استنبطت فائدة عظيمة! ، لا أدري عن صحتها

إنضم
24/07/2011
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الطلاب ، أساتذتي المشايخ ، وفقني الله وإياكم لقيام العشر والاعتكاف فيها .


أما بعد ، فعند قراءتي للآية : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}، استنبطت معنى عظيم ، وهو أن كل من أخذ الكتاب بقوة يؤتيه الله الحكم ولو كان صبياً ، فهل هذا صحيح ، وماالمراد بالحكم ؟ وكيف يؤخذ الكتاب بقوة ؟
 
أحسن الله إليك أخى الكريم .
والحُكم : اسم للحكمة . والمراد بها النّبوءة ، كما جاء في سورة يوسف عليه السلام في قوله تعالى : { ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً } في سورة يوسف ( 22 ) ، فيكون هذا خصوصية ليحيى أن أوتي النبوءة في حال صباه . وقيل : الحكم هو الحكمة والفهم .
و صَبِيّاً } حال من الضمير المنصوب في { وءاتيناه } . وهذا يقتضي أن الله أعطاه استقامة الفكر وإدراك الحقائق في حال الصبا على غير المعتاد ، كما أعطى نبيئه محمداً صلى الله عليه وسلم الاستقامة وإصابة الرأي في صباه . ويبعد أن يكون يحيى أُعطي النبوءة وهو صبي ، لأن النبوءة رتبة عظيمة فإنما تعطى عند بلوغ الأشُدّ . واتفق العلماء على أن يحيى أعطِي النبوءة قبل بلوغ الأربعين سنة بكثير . ولعل الله لما أراد أن يكون شهيداً في مقتبل عمره باكره بالنبوءة .
هذا ما مال إليه العلامة ابن عاشور ، وعليه فإن استنباطك أخي الفاضل ينسبك مع كون الحكم هو الفهم الثاقب والإدراك الفاقه والاستقامة في الفكر ، وهذا أيضا ينسجم مع تفسير أخذ الكتاب بقوة أي بعزيمة وثبات .
والحياة شاهدة على ذلك فما من طالب علم يتوكل على مولاه ويصمم على الطلب ويعزم على أن يكون شيئا مذكورا في دنيا العلماء ويَثْبُت على تحصيل العلم محتسبا ذلك في سبيل الله إلا أعطاه الله الفهم الثاقب والسبق الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الطلاب ، أساتذتي المشايخ ، وفقني الله وإياكم لقيام العشر والاعتكاف فيها .


أما بعد ، فعند قراءتي للآية : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}، استنبطت معنى عظيم ، وهو أن كل من أخذ الكتاب بقوة يؤتيه الله الحكم ولو كان صبياً ، فهل هذا صحيح ، وماالمراد بالحكم ؟ وكيف يؤخذ الكتاب بقوة ؟

بوركت يا أخي.
لو كانت الآية {يا يحيى خذ الكتاب بقوة فآتيناه الْحكم صبيا} (بالفاء) لكان ما ذهبت إليه صحيحا واضحا. ولكن في هذه الحالة هو استنباط منك وهو جيد إلا أنه لا يستطيع أن يحسم به أحد.
واستنباطك في نفسه رائع تنقصه قوة أكثر من النص. هذا ما بدا لي الفقير.
 
أبو مهند :

جزاك الله خير يا أستاذ ، ونفع بعلمك ، فلقد استفدت منك ، ولكن لفت نظري أن الله لم يقل خذ العلم بقوة بل قال خذ الكتاب ، فأشعر أن الطالب كلما كان إلى الكتاب أقرب كان إلى الحكم أقرب .
 
بوركت يا أخي.
لو كانت الآية {يا يحيى خذ الكتاب بقوة فآتيناه الْحكم صبيا} (بالفاء) لكان ما ذهبت إليه صحيحا واضحا. ولكن في هذه الحالة هو استنباط منك وهو جيد إلا أنه لا يستطيع أن يحسم به أحد.
واستنباطك في نفسه رائع تنقصه قوة أكثر من النص. هذا ما بدا لي الفقير.

أهلاً بياسر ، وجزاك الله خيراً على ماتفضلت والله ما أدري أناديك بـــ: ياأخي أو بــــ: ياأستاذ ،لأن مؤهلك العلمي لم يظهر عندي ، وعلى كل حال هل تكون الواو هنا بمعنى الفاء؟ ، وما فائدة جمع الجملتين في آية واحدة ؟
 
شكرا جزيلا يا أخي وإني أخوك بل أنا تِرْبُك إذ أنا في ماجستير الشريعة.
والعبد الفقير لا يرى الواو بمعنى الفاء ولا أدري هل جاءت الفاء في قراءة غير هذه ولست من أهل القراءات. وأما جمع الجملتين في الآية فهو لدي مجرد إخبار فضل يحيى عليه السلام. هي بضع آيات (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا). فكل هذا إخبار لفضله عليه السلام.
ثم ليس إيتاء الحكم أو الحكمة متوقفا على أخذ الكتاب بالقوة بل هو معطى للأنبياء.
(فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيل)
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِين)

هذا ما بدا لي والله أعلم. وأنا سعيد بتأملك في معاني القرآن بمثل هذا الأسلوب. علّمك الله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أليس كل عطاء يليق بالمعطي ؟ وإذا علمنا عظم المعطي جل جلاله في هذه الآية الكريمة إلا يدلنا ذلك على عظم عطائه وجوده وكرمه؟
ثم هل يجوز لنا أن نقول : لو قال الله ... لكان المعنى ...؟
ولعل الأحبة يجمعون بين الآية السابقة وقول الله تعالى في سيدنا عيسى ابن مريم صلوات الله وسلامه عليه :
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً) (مريم29-31)
 
أحييكم إخواني أهل الفضل وكل عام وأنتم بخير ، وأحب أن ألفت نظر أخي ياسر ـ فتح الله له وعليه ـ أن لا دخل للتلازمية والاضطراد المطلق بين من أخذ العلم بجد ونشاط وإتيان الحكمة وفصل الخطاب إذ الأمر راجع إلى مشيئة الله تعالى ، ولو قلنا إن التلازم في هذه الآية على الاضطراد بحيث إنه لا يتخلف ـ خاصة في غير الأنبياء ـ لكان لدخول الفاء أو الواو والفرق بينهما وجاهته .
أما إذا قلنا : إن من أخذ العلم واقترب من المكتوب فهو موفق لهدايات الله وحكمته وجعل هذا الفهم لطيفة أو استنتاجا أو استنباطا فلا يقاس بمعيار ما ذكرت .
ولمزيد من المسامرة إليك فائدة تخص الفاء وهل تأتي بمعنى الواو أو العكس؟
مجيء الفاء بمعنى الواو:ـ
قال العز ابن عبد السلام عن قوله ـ تعالى ـ :" وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا " ([FONT=&quot][1]http://vb.tafsir.net/#_ftn1) " الفاء ف[/FONT]ي "فجاءها بمعنى الواو، لأن الهلاك وقع مع العذاب بلا مهلة نحو: أعطىفأحسن"
أيد العز في نصه السابق صحة مجيء الفاء مطلق الجمع أي: نفى الترتيب عنها، موافقا بذلك ما ذهب إليه الفراء من جواز ذلك " إذا كان معنى الفعلين واحدا أو كالواحد، قدمت أيهما شئت" ([FONT=&quot][2]http://vb.tafsir.net/#_ftn2) حتى أنه مثل بما مثل به الفراء " أعطيت فأحسنت فلم يكن الإحسان بعد العطاء، ولا قبله، وإنما وقعا معا، فاستجيز ذلك" ([FONT=&quot][3][/FONT]) ونسب ذلك للكوفيين عامة، ([FONT=&quot][4][/FONT]) واختاره علاء ال[/FONT]دين الإربلى. ([FONT=&quot][5]http://vb.tafsir.net/#_ftn5)[/FONT]
ونسب للجرمى جواز ذلك في الأماكن والمطر خاصة كقولهم: عفا بمكان كذا فمكان كذا، وإن كان عفاؤهما في وقت واحد،ونزل المطر بمكان كذا فمكان كذا، وإن كان نزوله في وقت واحد. ([FONT=&quot][6]http://vb.tafsir.net/#_ftn6)[/FONT]

الواو للترتيب (والترتيب خاص بالفاء وثم )
وذهب قوم إلى أنها للترتيب. وهو منقول عن قطرب، وثعلب، ..... ولكن قال هشام والدينوري: إن الواو لها معنيان: معنى اجتماع، فلا تبالي بأيتهما بدأت، نحو: اختصم زيد وعمرو، ورأيت زيداً وعمراً، إذا اتحد زمان رؤيتهما. ومعنى اقتران، بأن يختلف الزمان، فالمتقدم في الزمان يتقدم في اللفظ، ولا يجوز أن يتقدم المتأخر. وعن الفراء أنها للترتيب حيث يستحيل الجمع. وقد علم بذلك أن ما ذكره السيرافي والفارسي والسهيلي، من إجماع النحاة، بصريتهم وكوفيهم، على أن الواو لا ترتب، غير صحيح.
قال ابن الخباز: وذهب الشافعي، رضي الله عنه، إلى أنها للترتيب. ويقال: نقله عن الفراء. وقال إمام الحرمين في البرهان: اشتهر، من مذهب أصحاب الشافعي، أنها للترتيب، وعند بعض الحنفية للمعية، وقد زل الفريقان.
وقال ابن مالك في التسهيل: تنفرد الواو بكون متبعها في الحكم محتملاً للمعية برجحان. وللتأخر بكثرة، وللتقدم بقلة. قيل: وهو مخالف، في ذلك، لكلام سيبويه وغيره.
وقال ابن كيسان: لما احتملت هذه الوجوه، ولم يكن فيها أكثر من جمع الأشياء، كان أغلب أحوالها أن يكون الكلام على الجمع، في كل حال، حتى يكون في الكلام ما يدل على التفرق.
أ.ه من بحث لابننا د. هشام البلتاجي ومن كتاب الجنى الداني .
مع تحياتي
[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] الأعراف (4).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] معانى القرآن (1/371).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] معانى القرآن (1/372).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] انظر: رصف المبانى (377).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] جواهر الأدب (63).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] انظر: الجنى الدانى (63)، المساعد (2/448)، الهمع (3/192).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][7][/FONT])[/FONT]
[FONT=&quot] انظر فى تلك التأويلات: شرح الجمل لابن عصفور (1/234،233)، شرح الجمل لابن خروف (1/321)، المغنى (1/374).[/FONT]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم هل يجوز لنا أن نقول : لو قال الله ... لكان المعنى ...؟
لا أدري هل يجوز هذا أم لا. أما ما قلته (لو كانت الآية كذا) فهذا سائغ إذا أردنا فهما أو تفهيما.

أحييكم إخواني أهل الفضل وكل عام وأنتم بخير ، وأحب أن ألفت نظر أخي ياسر ـ فتح الله له وعليه ـ أن لا دخل للتلازمية والاضطراد المطلق بين من أخذ العلم بجد ونشاط وإتيان الحكمة وفصل الخطاب إذ الأمر راجع إلى مشيئة الله تعالى ، ولو قلنا إن التلازم في هذه الآية على الاضطراد بحيث إنه لا يتخلف ـ خاصة في غير الأنبياء ـ لكان لدخول الفاء أو الواو والفرق بينهما وجاهته .
أما إذا قلنا : إن من أخذ العلم واقترب من المكتوب فهو موفق لهدايات الله وحكمته وجعل هذا الفهم لطيفة أو استنتاجا أو استنباطا فلا يقاس بمعيار ما ذكرت .
ليتك وضحت لي هذه فإني لم أفهم.
الواو للترتيب (والترتيب خاص بالفاء وثم )
وليتك ضربت مثالا من القرآن لهذا.

وشكرا جزيلا للجميع.
 
ليتك وضحت لي هذه فإني لم أفهم.....وليتك ضربت مثالا من القرآن لهذا.
يا طالب العلم الشرعي أخاطبك باسمك وأنت من أتراب تلاميذ تلاميذي جبرا لقلبك وحبا لك وأنت تخاطبني بكاف الخطاب هل في دياركم "رمضان كريم " ؟؟!

هذا لا يؤثر على إجابتي على مطلوبك إذ طلبت مثالا ودونك أمثلة لتطالع ما قاله العلماء في الواو الموجودة في كل آية مما قيدته لك وتتحفنا بنتيجة بحثك .
" قوله تعالى " مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147){النساء}
وقوله تعالى:" وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12){المائدة}
وقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27{النور}
 
يقول الإمام عبد الحميد الفراهي تعليقا على هذه الآيات : { يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }: وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا }: وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا } أي آتيناه صفات ثلاث : الفهم , والمحبة , وطهارة الأخلاق فاتصف حسب ذلك فصار تقيا فاجتنب مايضر , وأحب والديه , وحسن خلقه فلم يظلم من دونه ولم يسخط من فوقه ،
 
التعديل الأخير:
معذرة لأستاذنا أبي المهند وأرجو حضرتكم ألا يؤاخذني على هذا. وأنا فعلا من تلاميذ تلاميذكم.

يا طالب العلم الشرعي أخاطبك باسمك وأنت من أتراب تلاميذ تلاميذي جبرا لقلبك وحبا لك وأنت تخاطبني بكاف الخطاب هل في دياركم "رمضان كريم " ؟؟!
شكرا جزيلا على هذا الإرشاد باللطف والمحبة والكرم. لكن يا أستاذنا إني لست من بلاد العرب ولذا معرفتي بالأساليب العربية الحاضرة قليلة وتعلمت اللسان العربي على أيدي أساتذة عرب منهم كان أسن ومنهم كان كهلا وكنا نخاطبهم جميعا بكاف الخطاب. وأليس خطاب الجمع دخيلا في العربية إذ لم نجد ما يستشهد به عليه من الفصحى. (وما وجدته حتى بعد ما سألت عنه من كبار أساتذنا).
والله كنت أذهب (كان يخاطب التابعون الصحابة بهذه الصيغة وكان يخاطب الصحابة بها أيضا وهم القدوة في هذا الأمر). ولم يكن أسلوبي إلا محبة للفصحى وللحفاظ على الأسلوب العربي الأصيل.
وخطاب الجمع للمخاطَب المفرد إنما هو دخل من العجم (لعله من الفارسية) إلى العربية. ولم يكن تمسكي بكاف الخطاب إلا حبا للعربية.
ومع هذا كله إذا صار هذا الدخيل جزءا من اللغة فلعله يجب عليّ أن ألاحظه بالرغم من المحبة للعربية الأصيلة.
وأعوذ بالله أن أكون من يسيء الأدب. سوف أخاطب حضرتكم بأحسن الأساليب الحاضرة إن شاء الله.
مع كل هذا أنا آمل أن أدبي لكم وأنتم كذلك لا يمنعونني من المناقشة في الأمور العلمية.
الليلة ليلة وتر وسأسهم بما يجري حول الواو والفاء بعد ساعات معدودة قبيل الفجر أو بعده إن شاء الله. راجيا لإرشادكم ونظركم على ما سأقول باللطف والكرم. لأنني قد استفدت من عنايتكم بالمشاركة السابقة وأطمع أن أحتظ بالمزيد من بركاتكم. نحن نتعلم بإرشاد الأساتذة على أخطائنا.
ورمضان كريم والله أكرم وأعز.
 
.
وخطاب الجمع للمخاطَب المفرد إنما هو دخل من العجم (لعله من الفارسية) إلى العربية. ولم يكن تمسكي بكاف الخطاب إلا حبا للعربية.
نفعك الله يا أستاذ ياسر ببركات رمضان وعتاقته ، وفتح على يديك قلوبا غلفا وأنار بك حوالك الظلمات في بلاد العرب والعجم ، وقد سحبت عتابي السابق بالكلية للأسباب التي ذكرتَها هذه واحدة ، ولكونك لم تصلك وجهتى من { الكاف } هذه الثانية .
إذ لم أكن أداعبك على مخاطبتك إياي بــ " ك" أو "كم" أو مقابلة المفرد بخطاب الجمع ـ أستغفر الله ـــ بل لنسيانك من حيَّاك باسمك حبا لك ورفعا لمقامك أن تحييه بمثل ذلك أو ترده .
ومن بركات أدبك: أدعوك أن تستعن بالله ثم بتفسير الآلوسي والنيسابوري لبيان معاني الواو في الآيات المذكورة فستجد مبتغاك .
 
شكرا جزيلا يا أستاذي على قبولكم لعذري وعلى قبولكم لاعتذاري.
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا.
وإني لنسيت العمل بها ورددتموني إليها شكر الله لكم.
وأنا محتظ فعلا إذ أستفيد بعلمكم ودعائكم وحبكم فيا لها من بركات والحمد لله.
إن العجلة من الشيطان وكان مشاركتي ذلك الخشن اليابس في العجلة فجعلتُ أترُكُ أشياء كثيرة إلى أن كتبت سطرين خاويين. ولا أكاد أذكر سبب العجلة.
وتلطفكم يحرضني على أن أعرض بضاعتي لكم حتى تُستَكْشَف قيمتها.
سأسألكم عما كنت أفكر, أكان صوابا؟
 
كنت حينما أشرت إلى الفاء قصدت به الفاء السببية. فيكون المعنى يا يحيى خذ الكتاب بقوة فلما أخذه آتيناه الحكم في الصبا. هل يسوغ هذا أم هو من الظن والتخمين يا أستاذي؟
فكما أن الآية ليس فيها الفاء (السببية أو غيرها) فلا تساند الاستخراج المذكور الذي ذهب إليه الأخ عامر.

وهناك استفادة واستفسار جانبي. أليس الترتيب من خصائص الواو العاطفة يا أستاذي؟ والواو في هذه الآية للاستئناف كما ذهب إليه محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش في إعرابه؟
أرجو الإفادة على الخطأ والإقرار على الصواب.
 
سوف أقوم بما نصحتموني إن شاء الله العزيز وأرجو منكم الدعاء لسداد رؤيتي.
 
الأخ المهذب ياسر أعزه الله .
القضية يُختصر صوابها في أن طالب علم ـ وفقه الله ـ قرأ الآية الكريمة المذكورة فاستنتج هذه نتيجه هي :" أن من طلب العلم بعزيمه يمنحه الله العلم ويهديه طرق الحكمة " وهذه نتيجة معتبرة لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
السؤال محط استفهامك أخي الكريم :" هل هذا الاستنتاج قاعدة لا تتخلف بمعنى أن كل من أخذ ....لابد أن يؤتي الحكمة وحتما ؟
الجواب : لا بل هذا تفضل من الله على من شاء ، ومحل اليقين بالله أن يهب المثابر الصابر على طلب العلم الحكمةَ ،ولو كانت الواو في الآية " فاء" لكان هذا التوفيق قاعدة لا تتخلف لسببيتها كما تفضلتَ والواو استئنافية كما تفضلتَ أخي الكريم .
وهذا النقاش يذكرني بنقاش طويل حصل حول قوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) البقرة .في ملتقانا هذا ، من كون العلم من نواتج التقوى ، ومن كون الصناعة الإعرابية في الآية { الواو } لا تساعد على ذلك الاستنتاج ، لكن صحة المعنى جعلت كثيرا من العلماء يخرجون عن هذه الصناعة لتأييد ربط التقوى بالعلم وتلازمهما .
وقد حاولت استخراج رابط هذه المشاركة فما استطعت .
 
الدكتور / عبد الفتاح خضر بارك الله فيكم ، ونفع الله بكم ، وعلّمني الله وإياكم
 
السلام عليكم
د/ عبد الفتاح خضر
ذكرتم فى أول مشاركة لكم أن الحكم هو النبوءة
وهو ماجعل المحاورة تسير فى الاتجاه الذى سارت فيه
ولكننى عند قراءتى لقول الله تعالى :" أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ....." الأنعام 89 أجد النبوة غير الحكم ؛
ثم إن الاحتجاج بما أوتى يوسف فغير وارد لأن يوسف " ولما بلغ أشده ءاتيناه حكما وعلما ..." حكم وليس الحكم .
وعليه فما أُوتى يحيى عليه السلام إما أن يكون الحكمة وإما أن يكون الفصل فى المنازعات والقضاء بين الناس
وعليه يكون تقدير المعنى : يايحيى خذ الكتاب بقوة- فأخذه فكان عالما -وءاتيناه الحكم ؛ وذلك لأن أخذ الكتاب ليس مجرد تناوله باليد ولكن مافيه من العلم ، والحكم لن يكون إلا بعد العلم
والأخذ بقوة إنما يعلل لماذا كان له الحكم وهو صبى .. فعادة مايكون القضاة مسنين من أجل العلم والخبرة .
والأخذ بقوة هو ما أهله أن يكون حاكما وهو صبى .

والله أعلم
 
شكرا جزيلا يا أستاذي لقد أرويتم غلتي ولم تبقوا سؤالا.
وما تفضلتم بالإشارة إلى آية تعليم التقوى, ما طالعت هذا النقاش وكنت - بحمد الله تعالى - لم أكن مطمئنا على وضوح الاستنتاج منه لبعض الناس والسبب كما ذكرت في الواو ورفع يعلمكم.
والله يا أستاذي لقد علمتموني وأفدتموني كثيرا في هذه المشاركات الثلاثة القليلة. يا ليتني كنت قريبا منكم فلم ينقطع نوء هذا التعليم.
 
تفضل يا أستاذ مصطفي بمراجعة ما سطرتُه في المشاركة الأولى وإثبات أن الكلمة محتملة ولم أجزم بمعنى واحد للحُكْم ، والحكم عند عامة المفسرين : الحكمة النظرية والعملية والفقه في الدِّينِ أو فصل الخصومات، وفي الآية التى معنا : النبوة أو الحكمة .
والتى في يوسف " حكما" وقد استغربت أن يكون معناها الحكمة في حين أن الفارق هو التنوين وهو للتفخيم والتعظيم ولا غرابة قال المولى : " { اتَيْنَاهُ حُكْمًا } حِكمةً وهو العلم المؤيَّدُ بالعمل أو حكماً بين الناس وفقهاً أو نبوة { وَعِلْماً } أي تفقهاً في الدين ، وتنكيرُهما للتفخيم أي حكماً وعلماً لا يُكتنه كُنهُهما ولا يقادَرُ قدرُهما فهما ما آتاه الله تعالى عند تكاملِ قُواه سواءٌ كانا عبارةً عن النبوة والحُكم بين الناس أو غيرِهما" أ.ه من الإرشاد
 
السلام عليكم
بارك الله فيك استاذنا
نتكلم عن التلازم بين أخذ الكتاب بقوة واتيانه الحكم
فإن أدخلنا النبوة فى معنى الحكم وجدنا هذا التلازم بعيدا .

والنبوة قام دليل من آية الأنعام 89 أنها ليست فى معنى الحكم ولاهى جزء منه
إذن يبقى أن الحكم هو الحكمة النظرية والعملية والفقه فى الدين أو فصل الخصومات كما تفضلتم
فما المانع من التلازم بين هذا وأخذ الكتاب بقوة ؟
ولماذا نقول بالتلازم بين التقوى والعلم هناك ... ونمنع التلازم بين أخذ كتاب الله بقوة والحكم هنا ؟

وإنه لمن المفيد فهم الآية سياقها التاريخى والمجتمعى
فزكريا بلغه الكبر ويخاف على الكتاب ؛ يخاف عليه ممن وراءه من الموالى ... فمطلوب ممن أنيط به وراثة الكتاب أن يأخذه بقوة ويحميه من أولئك الذين أفسدوا عقائد بنى اسرائيل وحرفوا كتبهم
ويحيى عليه السلام لم يأخذ الكتاب وحيا ... بل أخذه قراءة ودراسة وتعلماً ... فلما لايكون ثمرة ذلك أن يُؤتى الحكم صبيا؟
يحيى عليه السلام مذكور فى سورة الأنعام ضمن الرسل المشار إليهم فى الآية " أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ..." فهو قد أوتى الكتاب -التوراة - وأمر أن يأخذه بقوة فأخذه ؛ وأوتى الحكم ؛ وأوتى النبوة التى عطفت على الحكم فى الآية فهى غيره قطعا .
لقد ذُكرت نبوته عليه السلام فى سورة آل عمران 39 "..... وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين "؛ وفى الأنعام 85 "وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين " ، ولم تذكر فى مريم والتى ذكر فيها أنه أخذ الكتاب بقوة من أبيه - زكريا عليه السلام - وأُوتى الحكم صبيا فى حياة أبيه الذى كان برا به وبوالدته
ومن هنا أقول أن اتيانه الحكم سنة جارية ... وليس فضلا
لأن الفضل يُنص عليه " ولقد ءاتينا داود منا فضلا ياجبال أوبى معه والطير " هذا فضل لأنه مهما عمل انسان فلن تؤوب الجبال معه والطير ، لأن هذا ليس من سنن الله فى خلقه
أما اتيان الحكم فهو متاح للجميع وفق سنن سنها الله فى الخلق .؛
ومنها أخذ الكتاب بقوة
والله أعلم
 
عودة
أعلى