بوركتم.
مقال جميل أخذ صاحبه يقترب أكثر من التحليل الدلالي للثنائية الدنيوية الأخروية للظواهر المشهودة.
لكن اللافت هو:
- تحرّج الكثير ممن ينتسبون إلى العلم من المضي قدما إلى أبعد من الجانب المقاصدي الأسمى الذي هو تذكير الإنسان بآخرته ومصيره، والرقيّ بروحه ونفسه عن الماديّة الصّرفة إلى ما به كمالات النفس.
- خشيةٌ غير مبرّرة أنَّ مع التخويف والتذكير القرآني الدائم هناك مقصدٌ تعليمي واضحٌ لظواهر الكون القائمة في الدنيا، وتلك الهداية العلمية الكونية لا تنفكّ عن اندراجها في كثيرٍ من صفات الله العليّة.
- تصنيفٌ في شتى الفنون التي من شأنها فهم مراد كلام الله كالصرف والنحو والبلاغة وغيرها؛ واعتبارها علوم آلة، حتى تجد النحويّ يعرب آيةً في أهوال القيامة إعرابا ظنيًّا ناسبًا إياه إلى علوم القرآن، فإن أريد الحديث عن علم الفيزياء مثلا وبها تحلّ عقدٌ تفسيرية عظيمة قيل أن القرآن منزّهٌ عن هذا؛ وهذا ما ينبغي أن يكون من علوم القرآن، والسبب عدائية غير متبصرة لما يبدو أنه صنيع الغرب من العلوم، وسبب آخر هو أن الناس أعداء ما جهلوا.
- جهلنا بكلام الله وعدم إدراكنا وتفكرنا على الوجه الأكمل الأمثل يملي علينا جهودا أوسع لفهمه وسبر أغوار نظمه؛ لا أن نعادي إعجاز تعليم الله لخلقه في كتابه، أو حصر خطاب كتابٍ جعله الله للعالمين إنسا وجنا عربا وعجما ومن لا نعلم هدى ورحمة.
- ثنائية الدنيا والآخرة في كتاب الله هي التي صنعت الذي عنده علم من الكتاب فنُقل به عرش بلقيس ونُصر به الدين الحقُّ على ملك سليمان عليه السلام، فتبصر!.
والله أعلم.