اشكالية تحتاج لترجيح العلماء

إنضم
24/01/2011
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر - البحر الاحمر
بسم الله الرحمن الرحيم
من منطلق فهم كتاب الله الفهم الصحيح
قال الله ((وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )) (43)
فالامثال قال الله عنها انها لايعقلها الا العالمون جعلنا الله واياكم من العالمين
انا استشكل علي اول مثل في القران ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) ))
هناك مثلان الاول هو الذي فيه الاشكال
من هو المشبة به ومن هو المشبة
وجدت 3 اقوال 1- ان المضروب له المثل هم الكفار (قول بعض اهل العلم ) هكذا قرات لكني لا علم من مع التوثيق

صل1 وشبة بمستوقد النار والثاني للكفار وشبهوا بالذين استوقدوا النار وهو قول الدكتور محمد علي دراز في كتابة النبأ العظيم
حيث قال (( 2- ان المضروب له المثل هم المنافقون وهو قول الجمهور 3- انه مثل مركب من جزئين الاول مثل للرسول على أن هذه الأوصاف التحقيقية للطائفتين لم تكن وحدها لتشفي النفس من العجب في أمرهم، فالعهد بالناس أنهم إنما يختلفون في الأمور الغامضة لا في الحقائق البينة، فاختلاف هؤلاء في شأن القرآن على وضوحه يعد شاذًّا عن العادات الجارية، محتاجًا إلى وصف تمثيلي يقربه من المشاهد المحس، حتى يطمئن القلب إلى إمكانه.
لذلك ضرب الله لكلتا الطائفتين مثلًا يناسبها.
فضرب مثلًا للمصرين المختوم على قلوبهم بقوم كانوا يسيرون في ظلام الليل فقامفيهم رجل استوقد لهم نارًا يهتدون بضوئها، فلما أضاءت ما حوله لم يفتح بعض القوم أعينهم لهذا الضوء الباهر، بل لأمر ما سُلبوا نور أبصارهم وتعطلت سائر حواسهم عند هذه المفاجئة. فذلك مثل النور الذي طلع به محمد1صل1في تلك الأمة على فترة من الرسل، فتفتحت له البصائر المستنيرة هنا وهناك، لكنه لم يوافق أهواء المستكبرين الذين ألفوا العيش في ظلام الجاهلية، فلم يرفعوا له رأسًا، بل نكسوا على رءوسهم ولم يفتحوا له عينًا بل خروا عليه صمًّا وعميانًا: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} ))
هكذا قال في المثل الاول وهو برأيه انهم الكفار
وقال في المثل الثاني ((وضرب مثلًا للمترددين المخادعين بقوم جاءتهم السماء بغيث منهمر في ليلة ذات رعود وبروق. فأما الغيث فلم يلقوا له بالًا، ولم ينالوا منه نيلًا. فلا شربوا منه قطرة، ولا استنبتوا به ثمرة، ولا سقوا به زرعًا ولا ضرعًا. وأما تلك التقلبات الجوية من الظلمات والرعد والبرق فكانت هي مثار اهتمامهم، ومناط تفكيرهم؛ ولذلك جعلوا يترصدونها: ويدبرون أمورهم على وفقها، لابسين لكل حال لبوسها: سيرًا تارة، ووقوفًا تارة، واختفاءً تارة أخرى.
ذلك مثل القرآن الذي أنزله الله غيثًا تحيا به القلوب، وثنبت به ثمرات الأخلاق الزكية والأعمال الصالحة؛ ثم ابتلى فيه المؤمنين بالجهاد والصبر وجعل لهم الأيام دولًا بين السلم والحرب، وبين الغلب والنصر. فما كان حظ بعض الناس منهم إلا أن لبسوا شعاره على جلودهم دون أن يشربوا حبه في قلوبهم أو يتذوقوا ما فيه من غذاء الأرواح والعقول، بل أهمتهم أنفسهم وشغلتهم حظوظهم العاجلة؛ فحصروا كل تفكيرهم فيما قد يحيط به من مغانم يمشون إليها، أو مغارم يتقونها، أو مآزق تقفهم منه موقف الروية والانتظار، وهكذا ساروا في التدين به سيرًا متعرجًا متقلبًا مبنيًّا على قاعدة الربح والخسر، والسلامة الدنيوية.
فكانوا إذا رأوا عَرَضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا وبرقت لهم "بروق" الأمل في الغنيمة ساروا مع المؤمنين جنبًا إلى جنب، وإذا دارت رحى الحرب وانقضت "صواعقها" منذرة بالموت والهزيمة أخذوا حذرهم وفروا من وجه العدو قائلين: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} أو رجعوا من بعض الطريق قائلين: {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} . حتى إذا كانت الثالثة فلم يلمحوا من الآمال بارقة ولم يتوقعوا من الآلام صاعقة بل اشتبهت عليهم الأمور وتلبد الجو بالغيوم، فهنالك يقفون متربصين لا يتقدمون ولا يتأخرون، ولكن يلزمون شِقَةَ الحياد ريثما تنقشع سحابة الشك شِقَةَ الحياد ريثما تنقشع سحابة الشك {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 1 {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا، وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} 2.
ذلك أبدًا دأب المنافقين في كل أمرهم؛ إن توقعوا ربحًا عاجلًا التمسوه في أي صف وجدوه، وإن توقعوا أذى كذلك تنكروا للفئة التي ينالهم في سبيلها شيء من المكروه. وإذا أظلم عليهم الأمر قاموا بعيدًا لا إلا هؤلاء ولا إلى هؤلاء، أما الذي يؤمن بالله واليوم الآخر فإن له قبلة واحدة يولي وجهه شطرها، هي قبلة الحق لا يخشى فيها لومة لائم.
وليس يبالي حين يُقتل مسلمًا ... على أي جنب كان في الله مصرعه ))
هكذا قال في المثل الثاني وهو برأيه عئد علي المنافقين
ورد بعد ذلك علي بعض الاشكالات حول هذه الايات
1- من هم الطائفة التي ضرب لها هذا المثل ؟
قال ((مضى جمهور المفسرين على أن قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} مشار به إلى أقرب الطائفتين في الذكر، وهم المنافقون
ولكن المروي عن ابن عباس وابن مسعود -رضي الله عنهما- أنه راجع إلى الكفار مطلقًا، وهذا هو الذي عولنا عليه؛
لأنه أقعد في المعنى وفي النظم؛
1-أما في المعنى فلأنه لا واسطة بين الهدى والضلالة {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} . وإذا كانوا كلهم عن الهدى ناكبين، وفي الضلالة مشتركين، فتخصيص الإشارة بالبعض مع إمكان رجوعها إلى الجميع صريحًا تخصيص بغير موجب.
2- وأما في النظم فلأن تناولها للطائفتين يتم به حسن المقابلة بين الإشارتين في قوله: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى} وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} ثم به يتم جمال الصنعة في تفريق الأقسام ثم جمعها، ثم تفريقها ثم جمعها. فقد رأيته يفرق الطائفتين في أوصافها الخاصة، ثم يجمعهما في هذا الوصف المشترك. وستراه يعود إلى تفريقهما في ضرب الأمثال، ثم يجمهما مرة أخرى مع سائر العالم في النداء الآتي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} .
لعلك ترى هنا شيئًا من المخالفة لكلام المفسرين، إذ جعلوا المثلين كليهما راجعين إلى المنافقين خاصة، وجعلناهما موزعين على الطائفتين، نشرًا على ترتيب اللف. ولكنك إذا رجعت بنفسك إلى أجزاء المثلين سترى معنا
1- أن المثل الأول ينطبق تمام الانطباق على الأوصاف التي ذكرها الله للكافرين،
2-وأن الذي ينطبق على صفات المنافقين إنما هو المثل الثاني وحده.
3- فهؤلاء القوم الذين {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} أليسوا هم أولئك القوم الذين {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} . وهذه الظلمات الثابتة المستقرة التي ليس فيها بصيص من نور وليس فيها تقلب ولا تذبذب، هل ترى فيها تصويرًا لألوان النفاق ووجوهه المختلفة باختلاف الأحوال؟
4- إنك لا تجد هذه الصورة إلا في المثل الثاني حيث يتعاقب فيه الظلام والنور، الوقوف والمسير. وكذلك ترى في المثل الثاني قومًا لهم أسماع وأبصار لم يذهب الله بها ولو شاء لذهب، وهذا مناسب لقوله في المنافقين: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} فوصفهم بالمرض ولميصفهم بالختم الكلي على القلوب والحواس.


نعم، يمكن تقرير كلام المفسرين على وجه صحيح إذا ضممنا إليه ضميمة. ذلك بأن نقول: إن المثل الأول يصور حال المنافقين في بواطنهم، وهو الأمر الذي يشاركون فيه سائر الكفار.

والمثل الثاني يصور حالهم في ظواهرهم، وهو الأمر الذي يتقلب عندهم بتقلب الدواعي؛ لأن تقلبهم إنما هو الظاهر لا الباطن. غير أن هذه الدعوى أيضًا محل نظر، إذ ما يدرينا، لعل نوع الكفر الذي يبطنه المنافق نوع خاص يتقلب فيه قلبه بالشك والتردد، وأن هذا الاضطراب الذي نشاهده على حركاته الظاهرة في أقواله وأعماله إنما هو صورة الاضطراب النفسي الذي يحس به هو في دخيلته بخلاف النوع الأول، وهو كفر المجاهرين، فهو طبيعة واحدة مصممة، حسبما تشهد به وحدة آثاره.
))
2- من هو مستوقد النار؟
قال ((قال :وهذا أيضًا غير ما ذكره المفسرون فقد جعلوا مستوقد النار مثلًا "للمنافق الذي تكلف النطق بكلمة الإسلام خداعًا، فلم ينتفع بها إلا يسيرًا في دنياه، ثم قضى أجله وأفضى إلى عمله، فإذا هو في الظلمات والخسران المبين". هكذا اعتبروا الضمائر المجموعة في قوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ....} إلخ, عائده إلى {الَّذِي اسْتَوْقَدَ} بمراعاة معناه، بعد أن عادت إلى الضمائر المفردة بمراعاة لفظه.
ونحن لا نزعم بطلان هذا التأويل، ولا ننكر إساغة اللغة له.

ولكن الوجه الذي عرضناه ها هنا في شرح المثل يجمع إلى صحته العقلية واللغوية أنه مستنبط من النظم القرآني نفسه. ونحسبه مع ذلك أقرب لأسلوب القرآن وأليق بجزالته. فإن لم يكنه فليكن أحد الوجوه التي يحتملها القرآن.
أما كيف استنبطنا هذا المعنى من النظم فإليك بيانه:

لقد نظرنا إلى المثلين فرأينا الأسلوب فيهما يتجه اتجاهًا متوازيًا؛ إذ وجدنا في صدر كل منهما حديثًا عن شيء
مفرد، وفي عجز كل منهما حديثًا عن جماعة. ثم نظرنا إلى المثل الثاني فرأينا الضمير المجموع فيه ليس راجعًا إلى مرجع الضمير المفرد، بل هو راجع باتفاق المفسرين إلى أمر مفهوم من فحوى الكلام هو القوم الذين نزل عليهم الصيب "ومعلوم أن هذه التشبيهات المركبة التي ينظر فيها إلى مقابلة المجموع بالمجموع لا يعني فيها بالمقابلة اللفظية الأحادية لأبين ما قبل الكاف وما يليها على الترتيب: بل ربما يكون الاختلاف بينهما كما هنا أمرًا مطلوبًا للبلغاء في وجيز الكلام يقصدون به التنبيه من أول الأمر على ما سيحدثون في التشبيه من طي وتقديم وتأخير، والتنبيه على أن المشبه به ليس هو مدخول الكاف وحده، وإنما هو قصة متعددة الفصول، هذا المدخول أحد فصولها. ذلك ليبقى السامع محتفظًا بانتباهه وتشوقه إلى تمام الكلام الذي به يظهر له التطابق بين طرفي التشبيه، وبه يمكنه رد كل شيء إلى شبهه -هذا الضرب في أسلوب القرآن كثير، منه قوله تعالى {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} [171: 2] وقوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ} [24: 10]، وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [19: 2].
3- هل مستوقد النار هم المنافقون ام الرسول :

قال : حينئذ عدنا إلى المثل الأول فقلنا: هل عسى أن يكون هو أيضًا سائرًا على هذا النهج حسبما يرشد إليه تعادل الأسلوبين؟ .. فيكون الضمير المجموع فيه ليس عائدًا إلى "الذي استوقد نارًا" بل إلى القوم الذي استوقدت النار من أجلهم، أليس السامع متى انتهى إلى كلمة "ما حوله" يزداد شعورًا بأن هنالك قومًا مشبهًا بهم؟ إذ سرعان ما ينتقل الذهن من المكان إلى السكان .. هذه الخطوة الأولى لم تلبث أن لحقتها الخطوات التالية: وهي أن النور الذي ذهب الله به إذًا كان هو نور أولئك القوم، ولم يكن هو ضوء النار التي استوقدها المستوقد فتلك النار إذًا لم تطفأ ولم يذهب ضوءها فما يكون مضرب المثل بهذا الضياء الذي بقي هو وذهب غيره؟ .. ألا يكون هو ضوء الهداية الحقيقية التي أبى الله إلا أن يتمها ولو كره الكافرون. ثم من يكون مضرب المثل بمستوقد النار؟ ... ألا يكون هو الهادي الأعظم صلوات الله عليه .. فقد استوقد شعلة الهداية الإسلامية، أي عالج إيقادها أمام زوابع من الفتن وأعاصير من المقاومات العنيفة، فلما أوقدها وأضاءت ما حوله رغمت بها أنوف أعداء الحق، الذين أكل الجهل والحسد قلوبهم، فانطمست بصائرهم، وكانوا كلما ازدادت هي تألفًا وإشراقًا، ازدادوا هم ظلمة وانتكاسًا.
عند هذا الحد تمت أركان التشبيه، واستقام هذا المعنى الجديد على أنه احتمال يمكن فهم الآية عليه بحسب اللغة والعقل وبحسب معهود القرآن أيضًا في ضربه النور والضياء مثلًا للهدى والإيمان، والظلمة والعمى مثلًا للجهل والكفران، بيد أن اتفاق التفاسير التي بأيدينا على جعل مستوقد النار مثلًا للمنافقين جعلنا نتهيب تأدبًا أن نضربه مثلًا للرسول الأمين من غير شاهد يؤيد ذلك من الكتاب أو السنة .. وما برحت هذه المخالفة التي تحيك في الصدر وتبعد اطمئنان القلب إلى هذا المعنى حتى ظفرنا بشاهده الصريح الصحيح في حديث النبي عن نفسه، حيث يقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار تقع فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها. فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها" رواه الشيخان. نعم التمثيل به في الحديث من وجه غير الوجه الذي في الآية، ولكن هذا لا يضير، إذ المثل الواحد يضرب لمعان متعددة باعتبارات مختلفة، والذي يعنينا إنما هو وقوع التمثيل به للنبي الكريم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو صريح في صدر الحديث كما نرى. فبذلك ازدادت النفس ركونًا إلى صحته.
))
اذن هو يقر ان المثل الاول ذو شقين الاول معني بالرسول والثاني معني بالكفار
في النهاية
خلاصة الاشكالات التي اطلب من العلماء حلها
الاشكالات كالاتي :-
1- ما هي اقوال العلماء المتقدمين في تفسير الايه السابقة لها (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) )
مع العلم ان ابن الجوزي يقول ( [FONT=&quot]قوله تعالى : { [/FONT][FONT=&quot]أولئك الذين اشتروا الضلالة[/FONT][FONT=&quot] بالهدى } .[/FONT]
[FONT=&quot]في نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها نزلت في جميع الكفار ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس . والثاني : أنها في أهل الكتاب ، قاله قتادة والسدي ومقاتل . والثالث : أنها في المنافقين ، قاله مجاهد . واشتروا : بمعنى استبدلوا ، والعرب تجعل من آثر شيئاً على شيء مشترياً له ، وبائعاً للآخر ، والضلالة والضلال بمعنى واحد .[/FONT]
[FONT=&quot]وفيها للمفسرين ثلاثة أقوال .[/FONT]
[FONT=&quot]أحدها : ان المراد هاهنا الكفر ، والمراد بالهدى : الإيمان ، روي عن الحسن وقتادة والسدي .[/FONT]
[FONT=&quot]والثاني : أنها الشك ، والهدى : اليقين .[/FONT]
[FONT=&quot]والثالث : أنها الجهل ، والهدى : العلم .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي كيفية استبدالهم الضلالة بالهدى ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم آمنوا ثم كفروا ، قاله مجاهد . والثاني : أن اليهود آمنوا بالنبي قبل مبعثه ، فلما بعث كفروا به ، قاله مقاتل . والثالث : أن الكفار لما بلغهم ما جاء به النبي من الهدى فردوه واختاروا الضلال ، كانوا كمن أبدل شيئا بشيء ، ذكره شيخنا علي بن عبيد الله .[/FONT]
[FONT=&quot]قوله تعالى : { فما رَبحَتْ تِجارَتُهم } .[/FONT]
[FONT=&quot]من مجاز الكلام ، لأن التجارة لا تربح ، وإنما يربح فيها ، ومثله قوله تعالى : { بل مكر الليل والنهار } [ سبأ : 33 ] يريد : بل مكرهم في الليل والنهار . ومثله { فاذا عزم الأمر } [ محمد : 21 ] أي : عزم عليه . وأنشدوا :[/FONT]
[FONT=&quot]حارثُ قد فرَّجْتَ عني همي [/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][FONT=&quot] فنام ليلي وتجلى غمّي[/FONT]
[FONT=&quot]والليل لا ينام ، بل ينام فيه ، وإِنما يستعمل مثل هذا فيما يزول فيه الإِشكال ، ويعلم مقصود قائله ، فأما إذا أضيف إلى ما يصلح أن يوصف به ، وأريد به ما سواه ، لم يجز ، مثل أن تقول : ربح عبدك ، وتريد : ربحت في عبدك . وإلى هذا المعنى ذهب الفراء وابن قتيبة والزجاج .[/FONT]
[FONT=&quot]قوله تعالى : { ومَا كانوا مُهتَدين } .[/FONT]
[FONT=&quot]فيه خمسة أقوال . أحدها : وما كانوا في العلم بالله مهتدين . والثاني : وما كانوا مهتدين من الضلالة . والثالث : وما كانوا مهتدين إلى تجارة المؤمنين . والرابع : وما كانوا مهتدين في اشتراء الضلالة . والخامس : أنه قد لا يربح التاجر ، ويكون على هدىً من تجارته ، غير مستحق للذم فيما اعتمده ، فنفى الله عز وجل عنهم الأمرين ، مبالغة في ذمهم .[/FONT]
[FONT=&quot](زاد المسير لعلم التفسير 1/24 ))[/FONT]
[FONT=&quot]2-ما مدي صحة قول ابن الجوزي ان ابن عباس وابن مسعود قالاه وما مدي صحه الروايات المنقوله عنهما في هذه الايات عامتا ؟[/FONT]

[FONT=&quot]3- وهي معني ذلك تقويه القول بان المثل مضروب في الكفار علي انه يصبح السياق ان المثل مضروب في الكفار ؟[/FONT]

[FONT=&quot]4-ما وجه ضرب مثل للمجموع بضمير المفرد في اللغة والقران ؟[/FONT]
[FONT=&quot]5- ما مدي انطباق الحديث (( [/FONT]إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار تقع فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها. فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها [FONT=&quot]))رواه الشيخان علي الاية وشهادته لها؟[/FONT]
[FONT=&quot]6- هل لو قلنا ان المستوقد هم المنافقون وافتراض ان الزيادة في المبني زيادة في المعني فبذلك يكون المنافقون طلبوا الهداية والايمان ولكن الله ذهب بنورهم اليس هذا ينافي قول الله والذين اهتدوا زادهم هد(( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17) )) وما عاذ الله ان يكون هناك تناقض ؟[/FONT]
[FONT=&quot]7- كما هو معلوم ان النار بها النور والحرارة النور هو الايمان واظهار الحق والبينة والحرارة في رأيي هي اوامر الاسلام وزواجرة فهي يمكن القول بان الرسول اوقد للناس النار اي دعاهم للايمان واظهر لهم الحق والبينة (الهداية العامة )لكنهم استحبوا الكفر علي الايمان واشتروا الضلالة بالهدي فجازاهم الله بان ذهب بنورهم وتركهم في ظلمة الكفر والاشراك[/FONT]
[FONT=&quot]8-اليست الاية التالية لها ((صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18))) تشهد للقول القائل بانهم الكفار فهي اليق بالسياق لان الكفار لايتقلبون بين الكفر و الايمان كما هو حال المنافقين وكما يبينه قول الله ((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)))[/FONT]
[FONT=&quot]9- اليست كلمة نورهم تشهد بالمغيره بين مستوقد النار والمستوقد لهم [/FONT]

[FONT=&quot]10- ارجوا الترجيح بين الاراء في سياق علمي بحت [/FONT]

[FONT=&quot]ارجو ممن مكنة الله من العلم بالا يبخل علينا بحقنا وحق الله عليه ويجيبنا في امرنا هذا[/FONT]
[FONT=&quot]ارجوا مشاركة الشيخين الفاضلين (د .عبدالرحمن الشهري - والشيخ مساعد الطيار )[/FONT]
[FONT=&quot]وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم[/FONT]
 
كتب في أمثال القران

كتب في أمثال القران

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أنصح الباحثين لتفسير أيات الامثال بالرجوع إلي الكتب التالية . و الله أسأل أن ينفع بكم الإسلام و المسلمين
الأمثال في القرآن
· الأمثال من الكتاب والسنة تأليف أبي عبد الله محمد بن علي ابن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي المتوفى سنة 320 هـ .
· أمثال القرآن تأليف إبراهيم بن محمد بن نفطويه المتوفى سنة 323 هـ.
· الأمثال الكامنة في القرآن تأليف أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق القضاعي .
· أمثال القرآن تأليف أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المتوفى سنة 381 هـ.
· أمثال القرآن لأبي عبد الرحمن بن حسين السلمي النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ .
· أمثال القرآن لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بالماوردي الفقيه الشافعي المتوفى سنة 450 هـ .
· درر الأمثال لابن أبي الأصبع العدواني المتوفى سنة 654 هـ .
· الأمثال في القرآن الكريم تأليف ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751
· ضرب الأمثال في القرآن أهدافه التربوية وآثاره عبدالمجيد البيانوني دار القلم دمشق الدار الشامية بيروت الطبعة الأولى1411 هـ 1991م .
· أمثال القرآن وصوره من أدبه الرفيع تأملات وتدبر عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني دار القلم دمشق الطبعة الثانية 1412 هـ 1992م.
· الأمثال في القرآن الكريم تأليف الدكتور الشريف منصور بن عون العبدلي عالم المعرفة للنشر والتوزيع .
· معجم الأمثال في القرآن الكريم سميح عاطف الزين دار الكتاب اللبناني .
التربية بضرب الأمثال تأليف عبدالرحمن النحلاوي دار الفكر دمشق دار الفكر المعاصر بيروت الطبعة الأولى 1419 هـ 1998م
أخوكم في الله : سعيد أحمد
 
لا يصح للمستوقد أن يكون مثلا للمنافقين- لأن المنافقين في هذه الحالة يكونون طالبين للهداية ورافضين للظلمات والضلال- ومن المعروف أن المنافقين اشتروا الضلالة بالهدى--
ولا تستقيم صورة المثل مع قوله تعالى: "ذهب الله بنورهم" وقد كانوا جادين في إيقاد النار والتخلص من الظلام
وفي هذه الحالة تنعكس أجزاء الصورة : حيث يصبح النور رمزا للكفر فالقوم جادون في طلبه وتصبح الظلمة رمزا للإيمان لأن القوم نافرون منها"
ولو صح أن المستوقد يمكن أن يحمل على أنه رمز للرسول الكريم , يكون تقدير الكلام كالتالي: مثل المنافقين مع الرسول
 
عودة
أعلى