اقتراحٌ أرجو أن يجد قبولاً ( آية وتفسير)

إنضم
21/01/2006
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
نريد موضوعاً تفاعلياً يتمثل في اختيار آية من كتاب الله أو أكثر وتفسيرها ، وذكر مافيها من لفتات اعجازية ( علمية أو لغوية) وبيان ذلك والدروس المستفادة من الآية حتى يُستفاد من ذلك في المواعظ والكلمات التي تلقى بعد الصلوات مع ملاحظة :
1- أن يكون التفسير مختصراً.
2- أن تكون الفوائد والدروس المستفادة من الآية تركز على ما يهم الناس في عباداتهم ومعاملاتهم .
 
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: 107]،
تفسيرها
وما أرسلناك - أيها الرسول - إلا رحمة لجميع الناس, فمن آمن بك سَعِد ونجا, ومن لم يؤمن خاب وخسر.
إحصائيات
وردت لفظة رحمة في القران 75 مرة ( والرحمة بمشتقاتها 199 آية موسوعة نظرة النعيم 6/ 2061 )
==== ====أرسل ===== 107 مرات
==== =====العالمين ====63 مرة
الفوائد
الرحمة
تدور مادة ( ر ح م ) حول معنى الرقة والعطف والرأفة . المقاييس لابن فارس 2/498
قال:الجرجاني (هي إرادة إيصال الخير ). التعريفات
وقال الجاحظ : (هي محبة للمرحوم مع جزع من الحال التي من أجلها رحم) . تهذيب الأخلاق للجاحظ ص 24
فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وليس إرهابا ولا قسوة ولا عنف ولا عتو ولا جفاء ولا طغيان للعالمين كما يصوره الأعداء علم ذلك من علم وجهله من جهل فمن تعلم شرعه انكشف له ذلك .
آيات
قال تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159

وقال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ }الفتح29
أحاديث
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ قَالَ « إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ». رواه مسلم
عن عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِى عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِى إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِى ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِى فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِى مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا » . رواه البخاري
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ » .رواه البخاري
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شقي ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ جَاءَ أعرابي إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - « أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ » . رواه البخاري

وعن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا أُحِبُّ أَنَّ لِىَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الآيَةِ (قل يَا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ». رواه أحمد وقال الألباني : (ضعيف) انظر حديث رقم: 4980 في ضعيف الجامع

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ في النَّاسِ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ ».
ان الاطلاع على سيرة المصطفي يجعل الإنسان يعرف مكانة هذا النبي الأمي . وأنه رحمة للعالمين
قال الشيخ ابن سعدي ( إن الشريعة كلها مبنية على الرحمة في أصولها وفروعها ) الرياض الناضرة ص61
ومن الفوائد إن إشاعة الرحمة بين أفراد المجتمع ترفع من مستواه وتجمع شمله
 
المسلم الحاضر
جزاك الله خير على المجهود الطيب, ومشروع جدًا جميل, واصل بارك الله فيك.
 
أخي القسطاس جزاك الله خيرا ونريد مشاركة الأعضاء الفضلاء
 
أخي العزيز . فكرتك عملية ، وفيها فائدة كبيرة مجربة . والناس يصغون إلى معاني القرآن بانتباه ورغبة - ولا سيما إذا أجاد المتحدثُ عرضهاً - لشدة حاجتهم إلي ذلك .
أرجو أن توفق وجميع الفضلاء الراغبين في المشاركة في هذه المشاركة ، وسأحرص على المشاركة ما وجدت إلى ذلك سبيلاً إن شاء الله ، ولا تستعجل في طلب المشاركة ، فطبيعة الفكرة أن تكون على حلقات متتابعة ، تتكامل مع الوقت إن شاء الله .
 
أخي د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
اشكرك وأتمنى ان نستفيد من علمك ومشاركتك وانا في انتظارها
 
قال تعالى:(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده)

قال تعالى:(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده)

التسبيح في القرآن الكريم
"التسبيح ورد في كتاب الله بصور شتى، ورد (سبحان)، في أول سورة الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده)، هذا تنزيه لنفسه، فكأن الله منزه نفسه قديماً قبل أن يخلق خلقاً يطلب منه أن ينزهه، مثلما قال في الوحدانية: (شَهِد الله أنه لا إله إلا هو).

إذن الحق يقول: (سبحان) لم يطلب من أحد، فكأن التنزيه ثابت لله قبل أن يخلق خلقاً يأمرهم بأن ينزهوه، وما دام التنزيه ثابت لله، إذن تنزيهي لله لن يوجِد التنزيه، فهو ثابت لله قبل أن يخلق الخلق، فالفائدة ليست على المنزَّه، إنما تعود على المنزِّه.

ثم جاء (سَبَّحَ) بمعنى الماضي، (سبَّح لله ما في السموات وما في الأرض)، و(سبَّحَ له ما في السموات والأرض)، بالماضي، .. إذن التسبيح ثابت قبل أن يُخلق المسبِّح، ولما خُلِق المسبِّح سَبَّحَ.

وهل سبَّحَ مرة وانقطع عن التسبيح؟

لا .. (يسبِّح لله ما في السموات وما في الأرض).

إذن فيا أيها الإنسان الذي تريد أن تعيش في منهج ربك، لا تشذّ عن نغم الوجود في التسبيح، ما دام (سبحان) لله، وما دام السماء والأرض وكل المسخرات سبَّحَت، وما دام تسبيحها مستمراً: (يسبَّح)، فلا يكن تميزك عن سائر المخلوقات بفكرك مانعاً لك من أن تشترك مع الكون كله في نغم ذلك التسبيح، فلا تكن نغمة شاذة في الوجود، فإن الوجود كله مسبِّح، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: (وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)". [المختار من تفسير القرآن العظيم، محمد متولي الشعراوي، (16:3)].
 
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}(24) {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (25) سورة إبراهيم

الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة .. فكما ان الشجرة تتفاعل مع عناصرالكون لتنتج ثمرا طيبا, كذا الكلمة الطيبة يجب ان تكون .. تتفاعل مع عناصر الكون والتاريخ والثقافات والمجتمعات لتخرج طيبة .. والله اعلم ..
 
جزاكم الله خير ( باحثة وسيف الدين ) وهذا مانريد ان نعود الى كتاب الله ونقف مع كلام ربنا
 
{اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين )(يوسف/93) .
تمكن العالم المسلم الأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية من الحصول على براءتي اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوربية عام 1991م ، والثانية براءة الاختراع الأمريكية عام 1993م ، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاماً من نصوص سورة يوسف عليه السلام وفي حوار أجراه معه الأستاذ أحمد الصاوي نشر في المجلة العربية ، تحدث الأستاذ الدكتور عبد الباسط عن قصة هذا الاختراع .
بداية البحث : من القرآن الكريم كانت البداية ، ذلك أنني كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل في سورة يوسف فاستوقفتني تلك القصة العجيبة ، وأخذت أتدبر في الآيات الكريمات التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام ، وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده ، وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء ، ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير على وجهه فارتد بصيرا .

وأخذت أسال نفسي ، ترى ما الذي يمكن أن يوجد في قميص يوسف حتى يحدث ذلك الشفاء وعودة الإبصار إلى ما كان عليه ، ومع إيماني بأن القصة تحكى معجزة أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله هو سيدنا يوسف عليه السلام إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر ماديـًا يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت أحداثها في وقتها ، وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث .

ما هي المياه البيضاء : البياض الذي يصيب العين أو المياه البيضاء والتي تسمى " الكاتركت " عبارة عن عتامة تحدث لعدسة العين تمنع دخول الضوء جزئيـًا أو كليـًا ، وذلك حسب درجة العتامة ، وعندما تبلغ هذه العتامة حدها الأقصى تضعف الرؤية من رؤية حركة اليد على مسافة قريبة من العين إلى أن تصل إلى الحد الذي لا يميز الإنسان فيه شيئـًا مما يراه .

ولتقريب الصورة من القارئ نقول إن زلال البيض شفاف يسمح بمرور الضوء أو يمكن رؤية الأشياء من خلاله ، وعند تسخينه فإنه يتجلط ويتحول إلى التوزيع العشوائي ويصبح معتمـًا لا يمكن رؤية الأشياء من خلاله ، وهذه هي العتامة .

الأسباب التي تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء : هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء أو العتامة :


قد يتعرض الإنسان " لخبطة " أو ضربة مباشرة على عدسة العين الموجودة خلف القرنية ، الأمر الذي يسبب تغيرًا في طبيعة البروتين أي في ترتيبه وتناسقه وهو ما يسبب تغيرًا في درجة انطواء البروتين في نقطة " الخبطة " أو الضربة ، وتكون هذه نواة لاستمرار التغير وزيادة درجات الانطواء والعشوائية .

قد يولد بها الطفل وهو صغير ولا يُعرف لها سبب واضح .

طبيعة العمل ، فالإنسان الذي يتعرض لاختلاف درجات الحرارة مثل عمال الأفران فرغم أن العين شحمة تقاوم التغير في درجات الحرارة إلا أن استمرار التعرض لدرجات حرارة عالية قد يسبب هذا التغير التدريجي .

كذلك تعرض الإنسان لأنواع مختلفة من الإشعاع أو الضوء المبهر ، وكذلك عمال اللحام الذين لا يستخدمون واقيـًا للأطياف المنبعثة من اللحام .

العتامة الناتجة من كبر السن ، حيث إن بروتين كبسولة العين لا يتغير منذ الولادة ، لذلك يأتي وقت في أواخر العمر تحدث فيه نواة التغير وتستمر حتى تصل إلى حالة العتامة الكاملة .

وجود بعض الأمراض مثل مرض السكر الذي يزيد من تركيز السوائل حول عدسة العين ويمتص ماء العدسة ، وذلك يسبب ظهور " الكاتركت " سريعـًا .
علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء : هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء ، حيث إن الحزن يسبب زيادة هرمون " الأدرينالين " وهذا يعتبر مضادًا " للأنسولين " وبالتالي فإن الحزن الشديد ـ أو الفرح الشديد ـ يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم ، وهو أحد مسببات العتامة ، هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء .

العلاج بالقرآن : كما سبق وأن أشرت إلى أن عدسة العين مكونة من كبسولة بها بروتين يكون موزعـًا ومرتبـًا ومنسقـًا في صورة صغيرة وأن تغير طبيعة هذا البروتين ، أي تغير درجة الترتيب والتنسيق يؤدي إلى توزيع عشوائي الأمر الذي يسبب العتامة ، لذلك كان التفكير في الوصول إلى مواد تسبب انفرادًا للبروتين غير المتناسق بتفاعل فيزيائي وليس كيميائي حتى يعود إلى حالة الانطواء الطبيعية المتناسقة ، ولما كان هذا الأمر لا يوجد به بحوث سابقة في الدوريات العلمية ، لذلك كان يمثل صعوبة في كيفية البداية أو الاهتداء إلى أول الطريق ، ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام ، فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قول الله تعالى : ( وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )(يوسف/84) .

وكان ما فعله سيدنا يوسف بوحي من ربه أن طلب من اخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء : ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين )(يوسف/93) .

( ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرًا ، قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون )(يوسف/94ـ96) .

......... من هنا كانت البداية والاهتداء .

ماذا يمكن أن يوجد في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء ؟ وبعد التفكير لم تجد سوى العرق ، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعمليات الجراحية التقليدية ، وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان السؤال التالي : هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة ، أم إحدى هذه المكونات ؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية ، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيـًا ، وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعـًا زوال هذا البياض ورجوع الإبصار في أكثر من 90% ، أما الحالات التي لم تستجب فوجد بالفحص الإكلينكي أن بروتين العدسة حدث له شفافية ، لكن توجد أسباب أخرى مثل أمراض الشبكية هي التي تسببت في عدم رجوع قوة الإبصار إلى حالتها الطبيعية .

معالجة بياض القرنية : هناك أيضـًا بياض قرنية العين ، قد يكون ضعف الإبصار نتيجة حدوث بياض في هذه القرنية ، وهو ما ينتج من تجلط أو تغير طبيعة بروتين القرنية ، وثبت أيضـًا بالتجريب أن وضع هذه القطرة مرتين يوميـًا لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض بالقرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء ، وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد أسبوعين .

المزيد من البحوث : القرآن الكريم لا تفنى عجائبه وفي اعتقادي أن العكوف على القراءة الواعية لنصوص القرآن والسنة سوف تفتح آفاقـًا جديدة في شتى المجالات كلها لخدمة الإنسان في كل مكان .

دواء قرآني : وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيعه أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه دواء قرآني حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا والآخرة .

شعور المسلم : شعوري هو شعور المسلم الذي يؤدي زكاة العلم ، فكما أن هناك زكاة المال فهناك زكاة يجب أن نؤديها على العلم الذي وهبنا الله وهي أن نستغله في خير الناس ومساعدتهم ، أشعر أيضـًا ومن واقع التجربة العملية بعظمة وشموخ القرآن ، وأنه كما قال الله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )(الإسراء/)

منقوووووووووول
 
أخي د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري والأخوة الأعضاء
انا في انتظارمشاركتكم
 
يا أيها النبي حسبك الله

يا أيها النبي حسبك الله

{ يا أيها النبي حسبك الله}

حسبك الله يكفيك من كل ما أهمّك، فيحفظك في الأزمات، ويرعاك في الملمّات، ويحميك في المدلهمّات، فلا تخش ولا تخف ولا تحزن ولا تقلق.

حسبك الله فهو ناصرك على كل عدو، ومظهرك على كل خصم، ومؤيدك في كل أمر، ويعطيك إذا سألت، ويغفر لك إذا استغفرت، ويزيدك إذا شكرت، ويذكرك إذا ذكرت، وينصرك إذا حاربت، ويوفّقك إذا حكمت.

حسبك الله فيمنحك العز بلا عشيرة، والغنى بلا مال، والحفظ بلا حرس، فأنت المظفّر لأن الله حسبك! وأنت المنصور لأن الله حسبك، وأنت الموفق لأن الله حسبك، فلا تخف من عين حاسد ولا من كيد كائد، ولا من مكر ماكر، ولا من خبث كافر، ولا من حيلة فاجر لأن الله حسبك.

وإذا سمعت صولة الباطل، ودعاية الشرك، وجلبة الخصوم، ووعيد اليهود، وتربّص المنافقين، وشماتة الحاسدين، فاثبت لأن حسبك الله.

إذا ولّى الزمان، وجفا الإخوان، وأعرض القريب، وشمت العدو، وضعفت النفس، وأبطأ الفرج، فاثبت لأن حسبك الله.

إذا داهمتك المصائب، ونازلتك الخطوب، وحفّت بك النكبات، وأحاطت بك الكوارث، فاثبت لأن حسبك الله، لا تلتفت الى أحد من الناس، ولا تدع أحدا من اليشر، ولا تتجه لكائن من كان غير الله.. لأن حسبك الله.

إذا ألمّ بك مرض، وأرهقك دين، وحلّ بك فقر، أوعرضت لك حاجة، فلا تحزن لأن حسبك الله.

إذا أبطأ النصر، وتأخر الفتح، واشتد الكرب، وثقل الحمل، وادلهمّ الخطب، فلا تحزن لأن حسبك الله، أنت محظوظ لأنك بأعيننا، وأنت محروس لأنك خليلنا، وأنت في رعايتنا لأنك رسولنا، وأنت في حمايتنا لأنك عبدنا المجتبى ونبيّنا المصطفى.
المرجع محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
الشيخ عائض القرني
 
قصص سورة الكهف

قصص سورة الكهف

إن بعض السور القرآنية ذكر فيها أكثر من قصة لم تذكر في غيرها، فإذا نظرنا لهذه القصص وجدناه ذا ترتيب بديع، عجيب الشأن، إذ هو يكوِّن منهجاً متكاملاً لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون أفراداً وجماعات.

ولنأخذ سورة الكهف مثلاً، فلقد انفردت بقصص ثلاث لم تُذكر في سواها، وهي قصة أهل الكهف، وقصة موسى مع العبد الصالح، وقصة ذي القرنين.
والذي يبدو لنا ـ والله أعلم بما ينزل ـ أن ذلك إيحاء للمسلمين ليدركوا العناصر الرئيسة التي لا بد أن تتوفر في شخصيتهم.

فقصة أهل الكهف تمثل عنصر العبادة، والعقيدة، ولما كان أكثر ما يزلزل هذه العقيدة في النفوس ويفسد هذه العبادة، أمران اثنان، هما: طغيان وإغواء الشيطان ذكرا بعد هذه القصة مباشرة حتى يستطيع المسلمون أن يحصنوا عقائدهم، ويحافظوا على عباداتهم، فذكرت قضية المال وما يسببه من طغيان في قوله تعالى: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب) [الكهف:32]، وذكر الأمر الآخر، وهو اجتيال الشيطان للناس في قوله سبحانه: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [البقرة:34].

وبعد ذلك ذكرت القصة الثانية، وهي قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع العبد الصالح، وهذه القصة إنما تبين عنصراً آخرَ لا بد أن يتوفر للمسلم، وهو عنصر العلم، ذلك أن العبادة بدون علم لا يأمن صاحبها على نفسه من أن يضل ويطغى، وتزلّ قدم بعد ثبوتها، ولعل حديث جريج الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُثبت ذلك، فلقد جاء أن جريجاً كان عبداً واتخذ صومعة له بعيداً عن الناس، وكانت أمه يهفو إليه قلبها، فتذهب لرؤيته، فتجده يتنفل في صلاته وتناديه فيأبى أن يكلمها، ففعل ذلك أكثر من مرة، وفي المرة الثالثة دعت عليه أن لا يميته الله حتى يريه وجوه المومسات، واستجاب الله الدعوة، وفي هذا الحديث تقرير لفضل العلم، وأن العبادة وحدها لا تفي بما يريده الإنسان من سعادة، فلقد كان جريج عابداً بغير علم.

أما القصة الثالثة في سورة الكهف فهي قصة ذي القرنين، وهي تمثل العنصر الثالث في حياة المسلمين، وهو عنصر الجهاد.

وهكذا رأينا هذه السورة الكريمة تحدثنا عن القضايا الأساسية التي لا بد للمسلمين منها:
العقيدة، والعلم، والجهاد.

[المصدر: القصص القرآني، إيحاؤه ونفحاته، د.فضل حسن عباس، ص24]
 
سبحان الله
إن القرآن لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ، وهاهم يستنبطون منه مرة بعد مرة ، ولا يمكن أن تنفد فوائده ، ولقد قرأت في سورة الكهف بعض الكتب المتنوعه ، ورأيت لكل عالم استنباطاته الصحيحة التي لا تعارض استنباط غيره ، والأمر كما قيل : النِّكتُ لا تتزاحم ، فهذا الاستنباط لموضوعات قصص سورة الكهف حسن جدًّا ، ولو فتَّش الباحث لوجد من الاستنباطات ما يغايرهذه ولا يناقضها ، وقد بنى عبد الحميد طهماز كتابه في التفسير الموضوعي لسورة الكهف على موضوع الفتن وكيفية النجاة منها ، وبنى شيخنا مصطفى مسلم في كتابه التفسير الموضوعي في تفسيره لهذه السورة على موضوع القيم في سورة الكهف .
وهذه السورة عظيمة جدًّا ، وفيها من الفوائد ما يصلح أن يكون موضوعًا للمدارسة .
ولو كان الأعضاء يشاركون بفاعلية أكثر لاقترحت أن يكون لكل شهر سورة يذكر فيها الأعضاء ما يجدونه من استنباطات ومُلحٍ فيها ، لكن الملاحظ أن التفاعل في مثل هذه الموضوعات قليل وللأسف ، مع كثرة المطالبة بأن يُوجد لهذا الملتقى صدى يفيد العامة ، ولا يكون محصورًا على أهل التخصص ، وهذه الفكرة مما يصلح للجميع ، ولعلي أشاور فيها الإخوة المشرفين ، ونضع لها خانة مثبته تدور حولها النقاشات ، لنرى الطريقة المثلى لصنع مثل هذا الأمر ، وأسأل الله التيسير .
 
الادعاء بعلاج " الكتاراكت " بقطرة من العرق إعلان تجاري و تعريض القرآن للرد

الادعاء بعلاج " الكتاراكت " بقطرة من العرق إعلان تجاري و تعريض القرآن للرد

المسلم الحاضر قال:
{اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين )(يوسف/93) .
تمكن العالم المسلم الأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية من الحصول على براءتي اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوربية عام 1991م ، والثانية براءة الاختراع الأمريكية عام 1993م ، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاماً من نصوص سورة يوسف عليه السلام وفي حوار أجراه معه الأستاذ أحمد الصاوي نشر في المجلة العربية ، تحدث الأستاذ الدكتور عبد الباسط عن قصة هذا الاختراع .
بداية البحث : من القرآن الكريم كانت البداية ، ذلك أنني كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل في سورة يوسف فاستوقفتني تلك القصة العجيبة ، وأخذت أتدبر في الآيات الكريمات التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام ، وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده ، وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء ، ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير على وجهه فارتد بصيرا .

...................
..................

.................

......... من هنا كانت البداية والاهتداء .

ماذا يمكن أن يوجد في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء ؟ وبعد التفكير لم تجد سوى العرق ، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعمليات الجراحية التقليدية ، وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان السؤال التالي : هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة ، أم إحدى هذه المكونات ؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية ، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيـًا ، وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعـًا زوال هذا البياض ورجوع الإبصار في أكثر من 90% ، أما الحالات التي لم تستجب فوجد بالفحص الإكلينكي أن بروتين العدسة حدث له شفافية ، لكن توجد أسباب أخرى مثل أمراض الشبكية هي التي تسببت في عدم رجوع قوة الإبصار إلى حالتها الطبيعية .
........................
. ......................

المزيد من البحوث : القرآن الكريم لا تفنى عجائبه وفي اعتقادي أن العكوف على القراءة الواعية لنصوص القرآن والسنة سوف تفتح آفاقـًا جديدة في شتى المجالات كلها لخدمة الإنسان في كل مكان .

دواء قرآني : وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيعه أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه دواء قرآني حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا والآخرة .

...................
...................

منقوووووووووول

_______________________________________________

كلام ذلك الباحث - د . عبد الباسط محمد سيد - هو من قبيل الادعاء الزائف البعيد عن الحقيقة ، و هو نوع من الإعلان التجاري الرخيص و المعيب ، و فيه تعريض القرآن الكريم للتكذيب ، إذ ما ادعى نسبته للقرآن يرده الواقع المشهود قبل أن يرده المعنى المستفاد من التفسير الصحيح لتلك الآية ، فقد كان رد بصر يعقوب عليه السلام كرامة له ، و لم يكن عاما لغيره
[ و هذا ليس انتقاصا و لا تقليلا من التداوي بالقرآن ، فهو شفاء للنفوس و للأبدان بلا ريب ] ،

- و أذكر أنه عقد مؤتمر شارك فيه أطباء عيون و علماء دين - من مدة طويلة - و بيَنوا عدم صحة ذلك الادعاء ، و طالبوا بالتزام المنهج العلمي في البحث من الناحية الشرعية و الطبية ...

- و ذلك الباحث ادعى توصله لعلاج فيروس (سي) الكبدي ، و خدع كثير من المرضى ،
و نشرت الصحف في مصر قيامه بنقل كتاب لغيره و وضع اسمه عليه ، و أجرت حوارا مع كاتبه الحقيقي

- و قد ذكرت هذا لكيلا يعود التكذيب و التشكيك إلى القرآن الكريم ، كلام رب العالمين ، كله حق و صدق ، و لا ينقضه الواقع المشهود في أي قضية ،
و قد كتبت هذا على عجالة ، و ربما ييسر الله لي العثور على ما يتعلق بذلك الزعميب
 
إضافة لما تفضل به الدكتور أبو بكر خليل

وماذا عن القطرة القرآنية ؟؟



قطرة العرق

بقلم الدكتور محمد السقا عيد

ماجستير في طب العيون عضو الجمعية الرمدية المصرية

r حوار مع صاحب الاختراع.

r آراء الأطباء والعلماء.

r الأطباء يرفضون

r المعجزة والإعجاز.

r توصيات الندوة حول ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

تحدثت الصحف العربية حول هذا الموضوع وهللت لهذا الاختراع الجديد فما هي يا ترى حقيقة هذه القطرة ؟؟ هل هي فرقعة صحفية أم حقيقة واقعة؟ هذا ما سنراه في الصفحات التالية بإذن الله تعالى.

§ بداية سأتناول على عجالة سريعة إحدى المجلات العربية التي أجريت حواراً مع صاحب القطرة القرآنية وسأذكر قصده وحجته في ذلك ثم أسرد بعد ذلك آراء الأطباء الذين يرفضون التعامل مع هذه القطرة وأسبابهم في ذلك.

§ في عددها رقم (224) للسنة العشرين إصدار رمضان 1416هـ - فبراير 1996 طالعتنا "المجلة العربية" السعودية بالعنوان التالي : "براءة اختراع دولية لأول قطرة عيون قرآنية" ثم في السطر التالي : عالم مسلم يقوم بتصنيع قطرة لمعالجة المياه البيضاء ومستوفاة من قصة سيدنا يوسف.

وهذا المقال عبارة عن حوار بين صاحب هذا الاختراع وهو الدكتور / عبد الباسط سيد محمد الباحث بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة ج.م.ع وبين مراسل المجلة العربية. وخلاصة الحوار أن د. عبد الباسط استوحى فكرة هذه القطرة من قوله تعالى في سورة يوسف آية (93) "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ".

كما فسر بياض عين سيدنا يعقوب عليه السلام في قوله تعالى في سورة يوسف : "وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" بالمياه البيضاء أو الكتاركتا.

ثم تطرق لشرح علمي مبسط لعملية المياه البيضاء وكيف أن عدسة العين مكونة من كبسولة بها بروتين. هذا البروتين عبارة عما يسمى بـ "الفاكريستالين" و"بيتاكريستالين" و"جاما كريستالين" و "زلال" وأن تغير طبيعة هذا البروتين هي التي تسبب تلك العتامة التي تبدأ ثم تزداد تدريجياً. ووضح أن هذا البروتين الموجود في كبسولة عدسة العين يكون موزعاً ومرتباً ترتيباً متناسقاً في صورة صغيرة مكونة من ذراعين مطويتين حول بعضهما في صورة متناسقة لكي تؤدى وظيفتها في إنفاذ الضوء الساقط على العين ، وأن تغير طبيعة هذا البروتين هو تغير في درجة التناسق والترتيب الدقيق وأن هذا التغير يؤدى إلى توزيع عشوائي وضرب مثلاً لتقريب هذه الصورة بزلال البيض الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء أو يمكن رؤية الأشياء من خلاله ، وعند تسخينه فإنه يتجلط "Coagulation" ويتحول إلى التوزيع العشوائي ويصبح معتماً لا يمكن رؤية الأشياء من خلاله وهذه هي العتامة.

ثم تطرق الدكتور عبد الباسط إلى أسباب الكتاركتا وعلاقة الحزن بالإصابة بالكتاركتا ووضح أن هناك علاقة بين الحزن والإصابة بالمياه البيضاء حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون "الأدرينالين" وهذا يعتبر مضاداً "للأنسولين" وبالتالي فإن الحزن الشديد أو الفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة في سكر الدم وهو أحد أسباب العتامة، هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء.

وتطرق الحوار بعد ذلك إلي علاج المياه البيضاء وذكر د. عبد الباسط أن العلاج حتى وقتنا الحالي يتركز في الجراحة بإزالة العدسة المعتمة وزرع عدسة داخل جزء الكبسولة.

وبين أن هذه الجراحات لا تعيد النظر إلى ما كان عليه، كما أن ذلك يتبعه كثير من المضاعفات ... ووضح أن هناك أيضاً بعض قطرات العين ووظيفتها تأخير الوصول إلى العتامة عند ظهور المبادئ الأولية لها.

وتطرق إلى الحديث عن تحويل البروتين إلى حالته بعد تجلطه وبين أنه توجد في المراجع والدوريات العلمية محاولات عامة تركز على تحويل البروتين وخاصة زلال البيض إلى حالته قبل تجلطه ، وقد أمكن بالطريقة الكيميائية هذا التحول لكن بصورة جزئية وليس بصورة كاملة ، ولكن هذا التحويل الكيميائي لا يمكن إجراؤه في بروتين العدسة.

لذلك كان تفكير د. عبد الباسط للوصول إلى مواد تسبب انفراد للبروتين غير المتناسق بتفاعل فيزيائي وليس كيميائي حتى يعود إلى حالة الانطواء الطبيعية المتناسقة. ووضح أنه لما كان هذا الأمر لا يوجد به بحوث سابقة في الدوريات العلمية لذلك كان يمثل صعوبة في كيفية البداية أو الاهتداء إلى أول الطريق. وكان الحل في قميص سيدنا يوسف (قميص الشفاء)

وبعد التفكير في ماذا يمكن أن يوجد في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء ! كان الاهتداء إلى العرق وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا (والكلام على لسان د. عبد الباسط) العدسات المستخرجة من العيون بالعمليات الجراحية التقليدية وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ، ثم كان السؤال التالي : هل كل مكونات العرق فعالة في هذه الحالة ؟ أم إحدى هذه المكونات ؟ وبالفعل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الرئيسية وهى مركب من مركبات البولينا (الجواندين) والتي أمكن تحضيرها كيميائيا. وبإجراء التجارب على حيوانات التجارب المستحدث بها عتامة أو بياض لعدسة العين عن طريق الإشعاع أو عن طريق ما يسمى (بالعتامة المتسببة بالجلاكتوز) وجد أن وضع هذه المركبات المحضرة كيميائيا تسبب بياضاً لعدسة العين. وظهر هذا أولاً من اتجاه حيوانات التجارب (الأرانب) للبرسيم. كما أظهرت الفحوص الطبية باستخدام المصباح الشقي (Slit Lamp)وكذلك التصوير بالموجات فوق الصوتية وانعكاس الضوء الأحمر من عدسة العين.

ويستطرد د. عبد الباسط فيقول :

وتطًّلب الأمر بعد ذلك إجراء الفحوص على عينة فسيولوجية مكونة بالحاسب الآلي والتي يتم حجز نصف الساعة بها بمقدار (ربع مليون دولار) وتم إحداث عتامة لعدسة العين وحساب كمية الضوء النافذ من خلالها قبل وضع القطرة فوجد أنها لا تزيد عن 2% وبوضع القطرة وجد أن كمية الضوء النافذ تزداد من 2% إلى 60% في خلال ربع ساعة ثم 90% خلال عشرين دقيقة ثم 95% خلال ثلاثين دقيقة ثم 99% خلال ساعة.

ووضح د. عبد الباسط أن هذه القطرة ليست لها أية آثار جانبية بالمرة على حيوانات التجارب وكذلك بالنسبة للإنسان سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعاً زوال هذا البياض ورجوع الإبصار في أكثر من 90%. أما الحالات التي لم تستجب فوجد بالفحص الاكلينيكى أن بروتين العدسة حدث له شفافية لكن توجد أسباب أخرى مثل أمراض الشبكية هي التي تسببت في عدم رجوع قوة الإبصار إلى حالتها الطبيعية.

ويوضح د. عبد الباسط أن هذه القطرة تعالج أيضاً بياض قرنية العين ، فقد ثبت أن وضع هذه القطرة مرتين يومياً لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن الإبصار. وأعتقد أن هذا أفضل من عملية الترقيع الصعبة والتي قد تنقل أمراضاً فيروسية للمريض منها الإيدز ، علاوة على عدم رجوع البياض إلى صورته الطبيعية.

ثم نختتم كلام د. عبد الباسط بتسجيله براءة هذا الاختراع حيث يقول : أرسلت صورة البحث إلى براءة الاختراع الأوربية ثم الأمريكية وتولى الأمر أحد بيوت الخبرة هناك، ثم شكلت لجنة لامتحان الاختراع وقد أجيز من براءة الاختراع الأوربية عام 1991 ومن براءة الاختراع الأمريكية عام 1993.

هذا هو مجمل كلام د. عبد الباسط عن اختراعه الجديد (القطرة القرآنية).
والآن تعالى معي -عزيزي القارئ- لنناقش هذا الكلام بالمنطق وبالمعقولية العلمية ونعرض لآراء أهل الذكر بالنسبة لهذا الموضوع من أطباء وعلماء ... لنصل معاً إلى حقيقة هذا الاختراع.

وسنستند في مناقشتنا إلى ندوة "الأهرام" حول ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتي أثارتها جريدة "الأهرام القاهرية" خلال أسبوعين متتالين على صفحة "الفكر الديني" بعددي الجمعة رقم (40051) للسنة (120) (إصدار 17 ربيع الأول 1417 هـ الموافق الثاني من أغسطس عام 1996م. والعد رقم (40058) للسنة (120) إصدار 24 ربيع الأول 1417 هـ الموافق التاسع من شهر أغسطس عام 1996م.

في البداية وبعد أن قرأنا كلام د. عبد الباسط فإن هناك العديد من التساؤلات وهى :

- هل العرق الذي بقميص سيدنا يوسف هو الذي شفى والده يعقوب من العمى أو ابيضاض العين ؟؟

- وهل أي قميص به عرق كان سيلقى على وجه سيدنا يعقوب كان سيؤدى إلى شفائه؟

- أم لأن سيدنا يوسف نبي؟

- أم لأنه الابن المفقود الذي تسبب حزن أبيه على فقده إلى فقدان بصره ؟

"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "

· لقد كان سيدنا يعقوب عليه السلام نبياً أيضاً فلماذا لم يستخدم قميصه هو ؟؟

· هل أي عرق يوضع في أي عين يؤدى إلى شفائها؟ ... إلى آخر تلك التساؤلات.

وحرصاً منا على قدسية الدين والعلم وتقديراً لأهمية إتباع المنهج العلمي السليم عند التدليل على إعجاز الآيات القرآنية. فقد دعت (صفحة الفكر الديني) بجريدة الأهرام المصرية صفوة من أطباء العيون وكبار العلماء إلى ندوة علمية طبية ناقشت على صفحاتها خلال أسبوعين متتالين هذه القضية من أجل الوصول إلى وسيلة تحفظ للعلم والدين قدسيتهما وفى نفس الوقت عدم غلق الأبواب أمام المجتهدين على كافة المستويات.

الأطباء يرفضون !!

بعرض هذا الكلام على الأستاذ الدكتور سيد سيف عميد المعهد القومي لليزر ورئيس أقسام الرمد بطب القصر العيني قال سيادته بأنه لعلاج هذه الحالة (ويقصد المياه البيضاء) ليس هناك سبيل حتى الآن سوي إجراء الجراحة لإزالة العدسة المعتمة ويمكن زرع عدسة بدلاً منها أو استبدالها بعدسة لاصقة تبعاً للحالة.

أما مسألة أن يكون هناك علاج كيماوي، وعن طريق القطرات لهذه الحالة فلم يثبت صحته حتى الآن. وقد قامت بعض شركات الأدوية الألمانية والأمريكية واليا بانية بعمل قطرات من مركبات معروفة لعلاج هذه الحالة لكنها لا تجدي في العلاج. لذلك قررنا (والكلام على لسان د. سيد سيف) في لجنة الأدوية وكنت عضوا بها عدم استيراد تلك القطرات لأنها إهدار للمال العام. ثم يستطرد د. سيد سيف ويقول:

والحقيقة أنني فوجئت بالكلام المنشور عن طريق قطرة من العرق بل ومستوحاة من القرآن الكريم، فهذا كلام غير علمي بالمرة وحتى إثارته لا تكون على صفحات الجرائد العادية لكن له المسارات العلمية المعروفة، لأن عيون الناس أمانة ويجب أن لا نخون الأمانة... والأخطر من ذلك إقحام القرآن على أنه دليل على صدق القرآن وهذا مالا يقبل أبداً.

أما عن مسألة العرق وما به من مادة البولينا – والكلام مازال على لسان د. سيد سيف - فكنت قد قرأت للدكتور (يورك إلدر) وهو صاحب أكبر موسوعة علمية عن الرمد على مستوى العالم عن إمكانية إذابة عدسة العين في البولينا وبدأ التفكير في عمل أبحاث حول تذويب العدسة كيميائياً، وقام بها الدكتور مصطفى نصار وثبت أنها تسبب التهابات شديدة في القرنية والقزحية (نني العين) فتوقفنا عن هذه الأبحاث خاصة وأن (الليزر) سوف يحل هذه المسائل قريباً إن شاء الله بشكل أفضل كثيراً وأسرع وأكثر أماناً من الطرق الكيماوية.

وعن إمكانية استخدام العرق لعلاج المياه البيضاء بديلاً عن العمليات الجراحية يضيف الأستاذ الدكتور طه الشيوى رئيس قسم الرمد بكلية طب القصر العيني... من الناحية العلمية هناك ثلاث نقاط:

1- هذه المواد التي يخرجها الجسم أدخلها في صورة عرق أو غيره هي مواد سامة يتخلص منها الجسم... فكيف أدخلها له مرة أخرى ؟

2- كيف تدخل القطرة العدسة الداخلية للعين وبالتركيز المطلوب ؟

3- حتى إذا فرض أننا أذبنا الجزء المعتم من العدسة هل لن تتأثر الشبكية ؟؟ وأين ستذهب الأجزاء المذابة ؟ كما أن الخلايا المتبقية ستكبر مرة أخرى.

ثم يستطرد د. طه الشيوي ويقول:

إنه بمجرد التفكير في الوسيلة تستوقفني مسائل كثيرة... فكيف يصل الأمر إلي تداولها في السوق.

أما الأستاذ الدكتور معتز المرزوقي مستشار الرمد وعضو المجلس الأعلى بالشئون الإسلامية فيبدأ في تحليل الموضوع من الناحية المنطقية ثم يسترسل إلى الناحية الطبية فيقول:

من الناحية المنطقية:ليس من المعقول أن يظل عرق سيدنا يوسف موجوداً بالقميص طوال هذه الرحلة من مصر إلى الشام، وحتى لو فرض أن القميص مملوء بالعرق فهل دخل العرق كله في عين سيدنا يعقوب ؟ ثم يقول :

ليس هناك أي قطرة تضيع أي مرض في لحظة إطلاقاً ... فالمريض يعالج أسبوعاً أو عشرة أيام أو ثلاثة أيام على الأقل حتى تؤدى إلى أي تأثير علمي أو تأثير كيماوي أو حيوي.

كما أن أكثر البلاد إصابة بالمياه البيضاء هي البلاد الحارة والمفروض أن العرق في أعينهم طوال النهار.

ويكاد يُجمع الأطباء على أنها معجزة بكل المقاييس... وكما نعلم أن المعجزة الإلهية فوق العلوم وفوق كل المقاييس لأنها متعلقة بالله تعالي وبـ "كن فيكون" كما يقول الأستاذ الدكتور أحمد شوقي.

ويستطرد د. معتز المرزوقي قائلاً: إن المعجزات قدرات إلهية يعطيها القادر سبحانه وتعالى بحكمته إلى من يشاء من عباده... ولو استطعنا أن نفسر هذا فكيف نفسر عدم احتراق سيدنا إبراهيم بالنار ؟ فهل منعه العرق من النار؟

ثم يعرض الدكتور معتز المرزوقي تفسيرين لمسألة شفاء سيدنا يعقوب من أثر قميص سيدنا يوسف عليه السلام نذكر منهما الاحتمال الثاني وهو الأقرب إلى الصواب والذي وافق عليه بعض أطباء الندوة وهو: أنه عندما حزن على سيدنا يوسف فقد الإبصار لأسباب نفسية وليست عضوية.

وتعبير "ابيضت عيناه" قد يعنى أنه أصبح يري بياضاً فقط وليس أن عينيه أصبح لونها أبيض. وهذا يحدث في الصدمات النفسية. وعندما ألقى عليه قميص سيدنا يوسف بما فيه من رائحته التي يعرفها جيداً "وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ" سُّر سروراً شديداً وحدثت له صدمة عصبية مقابلة لصدمة حزنه عليه فأرتد إليه بصره".

وهذا يحدث في حياتنا كثيراً ليس فقط بالنسبة للإبصار وإنما لأعضاء الجسم الأخرى كالشلل العصبي وغيره... ثم ينهى كلامه بقوله: وإن كنت أفضل عدم الدخول في تفسير المعجزات بأية تفسيرات مادية.

المعجزة غير الإعجاز:

يقول أ.د. أحمد شوقي إبراهيم عضو جمعية الأطباء الملكية بلندن واستشاري الأمراض الباطنية والقلب.

هناك فرق هائل بين المعجزة والإعجاز العلمي ... فالمعجزة لا يمكن فهمها وتفسيرها بعلومنا التجريبية. أما مجال الإعجاز العلمي فهو أن يكتشف العلماء حقائق علمية جديدة في أي فرع من فروع العلم لم تكن معروفة للعلماء من قبل فإذا بها موجودة في القرآن والسنة... والذي لا يفهم الفرق بين الإعجاز العلمي والمعجزة يختلط عليه الفهم ويستعصى عليه التفسير الصحيح. نجد ذلك مثلاً في المعجزة التي أجراها الله تعالى على النبي يعقوب عليه السلام.. ففي سورة يوسف آية 84 يقول عز وجل "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " وحكاية عن النبي يوسف يقو الله تعالى في سورة يوسف آية 93 "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ "

قال الحسن: لولا أن الله تعالى أوحى إلى يوسف بهذا ما علم بأن قميصه سيكون أداة لرد البصر إلى أبيه بإذن الله.

ثم يستطرد أ.د أحمد شوقي ويقول:

ويخرج علينا بين الحين والحين من يتهجم على القرآن بغير علم وهدي... ومن هؤلاء من حاول تفسير المعجزة الإلهية التي أجراها الله تعالى على النبي يعقوب بقوانين علومنا التجريبية... بل وحاول أن يطبق المعجزة في ضخ قطرة كالتي شفى الله بها النبي يعقوب... والله تعالى لم يرد البصر للنبي يعقوب بقطرة من القطرات، بل بكلمة "كن"

فلا هم فسروا الآيات تفسيراً صحيحاً... ولا هم تبينوا الحد الفاصل بين مجال المعجزة والإعجاز العلمي.

ثم يقول د. احمد شوقي :

وفى رأينا أنهم أخطأوا، فالمياه البيضاء لا تُحدث بياضاً في المظهر الخارجي للعين... وتبدوا العين المصابة بهذا للناس وكأنها عين سليمة، وسواد العين واضح وظاهر... فليحذر أي باحث أن يقع في الخطأ الفادح فيحاول أن يفسر أي معجزة إلهية بقوانين علومنا التجريبية.

ويختتم د. أحمد شوقي كلامه بنفي الاعتراض على أي اجتهاد علمي قد يكون فيه الخير للناس. فالإسلام دين العلم ودين التحرر العلمي ولكن مالا يقبله د. أحمد هو الخوض في الكتاب والسنة بدون فهم وبدون منهج علمي صحيح.

ويقول أ.د ممتاز حجازي أستاذ طب وجراحة العيون بالقصر العيني:

إن القول بأن عرق سيدنا يوسف الذي كان بقميصه هو الذي شفى عيني أبيه يعقوب عليه السلام عندما ألقاه على وجهه قول فيه سذاجة شديدة ويتعارض مع العقل والمنطق، لأنه ليس بالضرورة في قوله تعالى "وابيضت عيناه" أن تكون قد أصيب بالمياه البيضاء فقد يكون تعبيراً مجازياً يفيد الكف عن الإبصار، كما أن الكف عن الإبصار قد يحدث نتيجة الحزن أو الصدمات العصبية، ثم يتساءل د. ممتاز حجازي: ومن أين جاء الافتراض بأن القميص كان به عرق ؟ أو أن العرق ظل طوال هذه الرحلة ؟ وكيف لامس القميص العين بدون أن تغلق الجفون ودون أن تصاب العين بقرحة إصابية ؟ وأي مدة ظل فيها القميص ملامساًَ للعين حتى يصل إلى العدسة الداخلية للعين وبالتركيز الكافي ؟

أما الدكتور محمد أيوب أستاذ طب وجراحة العيون بطب القصر العيني فيرى أن ما أصاب عيني سيدنا يعقوب ليس مياهاً بيضاء ، لأن المصريين في ذلك الوقت كانوا ذوي حضارة عظيمة وكانوا يعالجون المياه البيضاء ، ولو كان به هذا المرض لعالجه أولاده ... كما أن مرض المياه البيضاء يأتي لأسباب كثيرة ليس من بينها الحزن، والذي يأتي نتيجة للحزن هو مرض المياه الزرقاء وهو لا علاج له وهنا تكمن المعجزة الحقيقية في الشفاء.

ويقرب لنا الصورة الدكتور مصطفى نصار – مدرس طب وجراحة العيون بجامعة المنوفية ج.م.ع فيصف لنا تركيب العدسة الداخلية للعين ويقول: معجزة الله في خلقه أن الأحماض الأمينية التي يتركب منها بروتين العدسة الداخلية للعين ملفوفة ومغلفة داخل بعضها لحمايتها.

والذي يحدث في حالة عتامة العدسة الداخلية للعين أن هذه اللفة تفرد وبذلك تتعرض للأكسدة بفقدها للهيدروجين فتتكون رابطة من مواد جديدة ... هذه الرابطة هي التي تسمى بالمياه البيضاء تتسبب في عتامة العدسة الداخلية.

ولعلاج هذه الحالة بدون جراحة لابد من اكتشاف مركب يستطيع كسر هذه الرابطة وإعادتها إلى حالتها الأولى ، وهو أمر في غاية الصعوبة ، ليس هذا فقط بل لابد من إعادة الخلايا إلى وضعها الأول من الالتفاف بعد أن فتحت ...

وهكذا يتضح لنا استحالة علاج المياه البيضاء وكما يدعى البعض بالعرق الذي يحتوى على اليوريا والجيودين على أساس أنهما قادران على إذابة البروتين ... لأن المطلوب ليس إذابة البروتين وإنما المطلوب هو إعادة ترتيب الخلايا إلى ما كانت عليه وكذلك عودة شكلها الملتف.

ونختتم هذه المناقشة برأي الأستاذ الدكتور/ وحيد غالب أستاذ الفارمالوجى، وهو أحد كبار العلماء له العديد من المستحضرات المسجلة باسمه. يقول أنه عرض عليه منذ عام (من تاريخ مناقشة هذا الموضوع) عمل مستحضر طبي كقطرة من العرق بصفته مستشاراً لإحدى شركات الأدوية ولكنه لم يقتنع ورفض هذا الأمر لأنه - كما يقول - من عظمة خلق الله أن تلك المواد السامة التي يتخلص منها الجسم لا يعيد امتصاصها، فكيف يُمتص مركب اليوريا كقطرة من خلال أغشية العين وهى نفاية تخلص منها الجسم ؟ إن هذه المواد تسبب احتقان والتهاب للقرنية مما دعا بعض منتجي هذا المستحضر إلى تخفيفه.

يتضح مما سبق افتقار ما يُنسب إلى الدين من المنهجية العلمية أو حتى المنطقية، لذلك فإننا نطالب بما طالبت به الندوة في نهاية انعقادها بأن لا تُصنف هذه الأفكار أو هذه الاجتهادات في أبواب الإعجاز وتُنشر كحجة ويقين إلا بعد أن تمر بجميع مراحل البحث والتحليل العلمي من أهل الذكر المتخصصين ومن علماء الدين وبعد أن يقروا حقيقة ما توصل إليه صاحب الاجتهاد...

كما نطالب مع الباحث العلمي الإسلامي الدكتور أبو الوفا عبد الآخر بأن يتبنى هذه الخواطر والأفكار أساتذة متخصصون، وأن تسير هذه الأفكار في القنوات العلمية والتجريبية حتى تصير علماً.

ونؤكد مع هذا أننا لسنا ضد الاجتهاد وحرية التفكير والتأمل ولا نقصرها على فئة معينة أو نشترط شروطاً مجحفة كما يفعل البعض لأن العلم والحكمة هبة وعطاء من الله تعالى... ونحن لا نهاجم كل جديد كما يظن البعض وإلا قفلنا باب الاجتهاد وباب الإعجاز.

وكما يقول د. سيد سيف رئيس أقسام طب العيون بطب القصر العيني:

نحن لا نحجر على أحد وإننا نأخذ من الجاهل كما تأخذ من العالم، بل ربما نتعلم من الجاهل أكثر. أما ما نرفضه بشده فهو لي الحقائق والمغالطة، فهذه خطيئة لابد أن يحاكم فاعلها.

والآن : بقى الرأي لك عزيزي القارئ بعد أن تابعت معنا رأى الباحث والآراء المعارضة له ... وأترك لك الحكم والرأي

http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=557&select_page=17
 
شكرا للمداخلات الجميلة
واقتراح المشرف الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
ان يكون للمنتدى صدى يستفيد منه العامة بالتفاعل والمشاركة من الجميع اقتراح جميل
وكذلك أن يكون لكل شهر سورة يذكر فيها الأعضاء ما يجدونه من استنباطات ومُلحٍ فيها

كذلك اشكر د.أبو بكر خليل على التنبيه حول الادعاء بعلاج " الكتاراكت " بقطرة من العرق
 
)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:277)
التفسير:
{ 277 } قوله تعالى: { إن الذين آمنوا } أي آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به؛ { وعملوا الصالحات } أي عملوا الأعمال الصالحات؛ وهي المبنية على الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله (ص)؛ { وأقاموا الصلاة } أي أتوا بها قويمة بشروطها، وأركانها، وواجباتها، ومكملاتها؛ وعطْفها على العمل الصالح من باب عطف الخاص على العام؛ لأن إقامة الصلاة من الأعمال الصالحة، ونُص عليها لأهميتها؛ { وآتوا الزكاة } أي أعطوا الزكاة مستحقها؛ وعلى هذا فتكون { الزكاة } مفعولاً أولاً بـ{ آتوا }؛ والمفعول الثاني محذوف - أي آتوا الزكاة مستحقها؛ و «الزكاة» هي النصيب الذي أوجبه الله عز وجل في الأموال الزكوية؛ وهو معروف في كتب الفقه.
قوله تعالى: { لهم أجرهم عند ربهم } أي لهم ثوابهم عند الله؛ والجملة هذه خبر { إن } في قوله تعالى: { إن الذين آمنوا... }.
قوله تعالى: { ولا خوف عليهم } أي فيما يستقبل من أمرهم؛ { ولا هم يحزنون } أي فيما مضى من أمرهم.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: الحث على الإيمان، والعمل الصالح؛ لأن ذكر الثواب يستلزم التشجيع، والحث، والإغراء.
2 - ومنها: أنه لابد مع الإيمان من العمل الصالح؛ فمجرد الإيمان لا ينفع العبد حتى يقوم بواجبه - أي واجب الإيمان: وهو العمل الصالح.
3 - ومنها: أن العمل لا يفيد حتى يكون صالحاً؛ والصلاح أن ينبني العمل على أمرين: الإخلاص لله عز وجل - وضده الشرك؛ والمتابعة - وضدها البدعة؛ فمن أخلص لله في شيء، ولكنه أتى بعمل مبتدع لم يقبل منه؛ ومن أتى بعمل مشروع لكن خلطه بالشرك لم يقبل منه؛ وأدلة هذا معروفة.
4 - ومنها: بيان أهمية إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة.
5 - ومنها: أن هذين الركنين - أعني إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة - أعلى أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ للنص عليهما من بين سائر الأعمال الصالحة.
6 - ومنها: أن الله سبحانه وتعالى ضمن الأجر لمن آمن، وعمل صالحاً، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة؛ لقوله تعالى: { لهم أجرهم عند ربهم }.
7 - ومنها: الإشارة إلى عظمة هذا الثواب؛ لأنه أضافه إلى نفسه - تبارك وتعالى - والمضاف إلى العظيم يكون عظيماً.
8 - ومنها: أن هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع - الإيمان، والعمل الصالح، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة - ليس عليهم خوف من مستقبل أمرهم؛ ولا حزن فيما مضى من أمرهم؛ لأنهم فعلوا ما به الأمن التام، كما قال الله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82] .
المرجع تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن صالح العثيمين - المجلد الثالث ص 158
 
ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49].

ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49].

ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49].

ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49]. تأمل هذه الكلمة من عدة أوجه:
أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم. لأن الله قال لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلمون}. [المؤمنون: 108]. فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلاً لأن يسألوا الله ويدعوه إلا بواسطة.
ثانياً: أنهم قالوا: {ادعوا ربكم} ولم يقولوا: ادعوا ربنا، لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم أي بأن يقولوا ربنا، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلاً لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا {ربكم}.
ثالثاً: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا: {يخفف} لأنهم آيسون نعوذ بالله، آيسون من أن يرفع عنهم.
رابعاً: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائماً، بل قالوا {يوماً من العذاب} يوماً واحداً، بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} [الشورى: 45]. أعاذنا الله منها.
المرجع تفسير جزء عم للشيخ محمد بن صالح العثيمين - ص 15
 
اليوم الآخر في القرآن المدني

اليوم الآخر في القرآن المدني

قد نحسب لأول وهلة أن الحديث المستفيض عن اليوم الآخر في السور المكية كان سببه إنكار العرب الباتّ للبعث والحساب والجزاء:

"وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد؟ أفترى على الله كذباً أم به جنّة؟".

"أإذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد".

وحقاً لقد كان هذا الإنكار الباتّ الجازم في حاجة إلى حديث مستفيض، حتى يزول عنه إصراره العنيد.

ولكن استمر الحديث عن اليوم الآخر في السور المدنية بعد أن قام المجتمع المسلم والدولة المسلمة، ووجد جيل من الناس يؤمن بالله واليوم الآخر، ويجاهد في سبيل الله، فيَقتل ويُقتل نتيجة إيمانه بالله واليوم الآخر كما وصفهم القرآن: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتَلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومَن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم".



استمرار الحديث عن اليوم الآخر بعد هذا دليل على أن الحديث المستفيض عن اليوم الآخر في السور المكية لم يكن كله بسبب إنكار المنكرين للبعث، ولا كان كله موجّهاً إلى أولئك المنكرين! إنما كان جزء منه على الأقل موجّهاً للذين آمنوا بالفعل بالله واليوم الآخر.

ثم هو دليل كذلك على أن الذين آمنوا بالفعل ليسوا في غنى عن التذكير باليوم الآخر، إنما هم في حاجة دائمة إلى التذكير .. والله هو العليم بخلقه، فلو علم سبحانه أن مجرد حدوث الإيمان باليوم الآخر يكفي، لما عاد القرآن لتذكيرهم المرة بعد المرة، إنما علم الله أنه لا بد من التذكير .. وإعادة التذكير! ولا بد إذن من سبب دائم يدعو إلى التذكير!

* * *

إن في النفس البشرية كما خلقها الله دوافع فطرية قوية متأصلة:

"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا ...".

وقد كان لا بدّ ـ في تقدير الله وعلمه ـ أن تكون الدوافع قوية ومتأصلة، لتكون حوافز للعمل والنشاط والإنتاج، ودافعاً لعمارة الأرض، وهي جزء من عملية الخلافة التي خُلق من أجلها الإنسان:

"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة".

"هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".

فلو كانت هذه الدوافع ضغيفة بحيث يمكن إسكانها أو التغاضي عن إلحاحها بسهولة، لوقفت العقبات الكثيرة في الأرض بين الإنسان وبين القيام بمهمة العمارة والاستخلاف. . .

وإنما كانت قوتها لتستطيع الصمود لهذه العقبات والتغلب عليها، والتمكن في النهاية من تحقيق ما كتبه الله من تسخير طاقات الكون للإنسان، أو تحقيق الفائدة المتحصلة من ذلك التسخير:

"وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه".

ولكن الله الخالق العليم يعلم سبحانه أن هذه الدوافع إذا تركت وشأنها بغير ضابط فإنها تنقلب إلى (شهوات): "زين للناس حب الشهوات ...".

وعندئذٍ تصيب الإنسان بالعطب أو الهلاك .. وبدلاً من أن تكون عوناً له على عمارة الأرض والقيام بمهمة الخلافة الراشدة فيها، فإنها تصبح قيداً يعوِّق عن الانطلاق، وشاغلاً يشغل عن مهام الخلافة الحقّة.

لذلك وضع الله في الفطرة ضوابط تضبط هذه الشهوات، وتحدد منطلقها وتنظف مجراها، وتردها من (شهوة) طاغية لا يملك الإنسان نفسه إزاءها، إلى (رغبة) منضبطة ممكنة القياد، ورسم حدوداً لتحقيق هذه الدوافع، يتحقق بها قسط معقول من المتاع، وتحول في الوقت ذاته دون العطب والهلاك، للفرد والجماعة سواء:

" تلك حدود الله فلا تعتدوها".

"تلك حدود الله فلا تقربوها".

ثم علم الله أن هذه الضوابط الفطرية في داخل النفس في حاجة إلى معين يعينها على القيام بمهمتها، وينميها، ويشد من أزرها إزاء طغيان الشهوات، فوضع لذلك العبادات التي تذكّر بالله، وتدعو إلى تقواه:

"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون".

"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".

لكنه يعلم كذلك ـ سبحانه ـ أن تلك الدوافع أو الشهوات لها ثقلة تجذبها إلى الأرض.. وأنه لا بدّ من ثقل من الناحية الأخرى يعادل هذه الجاذبية العنيفة التي تثقل الإنسان إلى الأرض.. وذلك هو الإيمان باليوم الآخر..

إنه لا شيء يمكن أن يقنع الإنسان بالتنازل عن المتاع الزائد عن الحد، المدفوع إليه بفطرته، والالتزام بالحدود التي رسمها الله لهذه الدوافع وأمر الناس ألا يعتدوها لكي لا يعطبوا ولا يهلكوا، لا شيء يمكن أن يقنع الإنسان بذلك إلا الإيمان الجازم بأن ما يتركه هنا في الدنيا ـ من أجل طاعة الله ـ يلقاه في الآخرة مضاعفاً لا في الدرجة فحسب، بل في النوع كذلك، حيث النعيم الخالد الذي لا يزول، والجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأن ما يعصى الله فيه في الدنيا ـ اندفاع وراء شهوته ـ يعذب عليه عذاباً لا تطيقه النفوس والأبدان، وتصبح الموازنة حينئذٍ بين متاع هنا في الدنيا زائف زائل، ليس أقل عيوبه ما يشوبه من القلق الدائم على انتهائه وزواله، ومتاع هناك خالد لا يزول، ومن نوع أجمل وأعمق وأمتع وأصفى .. وموازنة كذلك بين ألم من عدم تحقيق القدر الزائد من المتاع، وهو محتمل في جميع أحواله، وألم في الآخرة يفوق طاقة الاحتمال..

وحين توضع الموازنة في هذه الصورة يكون من الحماقة الشديدة ـ ولا شك ـ إضاعة النعيم الخالد بالنعيم الزائل، والدخول في العذاب الأليم الذي لا يطاق اتقاء لألم مؤقت لا يلبث أن يزول !

لذلك كان التركيز الشديد على عقيدة اليوم الآخر .. لأنها هي الثقل الذي يعادل جاذبية الشهوات..

ثم إن العجينة البشرية عجينة لا تستقر بسهولة في داخل القالب الذي تتحقق به سلامتها في الدنيا والآخرة، وإنما هي دائمة التلوّي والتحرك مندفعة خارج حدود القالب، تريد أن تنفلت مع الشهوات، ومن ثم فهي لا تنضبط مرة واحدة وينتهي الأمر ويستقر بهاالمقام! إنما هي حاجة إلى عملية ضبط دائمة لا تكلّ ولا تفتر، لأنها هي لا تفتر عن الاندفاع والاندلاع [إلا أن تستقيم بعد طول مجاهدة وتطمئن إلى طريق الله]، لذلك لا يكفي أن يذكّر الإنسان بالآخرة مرة ثم ينتهي الأمر! إنما يحتاج الأمر إلى التذكير الدائم باليوم الآخر وحسابه، وثوابه وعقابه .. وذلك ما يفعله القرآن!

[دراسات قرآنية، محمد قطب، ص66]
 
الفرق بين (لله ما في السموات وما في الأرض) و(لله ما في السموات والأرض)

--------------------------------------------------------------------------------

سبب ذكر وحذف ما في قوله تعالى في سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وسورة الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وفي سورة الصف ((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) واختلاف صيغة الفعل سبح فجاء سبح بصيغة الماضي كما في آيتي سورة الحشر والحديد وجاء يسبح في صيغة المضارع كما في سورة الجمعة (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1))

القاعدة عامة ثم نعود إلى الآيات حقيقة لتثبيت هذه القاعدة العامة. هو العطف ممكن أن يكرر المعطوف عليه ويمكن أن يحذف *يعني مثلاً يمكن أن تقول: يعجبني ما في إذاعتكم وفضائيتكم ويمكن أن تقول: يعجبني ما في إذاعتكم وما في فضائيتكم. لكن لو نظرت الى الجملتين ستجد أنه في الإعادة هناك نوع من التمييز لما يقول الانسان لشخص: ستحاسب على ما قلت وفعلت، لاحظ الجمع هما شيئان لكن ضمهما إلى بعضهما غير لما يقول: ستحاسب على ما قلت وما فعلت، ميّزهما تمييزاً. هذا قول الباري عز وجل : (سبح لله ما في السموات والأرض) جمع الكلمتين ضمّهما إلى بعضهما لكن لما يقول (سبح لله ما في السموات وما في الأرض) فصلها وخصصها.
لكن يبقى السؤال لِمَ جمع هنا وفصّل هاهنا؟ القاعدة هنا وهذه تنطبق حيثما وردت في كتاب الله عندما يقول (وما في الأرض) لا بد أن سيتحدث عمن في الأرض. لمّا يقول (ما في السموات والأرض) لا يتحدث عمن في الأرض . لمّا يذكر التمييز يبدأ يتكلم عليهم لكن لما يكون التسبيح هو مجرد تمجيد لله سبحانه وتعالى فيضم السموات والأرض ممجدة لله سبحانه وتعالى بما فيهما. لذلك سنجد في سورة الحشر في أولها لأنه تكلم على الناس قال (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) في نفس السورة لما ختمها في جو من تمجيد الله تعالى قال (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)).
نأتي إلى النماذج حقيقة حتى نتبين ذلك. لاحظ في سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)) لم يتكلم عن أهل الأرض مباشرة لكن انظر في سورة الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)) كلام على أهل الأرض. هذه مضطردة في كل القرآن هذه النماذج التي بين يدي الآن هي من دلائل النبوة يعني ليس من فعل رجل، خلال 23 سنة يتنزل القرآن منجماً أجزاء أجزاء ينزل كيف تضبط هذه الأمور؟ هذا كلام ربنا سبحانه وتعالى.
لاحظ في سورة الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) ذكر ما في الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) يعني لا تنقطع المسألة حيثما وردت. في الجمعة (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)) (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) ) الكلام على أهل الأرض.
يبقى المضارع والماضي: طبعاً الفعل الماضي نحن تكلمنا في المرة الماضية لا يراد به المضي دائماً يعني مضى وانقضى، قد يراد به المواصلة والاستمرار. عندما تُسأل ما شأن فلان؟ تقول: سكن في حارتنا أو محلتنا. سكن فعل ماض يعني هو الآن ليس ساكناً؟ كلا بل تعني والآن ما زال ساكناً. فلما يأتي (سبح لله) يعني هذه الموجودات سبّحت لله سبحانه وتعالى نزهته وقدسته لكنها هي ماضية على ذلك. عندما يكون الحديث حديث يحتاج إلى ذكر للحاضر والمستقبل (للاستمرار للحضور) يعني فيه كلام عن الحضور يستعمل المضارع (يسبح لله). لاحظ في سورة الجمعة قال (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)) لكن انظر كيف قال (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) ) الكلام على الرسالة والرسالة حاضرة ومستقبلة. قال (يتلو) ما قال تلا فيسبح تنسجم مع يتلو ويعلّم ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب. لما كان الكلام كلاماً على حاضر ومستقبل استعمل الفعل يسبح ولما كان الكلام مطلقاً استعمل الفعل الثابت سبّح. فيها كلام كثير لكن لا تريد أن نطيل الاجابة.

من برنامج لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمي على قناة الشارقة
لقراءة جميع الحلقات السابقة اضغط هنا:
www.islamiyyat.com/lamasat-new.htm
منقول من موقع الوحيين واوصي بزيارته
http://www.alwhyyn.net/vb/showthread.php?t=10230
 
زادك الله علماً، وبارك فيك.
كنتُ قد بحثت قديماً عن سبب ورود (ما) في بعض آيات دون بعض، لكني لم أجد ما يقنعني.
وهذا الاجتهاد جيد مقبول.
جزاك الله خيراً على ما نقلتَه لنا.
 
من التناقضات المزعومة:

العرض:


في سورة ق: ".. فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) ".
ناقض " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا(125) " طه.


النقد:

المقصود بالإبصار هنا: قوة المعرفة للحق واليقين به، يُقال: بصُرَ فلان بكذا: أي علِمَ به.[1]
أي: كأن الكافر يقول في الدنيا: " سأعد نفسي ليوم القيامة المزعوم، حججاً أحاجج بها الله ".
لكن، حين يبدأ الحساب، وتجادل كل نفس عن نفسها، يكون قد نسي تلك الحجج.
فكأنه يقول عندها: " إلهي لِمَ حشرتني أعمى عن حججي التي أعددتها، وكنت بصيراً بها ؟ ".
وسبب ذلك العَمَيان هو أنه لما بُعث، بصُر بعينيه حقيقة البعث (فصار بصره بقوة الحديد) [2]، فبُهت مَن وَقعت المفاجأة عليه، واسوَد وجهه وَجلاً.. فنسي لذلك حججه.. فيظل يبحث عنها بفكره، لكنه لا يهتدي إليها.
فبسبب هول ما شاهده ببصره، صار أعمى عن حججه !
وهكذا يتكامل معنَيا الآيتين الكريمتين، ولا يتناقضان.[3]

=================

[1] انظر: الإتقان، السيوطي، ص539، ونسبه إلى قطرب.
[2] بصرك حديد: أي شديد الوضوح، لا حاجز أمامه ولا غشاء. وقد اكتشف العلم الحديث أن الحديد له قابلية امتصاص كافة الإشعاعات الموجية ـ سواء كانت صوتية أم ضوئية ـ دون تشتيتها إلى بنسب ضئيلة جداً. ومن رحمة وحكمة الله  أن خفف على الناس فضيق آفاق عيونهم ولم يسمح لهم برؤية كافة ما يصل الى العين من إشعاعات، ولكنها في الآخرة تكون في أوج اتساع آفاقها؛ لتبلغ النهاية في طاقتها: فتبصر أهوال القيامة بتفاصيلها. وفيه مزيد من تنعم أهل الجنة من النعيم، ومزيد من تعذيب أهل النار.. انظر: استراحة العدد، مجلة آيات، عدد8، آب 2004م، ص26، عمَّان.
[3] ويؤيد هذا التأويل، قوله تعالى: " وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا " [الإسراء: 72]، وفي سورة القصص: " وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ(64)وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ(65)فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ(66) ".
 
قال تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ". [الملك: 30].

قال النيسابوري في تفسير الآية الكريمة:
وحُكمُ القريحة كذلك؛ فإنَّ فتحَ باب العويصات، لا يتيسر إلا بإعانة رب الأرض والسموات، والله الموفق، وإليه المآب، وبالله التوفيق والنصر.
 
علم المناسبات

علم المناسبات

علم المناسبات بين الآيات بعضها مع بعض، وبين السور يبيّن لنا جانباً من إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلام الله المنزل، وليس من عند البشر.

فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل مفرقاً منجمّاً لبضعة وعشرين عاماً، حسب الوقائع المختلفة وفي ظروف متباينة، وإجابة لاستفسارات متنوعة، ثم كان الترتيب المحكم الذي لا نجد فيه آية ينبو بها مكانها من السياق القرآني العتيد.

ولا نجد كلمة يتململ بها موضعها في النظم المحكم، ولقد نجد الآية المدنية في السورة المكية، أو الآية تتلو الآية، والفاصل في نزولهما يبلغ عدة سنوات، فأي عقل بشري يستطيع أن يراعي هذه الدقة وهذا الإحكام في النسق والترتيب والملاءمة، بحيث يكون ذلك في الذروة من الفصاحة والبلاغة والانسجام.

(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء:82]

"إن عقلاً بشرياً مهما أوتي من القوة والحفظ والإحكام لا يستطيع أن يذكر موضع فقرة من كلام سابق مضى عليه سنوات طويلة، فيضعها في مكانها، بحيث تلتحم مع سابقاتها ولاحقاتها في اللفظ والمعنى والسياق، ولو أن عقلاً أتقن ذلك في حال واحدة، فلن يستطيع أن يحكمه في حالات كثيرة وفي سور كثيرة، بحيث لا تشذ حالة واحدة عن قاعدة الإحكام المشاهدة في كتاب الله الحكيم" [من مقدمة المحقق لكتاب تناسق الدرر].



[المرجع: مباحث في التفسير الموضوعي، د.مصطفى مسلم، ص90]
 
الصياغة القرآنية وأسرار التراكيب فيها

الصياغة القرآنية وأسرار التراكيب فيها

بارك الله فيك أيها المسلم الحاضر.

***********

عندما نتحدث عن الصياغة القرآنية، وما لخصائصها من القدرة على الوفاء بحق المعاني، وعرضها في صورة تسترعي السمع، وتثلج الصدر، وتملك القلب نجد أننا أمام عالم من الأسرار واللطائف والاعتبارات، يأخذ كل باحث منها بمقدار ما يفتح الله له من رحمته، وما يهبه من عطاء، وكلما عاود النظر فيها تجلى له من أسرارها الجديد المبهر، والجميل الآسر، فلا تنفد عجائبها، ولا يغيض معينها.

والقرآن الكريم لم يبتكر شيئاً جديداً في ألفاظ اللغة، ولا في أوضاعها وتراكيبها، ولكن الأمر أمر حسن الاختيار في تلك الألفاظ والأوضاع أيها أحق بأن يسلك في تأدية الغرض.

ذلك أن الغرض الواحد يؤدى على طرائق شتى، يتفاوت حظها في الحسن والقبول: "ففي اللغة العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، وفيها العبارة والإشارة، والفحوى والإيماء، وفيها الخبر والإنشاء، وفيها الجمل الاسمية والفعلية، وفيها النفي والإثبات، وفيها الحقيقة والمجاز، وفيها الإطناب والإيجاز، وفيها الذكر والحذف، وفيها التعريف والتنكير، وفيها التقديم والتأخير، وهلم جراً ... ومن كل هذه المسالك ينفذ الناس إلى أغراضهم غير ناكبين بوضع منها عن أوضاع اللغة جملة، بل هم في شعابها يتفرقون، وعند حدودها يلتقون.

بيد أنه ليس شيء من هذه المسالك بالذي يجمل في كل موطن، وليس شيء منها بالذي يقبح في كل موطن، إذن لهان الأمر على طالبه، ولأصبحت البلاغة في لسان الناس طعماً واحداً، كلا، فرب كلمة تراها في موطن ما كالخرزة الضائعة، ثم تراها بعينها في موضع آخر كالدرة اللامعة، فالشأن إذن في اختيار هذه الطرق أيها أحق بان يسلك في غرض غرض، وأيها أقرب توصيلاً إلى مقصد مقصد". [النبأ العظيم، محمد عبد الله دراز، ص90].

والقرآن الكريم هو القمة في حسن هذا الاختيار، سواء في ذلك الألفاظ المفردة، باعتبارها اللبنات التي تصاغ منها الجملة، ويتكون الأسلوب، أو طريقة تركيب الألفاظ وصياغة العبارة، "فهو يتخير أشرف المواد وأمسها رحماً بالمعنى المراد، ويضع كل مثقل ذرة في موضعها الذي هو أحق به". [النبأ العظيم، ص92].



المرجع: أسلوب الدعوة القرآنية، بلاغة ومنهاجاً، د. عبد الغني محمد بركة، ص345 .
 
عودة
أعلى