اشكاليه فى فهم آية ( نصرة المستضعفين المسلمين فى بلاد الكفار )

إنضم
4 سبتمبر 2008
المشاركات
64
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
فى سورة الانفال يقول تعالى ( إن الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين ءاوو ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين ءامنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ) قال بعض المفسرين استثنى نصر المستضعفين على قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق لان الهجره كانت واجبه من ديار الكفر حتى انهم فى سورة النساء عتاب لمن لم يهاجرو ( قالوا كنا مستضعفين فى الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها الآيه
الاشكاليه عندى ليست فى مستضعفى ذلك العصر انما فى زماننا هذا هل يسرى الحكم على مستضعفى المسلمين فى زماننا كالاقليات المضطهدة فى بلاد كثيرة وهل نصرهم غير ملزم لان بيننا وبين هذه البلاد معاهدات وعلاقات دبلوماسيه ونحو ذلك

بارك الله فيكم
 
لو عرفت أحكام المواثيق أبا معاذ ، تعرف معنى الآية .
من ضمن هذه الأحكام : أن الطرف الآخر (طرف الكفار) إن نقضوا العهد فلا يصح أن نتمسك به ونغطي على الخطأ باستمرار كما يحصل من البعض .
 
لو عرفت أحكام المواثيق أبا معاذ ، تعرف معنى الآية .
من ضمن هذه الأحكام : أن الطرف الآخر (طرف الكفار) إن نقضوا العهد فلا يصح أن نتمسك به ونغطي على الخطأ باستمرار كما يحصل من البعض .

الآية لم تتحدث عما قلت من قريب او بعيد

( وإن إستنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق )

هل هى منسوخه بما قلته واين الناسخ اغلب الظن انك تتحدث عن الكفار فى بلاد المسلمين ان نقضوا العهد ولكن الآية تتحدث عن المستضعفين المسلمين فى المجتمعات الكافره

مازال الاشكال عندى

هل من موضح للامر
 
هذه الآية أخي الكريم يكتنفها جانبان: جانب تفسيري، وجانب واقعي (تنزيلها على الواقع)، ومع أن ظاهر السؤال في الجانب الثاني، إلا أن هذا لا يغني عن وقفة يسيرة مع تفسيرها أولا ليتبين معناها قبل بناء ما يترتب عليه من أحكام.

يخبر تعالى عن المؤمنين من المهاجرين والأنصار ممن تجمعهم دار الإسلام (المدينة) أن بعضهم أولياء بعض، ويدخل في هذا -على الراجح- كل ما يتناوله معنى الولاية من النصرة والمؤازرة والمعونة والميراث الذي كان بين المهاجرين والأنصار.
وأما من لم يهاجر وبقي في دار الحرب (مكة أو غيرها من البلدان سوى المدينة) فليس له من هذه الولاية شيء، إلا أن يطلب النصر فإن على المؤمنين حينئذٍ نصره وإعانته على الكفار، بشرط أن لا يكون بينهم وبين المسلمين عهد ومهادنة.

هذا معنى الآية إجمالاً، وفيها مع ما بعدها من الآيات الحثُّ على الهجرة، وبيان وجوب تولى المؤمنين بعضهم لبعض، وأنهم إن لم يقوموا بذلك تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

وهنا أمور لا بد من الوقوف معها ليتضح الجواب على السؤال المطروح:
أولاً: هذا الواقع الذي تتحدث عنه الآية لم يعد قائما اليوم من حيث طبيعة الدار (البلد) وطبيعة العلاقات بين الدول، فقد كانت العلاقة قائمة على أساس ديني، فدارُ إسلامٍ وهي المدينة أولا ثم جميع الأراضي التي فتحها المسلمون، ودارُ كفرٍ وحربٍ وهي كل ما عدا هذه الأراضي. أما اليوم فقد أصبحت العلاقات بين الدول قائمة على قانون دولي لا يرتبط بالدين بل باتفاقات ومعاهدات سلام وتعاون.
ثانيا: على ما سبق فإن الولاء بين المؤمنين والنصرة بينهم تأخذ اليوم شكلا جديدا يحدده الواقع، فيعود الأمر إلى الآيات الأخرى التي توجب على المؤمنين التناصر والولاء، ويبقى تطبيق الآية السابقة فيما إذا عادت العلاقات كما كانت زمن نزول الوحي.
ثالثا: نصرة المستضعفين من الأقليات المسلمة في الدول الأخرى يجب أن يتحقق ويُسعى إليه بقدر الإمكان وبجميع الوسائل المتاحة، وهذا لا يقتضي نقض العهود الدولية المتعارف عليها بل يتحقق بأي وسيلة ترفع عنهم الظلم وتحقق لهم القسط في ديارهم ودون قطع العلاقات مع دولهم.
رابعا: حقوق الأقليات الدينية أصبحت اليوم محفوظة بمواثيق دولية تستطيع الدول الإسلامية إلزام العالم بها دون اضطرار للحروب أو قطع العلاقات، وإنما مشكلة الأمة اليوم أنها في حال استضعاف لا تستطيع الدفع عن نفسها فضلا عن غيرها.

فنخلص إلى أن نصرة هؤلاء المستضعفين واجبة بقدر الإمكان وبكل الوسائل المتاحة، وأن هذه النصرة تأخذ اليوم شكلا جديدا لا يرتبط بما يُفهم من آية سورة الأنفال بحد ذاتها بل بغيرها من الآيات الدالة على وجوب الولاء والتناصر بين المؤمنين كقوله تعالى: { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين ... } الآية وغيرها من الآيات.. والله أعلم.​
 
عودة
أعلى