غرامة بن يحيى الشهري
New member
Subject:
Date: Fri, 29 Mar 2013 18:54:34 +0300
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقناع العقل وامتاع العاطفه في اسلوب القران )
خلق الله السماوات والارض وبث فيها من الاسرار والنواميس مالا يحصيه الا الله
،ولكنه قد يرشد بعض خلقه الى بعض من تلك الاسرار لحكمة يراها سبحانه .
وخلق الله العقل للانسان ليسترشد به ويستبصر امور دنياه وآخرته.
وايد الرسل المؤيدين بما يكمل لعقل الانسان قدرته ويداري قصوره.والقرآن
((أنزله الذي يعلم السر في السماوات والارض)) ليخرج عباده من الظلمات الى النور.
والقران نزل بلسان عربي مبين لان الله لم يرسل رسولا الا بلسان قومه لفرض التبيين وتوضيح امور الرساله صغيرها وكبيرها .
ولكل لغة ميزاتها وخصائصها التي تعين المتكلم بها الى توصيل الفكرة او المعلومة من القائل الى المتلقي
هذه الخاصية تسمى البلاغه او ان شئت فقل اقناع العاطفة .
اخترت لك امثلة منها قوله تعالى:(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون*ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار )
الكلمة الطيبة تشبه الشجرة الطيبة في ثمرها وظلها وثبوت جذورها وسموقها وتأوي إليها الطيور وتتخذ في أغصانها اعشاشا وتحتمي بها من المطر والريح ولو قطعت فلن تنتهي بل ستعود من جديد لتنمو وتكبر وتقاوم الريح مجددا.
بينما الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة ليست ذات جذور ضاربة في الارض ولا اغصان وارفه ولا فائدة دائمة واذا قطعت ذهبت بها الريح وماتت جذورها في التراب .
وهكذا دائما الباطل وان ظن الناس بقاءه فانما ذلك من وحي الشيطان واوهامه وليس له في ارض الواقع وجود
وما مصير الاشتراكية عنا ببعيد فقد ترعرعت ونجت ثم ماتت امام اعين جيلنا ,هذا واذا علمنا ان هذه الاية هي من سورة ابراهيم وعلمنا مناسبة هذه الاية للسورة زاد ذلك البيان بيانا وامتاعا للعاطفة.
موضوع السورة الكبير الحديث عن ابي الانبياء الذي جاء بالكلمة الطيبة الاولى والتي لم تختف منذ ذلك الحين حتى ولو حوربت فانها سرعان ما تنمو وتنمو بينما اعداؤه واعداء ابناءه الانبياء اجتث الله ملكهم وافكارهم
ومكرهم كان لم يكونوا شيئا.
ثم انظر الى سياق الاية السابقة وكيف يتمم النص بعضه بعضها وكيف تتساوق الايات في خطاب العقل اقناعا وخطاب العاطفة امتاعا.
(يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحيواة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء)
فالكلمة الطيبة هي من القول الثابت والقول الثابت هو الذي يثبت الله به من اطاعه.
فيثبتهم بامر متأصل في الفطرة متجذر فيها وينمو على تعاليم الدين ويثمر العمل الصالح ويستظل به خليقة الله من البشر وغيرهم.
وهذه الشجرة وهذا القول إلهي باقي يستمر مع الانسان في حياته وبعد مماته ويصاحبه في قبره وفي عرصات القيامة.
هذا أمر حقيقي وان كان غيبي يقنع العقل وفي نفس الوقت هو واعظ الانسان وناصح امين واستحثاث على العمل الصالح يمتع العاطفة والله اعلم.
غرامة بن يحيى الشهري
Date: Fri, 29 Mar 2013 18:54:34 +0300
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقناع العقل وامتاع العاطفه في اسلوب القران )
خلق الله السماوات والارض وبث فيها من الاسرار والنواميس مالا يحصيه الا الله
،ولكنه قد يرشد بعض خلقه الى بعض من تلك الاسرار لحكمة يراها سبحانه .
وخلق الله العقل للانسان ليسترشد به ويستبصر امور دنياه وآخرته.
وايد الرسل المؤيدين بما يكمل لعقل الانسان قدرته ويداري قصوره.والقرآن
((أنزله الذي يعلم السر في السماوات والارض)) ليخرج عباده من الظلمات الى النور.
والقران نزل بلسان عربي مبين لان الله لم يرسل رسولا الا بلسان قومه لفرض التبيين وتوضيح امور الرساله صغيرها وكبيرها .
ولكل لغة ميزاتها وخصائصها التي تعين المتكلم بها الى توصيل الفكرة او المعلومة من القائل الى المتلقي
هذه الخاصية تسمى البلاغه او ان شئت فقل اقناع العاطفة .
اخترت لك امثلة منها قوله تعالى:(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون*ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار )
الكلمة الطيبة تشبه الشجرة الطيبة في ثمرها وظلها وثبوت جذورها وسموقها وتأوي إليها الطيور وتتخذ في أغصانها اعشاشا وتحتمي بها من المطر والريح ولو قطعت فلن تنتهي بل ستعود من جديد لتنمو وتكبر وتقاوم الريح مجددا.
بينما الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة ليست ذات جذور ضاربة في الارض ولا اغصان وارفه ولا فائدة دائمة واذا قطعت ذهبت بها الريح وماتت جذورها في التراب .
وهكذا دائما الباطل وان ظن الناس بقاءه فانما ذلك من وحي الشيطان واوهامه وليس له في ارض الواقع وجود
وما مصير الاشتراكية عنا ببعيد فقد ترعرعت ونجت ثم ماتت امام اعين جيلنا ,هذا واذا علمنا ان هذه الاية هي من سورة ابراهيم وعلمنا مناسبة هذه الاية للسورة زاد ذلك البيان بيانا وامتاعا للعاطفة.
موضوع السورة الكبير الحديث عن ابي الانبياء الذي جاء بالكلمة الطيبة الاولى والتي لم تختف منذ ذلك الحين حتى ولو حوربت فانها سرعان ما تنمو وتنمو بينما اعداؤه واعداء ابناءه الانبياء اجتث الله ملكهم وافكارهم
ومكرهم كان لم يكونوا شيئا.
ثم انظر الى سياق الاية السابقة وكيف يتمم النص بعضه بعضها وكيف تتساوق الايات في خطاب العقل اقناعا وخطاب العاطفة امتاعا.
(يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحيواة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء)
فالكلمة الطيبة هي من القول الثابت والقول الثابت هو الذي يثبت الله به من اطاعه.
فيثبتهم بامر متأصل في الفطرة متجذر فيها وينمو على تعاليم الدين ويثمر العمل الصالح ويستظل به خليقة الله من البشر وغيرهم.
وهذه الشجرة وهذا القول إلهي باقي يستمر مع الانسان في حياته وبعد مماته ويصاحبه في قبره وفي عرصات القيامة.
هذا أمر حقيقي وان كان غيبي يقنع العقل وفي نفس الوقت هو واعظ الانسان وناصح امين واستحثاث على العمل الصالح يمتع العاطفة والله اعلم.
غرامة بن يحيى الشهري