الأبيض

ماجد تيم

New member
إنضم
31/08/2013
المشاركات
166
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
عمان











الأبيض

من حيث اللون ضد الأسود([1]) حيث يبدو سطح الجسم الأبيض كقطعة واحدة ملساء مصقولة نقية لا شوائب أو علة في أي جزء منها فاللون الأبيض ظاهره يمثل الصفاء([2]) فلا أثر للألوان عليه ([3]) وحقيقته فإنه يتكون من جميع ألوان الطيف([4])

1- صحيح وضعيف الجامع الصغير (16/ 465) " قد تركتكم على البيضاء "

البيضاء هنا : الدين الصحيح وكل محدثة فيه تنكت فيه بالسواد .

1- ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ‎﴿٤٥﴾‏ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ‎﴿٤٦﴾‏الصافات

البيضاء للكأس فهي صافية لا شوائب فيها( وهي من صفات الجنة ) وقد تكون من فضة ([5]) ، ولذة للشاربين للمعين .

2- ﴿وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ‎﴿٤٨﴾‏ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ‎﴿٤٩﴾ الصافات

دلالة على تشابههن وعدم اختلافهن فكأن قاصرات الطرف متشابهات في النقاء والصفاء والشكل الخارجي ( وهي من صفات الجنة )

3- ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ... ‎﴿البقرة: ١٨٧﴾‏

الخيط الأبيض ضوء أبيض واحد لا تشوبه شائبة وغير مقطع أفقي وليس عمودي يشاهد في الأفق متمايز ومتباين عن الخيط الأسود ( عتمة الليل ) ويقع أسفل من الخيط الأسود وهو المؤذن ببداية النهار ونهاية الليل.




4- وَنَزَعَ([6]) يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ‎﴿الأعراف: ١٠٨﴾‏

5- وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ ‎﴿طه: ٢٢﴾‏

6- وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ‎﴿الشعراء: ٣٣﴾‏

7- وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ‎﴿النمل: ١٢﴾‏

8- اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ‎﴿القصص: ٣٢﴾‏

بداية يتبادر للذهن سؤال هل اليد التي تحولت لبيضاء هي يد موسى عليه السلام التي التقط بها الجمر فعادت سليمة لا شائبة ولا علة فيها تشع نورا وبياضا

فقد ورد بالتفاسير بدون سند رواية عن الإسرائيليات([7]) أن موسى عليه السلام امتحنه فرعون بتمرة وجمرة ، لما نتف موسى عليه السلام شيئاً من لحيته فهم بقتله، فقالت له آسية : إنه صبي لا يعقل وعلامته أن تقرب منه التمرة والجمرة فقربتا إليه فأخذ الجمرة ( بيده ) إلى فاه ، فقد احترقت يد موسى عليه السلام وفاه معا ، وقد يكون هذا سبب طلب موسى عليه السلام من الله عز وجل

‎﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ‎﴿٢٧﴾‏ يَفْقَهُوا قَوْلِي ‎﴿٢٨﴾‏ طه ... لما أصاب فاه من ضرر

وهو نفس السبب الذي جعل فرعون يتفاخر به على موسى عليه السلام ( وكأن به لدغة في لسانه )

أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ‎﴿الزخرف: ٥٢﴾‏

فقد يكون سبب حرق فاه موسى عليه السلام نفس السبب في إحداث حروق في يد موسى عليه السلام من قبضه على الجمرة ، وهذا احتمال أول

أما الاحتمال الثاني ، فلون جسم موسى عليه السلام أحمر مسمر لوحته الشمس ([8]) ، فقد يكون تحول لون يده إلى الأبيض الناصع من الحمرة الملوحة بالشمس دون علة أو سقم وبقاء لون جسمه أحمر مسمر هو المقصود

مشكاة المصابيح (3/ 1593)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه شنوءة ...» . متفق عليه

... (موسى رجلاً آدم) أي أسمر اللون. (طوالاً) ... أي طويلاً. (جعداً) ... أي جعد الشعر (كأنه من رجال شنوءة) ... أي من قبيلة معروفة من اليمن .

... لاحظ الصورة التوضيحية([9]) التالية و التشابه في الطول وتقسيم الجسم ولونه وطبيعة الشعر بين جداريات مصرية قديمة وأهل جنوب اليمن هذه الأيام


والاحتمال الأخير : تحول يده من الحياة إلى الموت وكأنها أصبحت قطعة حجرية بيضاء ملساء صماء ، أو تحولها إلى عظم دون لحم ( لا حياة فيها ) وهي عندي أبلغ الاحتمالات بسبب اقترانها مع آية العصا التي فيها تم تحويل الميت لحي فهما آيتان متممتان لبعضهما ومتضادات في الكيفية ودليل حسي على قدرة الله عز وجل على أنه

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ... ‎﴿الروم: ١٩﴾‏

ففرعون لا يؤمن بيوم البعث والحساب واليوم الآخر

وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ‎﴿غافر: ٢٧﴾‏

وهذا ما تؤكده الآيات على لسان من آمن من قوم فرعون([10]) أن هناك بعث وهناك حساب وهناك يوم آخر وأن قومه لا يؤمنون به

﴿وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ‎﴿٣٢﴾‏ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ‎﴿٣٣﴾‏غافر

وأيضا

﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ‎﴿٣٨﴾‏ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ‎﴿٣٩﴾‏ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ‎﴿٤٠﴾۞ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ‎﴿٤١﴾‏ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ‎﴿٤٢﴾‏ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ‎﴿٤٣﴾‏ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ‎﴿٤٤﴾غافر

فجاءت آيتي العصا واليد كأمثلة حسية([11]) لتوضيح دورية الحياة والموت والإنتقال بينهما التي هي بيد الله عز وجل وحده وتصحيح المفاهيم القائمة على مفهوم البعث بعد الموت وتؤكد على حتمية هذا الحدث العظيم .

9- وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ‎﴿يوسف: ٨٤﴾‏

ابيضت عيناه أصبحت الحدقة بيضاء كاملة ( واختفت مكوناتها وتضاريسها وملامحها ، تبدو كقطعة واحدة لا أثلام ولا شوائب فيها ولا تظهر معالم العين الطبيعية) فيما يسمى ( الكاتاراكت أو الساد أو الماء الأبيض أو إعتام الحدقة ) وهو عمى مؤقت لوجود عارض ( مع سلامة العين ) فإن زال هذا العارض زال العمى([12]) .


10- ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ‎﴿٢٧﴾‏ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ‎﴿٢٨﴾‏ فاطر

ومن الجبال ( من أنواع الجبال ) ، فالظاهر أن الحديث في الآيات يتمحور حول ألوان الجبال ككتلة واحدة وليس جزء منها فما قبل الجبال وما بعدها من الآيات تتحدث عن ألوان مختلفة للثمرات وللناس وللدواب والأنعام ككتلة واحدة وليس عن جزء منها .

جدد : مناطق تتميز بالاختلاف والحداثة الجيولوجية في التكوين عن المحيط الذي يحيط بها ودائمة التجديد فهي تخالف في صفاتها وألوانها([13]) صفات وألوان محيطها كما اختلاف ألوان الثمار والناس والدواب والأنعام التي تحدثت عنه الآيات .

فالجبال الجدد البيض : مختلفة وأحدث عمرا من محيطها وهي تظهر ككتل صماء أو ككتلة واحدة لا شوائب في أي جزء منها فقد تكون ترابية صخرية كلسية وقد تكون ثلجية...

والجبال الحمر مختلف ألوانها([14]): هي تلك الجبال التي يغلب عليها اللون الأحمر (فلا تكون مصبوغة كاملا باللون الأحمر) (كالجلد المدبوغ بشكل سيء ) بسبب وجود تراب وصخر معا عليها ( غير نقية التكوين وغير موحدة في اللون ) فشكلها الظاهري السطحي خليط بين الصخر والتراب ، واللون الأحمر مختلف الدرجات ([15]) أيضا وهو لون الأتربة وهذه الأتربة ما هي إلا رسوبيات ترسبت بفعل عوامل الحت و التعرية ويمكن بنفس الوقت أن تنكشف هذه الأتربة الرسوبية عن الجبال بسهولة بسبب ضعف التماسك بينها بفعل مياه السماء( التي تعمل كأداة للسلخ والتقشير للجبل ) بحيث لا تستطيع الأتربة الصمود عليه فتندفع الأتربة الحمراء الطينية من أعلى إلى أسفل باتجاه واحد وبسرعة شديدة مدمرة ([16]) ولكن التجديد والتحديث فيها أقل من الجدد البيض فهي اكثر ثباتا من الجدد البيض.

والجبال الغرابيب سود : (غربيب شديد السواد) وهي جبال بركانية تسيل منها حمم بركانية والجبال البركانية السوداء المتكونة على السطح هي أقدم الجبال الثلاث تكوينا – أول ما ظهر على الأرض الجبال البركانية ومنها تصلبت القشرة الأرضية – ثم الحمراء ثم البيضاء والتجديد والتحديث فيها أقل من الجبال الحمر فهي اكثر ثباتا من أنواع الجبال .




والله أعلم



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) عند امتصاص الضوء وانعكاسه فاللون الأبيض يمتص أقل قدر من الضوء ويعكس عن سطح أكبر قدر ممكن بعكس اللون الأسود

([2]) وأي لون آخر يظهر على السطح الأبيض كانه شائبة تظهر عليه بشكل واضح وجلي ، مثل القلب إذا أشرب بالذنوب والفتن فكأنما ينكت بالسواد حتى يغلف فيسود وذلك هو الران الذي حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم

الران غطاء وستار مسود بسبب تلبده بالذنوب والمعاصي والفتن وتدنيسه المتواصل وعدم تطهيره منها وتراكمها ( تدسية القلب ) حتى يخبث القلب كله ويفسد ويعطب فيصبح صاحبه ( فاجر ، كفار ، مكذب ، معتد، أثيم) ، والران أشد من اللباس الذي يواري ما تحته ، فاللباس يواري ويخفي ما تحته ولكنه لا يقدر أن يؤثر على طبيعة الشيء المخفي ووجوده ( راجع اللباس ).

([3]) يظهر عليه أي سوء وشائبة والأسود يخفي كل حسن والأحمر حالة بينية بينهما كما بين الليل والنهار.

([4]) أحمر – برتقالي – أصفر – أخضر – أزرق – نيلي - بنفسحي

([5])

- وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ‎﴿الانسان: ١٥﴾‏

- قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ‎﴿الانسان: ١٦﴾‏

([6]) النزع : يكون لشيء غير مادي ( بتبديل المالك أو تحويل الصفة إلى الضد وتكون عملية التبديل بشدة وقوة وعنف)



([7]) الجامع الصغير وزيادته (ص: 515)

بلغوا عني و لو آية و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ( صحيح )

([8]) قد تكون بسبب عوامل وراثية وقد تكون بسبب عوامل بيئية ( الشمس )

([9]) هذه الصور لتوضيح صفات موسى عليه السلام فقط من طول ولون الجسم وشكل الشعر وليست صورته الحقيقية

([10]) تُبَّع الذي تبع وآمن بموسى وهارون عليهما السلام وترك دين قومه .

([11]) هذه الأمثلة الحسية كتلك التي حاجج بها نبي الله إبراهيم عليه السلام النمرود ( إن صح اسمه )فهكذا ديدن الدنيويين يطلبون ما يدينهم في الدنيا و يوم الدين

([12]) ألمحت عن هذا في بحث ( قرار العين )

فبياض العينين سببه الحزن وعدم طمأنينة النفس والخوف وعدم الرضا وعلاج بياض العينين زوال الأسباب وسنتحدث عنها لاحقا إن شاء الله

وفي حادثة نبي الله يعقوب عليه السلام كان العلاج بقميص إبنه الذي دل قطعا على وجود يوسف عليه السلام وأنه ليس ميت فاطمأنت نفس يعقوب عليه السلام ورضيت نفسه وزال سبب حزنه

{اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ }يوسف93

{فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿يوسف: ٩٦﴾‏

وقد يكون أثر نبي الله يوسف عليه السلام فيه قدرة شفائية وهبها الله عز وجل له ( لا ننسى أن عمى نبي الله يعقوب عليه السلام كان بسبب أمرين أو أحدهما على الأقل الكبر والحزن الشديد حتى تلفت عينيه ) فبصيرا يعني لا شائبة فيها أي وكأن عيون نبي الله يعقوب عليه السلام أصبحت أفضل العيون بصرا ، فأثر نبي الله يوسف قام بترميم وإصلاح التالف الذي لا يرجى بُرؤه وشفاؤه ، فأتصور أن أثر النبي يوسف عليه السلام لو وقع على جسد غير حي (راجع الفرق بين الجسد والجسم والبدن ) له عينين لأبصر ولو وقع على أي جسد صور له عددا من الحواس لأصبحت هذه الحواس وكأنها تعمل في مخلوق حي كما فعل السامري عندما ألقى قبضة من أثر النبي يوسف عليه السلام في عجل بني إسرائيل فأصبح يخور كأنه عجل حقيقي حتى أن العجل من شدة فتنته طغى على كل الآيات التي جاء بها نبي الله موسى عليه السلام من الثعبان واليد البيضاء وشق البحر وغيرها

([13]) تبعا لاختلاف الصفات

([14]) سأتكلم عن صفات اللون الأحمر بطريقة غير مباشرة

([15]) متدرج يتراوح ما بين الأحمر الفاتح وما بين الأحمر الغامق وذلك لأن كل تربة يكون لها لون خاص وهذا اللون يكون متمازجا من خليط من الأحمر والأبيض والأسود معا بنسب متفاوتة على أن تكون نسبة اللون الأحمر أكبر من 0% في كل خليط لوني ولا يشترط ذلك في اللونين الأبيض والأسود .

([16]) وانزلاق هذه الأتربة وانهياراتها من الجبال إلى أسفلها عند نزول ماء السماء عليها وطريقة اندفاعها المدمر كصفات الحمر البهيمية ( فهي غير مترابطة وغير متماسكة )

﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ‎﴿٥٠﴾‏ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ‎﴿٥١﴾المدثر

وخاصة عندما تندفع الحمر هاربة فارة من مفترس شديد يطلبها فهي تولي الأدبار فكل من في القطيع يطلب النجاة لنفسه بغريزية أنانية ولو اجتمعت قوى الحمر معا بضعفها تدافع عن نفسها لأصبحت قوة هادرة أو لو تحولت فقط إلى الخلف بنفس قوة هروبها لسحقت مفترسها ولكنها تندفع باتجاه واحد ) 0وكان ذو اللون الأحمر يتميز بعدم التماسك والحركة باندفاع صوب اتجاه واحد

 
عودة
أعلى