الأخ والابن : بين الفرار والفداء في الآخرة .. أيهما الأهم ؟

إنضم
09/09/2009
المشاركات
363
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الأخ والابن : بين الفرار والفداء في الآخرة .. أيهما الأهم ؟
لماذ اختلف الترتيب بين سورتي عبس والمعارج ؟!!

قال الدكتور السامرائي

قال تعالى في سورة عبس ((يوم يفر المرء من أخيه 34} وأمه و أبيه{35} وصاحبته وبنيه {36}))

وقال في سورة المعارج ((يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه{11} وصاحبته و أخيه{12}وفصيلته التي تؤيه {13} ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه {14})).

وهذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات

ففي سورة عبس المشهد هو مشهد الفرار يخلو المرء بنفسه ويفرّ المرء أولاً من الأبعد إلى الأقرب إلى قلبه يفرّ أولاً من أخيه ثم من أمه وأبيه ثم من صاحبته وبنيه الذين هم أقرب الناس إلى قلبه.

أما في سورة المعارج فالمقام مقام عذاب وليس فرار فيرى المرء مشهد عذاب فوق ما تصوره ولا يقبل المساومة فيبدأ يفدي نفسه بالأقرب إلى قلبه ثم الأبعد لذا بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه لم يذكر الأم والأب وهذا لأن الله تعالى أمر بإكرام الأب والأم ويمنع الإفتداء بالأم أو الأب من العذاب إكراماً لهما.

الدكتور: فاضل السامرائي
***

استشكلت من كلام فضيلة الدكتور السامرائي - بارك الله في عمره - في سورة عبس : أن يكون الفرار من الأبعد .. فهو يفر من الأخ لأنه الأبعد !!
ولا يكون الفرار إلا من القريب ، ممن يلاحقك ويكاد يدركك ، ويظن أنك ستنصره ، وأنك تعينه على كربته فأنت تتهرب منه وتفر .. فالفرار من الأقرب لا العكس ..
ولا أقرب من الأخ في ذلك المعنى من النصرة ودفع الكرب ، كأن النصرة مربوطة بالأخوة :

أخاك أخاك إن من لا أخا له.. كساع إلى الهيجا بغير سلاحِ.

ويؤيد هذا الذي ذهبت إليه أنه تعالى بعد الأخ ذكر أكثر الناس تطلعا إلى نصرة الفارّ ، وهم :
الأم ، وتأخرت عن الأخ لضعفها عن القيام بأمر نفسها وبارتباطها فطريا بأبنائها من لدن الحمل ويؤيده : حديث ( أمك أمك أمك ) .
وبعدها الأب لحقه في البر ( ثم أباك ) وتأخر عن الأم لاستطاعته في الظن القيام بأمر نفسه لا كالمرأة.
بعدها ذكر صاحبته (تأخرت عن الوالدين لاستغنائها عنه بأبنائها إن كان لها، وذلك بحسب الظن أو بمعنى آخر لعلها تطارد أبناءها كأمّ ) .
وبعدها ذكر البنين آخر المطاردين وأعجز الناصرين .. فالفرار منهم أولى (واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً)..
(قدم الأقدر على النصرة أو الأقرب إلى معناها)

واستشكلت من كلامه في سورة المعارج أن يكون الافتداء بمن هو الأقرب إلى قلبه ..
وهذا فيما نرى خلاف ما هو معروف من أن الافتداء لا علاقة له بالقرب .
فالإنسان يُقدِّم للافتداء من كربه من يعتقد أن له قدرة عليه وسلطاناً وأمراً مطاعاً فيأمره ليفتدي به ، ولا قدرة له على أحد من المذكورين ولا سلطان إلا على ولده ، فلعله يظن أن بنيه في تلك الحالة سيطيعونه فيفدونه من العذاب ..
ثم يتطلع إلى من بعدهم في تحقيق مراده هذا :
ذكر بعد بنيه صاحبته بحكم العصمة الزوجية وهي لا تبلغ من زوجها مبلغ الولد في مطلوبية البر لجواز طلبها الطلاق وتبرئها منه.
وذكر بعدها أخاه بحكم الرحم أو حق الصداقة ، وهي رابطة أدبية لا يقدرها إلا القلائل .
وبعده ذكر فصيلته بحكم الآصرة .
وبعدها ذكر العالمين بحكم أنه بشر مثله برباط الإنسانية : وهذه نهاية يائسة محزنة .

وخلو الآية من ذكر الأب والأم لأنه لا سلطان له عليهما أبداً . ( قُدم ما له قدرة عليه في الظن )

وما هذا إلا قطرة مما استفدته أو استفدناه من بحر الدكتور عفا الله عنه وغفر له وجزاه عن القرآن وأهله خيراً :

كالبحر يمطره السحاب، وما له .. فضل عليه، لأنه من مائه .
 
أظن و الله أعلم أن تقديم الأخ ثم الأم والأب و اخيرا الصاحبة والبنين يكون إما حياءا أو هربا من تطلّب الحسنات - إن صح الخبر -

فأنت في الدنيا حياؤك من أخيك أشد من حيائك من والديك وحياؤك من والديك أشد من حيائك من زوجك وولدك، وكذلك إذا طلب منك اخوك شيئا في الدنيا تجد نفسك أكثر تحرجا من رد طلبه بالمقارنة بأمك وأبيك و أقل منه تحرجك من زوجك و أولادك

أما في المعارج يفتدي المجرم بأعز شيء على قلبه لينجو من العذاب وهم بالترتيب المذكور في الآية البنين ثم الزوجة ثم الإخوة وهكذا

والله اعلم
 
حياك الله أخ شاهين
الأمر في الآخرة أكبر من الحياء كما في حديث أمنا الحيية عائشة رضي الله عنها : " الأمر أعظم من ذلك "
آية التوبة ترتب الناس بحسب المحبة : (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم ...)
وهذا ترتيب مختلف عن ترتيب عبس والمعارج .
 
عودة
أعلى