اقطعوا يد السارق

إنضم
01/06/2007
المشاركات
1,432
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
الأردن - الزرقاء
قال تعالى [FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P114]ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ[/FONT][FONT=QCF_P114]ﭩ[/FONT][FONT=QCF_P114] ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] المائدة: ٣٨
في زمن مضى ، كان في نفسي شيء من هذا الحكم ، وقد نسيت حينها أنه حكم الله سبحانه ، وكان هذا حال الكثيرين من الشباب ، الذين استكبروا قطع اليد فيما هو أقل منها .
وجاء يوم ، رزقني الله بمبلغ من المال أعدُّه كثيرا، خرجت من المصرف ، ووضعته في جيب ثوبي ( دشداشة ) ، توقفت عند بائع ملابس رخيصة مكدسة بشكل فوضوي فوق طاولات خشبية ، وبدأت أنقب فيها باحثا عما قد يناسبني ، توقف إلى جانبي شاب بضع دقائق ، لم أكترث لوقوفه ، اختار قطعتين ، دفع ثمنهما وانصرف ، وقد عجبت من السرعة التي اختار بها ما يريده . وأخيرا اخترت أربع قطع ، ومددت يدي في جيبي لأدفع ثمنها للبائع ، ويا للمصيبة .. لم أجد في جيبي شيئا !
كيف حدث ذلك ؟ قلت للبائع : لقد نُشلت ، سُرق مني ... هل تعرف الشاب الذي كان يقف إلى جواري ؟
قال : الذي اشترى القطعتين ؟
قلت : نعم .
قال : لا ، إنه (.... ) من جنسية عربية . عوضك على الله.. كيف تحمل مثل هذا المبلغ في جيب الثوب ؟ لماذا لم تضعه في الجيب الأمامية ؟
وتذكرت ما كنت أظن فيه قسوة ، قطع يد السارق .
ماذا الآن يا عبدالله ؟ أليس قطع يد السارق هو العدل بعينه ؟
هل يعلم السارق ماذا فعل بك ؟ هل يعلم أنك أشد حاجة منه لما أُخذ منك ؟ ما رأيك الآن ؟
رأيي أن تقطع يداه الاثنتان . ولعلي أستحق ما حدث لي ، لقد استكبرت يوما قطع اليد ، وها هو قد جاء من يعيد إلي رشدي .
عدت إلى البيت ، وكل جوارحي تردد : اقطعوا يد السارق .
 
ماذا لو طُبق حدّ السرقة في البلاد العربية ؟ فقُطعت أيدي النشالين والسارقين ؟
هل كانت الشعوب العربية بحاجة إلى ربيعها هذا ، الربيع الأحمر الذي فتك بعشرات الآلاف الأبرياء ؟
هل كنا سنجد من ملايينها فقيرا أو محتاجا ؟
لو طُبق حكم الله سبحانه ، ما كان أحد يخرج منددا بالفساد ، أو مطالبا بالعدالة ، وما كانت ظاهرة النشل واللصوصية تزداد انتشارا ، لأن الفساد سينعدم ، والعدالة ستؤتي أكلها ، وسينعم الجميع بالأمن والرضى والرخاء ، وستختفي السرقة من حياتنا .
الناس هنا تسرق كل شيء ، كل ما تستطيع الوصول إليه ،حتى أنها تسرق الماء ، وتسرق الكهرباء ، تسرق البضائع من البقالات ،
لا تفعل ذلك من حاجة أو فقر ، بل حبا في السرقة ، والعدائية ، والتمرد على المباديء والقيم النبيلة .
لست مبالغا إذا قلت : إن تطبيق حد السرقة في السارقين - دون رأفة - كفيل بحل ما نعانيه من تحديات ومشاكل .
 
حكى لي صديق عن صديق له من المستكبرين قطع يد السارق : أنه ذهب ليقضي بعض مصالحه وكان معه مبلغ من المال ، فسرق منه المبلغ وتوقفت المصلحة ، فإذا به يقول : قطع اليد قليل عليه ؛ المفروض يحطوه جهنم الحمرا ! ! !
 
قطع يد السارق من الأحكام الإلهية التي أصاب مجتمعاتنا بسبب تعطيلها فساد كبير. إلا أن لقصتك طرفا آخر لا يقل أهمية أخي عبد الله:
لقد رميت أخا لك في الله بتهمة و ادعيت عليه أمرا، فوجبت عليك البينة، و لو كنت في بلد يقيم حد السرقة لألزمك القاضي بها. ولا تملك إلا الظن، و ظنك بالشاب لا يقل سوءاً عن ظن البائع بالدولة العربية.
رأيي أن تقطع يداه الاثنتان
لا يا أخي، ما كان ديننا بالرأي، ولا تقام أحكامه بالأهواء كما هو واقع في بعض البلاد. بل تلزمك البينة على دعواك، فكلاكما أمام القضاء سواء، وكما لا تحب ان يُدعَى عليك، فكذلك هو. وكان من الأدب بك أن تلتمس لأخيك عذرا، ومن أقل العذر أن تتهم نفسك قبل أن تتهمه: فلعل النقود سقطت من جيبك قبل أن تقف على البائع، و لعل..ولعل.
 
عودة
أعلى