فريد البيدق
New member
الفن هو الإحساس بالكلمة، وحسن تذوقها، ومعرفة دواعي استعمالها وأسباب إجادة هذا الاستعمال، ومعرفة أسباب الإعراض عن البديل التعبيري المتروك.
كيف يُكتسب ذلك؟
إنه يُكتسب ويصير مَلَكَة بطول زمن الممارسة، وكثرة تذوق تجارب الأدباء في مختلف أساليبهم، في ظل إرشاد وتوجيه وإجابة على الأسئلة التي تعن لهم.
كيف يتم ذلك؟
بتحليل ما يدرس في المدارس سواء كانت نصوصا أو دروس قراءة أو قصة مقررة أو آيات قرآنية أو أحاديث؛ فمعلم اللغة العربية يدرس التربية الإسلامية مع تدريسه اللغة العربية.
وكيف يتم ذلك؟
بانتهاج المنهج الملائم.
ما هو؟
إن المنهج المتبع هو أن يقسم المعلم السبورة قسمين أو ثلاثة ويكتب الفِكَر وبعض الأسئلة، ويتناول الدرس من خلال قراءة غير مكتملة، والتنبيه على بعض معاني المفردات المشار إليها في الكتاب، وحل الأسئلة التي تكون تعليمية، وغير ذلك مما يدور في الفلك ذاته.
وهذا المنهج لا يُنتج ما نرمي إليه أبدا، إنما المطلوب منهج آخر تكون هذه مواده وبنوده:
1- منهج يجعل الطلبة يقرؤون الدرس أو النص أو الآية أو الحديث قراءة صحيحة بالمحافظة على مخارج الأصوات وصفاتها.
2- الوقوف عند معظم الكلمات إعرابا، والحرص على وضع صيغة طولى تحليلية له.
3- التنبيه إلى أن معرفة هذا الإعراب يفيد في معرفة المعنى، وأن معرفة المعنى يفيد في تذوقها، وتذوقها يُنتج حسن استعمالها في إنشائهم.
4- الوقوف عند معظم التعبيرات لتذوق جمالها، وأسرار جودتها التي تجعلها ملائمة للتعبير الفني.
5- عدم الاقتصار بمواطن الجمال على النصوص.
لماذا؟
لأن الأساليب لها جمال يلائمها.
كيف؟
الأسلوب العلمي له جمال يتمثل في خصائصه التي تكون وضوحا وقوة وتدليلا و... إلخ، والأسلوب الأدبي له جمال يتمثل في خصائصه التي تكون مجازا وخيالا و... إلخ، والأسلوب الذي يجمع بينهما له جمال يمتزج فيه من خصائصهما معا.
اتباع هذا المنهج، وتأكيده، والاستمرار عليه- يغرس في نفوس الطلبة من دون شعور أن الكلمة لا تأتي اعتباطا بل يلزمها فكر ولو كان من خبرة غير مباشرة، وأن كل كلمة يمكن أن تحلل، وأن لكل تعبير بدائل، و...إلخ.
إذا استقر في ذلك في نفوس الطلاب فالملكة الأدبية تكون بدأت في التكون!