نايف عبوش
New member
اعجاز توحيد المسلمين في تلاوة القرآن بالقراءات المتواترة
نايف عبوش
لا جرم أن القراءات بالروايات المتواتِرة في تلاوة القرآن، المنقولة إلينا بأسانيد متصلة عن الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ظلَّت هي السبيلَ الوحيد، الذي يَجتمع عليه المُسلمون مِن دون أيِّ اختلاف حتى اليوم؛ وذلك لأنها تتم على أساس التلقِّي والمشافَهة، ولا تخضع لأي اجتهاد، وفي هذا المجال لا بدَّ مِن الإشارة، إلى أن تلاوة القرآن على إحدى الروايات المتَّصلة السند، المأخوذة بالتلقي مِن الشيوخ مشافَهةً، فَمًا عن أُذن، وأُذنًا عن فَم - ظلَّت موضِع قَبول عام بين المسلمين حتى الآن، فلم يَختلف فيها اثنان، ولم تَنتطِح فيها عنزان، في حين أن بقية العلوم الشرعية - على مدرسيَّتها النقلية، ومنهجيَّتها التعليمية - لم يتيسَّر لها مثل هذا التوافُق المُطلَق، والإجماع المناظِر في القَبول العام؛ مما يَجعل عِلم القراءات، والتلاوة بهذه الميزة المتفرِّدة، أحد أدوات لمِّ شمْل المُسلمين، وتوحيدهم على مائدة القرآن بالإضافة إلى مُقتضياتها العقدية في التعاطي مع تلقي القرآن الكريم، تلاوةً، وتعبُّدًا، وفِقهًا.
ولعلَّ هذه الميزة العَظيمة التي حَظيتْ بها تلاوة القرآن بالروايات المتواتِرة، هي إحدى إعجازات القرآن الكريم، التي نتلمَّسُها في قول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ هَذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وعلى ذلك فإن التوسُّع في حلقات تعليم أحكام التلاوة، ونشْر الوعي القرآني بأهميتها، وحثَّ المسلمين - وخاصة الشباب - على الالتِحاق بها، هي مِن أعظم الخيرات والقربات، التي تؤهِّل صاحبها ليكون مِن أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، والذين يَظلون - بفضل الله - خميرةَ توحُّد الأمة على القوامة، وطليعة مشروع التوحُّد المرجوِّ فيها، بعد أن ذاق المسلمون الأمرَّين مِن ويلات الفُرقة بالاختِلافات والشقاق، التي شتَّتت شمل الأمة، وأذهبَتْ ريحها.
وهنا لا بد مِن الإشارة أيضًا، إلى أن أمر تعليم التلاوة بالقراءات المتواتِرة، قد يسَّره الله - تعالى - للجَميع، فطالبُ عِلمها، سرعان ما يتعلَّمها مِن دون مشقَّة تُذكر في الغالب الأعمِّ، بعكس ما يُواجِهه طالب العلوم الأخرى - الشرعية منها والطبيعية - مِن مشقة وصعوبة، ولعلَّ ذلك التيسير يأتي مصداقًا لقول الله - عز وجل - في هذا الصدد: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، ولا جرم أن ذلك التيسير الفيضي، سرٌّ مِن أسرار الإعجازات الكثيرة، التي أودعها الله - تعالى - في كتابه العزيز، فسبحان الله العظيم على ما أودع في كتابه المجيد، من أسرار بليغة، نَستكشِفها مع الزمن حتى تقوم الساعة!
وبذلك فإن ما تُتيحه تلاوة القرآن بالقراءات المتواتِرة - بما حازته مِن تلك المزايا الحَميدة، مِن فرصة نادِرة للتوحُّد، وبما تتركه مِن حسٍّ قُرآنيٍّ توحيديٍّ بين المسلمين - يتجاوز الخِلافات الفقهية، والمذهبية، التي تَعصِف بمجتمعِنا العربي المسلم اليوم، يؤهِّلها للتوظيف كمنهج عمل مُعاصِر، يؤازِر بجَدارة في لمِّ الشمل الإسلامي مجدَّدًا على مائدة القرآن، بعد أن تفرَّقت بالمسلمين السبُل؛ مما يتطلَّب التنويه بمميزات هذه المنهجية التوحيدية، والتثقيف بأهمية توظيفِها في توحيد الصفِّ المُسلم، عند تناولها بالتطبيق مِن قِبَل الشيوخ، ومعلمي أحكام التلاوة، أو التعاطي معها بالبحث والتحليل مِن قِبَل الباحِثين والكتَّاب.
ولاجرم ان تلك التجليات التوحيدية لهذا الاعجاز القراني المدهش حقا، ظلت خميرة توحيد لأمة الاسلام على مائدة القران، رغم كل ما تعرضت له من محاولات خائبة للتشويش من قبل اصحاب الغرض السيء.
نايف عبوش
لا جرم أن القراءات بالروايات المتواتِرة في تلاوة القرآن، المنقولة إلينا بأسانيد متصلة عن الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ظلَّت هي السبيلَ الوحيد، الذي يَجتمع عليه المُسلمون مِن دون أيِّ اختلاف حتى اليوم؛ وذلك لأنها تتم على أساس التلقِّي والمشافَهة، ولا تخضع لأي اجتهاد، وفي هذا المجال لا بدَّ مِن الإشارة، إلى أن تلاوة القرآن على إحدى الروايات المتَّصلة السند، المأخوذة بالتلقي مِن الشيوخ مشافَهةً، فَمًا عن أُذن، وأُذنًا عن فَم - ظلَّت موضِع قَبول عام بين المسلمين حتى الآن، فلم يَختلف فيها اثنان، ولم تَنتطِح فيها عنزان، في حين أن بقية العلوم الشرعية - على مدرسيَّتها النقلية، ومنهجيَّتها التعليمية - لم يتيسَّر لها مثل هذا التوافُق المُطلَق، والإجماع المناظِر في القَبول العام؛ مما يَجعل عِلم القراءات، والتلاوة بهذه الميزة المتفرِّدة، أحد أدوات لمِّ شمْل المُسلمين، وتوحيدهم على مائدة القرآن بالإضافة إلى مُقتضياتها العقدية في التعاطي مع تلقي القرآن الكريم، تلاوةً، وتعبُّدًا، وفِقهًا.
ولعلَّ هذه الميزة العَظيمة التي حَظيتْ بها تلاوة القرآن بالروايات المتواتِرة، هي إحدى إعجازات القرآن الكريم، التي نتلمَّسُها في قول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ هَذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وعلى ذلك فإن التوسُّع في حلقات تعليم أحكام التلاوة، ونشْر الوعي القرآني بأهميتها، وحثَّ المسلمين - وخاصة الشباب - على الالتِحاق بها، هي مِن أعظم الخيرات والقربات، التي تؤهِّل صاحبها ليكون مِن أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، والذين يَظلون - بفضل الله - خميرةَ توحُّد الأمة على القوامة، وطليعة مشروع التوحُّد المرجوِّ فيها، بعد أن ذاق المسلمون الأمرَّين مِن ويلات الفُرقة بالاختِلافات والشقاق، التي شتَّتت شمل الأمة، وأذهبَتْ ريحها.
وهنا لا بد مِن الإشارة أيضًا، إلى أن أمر تعليم التلاوة بالقراءات المتواتِرة، قد يسَّره الله - تعالى - للجَميع، فطالبُ عِلمها، سرعان ما يتعلَّمها مِن دون مشقَّة تُذكر في الغالب الأعمِّ، بعكس ما يُواجِهه طالب العلوم الأخرى - الشرعية منها والطبيعية - مِن مشقة وصعوبة، ولعلَّ ذلك التيسير يأتي مصداقًا لقول الله - عز وجل - في هذا الصدد: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، ولا جرم أن ذلك التيسير الفيضي، سرٌّ مِن أسرار الإعجازات الكثيرة، التي أودعها الله - تعالى - في كتابه العزيز، فسبحان الله العظيم على ما أودع في كتابه المجيد، من أسرار بليغة، نَستكشِفها مع الزمن حتى تقوم الساعة!
وبذلك فإن ما تُتيحه تلاوة القرآن بالقراءات المتواتِرة - بما حازته مِن تلك المزايا الحَميدة، مِن فرصة نادِرة للتوحُّد، وبما تتركه مِن حسٍّ قُرآنيٍّ توحيديٍّ بين المسلمين - يتجاوز الخِلافات الفقهية، والمذهبية، التي تَعصِف بمجتمعِنا العربي المسلم اليوم، يؤهِّلها للتوظيف كمنهج عمل مُعاصِر، يؤازِر بجَدارة في لمِّ الشمل الإسلامي مجدَّدًا على مائدة القرآن، بعد أن تفرَّقت بالمسلمين السبُل؛ مما يتطلَّب التنويه بمميزات هذه المنهجية التوحيدية، والتثقيف بأهمية توظيفِها في توحيد الصفِّ المُسلم، عند تناولها بالتطبيق مِن قِبَل الشيوخ، ومعلمي أحكام التلاوة، أو التعاطي معها بالبحث والتحليل مِن قِبَل الباحِثين والكتَّاب.
ولاجرم ان تلك التجليات التوحيدية لهذا الاعجاز القراني المدهش حقا، ظلت خميرة توحيد لأمة الاسلام على مائدة القران، رغم كل ما تعرضت له من محاولات خائبة للتشويش من قبل اصحاب الغرض السيء.