " ( 7 ) ؛ وفي رواية عند الترمذي : " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ ، وَإِنْ اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أَوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ " ( 8 ) ، وعند أحمد : " وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ " ( 9 ) ، أي : أعطهم منه شيئًا مما هو متعارف عليه .
فحض صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق ، لما رتب عليها من المحبة وحسن العشرة ودفع الحاجة والمفسدة ؛ فإن الجار قد يتأذى برائحة قدر جاره ، وربما تكون له ذرية فتهيج من ضعفائهم الشهوة ، ويعظم على القائم عليهم الألم والكلفة ، لا سيما إن كان القائم ضعيفًا أو أرملة ؛ فتعظم المشقة ويشتد منهم الألم والحسرة ؛ وكل هذا يندفع بتشريكهم في شيء من الطبيخ يدفع إليهم ، والله أعلم ؛ قال العلماء : لما قال صلى الله عليه وسلم : " فَأَكْثِرْ مَاءَهَا " نبَّه بذلك على تيسير الأمر على البخيل تنبيهًا لطيفًا ، وجعل الزيادة فيما ليس له ثمن وهو الماء ، ولذلك لم يقل : إذا طبخت مرقة فأكثر لحمها ، إذ لا يسهل ذلك على كل أحد ( 10 ) .
وَفِي الصَحِيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُول : " يَا نِسَاء الْمُسْلِمَات لَا تَحْقِرَنَّ جَارَة لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِن شَاة " ( 11 ) ؛ هُوَ عَظْمٌ قَلِيل اللَّحْم ، وَهُوَ لِلْبَعِيرِ مَوْضِع الْحَافِر لِلْفَرَسِ ، وَيُطْلَقُ عَلَى الشَّاة مَجَازًا ، قال ابن حجر - رحمه الله : وَفِي الْحَدِيث الْحَضّ عَلَى التَّهَادِي وَلَوْ بِالْيَسِيرِ لِأَنَّ الْكَثِير قَدْ لَا يَتَيَسَّر كُلَّ وَقْت ، وَإِذَا تَوَاصَلَ الْيَسِير صَارَ كَثِيرًا . وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الْمَوَدَّة وَإِسْقَاط التَّكَلُّف ( 12 ) ؛ ولا ريب أن في ذلك إحسان للجارة ، وتقرب وتودد لها ؛ وقد تكون في حاجة إلى هذا القليل ، فيقع منها موقعا طيبًا .
وينبئك عن رقي الأدب مع الجار في الإسلام ما رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال : لقد أتى علينا زمان - أو قال : حين - وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم ، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كَمْ مِنْ جَارٍ متعلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : يَا ربِّ هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي ، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ " ( 13 ) ؛ قال المناوي - رحمه الله : فيه تأكيد عظيم لرعاية حق الجار ، والحث على مواساته وإن جَارَ [ أي : ظَلَمَ ] ؛ وذلك سبب للائتلاف والاتصال ؛ فإن أهان كل أحد جاره انعكس الحال ( 14 ) . وفي صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ : لِأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " ( 15 ) ؛ وهذا يقتضي أن يحفظ الجار أسباب جاره جميعا عرضًا ومالا وأهلا ودمًا ؛ فهذا يحبه الإنسان لنفسه ؛ فلا يكتمل إيمانه حتى يحبه لجاره ، وأخيه المسلم ؛ قال مسكين الدارمي :
نَارِي وَنَارُ الْجَارِ وَاحِدَةٌ ... وَإِلَـيْهِ قَبْلِي تَنْزِلُ الْقِـدْرُ
مَا ضَـرَّ جَارًا لِي أُجَاوِرُهُ ... أَنْ لَا يَكُـونَ لِبَابِهِ سِـتْرُ
أَعْمَى إذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ ... حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي الْجُدُرُ
وَقَالَ آخَرُ :
أَقُـول لِجَارِي إذْ أَتَأْنِي مُعَاتِـبًا ... مُـدِلًّا بِحَقٍّ أَوْ مُدِلًّا بِبَاطِلِ
إذَا لَمْ يَصِلْ خَيْرِي وَأَنْتَ مُجَاوِرٌ ... إلَيْكَ فَمَا شَرِّي إلَيْكَ بِوَاصِلِ
ومن جميل ما حكي في ذلك أن بعضهم شكا كثرة الفأر في داره ؛ فقيل له : لو اقتنيت هِرًّا ؟ فقال : أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران ؛ فأكون قد أحببت لهم ما لا أحب لنفسي .
وينبغي للجار أن يحتمل أذى الجار فهو من جملة الإحسان إليه ، ومن تمام الأدب معه ، وهو يدل على حسن الأصل ؛ فقد قِيلَ : مَنْ أَحْسَنَ إلَى جَارِهِ فَقَدْ دَلَّ عَلَى حُسْنِ نِجَارِهِ ؛ والنَّجْر والنِّجارُ والنُّجارُ : الأَصْلُ والحَسَبُ ؛ قال الأصمعي : ومن أحسن ما قيل في حسن الجوار :
جاورت شَيْبَانَ فاحلولي جوارهم ... إن الكرام خيارُ النَّاسِ للجَارِ
ودوام احتمال أذى الجار من شأنه أن يحوِّل أذاه إلى إحسان ، وعداوته إلى صداقة ، قال الله تعالى : وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [ فصلت : 34 ] ؛ وقد قيل : حسن الجوار الصبر على أذى الجار ؛ وقال منصور الفقيه يمدح بعض إخوانه من جيرانه :
يا سائلي عن حسينٍ ... وقـد مضى أشكاله
أقل ما في حـسينٍ ... كفُّ الأذى واحتماله
وسيأتي الحديث عن التحذير من إيذاء الجار ، وأنه يمنع صاحبه من دخول الجنة ابتداء ، وينفي عنه كمال الإيمان .
وروى البخاري في الأدب المفرد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو جَارَهُ ، فَقَالَ : " اذْهَبْ فَاصْبِرْ " ، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، فَقَالَ : " اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ " فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ : فَعَلَ اللَّهُ بِهِ ، وَفَعَلَ ، وَفَعَلَ ؛ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ ( 16 ) .
فانظر كيف أمر النبي صلى الله عليه وسلم من شكا جاره ثلاث مرات بالصبر ؛ فلما لم يتحمل الجار إيذاء جاره ؛ قال له : " اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ " ؛ فكان ما كان من رجوع الرجل عن إيذائه مخافة أن يصيبه من لعنة الله تعالى شيئًا مما دعا الناس به عليه .
وأولى الناس بمعروفِ جاره وإحسانه أقربهم منه بابًا ، مع بقاء حق الأبعد عند السعة ، ولهذا المعنى خص الجار القريب بالهدية ، فقد روى أحمد والبخاري عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي ؟ قَالَ : " إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا " ( 17 ) ؛ ذلك لأنه ينظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها ، فإذا رأى ذلك أحب أن يشارك فيه ؛ وأيضًا فإنه أسرع إجابة لجاره عندما ينوبه من حاجة في أوقات الغفلة والغرة ، فلذلك بدأ به على من بَعُدَ بابه وإن كانت داره أقرب ؛ أفاده القرطبي رحمه الله ( 18 ) .
___________
1 - انظر أحكام القرآن للجصاص عند الآية ( 36 ) من سورة النساء .
2 - انظر أحكام القرآن للجصاص عند الآية ( 36 ) من سورة النساء .
3 - نقلا عن فتح الباري : 10 / 442 .
4 - جزء من حديث رواه مسلم ( 2699 ) .
5 - الطبراني في الكبير : 1 / 259 ( 751 ) ؛ وقال المنذري في ( الترغيب ) : 3 / 243 : رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن .ا.هـ . وله شاهد عن ابن عباس رواه عبد بن حميد ( 694 ) ، والبُخَارِي في الأدب المفرد ( 112 ) ، وأبو يعلى ( 2699 ) ، والطبراني في الكبير : 12 / 154 ( 12741 ) ، وقال الهيثمي في المجمع : 8 / 167 : رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات .ا.هـ . وشاهد آخر عن عائشة عند الحاكم ( 2166 ) ، فالحديث صحيح .
6 - انظر فيض القدير : 5 / 520 .
7 - مسلم ( 2625 ) .
8 - الترمذي ( 1833 ) ، وقال : حسن صحيح .
9 - أحمد : 5 / 161 ، 171 ، والبخاري في الأدب المفرد ( 113 ) ..
10 - انظر تفسير القرطبي عند الآية ( 36 ) من سورة النساء ، بشيء من الاختصار والتصرف .
11 - البخاري ( 2566 ) ، ومسلم ( 1030 ) .
12 - انظر ( فتح الباري ) لابن حجر : 5 / 198 .
13 - البخاري في (الأدب المفرد) رقم 111 ؛ وذكره الألباني في الصحيحة رقم ( 2646 ) وقواه بما رواه ابن أبي الدنيا في ( مكارم الأخلاق ) رقم 345 ، و الأصبهاني في ( الترغيب ) ، وحسنه في ( صحيح الترغيب رقم 2564 ) ، وصحيح الأدب المفرد ( 81 ) .
14 - انظر ( فيض القدير ) : 5 / 64 .
15 - مسلم ( 45 ) ؛ ورواه أبو يعلى ( 2966 ) .
16 - الأدب المفرد ( 124 ) ، وأبو داود ( 5153 ) ، وابن حبان ( 520 ) ، والحاكم ( 7302 ) وصححه على شرط مسلم .
17 - أحمد : 6 / 175 ، 239 ، والبخاري ( 2259 ) . ورواه عبد الرزاق في مصنفه ( 14401 ) ، والطيالسي ( 1529) .
18 - انظر تفسير القرطبي عند الآية ( 36 ) من سورة النساء .