أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 585
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
اعرف صاحبك المنافق بفضل القرآن !
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون : 4]
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد : 30]
هي علامات ثلاث يضعهن القرآن بين يديك لترصد صاحبك المنافق الذي يجالسك وقد جعل الله تلك العلامات موزعة على الملكات الثلاث :
فأما العلامة البصرية فهي : تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
وأما العلامة السمعية فهي : تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
وأما العلامة النظرية فهي : لَحْن الْقَوْلِ
1-
تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
المنافق حذر دائما فهو يخشى أن تطلع على دخيلته فينفضح...وخطته الثابتة أن يجعلك تنشغل بالمظهر وتملتئ عينك بالصورة الخارجية لكي لا يدع لك لحظة فراغ قد تبحث فيها عما لا يظهر...أن يعجبك جسمه يجعله مؤقتا في مأمن من النقد والتحري...
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ [المنافقون : 4]
المخاطب هو الرسول صلى الله عليه وسلم وليس مطلق المتلقي بقرينة استهلال السورة بالخطاب الخاص:
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون : 1]
فما الجسم الذي يمكن أن يعجبه صلى الله عليه وسلم؟
هو قطعا الجسم المستورالذي لا يكشف عن عورة، هو الستر الذي لا تشبه فيه بالكفار والفجار والفساق، هو الملبس الذي لا زهو فيه ولا تكبر، باختصار هو المظهر الذي ارتضاه الله للمؤمنين والصالحين...وهنا النكتة : لا تبحث عن المنافق بين لا بسي القبعات والبرنيطات والثياب المزينة بصور الممثلين والممثلات والمنقوشة بشعار الشركات ابحث عنه في من سمتهم يشبه سمت الألباني وابن عثيمين وغيرهما من الصالحين ، فلا تحسبن المنافق الذي يريد أن يخفي عنك عقيدته يأتيك بالزي الذي يكشف عن فسقه أوكفره...ولا تنس أن اللباس لغة ناطقة فلا تنتظرأن يأتيك المنافق حليقا وعلى رأسه قبعة الرهبان ويقول لك أنا سني ليخدعك فهو يعلم أن مظهره يقول غير ذلك والمنافق هو من الخبث والدهاء بحيث لا يهدم عنده قول اللسان قول الجسد!
2-
وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون : 4]
المنافق مسكون بهاجس الثنائية يلهيك بالمظهركي لا تشك في الجوهر وهو هنا يلهيك بالقول كي لا تشك في المعتقد فيتحرى جمال العبارة وحسن الصياغة وبديع التصوير ليوقظ عندك حس العاطفة ويشعلها لتمرير الفكرة بدون محاسبة ولا نقد... إن هاجس الثنائية حاضرعنده دائما : مظهر في مقابل جوهر، وقول في مقابل اعتقاد، وشكل في مقابل مضمون، والقصد هو دائما جعل الطرف الأول من الثنائيات مشعا في الواجهة وإبقاء الطرف الثاني متواريا في الظل!
انظر إلى قوله تعالى : " تسمع لقولهم "
لم يقل تستمع لقولهم لان( تاء الافتعال ) تدل على القصد والتوجه والإرادة ...فهؤلاء المنافقون يجعلون لخطابهم سلطة بحيث يجر السامع رغما عنه وبدون اختيارمنه !
إذا اجتمع الاعجاب بالمظهر والانبهار بالقول فاحتمال النفاقية يزداد ...ويزيد من درجة الاحتمال العلامة الثالثة : لحن القول.
3-
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد : 30]
قيل لحن القول لغة سرية يتخاطب بها المنافقون ، وقيل – ولعل هذا ارجح- اعتماد تعابير ذات ازدواجية في الدلالة، كشأن التورية، فإن حوصرفي دلالة قال إنما أقصد الدلالة الأخرى. وهذا أنسب للمعنى الأصلي للنفاق قالوا (النَّافِقَاءُ : إِحدى جِحَرَة اليَرْبوع يكتُمُها ويُظْهِرُ غيرها وهو أَصل النِّفاق) فإن شعر اليربوع بأن هناك من يراقب الجحر عمد إلى الجحر الخفي فانسل منه وكذلك يحتال المنافق في كلامه فيصوغ كلاما يحتمل وجهين فيجعل وجها مقصودا ووجها احتياطيا يمكن اللجوء إليه عند الضرورة....
ومن لحن القول أيضا الخطاب الشائع( نعم ........ولكن...) فإذا سئل المنافق عن سنة مثلا قال: نعم ، ثم يبدأ في كيل المديح لها ،والصلاة على النبي الذي سنها، والترحم على المتسننين من السلف في جمل كثيرة ....إلى إن يقول: ولكن الضرورة (أو الظرف إو الأولوية أو منطق العصر) فيرد السنة بجملة قصيرة وهو يعتقد أن ما كاله من مدح طويل مطنب يغطي شناعة رد السنة القصير...
على كل حال يبقى لحن القول يتخذ أساليب متنوعة يمكن الكشف عنها بالتحليل البلاغي والدلالي..
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون : 4]
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد : 30]
هي علامات ثلاث يضعهن القرآن بين يديك لترصد صاحبك المنافق الذي يجالسك وقد جعل الله تلك العلامات موزعة على الملكات الثلاث :
فأما العلامة البصرية فهي : تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
وأما العلامة السمعية فهي : تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
وأما العلامة النظرية فهي : لَحْن الْقَوْلِ
1-
تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
المنافق حذر دائما فهو يخشى أن تطلع على دخيلته فينفضح...وخطته الثابتة أن يجعلك تنشغل بالمظهر وتملتئ عينك بالصورة الخارجية لكي لا يدع لك لحظة فراغ قد تبحث فيها عما لا يظهر...أن يعجبك جسمه يجعله مؤقتا في مأمن من النقد والتحري...
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ [المنافقون : 4]
المخاطب هو الرسول صلى الله عليه وسلم وليس مطلق المتلقي بقرينة استهلال السورة بالخطاب الخاص:
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون : 1]
فما الجسم الذي يمكن أن يعجبه صلى الله عليه وسلم؟
هو قطعا الجسم المستورالذي لا يكشف عن عورة، هو الستر الذي لا تشبه فيه بالكفار والفجار والفساق، هو الملبس الذي لا زهو فيه ولا تكبر، باختصار هو المظهر الذي ارتضاه الله للمؤمنين والصالحين...وهنا النكتة : لا تبحث عن المنافق بين لا بسي القبعات والبرنيطات والثياب المزينة بصور الممثلين والممثلات والمنقوشة بشعار الشركات ابحث عنه في من سمتهم يشبه سمت الألباني وابن عثيمين وغيرهما من الصالحين ، فلا تحسبن المنافق الذي يريد أن يخفي عنك عقيدته يأتيك بالزي الذي يكشف عن فسقه أوكفره...ولا تنس أن اللباس لغة ناطقة فلا تنتظرأن يأتيك المنافق حليقا وعلى رأسه قبعة الرهبان ويقول لك أنا سني ليخدعك فهو يعلم أن مظهره يقول غير ذلك والمنافق هو من الخبث والدهاء بحيث لا يهدم عنده قول اللسان قول الجسد!
2-
وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون : 4]
المنافق مسكون بهاجس الثنائية يلهيك بالمظهركي لا تشك في الجوهر وهو هنا يلهيك بالقول كي لا تشك في المعتقد فيتحرى جمال العبارة وحسن الصياغة وبديع التصوير ليوقظ عندك حس العاطفة ويشعلها لتمرير الفكرة بدون محاسبة ولا نقد... إن هاجس الثنائية حاضرعنده دائما : مظهر في مقابل جوهر، وقول في مقابل اعتقاد، وشكل في مقابل مضمون، والقصد هو دائما جعل الطرف الأول من الثنائيات مشعا في الواجهة وإبقاء الطرف الثاني متواريا في الظل!
انظر إلى قوله تعالى : " تسمع لقولهم "
لم يقل تستمع لقولهم لان( تاء الافتعال ) تدل على القصد والتوجه والإرادة ...فهؤلاء المنافقون يجعلون لخطابهم سلطة بحيث يجر السامع رغما عنه وبدون اختيارمنه !
إذا اجتمع الاعجاب بالمظهر والانبهار بالقول فاحتمال النفاقية يزداد ...ويزيد من درجة الاحتمال العلامة الثالثة : لحن القول.
3-
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد : 30]
قيل لحن القول لغة سرية يتخاطب بها المنافقون ، وقيل – ولعل هذا ارجح- اعتماد تعابير ذات ازدواجية في الدلالة، كشأن التورية، فإن حوصرفي دلالة قال إنما أقصد الدلالة الأخرى. وهذا أنسب للمعنى الأصلي للنفاق قالوا (النَّافِقَاءُ : إِحدى جِحَرَة اليَرْبوع يكتُمُها ويُظْهِرُ غيرها وهو أَصل النِّفاق) فإن شعر اليربوع بأن هناك من يراقب الجحر عمد إلى الجحر الخفي فانسل منه وكذلك يحتال المنافق في كلامه فيصوغ كلاما يحتمل وجهين فيجعل وجها مقصودا ووجها احتياطيا يمكن اللجوء إليه عند الضرورة....
ومن لحن القول أيضا الخطاب الشائع( نعم ........ولكن...) فإذا سئل المنافق عن سنة مثلا قال: نعم ، ثم يبدأ في كيل المديح لها ،والصلاة على النبي الذي سنها، والترحم على المتسننين من السلف في جمل كثيرة ....إلى إن يقول: ولكن الضرورة (أو الظرف إو الأولوية أو منطق العصر) فيرد السنة بجملة قصيرة وهو يعتقد أن ما كاله من مدح طويل مطنب يغطي شناعة رد السنة القصير...
على كل حال يبقى لحن القول يتخذ أساليب متنوعة يمكن الكشف عنها بالتحليل البلاغي والدلالي..